أبو حيدر11
05-06-2012, 09:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13329319891.jpg (http://c.shia4up.net/)
قطرات من بحر فضائل الإمام علي عليه السلام
1. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إنّ الله جلّ جلاله جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقّراً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن أصغى إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع، ومن نظر إلى كتاب في فضائل عليّ غفر الله له الذنوب التي إكتسبها بالنظر. ثم قال: النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد من عباده كلّهم إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه (1).
2. عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام)، أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين، يا عليّ، أنت سيّد الوصيّين، ووارث علم النّبيين، وخير الصدّيقين، وأفضل السابقين. يا عليّ أنت زوج سيّدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا عليّ، أنت مولى المؤمنين، يا عليّ، أنت الحجة بعدي على الخلق أجمعين، إستوجب الجنّة من توّلاك واستحق النّار من عاداك.
يا عليّ، والذي بعثني بالنبوة وإصطفاني على جميع البّرية، لو أن عبداً عبد الله ألف عام، ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك، وبولاية الأئمة من ولدك، وإن ولايتك لا يقبلها الله تعالى إلا بالبرائة من أعدائك، وأعداء الأئمة من ولدك،بذلك أخبرني جبريل (عليه السلام) (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (2-3).
3. عن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أوّل من إتخذ عليّ بن أبي طالب أخاً من أهل السّماء إسرافيل، ثم ميكائيل، ثم جبرائيل، وأول من أحبّه من أهل السّماء حملة العرش، ثم رضوان خازن الجنّة، ثم ملك الموت، وإن ملك الموت يترّحم على محبّي عليّ بن أبي طالب كما يترّحم على الأنبياء (عليهم السلام) (4).
4. عن أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) أنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما قوم إجتمعوا يذكرون فضل عليّ بن أبي طالب إلاّ هبطت عليهم ملائكة السّماء حتّى تحف بهم، فإذا تفرّقوا عرجت الملائكة إلى السّماء، فيقول لهم الملائكة: إنّا نشّم من رائحتكم ما لا نشّمه من الملائكة، فلم نر رائحة أطيب منها؟
فيقولون: كنا عند قوم يذكرون محمّداً وأهل بيته، فعلق فينا من ريحهم فتعطّرنا، فيقولون اهبطوا بنا إليهم، فيقولون: تفرّقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله، فيقولون اهبطوا بنا حتى نتعطّر بذلك المكان (5).
5. عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، أنه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فقال من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين، والتسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم، حتى يردا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حوضه (6).
6. عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذكر عليّ بن أبي طالب عبادة (7).
7. عن الفضل بن شاذان، بسنده عن عيسى بن المعتمر قال، قال: رأيت أباذر الغفاري أخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر جندب بن السكن، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّي مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علّي الحوض، ألا وانّ مثلهما كسفينة نوح، من ركب فيها نجى، ومن تخلف عنها غرق (8).
8. عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء بعدي أفضل من عليّ (عليه السلام)، وإنه إمام اُمّتي وأميرها وهو وصيي وخليفتي عليها، من إقتدى به بعدي إهتدى، ومن إقتدى بغيره ضلّ وغوى. إني أنا النّبي المصطفى، ما أنطق بفضل عليّ عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، إليّ نزل به الروح المجتبى، عن الذي (له ما في السّموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى (9-10).
9. عن ربيعة السعدي قال، أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له: يا أبا عبد الله، إنّا لنتحدّث عن عليّ ومناقبه، فيقول أهل البصرة: إنكم تفرّطون في عليّ، فهل أنت محدّثي بحديث فيه؟. فقال حذيفة: يا ربيعة، وما تسألني عن عليّ، فو الذي نفسي بيده لو وضع جميع أعمال أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) في كفّة الميزان منذ بعث الله محمّداً إلى يوم القيامة، ووضع عمل عليّ (عليه السلام) في الكفة الأخرى، لرجح عمل عليّ (عليه السلام) على جميع أعمالهم، فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له، ولا يقعد، ولا يحمل، فقال حذيفة: يا لكع، وكيف لا يحمل؟. وأين كان أبو بكر وعمر وحذيفة وجميع أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) يوم عمرو بن عبدود وقد دعا إلى المبارزة، فأحجم النّاس كلهم ما خلا عليّاً (عليه السلام) فإنّه برز إليه، وقتله الله على يده؟ والذي نفس حذيفة بيده، لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من عمل أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة (11).
10. عن أبي هريرة قال: مرّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بنفر من قريش في المسجد، فتغامزوا عليه، فدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشكاهم إليه، فخرج (صلى الله عليه وآله) وهو مغضب، فقال لهم: أيها النّاس، ما لكم إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم أشرقت وجوهكم، وإذا ذكر محمّد وآل محمّد قست قلوبكم، وعبست وجوهكم؟ والذّي نفسي بيده، لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيّاً لم يدخل الجنّة حتى يحبّ هذا أخي عليّاً وولده، ثم قال: إن لله حقاً لا يعلمه إلا أنا وعليّ، وإن لي حقّاً لا يعلمه إلا الله وعليّ، وله حق لا يعلمه إلا الله وأنا (12).
11. عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أنّ الغياض أقلام، والبحار مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب، ما قدروا على إحصاء فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (13).
12. عن إبن عمر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد سئل: بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟ قال: خاطبني بلسان عليّ، فألهمني أن قلت: يا ربّ خاطبتني أم عليّ؟ فقال: يا أحمد، أنا شئ ليس كالأشياء، ولا أقاس بالنّاس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، إطلّعت على سرائر قلبك، فلم أجد أحداً إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك (14).
13. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب، فليتول وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي وأمتّي عليّ بن أبي طالب. ومن سرّه أن يلج النّار فليترك ولايته، فوعزة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وإنّه الصّراط المستقيم، وانّه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة (15).
14. لما انتهى إلى النّجاشي ملك الحبّشة خبر النّبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه: إنّي مختبر هذا الرّجلّ بهدايا أنفذ إليه، ثم أعدّ له تحفاً عظيماً وفيها من الفصوص ياقوت وعقيق، فقال: إن كان الرجلّ يطلب الدنيا والملك، فهو يختار الياقوت، وإن كان نبيّاً حقّاً فإنّه يختار العقيق. فلمّا وصلت الهدايا إلى النّبي (صلى الله عليه وآله) قسّمها على أصحابه، ولم يأخذ لنفسه سوى فصّ عقيق أحمر، ثم أعطاه لعليّ وقال: يا عليّ فاكتب سطراً واحداً (لا اله إلا الله). فمضى عليّ فقال للنقّاش: اُكتب عليه ما يحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا اله إلا الله، فقال له: اُكتب ما اُحبّ أنا (محمّد رسول الله)، فلمّا جاء به إلى النّبي (صلى الله عليه وآله) وجد عليه ثلاثة أسطر. فقال: يا عليّ أمرتك أن تكتب عليه سطراً واحداً، فكتبت عليه ثلاثة أسطر، فقال (عليه السلام): وحقكّ يـا رسول الله، مـا أمـرتـه أن يكتب عليه إلا ما أحببت (لا اله إلا الله)، وما أحببت أنا (محمّد رسول الله). فهبط جبرئيل الأمين (عليه السلام) فقال: ربّ العزة يقول: كتبت ما تحبّ (لا اله إلا الله) وعليّ كتب ما يحبّ (محمّد رسول الله)، وأنا كتبت ما اُحبّ (عليّ ولي الله) (16).
15. جاء في كتاب الهداية في مشروعية الشهادة بالولاية للعالم الجليل البحاثة الكبير العراقي نقلاً عن (السلافة في أمر الخلافة) لشيخ عبد الله المراغي من علماء أهل السنة في القرن السابع الهجري، أخرج أنّ رجلاً دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا رسول الله، إن أباذر يذكر في الأذان بعد الشهادة بالرسالة، الشهادة بالولاية لعليّ (عليه السلام) ! قال (صلى الله عليه وآله): كذلك، أو نسيتم قولي في غدير خم: (من كنت مولاه فعليّ مولاه) (17).
16. دخل رجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، إني سمعت أمراً لم أسمع قبل ذلك! فقال (صلى الله عليه وآله): ما هو؟ قال: سلمان يشهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة، الشهادة بالولاية لعليّ (عليه السلام). قال (صلى الله عليه وآله): سمعت خيراً (18).
17. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا كانت ليلة المعراج نظرت تحت العرش أمامي، فإذا أنا بعليّ بن أبي طالب قائماً أمامي تحت العرش يسّبح الله ويقدّسه، قلت: يا جبرئيل سبقني عليّ بن أبي طالب؟ قال: لكنّي أخبرك، إعلم يا محمّد، إن الله عزّ وجلّ يكثر من الثناء والصلاة على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فوق عرشه، فاشتاق العرش إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فخلق الله تعالى هذا الملك على صورة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) تحت عرشه، لينظر إليه العرش فيسكن شوقه، وجعل تسبيح هذا الملك وتقديسه وتمجيده ثواباً لشيعة أهل بيتك يا محمّد (19).
