المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فن إدارة الذات / كيف تخطط لحياتك؟


نرجس*
30-05-2012, 09:16 PM
(1) .. تعرف على التخطيط
http://upload.illaftrain.co.uk/uploads/images/ng6kqd.jpg

التخطيط هو النشاط الذي ينقلك من وضعك الحالي، وأهداف حاضرك إلى ما تطمح بالوصول إليه، وذلك عن طريق تصميم أعمالك، ووضع برامجك، وتطوير الخطوات الفعالة لتحقيقه، وكأني بهذا التخطيط قد حاز من اسمه نصيبًا، فهو بمثابة خطوط ترسمها بفرشاة الرسالة والرؤية، خطوط تصل بين وضعك اليوم، وما ينبغي أن تنجزه من أهداف؛ لكي تحول تلك الرسالة والرؤية إلى واقع من النجاح والتميز.

بل يضيف عالم الإدارة هنري فايول إلى معنى التخطيط بعدًا هامًا حين يقول: (التنبؤ بما سيكون عليه المستقبل، مع الاستعداد لهذا المستقبل)، فليس المعنى من التخطيط أن ترسم الطريق إلى الهدف فحسب، بل أن تستشرف العقبات والمعوقات، وتسعى في إيجاد الحل الملائم لها مسبقًا.

أو بعبارة أخرى هو عملية تجميع المعلومات، وافتراض توقعات في المستقبل؛ من أجل صياغة النشاطات اللازمة لتحقيق الهدف.





الأسئلة الخمس.

ولكي تتمكن من ترجمة مفهوم التخطيط إلى واقع عملي، فإن ذلك يكون بالإجابة على خمس أسئلة رئيسة:

· ما: ونعني به الهدف الذي ستضع له خطة لتنفيذه.

· متى: الزمن الذي تنفذ به الخطة.

· من: الأفراد الذين سيقومون بتنفيذها.

· كيف: عملية التنفيذ، بما فيها من خطوات عملية، وبرامج تنفيذية.

· كم: عملية الرقابة والمتابعة والتقييم.



فالتخطيط إذًا أداة إدارية رائعة تسهم في تحقيق أهدافك، فالسائر في الصحراء مثلًا، يحتاج إلى بوصلة تحدد له الاتجاه، ثم خريطة تحدد له الطريق الصحيح، فكذلك المؤمن الفعال في رحلته نحو تحقيق أهدافه، يحتاج إلى بوصلة هادية، والتي تتمثل في الرسالة والرؤية، ثم إلى خريطة مرشدة، وهنا يأتي دور الخطة الفعالة، لتكون بمثابة الخريطة إلى تحقيق الأهداف، وبدونها يصبح أي جهد يبذله الإنسان جهدًا ضائعًا لا قيمة له.



ثمار التخطيط:


(الخطة الذكية هي الخطوة الأولى للنجاح) بيسل إس والش.


ولربما يسأل سائل فيقول: ألم يكن كافيًا أن أحدد رسالتي، وأوضح رؤيتي، وأصوغ أهدافي، ثم انطلق في تحقيقها؟! فلماذا أحتاج إلى التخطيط؟! وما الذي سيضيفه إلى من النجاح والتميز أن أضيع بعضًا من الوقت في التخطيط؟! ألم يكن من الأفضل استثمار هذا الوقت في العمل؟!

والإجابة على صاحبنا سهلة يسيرة، فإن (مسألة الإدارة والاهتمام بها لم تعد مقصورة على المؤسسات والشركات فحسب، وإنما صارت مسألة شخصية أيضًا؛ لأن الإدارة باختصار تعني تحويل ما لدى الناس من قيم وأفكار، ومعارف وإمكانات، ونظم إلى عناصر إنتاجية تسهم في تقديم حياتهم؛ ولهذا فإن تحسين معرفة الأفراد بالمسائل الإدارية بات مسألة لا تحتمل التأخير)، وليس ذلك فحسب، بل دعونا ندعوه إلى أن يأخذ معنا جولة سريعة في رياض التخطيط؛ ليدرك بعد ذلك ـ بإذن الله ـ أهمية هذه الأداة في إدارة دفة الحياة نحو النجاح والتميز،


فهيا بنا إلى رياض التخطيط:


الروضة الأولى: من هنا نبدأ.

