إسلام آل محمد
05-06-2012, 02:22 PM
هل الثورة الإيرانية أمريكية؟ (http://www.tanweer14.com/ar/index.php)
شبكة تنوير 14 / الكاتب قولي قولهم
(http://www.tanweer14.com/ar/index.php)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
معظم الشباب لم يعايش إرهاصات الثورة الإيرانية التي اشتعلت في نهاية سبعينيات القرن المنصرم, ولكنهم عاصروا الآن ما سمي بثورات الربيع العربي, وقد تبين لهم بوضوح الدور الأمريكي في تلك الثورات.. والإرادة الأمريكية في نجاحها أو فشلها أو توجيهها الوجهة التي تريد.
أحداث هذا الربيع العربي قد تساعدهم في تفهّم حقيقة الربيع الإيراني عام 1979.. ذلك لأن العامل الأمريكي كان قائماً وبقوة في ذلك اليوم.. وكان الشاه المقبور محمد رضا بهلوي أحد أبرز عملاء أمريكا وأعمدتها في المنطقة.. فكيف تم سقوط الشاه العميل الأمريكي أمام مرأى ومسمع الولايات المتحدة دون أن تحرك ساكناً أو تقوم بعمل مميز لإنقاذه.. تماماً كما فعلت لعملائها في الربيع العربي: زين العابدين التونسي ومبارك المصري والقذافي الليبي فاليمني صالح وإلخ؟!
الأمر يشبه الأمر.. هناك إرادة أمريكية واضحة في استبدال الشاه الإيراني كما هي واضحة اليوم في استبدال طغاة تونس ومصر وليبيا وغيرهم.
لماذا أرادت أمريكا استبدال الشاه؟
تحول الشاه إلى قوة إقليمية متنامية.. في مشروع بدى للأمريكيين ان الرجل في اتجاه الاستقلال عنهم على الأقل في قرارات المنطقة والتحكم فيها.. ومنطقة الخليج هي شريان الحياة بالنسبة للغرب كما نعلم بسبب النفط وممراته الاستراتيجية.
الاتحاد السوفيتي وهو أحد أبرز جيران إيران سيكون الداعم الأكبر لتوجهات الشاه الاستقلالية بكل تأكيد نظرا لظروف الحرب الباردة الدائرة بين القطبين في ذلك اليوم وتناقض مصالحهما كما هو معروف.
ثم هناك احتمالات تنامي المد الشيوعي في إيران والمنطقة.. مع ما يعنيه هذا المد من تهديد خطير للمصالح الغربية في إيران والخليج.. وكان ظلم الشاه يوفر الأرضية للثورة في إيران.. وخشية الغرب أن يكون التيار الشيوعي هو من يقود تلك الثورة وبالتالي يتحكم في مصير إيران مستقبلا ويقدمها لقمة سائغة للجار الروسي.
من هنا وجد الغرب أن التيار الإسلامي هو الخيار الأفضل للثورة التي بدت أنها قادمة في إيران... نظراً لعداء هذا التيار للشيوعية وتناقضه معها.. وسيكون حارساً صلباً لإيران في مواجهة الأطماع الروسية المجاورة.
الغرب فعل شيئاً مشابهاً في مصر في تلك الفترة تقريباً عندما شجّع الاتجاهات الإسلامية في مصر لمنع التيار اليساري المتنامي فيها. وفعل شيئاً مشابها في تركيا مع حزب الرفاه وصولاً إلى تحكم الإسلاميين على السلطة هناك. فتنامي التيار الإسلامي حمل الغرب على محاولة التعامل مع قادته وركوبه وتوجيهه باتجاهات المصالح الغربية.
ارتكب الشاه خطيئة كبيرة في نظر الغرب عندما شارك في حظر النفط عن الغرب خلال حرب 1973 بين العرب والكيان الصهيوني.. وقد أضمرها الغرب إليه وقرر التخلص منه. تماماً كما تخلص من عميله على الجانب الآخر فيصل ملك السعودية حيث تمت تصفيته واغتياله بعد مشاركته في قرار حظر النفط عن الغرب.