18. إن رجلاً قدم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إنّي أحبّك وأحبّ فلاناً، وسمى بعض أعدائه، فقال (عليه السلام) أما الآن فأنت أعور، فإما أن تعمى وإما أن تبصر (20).
19. إبن بابويه بسنده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) (21) قال: إن رهطاً من اليهود أسلموا، منهم عبد الله بن سلام وأسيد بن ثعلبة وإبن يامين، وإبن صوريا فأتوا النّبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا نبي الله، إن موسى أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيّك يا رسول الله، ومن وليّنا بعدك؟ فنزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله الذين آمنوا والذّين يقيمون الصلوة ويؤتون الزّكوة وهم راكعون) (22).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا فقاموا وأتوا المسجد، فإذاً سائل خارج فقال:
يا سائل ما أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، هذا الخاتم. قال من أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجّل الذّي يصّلي. قال، قال:علـى أيّ حال أعطاك؟ قـال: كان راكعاً، فكبّر النّبي وكبّر أهل المسجد، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله): عليّ بن أبي طالب وليّكم بعدي.
قالوا: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد (صلى الله عليه وآله) نبيّاً وبعليّ بن أبي طالب ولّياً، فأنزل الله عز وجل (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) (23)، فروى عن عمر بن الخطاب أنّه قال: والله لقد تصدّقت بأربعين خاتماً وأنا راكع، لينزل فيّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فما نزل (24).
20. عن أبي سلمى، قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسري بي إلى السّماء، قال لي الجليل (جلّ جلاله): (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربّه) (25).
قلت: والمؤمنون. قال: صدقت يا محمّد، من خلّفت في أمتك؟ قلت: خيرها.
قال: عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب. قال: يا محمّد، إني إطلّعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها، وشققت لك إسماً من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد. ثم اطلعت الثانية، فاخترت منها عليّاً وشققت له إسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو عليّ. يا محمّد إني خلقتك وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده، من شبح نور من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السـماوات وأهل الأرضين فمن قبلهـا كان عندي من الـمؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمّد، لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشّن البالي، ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم، يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّ، فقال لي: إلتفت عن يمين العرش، فإلتفّت فاذا أنا بعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ (والحجّة القائم ـ عليهم السّلام ـ) والمهدي بينهم في ضحضاح من نور، كأنّه كوكب درّي. فقال: يا محمّد هؤلاء الحجج، وهو الثّائر من عترتك، فوعزّتي وجلالي أنه الناّصر لأوليائي، والمنتقم من أعدائي (26).
21. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن عباس، والذي بعثني بالحق نبياً إن النّار لأشد غضباً على مبغضي عليّ منها على من زعم أن لله ولداً (27).
22. عن إبن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق لا يقبل الله من عبده حسنة، حتى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (28).
23. عن محمّد بن مسلم، قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النّبيين على ولاية عليّ (عليه السلام)، وأخذ عهد النّبيين بولاية عليّ (عليه السلام) (29).
24. عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبّل الله المتين، فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدّوه، وليأتّم بالهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي، وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله عزّ وجل، وحزب أعدائهم حزب الشيطان (30).
25. عن الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، عن أمّه فاطمة (عليها السلام) قالت: خرج عليّنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشّية عرفة. فقال: إن الله تعالى باهى بكم الملائكة، فغفر لكم عامة، وغفر لعليّ خاصة، وإني رسول الله إليكم غير هائب لقومي، ولا محاب لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني أن السّعيد كل السّعيد حق السّعيد من أحبّ عليّاً في حياتي وبعد موتي (31).
26. عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السّماء، وصرت أنا وجبرئيل إلى السّماء السابعة. قال جبرئيل: يا محمّد، هذا موضعي، ثم زخّ بي في النور زخّة، فإذا أنا بملك من ملائكة الله تعالى في صورة عليّ (عليه السلام) إسمه عليّ، ساجد تحت العرش، يقول: اللهم اغفر لعليّ وذريّته ومحبّيه وأشياعه وأتباعه، والعن مبغضيه وأعاديه وحسّاده، إنّك على كلّ شئ قدير (32).
27. عن سعد بن عبادة قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا عرج بي إلى السّماء وقفت عن ربي كقاب قوسين أو أودنى، سمعت النداء من قبل الله: يا محمّد، من تحبّ ممن معك في الأرض؟ فقلت: يا رب، أحبّ من تحبّه وتأمرني بمحبّته، فقال: يا محمّد أحبّ عليّاً فإنّي أحبّه وأحبّ من يحبّه. فلمّا رجعت إلى السّماء الرابعة، تلقاني جبرئيل، فقال لي: ما قال لك ربّ العزة، وما قلت له؟ فقلت: حبيبي جبرئيل، قال لي كيت وكيت، وقلت له كيت وكيت، قال: فبكى جبرئيل وقال: يا محمّد والذي بعثك بالحق نبيّاً لو أن أهل الأرض يحبّون عليّاً كما يحبّه أهل السماوات لما خلق الله ناراً يعذب بها أحداً (33).
28. عن أبي ذر الغفاري قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها النّاس، من أراد أن يطفئ غضب الله، ومن أراد أن يقبل الله عمله، فليحب علّي بن أبي طالب، فانّ حبّه يزيد الإيمان، وإنّ حبّه يذيب السيئات، كما تذيب النّار الرصاص (34).
29. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ لو أن عبداً عبد الله عزّ وجلّ مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل اُحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومدّ في عمره حتى حجّ ألف عام على قدميه، ثم قتل بين الصّفا والمروة مظلوماً ولم يوالك، لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها (35).
30. عن جابر عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
فضل عليّ بن أبي طالب على هذه الأمة كفضل شهر رمضان على سائر الشهور.
وفضل عليّ على هذه الأمة كفضل ليلة القدر على سائر الليالي.
وفضل عليّ على هذه الأمة كفضل ليلة الجمعة على سائر الليالي، فطوبى لمن آمن به، وصدّق بولايته، والويل كل الويل لمن جحده وجحد حقه، حقاً على الله أن يحرمه يوم القيامة شفاعة محمّد (صلى الله عليه وآله) (36).
31. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عرج بالنّبي (صلى الله عليه وآله) السّماء مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلا وقد أوصى الله عزّ وجلّ فيها إلى النّبي بالولاية لعليّ والأئمة من بعده (عليهم السلام) أكثر ممّا أوصاه بالفرائض (37).
32. عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللوح، عن القلم قال، يقول الله عزّ وجل: ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي (38).
33. عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عزّ وجل يباهي بعلّي بن أبي طالب كل يوم على الملائكة المقربيّن (39).
34. عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله نبيّاً إلاّ بنبّوة محمّد و ولاية وصيّه علّي (عليه السلام) (40).
35. عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً في جماعة من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (41).
36. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّا أول أهل بيت نوّه الله بأسمائنا، انه لمّا خلق الله السماوات والأرض أمر منادياً فنادى:
أشهد أن لا اله الا الله ـ ثلاثاً ـ
أشهد أن محمّداً رسول الله ـ ثلاثاً ـ
أشهد أن عليّاً أمير المؤمنين حقاً ـ ثلاثاً (42).
37. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال، قال لي جبرئيل (عليه السلام): يا محمّد، عليّ خير البشر، ومن أبى فقد كفر (43).
38. عن أبي محمّد العسكري (عليه السلام) أنه قال: سأل المنافقون النّبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله أخبرنا عن عليّ (عليه السلام) هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وهل شرّفت الملائكة إلا بحبّها لمحمّد وعليّ وقبولها لولايتهما، إنه لا أحد من محبّي عليّ (عليه السلام) نظف قلبه من قذر الغش والدّغل والغّل ونجاسة الذنوب إلا كان أطهر وأفضل من الملائكة (44).
39. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو إجتمع النّاس على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عزّ وجلّ النّار (45).
40. روى عمار الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنّ الخاتم الذي تصدّق به أمير المؤمنين (عليه السلام) وزنه أربعة مثاقيل، حلقته من فضة، وفصّه خمسة مثاقيل وهو من ياقوتة حمراء، وثمنه خراج الشام ثلثمائة حمل من فضة، وأربعة أحمال من ذهب، وكان الخاتم لمروان بن طوق قتله أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ الخاتم من إصبعه وأتى به إلى النّبي من جملة الغنائم، وأمره النّبي (صلى الله عليه وآله) أن يأخذ الخاتم. فأخذ الخاتم فأقبل وهو في إصبعه وتصدّق به على السائل في أثناء ركوعه، في أثناء صلاته خلف النّبي (صلى الله عليه وآله). وذكر الغــــزالي في كــــتاب سرّ العالمين أن الخاتـــم الـــذي تصدّق به أمـــير المؤمنين (عليه السلام) كان خاتم سليمان بن داود (46).
41. عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله من نور وجــــه عليّ بن أبي طــــالب (عليه السلام) سبعـــين ألـــف ملك يستغفرون له ولشيعته ولمحبّيه إلى يـــوم القيامة (47).
42. روى أنس بن مالك فقال: سمعت بأذني هاتين وإلاّ صمّتا، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في حقّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (48).
43. عن أنس بن مالك: والله الذي لا إله الا هو، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (49).
44. عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام): لو علم النّاس متى سمّي عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا ولايته، قلت: رحمك الله متى سمّي عليّ أمير المؤمنين؟ قال: كان ربّك عزّ وجلّ حيث أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم، وأشهدهم على أنفسهم، ألست برّبكم ومحمّد رسولي وعليّ أمير المؤمنين (50).
45. عن الأصبغ قال: سئل سلمان الفارسي (رحمة الله عليه) عن عليّ بن أبي طالب وفاطمة (عليهما السلام)؟ فقال سلمان: سمعت النّبي (صلى الله عليه وآله) يقول: عليّكم بعليّ بن أبي طالب، فانّه مولاكم فأحبّّوه، وكبيركم فاتبعّوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنّة فعزّزوه، وإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، وأحبّوه بحبّي، وأكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في عليّ، إلا ما أمرني به ربّي جلّت عظمته (51).
46. عن جابر بن عبد الله أنه قال، قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جابر، أي الاخوة أفضل؟ قال، قلت: البنون من الأب والاُم، فقال: إنّا معاشر الأنبياء اخوة وأنا أفضلهم، ولأحبّ الاخوة إليّ عليّ بن أبي طالب، فهو عندي أفضل من الأنبياء. فمن زعم أن الأنبياء أفضل منه فقد جعـــلني أقلّهم، ومن جعـــلني أقلّهم فــقد كفـــر، لأنّي لـــم أتخذّ عليّاً أخاً إلاّ لما علمت من فضله (52).
47. قال النّبي (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري (53).
48. عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ:
يا أبا الحسن، مثلك في أمتّي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلث مرّات فقد ختم القرآن كلّه.
فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان.
ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان.
ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان، والذّي بعثني بالحّق نبياً، يا عليّ لو أحبك أهل الأرض كمحبّة أهل السّماء لما عذّب أحد بالنّار (54).
49. عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: والله لقد خلّفني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمّته، فأنا حجّة الله عليهم بعد نبيّه، وإن ولايتي لتلزم أهل السّماء كما تلزم أهل الأرض، وإن الملائكة لتتذاكر فضلي، وذلك تسبيحها عند الله، أيّها الناس إتّبعوني أهدكم سواء السّبيل، لا تأخذوا يميناً ولا شمالاً فتضّلوا، أنا وصيّ نبيّكم وخليفته، وإمام المؤمنين، وأميرهم ومولاهم. أنا قائد شيعتي إلى الجنّة، وسائق أعدائي إلى النّار، أنا سيف الله على أعدائه، ورحمته على أوليائه، وأنا صاحب حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولوائه، وصاحب مقامه وشفاعته أنا والحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أرضه، وأمناؤه على وحيه، وأئمة المسلمين بعد نبيّه وحجج الله على بريّته (55).
50. عن إبن عباس قال: كنّا جلوساً مع النّبي (صلى الله عليه وآله) إذ دخل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال عليّ: السّلام عليّك يا رسول الله.قال: وعليّك السّلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال عليّ: تدعوني بأمير المؤمنين وأنت حي يا رسول الله؟. فقال: نعم وأنا حي، إنك يا عليّ مررت بنا أمس وأنا وجبريل في حديث، ولم تسّلم فقال جبريل: ما بال أمير المؤمنين مرّ بنا ولم يسلّم، أما والله، لو سلم لسررنا ورددنا عليه السّلام. فقال عليّ: يا رسول الله، رأيتك ودحية استخليتما في حديث، فكرهت أن أقطعه عليّكما. فقال له النّبي (صلى الله عليه وآله): إنه لم يكن دحيّة، وإنما كان جبريل (عليه السلام). فقلت: يا جبريل، كيف سمّيته أمير المؤمنين؟ فقال: كان الله تعالى أوحى إلي في غزوة بدر أن إهبط على محمّد (صلى الله عليه وآله) فمره أن يـأمر أمير المؤمنين عليّ بـن أبي طالب أن يجول بين الصفّين، فإن الملائكة يحبّون أن ينظروا إليه وهو يجول بين الصّفين فسمّاه الله تعالى في السّماء أمير المؤمنين ذلك اليوم. فأنت يا عليّ أمير من في السّماء، وأمير من في الأرض، وأمير من مضى، وأمير من بقى، فلا أمير بعدك، ولا أمير قبلك، لأنه لا يجوز لأحد أن يسمى بهذا الاسم من لم يسمّ الله تعالى (56).
51. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن القرآن أربعة أرباع: فربع فينا أهل البيت خـــاصّة، وربـــع في أعــــدائنا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام، والله أنزل في عليّ كرائم القـــرآن (57).
52. إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين برز أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عمرو بن عبدود، قال: برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه (58).
53. أبو نعيم المحدث في حلية الأولياء في تفسير قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) (59) قال: إن النّبي (صلى الله عليه وآله) ليلة أسرى به جمع الله بينه وبين الأنبياء، قال سلهم يا محمّد على ماذا بعثتم؟ قالوا: بعثنا على شهادة أن لا اله إلا الله، والإقرار بنبوّتك، والولاية لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (60).
54. عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث الأسرى: فإذا ملك قد أتاني، فقال يا محمّد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ماذا بعثتم؟ فقال لهم: معاشر الرسل والنّبيين على ماذا بعثكم الله قبلي؟ قالوا: على ولايتك يا محمّد، وولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (61).
55. عن إبن عباس قال: سئل النّبي (صلى الله عليه وآله) عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه ؟ قال: سأله بحق محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلا ما تبت علّي، فتاب عليه (62).
56. عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لمبارزة علّي بن أبي طالب لعمرو بن عبدود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلي يوم القيامة (63).
57. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبّ عليّ بن أبي طالب حسنة، لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة، لا تنفع معها حسنة (64).
58. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ.. لقد سعد من تولاّك، وشقي من عاداك، وان الملائكة لتتقرّب إلى الله تقدّس ذكره بمحبّتك وولايتك، والله إن أهل مودّتك في السّماء لأكثر منهم في الأرض (65).
59. دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ضاحكاً في بيت عليّ (عليه السلام) فقال: قدمت لأبشّرك يا أخي بأن جبرئيل نزل بي من ساعتي هذه برسالة من عند الله، وهي أن الله تعالى يقول: يا أحمد، بشّر عليّاً بأن أحبّائك مطيعهم وعاصيهم من أهل الجنّة، فسجد عليّ شكراً لله، وقال: اللهم اشهد فإنّي قد أعطيتهم نصف حسناتي. فقالت فاطمة (عليها السلام): اللهم اشهد وأنا قد أعطيتهم نصف حسناتي. فقال الحسن والحسين (عليهما السلام) : ونحن قد أعطيناهم نصف حسناتنا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ولستم بأكرم منّي، وأنا قد أعطيتهم حسناتي، فنزل جبرئيل فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إن الله تبارك وتعالى يقول: لستم بأكرم منّي، وقد غفرت سيّئات محبّي عليّ وأرزقهم الجنّة ونعيمها (66).
60. عن زيد بن ثابت قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وعليّ أفضل لكم من كتاب الله، لأنّه مترجم لكم عن كتاب الله (67).
61. عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني لأرجو لأمّتي في حبّ عليّ كما أرجو في قول (لا إله إلا الله) (68).
62. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ:
يا عليّ إن محبّيك يفرحون في ثلاثة مواطن:
عند خروج أنفسهم وأنت هناك تشاهدهم.
وعند المسائلة في القبور وأنت هناك تلقنّهم.
وعند العرض على الله وأنت هناك تعرّفهم (69).
63. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ شأن عليّ عظيم، إنّ حال عليّ جليل، إنّ وزن عليّ ثقيل، ما وضع حبّ عليّ في ميزان أحد إلا رجح على سيئاته، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته (70).
64. عن إبن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صافح عليّاً (عليه السلام) فكأنما صافحني، ومن صافحني فكأنما صافح أركان العرش، ومن عانقه فكأنما عانقني، ومن عانقني فكأنما عانق الأنبياء كلهم، ومن صافح محبّاً لعليّ غفر الله له الذنوب، وأدخله الجنّة بغير حساب (71).
65. عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): يا عليّ، إن جبريل (عليه السلام) أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني، وفرح به قلبي، قال: يا محمّد إن الله تعالى قال لي: إقرا محمّد منّي السّلام، وأعلمه أن عليّاً إمام الهدى، ومصباح الدّجى، والحجّة على أهل الدنيا، وإنّه الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، وإني آليت بعزّتي أن لا أدخل النّار أحداً توّلاه، وسلّم له وللأوصياء من بعده، ولكن حقّ القول منّي لأملأنّ جهّنم وأطباقها من أعدائه، ولأملأنّ الجنّة من أوليائه وشيعته (72).
66. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أن الرياض أقلام، والبحر مداد، والجّن حسّاب، والإنس كتاّب، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (73).
67. عن إبن عباس، عن النّبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طنّت وقالت: يا عليّ (74).
68. عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لو أنّ السماوات والأرض وضعت في كفّة، ووزن إيمان عليّ لرجح إيمان عليّ (75).
69. وبإسناد آخر عن عمر بن الخطاب قال: أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسمعته وهو يقول: لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ميزان، ووضع إيمان عليّ في كفة ميزان، لرجح إيمان عليّ (76).
70. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يعذّب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل عليّ وعترته (عليهم السلام)، ألا إنه لم يمش فوق الأرض بعد النّبيين والمرسلين أفضل من شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذين يظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرّحمة وتستغفر لهم الملائكة، الويل كل الويل لمن يكتم فضله (77).
71. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتاني جبرئيل من قبل ربي تعالى، فقال: يا محمّد، إن الله تعالى يقرؤك السّلام ويقول لك: بشّر أخاك عليّاً بأنّي لا أعذب من تولاه، ولا أرحم من عاداه (78).
72. نزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا محمّد، ان الله تبارك وتعالى يأمرك أن تحبّ عليّ بن أبي طالب، فإنّ الله تعالى يحبّ عليّاً ويحبّ من يحبّه.
فقال: ومن يبغض عليّاً؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من يحمل النّاس على عداوته (79).
73. عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (80).
74. عن أبي رافع قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، والذي نفسي بيده لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمّر بأحد من المسلمين إلا أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة (81).
75. عن أنس، عن عايشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عليّ بن أبي طالب خير البشر، من أبى فقد كفر. فقيل لها: ولم حاربتيه؟ فقالت: والله ما حاربته من ذات نفسي، وما حملني على ذلك إلا طلحة والزبير (82).
76. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عمار، فإن سلك النّاس كلّهم وادياً، وسلك عليّ وادياُ فاسلك وادي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وخلّ النّاس (83).
77. عن المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ملأ من أصحابه، وإذا بأسود (على جنازة) تحمله أربعة من الزنوج، ملفوف في كساء، يمضون به إلى قبره، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليّ بالأسود، فوضع بين يديه فكشف عن وجهه، ثم قال لعليّ (عليه السلام): يا عليّ، هذا رياح غلام آل النّجار. فقال عليّ (عليه السلام): والله ما رآني قط إلا وحجلّ في قيوده، وقال: يا عليّ إني أحبّك. قال: فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغسله، وكفنه في ثوب من أثوابه، وصلّى عليه وشيعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمسلمون إلى قبره، وسمع (الناس) دوياً شديداً في السّماء. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنه) قد شيّعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كل قبيل سبعون ألف ملك، والله ما نال ذلك إلا بحبّك يا عليّ، قال: ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في لحده، ثم أعرض عنه،ثم سوّى عليه اللبن. فقال له أصحابه: يا رسول الله رأيناك قد أعرضت عن الأسود ساعة ثم سوّيت عليه اللبن! فقال: نعم إن ولّي الله خرج من الدنيا عطشاناً، فتبادر إليه أزواجه من الحور العين بشراب من الجنّة، وولّي الله غيور، فكرهت أن أحزنه بالنظر إلى أزواجه فأعرضت عنه (84).
78. عن حذيفة، لمّا برز أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عمرو بن عبدود وقتله الله على يديه، قال له النبي (صلى الله عليه وآله): أبشر يا علي، فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم(85)، وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عزّ بقتل عمرو (86).
79. عن أبي هريرة قال: كنت عند النّبي (صلى الله عليه وآله): إذ أقبل علّي (عليه السلام)، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله): يا أبا هريرة، أتدري من هذا؟ قلت: نعم، يا رسول الله، هذا عليّ بن أبي طالب، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله): هذا البحر الزاخر، هذا الشّمس الطالعة، أسخى من الفرات كفاً، وأوسع من الدنيا قلباً، فمن أبغضه فعليه لعنة الله (87).
80. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يبعث يوم القيامة أقواماً يمتلئ من جهة السيئات موازينهم، فيقال لهم: هذه السيئات فأين الحسنات، وإلاّ فقد عصيتم؟
فيقولون: يا ربنا ما نعرف لنا حسنات. فإذا النداء من قبل الله عزّ وجل لئن لم تعرفوا لأنفسكم عبادي حسنات، فإني أعرّفها لكم وأوفرّها عليّكم، ثم يأتي برقعة صغيرة يطرحها في كفة حسناتهم، فترجح بسيئاتهم بأكثر مما بين السّماء إلى الأرض. فيقال لأحدهم: خذ بيد أبيك وأمك وإخوانك وأخواتك وخاصّتك وقراباتك وأخدامك ومعارفيك فأدخلهم الجنّة. فيقول أهل المحشر: يا رب أما الذنوب فقد عرفناها، فماذا كانت حسناتهم؟ فيقول الله عزّ وجل: يا عبادي مشى أحدهم ببقية دين لأخيه إلى أخيه.
فقال خذها فإنّي اٌحبّك بحبّك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال له الآخر: قد تركتها لك بحبّك لعليّ ولك من مالي ما شئت، فشكر الله تعالى ذلك لهما، فحطّ به خطـــاياهما وجعــــل ذلك في حــــشو صحيـــفتهما وموازينهما، وأوجب لهما ولوالديهما الجنّة (88).
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13329319891.jpg (http://c.shia4up.net/)
قطرات من بحر فضائل الإمام علي عليه السلام
1. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إنّ الله جلّ جلاله جعل لأخي عليّ بن أبي طالب فضائل لا تحصى كثرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقّراً بها غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، ومن كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم، ومن أصغى إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالإستماع، ومن نظر إلى كتاب في فضائل عليّ غفر الله له الذنوب التي إكتسبها بالنظر. ثم قال: النظر إلى عليّ بن أبي طالب عبادة، وذكره عبادة، ولا يقبل الله إيمان عبد من عباده كلّهم إلاّ بولايته والبراءة من أعدائه (1).
2. عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام)، أنه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، أنت أمير المؤمنين، وإمام المتقين، يا عليّ، أنت سيّد الوصيّين، ووارث علم النّبيين، وخير الصدّيقين، وأفضل السابقين. يا عليّ أنت زوج سيّدة نساء العالمين، وخليفة خير المرسلين، يا عليّ، أنت مولى المؤمنين، يا عليّ، أنت الحجة بعدي على الخلق أجمعين، إستوجب الجنّة من توّلاك واستحق النّار من عاداك.
يا عليّ، والذي بعثني بالنبوة وإصطفاني على جميع البّرية، لو أن عبداً عبد الله ألف عام، ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك، وبولاية الأئمة من ولدك، وإن ولايتك لا يقبلها الله تعالى إلا بالبرائة من أعدائك، وأعداء الأئمة من ولدك،بذلك أخبرني جبريل (عليه السلام) (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر (2-3).
3. عن عبد الله بن مسعود قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أوّل من إتخذ عليّ بن أبي طالب أخاً من أهل السّماء إسرافيل، ثم ميكائيل، ثم جبرائيل، وأول من أحبّه من أهل السّماء حملة العرش، ثم رضوان خازن الجنّة، ثم ملك الموت، وإن ملك الموت يترّحم على محبّي عليّ بن أبي طالب كما يترّحم على الأنبياء (عليهم السلام) (4).
4. عن أم المؤمنين أم سلمة (رضي الله عنها) أنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ما قوم إجتمعوا يذكرون فضل عليّ بن أبي طالب إلاّ هبطت عليهم ملائكة السّماء حتّى تحف بهم، فإذا تفرّقوا عرجت الملائكة إلى السّماء، فيقول لهم الملائكة: إنّا نشّم من رائحتكم ما لا نشّمه من الملائكة، فلم نر رائحة أطيب منها؟
فيقولون: كنا عند قوم يذكرون محمّداً وأهل بيته، فعلق فينا من ريحهم فتعطّرنا، فيقولون اهبطوا بنا إليهم، فيقولون: تفرّقوا ومضى كل واحد منهم إلى منزله، فيقولون اهبطوا بنا حتى نتعطّر بذلك المكان (5).
5. عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، أنه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي، فقال من العترة؟ فقال: أنا والحسن والحسين، والتسعة من ولد الحسين، تاسعهم مهديهم وقائمهم، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم، حتى يردا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) حوضه (6).
6. عن عائشة أنها قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذكر عليّ بن أبي طالب عبادة (7).
7. عن الفضل بن شاذان، بسنده عن عيسى بن المعتمر قال، قال: رأيت أباذر الغفاري أخذ بحلقة باب الكعبة وهو يقول: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أبوذر جندب بن السكن، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّي مخلف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علّي الحوض، ألا وانّ مثلهما كسفينة نوح، من ركب فيها نجى، ومن تخلف عنها غرق (8).
8. عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء بعدي أفضل من عليّ (عليه السلام)، وإنه إمام اُمّتي وأميرها وهو وصيي وخليفتي عليها، من إقتدى به بعدي إهتدى، ومن إقتدى بغيره ضلّ وغوى. إني أنا النّبي المصطفى، ما أنطق بفضل عليّ عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، إليّ نزل به الروح المجتبى، عن الذي (له ما في السّموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى (9-10).
9. عن ربيعة السعدي قال، أتيت حذيفة بن اليمان فقلت له: يا أبا عبد الله، إنّا لنتحدّث عن عليّ ومناقبه، فيقول أهل البصرة: إنكم تفرّطون في عليّ، فهل أنت محدّثي بحديث فيه؟. فقال حذيفة: يا ربيعة، وما تسألني عن عليّ، فو الذي نفسي بيده لو وضع جميع أعمال أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) في كفّة الميزان منذ بعث الله محمّداً إلى يوم القيامة، ووضع عمل عليّ (عليه السلام) في الكفة الأخرى، لرجح عمل عليّ (عليه السلام) على جميع أعمالهم، فقال ربيعة: هذا الذي لا يقام له، ولا يقعد، ولا يحمل، فقال حذيفة: يا لكع، وكيف لا يحمل؟. وأين كان أبو بكر وعمر وحذيفة وجميع أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) يوم عمرو بن عبدود وقد دعا إلى المبارزة، فأحجم النّاس كلهم ما خلا عليّاً (عليه السلام) فإنّه برز إليه، وقتله الله على يده؟ والذي نفس حذيفة بيده، لعمله ذلك اليوم أعظم أجراً من عمل أصحاب محمّد (صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة (11).
10. عن أبي هريرة قال: مرّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بنفر من قريش في المسجد، فتغامزوا عليه، فدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشكاهم إليه، فخرج (صلى الله عليه وآله) وهو مغضب، فقال لهم: أيها النّاس، ما لكم إذا ذكر إبراهيم وآل إبراهيم أشرقت وجوهكم، وإذا ذكر محمّد وآل محمّد قست قلوبكم، وعبست وجوهكم؟ والذّي نفسي بيده، لو عمل أحدكم عمل سبعين نبيّاً لم يدخل الجنّة حتى يحبّ هذا أخي عليّاً وولده، ثم قال: إن لله حقاً لا يعلمه إلا أنا وعليّ، وإن لي حقّاً لا يعلمه إلا الله وعليّ، وله حق لا يعلمه إلا الله وأنا (12).
11. عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أنّ الغياض أقلام، والبحار مداد، والجنّ حسّاب، والإنس كتّاب، ما قدروا على إحصاء فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (13).
12. عن إبن عمر قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول وقد سئل: بأيّ لغة خاطبك ربّك ليلة المعراج؟ قال: خاطبني بلسان عليّ، فألهمني أن قلت: يا ربّ خاطبتني أم عليّ؟ فقال: يا أحمد، أنا شئ ليس كالأشياء، ولا أقاس بالنّاس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من نوري، وخلقت عليّاً من نورك، إطلّعت على سرائر قلبك، فلم أجد أحداً إلى قلبك أحبّ من عليّ بن أبي طالب، فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك (14).
13. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سرّه أن يجوز على الصراط كالريح العاصف، ويلج الجنّة بغير حساب، فليتول وليّي ووصيّي وصاحبي وخليفتي على أهلي وأمتّي عليّ بن أبي طالب. ومن سرّه أن يلج النّار فليترك ولايته، فوعزة ربّي وجلاله إنّه لباب الله الذي لا يؤتى إلا منه، وإنّه الصّراط المستقيم، وانّه الذي يسأل الله عن ولايته يوم القيامة (15).
14. لما انتهى إلى النّجاشي ملك الحبّشة خبر النّبي (صلى الله عليه وآله) قال لأصحابه: إنّي مختبر هذا الرّجلّ بهدايا أنفذ إليه، ثم أعدّ له تحفاً عظيماً وفيها من الفصوص ياقوت وعقيق، فقال: إن كان الرجلّ يطلب الدنيا والملك، فهو يختار الياقوت، وإن كان نبيّاً حقّاً فإنّه يختار العقيق. فلمّا وصلت الهدايا إلى النّبي (صلى الله عليه وآله) قسّمها على أصحابه، ولم يأخذ لنفسه سوى فصّ عقيق أحمر، ثم أعطاه لعليّ وقال: يا عليّ فاكتب سطراً واحداً (لا اله إلا الله). فمضى عليّ فقال للنقّاش: اُكتب عليه ما يحبّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا اله إلا الله، فقال له: اُكتب ما اُحبّ أنا (محمّد رسول الله)، فلمّا جاء به إلى النّبي (صلى الله عليه وآله) وجد عليه ثلاثة أسطر. فقال: يا عليّ أمرتك أن تكتب عليه سطراً واحداً، فكتبت عليه ثلاثة أسطر، فقال (عليه السلام): وحقكّ يـا رسول الله، مـا أمـرتـه أن يكتب عليه إلا ما أحببت (لا اله إلا الله)، وما أحببت أنا (محمّد رسول الله). فهبط جبرئيل الأمين (عليه السلام) فقال: ربّ العزة يقول: كتبت ما تحبّ (لا اله إلا الله) وعليّ كتب ما يحبّ (محمّد رسول الله)، وأنا كتبت ما اُحبّ (عليّ ولي الله) (16).
15. جاء في كتاب الهداية في مشروعية الشهادة بالولاية للعالم الجليل البحاثة الكبير العراقي نقلاً عن (السلافة في أمر الخلافة) لشيخ عبد الله المراغي من علماء أهل السنة في القرن السابع الهجري، أخرج أنّ رجلاً دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا رسول الله، إن أباذر يذكر في الأذان بعد الشهادة بالرسالة، الشهادة بالولاية لعليّ (عليه السلام) ! قال (صلى الله عليه وآله): كذلك، أو نسيتم قولي في غدير خم: (من كنت مولاه فعليّ مولاه) (17).
16. دخل رجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، إني سمعت أمراً لم أسمع قبل ذلك! فقال (صلى الله عليه وآله): ما هو؟ قال: سلمان يشهد في أذانه بعد الشهادة بالرسالة، الشهادة بالولاية لعليّ (عليه السلام). قال (صلى الله عليه وآله): سمعت خيراً (18).
17. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا كانت ليلة المعراج نظرت تحت العرش أمامي، فإذا أنا بعليّ بن أبي طالب قائماً أمامي تحت العرش يسّبح الله ويقدّسه، قلت: يا جبرئيل سبقني عليّ بن أبي طالب؟ قال: لكنّي أخبرك، إعلم يا محمّد، إن الله عزّ وجلّ يكثر من الثناء والصلاة على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) فوق عرشه، فاشتاق العرش إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فخلق الله تعالى هذا الملك على صورة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) تحت عرشه، لينظر إليه العرش فيسكن شوقه، وجعل تسبيح هذا الملك وتقديسه وتمجيده ثواباً لشيعة أهل بيتك يا محمّد (19).
18. إن رجلاً قدم على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إنّي أحبّك وأحبّ فلاناً، وسمى بعض أعدائه، فقال (عليه السلام) أما الآن فأنت أعور، فإما أن تعمى وإما أن تبصر (20).
19. إبن بابويه بسنده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن قول الله عزّ وجلّ: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) (21) قال: إن رهطاً من اليهود أسلموا، منهم عبد الله بن سلام وأسيد بن ثعلبة وإبن يامين، وإبن صوريا فأتوا النّبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا نبي الله، إن موسى أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيّك يا رسول الله، ومن وليّنا بعدك؟ فنزلت هذه الآية (إنما وليكم الله ورسوله الذين آمنوا والذّين يقيمون الصلوة ويؤتون الزّكوة وهم راكعون) (22).
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوموا فقاموا وأتوا المسجد، فإذاً سائل خارج فقال:
يا سائل ما أعطاك أحد شيئاً؟ قال نعم، هذا الخاتم. قال من أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجّل الذّي يصّلي. قال، قال:علـى أيّ حال أعطاك؟ قـال: كان راكعاً، فكبّر النّبي وكبّر أهل المسجد، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله): عليّ بن أبي طالب وليّكم بعدي.
