المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سوريا – لبنان – إسرائيل – أمريكا – الخليج – تحليلات


محمد الشرع
09-06-2012, 02:44 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في خضم الأحداث قرأت الكثير من التحليلات للإخوة هنا في هذه الواحة المعاصرة من شبكة هجر ، فأحببت أن أشارك بما املك من تحليل بسيط كما يفعل إخوتي الكرام كقارئ قد يضيف شيئا على طريقتهم . من دون ان ادعي امتلاك واحتكار الحقيقة .
نبدأ من الخبر ومن ثم نحلل بما نقدر عليه عسى أن نعرف الثغرات في تفكيرنا السياسي.
الخبر:
طلبت السفارة الأمريكية من مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اعتقال شادي مولولي حيث توفرت معلومات بانه ينتمي للقاعدة وهو يعمل لتدمير لبنان وسوريا ، وان قائده هو الأردني عبد الملك عبد السلام الذي ألقت القوات اللبنانية القبض عليه ، وصفته منسق تنظيم القاعدة في الشرق الاوسط ، فقد قال اللواء عباس مؤكداً ان القبض على مولوي ورفاقه كان بالتنسيق مع دولة غربية كبرى، وحين قلنا «إننا نعلم ان هناك دولة غربية كبرى وحيدة هي أميركا»، ابتسم من قبيل التأكيد، كما فعل لدى استقباله جمعية المراسلين العرب في بيروت وهذا ما صرح به نفس الصحفيون لوكالات الانباء .
وكان المتورط بتمويل مولوي هو شخصية قطرية . وأكد اللواء عباس أنه لا يستطيع ان يكشف كل الأمور المتعلقة بمولوي لأن عمله سري وهو ليس سياسيا ، فهو تقني محض قام بعمله وفق القانون اللبناني.
جرى اعتقال مولوي بكمين غريب نوعا ما ، ولكن المدهش إن آلاف المسلحين نزلوا الى الساحة فورا وأخذوا يمطرون منطقة جبل محسن العلوية بالقنابل والرشاشات .
ما علاقة جبل محسن بقضية مولوي ؟
ليس هناك أي علاقة الا ان الأمر مبيت سنتكلم عنه .
تمدد الامر ليشمل عكار ويشهر السلاح بوجه الدولة ثم يأتي عسكري سابقا تحول بقدرة قادر الى رجل دين مسلح فأوقفه حاجز للجيش اللبناني فادعى انه يريد الاشتراك باعتصام من اجل الشيخ المسلح مولوي فطلب الحاجز منه إعادة المسلحين والسماح له بالمشاركة في الاعتصام فتراجع الرتل ثم انهمر على الحاجز بالرشاشات فرد عليه الجيش فقتل الشيخ المسلح أحمد عبد الواحد ورفيقه وهما من ضمن قيادات الرابع عشر من آذار ، وأصيب جندي لبناني.
ثم سرعان ما تصايحت الحناجر وتدافعت المدافع باتجاه بيروت لضرب المتحالفين مع حزب الله اللبناني . وتم قطع طريق الجنوب الرئيسي بالسلاح .
فما علاقة هذا الهيجان بحلفاء حزب الله ؟
وهل هناك علاقة بين حزب الله وبين ما قام به الجيش اللبناني ؟
طبعا لا يوجد أي علاقة مطلقا .
انما يراد تصنيع علاقات وهمية واقناع الحمقى والشباب المتحمس بها عسى ان يزجوا بهم في آتون حرب مرادة ومخطط لها.
الحقيقة ان المبررات عند القيادات الميدانية لهؤلاء المسلحين بالسلاح الخفيف والمتوسط الذي ظهر على الساحة انما هو اقرب للكوميديا .
هم يقولون لاتباعهم : بما ان الحكومة اللبنانية وقفت موقف النأي بالنفس عن التدخل في شؤون سوريا فإذن هي عميلة لسورية ويجب الانتقام من سوريا ، وبما ان الرئيس السوري من اصل علوي حتى لو اعلن ان مذهبه شافعي وانه تزوج من سنية . فاذن العلويون في لبنان يمثلون القيادة السورية فيجب الانتقام من الجيش اللبناني بقتل العلويين المجاورين لحي باب التبانة في طرابلس (طبعا قد وقفت مليا على تقابل الحيين فما يفصلهما سوى فضاء صغير وشارع ) .
ثم بما ان حزب الله لم يرتض الهجمة على سورية وهو يصرح بانها هجمة صنعتها اسرائيل لتأمين الكيان الغاصب فاذن حزب الله هو من يمثل سوريا في لبنان وينبغي الانتقام منه ثارا لمن اعتقلهم الامن اللبناني بطلب امريكي ولمن قتلهم الجيش اللبناني دفاعا عن النفس .
ان هذا المنطق هو منطق جميع حكام المسلمين المخالفين لأهل البيت على مر التاريخ .
ومن يظن انه غير ذلك فبينه وبين الفهم مسافة غير محدودة.

نأتي الى تحليل الخبر :
- كلنا يعلم بان مشروع قطع ذراع المقاومة بتدمير سوريا قد فشل فشلا ذريعا .
- كلنا يعلم بان الأمريكان لم ينجحوا في تدمير قوة الصين بالتحكم في الموارد الأساسية ، نعم تم إيجاد مشكلة لأوربا حيث انها احد أهداف امريكا للتدمير لان تحول السوق الأوربية الى الولايات المتحدة الاوربية في المستقبل يرجح كفتها يقينا .
- كلنا يعلم ان أمريكا تعاني من ترنج اقتصادي ينذر بالكارثة وان الدولار يبشر بالانهيار .
- الكثير منا يعلم ان امريكا عانت مشاكل حقيقية في العراق ليس من جهة البعثيين قطعا وانما من جهات اكثر تنظيما واصرارا وقد كان قرابة 450000 جندي لم يستطع السيطرة الكلية على الوضع في العراق ، فكيف لو ارادت امريكا احتلال بلد كإيران أو حتى سوريا التي ثبت ان جيشها وقيادتها السياسية متماسكة ولها اصرار كبير على المقاومة. انها تحتاج الى ضعف كل الجيش الامريكي بالكامل وهذا يستدعي التجنيد الإجباري وهو امر يتنافى مع الأزمة الاقتصادية ويكشف المستور.
- كلنا يعلم بان امريكا مقبلة على انتخابات خطيرة ومفصلية فقد كان الصراع الداخلي أكثر ارتفاعا من أي فترة سابقة في الولايات الامريكية خصوصا بين الحزبين وبين العنصرين .
- قسم منا يعلم ان ايران يمكنها إيقاف الملاحة في منطقة الشرق الأوسط لمدة قد لا تقل عن ستة شهور لحين تجميع القدرة على السيطرة بشكل مشكوك به ، وبهذا فان جوهر التجارة وعصب الحياة الاقتصادية بين الشرق والغرب بل لنقل في اكثر من نصف الاقتصاد العالمي سيتعرض لأزمة خطيرة ستؤدي الى الانهيار خلال سنة أو سنة ونصف من هذا القرار الخطير ، حتى لو استعادة القوات الغربية مع البعارين السيطرة العسكرية ولكن ستكون هناك أزمة تأمين تمنع التجارة منعا اختياريا من المجازفة في المنطقة وعندها ستنتهي مدن ودول في العالم وفي المنطقة.
- الكثير منا يعلم ان قناعات القيادة الأمريكية باتت اقرب للتصالح مع إيران وسوريا بسبب القوة والمقدرة . وابعد من الاستجابة للخليجين وأصدقائهم الاسرائليين العبء المكلف. خصوصا حين قبلت الولايات المتحدة الامريكية مبدأ الإقرار بحق ايران في برنامجها النووي وإنما هي تخشى ان تعلم ايران بان العلماء توصلوا الى صنع قنبلة نووية فتاكة بتخصيب 20% ولهذا فهم يطلبون التراجع عن التخصيب الى هذا المستوى ، وقد رفضت إيران التي غلطت كوادرها فخصبت 27% من باب الاشتباه والغفلة ولو نام القطا لزادت النسبة الى مديات محرجة للقيادة الايرانية كما اظهر الموظفون الإيرانيون.
- كلنا يعلم بان إيران استطاعت المساهمة في تكوين حلفين كبيرين هما حلف بكين ومجموعة بريكس ، التي تضم اكثر من نصف الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلثي البشرية . فتجمعت الأعواد لتكون عصية على الكسر.
- من خلال اجتماع بغداد للمفاوضات حول الملف النووي تبين ان الكلام لم يكن مهما عن الملف النووي وانما عن تسوية وإعادة الخارطة حسب الخارطة الإيرانية - السورية مع حلف بكين . وقد اعترض المندوب الأمريكي على استحياء من وضع القضية الفلسطينية على خارطة التقسيم بين إيران والغرب بينما لم يعترض على بقية الملفات الخطيرة جدا على المنطقة وحواليها.
- وليس خفيا الان بان القوى التي تسيطر على الربيع العربي لا تتناغم مع تطلعات بعض دول الخليج العربي ، بحيث أصدرت وزارة خارجية إحدى الدول الخليجية تكذيبا لتسريب وثيقة تقول فيها ان الإخوان خطر علينا وبفوزهم سنفقد موقعنا بقيادة العالم الإسلامي ، مع ان البرقية معقولة جدا حيث لو حكم الإخوان بلدا غنيا وكبيرا كمصر فلن يكونوا بحاجة الى دولة صغيرة تلوح بالمال لاحتلال موقع القيادة في العالم الإسلامي.
- واخيرا فان استعداد ايران والعراق لإنتاج أكثر من 20 مليون برميل من النفط يوميا خلال المستقبل القريب يجعل الأهمية الإستراتيجية لدول اخرى ضعيفة جدا بل صورتها غير قابلة للتحسين حتى لو انتجت نفس هذه الكمية .

ان هذه الحقائق تجعل المشهد السياسي كما يلي :
- هناك انزعاج أوربي أمريكي من دفع الأمور نحو التأزيم من قبل إسرائيل وقواها الإقليمية في المنطقة بسبب الشعور بالتهميش والرمي في سلة المهملات. فان مصالح الدول الكبرى اكبر من مصالح دول صغيرة تعمل لحساب تلك الدول بشكل مرحلي.
- هناك خطر حقيقي باختفاء قيادات عربية من دول معروفة نتيجة مقايضة إيرانية غربية مبنية على واقع القوة والقدرة على تحريك العالم .
- هناك سلاج فعال ينبغي استعماله من اجل انقاذ هذه القيادات ودولة اسرائيل وهو التأزيم الطائفي ولو بالخربشات والاذى الانساني الوحشي لتعطيل كل الجهود الاصلاحية.
- لازالت بعض الاتجاهات المتصارعة داخل الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية تتحالف مع الكيان الصهيوني وأنصاره في المنطقة ، ولهذا فيجب استغلال هذا الانقسام وتحريك الفتن عسى أن لا ينسجم مشروع التهدئة والتمكين لإيران من المصالحة على أساس اقتسام المنطقة مع الدول الغربية والشرقية نظرا لاستحقاقات القوة.
- في نظر اسرائيل والدول المتحالفة معها يجب عرقلة اعادة انتخاب اوباما بعد ان اظهر قناعته بعدم خطر ايران على المنطقة وانما ينبغي النظر الى قوتها من ناحية ايجابية ، وقد هجم عليه اعداؤه باعتباره اقتنع بفتوى قائد الثورة الإيرانية بتحريم امتلاك القنابل النووية . وهذا مدخل مهم لتحطيم أسطورة اوباما وتمكين القوى التي تناصر إسرائيل بدون أي حسابات إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية .

والحصيلة هي ان خسارة الجهود محققة في كسر شوكة إيران وتقليم أظافرها ، ولهذا فان سوريا لا يمكن الانتصار فيها الآن رغم الإصرار على تخريب بنيتها عسى ان تنهار اجتماعيا نتيجة الوضع الاقتصادي.
فيصبح الخطر على اسرائيل باقيا بوجود حزب الله في لبنان مع وجود ايران قوية وسوريا مساندة لهما ولها إرادة مناهضة لاسرائيل .
فأصبح المشروع الكبير صغيرا . وهو:
محاولة نقل أعداد كبيرة من المهوسوين باسم التشدد الديني بقيادة ثلاث دول هي اسرائيل ودولتان خليجيتان . والهجوم على حزب الله داخل لبنان وتحطيم كل لبنان بايد اسلامية سنية متشددة من اجل بث الاطمئنان في قلب المرعوب الاسرائيلي . وبعد الانتصار يتم ابعاد هذه القوى الى مناطق متفرقة من اجل تقليل طموحاتهم واستمرائهم لشرب الدماء.

فهذا التحليل يبدو متناغما مع ما حدث في لبنان خلال عشرين يوما ماضية .
فمحاولة الحد من انتشار الارهابيين كان بالتعاون مع دولة غربية عظمى كما عبر اللواء عباس ، ولكن المجاميع المعروفة بانتمائها لمنظومة اسرائيل بالتعاون مع دولتين خليجيتين هاجت فور البدء بافشال مخططهم وتسرعوا في تنفيذه من اجل ارغام حزب الله لتوجيه سلاحه بعكس عقرب الساعة ، ومن ثم تطوير الأحداث دراماتيكيا مع بهارات الكذب والدجل اليهودي الموروث منذ كعب الأحبار ووهب بن منبه لمحاولة تشكيل قوة كبيرة جدا تقضي على حزب الله .
ان هذا التفكير لو تم تنفيذه فهو نهاية مشروع هؤلاء ، فهو على رغم صغره وانتقاله من تدمير ايران وتحجيمها الى ضرب حزب يلوي ذراع إسرائيل ، لكنه يدخل في الخطوط الحمراء لكثير من الاعتبارات حيث سيواجه هذا المشروع أكثر من مليون مسلح فدائي سيمزق كل حواجز قوانين اللعبة وسيرتد عليهم بإنهائهم نهائيا بحيادية مضطربة من قبل الغرب.
هذا ليس تنبؤا او تفاؤلا او تشاؤما ، انما المعطيات السياسية التي ذكرت أعلاه توصل الى هذه النتيجة ، فانه ليس من المعقول ان تخرب مجموعة من الفاشلين في اللعبة نجاح لاعبين كبارا وتعرض مصالحهم وأمنهم الاقتصادي والاجتماعي للخطر.
ان ما يجري عبارة عن محاولة بعض الفاشلين لإنقاذ أنفسهم في وقت لا يمكن الالتفات اليهم من قبل قوى تسير بمراكب فخمة.