والآن لنتوقف عند تسلسل أبرز أحداث الثورة في إيران ونتأمل في أهم منعطفاتها, لنرى أن الموقف الأمريكي والغربي كان داعماً بكل وضوح لإسقاط الشاه والمجيء بالحكام الجُدد وأن شرارة الثورة في إيران أطلقها شعار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر المتعلق بحقوق الانسان – المصدر موقع ويكبيديا – :
في سنة 1977، دخل رئيس أمريكي جديد إلى البيت الأبيض، كانت الآمال تحدو جيمي كارتر لتغيير صورة الولايات المتحدة المرتبط بحرب فيتنام، وتغيير السياسة الخارجية، فأنشأ مكتباً خاصاً لحقوق الإنسان، وجه "مذكرة مؤدبة" إلى الشاه بينت فيها أهمية الحقوق السياسية والحريات. واستجاب الشاه بالعفو عن 357 سجيناً سياسياً في فبراير، وسمح للصليب الأحمر بزياره السجون، في مسعى للبدء بطور من التحرر. ما بين أواخر الربيع مروراً بالصيف وإلى بدايات خريف ذلك العام أسست المعارضة الليبرالية منظمات أصدرت من خلالها رسائل مفتوحة تدين فيها النظام. وفي وقت لاحق من ذلك العام التقت مجموعة معارضة (رابطة الكتاب) دون أن تقوم الشرطة بتفريقها كما جرت العادة.
خلال عام 1977 التقى شاه إيران مع كل من ألفريد أثيرتون، ووليم سوليفان، وسايروس فانس، والرئيس كارتر، وزبيغنيو برزيزينسكي، ففي مواجهة هذه الثورة سعى الشاه وراء مساعدة من الولايات المتحدة. فقد احتلت إيران موقعاً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، فهي موالية لأمريكا وتتقاسم حدوداً طويلة مع عدوها في الحرب الباردة الإتحاد السوفياتي، وهي أكبر دولة نفطية قوية في الخليج العربي، لكن النظام البهلوي حظي بدعاية سلبية لسجله السيء في مجال حقوق الإنسان.
السفير الأمريكي في إيران، ويليام سوليفان يقول بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي السيد زبيغنيو برزيزينسكي "أكد للشاه مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تدعمه بالكامل". لكن الرئيس كارتر فشل في الالتزام بتلك الوعود والتأكيدات. في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978، اتصل برزيزينسكي بالشاه ليبلغه بأن الولايات المتحدة "ستدعمه حتى النهاية"، وفي الوقت نفسه، قرر بعض المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية أن الشاه يجب أن يذهب بغض النظر عمن سيحل مكانه.
واستمر برزيزينسكي والوزير جيمس شليزنغر في التعهد للشاه بأن الولايات المتحدة ستسانده عسكرياً. حتى في آخر أيام الثورة، عندما كان الشاه يعتبر هالكاً لا محالة مهما كانت نتائج الثورة، استمر برزيزينسكي في الدفاع عن خطة التدخل العسكري الأمريكي لإعادة الاستقرار الإيراني. الرئيس كارتر لم يحسم كيفية استعمال القوة بشكل مناسب، وعارض قيام الولايات المتحدة بانقلاب وأمر حاملة الطائرات يو أس أس كونستوليشن بالتوجه إلى المحيط الهندي لكنه سرعان ما ألغى أمره، تم التخطيط لصفقة مع جنرالات إيران لتحويل الدعم لصالح حكومة معتدلة، لكن هذه الخطة انهارت مع اجتياح الخميني وأتباعه البلاد، وتوليهم السلطة في 12 شباط/فبراير 1979.
جيمي كارتر أعلن دعمه الكامل للنظام و التزام أمريكا بحفظ أمن إيران و المنطقة و لكن من الواجب ان يحفظ الشاه التزاماته و تعهداته بتحسين أوضاع حقوق الإنسان و تحسين الوضع السياسي عبر المشاركة في السلطة و أحتواء الأزمة.
الشاه يعين المعارض باختيار رئيساً للوزراء، و قرر باختيار بالإفراج عن المعتقلين و يطالب بعودة الخميني و يدعو للحوار و فجأة يغادر الشاه و زوجته من إيران.
أمريكا تطالب الجيش و القوات المسلحة بالوقوف موقف حيادي لكي تبرأ نفسها من كل ما قد يحصل من انتشار للميليشيات، و هنا يتبين أنها على علم أن الشاه ذهب ولن يعود.