قالوا: رضينا بالله ربّاً، وبالإسلام ديناً، وبمحمّد (صلى الله عليه وآله) نبيّاً وبعليّ بن أبي طالب ولّياً، فأنزل الله عز وجل (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) (23)، فروى عن عمر بن الخطاب أنّه قال: والله لقد تصدّقت بأربعين خاتماً وأنا راكع، لينزل فيّ ما نزل في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فما نزل (24).
20. عن أبي سلمى، قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: ليلة أسري بي إلى السّماء، قال لي الجليل (جلّ جلاله): (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربّه) (25).
قلت: والمؤمنون. قال: صدقت يا محمّد، من خلّفت في أمتك؟ قلت: خيرها.
قال: عليّ بن أبي طالب؟ قلت: نعم يا رب. قال: يا محمّد، إني إطلّعت إلى الأرض إطلاعة فاخترتك منها، وشققت لك إسماً من أسمائي، فلا أذكر في موضع إلا ذكرت معي، فأنا المحمود وأنت محمّد. ثم اطلعت الثانية، فاخترت منها عليّاً وشققت له إسماً من أسمائي، فأنا الأعلى وهو عليّ. يا محمّد إني خلقتك وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده، من شبح نور من نوري، وعرضت ولايتكم على أهل السـماوات وأهل الأرضين فمن قبلهـا كان عندي من الـمؤمنين، ومن جحدها كان عندي من الكافرين، يا محمّد، لو أن عبداً من عبيدي عبدني حتى ينقطع ويصير كالشّن البالي، ثم أتاني جاحداً لولايتكم ما غفرت له حتى يقرّ بولايتكم، يا محمّد أتحبّ أن تراهم؟ قلت: نعم يا ربّ، فقال لي: إلتفت عن يمين العرش، فإلتفّت فاذا أنا بعليّ، وفاطمة، والحسن، والحسين، وعليّ بن الحسين، ومحمّد بن عليّ، وجعفر بن محمّد، وموسى بن جعفر، وعليّ بن موسى، ومحمّد بن عليّ، وعليّ بن محمّد، والحسن بن عليّ (والحجّة القائم ـ عليهم السّلام ـ) والمهدي بينهم في ضحضاح من نور، كأنّه كوكب درّي. فقال: يا محمّد هؤلاء الحجج، وهو الثّائر من عترتك، فوعزّتي وجلالي أنه الناّصر لأوليائي، والمنتقم من أعدائي (26).
21. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن عباس، والذي بعثني بالحق نبياً إن النّار لأشد غضباً على مبغضي عليّ منها على من زعم أن لله ولداً (27).
22. عن إبن عباس قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق لا يقبل الله من عبده حسنة، حتى يسأله عن حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (28).
23. عن محمّد بن مسلم، قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النّبيين على ولاية عليّ (عليه السلام)، وأخذ عهد النّبيين بولاية عليّ (عليه السلام) (29).
24. عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحبّ أن يركب سفينة النجاة، ويستمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبّل الله المتين، فليوال عليّاً بعدي، وليعاد عدّوه، وليأتّم بالهداة من ولده، فإنّهم خلفائي وأوصيائي، وحجج الله على الخلق بعدي، وسادة أمتي وقادة الأتقياء إلى الجنّة، حزبهم حزبي، وحزبي حزب الله عزّ وجل، وحزب أعدائهم حزب الشيطان (30).
25. عن الحسين بن عليّ (عليهما السلام)، عن أمّه فاطمة (عليها السلام) قالت: خرج عليّنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) عشّية عرفة. فقال: إن الله تعالى باهى بكم الملائكة، فغفر لكم عامة، وغفر لعليّ خاصة، وإني رسول الله إليكم غير هائب لقومي، ولا محاب لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني أن السّعيد كل السّعيد حق السّعيد من أحبّ عليّاً في حياتي وبعد موتي (31).
26. عن إبن عباس قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا أسري بي إلى السّماء، وصرت أنا وجبرئيل إلى السّماء السابعة. قال جبرئيل: يا محمّد، هذا موضعي، ثم زخّ بي في النور زخّة، فإذا أنا بملك من ملائكة الله تعالى في صورة عليّ (عليه السلام) إسمه عليّ، ساجد تحت العرش، يقول: اللهم اغفر لعليّ وذريّته ومحبّيه وأشياعه وأتباعه، والعن مبغضيه وأعاديه وحسّاده، إنّك على كلّ شئ قدير (32).
27. عن سعد بن عبادة قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لمّا عرج بي إلى السّماء وقفت عن ربي كقاب قوسين أو أودنى، سمعت النداء من قبل الله: يا محمّد، من تحبّ ممن معك في الأرض؟ فقلت: يا رب، أحبّ من تحبّه وتأمرني بمحبّته، فقال: يا محمّد أحبّ عليّاً فإنّي أحبّه وأحبّ من يحبّه. فلمّا رجعت إلى السّماء الرابعة، تلقاني جبرئيل، فقال لي: ما قال لك ربّ العزة، وما قلت له؟ فقلت: حبيبي جبرئيل، قال لي كيت وكيت، وقلت له كيت وكيت، قال: فبكى جبرئيل وقال: يا محمّد والذي بعثك بالحق نبيّاً لو أن أهل الأرض يحبّون عليّاً كما يحبّه أهل السماوات لما خلق الله ناراً يعذب بها أحداً (33).
28. عن أبي ذر الغفاري قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها النّاس، من أراد أن يطفئ غضب الله، ومن أراد أن يقبل الله عمله، فليحب علّي بن أبي طالب، فانّ حبّه يزيد الإيمان، وإنّ حبّه يذيب السيئات، كما تذيب النّار الرصاص (34).
29. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ لو أن عبداً عبد الله عزّ وجلّ مثل ما قام نوح في قومه، وكان له مثل اُحد ذهباً فأنفقه في سبيل الله، ومدّ في عمره حتى حجّ ألف عام على قدميه، ثم قتل بين الصّفا والمروة مظلوماً ولم يوالك، لم يشمّ رائحة الجنّة ولم يدخلها (35).
30. عن جابر عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
فضل عليّ بن أبي طالب على هذه الأمة كفضل شهر رمضان على سائر الشهور.
وفضل عليّ على هذه الأمة كفضل ليلة القدر على سائر الليالي.
وفضل عليّ على هذه الأمة كفضل ليلة الجمعة على سائر الليالي، فطوبى لمن آمن به، وصدّق بولايته، والويل كل الويل لمن جحده وجحد حقه، حقاً على الله أن يحرمه يوم القيامة شفاعة محمّد (صلى الله عليه وآله) (36).
31. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عرج بالنّبي (صلى الله عليه وآله) السّماء مائة وعشرين مرّة، ما من مرّة إلا وقد أوصى الله عزّ وجلّ فيها إلى النّبي بالولاية لعليّ والأئمة من بعده (عليهم السلام) أكثر ممّا أوصاه بالفرائض (37).
32. عن جبرئيل، عن ميكائيل، عن إسرافيل، عن اللوح، عن القلم قال، يقول الله عزّ وجل: ولاية عليّ بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي (38).
33. عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عزّ وجل يباهي بعلّي بن أبي طالب كل يوم على الملائكة المقربيّن (39).
34. عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ولاية عليّ مكتوبة في جميع صحف الأنبياء، ولن يبعث الله نبيّاً إلاّ بنبّوة محمّد و ولاية وصيّه علّي (عليه السلام) (40).
35. عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) جالساً في جماعة من أصحابه، إذ أقبل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في حكمته، وإلى إبراهيم في حلمه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (41).
36. عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنّا أول أهل بيت نوّه الله بأسمائنا، انه لمّا خلق الله السماوات والأرض أمر منادياً فنادى:
أشهد أن لا اله الا الله ـ ثلاثاً ـ
أشهد أن محمّداً رسول الله ـ ثلاثاً ـ
أشهد أن عليّاً أمير المؤمنين حقاً ـ ثلاثاً (42).
37. عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال، قال لي جبرئيل (عليه السلام): يا محمّد، عليّ خير البشر، ومن أبى فقد كفر (43).
38. عن أبي محمّد العسكري (عليه السلام) أنه قال: سأل المنافقون النّبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: يا رسول الله أخبرنا عن عليّ (عليه السلام) هو أفضل أم ملائكة الله المقربون؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): وهل شرّفت الملائكة إلا بحبّها لمحمّد وعليّ وقبولها لولايتهما، إنه لا أحد من محبّي عليّ (عليه السلام) نظف قلبه من قذر الغش والدّغل والغّل ونجاسة الذنوب إلا كان أطهر وأفضل من الملائكة (44).
39. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو إجتمع النّاس على حبّ عليّ بن أبي طالب لما خلق الله عزّ وجلّ النّار (45).
40. روى عمار الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام): أنّ الخاتم الذي تصدّق به أمير المؤمنين (عليه السلام) وزنه أربعة مثاقيل، حلقته من فضة، وفصّه خمسة مثاقيل وهو من ياقوتة حمراء، وثمنه خراج الشام ثلثمائة حمل من فضة، وأربعة أحمال من ذهب، وكان الخاتم لمروان بن طوق قتله أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ الخاتم من إصبعه وأتى به إلى النّبي من جملة الغنائم، وأمره النّبي (صلى الله عليه وآله) أن يأخذ الخاتم. فأخذ الخاتم فأقبل وهو في إصبعه وتصدّق به على السائل في أثناء ركوعه، في أثناء صلاته خلف النّبي (صلى الله عليه وآله). وذكر الغــــزالي في كــــتاب سرّ العالمين أن الخاتـــم الـــذي تصدّق به أمـــير المؤمنين (عليه السلام) كان خاتم سليمان بن داود (46).
41. عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): خلق الله من نور وجــــه عليّ بن أبي طــــالب (عليه السلام) سبعـــين ألـــف ملك يستغفرون له ولشيعته ولمحبّيه إلى يـــوم القيامة (47).
42. روى أنس بن مالك فقال: سمعت بأذني هاتين وإلاّ صمّتا، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول في حقّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام): عنوان صحيفة المؤمن يوم القيامة حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (48).
43. عن أنس بن مالك: والله الذي لا إله الا هو، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عنوان صحيفة المؤمن حبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (49).
44. عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر محمّد بن عليّ (عليه السلام): لو علم النّاس متى سمّي عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا ولايته، قلت: رحمك الله متى سمّي عليّ أمير المؤمنين؟ قال: كان ربّك عزّ وجلّ حيث أخذ من بني آدم من ظهورهم ذرّيتهم، وأشهدهم على أنفسهم، ألست برّبكم ومحمّد رسولي وعليّ أمير المؤمنين (50).
45. عن الأصبغ قال: سئل سلمان الفارسي (رحمة الله عليه) عن عليّ بن أبي طالب وفاطمة (عليهما السلام)؟ فقال سلمان: سمعت النّبي (صلى الله عليه وآله) يقول: عليّكم بعليّ بن أبي طالب، فانّه مولاكم فأحبّّوه، وكبيركم فاتبعّوه، وعالمكم فأكرموه، وقائدكم إلى الجنّة فعزّزوه، وإذا دعاكم فأجيبوه، وإذا أمركم فأطيعوه، وأحبّوه بحبّي، وأكرموه بكرامتي، ما قلت لكم في عليّ، إلا ما أمرني به ربّي جلّت عظمته (51).
46. عن جابر بن عبد الله أنه قال، قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا جابر، أي الاخوة أفضل؟ قال، قلت: البنون من الأب والاُم، فقال: إنّا معاشر الأنبياء اخوة وأنا أفضلهم، ولأحبّ الاخوة إليّ عليّ بن أبي طالب، فهو عندي أفضل من الأنبياء. فمن زعم أن الأنبياء أفضل منه فقد جعـــلني أقلّهم، ومن جعـــلني أقلّهم فــقد كفـــر، لأنّي لـــم أتخذّ عليّاً أخاً إلاّ لما علمت من فضله (52).
47. قال النّبي (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، ما عرف الله حقّ معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حقّ معرفتك غير الله وغيري (53).
48. عن سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعليّ:
يا أبا الحسن، مثلك في أمتّي مثل قل هو الله أحد، فمن قرأها مرّة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلث مرّات فقد ختم القرآن كلّه.
فمن أحبّك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان.
ومن أحبّك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الإيمان.
ومن أحبّك بلسانه وقلبه ونصرك بيده فقد استكمل الإيمان، والذّي بعثني بالحّق نبياً، يا عليّ لو أحبك أهل الأرض كمحبّة أهل السّماء لما عذّب أحد بالنّار (54).
49. عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: والله لقد خلّفني رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أمّته، فأنا حجّة الله عليهم بعد نبيّه، وإن ولايتي لتلزم أهل السّماء كما تلزم أهل الأرض، وإن الملائكة لتتذاكر فضلي، وذلك تسبيحها عند الله، أيّها الناس إتّبعوني أهدكم سواء السّبيل، لا تأخذوا يميناً ولا شمالاً فتضّلوا، أنا وصيّ نبيّكم وخليفته، وإمام المؤمنين، وأميرهم ومولاهم. أنا قائد شيعتي إلى الجنّة، وسائق أعدائي إلى النّار، أنا سيف الله على أعدائه، ورحمته على أوليائه، وأنا صاحب حوض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولوائه، وصاحب مقامه وشفاعته أنا والحسن والحسين، وتسعة من ولد الحسين خلفاء الله في أرضه، وأمناؤه على وحيه، وأئمة المسلمين بعد نبيّه وحجج الله على بريّته (55).
50. عن إبن عباس قال: كنّا جلوساً مع النّبي (صلى الله عليه وآله) إذ دخل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقال عليّ: السّلام عليّك يا رسول الله.قال: وعليّك السّلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. فقال عليّ: تدعوني بأمير المؤمنين وأنت حي يا رسول الله؟. فقال: نعم وأنا حي، إنك يا عليّ مررت بنا أمس وأنا وجبريل في حديث، ولم تسّلم فقال جبريل: ما بال أمير المؤمنين مرّ بنا ولم يسلّم، أما والله، لو سلم لسررنا ورددنا عليه السّلام. فقال عليّ: يا رسول الله، رأيتك ودحية استخليتما في حديث، فكرهت أن أقطعه عليّكما. فقال له النّبي (صلى الله عليه وآله): إنه لم يكن دحيّة، وإنما كان جبريل (عليه السلام). فقلت: يا جبريل، كيف سمّيته أمير المؤمنين؟ فقال: كان الله تعالى أوحى إلي في غزوة بدر أن إهبط على محمّد (صلى الله عليه وآله) فمره أن يـأمر أمير المؤمنين عليّ بـن أبي طالب أن يجول بين الصفّين، فإن الملائكة يحبّون أن ينظروا إليه وهو يجول بين الصّفين فسمّاه الله تعالى في السّماء أمير المؤمنين ذلك اليوم. فأنت يا عليّ أمير من في السّماء، وأمير من في الأرض، وأمير من مضى، وأمير من بقى، فلا أمير بعدك، ولا أمير قبلك، لأنه لا يجوز لأحد أن يسمى بهذا الاسم من لم يسمّ الله تعالى (56).
51. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن القرآن أربعة أرباع: فربع فينا أهل البيت خـــاصّة، وربـــع في أعــــدائنا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام، والله أنزل في عليّ كرائم القـــرآن (57).
52. إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين برز أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عمرو بن عبدود، قال: برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه (58).
53. أبو نعيم المحدث في حلية الأولياء في تفسير قوله تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا) (59) قال: إن النّبي (صلى الله عليه وآله) ليلة أسرى به جمع الله بينه وبين الأنبياء، قال سلهم يا محمّد على ماذا بعثتم؟ قالوا: بعثنا على شهادة أن لا اله إلا الله، والإقرار بنبوّتك، والولاية لعليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (60).
54. عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث الأسرى: فإذا ملك قد أتاني، فقال يا محمّد سل من أرسلنا من قبلك من رسلنا على ماذا بعثتم؟ فقال لهم: معاشر الرسل والنّبيين على ماذا بعثكم الله قبلي؟ قالوا: على ولايتك يا محمّد، وولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (61).
55. عن إبن عباس قال: سئل النّبي (صلى الله عليه وآله) عن الكلمات التي تلقّاها آدم من ربه فتاب عليه ؟ قال: سأله بحق محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلا ما تبت علّي، فتاب عليه (62).
56. عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: لمبارزة علّي بن أبي طالب لعمرو بن عبدود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلي يوم القيامة (63).
57. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبّ عليّ بن أبي طالب حسنة، لا تضر معها سيئة، وبغضه سيئة، لا تنفع معها حسنة (64).
58. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ.. لقد سعد من تولاّك، وشقي من عاداك، وان الملائكة لتتقرّب إلى الله تقدّس ذكره بمحبّتك وولايتك، والله إن أهل مودّتك في السّماء لأكثر منهم في الأرض (65).
59. دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ضاحكاً في بيت عليّ (عليه السلام) فقال: قدمت لأبشّرك يا أخي بأن جبرئيل نزل بي من ساعتي هذه برسالة من عند الله، وهي أن الله تعالى يقول: يا أحمد، بشّر عليّاً بأن أحبّائك مطيعهم وعاصيهم من أهل الجنّة، فسجد عليّ شكراً لله، وقال: اللهم اشهد فإنّي قد أعطيتهم نصف حسناتي. فقالت فاطمة (عليها السلام): اللهم اشهد وأنا قد أعطيتهم نصف حسناتي. فقال الحسن والحسين (عليهما السلام) : ونحن قد أعطيناهم نصف حسناتنا. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ولستم بأكرم منّي، وأنا قد أعطيتهم حسناتي، فنزل جبرئيل فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إن الله تبارك وتعالى يقول: لستم بأكرم منّي، وقد غفرت سيّئات محبّي عليّ وأرزقهم الجنّة ونعيمها (66).
60. عن زيد بن ثابت قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وعليّ أفضل لكم من كتاب الله، لأنّه مترجم لكم عن كتاب الله (67).
61. عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني لأرجو لأمّتي في حبّ عليّ كما أرجو في قول (لا إله إلا الله) (68).
62. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ:
يا عليّ إن محبّيك يفرحون في ثلاثة مواطن:
عند خروج أنفسهم وأنت هناك تشاهدهم.
وعند المسائلة في القبور وأنت هناك تلقنّهم.
وعند العرض على الله وأنت هناك تعرّفهم (69).
63. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّ شأن عليّ عظيم، إنّ حال عليّ جليل، إنّ وزن عليّ ثقيل، ما وضع حبّ عليّ في ميزان أحد إلا رجح على سيئاته، ولا وضع بغضه في ميزان أحد إلا رجح على حسناته (70).
64. عن إبن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صافح عليّاً (عليه السلام) فكأنما صافحني، ومن صافحني فكأنما صافح أركان العرش، ومن عانقه فكأنما عانقني، ومن عانقني فكأنما عانق الأنبياء كلهم، ومن صافح محبّاً لعليّ غفر الله له الذنوب، وأدخله الجنّة بغير حساب (71).
65. عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام): يا عليّ، إن جبريل (عليه السلام) أخبرني فيك بأمر قرّت به عيني، وفرح به قلبي، قال: يا محمّد إن الله تعالى قال لي: إقرا محمّد منّي السّلام، وأعلمه أن عليّاً إمام الهدى، ومصباح الدّجى، والحجّة على أهل الدنيا، وإنّه الصدّيق الأكبر، والفاروق الأعظم، وإني آليت بعزّتي أن لا أدخل النّار أحداً توّلاه، وسلّم له وللأوصياء من بعده، ولكن حقّ القول منّي لأملأنّ جهّنم وأطباقها من أعدائه، ولأملأنّ الجنّة من أوليائه وشيعته (72).
66. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أن الرياض أقلام، والبحر مداد، والجّن حسّاب، والإنس كتاّب، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (73).
67. عن إبن عباس، عن النّبي (صلى الله عليه وآله) قال: إن حلقة باب الجنّة من ياقوتة حمراء على صفائح الذهب، فإذا دقّت الحلقة على الصفحة طنّت وقالت: يا عليّ (74).
68. عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: لو أنّ السماوات والأرض وضعت في كفّة، ووزن إيمان عليّ لرجح إيمان عليّ (75).
69. وبإسناد آخر عن عمر بن الخطاب قال: أشهد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لسمعته وهو يقول: لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعن في كفة ميزان، ووضع إيمان عليّ في كفة ميزان، لرجح إيمان عليّ (76).
70. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يعذّب الله هذا الخلق إلا بذنوب العلماء الذين يكتمون الحق من فضل عليّ وعترته (عليهم السلام)، ألا إنه لم يمش فوق الأرض بعد النّبيين والمرسلين أفضل من شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) الذين يظهرون أمره وينشرون فضله، أولئك تغشاهم الرّحمة وتستغفر لهم الملائكة، الويل كل الويل لمن يكتم فضله (77).
71. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتاني جبرئيل من قبل ربي تعالى، فقال: يا محمّد، إن الله تعالى يقرؤك السّلام ويقول لك: بشّر أخاك عليّاً بأنّي لا أعذب من تولاه، ولا أرحم من عاداه (78).
72. نزل جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا محمّد، ان الله تبارك وتعالى يأمرك أن تحبّ عليّ بن أبي طالب، فإنّ الله تعالى يحبّ عليّاً ويحبّ من يحبّه.
فقال: ومن يبغض عليّاً؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من يحمل النّاس على عداوته (79).
73. عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): زيّنوا مجالسكم بذكر عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (80).
74. عن أبي رافع قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عليّ، والذي نفسي بيده لو لا أن تقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت اليوم فيك مقالاً لا تمّر بأحد من المسلمين إلا أخذوا التراب من أثر قدميك يطلبون به البركة (81).
75. عن أنس، عن عايشة قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: عليّ بن أبي طالب خير البشر، من أبى فقد كفر. فقيل لها: ولم حاربتيه؟ فقالت: والله ما حاربته من ذات نفسي، وما حملني على ذلك إلا طلحة والزبير (82).
76. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا عمار، فإن سلك النّاس كلّهم وادياً، وسلك عليّ وادياُ فاسلك وادي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) وخلّ النّاس (83).
77. عن المفضل بن عمر عن الصادق (عليه السلام) قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ملأ من أصحابه، وإذا بأسود (على جنازة) تحمله أربعة من الزنوج، ملفوف في كساء، يمضون به إلى قبره، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليّ بالأسود، فوضع بين يديه فكشف عن وجهه، ثم قال لعليّ (عليه السلام): يا عليّ، هذا رياح غلام آل النّجار. فقال عليّ (عليه السلام): والله ما رآني قط إلا وحجلّ في قيوده، وقال: يا عليّ إني أحبّك. قال: فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بغسله، وكفنه في ثوب من أثوابه، وصلّى عليه وشيعه رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمسلمون إلى قبره، وسمع (الناس) دوياً شديداً في السّماء. فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إنه) قد شيّعه سبعون ألف قبيل من الملائكة، كل قبيل سبعون ألف ملك، والله ما نال ذلك إلا بحبّك يا عليّ، قال: ونزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في لحده، ثم أعرض عنه،ثم سوّى عليه اللبن. فقال له أصحابه: يا رسول الله رأيناك قد أعرضت عن الأسود ساعة ثم سوّيت عليه اللبن! فقال: نعم إن ولّي الله خرج من الدنيا عطشاناً، فتبادر إليه أزواجه من الحور العين بشراب من الجنّة، وولّي الله غيور، فكرهت أن أحزنه بالنظر إلى أزواجه فأعرضت عنه (84).
78. عن حذيفة، لمّا برز أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عمرو بن عبدود وقتله الله على يديه، قال له النبي (صلى الله عليه وآله): أبشر يا علي، فلو وزن اليوم عملك بعمل أمة محمد لرجح عملك بعملهم(85)، وذلك أنه لم يبق بيت من بيوت المشركين إلا وقد دخله وهن بقتل عمرو، ولم يبق بيت من بيوت المسلمين إلا وقد دخله عزّ بقتل عمرو (86).
79. عن أبي هريرة قال: كنت عند النّبي (صلى الله عليه وآله): إذ أقبل علّي (عليه السلام)، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله): يا أبا هريرة، أتدري من هذا؟ قلت: نعم، يا رسول الله، هذا عليّ بن أبي طالب، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله): هذا البحر الزاخر، هذا الشّمس الطالعة، أسخى من الفرات كفاً، وأوسع من الدنيا قلباً، فمن أبغضه فعليه لعنة الله (87).
80. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يبعث يوم القيامة أقواماً يمتلئ من جهة السيئات موازينهم، فيقال لهم: هذه السيئات فأين الحسنات، وإلاّ فقد عصيتم؟
فيقولون: يا ربنا ما نعرف لنا حسنات. فإذا النداء من قبل الله عزّ وجل لئن لم تعرفوا لأنفسكم عبادي حسنات، فإني أعرّفها لكم وأوفرّها عليّكم، ثم يأتي برقعة صغيرة يطرحها في كفة حسناتهم، فترجح بسيئاتهم بأكثر مما بين السّماء إلى الأرض. فيقال لأحدهم: خذ بيد أبيك وأمك وإخوانك وأخواتك وخاصّتك وقراباتك وأخدامك ومعارفيك فأدخلهم الجنّة. فيقول أهل المحشر: يا رب أما الذنوب فقد عرفناها، فماذا كانت حسناتهم؟ فيقول الله عزّ وجل: يا عبادي مشى أحدهم ببقية دين لأخيه إلى أخيه.
فقال خذها فإنّي اٌحبّك بحبّك عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
فقال له الآخر: قد تركتها لك بحبّك لعليّ ولك من مالي ما شئت، فشكر الله تعالى ذلك لهما، فحطّ به خطـــاياهما وجعــــل ذلك في حــــشو صحيـــفتهما وموازينهما، وأوجب لهما ولوالديهما الجنّة (88).