هذه بضاعة ضعيفة في قراءة الحدث السياسي قد لا يوافقني عليها الكثير من رواد هذا المنتدى ، ولكن المقدمات والنتائج امامكم والتاريخ سيحكم . مع أنني أتوقع انه قد تم إجهاض المشروع في لبنان جزئيا . ولكن أرى الاستعداد لنهر الدماء لا يمكن إخفاؤه فإسرائيل في خطر وهذا كابوس يريدون التخلص منه بأي ثمن والمسلمون لا يوجد ارخص منهم كأدوات في يد أعدائهم فلماذا لا يتم السعي لمثل هذا المشروع.
ان عدم عقلانية مبررات ما يجري في لبنان تساعد على تشكيل هذه الصورة بشكل مقنع. فقل بربك لماذا يهجمون على العلويين في طرابلس وهم قوم خبروا حرب الشوارع خلال عشرين سنة ماضية من اجل شخص طلبت الاستخبارات الامريكية إيقافه وهو لا ينتمي الى مذهب الأغلبية السنية في طرابلس؟ ثم لماذا تحول الامر فجأة الى الهجوم على حزب الله؟
فهل حرب حزب الله لإسرائيل دليل على صداقة الحزب مع الولايات الامريكية؟
انها حرب للتأثير على الموقف الأمريكي المتراخي في انتهاج ما تريده إسرائيل وحلفائها من اجل مصالح أمريكا، وانه محاولة لإزاحة الخطر من الاتفاق الدولي العالمي الكبير على إسرائيل وحلفائها .
فهو عمل ضد السياسات الكبيرة في المنطقة ، وهو عمل تخريبي للمصالحات والاتفاقات الدولية الكبيرة التي تدار بين مجموعة بكين وبريكس من جهة وبين المجموعة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. ولو حصل الاتفاق الحقيقي خلال ستة شهور فان احداثا مهمة ستبرز في المنطقة لعل منها حربا مدعومة عالميا وفق التوافق لتصفية وجودات نشاز في المنطقة.


العلامة المنار ....

* المنار , اسم لامع في سماء الحوارات العقائدية و السياسية في شبكة هجر الثقافية , و هو يسكن النجف و له باع كبير في تحليل الامور الفكرية و السياسية و العقائدية ...

محمد الشرع
12-06-2012, 12:39 AM
للرفع ...



up

ملاك الورد
12-06-2012, 06:10 PM
شكرا لك ..

http://dc07.arabsh.com/i/03647/lcpbo096bhg6.gif
أرق التحااياا

محمد الشرع
27-07-2012, 05:07 PM
مداخلة في الموضوع من الاخ : الراية الحسينية

مولانا الغالي على قلوبنا .. ومنارنا المشع السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وما نحن أمامك إلا كالأطفال نحبي .. مشاركة وتحليل أستطيع القول بأنه قمة في الوعي والإطلاع وأين نحن منك يا سيدي الكريم ، فنحن نبذل جهدنا ونحاول قدر إمكانياتنا البسيطة الوصول لتحليل منطقي لما يحصل عبر بعض المصادر ، ولكن أين نحن منك أيها المنار الخالد ..

رحم الله والديكم مولانا أتمنى منك المواصلة يا مولانا الغالي .. فعندما تتكلم أنت لا نملك أمامك إلا السكوت والإنصات والقراءة بشكل مكثف ودقيق مرارا وتكرارا.

ندعوا الله لك بالصحة والعافية والخير والعلم الكثير ، ونفع الله بك المؤمنين ، ونسألكم الدعاء.

محمد الشرع
27-07-2012, 05:08 PM
مداخلة من الاخ : Al Khunaizi
وعليكم السلام ورحمة الله
الشيخ المنار, أثابكم الله, تحليل رائع و عرض سلس
الخطر الحقيقي الذي سيؤذن بنهاية الهيمنة الغربية على العالم هو انهيار الدولار قريبا إنشاء الله, و ستتغير موازين القوى في الشرق الأوسط عقبه, و أظن أن المستقبل يخفي مفاجئات غير متوقعة
أحسنتم, زادكم الله نورا

محمد الشرع
27-07-2012, 05:10 PM
مداخلة من الاخ : يتيم آل محمد
ألا تلاحظون شيئا في الخبر ( طلبت السفارة الأمريكية من مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم اعتقال شادي مولولي )
فمن الواضح أن الأمور كانت مدبرة من فيلتمان والسفارة الأمريكية المشؤومة ، فلماذا طلبت السفارة من اللواء عباس ابراهيم تحديدا ( وهو شيعي ) اعتقال المولوي السلفي ؟! ..
فأين فرع المعلومات التابع لفيلتمان والحريري ؟!

محمد الشرع
27-07-2012, 05:11 PM
مداخلة من الاخ : عطر فواح
في موضوع لبنان ..... اتصور بان قوى الانحطاط ... تريد توريط حزب الله بتحديد في حرب اهلية ( شيئا فشيئا ) وذلك بإشعال حرب اهلية بداية بين مختلف الطوائف والاحزاب ..... حتى تصيب شظاياها عمداً حزب الله فيدخل في معمعه الحرب الاهلية دفاعا او حفاظا على الأمن الأهلي ..... وبتالي يسهل استئصاله ومحاربته من العدو الصهيوني ..... ولا استبعد ان تستغل قوى الانحطاط بعض المحسوبين على الطائفة الشيعيه في الأجهزة الأمنية ( عملاء أو جهال ) لتحقيق ذلك .....
لذلك مطلوب من الحزب ان يتجنب ذلك وان يتفرج عليهم ..... ففي ذلك إيقاف للحرب الأهلية ان وقعت ..... فهم ( كل تلك الاحزاب ) سوف تخشى من ان يضعف تحاربها من قوتها .... وبتالي اندثارها ..... وستخشى قوى الانحطاط انفراد حزب الله بساحة اللبنانية وبتالي زيادة في قوته ورهبته .....

اما في موضوع سوريا ...... اتصور بان عملية التجييش الاعلامي والشعبي وووووو من بعض دول الانبطاح بالتحديد هو فرصة سياسية وامنية لها ...... حتى تصطاد اكثر من عصفور بحجر واحد
1) طعن وعرقلة دول الصمود ( المقاومة ) وهي ايران والعراق وسوريا ولبنان ..... او ما يسمى بالهلال الشيعي .. فيصبح ذلك الهلال معلق في الجو وغير متماسك في البر
2) اشغال بعض القوى الصاعده في المنطقه ( ايران ) وارباك حساباتها الاقليمية ..... بدق اسفين بينها وبين باقي الشعوب العربية وبالخصوص المتحرره من العبودية مثل مصر وتونس وليبيا
3) اشغال شعوب دول الانبطاح عن التفكير في اي عملية اصلاح سياسي او اقتصادي ..... وتخويفها من ما قد يجري على الشعوب عند خروجها على الحاكم ( الخوف والجوع والموت ووووو)
4) تفريغ دول الانبطاح من المتطرفين الحالمين بالجهاد ( حتى اللى في السجن ... وهذا سر الافراج عن الكثير منهم هذه الايام ) والتخلص منهم بتفخيخهم ونقلهم الى سوريا وتفجيرهم ( قتلهم ) هناك ... ولا استبعد ان تقوم تلك الحكومات بالتخلص من باقي الدعاة السلفيين الوهابيين المحتجين على فساد الاوضاع في تلك البلاد ... بقتلهم ..... واتهام المخابرات او النظام السوري بفعل ذلك انتقاما منهم بحجة دعمهم للمعارضه هناك

محمد الشرع
27-07-2012, 05:12 PM
مداخلة من الاخ : المحقق كونان
وهناك تحليل بأن ما جرى في لبنان مجرد حدث عابر لأجل تشتيت الأنظار عن منطقة أخرى يريدون ترتيب الأوراق فيها .

أما مسألة إنهيار الدولار فالحل موجود وجاهز لدى أميركا في إنتظار لحظة الأنهيار ولكن تطبيقه سيشكل تصادم مع الصين ، فينبغي الرجوع لتحليلات أهل الأقتصاد في ذلك لفهم ما يجري من أحداث سياسية .

محمد الشرع
27-07-2012, 05:13 PM
اجاب بعد ذلك الكاتب الرائع المنار على مداخلات الاخوان فقال :

بسم الله الرحمن الرحيم
اشكر الاخوة الكرام على تعميق الموضوع

الاخ الراية الحسينية المحترم
وفقكم الله لكل خير وشكرا لكم على العواطف .

الأخ الخنيزي المحترم
شكرا لكم
ان مسألة انهيار الدولار مسألة اقتصادية خطيرة ، وكل دولة عظمى عندها خيارات كبيرة لإعادة بوصلة الاقتصاد ، ولكن حين تصل الدولة إلى خيارين لا ثالث لهما اما الانهيار الاقتصادي الكلي وتفتت المجتمع أو النهاية العسكرية فلن يكون الخروج من الأزمة سهلا ولهذا فالأفضل هو عدم الدخول بأزمات تجر أزمة وجود . وهذا ما يبدو من التفاوض مع مجموعة بكين بعنوان الملف الإيراني ، حيث ان إيران لولب فاعل في هذه المجموعة التي استطاعت بدهاء إدخال الهند ودول أخرى وكذلك ربطها بمجموعة بريكس . فان الحوار مع إيران الان والتهدئة معها يمكن ان يشّكل مانعا او مؤجلا لحدوث الأزمة ، كما ان الجميع يقبض الثمن من تحت الطاولة.
وقد يتساءل المرء عن قدرة الولايات المتحدة عن المتسبب لحدوث هذه الأزمة ؟ وهل بمقدور الولايات المتحدة معاقبة هذا المتسبب ؟ ان ما بين أيدينا من معطيات تدل على عدم كشف المتسبب من اجل عدم الرغبة بمعاقبته . وإلا فان هناك كتابات عن إحداث هذه الأزمة يمتد زمنها الى أكثر من قرن وقد حدد زمنها بالتحديد وهو 2015 ومن يمتلك كتاب (قراءات ملعونة) لجود ابو صوان يعرف ما أقول ، ولماذا تقبل الولايات المتحدة ان تُطعن من الخلف فتعاقب غير الطاعن من باب تغيير الهدف؟

الاخ يتيم آل محمد المحترم
ان احتمال ان تقوم الولايات المتحدة بتوريط لبنان أمر لا يمكن استبعاده كليا ، ولكن التحليل دائما يجب ان يتماشى مع المعطيات بشكل شامل ، ولهذا فان من حق كل مثقف على نفسه ان يتدرب في كيفية القراءة الشاملة التي تجمع جميع المعطيات .
لو راجعت المعطيات ولو جمعت الكثير من الأفعال والاقوال وردود الأفعال لوجدت هناك خلافا كبيرا في السياسة في الوقت الحالي بين الولايات المتحدة وبين إسرائيل ومجموعتها الذهبية العربية التركية ، فاختلاف المصالح والمواقف والتقديرات أمر ظاهر للعيان سواء بالتصريحات او بالأفعال ، فمن الممكن حمل التصرف الأمريكي كجزء من تقليم الأظافر لمجموعة إسرائيل، فإذا أضفنا المعطيات المتقاطعة في هذا الاحتمال فترتفع إلى درجة القرينة الصارفة.
هنا لا أريد ان اعبر عن الموقف الحربي على الكفر وحزبه ، وإنما للتدرب على قراءة الواقع بغض النظر عن موقفنا المبدئي أو الشرعي . ولهذا فلا يمكن ان نداخل بين الاتجاهين .
بالنسبة للبنان فانه يتعاون أمنيا مع الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمن طويل وله اتصالات مباشرة ، وموضوع مولوي لم يكن فجائي وان كان طرحي للموضوع وكأنه مفاجئ ولكنني قلت بان الموضوع يتعلق باعترافات الاردني عبد الملك عبد السلام الذي القت القوات اللبنانية القبض عليه قبل ان يأتي فلتمان بمدة طويلة ، مع ان التعاون بين لبنان وأمريكا لا يحتاج الى فلتمان كما أوضحت. والحقيقة ان هناك لجان أمنية مشتركة ليس لها علاقة بشيعي او مسيحي او سني ففي هذه اللجان من جميع الطوائف اللبنانية ، وقد تلقت هذه اللجان من أمريكا معلومات سرية لمتابعة مجاميع خطيرة قد تم تحويلها أولا الى سورية ثم تم سحبها الى لبنان . ويبدو ان أمريكا غير راضية عن هذا الاتجاه ولكنه اتجاه إسرائيلي يؤديه عملاؤها في المنطقة بالتعاون مع العملاء في لبنان الذين ورطوا ودنسوا نصف الشعب اللبناني بالأكاذيب والحركات البهلوانية .
فالواضح انه صراع بين الأمريكان وبين الإسرائيليين . وكان من حسنة هذا الصراع انكشاف السلاح والتجهيزات والجنسيات المتواجدة حيث كان التهريب والتخفي ديدن هذه المجاميع فكشفت نفسها بشكل غبي ، وهذا لا يكون الا من جهة الخوف من فشل المشروع الذي وجدت من اجله هذه القوات . فلا يعقل ان تكشف المجاميع نفسها من قضية بسيطة .
ان من فوائد هذا الحدث سواء كان غاية الأمريكان توريط لبنان او حزب الله او انه صراع مخفي بينهم وبين إسرائيل هو إنه تم إجهاض المشروع وتم السيطرة على الكثير من أطراف خيوط اللعبة الخبيثة. ولهذا فان انقلاب موقف سعد الحريري لا يمكن تفسيره لمن لا يعلم ما هي حقيقة الأمر الا برؤية فشل مشروع خطير انغمس به يمكن ان يستأصله نهائيا . مع ان من لديهم المعلومات يعلمون مقدار التحرك السري عقب انكشاف الأمر وماذا جرى ؟ وهذا ما يفسر تبرع الحريري لتحرير الرهائن اللبنانيين عند أتباع الحريري نفسه ثم طلب اسرائيل عرقلة الموضوع من اجل ايجاد مخرج افضل.

الاخ عطر فواح المحترم
شكرا لك الاضافة .
اؤيدك بان اصل الموضوع الذي انتهيت الى تحليله هو ان فشل اسقاط سوريا ، جعلهم يفكرون بالذهاب الى ضرب حزب الله مباشرة بتوريطه واجباره على توجيه السلاح الى الصدر اللبناني حتى يخلطوا الاوراق ، ولكنني لا أؤيدك بان خيار حزب الله هو السكوت بل قد يكون الانتقام المزدوج من المشروع الاسرائيلي بتصفية انصاره في الداخل والتحرش بهم على الحدود لاحداث كارثة حقيقية في الكيان الصهيوني ، فهذا احد الخيارات المعقولة ، ولكن التقدير لقيادات ذكية تمتلك المعلومات ولا تكتفي بالتحليل لمعلومات سطحية غير مترابطة كما يفعل اغلب المثقفين.
ولكنني أؤاخذك على تحليلك للموضوع السوري فانه تحليل غير مبني على المعطيات أعلاه ولم يقم بتصحيح المعطيات نفسها لتوصلنا إلى هذه النتيجة التي ذكرتها. ان تحليلك يكز على الصراع الطائفي مع الوهابية وأتباعهم ، وهذا غير سليم فان الوهابية أنفسهم كانوا خداما للشيعة حينما كان الشاه أمريكيا اسرائيليا سيدا على المنطقة ، فهل كان يعيّن وزيرا في الرياض او الكويت او بغداد بدون توقيع الشاه؟ ان من لا يعلم فهذه مشكلته .
ان الموضوع الحقيقي هو ان هؤلاء بوهابيتهم عمال صغار عند اسرائيل وهم يقومون بفرض واجب الحماية والطاعة للشعب اليهودي وهم لا قيمة لهم إطلاقا مهما اتخموا بالمال والبترول . انما لهم قيمة عند الجياع والمتسولين وباعة الضمائر.
مشروع إسقاط سوريا مشروع إسرائيلي لا يقصد به سوريا بالذات وإنما يقصد به الامتداد الايراني نحو البحر المتوسط. ولهذا فهو مشروع بمعزل عن رغبة الخليجيين او رغبة الشعب السوري او رغبة أي من قادة العالم الحر.
وهنا لي كلمة لتقريب القلوب ، وهي اننا يجب أن نمتلك رؤيتنا الخاصة حين نفكر ، فيجب ان نعرف من نحن؟ وماذا نريد؟ وماذا نملك؟ ويجب ان نعرف من عدونا الحقيقي؟ وماذا يريد؟ وماذا يملك؟
ان عدم التشخيص مشكلة حقيقية لنا قبل غيرنا . وموضوع سوريا كان امتحانا كبيرا لعقولنا فقد شرقنا وغربنا من دون ان نفهم من اين ننطلق؟ وكيف نفكر؟ .
اكرر بان موضوع سوريا هو ارادة اسرائيلية بتنفيذ الأتباع لا لأجل سوريا نفسها وإنما لغرض آخر بعيد عن سوريا.
فاذا فهمنا هذا تبدأ الخيوط المتشابكة بالانفراد وبداية الحل الذهني.