( انتهى الاقتباس )
ولو كان كارتر قد فرّط في حكم الشاه وسلم حكم إيران لحكومة معادية للولايات المتحدة لتحوّل كارتر إلى لعنة التاريخ الأمريكي.. ولكن على العكس من ذلك تماماً.. كارتر لا يزال نجماً بارزاً في السياسة الأمريكية ولا يزال رجل المهمات الأمريكية الحساسة.. ولعل ابرزها وساطاته لحل قضية جنوب السودان وحماية المصالح الأمريكية في العالم.
وفي المنعطفات الهامة تظهر حقيقة العلاقة الحميمية بين إيران وأمريكا.. مثلا عندما تطورت الحرب العراقية الإيرانية بما يهدد إيران.. تدخلت أمريكا لصالح إيران وتمت صفقة الأسلحة السرية فيما عُرف بإيران غيت المشهورة.
في الحروب الأمريكية الأساسية في المنطقة دعمت إيران الحرب وفتحت أجوائها للطيران الأمريكي والغربي وبحرها لسفنهم.. وما خفي أعظم. كما حدث عند الحرب الأمريكية على أفغانستان ثم العراق.
فأمريكا لا تريد أقوال لدعمها ولكن تريد أفعال.. سيما في المنعطفات الأساسية.
هناك من يرى أن هناك تنسيق أمريكي إيراني فيما يتعلق بمنطقة الخليج.. وما جرى ويجري في أحدث الثورة في البحرين. مشابه للتنسيق الأمريكي الإيراني فيما يتعلق بالعراق.. حيث تقاسمت أمريكا وإيران تقريباً الكعكة العراقية.
السوأل الآن: ما معنى إذن هذا العداء والصراع الواضح بين إيران وأمريكا؟
ربما مسرحية أهدافها إبقاء شعبية النظام الحاكم كمعادي للغرب بينما هو يخدم مصالحه في الواقع.
استفزاز المنطقة ودولها لتخويفها من الأطماع الإيرانية وابتزازها لشراء السلاح والدفع للغرب بسخاء.
ربما أيضا تناقضت المصالح في مرحلة لاحقة بين النظام الجديد والغرب.. ففي السياسة لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة.
النظام الجديد ربما أُصيب بداء النظام القديم الذي انقلب عليه وهو نظام الشاه: داء الغرور والعظمة.. وبالتالي الخروج عن الحدود المرسومة له من قبل أسياده.
شبكة تنوير 14 / الكاتب قولي قولهم
(http://www.tanweer14.com/ar/index.php)
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِ على محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
معظم الشباب لم يعايش إرهاصات الثورة الإيرانية التي اشتعلت في نهاية سبعينيات القرن المنصرم, ولكنهم عاصروا الآن ما سمي بثورات الربيع العربي, وقد تبين لهم بوضوح الدور الأمريكي في تلك الثورات.. والإرادة الأمريكية في نجاحها أو فشلها أو توجيهها الوجهة التي تريد.
أحداث هذا الربيع العربي قد تساعدهم في تفهّم حقيقة الربيع الإيراني عام 1979.. ذلك لأن العامل الأمريكي كان قائماً وبقوة في ذلك اليوم.. وكان الشاه المقبور محمد رضا بهلوي أحد أبرز عملاء أمريكا وأعمدتها في المنطقة.. فكيف تم سقوط الشاه العميل الأمريكي أمام مرأى ومسمع الولايات المتحدة دون أن تحرك ساكناً أو تقوم بعمل مميز لإنقاذه.. تماماً كما فعلت لعملائها في الربيع العربي: زين العابدين التونسي ومبارك المصري والقذافي الليبي فاليمني صالح وإلخ؟!
الأمر يشبه الأمر.. هناك إرادة أمريكية واضحة في استبدال الشاه الإيراني كما هي واضحة اليوم في استبدال طغاة تونس ومصر وليبيا وغيرهم.
لماذا أرادت أمريكا استبدال الشاه؟
تحول الشاه إلى قوة إقليمية متنامية.. في مشروع بدى للأمريكيين ان الرجل في اتجاه الاستقلال عنهم على الأقل في قرارات المنطقة والتحكم فيها.. ومنطقة الخليج هي شريان الحياة بالنسبة للغرب كما نعلم بسبب النفط وممراته الاستراتيجية.
الاتحاد السوفيتي وهو أحد أبرز جيران إيران سيكون الداعم الأكبر لتوجهات الشاه الاستقلالية بكل تأكيد نظرا لظروف الحرب الباردة الدائرة بين القطبين في ذلك اليوم وتناقض مصالحهما كما هو معروف.