فالشخص الذي نجح في وضع رسالته ورؤيته في الحياة، وحوَّل هذه الرؤية إلى أهداف واضحة؛ لا بد له أن يضع خطة محكمة لتنفيذ هذه الأهداف؛ وذلك لأنه يريد أن يتوجه بكل قوته نحو هدفه مباشرة، ويريد الوصول بأسرع وقت ممكن.

وذلك بالطبع لا يكون إلا بالتخطيط لهذه الجهود قبل عملها، ولذلك فالتخطيط هو خير معين لك ـ بعد توفيق الله U ـ في الوصول إلى أهدافك، بل هو أساس النجاح، وبدونه يصبح الفشل أمرًا متوقعًا حدوثه، تمامًا كما تقول الحكمة الشهيرة: (إذا فشلت في التخطيط، فقد خططت للفشل).

وربما يكون ذلك قد دفع أحد حكماء الإدارة وهو ستيفن إيه. برينان أن يذهب إلى أبعد من ذلك، حيث يجعل التخطيط هو السبيل الأوحد للنجاح؛ فيقول: (يكمننا الوصول إلى أهدافنا فقط من خلال خطة نعتنقها بشدة، ونعمل على تنفيذها بقوة، ليس هناك طريق آخر إلى النجاح).

فالتخطيط يُقسِّم حياتك إلى مراحل ومحطات، تقف عند كل محطة منها؛ لتراجع نفسك وتُقيِّمها، كما أنه يعينك على ترتيب الأولويات، ويجعلك تُقسِّم وقتك على وفق هذه الأولويات.



الروضة الثانية: مفتاح التوازن.

فصاحب الرؤية له جوانب عديدة لرؤيته (الإيماني، المادي، الاجتماعي، الشخصي)، ويتنقل بين العديد من الأدوار في الحياة، وبالتالي لا يمكن القيام بهذه الأدوار جملة واحدة بدون وجود خطة محكمة تنسق بين هذه الأنشطة، وتجعلها تتكامل معًا في نسيج واحد متداخل متكامل متسق مع بعضه البعض؛ وذلك لأن (قدرتك على أن تدير مشروعات ووظائف متعددة المهام هي عامل أساسي لنجاحك).

وبالتالي فإن امتلاكك لمهارة التخطيط هو العامل الأساس في لحاقك بركب الناجحين العظماء، فكما تقول براين ترايسي: (الأشخاص العاديون لهم أمانيهم وآمالهم، والأشخاص الواثقون بأنفسهم لهم أهدافهم وخططهم) فمن أي الفريقين أنت؟!



الروضة الثالثة: جوهر الإدارة.

فالتخطيط يؤهلك لاستغلال أي مورد في حياتك الاستغلال الأمثل، واستخراج أقصى طاقة منه، كما يجعلك تستغل وقتك الذي هو أثمن مورد تملكه الاستغلال الأمثل؛ فجوهر الإدارة أن تستثمر الموارد المتاحة لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة، فمن خلال التخطيط سوف تتمكن من تحديد الأنشطة المطلوبة لتحقيق أهدافك، وبالتالي تستطيع أن توزع جهودك عليها، بما يمكنك من استغلال وقتك ومواردك أمثل استغلال، فلا تخطو خطوة في الحياة إلا وتقربك إلى أهدافك.



الروضة الرابعة: حتى يصيب السهم الهدف.

ففي التخطيط تتنبأ بالمشكلات وأبرز العوائق، التي ستعيقك عن تحقيق هدفك، وبالتالي تستعد مبكرًا لذلك، وتضع كل الاحتمالات والاختيارات؛ لمواجهة هذه المشكلات، والتغلب على تلك العوائق؛ مما يقلل من وقوع الأزمات من الأصل، كمثل القبطان الماهر الذي يملك خريطة واضحة لسيره، تبين له مواطن الأعاصير، والتيارات البحرية في قلب المحيط؛ حتى يستطيع أن يتجنبها في سيره، ويستعد لمواجهتها إن كان مروره بها أمرًا حتميًا؛ وبالتالي يقود سفينته وراكبيها إلى بر الأمان بأمان.



الروضة الخامسة: مقياس التطور.