الاخ المحقق كونان المحترم
ان المعطيات تدل على التبييت وليست المسألة عابرة ، نعم تم احتواء المسألة آنيا ولا يعلم ماذا في جعبة المخططين الاسرائيلين من لعبة جديدة خصوصا وان 15 ألف مسلح أجنبي يتواجد في بيوت أنصار الرابع عشر من آذار وهم مكلفون بمهمة محددة لا يمكنهم تركها بسهولة .
ان انكشاف هذا التجمع بهذا الشكل مع هذه الأسلحة التي تجاوزت الأسلحة المتوسطة بحيث أصبحت اسلحة جيش فعال لا يدل على أنها مسألة عابرة كما توحي بعض الكتابات ، ولعل هذه تسريبات من أنصار الرابع عشر من آذار بتوجيه إسرائيلي مركّز من اجل ايجاد الفسحة للتحرك أو انه من قبل اعدائهم لايهامهم بعدم التفكير بأهمية الموضوع وهذا جزء من المعركة.
واما احالتك لموضوع انهيار الدولار الى المحللين الاقتصاديين فهذا أمر حسن ولكنهم قالوا كلمتهم بان الدولار في طريقه الى الانهيار وقد قامت اليابان والصين بإصدار رسمي يامر بالتعامل التجاري بعملتهما المحلية وترك التوسيط بالدولار لعدم الأمان في التعامل به مع كونه أكثر ورقة خلفها رصاص وبارود.
لقد قدمتُ بان امريكا لا يمكنها ان تختار إما الموت او الانتحار ، فهناك طرق أكثر اماما وهو تجنب الكارثة وبداية الكارثة في الحقيقة هو بالتأزيم مع إيران ، فان كل العقوبات عادت على الغرب بالهزائم الاقتصادية ، ولو زاد العيار قليلا لعاد الى الكارثة نتيجة إمكانية عمل الايرانيين وعدم مبالاتهم بكل الشعوب ويمكنهم ان يفعلوا ما يشاءون من دون قيود حقيقية ، وهذا أصبح مفهوما لساسة العالم فالأسلم ان لا يهيجوا هذا الجسد الملغوم . وهنا تكمن قصة التفاهمات والتقاربات والحلول الحقيقية من خلال مؤتمر بغداد ، ولو ادعى احدهم ان التفاهم كان قبل ذلك فليس في ذلك عيب في السياسة ، فان المصالح والحلول الممكنة محكّمة في كل صراع او تفاهم .
وشكرا لكم جميعا

صفاء العامري
27-07-2012, 06:09 PM
تحليل منطقي

محمد الشرع
27-07-2012, 06:33 PM
شكرا لك ..

http://dc07.arabsh.com/i/03647/lcpbo096bhg6.gif
أرق التحااياا

أشكركم اختي الفاضلة على المرمر


بارك الله بكم ...

محمد الشرع
27-07-2012, 06:34 PM
تحليل منطقي

اشكرك اخي العزيز ..

و للموضوع تتمة ..


تحية لك .

محمد الشرع
30-07-2012, 12:50 AM
اشكر جناب السيد الفاضل نجف الخير على تفهمه طلبي باستمرارية الموضوع ..

وفقه الله لكل خير ..


نكمل ان شاء الله بقية التحليلات المنقولة في الموضوع , لما فيها تنبه و فائدة مرجوة يستفيد منها شيعة اهل البيت عليهم السلام ..


تحية .

محمد الشرع
30-07-2012, 04:55 AM
مداخلة من الاخ رضويون :
باي باي دولار ان شاء الله

محمد الشرع
30-07-2012, 04:56 AM
مداخلة من الاخ : السيد مهدي
نعم شكرا لكم مولانا الكريم العلامة المنار.

بالله عليكم مولانا واصلوا ولاتتركوا الساحة بالظهورمثل القمروالهلال الذي لايهل إلا بشهر، فالكل عطشى لتحليلاتك الصائبة المصيبة.

وياليتكم مولاي الكريم تعرجون بتحليلاتكم النفاذة إلى وضع العراق.

سررت كثيرا مولاي لعودتكم للساحة حماكم الله ومد في عمركم الشريف لتبقون ذخرا لأمة محمد(ص).

وياليت الأخ السيساي يعود مرة أخرى للساحة لننعم بتحليلاته الرائعة لمايجري في بلد الخيرات والمقدسات

محمد الشرع
30-07-2012, 04:58 AM
مداخلة من الاخ : المحقق كونان
شيخنا العزيز المنار
الحديث تارة يكون حول حدث وقع وتارة يكون حول ما يخطط له في المستقبل.
الحدث الذي وقع بإمكاننا أن نحلله بأنه كان تصرفا غبيا وخطأ فضح المخطط المستقبلي ، وبإمكاننا أن نحلله بأنه كان له هدف محدد الآن بمعزل عن التخطيط المستقبلي ، إن قلنا أن له هدف الآن فعلينا أن نتساءل ( ما هو ؟ ) .
فالتهدئة وأحتواء المشكلة التي جرت تعطينا تصور إما أن ما حدث كان خطأ ولذلك وجب إيقافه أو أن ما حدث مطلوب منه هدف قصير المدى وقد تحقق .

و اما الإحالة للمحللين الأقتصاديين ليس لأجل أن نسألهم هل سينهار الدولار ، فهذا الأمر بات من المسلمات ، وإنما لأجل أن نسألهم ماذا تخطط أمريكا لأن تفعل عندما ينهار ، هم يمتلكون الإجابة على ذلك ، البعض منهم يقول بأن ما نتعامل به اليوم هي أوراق لا قيمة لها وإنما الدولة هي التي تعطي لهذه الورقة قيمة ، فاليوم لو أمتلك مليارات من الريال السعودي لزمن الملك خالد مثلا فإنها لن تكون لها قيمة اليوم ، ولذلك هناك حديث عن العملة الجديدة لأمريكا ( أميرو ) وهل ستحمل نفس القيمة التي يحملها الدولار ، فهل الصين وروسيا اللتان تحتفظان بأكبر أحتياطي نقدي من الدولار سيمتلكان نفس القيمة عندما تطرح أمريكا ( أميرو ) أم لا ؟ وإذا كان أقل من ذلك بكثير فهل ستقبل روسيا والصين بذلك ؟

محمد الشرع
30-07-2012, 04:59 AM
مداخلة من الاخ : الراية الحسينية
بعد إذن سماحة علامتنا المنار المضيء ..

أمريكا الأن ليست في وضع إنهيار الدولار فقط .. بل هي في وضع صعب كما قال علامتنا الغالي .. وهي مخيرة الأن مابين الإنهيار الإقتصادي الكلي وتفتت المجتمع .. أو الذهاب إلى حرب عالمية كبرى تبدأ من إيران ولا تنتهي عندها ، ففي الخيارين دمار شامل لأمريكا ..

شيخنا الغالي .. أتمنى أن تضعنا في صورة الوضع المتوقع حصوله في أوروبا بالأخص بعد خروج اليونان وإحتمالات إفلاس إسبانيا القريب ، فهل تتوقع تفكك الإتحاد الأوروبي كمنظومة ، وهل تتوقع أن تغير بعض دولها كفتها من جهة لجهة أخرى مثلا لتكون حليفة لروسيا.

شيخنا الغالي .. ماهي نظرتك لإستراتيجية إيران للعودة مرة أخرى كقائدة للمنطقة وماذا تتوقع أن يفعل الإيرانيين للوصول لهذه النتيجة؟

فهل ستضطر أمريكا وأوروبا للتنازل بشكل خفي عن أمن إسرائيل بالأخص وأن مصلحتها باتت لدى الإيرانيين؟

فمن يقرأ مشروع حرب الطاقة وممراتها يدرك تماما أن جميع الطرق تؤدي إلى التراضي مع إيران وسوريا فهما بيضتا القبان الأن ، بالأخص إذا وصل إلى الحكم في مصر شخصية معادية لإسرائيل ، وإستطاع نقل الغاز المصري من مصر للأردن ثم سوريا لينقل إلى أوروبا بدون المرور بإسرائيل التي ستكون عقبة أمام إمدادات الطاقة لأوروبا.

أيضا يا شيخنا الغالي على قلوبنا .. أعلم بأن أمريكا فعلا قطعت خيوطها مع النظام السعودي الذي لم يعد يشكل لها هدفا إستراتيجيا ويحقق أهدافها ، فهل هذا الأمر ينطبق على باقي دول الخليج؟

وأعذرني على الإطالة يا مولانا ، ولكني لا أستطيع إلا أن أستغل هذه الفرصة الذهبية لتنيرنا بأرائك النيرة.

ونسألكم الدعاء.

محمد الشرع
30-07-2012, 05:02 AM
و بعد ذلك كانت مداخلة الاخ الشيخ المنار و ردوده على هذه المداخلات من بقية الاخوة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رغم انني ارغب في التركيز على تحليل الخبر وما يحيط به الا انه لا بد من اجابة الاخوة الكرام المتفضلين علينا .

الأخ رضويون المحترم
فعلا قد أشارت الدراسات الى احتمال انهيار الدولار منذ قرار الرئيس نيكسون تعويمه ، وكان هناك من ينادي بان يتخلص الناس من دولار لا يمثل قيمة حقيقية لكن القوة العسكرية والسياسية خلف الدولار هي التي تفرض وجوده ، وأي خلل يصيب قوة أمريكا اقتصاديا او سياسيا او عسكريا فان تطبيق قانون (الرجوع الى الحقيقة) يعمل فورا . ولا شك ان ترسانة واستعداد الجيش الأمريكي هي الاوفر في العالم إلا ان النجاح والفشل في التدابير السياسية خصوصا مع اوربا والصين حيث وضعت في خانة الأعداء الاصدقاء وكانت المرشحة للبطء والانهيار نتيجة الملاحقة الامريكية مع ملاحظة بطؤ عمليات الاصلاح الاقتصادي الامريكي نتيجة المزايدات السياسية الداخلية وانهيار صورة الائتمان في سنة 2010 هذه العوامل وغيرها ساهمت في هبوط صورة الدولار علميا وهذا انذار حقيقي للانهيار العملي . وقد كتب الأخ (علي إمامي) موضوعا قبل شهور عديدة عن توقعات انهيار الدولار سريعا ونصح جميع المؤمنين الذين يدخرون الدولار لتحويله الى ذهب او فضة وهذه لفتة منه يجب ان نشكره عليها .

الأخ الكبير السيد مهدي الحسيني المحترم
أرحب بك اشد الترحيب ، وأسأل الله ان لا يخيب ظنك في هذا العبد الضعيف .

الأخ المحقق كونان المحترم
شكرا لك تعميق الموضوع وزيادة الاحتمالات ، رغم انني اميل الى غربلة الاحتمالات ، ولكن الزيادة فيها نفع تحريك الخيال لدراسة اكثر موضوعية . فالف شكر لك .
حسب معلوماتي من لبنان ان سبب التهدئة كان أمورا مهمة منها انكشاف التدخل الامريكي حين اعلن عنه اللواء عباس فخاف المنفذون الصغار مثل كتلة الرابع عشر من اذار ومنها التهديد الحقيقي الذي اوصله الرئيس بري نيابة عن المقاومة ومجموعات مساندة لها ومنها حزم الجيش اللبناني فقد اصدر بيانا بانه مستعد للاشتباك مع السلاح الفلتان فعرف المنفذون انهم في ورطة ومنها التدخل السريع من قبل السفارة السعودية لانها عرفت ان الامريكان بدأوا يعدون الانفاس لهذه الهجمة عليهم فارادوا تهدئتهم الان ، فهذا ما فهمته من اتصالاتي ولعل هناك أسبابا أقوى وأكثر سرية من هذه الأسباب الظاهرة فليست مصادري معصومة عن الاشتباه . ويبقى مشكلة حقيقية انه قد ثبت وجود سلاح غير منضبط وبكميات تصلح لتسليح جيوش فما هو موقف الحكومة اللبنانية من هكذا سلاح موجه للصدر اللبناني علنا وليس لصدر العدو؟ وكيف ستعالج هذه المشكلة؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام وان كنت أتوقع ان لا تعالج القضية لان السلاح ملك فريق داخل الحكم اللبناني .
ثانيا ان موضوع اميرو ليس لأجل ان يخرج الحل حين ينهار الدولار وإنما هو نتيجة حلف امريكي سعت اليه الولايات المتحدة منذ عشرات السنين لتوسعة نفوذها ولم ينجح وهو يريد توحيد كل الدول الأمريكية شمالا وجنوبا مقابل الحلف الأوربي من اجل ان لا يتفوق الحلف الأوربي ، ولكن انحسر المشروع الى دول أمريكا الشمالية لأسباب اقتصادي واجتماعية وسياسية ، الا ان الدول الثلاث (كندا ، المكسيك ، بنما ) تواجه معارضة داخلية كبيرة لهذا الحلف الاقتصادي للتخوف من هيمنة اقتصاد الولايات المتحدة ومن ثم تذويب هذه الدول في الولايات المتحدة سياسيا وادريا ولان الاقتصاد الامريكي يترنح فلا تريد القوى في تلك البلدان التورط بهزيمة اقتصادية نتيجة انهيار الاقتصاد الأمريكي .
ان الحلول المعقولة هي اما التفاهم الدولي لتخفيف حدة التوتر وإجراء إصلاحات في الوول ستريت وإيقاف لعبها بالمال أو الحروب الخارجية مع الانتصار الحتمي فيها ، وكلاهما صعب بل شبه مستحيل إلا اذا جن جنون القادة الأمريكان فمواجهة وول ستريت عبارة عن كارثة كبرى وخسارة شخصيات لمواقعهم نتيجة مؤامرات المال ، ومواجهة الحروب تحتاج الى اختراع دولة عدوة مؤثرة ويمكن الانتصار عليها بسهولة ، وهذا بعد تشكيل الاحلاف الحالية بتحرك ايراني واضح للمساهمة بتشكيل حلفين خطيرين فقد اصبحت مثل هكذا دولة غير موجودة او غير مؤثرة .

