المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنحية المالكي وسقوط كسف من السماء


د. حامد العطية
06-06-2012, 05:57 PM
تنحية المالكي وسقوط كسف من السماء
د. حامد العطية

أثار احتمال تنحية المالكي ضجة، أشبه بالهستيريا الجماعية، ذكرتني بحكاية للأطفال، بطلتها دجاجة، ذهبت إلى الغابة يوماً، حيث سقطت عليها ثمرة شجرة بلوط، فظنته كسفاً من السماء، فأصابها الهلع، وعزمت على اخبار الملك – أو رئيس الجمهورية – بأن السماء ستقع، وفي الطريق صادفت طيراًً فأخبرته بالحدث الجلل، وهكذا تناقلت مجموعة من الطيور الخبر، والطيور كما يقول المثل على أشكالها تقع، ومضوا سوية حتى التقوا الثعلب، الذي سال لعابه لدى رؤيتهم، وبعد الاستفسار أخبرهم بأنه سيدلهم على الطريق إلى الملك فصدقوه، فقادهم إلى مخبأه حيث التهمهم هو وصغاره (الهجارس).
الحكمة من الحكاية الاحتراس من الافتراض الخاطيء المبني على رؤية غير واضحة أو ادراك خاطيء والتروي في ردود الفعل وتجنب الهلع والفزع لأتفه الأسباب وتوخي التعقل والحكمة في التعامل مع الأمور.
تمنيت لو قرأ الحكاية واتعظ بها بعض العراقيين، الذين ساووا بين تنحية المالكي وسقوط كسف من السماء، فأحدهم وصف المالكي بأنه ممثل الشعب ورمز الوطن، فإن ذهب المالكي ذهب الوطن والشعب، والثاني توقع انهيار العراق برمته، وحتى لا يظن البعض بأنها مجرد تهويلات وتهديدات جوفاء توعد مسؤولون في محافظات وسطى بتشكيل اقليم خاص بها، وكل ما تنتجه هذه المحافظات كميات هزيلة من المحاصيل الزراعية لا تسد حاجة سكانها، ولا يفوتنا ذكر تهديد بعض مناصري المالكي بقطع الطرق الرئيسية، على طريقة العشائر في بداية الحكم الملكي، وقبل أن يذوقوا نار الجيش العراقي الحامية، وبالطبع كان البعبع السعودي-التركي حاضراً، في أذهان أو مخيلة المتخوفين والمحذرين من غياب المالكي، وهو كما يدعون يتربص بالشيعة ليقضي عليهم كما افترس الثعلب المخادع وهجارسه الطيور البريئة.
هم يهينون العراق وأهله،عندما يقرنون بين بقاء العراق واستمرار رئيس وزراء في منصبه، وكأن هذا المسؤول الرباط الوحيد الذي يحافظ على وحدة العراق ويمنع اندثاره، أو هو العراقي الوحيد – ولا عراقي سواه - الذي يمتلك من القدرات والمهارات ما يؤهله لشغل هذا المنصب، أو بالأحرى لا يوجد بين الشيعة من يملاً الفراغ الذي سيتركه رحيل رئيس الوزراء، والمحزن أن مصدر هذا القول شيعة أيضاً، وهم بذلك يصادقون على تخرصات خصوم الشيعة الطائفيين الذين يستخفون بقدرات الشيعة في مجال السياسة، أما تخويف الشيعة بالغول التركي- السعودي فهو استهانة مهينة ببسالتهم وتصميمهم على الدفاع عن وجودهم وحقوقهم في بلدهم مهما تكالب عليهم من أعداء داخليين وخارجيين، وهم بالتأكيد ليسوا بحاجة لحامي حمى أمريكي أو بطل صنديد يقلدونه رئاسة الوزراء ليبرز لمقارعة الأعداءعند المجابهة.
في النظم الملكية المطلقة تهدد وفاة الملك استمرارية الحكم وتثير احتمال نشوء فراغ في السلطة ولو لزمن قصير، لذا يكون الإعلان عنه بالصيغة التالية: "مات الملك(أي السابق) عاش الملك (أي ولي عهده ووريثه)" وفي نفس الوقت، والواجب على أعضاء التحالف الوطني الشيعي – وبدلاً من التهويل بالويل والثبور وعظائم الأمور فيما لو رحل المالكي - طمأنة انصارهم والعراقيين أجمعين بأن خليفة المالكي حاضر لتسلم مسؤولياته، من دون تأخير أو بلبلة، وأن بين الشيعة الآلاف المؤلفة من هم أقدر من المالكي على تولي هذا المنصب بفاعلية وكفاءة.
في التاريخ كما الأدب تجارب وعظات مفيدة، منها على سبيل المثال سيرة تشرشل وديجول، إذ قاد ونستون تشرشل البريطانيين في سنوات الحرب العالمية الثانية، وله دور بطولي في صمود جبهة الحلفاء وانتصارها النهائي في الحرب، ولكن ما أن وضعت الحرب أوزارها حتى سقط في الانتخابات وحل محله رئيس وزراء من حزب العمال، وفي فرنسا أيضاً توحد الفرنسيون تحت قيادة تشارلز ديجول اثناء الحرب العالمية الثانية لكنهم لم ينتخبوه رئيساً لهم إلا بعد مرور ثلاث عشرة سنة على انتهائها، لقد حظي المالكي بفرصته في رئاسة الوزراء في العراق، وفرط بها، وقد تسنح له فرص أخرى – لاقدر الله، والأهم من ذلك كله أن لا يقترن في أذهاننا بقاء العراق واستقراره وتقدمه بفئة سياسية معينة أو بفرد.
5 حزيران 2012م