فمن أبرز مزايا التخطيط أنه يوفر المعايير والأدوات التي بها تستطيع قياس التقدم الذي تحرزه، فلا يمر عليك يوم في حياتك، إلا وتستطيع أن تقيِّمَ فيه نفسك، ومدى تقدمك نحو أهدافك؛ لأن التخطيط يتضمن جدولة زمنية محددة؛ لتنفيذ خطوات عملية نحو الأهداف باستمرار؛ مما يعطيك الفرصة للتحسن المستمر، ومعالجة المشكلات المعيقة وغير ذلك، فكما يقول بيسل إس والش: (الشخص الذي يخطط يعرف إلى أين يتجه، ويعرف قدر ما يحرزه من تقدم).



الروضة السادسة: القوة الدافعة.

فالتخطيط حافز قوي للتحرك، فحينما تضع خطة واضحة ومحكمة لتحقيق هدف ما، يتولد لديك دافع أكبر لسلوك الطريق، وتنفيذ هذه الخطة من أجل تحقيق رؤيتك، فالتخطيط هو خير محفز للمرء حيث يدفعك إلى الأمام، ويقود خطاك إلى أعلى، ويرفع روحك المعنوية، ويحسن رؤاك وعلاقاتك مع الآخرين.



الروضة السابعة: إذا هبت رياح فاغتنمها.

فكثير ما تمر على الواحد منا فرص للنجاح وتحقيق الأهداف، إلا أنها تحتاج إلى فترة إعداد طويلة، وهذا لا يتم إلا بالتخطيط الجيد؛ استعدادًا لاستغلال مثل هذه الفرص، فكما يقول إتش جاكسون براون: (الفرص تواتي المستعدين لاغتنامها).



أهم المراجع:

1. إدارة الذات، أكرم رضا

2. صناعة الهدف، صويان الهاجري وهشام مصطفى وآخرون

3. سلسلة الكتيب الشامل عن تحكم في وقتك، براين ترايسي

4. قوة الأهداف ، كاثرين كارفيلاس

5. 256 بصيرة في الشخصية، د.عبد الكريم بكار

6. أفضل ما قيل في النجاح، كاثرين كارفيلاس

نرجس*
30-05-2012, 09:23 PM
(2) .. تغلب على عوائق التخطيط




http://www.islammemo.cc:1589/memoadmin/media//_new_683840.jpg




(لا توجد حدود لما يمكنك إنجازه بحياتك، سوى العوائق التي تفرضها على عقلك) براين تراسي




وبالرغم من إدراك الكثير من الناس أهمية الدور الذي يلعبه التخطيط من أجل النجاح والتميز في الحياة، إلا أن هناك العديد من العوائق التي تقف حائلًا في وجه الاستفادة من ذلك الدور في سبيل تحقيق الأهداف، وسوف نعرض في هذا الفصل إلى عوائق تعترض طريق التخطيط الفعال


ومنها:


1. اجعل الضباب ينقشع.


فأول ما يعترض طريقك ـ عزيزي المؤمن ـ في سبيل الوصول إلى تخطيط جيد، هو عدم وضوح الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، فكما يقول سينيكا: (إن خططنا تفشل؛ لأنها تفتقر إلى الهدف، فعندما لا يعرف الإنسان إلى أي ميناء يذهب؛ فلا رياح مواتية بالنسبة له).


2. نجاح ولكن...


فبعض الناس لديهم الاعتقاد الخاطئ بأن قضاء وقت في التخطيط هو من قبيل تضييع الأوقات، ويستندون في ذلك إلى وجود أمثلة واقعية لأناس لم يعتنوا بوضع خططهم، ومع ذلك فقد حققوا نجاحات في حياتهم، ولا يدرك هؤلاء أن هذه النجاحات جزئية ليست ذات بال؛ فالأصل إذًا أنه لا نجاح، ولا إنجاز في الحياة إلا بتحديد الخطة، وأما إذا نجح من لم يخطط، فيكون نجاحه جزئيًا غير ذي قيمة حقيقية.


3. الخوف من العدو اللدود.