الأخ لواء الحسين المحترم
شكرا على الإثراء وعلى المعلومات والوصلات .

الأخ الراية الحسينية المحترم
تسأل اسئلة كثيرة كل واحد منها يحتاج الى برنامج تحليل مستقل ، وهذا يشجعني حيث أرى ان بعض أبنائنا يريد ان يتعلم التحليل وفق المعطيات الواقعية وليس وفق الرغبات . ولكن هذه مهمة السياسيين وأنا رجل دين ولست سياسيا وإنما أحاول أن افهم ما يجري وأتعلم التحليل السياسي من المفكرين السياسيين وفق مناهجهم . فاُعتبر بالنسبة لهم هاويا ولست محترفا . وعلى كل حال يمكن ان أقول ما اعرف باختصار وإلا فان التفصيل كبير والمواضيع تقبل التفصيلات الكبيرة .
بالنسبة للازمة الأوربية الحالية فيجب فهم بعض المعطيات والمتغيرات :
- تشكل الاتحاد الأوربي على التكافؤ وقبول الدول للصعود الى الرتبة المقبولة لتكون أعضاء في الاتحاد ، وذلك لأنهاء ثلاثة آلاف سنة من المآسي والحروب الدموية في القارة الاوربية فكان قرار التشكيل سنة 1957 بعد الحرب العالمية الثانية ولكن انقسام اوربا الى معسكر شرقي وغربي أَجّل الموضوع . وكان من جملة الشروط النمو الاقتصادي بوتيرة محددة وان لا يقبل الفساد الإداري الى ما هنالك من شروط ، وهي شروط ما يسمى بـ (شروط كوبنهاغن) المتفرعة على معاهدة مساترخت المؤسسة للاتحاد الأوربي التي كانت خالية من هذه الشروط وتقيداتها ، ولكن بعض الدول الأوربية المنضمة كانت معبرا للتهريب وللفساد مثل اليونان حيث تسربت أموال الدولة الى بنوك خارجية لحسابات خاصة فان أي دولة لا يمكنها ان تظهر مديونة بمبلغ أكثر من 300 مليار بدون أن تبين الحكومة أين ذهبت الأموال؟ ولماذا تجرأت الحكومة على الدين الخاص والعام؟ فهل هي تمثل اقتصادَ الدولة الاشتراكية حتى تكون هي الممولة لكل الشعب والشعب بلا عمل؟ ان هكذا حكومة لا يمكنها ان تدخل في الاتحاد الأوربي حسب شروط كوبنهاغن . فالقضية فيها أسرار لم تتكشف بعد .
- ان الاتحاد الأوربي هو هدف عدواني لكل من الولايات المتحدة الأمريكية بالدرجة الأولى ولروسيا والصين بالدرجة الثانية وبرتبة اقل كثيرا باعتبار المنافسة . وكان سعي الولايات المتحدة الأمريكية لإيقاف نمو هذا الاتحاد مبررا من الناحية الإستراتيجية لأن من يريد ان يكون القوة الأعظم لن يقبل ان تتفوق عليه قوة فيكون في الرتبة الثانية.
- هناك مقولة عظيمة لمولانا أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام حيث قال (ما رأيت نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مضيع) ، فالتداول المالي انما يخضع لعملية موازنة دقيقة واي خلل فيها يظهر على شكل ارتفاع في جهة وانخفاض في جهة اخرى ، فما حصل من النمو الاقتصادي للصين والهند والبرازيل ونمور اسيا والدول النفطية ، سحب اكثر 17% من المخزون المالي العالمي وهذا يعني تراجع الدول التي كانت تخزن تلك القيمة بالضرورة لما قاله مولانا امير المؤمنين عليه السلام ، فأوربا سواء اخطأت أم اصابت فقد بدأت تخسر مواقعها الاقتصادية ، حيث قررت ان تكتفي بالتكنولوجيا العالية ذات العائدات العالية وتترك البضائع والصناعات التحويلية الأولية للدول النامية فتفاجأت اوربا بصعود هذه الدول الى تصدير التكنولوجيا العالية نفسها وخير مثال هو المانيا حيث كانت تعتقد ان قدرة الصين على إنتاج سيارة من خمسة نجوم لن يتم قبل خمسين سنة فاذا بالصين أنتجت سيارة أربعة نجوم خلال أربع سنوات من بدء العمل بمشروع السيارة الراقية وبعُشر القيمة الألمانية وبعد سنتين ونصف أنتجت الإنتاج التجريبي لسيارة من صنف خمس نجوم . وهذا كارثة حقيقية على اقتصاد دولتين هما ألمانيا والسويد فلو بدأت الصين بانتاج سيارة من نوع بي أم دبليو أو مارسيدس أو أودي او بورش بثلث القيمة فما سيكون حال الاقتصاد الألماني . ومثل هذا الانتقال الاقتصادي يعني خسارة الدول القديمة في هذا العمل.
- الاتحاد الأوربي توسع بسرعة تحت ضغوط أوربية دولية من القارة الاوربية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ، وكل توسع سريع قد يرتد الى انكماش سريع ، فان الدولة الأولى التي ستخرج من دائرة اليورو هي دولة التحقت مؤخرا بشكل سريع نكاية بالدولة التركية التي أرادت الانضمام للاتحاد الأوربي. أما مشاكل ايطاليا واسبانيا فهي قابلة للحل ولكنها تواجه منافسة الصين والهند في صادراتها .
- لقد توضحت الأنانية في بعض الدول حيث تريد المكتسبات فقط ولا تقبل بتحمل الخسائر المشتركة ، فكان الثقل الأكبر على دولتين او ثلاث من أصل 16 دولة وهذه الأنانية على طول عمر البشرية كانت السبب في فض اغلب الشراكات التجارية حتى على الصعيد الفردي كما هو على الصعيد الجماعي الدولي .
- الانهيار الأمريكي سنة 2009 -2010 كان له الأثر الكبير لما يجري في أوربا فان بعض الدول الأوربية كانت مرتبطة بالوول ستريت مباشرة وكان جزءا من أموالها يعمل داخل الولايات المتحدة وفي العقار بالتحديد مما ارتد عليها بانهيار الائتمان المصرفي العقاري بشكل خطير جدا, وبعض هذه الدول ارتبطت فورا بمشكلة انهيار المصارف العقارية الامريكية التي ادت الى انهيار كبير في البنية الاقتصادية الامريكية بشكل شامل.

ومن خلال هذه المعطيات فإن ما يجري انما هو خسارة طبيعية نتيجة نمو منافسين للاوربيين غزوا السوق العالمي ونتيجة الخسارة الامريكية عام 2010، ولعله حركة تصحيحية لرفض الدول التي اصبحت عبئا نتيجة سوء تصرفات مسئوليها وسرقاتهم لشعوبهم. ويبقى هذا التحليل ناقصا نتيجة تقليل المعطيات في موضوع معقد وشائك وله مئات المعطيات التي لها تأثير في الحدث.
واما سؤالك عن امكانية تحول بعض دول اوربا الى روسيا ، فهذا يعتمد على تطور قوة روسيا العسكرية والاقتصادية فان الضعيف يتحالف مع القوي كما يتحالف مع أي قوة يمكن ان تضيف اليه قوة ، فروسيا الخاسرة تخلى عنها الاصدقاء وتخلت عنهم لانها لا تقدم شيئا فاذا اصبحت روسيا الثرية الرابحة فستكون مركز جذب الطامعين أو الطامحين.
الفرق بين ايران في زمن الشاه فانها كانت تقود المنطقة بقوة الغرب ومعونتهم ، بينما ايران الحالية فانها مرشحة لقيادة الشرق الاوسط لقوتها وانتشارها واستقلال قرارها كما هو معلوم. وهذا يتوقف على نجاح المفاوضات وعدم حدوث نكسات خطيرة تأخر او تغير المسار.
اما ان هذا يعني ان تتنازل كل من اوربا وامريكا عن أمن اسرائيل ، فهذا غير مطروح لحد الان . فان خلل المفاوضات في بغداد كان بسبب طلب ايران استلام الملف الفلسطيني ، فقد اعترض المندوب الامريكي فورا واعتبره تخريبا للاتفاق . وبقي متغير يجب فهمه وهو ما علاقة امن إسرائيل بأمن أمريكا واوربا؟ الحقيقة ان اسرائيل سمح بوجودها لتكون شوكة في قلب العالم الاسلامي وهي الى وسط السبعينات كانت مفيدة جدا للغرب كأداة تشويش وسوط مسلط على ظهر المسلمين لانهاء حضارتهم وبدء الارض بحضارة خالية من الاسلام ، وهذا جزء من مخلفات الحرب الصليبية وهو جوهر التفكير الاساسي في الغرب. ولكن بعد ذلك وجد الغرب نفسه قد يستغني عن إسرائيل لوجود قوى مخلصة وغير مكلفة له (وقد ثبت فشلها من دون اسرائيل). ولكن اليهود في العالم لا يقبلون انتهاء دولة إسرائيل والتضحية بهذه الملايين المجموعة من كل العالم من اليهود ، وكبار قيادات اليهود هم من اصحاب رؤوس الاموال ومحركي الاقتصاد العالمي فلهذا ليس سهلا اتخاذ مثل هذا القرار . ولكن يمكن الإغضاء عن نمو القوى التي تعادي إسرائيل بشكل مطرد باعتبار ان هذا الأمر لا يمكن ضبطه وهو بنفسه قد يؤدي الى التخلي عن إسرائيل في المستقبل البعيد او حتى القريب نسبيا . فان الاعتراف الاخير بقوة ايران وقدرتها على دخول النادي النووي لا يعتبر امرا سهلا ، بل هو مفروض من واقع عملي لا يمكن للغرب تحاشيه كما هو حال نمو الهند والصين وباكستان فانها برزت كقوة ذاتية لم يكن بمقدور القوى الاخرى منعها .
واما خارطة الطاقة ومعركتها فان مما احرج جميع القوى العالمية ان تكون اغلب طاقة العالم الاحفورية تحت اقدام الشيعة من الاورال وعاصمتها قازان الشيعية مرورا باذربايجان وايران بكاملها والعراق بكامله ونزولا الى الساحل الشرقي للخليج المسكون شيعيا على مر التاريخ . فهذا يمثل اكثر من نصف الاحتياطي العالمي ، ولهذا فليس من المعقول اغفال التشيع وعدم تلبية رغبات ابناءه وهو من يسكن على بحيرة الزيوت الحيوية للاقتصاد العالمي. غير ان المشكلة هي ان الغرب كان لا يريد ان يتزعم الشيعة الايرانيون وكانوا يرغبون بالعراقيين باعتبارهم عربا ويملكون موقع المرجعية العامة للشيعة ، ولكن قادة العراق الشيعة السياسيين اثبتوا رخصهم وتبعيتهم لإيران لفقرهم النفسي في استجداء الاخرين فأصبح الغرب مجبرا بالاعتراف بايران نتيجة سلوك المتسولين العراقيين.
اما سؤالك عن قطع الخيوط مع الخليج فأقول ان الذي اعلمه ان قطع الخيوط كان مقررا مسبقا ولكن المحافظة على دول الخليج انما هو بسبب الصراع مع إيران وعدم الاطمئنان لإمدادات الطاقة وانسيابية الحركة التجارية العالمية نتيجة عدم الاتفاق مع إيران. وبمجرد الاتفاق ستتغير كل الخرائط في المنطقة وستتجه نحو الاستقرار والازدهار بشرط واحد وهو عدم دفاع الإيرانيين عن أتباعهم اذا أساءوا حتى لا تتكرر تجربة الفساد في العراق التي أخرت النمو العراقي تسع سنوات والتأخير مستمر نتيجة الدفاع عن الفاسدين وتأييدهم بحجة التدين. فانا شخصيا أؤمن بان الكافر العادل أفضل من المؤمن الجائر كما قال السيد ابن طاووس مستندا بكلام لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام ، فلهذا لا أؤمن بوجوب تأييد المؤمن الفاسد مقابل غير المؤمن ، وإنما أريد تأييد المؤمن غير الفاسد والسماح بضرب وتدمير الفاسد أي كان مذهبه .

محمد الشرع
31-07-2012, 04:56 PM
مداخلة من الاخ السيد مهدي :
مولاي الكريم وشيخناالجليل العلامة المنار: حفظكم الله ذخرا لأمة محمد(ص) منارا هاديا وعلماساريا.

كان بودي وكعادتي حينماأقرأ لكم درركم. نعم كان بودي أيهاالعلم الشامخ، أن ادخل وأكبر: الله أكبر الله أكبر.

نعم لوكان التحليل دينياومايخص العقيدة لكبرت: الله أكبرألله أكبر.

لكن وردت لك عبارة وفقرة،في تحليلك الشيق. جعلتني أتوقف ومنك المعذرة.

والعبارة هي:فليست مصادري معصومة عن الاشتباه

والفقرة هي: ولكن هذه مهمة السياسيين وأنا رجل دين ولست سياسيا وإنما أحاول أن افهم ما يجري وأتعلم التحليل السياسي من المفكرين السياسيين وفق مناهجهم.

لكن بالله عليكم واصلوا مولاي حتى نتعلم من فكركم ومعين علمكم.


قبلة على يديكم الكريمتين.

محمد الشرع
31-07-2012, 04:58 PM
مداخلة من الاخ : الكاظمي
مولاي الشيخ الفاضل المنار أعلى الله مقامك

حسب علمي المتواضع أن المعطيات تتوفر من ثلاث طرق 1 أن تعايش الحدث مباشرة 2 الاعلام 3 وصول المعلومه من مصادر خاصه
والتحليل لا ينطبق الا على الحاله الأولى والثانيه , وخادمكم بعيد عن الحدث ولا يثق بالاعلام لأنه متقلب وفيه الكثير من الاشاعات والكذب فماذا أعمل في مثل هذه الحاله ؟
عن نفسي أنتظر ( المعلومه الأكثر اطمئنانا ) من أين ؟ طبعا من أمثالكم فجنابكم الكريم مصدر ثقه واطمئنان ,, بالضبط كما ننتظر على أحر من الجمر سماحة القائد الخامنئي وحكيم ال محمد السيد حسن نصر الله , فكلامكم مولانا نور على نور كما قال أمير المؤمنين عليه السلام ( اتقوا فراسة المؤمن فانه يرى بنور الله )
حفظك الله ورعاك وأسألك الدعاء

محمد الشرع
31-07-2012, 05:01 PM
مداخلة من الوهابي السلفي التعبان : حسن حسان
هم لا يدعون لحزب الله فهم احرار
وانتم لا تدعون لطالبان فانتم احرار
....
هم مع الغرب ضد البعث السوري
وانتم مع الغرب ضد البعث العراقي

لم تسمع في المساجد اللهم اهلك اسرائيل
ونحن لم نسمع مرجع في العراق اعلن الحرب على الاحتلال الامريكي للعراق..