س البغدادي
06-06-2012, 06:19 PM
الاخ د . حامد العطية
الا تظن ان عملية اسقاط الحكومة وراسها المالكي هي الورقة ا لاقوى والاهم من اجل تفتيت البيت الشيعي والتحالف الوطني لذا توجب محاربة هكذا مشروع وتلك العملية بكل قوة ...اما مسالة تغير الحكومة وشخصها فهي من اختصاصات البيت الشيعي والتحالف الوطني ووجب ان تتم العملية دون ضغوط او املاءات من الخارج البيت الشيعي وبقناعة النواب انفسهم
ولكم التقدير والاعتزاز

عصر الشيعة
06-06-2012, 06:25 PM
انا اتفق معك اخي حامد ان العراق باقي وكل الحكام للزوال لكن الا ترى ان المستفيد من هذه العملية هم اعداء العراق دول الخليج + تركيا

ابو احمد السعيدي
08-06-2012, 11:13 PM
الرجال كاتب وجهه نظره ومدعمها بامثلة من الموروث الادبي والتاريخي . ويكول باختصار شديد يابه تره العراق مو باقي على المالكي
ويجون الجماعه ويقولون له الا ترى؟؟؟

يابه الرجال طرح الرؤية مالته . واني اتفق وياه المالكي حصل على فرصته والي يروح يجي احسن منه ان شاء الله

البدري14
09-06-2012, 01:38 AM
س البغدادي
-----
احسنت على هذا الجهد الطيب لمتابعة الاخبار
واتحافنا بها اولا باول
نعم المالكي ليس معصوم ولا منزل من السماء الرجل قدم
مالديه واذا وجد الافضل نحن مع من يقدم للعراق وشعبه الخدمات
المفقودة حاليا
لكن يجب ان يختار من داخل البيت الشيعي واهل البيت ادرى بما فيه
فوالله العراق ولاد بالرجالات القادرين على ادارة الامور والمالكي احدهم
ولو لم يرتقي عمله الى الطموح المطلوب
اما فشله فهو مسئول عن جزء منه والجزء الثاني متعمد به التعطيل مثل
الوزراء في الوزارات الخدمية كلهم دون المستوى الا الشاب المهندس
محمد صاحب الدراجي فهو الذي يعمل الوحيد منهم
واتمنى له مستقبل باهر ضمن التحالف الوطني فمن يعمل يجب ان نثني عليه
اما الحرب على المالكي فهي مسببه ومعروفه
اعادة ميزانيات الاعوام السابقة خير دليل على محاولة افشاله حتى لا يحسب
له النجاح ومن قام بالتعطيل والمماطلة اغلبهم التحالف الوطني
الدرجات الوظيفية التي الناس بامس الحاجة اليها معطلة لماذا
المالية لا تخصص لمن يتعين رواتب لماذا
وزارة الكهرباء تسرق كروت العقول في المولدات الجديدة لماذا
اليس هذا هو المقصود من محاربة اي رجل شيعي بارز حتى تعود الامور
لما قبل السقوط بحجة اننا لا نستطيع ادارة امورنا ويجب ان يديرها اخواننا
السنة بخبرتهم المعهودة وخاصة في قطع الرؤس والذبح على الهوية !
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