ثم هناك احتمالات تنامي المد الشيوعي في إيران والمنطقة.. مع ما يعنيه هذا المد من تهديد خطير للمصالح الغربية في إيران والخليج.. وكان ظلم الشاه يوفر الأرضية للثورة في إيران.. وخشية الغرب أن يكون التيار الشيوعي هو من يقود تلك الثورة وبالتالي يتحكم في مصير إيران مستقبلا ويقدمها لقمة سائغة للجار الروسي.
من هنا وجد الغرب أن التيار الإسلامي هو الخيار الأفضل للثورة التي بدت أنها قادمة في إيران... نظراً لعداء هذا التيار للشيوعية وتناقضه معها.. وسيكون حارساً صلباً لإيران في مواجهة الأطماع الروسية المجاورة.
الغرب فعل شيئاً مشابهاً في مصر في تلك الفترة تقريباً عندما شجّع الاتجاهات الإسلامية في مصر لمنع التيار اليساري المتنامي فيها. وفعل شيئاً مشابها في تركيا مع حزب الرفاه وصولاً إلى تحكم الإسلاميين على السلطة هناك. فتنامي التيار الإسلامي حمل الغرب على محاولة التعامل مع قادته وركوبه وتوجيهه باتجاهات المصالح الغربية.
ارتكب الشاه خطيئة كبيرة في نظر الغرب عندما شارك في حظر النفط عن الغرب خلال حرب 1973 بين العرب والكيان الصهيوني.. وقد أضمرها الغرب إليه وقرر التخلص منه. تماماً كما تخلص من عميله على الجانب الآخر فيصل ملك السعودية حيث تمت تصفيته واغتياله بعد مشاركته في قرار حظر النفط عن الغرب.
والآن لنتوقف عند تسلسل أبرز أحداث الثورة في إيران ونتأمل في أهم منعطفاتها, لنرى أن الموقف الأمريكي والغربي كان داعماً بكل وضوح لإسقاط الشاه والمجيء بالحكام الجُدد وأن شرارة الثورة في إيران أطلقها شعار الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر المتعلق بحقوق الانسان – المصدر موقع ويكبيديا – :
في سنة 1977، دخل رئيس أمريكي جديد إلى البيت الأبيض، كانت الآمال تحدو جيمي كارتر لتغيير صورة الولايات المتحدة المرتبط بحرب فيتنام، وتغيير السياسة الخارجية، فأنشأ مكتباً خاصاً لحقوق الإنسان، وجه "مذكرة مؤدبة" إلى الشاه بينت فيها أهمية الحقوق السياسية والحريات. واستجاب الشاه بالعفو عن 357 سجيناً سياسياً في فبراير، وسمح للصليب الأحمر بزياره السجون، في مسعى للبدء بطور من التحرر. ما بين أواخر الربيع مروراً بالصيف وإلى بدايات خريف ذلك العام أسست المعارضة الليبرالية منظمات أصدرت من خلالها رسائل مفتوحة تدين فيها النظام. وفي وقت لاحق من ذلك العام التقت مجموعة معارضة (رابطة الكتاب) دون أن تقوم الشرطة بتفريقها كما جرت العادة.
خلال عام 1977 التقى شاه إيران مع كل من ألفريد أثيرتون، ووليم سوليفان، وسايروس فانس، والرئيس كارتر، وزبيغنيو برزيزينسكي، ففي مواجهة هذه الثورة سعى الشاه وراء مساعدة من الولايات المتحدة. فقد احتلت إيران موقعاً استراتيجياً في السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط، فهي موالية لأمريكا وتتقاسم حدوداً طويلة مع عدوها في الحرب الباردة الإتحاد السوفياتي، وهي أكبر دولة نفطية قوية في الخليج العربي، لكن النظام البهلوي حظي بدعاية سلبية لسجله السيء في مجال حقوق الإنسان.
السفير الأمريكي في إيران، ويليام سوليفان يقول بأن مستشار الأمن القومي الأمريكي السيد زبيغنيو برزيزينسكي "أكد للشاه مراراً وتكراراً أن الولايات المتحدة تدعمه بالكامل". لكن الرئيس كارتر فشل في الالتزام بتلك الوعود والتأكيدات. في 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1978، اتصل برزيزينسكي بالشاه ليبلغه بأن الولايات المتحدة "ستدعمه حتى النهاية"، وفي الوقت نفسه، قرر بعض المسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية أن الشاه يجب أن يذهب بغض النظر عمن سيحل مكانه.