هم في خانة الاصدقاء
وانتم في خانة الابن العاق

محمد الشرع
31-07-2012, 05:07 PM
مداخلة اخرى من الاخ الكاظمي :
علمتني التجارب الطويله أن الوهابيه ومن يتكلم باسمهم وقد يكون غير مسلم أصلا ونحن لا نعلم وحسن حسان قد يكون أحد هؤلاء الذين يتكلمون باسم الوهابيه ضد الشيعه وقد يكون له معرف شيعي اخر في منتديات الوهابيه يخاطبهم باسم الشيعه ! وجدالهم على هذه القاعده :
يعني اسرائيل خرجت من لبنان عام 2000 باتفاق مع حزب الله على أن يكون حارسا لحدودها بدلا من قوات لحد!! تقول والعمليات العسكريه التي راح فيها مئات الشهداء وكثير من القتلى الاسرائيليين طيللة 18 عام ؟ قالوا كلها مسرحيه !! طيب والشهداء ؟ قالوا ذهبت مع الصفقه ! قلنا والسيد هادي ابن السيد حسن نفسه ؟؟ قالوا أيضا ضمن الصفقه والمسرحيه !
والامام الخميني فجر الثوره الاسلاميه في ايران وطرد أمريكا واسرائيل ! مسرحيه ! ولا عداء بينهم وانما هم متفقين من البدايه ! والى اليوم هم أصدقاء بالسر وأعداء بالعلن !!! وحرب أمريكيه 8 سنوات على ايران وليون ضحيه ؟ قالوا مسرحيه !! وقس على هذا كل شيء يخص ايران وحزب الله وأمريكا واسرائيل !
واحد يشوف الشمس طالعه أمام عينه ويقولك هذي قمر !!
يعني ( عنزه ولو طارت ) !! يعني المسأله واضحه أن هذا النوع لا يمكن اقناعه والجدل معه خسارة وقت لأنه هنا للتهريج وليس للحوار
أقول الرد المناسب لحسن حسان هو أن نطالبه بان يثبت اسلامه أولا ! وان ثبت أنه مسلم نطالبه أن يثبت لنا سلامة عقله بتقرير من مستشفى معتبر !
وغير هذا فاني أعتقد جازما أن الواحد منا سيكتشف يوم القيامه أنه غبن نفسه كثيرا عندما أضاع جزء من عمره مع هذا المجهول
ولا بأس أن نذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين : معلوم عن اية الله بهجت رحمه الله أن لسانه لا يقف عن الذكر ومره أوقفه جماعه والتفت اليهم ظنا منه أن لديهم مسأله شرعيه , فسألوه عن أمر دنيوي تافه لا علاقة له لا بالدين ولا بالشرع , فندم الشيخ ندما شديدا لأنه أضاع من وقته ( ثواني معدوده وقف لسانه فيها عن الذكر )
والسلام

محمد الشرع
31-07-2012, 05:13 PM
مداخلة مةن الاخ محمد علي حسن :
ثورة إسلامية زلزلت العالم الإسلامي وفجرت المقاومة الإسلامية في لبنان وفلسطين
حرب ثمان سنوات لتدمير هذه الثورة
حرب تنخلع لها القلوب في عام 2006
اغتيال عماد مغنية
إطلاق آلاف الصواريخ على الشمال الفلسطيني

كل هذا وغيره مسرحية وحزب الله وإيران عملاء لإسرائيل ولا أدري ما الصراع في هذا العالم ولأجل ماذا ؟!
مشكلة الوهابي تتلخص في أن ثبوت سقوط أسياده الذين يسبح بحمدهم في خدمة المستعمر ثابتة 100%
فكيف يرضى لخصومه الشيعة بالتميز والتفوق في هذا الجانب ؟!
لا .. لا .. أغرق أنا وغريمي !

محمد الشرع
31-07-2012, 05:48 PM
ثم دخل العلامة المنار و رد على هذا الوهابي النتن :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الموضوع خاص جدا للتدرب على التحليل وفق المعطيات ، ونخص به ابنائنا ، لا ابناء البغايا ممن ينسب لجيران ابيه بسرور وافتخار .
ان احد ابناء البغايا ممن يفتخر للانتساب الى جيران ابيه ، يعترف فيقول :
(هم [يقصد علماء وسياسي السنة] في خانة الاصدقاء
وانتم في خانة الابن العاق)
ونقول انه يكفينا هذا الاقرار ، فالاقرار على النفس خير دليل ، واما اتهام الغير فيحتاج الى الف دليل صحيح ليثبت ، على ان تكوين حزبهم الشيطاني كان على يد المخابرات البريطانية قبل 200 سنة وانبثق منهم شلة تحت امرة المخابرات المركزية الامريكية مهمتها ذبح المسلمين السنة قبل الشيعة ، وهذا المخنث ينتمي اليهم وقد انظم الى تنظيماتهم في بداية الالفية الثالثة لتاريخهم الاسود . بينما تكويننا كان على يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال لتلميذه النجيب (يا علي انت وشيعتك هم الفائزون) فزنا ورب الكعبة ، وخاب اتباع الشيطان والاصنام .
نعم نشكر هذا الخنيث العتل الزنيم على هذه الهدية وقد كفانا أدلة إثبات انهم عملاء وأصدقاء الكفار ، ولكننا نعترض على كلمة (صديق) ، فهم في الحقيقة مستأجرون ، خانعون ليس بيدهم من الأمر شيء ، وإنما دورهم العمل خلاف مصالحهم ومصالح بلدانهم خدمة لأسيادهم ، فهم (عبيد) وليسو (أصدقاء) في الحقيقة ، ولكننا نرضى منه وصفهم بالاصدقاء لأنه فسر الصداقة بالإتباع كما هو ظاهر . وهذا يكفينا .
نشكر ابن جيران ابيه على هذه المداخلة ، وندعوه الى الخروج عن هذا الموضوع لأنه ليس مباحا له ، وليس من حقه ان يتكلم اكثر من اعترافه الذي نشكره عليه .

محمد الشرع
01-08-2012, 10:30 PM
مداخلة من الاخ شيعي سني :
السلام عليكم

على مقولة ان الوهابية عملاء لاسرائيل لهم قيمتهم حينما تحتاجهم اسرائيل وباعة الضمائر،

ما هو تحليلكم لدخول قوات درع الحظيرة للبحرين لقتل شعبها بأمر أمريكي، هل كانت امريكا فعلا تريد استخدام ذلك كطعم لإيران لاصطيادها وجرها لحرب استراتيجية اقليمية مصيرية؟

وهل المرجعية الشيعية كانت على وعي من ذلك لذلك دعت الى عدم الاشتباك مع قوات الخنزيرة والابتعاد عنهم؟

محمد الشرع
01-08-2012, 10:34 PM
مداخلة من الاخ : 313
أنقل مقال ذو علاقة بالموضوع و أجد أنه يشير لبعض ما أشار له العلامة المنار حفظه الله.


-----------------------------
كيف تراوغ طهران واشنطن - مايكل سينغ
نيويورك ديلي نيوز
30 أيار/مايو 2012

لم تثمر محادثات الأسبوع الماضي في بغداد بين إيران ومجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + 1 - الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا - عن أي اتفاق. ومع ذلك فمن المفارقات من المرجح أن تنظر واشنطن وطهران إلى تلك المفاوضات على أنها ناجحة، ولكن لأسباب متباينة إلى حد كبير.

بيد، ثمة مصلحة مشتركة بين إيران والولايات المتحدة وهي: تجنب العمل العسكري، سواء من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل. ومع ذلك فإن الدوافع الأمريكية والإيرانية في هذا الصدد متباينة، إلا أن فهم هذا الاختلاف يصل بنا إلى إدراك السبب الحقيقي وراء الفشل المستمر للمفاوضات حتى الآن.

وينكر المسؤولون الإيرانيون علانية عواقب تلك الحرب لكن من المرجح أنهم يعربون عن قلقهم في نقاشاتهم الداخلية، في حين يبدو المسؤولون الأمريكيون قلقين بشأن تداعيات العمل العسكري أكثر من قلقهم حيال البرنامج النووي الإيراني الذي يمكن أن يُشن ضده هجوم جوي يهدف إلى تدميره.

وبالفعل، يرى العديد في الولايات المتحدة وغيرها من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + 1 بأن حقيقة استمرار المحادثات "المكثفة" حول البرنامج النووي الإيراني يعد نجاحاً في حد ذاته. وهناك رواية تبناها باراك أوباما عندما كان مرشحاً في انتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2008 تقول أن السبب الجذري وراء الأزمة النووية الإيرانية هو الصراع الأمريكي الإيراني وأن السبب الأساسي لهذا الصراع هو انعدام الثقة.

وكمرشح في تلك الانتخابات تعهد أوباما بأن يجتمع شخصياً مع القادة الإيرانيين وتوقع أن "يبدأ الإيرانيون في تغيير سلوكهم إذا رأوا أن لديهم بعض الحوافز للقيام بذلك." وكرئيس الولايات المتحدة تحدث أوباما في خطابه الشهير في القاهرة في 4 حزيران/يونيو 2009، عن الحاجة إلى "تخطي العقود السابقة من انعدام الثقة."

وطبقاً لهذه الرواية، تعتبر المحادثات ناجحة من حيث أنها لم تؤدي إلى الانهيار بل إلى استمرار عملية التفاوض - والتي تعني المزيد من المحادثات.

أما بالنسبة لإيران، ففي الوقت نفسه هناك بعض المؤشرات إلى أن تلك المحادثات تهدف إلى بناء الثقة أو إلى إتاحة فرصة أكبر لإمكانية إحداث التقارب بينها وبين الولايات المتحدة. وبالفعل، تشير الكثير من الدلائل إلى أن النظام الإيراني ينظر إلى العلاقات الطبيعية مع الولايات المتحدة كغير مرغوب فيها، بل تشكل تهديداً، في الوقت الذي يرى فيه أن قدرات التسليح النووي تشكل عنصراً إستراتيجياً أساسياً.

كما أن التنازل عن تلك القدرات مقابل تلك العلاقات ليس له مغزى يذكر لطهران.

إن إطالة أمد المحادثات يخدم ثلاثة أهداف إيرانية أكثر من مجرد كسب بعض الوقت أو تعطيل القيام بهجوم عسكري: الأول هو تعزيز مكانة إيران بجلوسها رأساً برأس مع القوى العظمى في العالم ومناقشة قضايا اليوم الإقليمية والدولية الكبرى؛ والثاني هو الحصول على موافقة ضمنية على إحراز بعض التقدم النووي الذي لم يكن مقبولاً من قبل؛ والثالث هو التخفيف من حدة العقوبات دون تقديم تنازلات كبيرة.

ويبدو أن إيران قد أحرزت تقدماً نحو الوصول إلى الهدفين الأول والثاني في هذه المحادثات، إلا أنها لم تحرز أي تقدم يذكر في تحقيق الهدف الثالث. وفيما يخص الهدف الأول، تردد بأن إيران ضمنت في مقترحاتها بعض النقاط الخاصة بسوريا والقضايا الإقليمية الأخرى، مما يضفي الشرعية بوضوح على دورها كقوة إقليمية فاعلة.

وفيما يخص الهدف الثاني، تبدو مساعي إيران لتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة خارجة عن إطار المناقشة، كما يصرح المحللون الغربيون الآن وبشكل متكرر أن التصميم على تعليق إيران الكامل لمعالجة وتخصيب اليورانيوم هو شيء "غير واقعي" رغم الدعوة إليه في العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي.

وبدلاً من ذلك أصبح التركيز ينصب الآن على تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 20%. فبينما يمكن أن نجد تفسيراً ساذجاً لما تم اكتشافه من وصول إيران إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 27% في منشأتها في فوردو، إلا أن ذلك لن يمثل الكثير من الاستغراب والدهشة لو ضمنت إيران المزيد من التنازلات من مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن + 1 وقامت بتغيير قواعد اللعبة مرة أخرى.

وبينما فشلت إيران في إحراز أي تقدم بخصوص هدفها الثالث - وهو تخفيف العقوبات - إلا أنها لا تجد الآن سبباً قوياً للتعجيل من عملية المفاوضات. وعلى الرغم من حقيقة أن العقوبات المفروضة على صادرات النفط كان لها أشد الأثر على الاقتصاد الإيراني، إلا أن التاريخ يذكر أن الأنظمة الشمولية تكون على استعداد أن تترك شعوبها تقاسي الشدائد من أجل العمل على بقاء النظام في الحكم.

وينبغي على كل طرف أن يفهم مساعي الطرف الآخر في سبيل نجاح أي مفاوضات. فالصفقة الأساسية التي تعرضها الولايات المتحدة، تطلب من إيران استبدال برنامجها للتسليح النووي الذي تراه موضوعاً يمثل قيمة بالغة بالنسبة لها، مقابل شيء ليس لإيران أي مصلحة واضحة فيه، بل تراه على الأرجح أنه يمثل مصدر تهديد لمصالحها، ألا وهو توثيق العلاقات مع الغرب.

يجب أن تُعرَض على إيران صفقة مختلفة من أجل تغيير هذا الأمر وإعطاء المفاوضات فرصة أكبر للنجاح: وتتمثل تلك الصفقة في أن تنهي إيران برنامج التسليح النووي أو تواجه عواقب وخيمة. يجب إقناع إيران بأن سعيها المستمر وراء بناء قدرات تسليحية نووية سوف يهدد، بدلاً من أن يضمن، بقاء النظام في الحكم، وأن المحادثات ليست بديلاً عن استراتيجية أوسع نطاقاً تشمل تصعيد الضغط على طهران وتدعيم جدية الخيار العسكري الأمريكي، بل مكملة لها.

إن الفشل الحقيقي في محادثات بغداد والجولات التي سبقتها لم يكن الفشل في الوصول إلى اتفاق، ولكنه الفشل في فهم الطموحات الإيرانية بشكل صحيح وتنفيذ استراتيجية لمواجهتها.



مايكل سينغ هو المدير الإداري لمعهد واشنطن ومدير أقدم سابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي.


-------------------------------

المصدر معهد واشنطن

محمد الشرع
31-08-2012, 03:36 PM
تحليل رائع جدا للعلامة المنار فيما يخص تطورات الاحداث في سوريا



السلام عليكم ورحمة الله

اشكر الاخوة الكرام على تذكيري بهذا الموضوع الذي نسيته كليا لكثرة انشغالي.

