المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار عشقك (الى أمير المؤمنين)


حسين الجبري
02-06-2012, 12:11 PM
غَرِقَ الْزَّمَانُ بِهَمِّهِ وَتَشَاكَى... وَمَضَى لِشِدَّةِ حُزْنِهِ يَتَبَاكَى
وَأَنَا أَتَيْتُ مَعَ الْزَّمَانِ تَفَكُّرَاً... قُلْ يَا زَمَانُ فَمَا الَّذِيْ أَبْكَاكَا
وَإِذَا يُشِيْرُ إِلَى عُلَاكَ كَأَنَّهُ... لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَرْتَقِيْ وَيَرَاكَا
فَلَأَنْتَ أَوْسَعُ مِنْ نَوَاظِرهِ الَّتِيْ... ظَفَرَتْ بِكُلِّ الْعَالَمِيْنَ سِوَاكَا
وَلِذَا عَجَزْتُ عَنِ الْتَّفَكُّرِ فِيْكَ يَا... سِرَّاً لِأَجْلِهِ دَارَتِ الْأَفْلَاكَا
إِذْ أَنَّ سِرَّكَ فَاقَ أَسْرَارَ الْحَيَا... ةِ وَ مَا بِهَا لَمْ يَنْبَعِثْ لَوْلَاكَا
وَبِرَغْمِ عَجْزِيْ وَانْحِنَاءِ مَدَارِكِيْ... لَكِنَّنِيْ قَدْ عِدْتُ كَيْ أَهْوَاكَا
لَمَّا هَوَاكَ مَضَى يَجُوْبُ بِأَصْغَرِيْ... لَاحَتْ بِفِكْرِيْ بَارِقَاتُ رُؤَاكَا
فَمَضَيْتُ أَسْعَى فِيْ الْحَيَاةِ تَشَوُّقَاً... وَلَعَلَّنِيْ بِمُرُوْرِهَا أَلْقَاكَا
وَإِذَا بِهَا صَارَتْ تَسُدُّ مَعَابِرِيْ... جَعَلَتْ لِقَطْعِ مَنَافِذِيْ أَشْرَاكَا
رَاحَتْ تَذُرُّ رَمَادَهَا بِنَوَاظِرِيْ... وَعَلَى وُرُوْدِيَ تَنْشُرُ الْأَشْوَاكَا
كَانَتْ تُحَاوِلُ أَنْ تُمِيْتَ عَزِيْمَتِيْ... وَتُقَطِّعُ الْأَسْبَابَ كَيْ أَنْسَاكَا
لَكِنَّمَا أَنْتَ الْأَصِيْلُ بِخَاطِرِيْ... لَمْ أَسْتَطِعْ حِفْظَاً بِهِ إِلَّاكَا
إِذْ أَنْتَ مَثَّلْتَ الْحَيَاةَ بِضَامِرِيْ... لَمْ أَدْرِ مَا مَعْنَى الْهَوَى لَوْلَاكَا
وَإَلَيْكَ شَوْقَاً تَسْتَشِيْطُ مَشَاعِرِيْ... هَذَا فُؤَادِيْ لَاهِبٌ بِهَوَاكَا
وَأَخَذْتُ أُفْرِغُ فِيْ الْبَيَاضِ مَحَابِرِيْ... أَبْيَاتَ عِشْقٍ كَيْ أَنَالَ رِضَاكَا
فَتَبَادَرَتْ تَسْعَى إِلَيْكَ قَوَافِيَاً... كَصَوَادِحٍ أَخَذَتْ تَجُوْلُ سَمَاكَا
وَسَرَتْ تَبُثُّ عَلَى الْوُجُوْدِ حَنِيْنَهَا... مِثْلَ الْنَّسِيْمِ إِذَا يَجُوْبُ فَضَاكَا
وَيَعُوْدُ يَحْمِلُ مِنْ عَبِيْرِكَ نَفْحَةً... تُحْيِيْ الْوُجُوْدَ بِهَا يَفُوْحُ شَذَاكَا
إِذْ أَنَّ رَوْضَكَ لَا أَقُوْلُ كَجَنَّةٍ... تَسْعَى الْجِنَانُ تَشَوُّقَاً لِنَدَاكَا
وَكَذَا فَذِكْرُكَ لَيْسَ مَحْضَ تَرَنُّمٍ... لَوْمَا الْحَمَائِمُ رِدَّدَتْ ذِكْرَاكَا
بَلْ أَنْتَ إِحْسَاسٌ يَهُزُّ وُجُوْدَهَا... وَوُجُوْدَ كُلِّ الْعَالَمِيْنَ كَذَاكَا
يَا سَيِّدَاً مَلَكَ الْمَشَاعِرَ وَالْهَوَى... بَلْ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ هُنَا وَهُنَاكَا
مَنْ قَالَ أَنَّكَ قَدْ سَكَنْتَ خَوَاطِرِيْ... أَنْتَ الَّذِيْ أَسْكَنْتَهَا مَرْعَاكَا
حَتَّى إِذَا كَبُرَتْ لَدَيْكَ وَأَدْرَكَتْ... غَيْرَ الْوِلَا لَمْ تَسْتَطِعْ إِدْرَاكَا
يَسْرِيْ الْزَّمَانُ وَأَنْتَ سِرٌّ شَامِخٌ... مَهْمَا يَدُوْرُ فَلَا يَعِيْ مَعْنَاكَا
وَأَرَاكَ فِيْ أُفُقِ الْحَيَاةِ مَنَاهِلَاً... لَا تَرْتَوِيْ شُرْبَاً بِغَيْرِ سِقَاكَا
وَبُحُوْرُهَا تَأْتِيْ إِلَيْكَ لِتَغْتَرِفْ... مِنْ فَيْضِ جُوْدِكَ أَوْ مُحِيْطِ عَطَاكَا
وَشُمُوْسُهَا تَأْتِيْ إِلَيْكَ لِتَقْتَبِسْ... مِنْ نُوْرِكَ الْوَضَّاءِ أَوْ أَضْوَاكَا
فَتَطُلَّ فِيْ كَبِدِ الْسَّمَاءِ مُشِعَّةً... وَتَبُثَّ فِيْ ذَاكَ الْشُّعَاعِ سَنَاكَا
تَسْعَى إِلَيْكَ الْكَائِنَاتُ تَوَدُّدَاً... مَرَّ الْدُّهُوْرِ وَهَمُّهَا مَغْنَاكَا
وَنَشِيْدُهَا كَانَ الْوَلَاءَ عَلَى الْمَدَى... فَالْكَوْنُ لَوْ نَادَيْتَهُ لَبَّاكَا
خَابَ الَّذِيْ غَالَى بِشَخْصِكَ سَيِّدِيْ... وَكَذَاكَ خَابَ مَنِ اعْتَدى وَقَلَاكَا
مَا أَنْتَ إِلَّا صُنْوُ أَحْمَدَ رُوْحُهُ... إِذْ أَنَّهُ مَعَ نَفْسِهِ آخَاكَا
فَهُوَ الْنَّبِيُّ إِلَى الْوُجُوْدِ بِجَمْعِهِ... قَدْ فَاقَ كُلَّ الْنَّاسِ وَالْأَمْلَاكَا
وَوَصِيَّهُ قَدْ كُنْتَ مِنْ دُوْنِ الْوَرَى... رَبُّ الْعُلَى بِكِتَابِهِ وَلَّاكَا
أَسْمَاكَ رَبُّكَ يَا عَليُّ (الْمُرْتَضَى)... وَكَفَاكَ عِزَّاً أَنْ تَكُوْنَ كَذَاكَا