ذاك العدو الذي يتربص بنا في كل زمان ومكان، فما من إنسان يحب أن يفشل؛ لأن الفشل مرتبط عند جميع الناس بالألم النفسي، وما من أحد يحب أن يشعر بذاك الألم، ولكن دعني أسألك ـ عزيزي المؤمن: أيهما أفضل أن تحاول وتجرب، وربما تفشل أو تنجح، أم أن تتوقف عن المحاولة تمامًا؟! فالشخص الوحيد الذي لن يذوق طعم الفشل هو ذلك الشخص الذي لم يحاول أن ينجح، وهذا الشخص لن يذوق طعم النجاح في نفس الوقت.


وقد أجرى أحد الصحفيين مقابلة مع رجل أعمال ناجح، وسأله: (ما هو سر نجاحك؟)، فرد رجل الأعمال وقال كلمتين،: ( قرارات سليمة)، فسأله الصحفي: (ولكن كيف يمكننا أن نأخذ قرارات سليمة؟)، فرد عليه رجل الأعمال وقال كلمة واحدة،: ( الخبرة)، فسأله الصحفي: (وكيف يمكننا أن نكتسب الخبرة؟)، فرد عليه رجل الأعمال وقال كلمتين،: ( قرارات سيئة).


ودعني أهمس في أذنك ـ عزيزي المؤمن ـ بما سيصرف عنك ـ بإذن الله ـ كل إحساس أو خوف من الفشل، فأنَّى للخوف أن يتسلل إلى قلبك، وأنت تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوصي عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما، ويوصيك أنت أيها المؤمن من بعده فيقول: ((واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك)) [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]، ويقول لك أيضًا صلى الله عليه و آله وسلم : ((واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)) [رواه الترمذي وصححه الألباني].




4. مفتاح الفشل.


فبعض الناس يظل متمسكًا بمفتاح الفشل، محافظًا عليه، باحثًا عنه، ذلك المفتاح هو حب الركون إلى الأحداث، وعدم التخطيط لها مسبقًا، والسباحة مع تيار الحياة بغض النظر عن المكان الذي يأخذ إليه الواحد منا، ونحن لا ننكر أنه يجب أن يكون لدى الإنسان من المرونة، والاستعداد للتغيير الذي يؤهله للتكيف مع ظروف الحياة المختلفة، لكنه في الوقت ذاته يجب أن يكون عارفًا وجهته وطريقه، كما يجب أن تكون هناك خطة للوصول إلى مبتغاه، فكما جاء في المثل الصيني: (إذا كانت لا تعرف وجهتك، فكل الطرق تؤدي إلى هناك).


5. من يحكم من؟!


وهنا يعجب العقلاء من تصرف بعض الناس، وطريقة تفكيرهم، فقد يفشل بعض الناس في التخطيط لحياته؛ لأنه تعود على الأمور الجزئية، والانشغال بالوسائل على حساب الأهداف، فلا يدرك أن حياته تسير في الاتجاه الصحيح إلا بعد أن يفوت قطار العمر، فتجده غارقًا في تفاصيل حياته الدقيقة، لا يكاد يجد وقتًا؛ لكي يسأل نفسه سؤالًا: هل ما أقوم به من مهام حياته ينْصَّبُ في اتجاه أهدافي؟ هل حققت بها ما كنت أصبو إليه؟ لأن الأهداف هي التي تتحكم في الوسائل وتطوعها من أجل تحقيق النجاح.


6. شتان ما بينهما.


وهنا قد يبدو للبعض ثمة تعارض بين التخطيط للمستقبل وبين التوكل على الله، فيأتي ابن عطاء السكندري ـ رحمه الله ـ ليضع النقاط على الحروف، ويرد الأمور إلى نصابها الصحيح، فيقول: (إن التسبب لا ينافي التوكل)( ، أي أن الأخذ بأسباب النجاح في الحياة لا ينافي أبدًا كونك متوكلًا على الله.


وقد كان النبي صلى الله عليه و آاله وسلم القدوة والأسوة لنا في ذلك، فكان يخطط، ويجهز الجيوش وينظمها، وهو متوكل على الله تعالى، طالبًا منه عونه ونصره، موقنًا بأن النصر بيد الله، لا بيد أحد سواه، فانظر إليه صلى الله عليه وسلم في يوم غزوة بدر، بعدما أخذ بكل الأسباب في تجهيز الجيش، جأر إلى ربه يستنصره



أهم المراجع:


