المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأملٌ معرفي في مقولة : الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ :


مرتضى علي الحلي
07-06-2012, 10:01 AM
تأملٌ معرفي في مقولة
: الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ :
=========================== =========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وأله المعصومين

من مقولة الحمد لله تعالى يبدأ القرآن الكريم مُعلّماً إيِّانا
إسلوبيَّة مخاطبة الله تعالى إذ أنه ركّز وبصورة واضحة على إستعمال مقولة

( الحمد لله)

مرارا في نصوصه الشريفة

وهذا يكشف لنا عن عمق ومدى إستحقاقية الله تعالى للحمد

والذي هو الثناء عليه سبحانه دوما
باللسان ووعي واقع ما أنعم به علينا سبحانه.

ومعنى :

(الحمد لله)

هوأنَّّ الثناء والتقديس منحصرٌ بالله تعالى
فلا أحد غيره يستحق الثناء
والحمد إلاّ هو سبحانه

أما غيره تعالى فكل ما يستحقه منّا إن كان متفضلا علينا فهو الشكر فحسب.

ولذا جائتْ صياغيَّة المفردة

(الحمد لله)

بصورة الجملة الأسمية:أي(الحمد) مبتدأ
و
(لله جار وجرور تقديره الحمدُ مُستقرٌ لله) خبر

للتدليل على الثبات والدوام بحقانية وإستحقاقيته تعالى للحمد دوما

ولبيان مزيد الإهتمام بحمده تعالى من قبل الإنسان المؤمن.


فوعي ومعرفة مفردة
(الحمد لله)
يجب أن يكون قريبا منا في معطياته العملية يوميا إذ إنّا كثيرا ما نُردد هذه المفردة الراقية في كل صلاة يوميا
وخاصة في سورة الحمد (الفاتحة)
الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ



أما معنى كلمة
(الله)
فهي عَلَمٌ يُطلق على ذات الله المقدسة الجامعة لصفات الكمال والجلال وجوديا



وبصورة عامة إنّ المقولة أعلاه والذي نحن بصدد بيان مضامينها ومعطياتها العقدية والإيمانية
هي مطابقةٌ تماما في أغراضها وتأسيساتها لأغراض وتأسيسات سورة الحمد
(الفاتحة)

إذ أنّ سورة الحمد تُركّزعقديا على أصل توحيد الله تعالى وتنزيهه
والذي هو اصل الأصول الدينية
الخمسة
فمن التوحيد الإلهي يترشح وجوب بعثة الرسل والأنبياء
إذ أنهم:عليهم السلام:
هم الرابط والواسطه بينه
تعالى وبين البشر

فقال الله تعالى بهذا الشأن:

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }الشورى51

ومن التوحيد
يترشح عدل الله ولطفه ووجوب تنصيبه تعالى للأئمة والأوصياء :ع:
من بعد الرسل
وهذا هو معنى أصل الإمامة

ومقتضى عدل الله تعالى أن يبعث الخلائق بعد تكليفها ليُجازيها ثوابا أو عقابا
وهذا هو أصل المعاد الجسماني والروحي للإنسان يوم يقوم الناس لرب العالمين.


والسلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :

بحب الله نحيا
08-06-2012, 01:08 AM
اللهم صلِ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم

الطرح شيّق وقيّم ومُوجز
يحتاج إلى إطالة الوقوف عنده والتعمّق فيه ..

(بالنسبة للعدل , ماأعرفه ان أصل العدل أُضيف إلى أصول الدين عند الإمامية للخلافات التي حصلت بين الإمامية والمعتزلة والأشاعرة في مسألة الحسن والقبح العقليان و.. في مقطع من التاريخ وما تفضلتم به هو تبيين عدل الله بشكل إجمالي أومن بعض عدله تعالى)
جزاكم الله كل خير وبارك بكم
دمت بحفظ الله تعالى ورعايته ’’

مرتضى علي الحلي
08-06-2012, 08:42 AM
تقديري لمروركم الكريم وتعليقكم المهم جدا وشكرا لكم