قلت في واخر الموضوع ان موضوع سوريا خرج عن يد سوريا او السعودية او تركية انما هو صراع بين ثلاثة اطراف بالتحديد هي امريكا ايران روسيا .
والحقيقة ان اتجاهات الثلاثة واضحة وضوح الشمس ، هو التصلب في الموقف وعدم قبول اي حلول من الطرف الآخر . فكل ما يظهر من مرونة هي مناورات سياسية .
الان كل طرف لا يقبل الخسارة مطلقا ، والموضوع لحد الآن هو خسارة لأمريكا وحلفائها وأمريكا لا تقبل بذلك .
فإما ان تفتعل أمريكا صراعا مسلحا في المنطقة وهذا رغم منافعه التجارية لشركات السلاح الا انه يشكل خطرا على مجمل الاقتصاد العالمي وهو أمر مرفوض في مرحلة صعبة جدا تتصف بالخطر الاقتصادي الشديد فان الغربيين قد عاقبوا المحور الايراني بالعقوبات الاقتصادية وقد اثرت ولكنه تأثير ضعيف ، فاذا نشبت معركة فسوف تقع خسائر اقتصادية عالمية تشمل الحلف الأطلسي بكامله ، تعادل ألف ضعف من خسائر المحور الإيراني . فيكون انتقاما قد فعلوه بأنفسهم .
ثم ان هناك متغيرا اخر كما يثار في الكواليس السياسية ، وهو ان اي معركة ستحدث ستزج اسرائيل فيها شائت ام ابت ، وهي راس الحربة لأن حركاتها مكشوفة ولان أسباب المعركة هو حماية أمنها من قبل المحور الأمريكي الخليجي التركي . ولكن إسرائيل لا تأمن على نفسها ما لم تأمن من ظهرها وهو مصر ، فكيف سيتصرف المصريون ؟
يقال ان الحياد المصري هو انتصار لاسرائيل ، ولكن الحياد المصري هو ضعف للمجموعة الخليجية التركية . وضعف شديد لمصر .
فما هو موقف مصر ؟
الاخوان المسلمون الان في وضع حرج جدا وفي انقسام رهيب .
هم من اثار المشكلة السورية بتكليف إسرائيلي بامتياز .
هم يحكمون مصر الآن بامتياز .
اذا أكملوا مشوارهم في محاولة محاربة سوريا والمحور الايراني سيخسرون مصر فان المصريين لا يقبلون حماية اسرائيل ، واكبر عيب في نظرهم ان يكونوا انصار اسرائيل ، ثم ان مصر ستدفن وهي حية ولن يكون لها أي تأثير في العالمين العربي والإسلامي وستعيش رخيصة جدا في حال تنفيذ الأجندة الخليجية الاسرائيلية .
اذا ناصروا المحور الايراني فستقع اغتيالات وانقلابات على الإخوان من قبل عملاء اسرائيل وامريكا داخل مصر . وستحارب مصر اقتصاديا .
اذن الاخوان في ورطة كبيرة وليس أمامهم الا الحيلة في إرضاء المحور الإيراني كلاميا وإرضاء المحور الأمريكي عمليا كما يفعل حزب الدعوة في العراق الآن . وهذا لن يرض إسرائيل مطلقا في الوقت الحالي لان وجودهم في خطر وهم يدركون ذلك . ولن يرضي المحور الوهابي نتيجة الحقد الشديد . وقد يقنع الامريكان كسياسيين لهم مرونة في هذا الاتجاه وهم يؤمنون بان هؤلاء مستخدمون والمحافظة عليهم يطيل من أمد استخدامهم ، ولكن ما مدا صمود الإرادة الأمريكية أمام الإرادة الاقليمية خصوصا الاسرائيلية التي تتحكم بالمال الأمريكي .
يقال في الكواليس انه لا يمكن البدء باي عمل ونشاط إضافي قد يؤدي للأعمال العسكرية الا بعد وضوح الرؤية من المشهد المصري الحقيقي داخل قصر الرئاسة المصرية.
والذي اقوله ان نفس الإخوان قد لا يدركون خطورة موقفهم – كما افهمهم عن قرب وعن حوار معهم- حيث لو كانوا عقلاء لانسحبوا من الرئاسة لانهم سيحكمون على حركتهم بالقضاء التام وخيبة أمل أتباعهم حيث يتبين ان كل كلام جمال عبد الناصر صحيح وأنهم هم عملاء أمريكا وإسرائيل بينما هم يكذبون على جمال عبد الناصر بادعائهم عمالته لأمريكا . فما يراه الناس على الأرض هو الدليل لا الأكاذيب .
اذن المشهد السوري هكذا : هزيمة كبيرة للجيوش السرية التي بعثها المحور الإسرائيلي الخليجي ، سورية بعيدة عن السقوط ، التحرك على اتجاهين الأول اغتيال الرئيس بشار ، والثاني معركة دولية حاسمة تدخل فيها إيران وإسرائيل كعنصرين أساسيين . والبقية تذهب بالرجلين .
المحور الغربي الاسرائيلي يعمل على الاتجاهين ولكن الاتجاه الاول اكثر أهمية بالنسبة لهم . لأنه في نظرهم يوقع الهزيمة بالمحور الآخر بخسائر قليلة .
لكن ما هو رد فعل المحور الآخر على اغتيال الرئيس بشار ؟
الايرانيون عندهم ثلاث بدائل والروس عندهم ثلاثة أو اربعة بدائل ولا يعلم هل البدائل متطابقة او مختلفة جزئيا او كليا فالامر سري للغاية .
وقد اشار قسم من المحللين بان احد المعالجات للحالة هو بدء المعركة من الجانب الإيراني الروسي تخرب كل المشاريع ، وهذا استبعده حسب عقلية وعقيدة الطرفين ، فهم لا يؤمنون بالبدء الا اذا مس وجودهم الحقيقي وهذه المعركة ليست كذلك . ولكن لا استبعد ان يرافق اغتيال الرئيس بشار -اذا استطاعوا- هجوما كاسحا على سورية من تركيا والبحر واسرائيل والاردن بجيوش متعددة لم يظهر لنا اي تحشيد ما عدا تحشيد جزئي في تركيا وتحشيد في بعض الاساطيل الغربية في البحر الابيض . وهذه القوة يستحيل ان تدخل بها القوات الغربية معركة بحجم معركة ستدخل بها دول مهمة وقوية جدا مثل ايران وروسيا والصين ويحتمل دخول الهند ودول البريكس مقابل الغرب ، فان الصين حينما تتواجد جزئيا الان مقابل الساحل السوري ليس للنزهة في ربوع الشام كما يفعل الوهابية لزواج المسيار ببنات الشام حسب تسمياتهم . انها مسألة جدية للتحضير لجواب لما يدور في ذهن القادة في الطرف الاخر .
فالمسألة الان اكبر من الدكاكين لبيع المفرق كدول الخليج وتركيا واسرائيل ، بل هي استراتيجيات وجود عالمي اما يكون او لا يكون ، وسوريا اصبح قدرها انها بيدق في اللعبة وهي لوحة الشطر لا اقل ولا اكثر وعليها المحافظة على نفسها باشد العزيمة .
المشكلة الحقيقية هي الناحية الانسانية للشعب السوري ، ففي البداية لم يفهم الشعب السوري معنى أمنه وما هو المدبر له؟ فقد وقف الأغلب مشاهد فقط لا يدري الى اي جهة ينتمي لأنه يأمل بالتغيير براحة بال وهذا وهم شعبي وقلة ادراك لمجريات الساحة فكان على الشعب السوري ان يدرك ان الجهات التي تريد التغيير هي وحوش بشرية لا تعرف الرحمة وستذيق الشعب السوري الاما لم يسمع بها منذ 600 عام بل ستعيد اليه ايام القرن الثامن الهجري حيث تحول فيها الشعب السوري الى وحوش كاسرة اكلت نفسها وماتت سوريا اكثر من 700 سنة حتى نهضت أخيرا ، وهذا أمر لم يفهمه الشعب السوري بكل اسف ولم يقرأ التاريخ جيدا ، وكان الثمن غاليا .
اذا ادرك الشعب السوري امنه جيدا فلن تنجح الخطط لان الشعب اذا قاوم لن يستطيع احد التغلب في الساحة الا بتضحيات لا يستطيع تحملها كل الاطراف ومع ذلك تنتصر ارادة الشعب .
ان ما جرى في حلب كان تلاحما شعبيا مع الجيش حيث ان الشعب كان هو المخابرات الحقيقية التي رصدت كل شيء واشتبهت بكل شيء فتم محاصرة أي مجرم بحق امن هذا الشعب المسكين . ولا حول ولا قوة الا بالله .

شكرا للاخوة الاكرام الذين ذكرونا بالموضوع .

محمد الشرع
13-09-2012, 03:56 PM
مصر وحرب الشرق الأوسط القادمة ....سمير كرم

كاتب سياسي ـ مصر – السفير


المنطقة التي نعيش فيها ـ منطقة الشرق الاوسط ـ تعيش حالة من الترقب للحرب ربما لم يسبق لها مثيل في أي من فتراتها السابقة.


وتتوقف تطورات كثيرة تشهدها المنطقة على هذا الاحتمال. حتى التطورات الراهنة في سوريا لا يمكن بأي حال من الاحوال فصلها عن احتمالات الحرب، فقد بدا بوضوح في الفترة الاخيرة ان تأجيج الوضع في سوريا هو جزء من الحرب المنتظرة، او التي يصر الغرب وتصر اسرائيل على اعتبارها حرباً وشيكة. نعني الحرب على إيران.


وإيران، التي تستبعد ان تقوم اسرائيل بشن هجوم عليها، تستعد لهذه الحرب بل وتتقبل احتمال وقوعها، باعتبار ذلك امراً محتوماً، لأن الاستعداد للحرب حتمية حتى وإن بدا الطرف الذي يهدد بها اكثر تردداً، وقد طال تردده فعلا في الزمان اكثر مما طال في اي حرب سابقة. والطرف الذي لم ينقطع عن التهديد بهذه الحرب هو اسرائيل، بينما الطرف الذي تعلم اسرائيل انها تستند اليه كقوة عسكرية لا غنى عنها في مواجهة ايران ـ وهي الولايات المتحدة ـ يزداد يقيناً اسبوعاً بعد اسبوع، وشهراً بعد شهر، منذ اكثر من عامين كاملين، بأن الهجوم على ايران ينطوي على خطر شديد لإسرائيل وعلى مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.


الظروف المحيطة في الشرق الاوسط توحي بأن الولايات المتحدة ـ الأكثر اقتناعاً بعدم جدوى هذا الهجوم على ايران ـ تبذل اقصى ما بوسعها في ما هو اكثر من إشعال نيران الحرب الداخلية في سوريا. ان الولايات المتحدة تريد ان يكون واضحاً ان مصر لا تستطيع ان تكون بعيدة تماماً عن احتمالات هذه الحرب الاسرائيلية على ايران. مطلوب من مصر، على الأقل، ان لا تبدي اهتماما بما يكون من امر ايران في مواجهة مع اسرائيل. مع ذلك فإن الايام والاسابيع الاخيرة تظهر لدى الولايات المتحدة قدراً من الاستعداد لتقبل اقتراب نظام الرئيس المصري محمد مرسي نحو ايران ولكن في حدود تقبلها بل تفرضها واشنطن. ولعل هذا التغيير في موقف اميركا من العلاقات المصرية – الإيرانية يتعلق بإقناع إسرائيل بأنها لا تملك تأييداً سياسياً معادياً لإيران يسمح لها بشن هذه الحرب.


اما موقف مرسي نفسه من الموضوع كله، فإنه يبدو في حالة تراجع عن مقاطعة مصرية كاملة لإيران لاحت في ظروف انعقاد القمة غير المنحازة في طهران خلال ايام. لقد ادرك مرسي ـ وإن كان متاخراً – أن غيابه عن قمة عدم الانحياز في طهران سيضر بموقف ومركز مصر في هذه الجبهة العالمية التي تزداد الحاجة اليها. ويبدو ان الرئيس المصري يشغل نفسه في هذه الفترة بإقناع واشنطن بأن حضوره قمة عدم الانحياز في طهران يمكن ان يفيد السياسة الاميركية في المنطقة اكثر مما يضرها، في ضوء اختلاف التقدير الاميركي عن التقدير الاسرائيلي بشأن ما يمكن ان يسفر عنه هجوم على ايران. ويبدو ان مرسي انما يحاول إقناع واشنطن بما هي مقتنعة به.


ولكن العقدة او العقبة الكأداء تتـمثل في الخــطوة التي يلح عليها الديبلوماسيون المحترفون الحاليـون والسابقون في الخارجية المصرية، وهي ضرورة استعادة التمثيل الديبلوماسي بين القاهرة وطهران كمقدمة ضــرورية لحضور الرئيس المصري قمة طهران غير المنـحازة. وتتردد في الاوساط الديبلوماســية المصرية احاديث مفــادها ان واشنطن لم تعط القـاهرة حتى الآن ضوءا اخضر للمضي نحـو استعــادة العلاقات الديبلوماسيـة المقطوعـة مع ايران منذ اكثر من ثلاثـين عاماً. بينما تلح القاهــرة على ان المجهود السياسي المصري يمكن ان ينجح في إقنــاع ايران وغيرها من القـوى الفاعـلة في قمــة عدم الانحـياز بتـضمين قرارات القمة فقرة تكون اكـثر اعتــدالا من ان تؤيد طهران في قضية امتلاك الأسلحة النـووية للأغراض السلمية.


والامر المؤكد ان قمة عدم الانحياز المقبلة في طهران ستعنى اكبر عناية ممكنة بمشكلة التهديدات الاسرائيلية الموجهة باستمرار الى ايران. ومن المؤكد بالمثل ان البيان الختامي لهذه القمة سيكون اكثر توافقا مع موقف ايران، وذلك لأن مواقف الدول غير المنحازة كل على حدة وحتى قبل انعقاد هذه القمة تنطوي على تأييد واسع النطاق لموقف ايران وحقها الثابت في امتلاك القوة النووية. وبالتأكيد فان مصر لن تستطيع ان تتهرب من هذا الموقف العام في القمة مهما كانت قوة ضغوط الولايات المتحدة واسرائيل. ولن يختلف وضع مصر وموقفها في حالة حضور الرئيس مرسي او غيابه عن المؤتمر. ولكن مكانة مصر تتراجع كثيرا في جبهة عدم الانحياز اذا لم يحضر الرئيس المصري هذه القمة.


ولقد وضعت اسرائيل نفسها في مأزق في ما يتعلق باستمرار تهديداتها بهجوم شديد الضراوة ضد ايران. فهناك ـ من ناحية ـ المعارضــة السياسية الداخلية الاسرائيلية ضد تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخاصة من جانب كل من زعيم المعارضة شاؤول موفاز، الذي انطوت تصريحاته الاخيرة على تصريح واضح بأن «اي ضربة عسكرية استباقية ضد ايران بسبب برنامجها النووي يمكن ان تدخل اسرائيل في حرب كارثية». كما اعرب موفاز عن اعتقاده بأن اسرائيل «تخطط لعمل متسرع ومستهتر».


إن مأزق اسرائيل يزداد تأزماً وحدة. ذلك ان اسرائيل تخسر في كل الاحوال، اذا اقدمت على مهاجمة ايران من دون مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة. تخسر بشكل خاص التقديرات التي صورت قوة اسرائيـل العسكرية على أنها الرابعة في العالم بعد الولايات المتحدة وروســيا والصين وأنها بالنسبة للإطار الاقليمي، اي الشرق الاوسط، الأقوى على الإطلاق. كما تخسر اسرائيل هذه المكانة اذا استمر وامتد ترددها العسكري والسياسي، الذي طال بالفعل ولم يعد يلائم التصور السابق عن قدراتها العسكرية.