س البغدادي
09-06-2012, 02:07 AM
س البغدادي
-----
احسنت على هذا الجهد الطيب لمتابعة الاخبار
واتحافنا بها اولا باول
نعم المالكي ليس معصوم ولا منزل من السماء الرجل قدم
مالديه واذا وجد الافضل نحن مع من يقدم للعراق وشعبه الخدمات
المفقودة حاليا
لكن يجب ان يختار من داخل البيت الشيعي واهل البيت ادرى بما فيه
فوالله العراق ولاد بالرجالات القادرين على ادارة الامور والمالكي احدهم
ولو لم يرتقي عمله الى الطموح المطلوب
اما فشله فهو مسئول عن جزء منه والجزء الثاني متعمد به التعطيل مثل
الوزراء في الوزارات الخدمية كلهم دون المستوى الا الشاب المهندس
محمد صاحب الدراجي فهو الذي يعمل الوحيد منهم
واتمنى له مستقبل باهر ضمن التحالف الوطني فمن يعمل يجب ان نثني عليه
اما الحرب على المالكي فهي مسببه ومعروفه
اعادة ميزانيات الاعوام السابقة خير دليل على محاولة افشاله حتى لا يحسب
له النجاح ومن قام بالتعطيل والمماطلة اغلبهم التحالف الوطني
الدرجات الوظيفية التي الناس بامس الحاجة اليها معطلة لماذا
المالية لا تخصص لمن يتعين رواتب لماذا
وزارة الكهرباء تسرق كروت العقول في المولدات الجديدة لماذا
اليس هذا هو المقصود من محاربة اي رجل شيعي بارز حتى تعود الامور
لما قبل السقوط بحجة اننا لا نستطيع ادارة امورنا ويجب ان يديرها اخواننا
السنة بخبرتهم المعهودة وخاصة في قطع الرؤس والذبح على الهوية !
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
عزيزي الاخ البدري 14
لست انا صاحب الطرح الاصل بل الاخ د حامد العطية
وكذا نشكرك على طرح رأيك القيم

يقين حسين
09-06-2012, 02:44 AM
احسنت ايها الدكتور

ان اهم ما ورد في المقال هو ربط بقاء العراق و(التشيع ) بشخص معين

وهذا يذكرنا بطريق الوعي او من طريق اللاوعي بايام (القائد الضرورة )الذي لا قيام لاي شيئ الا به

اما بالنسبة لمسألة حفظ التشيع وارتباطها بالمالكي او غيره فنقول للمتخوفين ان التشيع في العراق منذ زمن امير المؤمنين والى يوم الناس هذا قد مر بمراحل صعبة وعصيبة وتعرض الشيعة لفنون من القتل والتعذيب تعجز عن احصائها المجلدات وبقي غضا طريا بل ازداد اتباعه حتى قال احد علمائنا الاجلاء(اقتلونا لنتجذر)

وبقي شيئ واحد مهم جدا وهو ان الفرصة الان متاحة بشكل اكثر لبناء دولة رصينة في العراق قائمة على اساس احترام حقوق الانسان واحترام اعتقاداته الدينية وضمان حرية ممارسة طقوسه بشكل حضاري

ولكن للاسف لم يستغل الساسة هذه الفرصة وانشغلوا بصراعات جانبية يذكيها طلاب الفتنة من دول الجوار

وانشغل المسؤولون حتى عن توفير ابسط الخدمات للمواطن العراقي المظلوم في الماضي وحتى الان

وسأقول شيئ اخر اكثر جرأة برأيي المتواضع البسيط

مادام ساستنا لا يطبقون الشريعة الاسلامية السمحاء ولا يحكمون بما انزل الله فقط وفقط بلا التجاء الى المصطلحات المعاصرة التى لا تمت الى اسلامنا بصلة فلن يصل العراق الى بر الامان ابدا


ومن يقل ان الامر ليس كذلك اقول له لماذا التبرج منتشر بشكل يخدش الحياء ولماذا يباع الخمر بلا ادنى وازع من دين او ضمير

ولماذا ولماذا والقائمة تطول

اليس من يحكم العراق اكثرها احزاب اسلامية اليس الاسلام هو الاغلبية العظمى في العراق ومن حق شعبه الطبيعي ان يحكم بما تقول به تعاليم دينه وشريعته المقدسة

ولماذا الفساد الاداري والرشوة منتشرة بشكل نافسنا بها دول العالم

ولماذا المواطن العراقي محروم من الكهرباء التى اصبح توفيرها شبه معجزة


كنا زمن اللانضام البائد نتحسر على هكذا فرصة وهي الان بايدينا وان لم نستغلها جيدا ربما سيحدث ما لا تحمد عقباه

ومن لم يراعي النعمة ربما ستسلب منه الى لا عودة