واستمر برزيزينسكي والوزير جيمس شليزنغر في التعهد للشاه بأن الولايات المتحدة ستسانده عسكرياً. حتى في آخر أيام الثورة، عندما كان الشاه يعتبر هالكاً لا محالة مهما كانت نتائج الثورة، استمر برزيزينسكي في الدفاع عن خطة التدخل العسكري الأمريكي لإعادة الاستقرار الإيراني. الرئيس كارتر لم يحسم كيفية استعمال القوة بشكل مناسب، وعارض قيام الولايات المتحدة بانقلاب وأمر حاملة الطائرات يو أس أس كونستوليشن بالتوجه إلى المحيط الهندي لكنه سرعان ما ألغى أمره، تم التخطيط لصفقة مع جنرالات إيران لتحويل الدعم لصالح حكومة معتدلة، لكن هذه الخطة انهارت مع اجتياح الخميني وأتباعه البلاد، وتوليهم السلطة في 12 شباط/فبراير 1979.
جيمي كارتر أعلن دعمه الكامل للنظام و التزام أمريكا بحفظ أمن إيران و المنطقة و لكن من الواجب ان يحفظ الشاه التزاماته و تعهداته بتحسين أوضاع حقوق الإنسان و تحسين الوضع السياسي عبر المشاركة في السلطة و أحتواء الأزمة.
الشاه يعين المعارض باختيار رئيساً للوزراء، و قرر باختيار بالإفراج عن المعتقلين و يطالب بعودة الخميني و يدعو للحوار و فجأة يغادر الشاه و زوجته من إيران.
أمريكا تطالب الجيش و القوات المسلحة بالوقوف موقف حيادي لكي تبرأ نفسها من كل ما قد يحصل من انتشار للميليشيات، و هنا يتبين أنها على علم أن الشاه ذهب ولن يعود.
( انتهى الاقتباس )
ولو كان كارتر قد فرّط في حكم الشاه وسلم حكم إيران لحكومة معادية للولايات المتحدة لتحوّل كارتر إلى لعنة التاريخ الأمريكي.. ولكن على العكس من ذلك تماماً.. كارتر لا يزال نجماً بارزاً في السياسة الأمريكية ولا يزال رجل المهمات الأمريكية الحساسة.. ولعل ابرزها وساطاته لحل قضية جنوب السودان وحماية المصالح الأمريكية في العالم.
وفي المنعطفات الهامة تظهر حقيقة العلاقة الحميمية بين إيران وأمريكا.. مثلا عندما تطورت الحرب العراقية الإيرانية بما يهدد إيران.. تدخلت أمريكا لصالح إيران وتمت صفقة الأسلحة السرية فيما عُرف بإيران غيت المشهورة.
في الحروب الأمريكية الأساسية في المنطقة دعمت إيران الحرب وفتحت أجوائها للطيران الأمريكي والغربي وبحرها لسفنهم.. وما خفي أعظم. كما حدث عند الحرب الأمريكية على أفغانستان ثم العراق.
فأمريكا لا تريد أقوال لدعمها ولكن تريد أفعال.. سيما في المنعطفات الأساسية.
هناك من يرى أن هناك تنسيق أمريكي إيراني فيما يتعلق بمنطقة الخليج.. وما جرى ويجري في أحدث الثورة في البحرين. مشابه للتنسيق الأمريكي الإيراني فيما يتعلق بالعراق.. حيث تقاسمت أمريكا وإيران تقريباً الكعكة العراقية.
السوأل الآن: ما معنى إذن هذا العداء والصراع الواضح بين إيران وأمريكا؟
ربما مسرحية أهدافها إبقاء شعبية النظام الحاكم كمعادي للغرب بينما هو يخدم مصالحه في الواقع.
استفزاز المنطقة ودولها لتخويفها من الأطماع الإيرانية وابتزازها لشراء السلاح والدفع للغرب بسخاء.
ربما أيضا تناقضت المصالح في مرحلة لاحقة بين النظام الجديد والغرب.. ففي السياسة لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة.
النظام الجديد ربما أُصيب بداء النظام القديم الذي انقلب عليه وهو نظام الشاه: داء الغرور والعظمة.. وبالتالي الخروج عن الحدود المرسومة له من قبل أسياده.