اسرائيل اذن تخسر اذا اندفعت، على الرغم من محاولات اللجم الاميركية، لتهاجم ايران. وتخسراذا لم تندفع وظلت عند موقف التردد. ولا يبدو في الأفق ان اسرائيل قادرة على التراجع عن تهديداتها ضد ايران، خاصة اذا بقيت حكومة نتنياهو هي المسؤولة. فالوضع اذن يتطلب تأليف حكومة اسرائيلية جديدة تتخذ موقفا اكثر تعقلا. ومثل هذه التغييرات لن تحدث الا على حساب اي موقف موحّد يمكن ان تتخذه اسرائيل ورأيها العام المشتت. واذا اصدرنا حكما بناء على الحالة الراهنة فإن اسرائيل تبدو منقسمة على نفسها اكثر من اي وقت مضى. وهي تنتظر لترى اذا كانت مصر ستلعب دورا بنّاءً في قمة عدم الانحياز من وجهة نظر اسرائيلية. وهي تدرك ان ادوار الحكومات العربية التي مالت الى سياسة اكثر مطاوعة للسـياسة الاميركية تجاه اسرائيل ـ مثل المملكة السعودية ومملكة البحرين وقطر والامارات المتحدة ـ لن تستطيع ان تلعب دورا مؤثرا في قمة عدم الانحياز يفيد في تأكيد هذا الاتجاه المسالم لاسرائيل والمستسلم للولايات المتحدة.


واذا لاحظنا ثبات الموقف الايراني عند نقطة استبعاد اقدام اسرائيل على شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، ولاحظـنا في الوقت نفــسه اهتمام ايران الفائق بأن تكون مستعدة لمثل هذا الهـجوم وضـرورة الرد عليه، نستطيع ان نرى كيف تبلور هذه العوامل الايجابية في سياسة ايران الموقف المنتظر من ايران في قمة عدم الانحياز التي ستعقد بضيافتها، والتي ستؤدي فيها دورا من اهم الادوار التي يمكن ان تؤديها ايران في الظروف الراهنة.


ان الولايات المتحدة تبقى حريصة على ان تقرأ بعناية البيان الختامي لجبهة الدول غير المنحازة، وخاصة من زاوية تأييد ايران في المواجهة مع اسرائيل اذا ظلت سياسية واذا تحولت من سياسية الى عسكرية. وليس خافياً ان موقف التردد الاميركي يصاحبه اهتمام بإبقاء قدرة اسرائيل على التنفس مستمرة وذلك عن طريق مهاجمة سياسة ايران والاستمرار في تشديد العقوبات الاقتصادية عليها، على الرغم من ان هذه العقوبات ـ حتى باعتراف غالبية الدوائر الاميركية نفسها ـ لم تستطع ان تنال من ارادة ايران. وقد لعب الهجوم الاميركي على ايران بحرب البيانات والمقالات دورا مزدوجا ايضا. فقد نشرت الصحف الاميركية الموالية للنظام الاميركي الحاكم ـ مثل صحيفة «هيرالد تريبيون»- قبل ايام قليلة ان معلوماتها تفيد ان ايران تزود حلفاءها في الشرق الاوسط بأسلحة للدمار الشامل، مشيرة الى ان الحرس الثوري الايراني ذكر على موقعه الالكتروني ان بلاده زودت حلفاءها بأسلحة من هذا القبيل وان مثل هذه الاسلحة يمكن ان تستخدم في حرب ضد اسرائيل. ومن المفارقات ان نشر مثل هذه المعلومات بصرف النظر عن صدقها او كذبها يزيد من رعب الاسرائيليين من احتمال هجوم اسرائيلي على ايران ترد عليه ايران وحلفاؤها في المنطقة (والمقصود هنا سوريا وحزب الله) بهجوم تستخدم فيه اسلحة الدمار الشامل. وهي اشارة غير صريحة الى اسلحة كيماوية وبيولوجية.


الوضع في الشرق الاوسط مع اقتراب قمة عدم الانحياز بالغ التعقيد وبالغ الخطورة. ولكن من المؤكد ان اسرائيل تستشعر الخطورة اكثر من اي وقت مضى، الامر الذي تؤكده نصائح واشنطن اليومية لتل ابيب، بل تستشعر الخطورة على دورها التقليدي كحامية للمصالح الاميركية في الشرق الاوسط.


ان الحاق هزيمة قاسية باسرائيل اذا اقدمت على هجوم عسكري ضد ايران يهدد دور اسرائيل في المنطقة كما حرصت عليه منذ تأسيسها.


ويظل من الطبيعي ان نتساءل عند هذا الحد عن موقع مصر خاصة اذا حضر رئيسها محمد مرسي القمة غير المنحازة. ان الجدل الدائر في مصر بهذا الشأن كثيف ويتسم بتعارض المواقف. هناك الدعوة الى موقف مصري ايجابي تجاه ايران من اجل دور مصري كبير وايجابي ايضا في قمة عدم الانحياز. ويشير هذا الموقف الى الفوائد الكثيرة التي يمكن ان تعود على مصر نتيجة لهذا. وهناك موقف من بعض القطاعات بعضها ممثل في حكومة الرئيس مرسي ينصح بمراعاة نصائح الولايات المتحدة للقاهرة فيما يتعلق بايران.


ولا غرابة ان الموقف الاول ترجح كفته بصورة واضحة وبقوة، باعتبار ان موقف مصر من ايران يحدد موقف مصر من حرب الشرق الاوسط القادمة.

محمد الشرع
13-09-2012, 05:13 PM
قبل قليل كنت اجول في النت فوجدت مقالا لكاتب مصري يصرح بما نقلته عن حديث كواليس السياسة عن ترقب الدور المصري ، الذي لا أؤمن بقيمته بالنسبة للمحور الايراني الروسي وانما بقيمته بالنسبة لمصر فاما ان تكون مصر دولة رائدة أو هي ذيل لا قيمة له .

===========

مصر وحرب الشرق الأوسط القادمة ....سمير كرم

كاتب سياسي ـ مصر – السفير


المنطقة التي نعيش فيها ـ منطقة الشرق الاوسط ـ تعيش حالة من الترقب للحرب ربما لم يسبق لها مثيل في أي من فتراتها السابقة.


وتتوقف تطورات كثيرة تشهدها المنطقة على هذا الاحتمال. حتى التطورات الراهنة في سوريا لا يمكن بأي حال من الاحوال فصلها عن احتمالات الحرب، فقد بدا بوضوح في الفترة الاخيرة ان تأجيج الوضع في سوريا هو جزء من الحرب المنتظرة، او التي يصر الغرب وتصر اسرائيل على اعتبارها حرباً وشيكة. نعني الحرب على إيران.


وإيران، التي تستبعد ان تقوم اسرائيل بشن هجوم عليها، تستعد لهذه الحرب بل وتتقبل احتمال وقوعها، باعتبار ذلك امراً محتوماً، لأن الاستعداد للحرب حتمية حتى وإن بدا الطرف الذي يهدد بها اكثر تردداً، وقد طال تردده فعلا في الزمان اكثر مما طال في اي حرب سابقة. والطرف الذي لم ينقطع عن التهديد بهذه الحرب هو اسرائيل، بينما الطرف الذي تعلم اسرائيل انها تستند اليه كقوة عسكرية لا غنى عنها في مواجهة ايران ـ وهي الولايات المتحدة ـ يزداد يقيناً اسبوعاً بعد اسبوع، وشهراً بعد شهر، منذ اكثر من عامين كاملين، بأن الهجوم على ايران ينطوي على خطر شديد لإسرائيل وعلى مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.


الظروف المحيطة في الشرق الاوسط توحي بأن الولايات المتحدة ـ الأكثر اقتناعاً بعدم جدوى هذا الهجوم على ايران ـ تبذل اقصى ما بوسعها في ما هو اكثر من إشعال نيران الحرب الداخلية في سوريا. ان الولايات المتحدة تريد ان يكون واضحاً ان مصر لا تستطيع ان تكون بعيدة تماماً عن احتمالات هذه الحرب الاسرائيلية على ايران. مطلوب من مصر، على الأقل، ان لا تبدي اهتماما بما يكون من امر ايران في مواجهة مع اسرائيل. مع ذلك فإن الايام والاسابيع الاخيرة تظهر لدى الولايات المتحدة قدراً من الاستعداد لتقبل اقتراب نظام الرئيس المصري محمد مرسي نحو ايران ولكن في حدود تقبلها بل تفرضها واشنطن. ولعل هذا التغيير في موقف اميركا من العلاقات المصرية – الإيرانية يتعلق بإقناع إسرائيل بأنها لا تملك تأييداً سياسياً معادياً لإيران يسمح لها بشن هذه الحرب.


اما موقف مرسي نفسه من الموضوع كله، فإنه يبدو في حالة تراجع عن مقاطعة مصرية كاملة لإيران لاحت في ظروف انعقاد القمة غير المنحازة في طهران خلال ايام. لقد ادرك مرسي ـ وإن كان متاخراً – أن غيابه عن قمة عدم الانحياز في طهران سيضر بموقف ومركز مصر في هذه الجبهة العالمية التي تزداد الحاجة اليها. ويبدو ان الرئيس المصري يشغل نفسه في هذه الفترة بإقناع واشنطن بأن حضوره قمة عدم الانحياز في طهران يمكن ان يفيد السياسة الاميركية في المنطقة اكثر مما يضرها، في ضوء اختلاف التقدير الاميركي عن التقدير الاسرائيلي بشأن ما يمكن ان يسفر عنه هجوم على ايران. ويبدو ان مرسي انما يحاول إقناع واشنطن بما هي مقتنعة به.


ولكن العقدة او العقبة الكأداء تتـمثل في الخــطوة التي يلح عليها الديبلوماسيون المحترفون الحاليـون والسابقون في الخارجية المصرية، وهي ضرورة استعادة التمثيل الديبلوماسي بين القاهرة وطهران كمقدمة ضــرورية لحضور الرئيس المصري قمة طهران غير المنـحازة. وتتردد في الاوساط الديبلوماســية المصرية احاديث مفــادها ان واشنطن لم تعط القـاهرة حتى الآن ضوءا اخضر للمضي نحـو استعــادة العلاقات الديبلوماسيـة المقطوعـة مع ايران منذ اكثر من ثلاثـين عاماً. بينما تلح القاهــرة على ان المجهود السياسي المصري يمكن ان ينجح في إقنــاع ايران وغيرها من القـوى الفاعـلة في قمــة عدم الانحـياز بتـضمين قرارات القمة فقرة تكون اكـثر اعتــدالا من ان تؤيد طهران في قضية امتلاك الأسلحة النـووية للأغراض السلمية.


والامر المؤكد ان قمة عدم الانحياز المقبلة في طهران ستعنى اكبر عناية ممكنة بمشكلة التهديدات الاسرائيلية الموجهة باستمرار الى ايران. ومن المؤكد بالمثل ان البيان الختامي لهذه القمة سيكون اكثر توافقا مع موقف ايران، وذلك لأن مواقف الدول غير المنحازة كل على حدة وحتى قبل انعقاد هذه القمة تنطوي على تأييد واسع النطاق لموقف ايران وحقها الثابت في امتلاك القوة النووية. وبالتأكيد فان مصر لن تستطيع ان تتهرب من هذا الموقف العام في القمة مهما كانت قوة ضغوط الولايات المتحدة واسرائيل. ولن يختلف وضع مصر وموقفها في حالة حضور الرئيس مرسي او غيابه عن المؤتمر. ولكن مكانة مصر تتراجع كثيرا في جبهة عدم الانحياز اذا لم يحضر الرئيس المصري هذه القمة.


ولقد وضعت اسرائيل نفسها في مأزق في ما يتعلق باستمرار تهديداتها بهجوم شديد الضراوة ضد ايران. فهناك ـ من ناحية ـ المعارضــة السياسية الداخلية الاسرائيلية ضد تهديدات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وخاصة من جانب كل من زعيم المعارضة شاؤول موفاز، الذي انطوت تصريحاته الاخيرة على تصريح واضح بأن «اي ضربة عسكرية استباقية ضد ايران بسبب برنامجها النووي يمكن ان تدخل اسرائيل في حرب كارثية». كما اعرب موفاز عن اعتقاده بأن اسرائيل «تخطط لعمل متسرع ومستهتر».


إن مأزق اسرائيل يزداد تأزماً وحدة. ذلك ان اسرائيل تخسر في كل الاحوال، اذا اقدمت على مهاجمة ايران من دون مساعدة مباشرة من الولايات المتحدة. تخسر بشكل خاص التقديرات التي صورت قوة اسرائيـل العسكرية على أنها الرابعة في العالم بعد الولايات المتحدة وروســيا والصين وأنها بالنسبة للإطار الاقليمي، اي الشرق الاوسط، الأقوى على الإطلاق. كما تخسر اسرائيل هذه المكانة اذا استمر وامتد ترددها العسكري والسياسي، الذي طال بالفعل ولم يعد يلائم التصور السابق عن قدراتها العسكرية.


اسرائيل اذن تخسر اذا اندفعت، على الرغم من محاولات اللجم الاميركية، لتهاجم ايران. وتخسراذا لم تندفع وظلت عند موقف التردد. ولا يبدو في الأفق ان اسرائيل قادرة على التراجع عن تهديداتها ضد ايران، خاصة اذا بقيت حكومة نتنياهو هي المسؤولة. فالوضع اذن يتطلب تأليف حكومة اسرائيلية جديدة تتخذ موقفا اكثر تعقلا. ومثل هذه التغييرات لن تحدث الا على حساب اي موقف موحّد يمكن ان تتخذه اسرائيل ورأيها العام المشتت. واذا اصدرنا حكما بناء على الحالة الراهنة فإن اسرائيل تبدو منقسمة على نفسها اكثر من اي وقت مضى. وهي تنتظر لترى اذا كانت مصر ستلعب دورا بنّاءً في قمة عدم الانحياز من وجهة نظر اسرائيلية. وهي تدرك ان ادوار الحكومات العربية التي مالت الى سياسة اكثر مطاوعة للسـياسة الاميركية تجاه اسرائيل ـ مثل المملكة السعودية ومملكة البحرين وقطر والامارات المتحدة ـ لن تستطيع ان تلعب دورا مؤثرا في قمة عدم الانحياز يفيد في تأكيد هذا الاتجاه المسالم لاسرائيل والمستسلم للولايات المتحدة.


واذا لاحظنا ثبات الموقف الايراني عند نقطة استبعاد اقدام اسرائيل على شن هجوم على المنشآت النووية الايرانية، ولاحظـنا في الوقت نفــسه اهتمام ايران الفائق بأن تكون مستعدة لمثل هذا الهـجوم وضـرورة الرد عليه، نستطيع ان نرى كيف تبلور هذه العوامل الايجابية في سياسة ايران الموقف المنتظر من ايران في قمة عدم الانحياز التي ستعقد بضيافتها، والتي ستؤدي فيها دورا من اهم الادوار التي يمكن ان تؤديها ايران في الظروف الراهنة.