1. سلسلة الكتيب الشامل عن الإنجاز الشخصي، بريان تراسي


2. أفضل ما قيل عن قوة الأهداف، كاثرين كارفيلاس


3. المفاتيح العشرة للنجاح، د.إبراهيم الفقي


4. صناعة النجاح،عبد الله السبيعي


5. إدارة الذات، د.أكرم رضا


6. الرحيق المختوم، صفي الدين المباركفوري

نرجس*
30-05-2012, 09:26 PM
(3) .. الخطوة الأولى حدد هدفك (1)


http://www.islammemo.cc:1589/memoadmin/media//_new_untitledfdghsgf.bmp



بعد أن تعرفنا في المقالات السابقة على أهمية التخطيط والعقبات التي تعترض طريق التخطيط الفعال، بقى أن نخطو خطوات نحو التخطيط الناجح، وأولها تحديد الهدف بدقة وفاعلية.

الخطوة الأولى: حدد أهدافك.

عزيزي القارئ، هل تحب أن تقوم معي بتجربة مفيدة؟ هيا بنا لنعود إلى الوراء قليلا؛ لنحمل معنا أهم المعاني المتعلقة بتحديد الأهداف، والتي تحدثنا عنها باستفاضة في الحلقة الأولى من تلك السلسلة، حلقة صناعة الهدف.

راجع سيناريو حياتك.

ألا يذكرك هذا العنوان بعنوان شبيه به؟ كأني أسمعك تقول: نعم، يذكرني بعنوان (اكتب سيناريو حياتك)، فكما أرشدناك إلى أن تكتب سيناريو حياتك في (صناعة الهدف)، فها نحن نطلب منك اليوم أن ترجع إلى ما كتبت، ترجع إلى سيناريو حياتك الذي كتبت فيه (رسالتك) وهي أهدافك السامية ومهامك النبيلة التي عشت من أجلها، ثم رسمت فيه (رؤيتك) وهي أقصى طموح واقعي يمكنك تحقيقه لأداء رسالتك، ثم حددت فيه (أهدافك) وهي تلك النتائج المرحلية التي توصلك إلى تحقيق رؤيتك.

أما رسالتك ـ أيها المؤمن ـ فليس لك فيها خيار، فهي بلا تردد ترتكز على إرضاء الله تعالى من خلال صياغة الحياة بهذا الدين، ولكن لك الخيار في المجال الذي سترضي به ربك، وتنصر به دينك، ولكن لا تنسَ الدعائم الأربعة التي تعينك على اختيار المجال الذي ستحقق رسالتك من خلاله:


1. لا تكن غير نفسك فاحذر التقليد الأعمى.

2. الاستخارة والدعاء.

3. استشارة ذوي الخبرة من أقاربك ومعارفك.

4. امتلك القدرة على قول لا لمن يفرض عليك ما لا يتوافق وإمكاناتك وميولك.

أما رؤيتك فهي مرتكزة على جوانب أربعة رئيسة وهي:

1. الجانب الإيماني.

2. الجانب الاجتماعي.

3. الجانب التطويري.

4. الجانب المادي.



خماسية الهدف الفعال.

إنها فروع خمس تصب مياهها في مصب واحد، مصب الأهداف الفعالة؛ حتى تتحق الأهداف بشكل جلي، ويكون لها تأثير إيجابي، ولأن الأهداف هي الخطوة الأولى على طريق التخطيط الفعال، فكان لابد لهذه الأهداف أن تحوز تلك السمات الخمس، وهي:

1.المشروعية.

ونعني بها أن يكون الهدف متوافقًا مع شرع الله تعالى؛ وذلك حتى لا يصرف الإنسان عمره في تحصيل ما حرم الله، وفي نفس الوقت كيف تريد أن تستجلب عون الله وتوفيقه لك في تحقيق هدفك إلا أن يكون هدف يحبه الله ويرضى عنه؟! فالمولى تبارك وتعالى يقول في كتابه العزيز: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا} [العنكبوت: ٦٩]، ومهما كان سمو الرسالة فإنه لا يبرر عدم شرعية الهدف، فالنبي عليه و على أله يقول: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رَدٌّ))].

2.الدقة والوضوح.