حسين الجبري

الناقد
02-06-2012, 10:49 PM
يَسْرِيْ الْزَّمَانُ وَأَنْتَ سِرٌّ شَامِخٌ... مَهْمَا يَدُوْرُ فَلَا يَعِيْ مَعْنَاكَا
وَأَرَاكَ فِيْ أُفُقِ الْحَيَاةِ مَنَاهِلَاً... لَا تَرْتَوِيْ شُرْبَاً بِغَيْرِ سِقَاكَا
.................................................. .....................
رائع ..بل أكثر من رائع ...
لقد عبرت حدود المعنى بأبياتك الولائية ..
وفقت لكل خير ..ومبارك عليك ذكرى الولادة
ودي وتقديري

حسين الجبري
03-06-2012, 10:05 AM
دمت موفقا استاذي الناقد
ثبتك الله وايانا على ولاية امير المؤمنين
في الاولى والاخرى

زينب الغريباوي
03-06-2012, 11:03 AM
بوركت وسدد الله خطاك في معين حب حيدره وبالتوفيق من الله

في الروحْ تَسكنْ
05-06-2012, 11:27 AM
ياجبري ..
رفقاً بأسطر العشق ..
فأسرارك مُثقلة بالجمال والألق ..
وتكاد لاتحملتها ..
ولا حتى عيناي .. !

حسين الجبري
05-06-2012, 01:44 PM
اختاي
زينب الغريباوي & في الروح تسكن
شكرا لمروركن الكريم
فجميل هو انذلاق كلماتكن العطرة على فضاء قصيدتي