بأن يكون هدفك واضحًا ومحددًا، لا غموض فيه ولا لبس، (ومن وضوح الهدف أن يكون إيجابيًّا لا سلبيًّا؛ أي أن تحدد ما تريده بوضوح، إذ إن من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس عند سؤاله عن هدفه أنه يذكر لك ما لا يريده، أما ما يريده فهو غير واضح في ذهنه، أو لم يفكر فيه أصلاً، ومن وضوح الهدف أيضًا أن تتخيل أكبر قدر ممكن من تفاصيله كأنه منجز متحقق حاصل بين يديك).

3.القابلية للتقويم والقياس.

فلا قيمة لهدف لا يمكن تقويمه أو قياسه، إذ كيف سيمكنك أن تعرف مدى تقدمك نحو هدفك، لا تقل مثلاً هدفي في الجانب الإيماني أن أكون عابدًا لله، بل قل: أن أصلي كل يوم إحدى عشرة ركعة من قيام ليل، وأتلو جزءً من كتاب الله كل يوم.

إن وضعك لأهدافك في صورة كمية يمكن قياسها، سيمنح لك القدرة ـ بإذن الله ـ على تحقيقها بنجاح؛ لأن معرفتك للتقدم الذي تحرزه حيال أهدافك سوف يشجعك، ويرفع من روحك المعنوية، ويعطيك الثقة بنفسك، فتوقن أنك قادر بعون الله على تحقيق أهدافك.

4.القابلية للتحقيق.

وذلك بأن يتسم هدفك بالواقعية والطموح في آن واحد، فكلا طرفي قصد الأمور ذميم، وذلك بأن يكون الهدف بعيدًا عن يدك، ولكنه ليس بعيدًا عن عينك، فكثير من الناس يضع أهدافًا بعيدة المنال كل البعد، بحيث يغلب على الظن أنه من المستحيل تحقيقها.

5.مراعاة الزمن.

يجب أن تكون لأهدافك نقاط بدء ونقاط انتهاء، وذلك بوضع فترات زمنية محددة لتحقيق هذه الأهداف، (فلابد لهدفك من إطار زمني؛ فبالوقت يمكنك أن تحقق أهدافك، بالضبط مثل السماء والنجوم تتحرك جميعها جنبًا إلى جنب).

إن الأهداف التي لا تملك إطارًا زمنيًا ما هي إلا أمنيات، فعندما تحدد لهدفك وقتًا محددًا فإنك تكون أكثر التزامًا، وأعلى تحفيزًا لتحقيق هذا الهدف خلال تلك الفترة.

وننبه هنا على أنه لابد أن يكون الزمن المقدر مناسبًا لتحقيق الهدف بلا إفراط أو تفريط، فإذا كان الزمن غير كافٍ لتحقيق الهدف، فقد حكمت على نفسك بالفشل، كمن يريد الحصول مثلاً على شهادة التخرج من كلية الهندسة في عام واحد، أما إذا كان الزمن زائدًا على حاجة الهدف ففي هذا تضييع للعمر، وخسارة للوقت الذي هو رأس مال الإنسان الحقيقي في الحياة.

كيف تضع أهدافك؟

أولًا: حدد رؤيتك في كل جانب من هذه الجوانب الأربعة (الإيماني، الاجتماعي، الشخصي، المادي)؛ فكلها ضرورية للحياة الفعالة، ولكي يمكنك تحقيق التوازن بينها إليك هذه المفاتيح:

1. أن تكون رؤيتك في كل جانب معبرة عن رسالتك.

2. التركيز على المبادئ القويمة التي قامت عليها رسالتك.

3. كتابة أدوارك في كل جانب من جوانب رؤيتك في بداية كل أسبوع.

مثال:

@ رسالتي في الحياة: إرضاء الله تعالى من خلال إسعاد نفسي وأهلي والآخرين بتخفيف الألم والمعاناة عنهم.

@ رؤيتي في الجانب المهني:

1 ـ أن أعمل أستاذًا في كلية الطب قسم الأمراض الباطنية.

2 ـ أن أكون مديرًا لمستشفى خاص.

3 ـ أن أملك عيادة خاصة.

4 ـ أن أكون نقيبًا للأطباء في بلدي.

خاتمة:

تعرفنا في هذا المقال على الخطوة الأولى نحو تحقيق الأهداف، ونتعرف على المقال القادم إن شاء الله على الخطوات التالية.

أهم المراجع:

1. صناعة الهدف، صويان الهاجري وهشام مصطفى وآخرون