ان الولايات المتحدة تبقى حريصة على ان تقرأ بعناية البيان الختامي لجبهة الدول غير المنحازة، وخاصة من زاوية تأييد ايران في المواجهة مع اسرائيل اذا ظلت سياسية واذا تحولت من سياسية الى عسكرية. وليس خافياً ان موقف التردد الاميركي يصاحبه اهتمام بإبقاء قدرة اسرائيل على التنفس مستمرة وذلك عن طريق مهاجمة سياسة ايران والاستمرار في تشديد العقوبات الاقتصادية عليها، على الرغم من ان هذه العقوبات ـ حتى باعتراف غالبية الدوائر الاميركية نفسها ـ لم تستطع ان تنال من ارادة ايران. وقد لعب الهجوم الاميركي على ايران بحرب البيانات والمقالات دورا مزدوجا ايضا. فقد نشرت الصحف الاميركية الموالية للنظام الاميركي الحاكم ـ مثل صحيفة «هيرالد تريبيون»- قبل ايام قليلة ان معلوماتها تفيد ان ايران تزود حلفاءها في الشرق الاوسط بأسلحة للدمار الشامل، مشيرة الى ان الحرس الثوري الايراني ذكر على موقعه الالكتروني ان بلاده زودت حلفاءها بأسلحة من هذا القبيل وان مثل هذه الاسلحة يمكن ان تستخدم في حرب ضد اسرائيل. ومن المفارقات ان نشر مثل هذه المعلومات بصرف النظر عن صدقها او كذبها يزيد من رعب الاسرائيليين من احتمال هجوم اسرائيلي على ايران ترد عليه ايران وحلفاؤها في المنطقة (والمقصود هنا سوريا وحزب الله) بهجوم تستخدم فيه اسلحة الدمار الشامل. وهي اشارة غير صريحة الى اسلحة كيماوية وبيولوجية.


الوضع في الشرق الاوسط مع اقتراب قمة عدم الانحياز بالغ التعقيد وبالغ الخطورة. ولكن من المؤكد ان اسرائيل تستشعر الخطورة اكثر من اي وقت مضى، الامر الذي تؤكده نصائح واشنطن اليومية لتل ابيب، بل تستشعر الخطورة على دورها التقليدي كحامية للمصالح الاميركية في الشرق الاوسط.


ان الحاق هزيمة قاسية باسرائيل اذا اقدمت على هجوم عسكري ضد ايران يهدد دور اسرائيل في المنطقة كما حرصت عليه منذ تأسيسها.


ويظل من الطبيعي ان نتساءل عند هذا الحد عن موقع مصر خاصة اذا حضر رئيسها محمد مرسي القمة غير المنحازة. ان الجدل الدائر في مصر بهذا الشأن كثيف ويتسم بتعارض المواقف. هناك الدعوة الى موقف مصري ايجابي تجاه ايران من اجل دور مصري كبير وايجابي ايضا في قمة عدم الانحياز. ويشير هذا الموقف الى الفوائد الكثيرة التي يمكن ان تعود على مصر نتيجة لهذا. وهناك موقف من بعض القطاعات بعضها ممثل في حكومة الرئيس مرسي ينصح بمراعاة نصائح الولايات المتحدة للقاهرة فيما يتعلق بايران.


ولا غرابة ان الموقف الاول ترجح كفته بصورة واضحة وبقوة، باعتبار ان موقف مصر من ايران يحدد موقف مصر من حرب الشرق الاوسط القادمة.

محمد الشرع
13-09-2012, 05:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



احببت التطرق لموضوعين مهمين :
1- اتجاه محمد مرسي .
2- خارطة الربح والخسارة في ساحة الشرق الأوسط لحد هذا التاريخ .

الموضوع الاول :
قلت قبل اجتماع قمة مؤتمر حركة عدم الانحياز بان المرتقب هو معرفة موقف الرئيس المصري محمد مرسي مما سيجري على ساحة الشرق الاوسط ، فإما ان يكون لمصر دور (سلبا أو ايجابا) أو ينحسر دورها نهائيا وتصبح دولة هامشية.
التصريحات تدل على ان مرسي لم يحسم خياره بعد ، وهو اقرب للمشروع الاسرائيلي ويناور مع المشروع الايراني. ولكنه لم يجابه المشروع الايراني.
ان اختياره الانحياز الى المشروع الاسرائيلي لن يكون مفاجئة بالنسبة للمراقبين ، لأسباب اولها هو طبيعة خروجه من سجن امريكي بتهمة الارهاب وهو عالم في وكالة الفضاء ناسا (ومثل هذا يكون تحت حراسة مشددة ولن يخرج من الولايات المتحدة الامريكية) ، ولكنه خرج قبل سنوات وانخرط في العمل السياسي المصري. فلا بد من وضع علامة استفهام في الموضوع تقرّب ان شخصية مرسي اقرب للغرب واسرائيل . وثانيا ان الاخوان المسلمون كانوا سابقا قد ارتبطوا بامريكا وقد اعدم جمال عبد الناصر سيد قطب بتهمة التخابر مع امريكا ، وقد حنقنا على جمال ولكن تبين أن ارتباط الاخوان بالمشروع المسيحي اليهودي عميق وإن ما يجري من تظاهر لصالح المشروع الاسرائيلي بتجاهل تام لكل مصالح العرب والمسلمين يدل على صحة توجه جمال عبد الناصر في قضية الاخوان (على انه كان منهم كما يقال) . وثالثا ما يجري في مصر هو سرقة علنية للثورة الشعبية بيد من لا علاقة له بالموضوع . فلقد قام بالثورة عموم الشعب بتأييد صوفي بينما الاخوان والسلفيون وقفوا لصالح حسني مبارك ، ثم كانوا مترددين وبعدها انغمسوا كحاصدين للارباح وسرقة الثورة وهم لا يمثلون اكثر من 15 بالمائة .
فهذه الاسباب الثلاث تجعل المراقب غير مستغرب من انحياز مرسي ، ولكن هناك حساب اخر وهو ان الشعب المصري سوف لن يقبل انحياز حكومته الى اسرائيل وقد تم القضاء على حكومة منحازة . فحين السلام يمكن للاخوان ان يلهوا الشعب المصري بالطائفية بالسب والشتم للشيعة واستعداء الانسان العادي لغول الشيعة والتظاهر بحب الخلفاء والتحدي بحبهم وكأن الشيعة يغتاضون من حب السني للخلفاء وما شابه ذلك ، حتى لا يعجب الانسان المصري بالتوجه الايراني المناهض للغرب ، حيث قد اثبتت المواقف الايرانية صلابة في الموقف والتخلص من اكبر واعوص المشاكل التي خلقها الغرب لايران وهذا يلهم كل محبي النجاح والمعاناة والصبر الثبات والتاييد . فهذا سلوك معروف في استخدام الطائفية لغرض سياسي للضحك على ذقن الشعب المسكين فيمكن تغيير النظرة الى ايران وانجازاتها بالبربط بين التشيع وايران.
لكن هذه الحال لن تنجح في حال نشوب معركة بين اسرائيل وايران ، فان الفريق الرياضي الايراني حينما يتقابل مع غربيين واسيويين كان المشجع العربي للفريق الإيراني لكرة القدم فكيف بمعركة مع اسرائيل؟
فالذي اراه ان خروج محمد مرسي من دائرة التحير الى دائرة القرار صعب وقد تطول الى حين المعركة ليرى نبض الواقع فاذا كانت النصرة لاسرائيل فهو معهم وسيستغل الاحباط الذي يصيب الشارع ، واذا كانت لايران فهو معهم ناصرا مؤمنا . وهذا هو منطق النفاق الذي عرفناه من زمن النبي ص الى هذا اليوم.
وهنا يجب ان لا تغيب عن انظارنا قضية في غاية الاهمية وهو الخلاف العلني بين امريكا واسرائيل حول ضرب ايران ، فقد اعلنت قيادات امركية ذات وزن رفيع بان امريكا لن تدخل هذه المرة في نصرة أي مغامرة اسرائيلية . وهذا تهديد واضح جدا قد توضح بشكل علني مدا الخلاف في موضوع التحرش بايران عسكريا سواء على صعيد السياسة الاوربية او الامريكية . فقد كانت الاصوات الاغلب والاقوى هي لمن يرفض التحرش بايران ، وهذا الحال يشكل مصدر قلق وعدم استقرار في القرار المصري باتجاه اسرائيل ، مع ان المخابرات الروسية اعلنت ان هذه مناورات لتطمين ايران حتى لا يكون ردها الاولي على الامريكان في الخليج وحين يستأمنون ويضربون اسرائيل فيبدا الامريكان بالاعتداء على الايرانيين من حيث استأمنوا ، ولكن هذا التحليل لا يغير من الصورة المشوشة التي عليها الفكر السياسي الاوربي والامريكي ، خصوصا مع ما نشرته نفس المخابرات الروسية بان الادارة الامريكية ارسلت رسالة خاصة الى ايران عن طريق دولة ثالثة بان امريكا تتبرأ من تصرفات الحكومة الاسرائيلية ولن تساندها مطلقا في حماقتها، أي انكم احرار في ضرب اسرائيل اذا تطاولت وخالفت توجهاتنا . فمثل هذا التسريب يوجب تشوشا رغم وجود تفسيرات تعتمدعلى خبث النوايا المقابلة .
وهذا يعني ان خيارات مرسي بعيدة عن الحسم الان الا اذا كان هناك اغراء كبير للاخوان أو لمصر قد لا تستطيع تقديمه كل من امريكا أو اسرائيل في الوقت الحالي.
واما ما يقال من محاولات استثمار القطريين ل 18 مليار وقيل 50 مليار في مصر فهو كلام غير تقني . ويحتاج الى معرفة الثمن فهل تستطيع مصر ان تتقبل ثمن هذا الاستثمار وكم سيخرج من مصر من المال مقابل دخول هذا المال ، فان التجربة في مصر اثبتت إن الاستثمار يستعمل لشفط المال المصري لا لتعزيزه ، فالقوانين في مصر لا تحمي الوجن ولا المواطن وانما تحدد المواطن وتضيع الوطن.

خارطة الخسران والربح في منطقة الشرق الاوسط :

يحيى صفوي قال ان الخاسر الاكبر هو تركيا .
والسعوديون وحزب المستقبل اللبناني يقولون ان الخاسر الاكبر هو سوريا .
السوريون يقولون ان الخاسر الاكبر هو السعودية.

ان دراسة للواقع تقول بان الخاسرين هم على نوعيين: 1- محقق ، 2- ومنتظر.

الخاسر المحقق في كل اللعبة هو العراق اولا ، والاكراد جماعة مسعود البرزاني بالذات ثانيا .
والخاسرون المنتظرون هم دول الخليج او المشروع الخليجي ، والرابح الاكبر هما ايران وتركيا .

وسأبين السبب .

ان قضية سوريا اصبحت شفاطة (ساحبة) لكل قوة العالمين الاقليمي والعالمي سياسيا ومخابراتيا ، واما عسكريا فهي قضية صغيرة ومحدودة لحد الان. فسوريا خارج التقييم لانها الساحة للصراع الدولي وهي تناضل للصمود ويبدو انها تجاوزت مخاطر حقيقية .
وقد اشتركت في الساحة السورية قوى عالمية واقليمية بثقل كبير جدا . ولكن اللاعبَين الاكثر نجاحا كانا ايران وتركيا. وهذه هي صورة الرابحين .
فايران أصبحت تحرك العالم المناهض للغرب وكانت حججهم قوية بحيث كوّنت حلفا خطيرا يضم اكبر قوة اقتصادية وبشرية في العالم ، مقابل اكبر قوة تكنولوجية وعسكرية في العالم . فاصبحت ايران لاعبا خطيرا في المنطقة نتيجة قضية سوريا أو بالترافق معها . فاستطاعت بالدعم الكبير من قبل الاقتصاد العالمي الكبير المتمثل في الصين والهند وروسيا والبرازيل وفنزويلا والارجنتين ان تتخطى عقبات هائلة مسلطة عليها ، كما استطاعت ان تحرك قوى عالمية باتجاه الانحياز لها.

واما تركيا فقد سرقت قيادة العالم السني من يد السعودية التي بذلت الغالي والنفيس في سبيل سرقتها من مصر . وما ان استقر الحال للسعودية حتى ظهرت لهم القوة التركية واصبحت هي المخططة والقائدة والدفع على الخليجيين .
فحتى لو لم يسقط بشار وبقيت سورية شوكة في حلق الاتراك فقد قامت تركيا بدورها بتهميش الدور السعودي وتدمير البنية الاساسية للتوجه السياسي السعودي.
والان حين يتفاوض العالم الغربي مع المسلمين تكون المحطة الاساسية اسطنبول وليس الرياض كمحطة اساسية .

فهذه صورة الرابحين لحد الان وقد تتغير الصورة في المستقبل لأن الحركة مستمرة والصراع متنامٍ ومتغير المواقع .

أما الخاسرون المتوقعون .
الخليجيون (السعودية وقطر) لم يخسروا فعليا ، وانما هم مرشحون للخسارة اما بانتصار الحلف الايراني السوري أو بسقوطه وانتصار تركيا فالقضية مؤجلة لحين حسم الموضوع السوري ولا يصح اعتبارهما خاسران حاليا .
ففي كلا الانتصارين لا يكون لهما الا الفتات ، وهم يدركون ذلك الان ، ولكن ما الذي يجعلهم يندفعون بهذا الشكل وبهذه الخسائر المالية الكبيرة من خزائنهما ، انها مناورة من اجل البقاء في الحكم وتطويل امد الازمة من اجل خلق الحاجة عند الامريكان لهما حتى لا يتم الاطاحة بهما فقد عرفت الدولتان إن فترة صلاحيتهما وصلت الى فترة انتهاء الصلاحية (إكسباير) ، ولهذا فمن وجهة نظر سياسية فان نفس المحافظة على الكرسي يعتبر انتصارا وعدم خسارة في الدولتين .

اما العراق فهو الخاسر الاكبر فعليا .
لماذا ؟
العراق خرج من قمقم صدام مرشحا لاستعادة دوره التاريخي وثقله الحقيقي ، ولكن بعد السقوط سُلّم العراق الى حزب قاصر علميا وعمليا في فهم العملية السياسية ويفتقر الى الارادة في تعزيز موقع العراق .
حين حدثت الازمة السورية كان هناك فرصة للعراق ان يلعب على الطرفين الايراني والامريكي وينفذ اجندة خطيرة لانه بيضة القبان ، فالامريكان يعتبرون العراق اهم نقظة انطلاق ونقطة منع للايرانيين في نصرة السوريين ، وايران تعتبر العراق اهم ممر لسوريا ولبنان واهم منطقة حاجزة لحفظ ايران كما انه اهم سوق اقتصادي لايران واهم دولة فيها احزاب مؤيدة لايران وكان العراق هو المساحة التي اثبتت ايران فيها براعة الضغط على امريكا مخابراتيا وعسكريا ، وتركيا تعتبر العراق اهم نقطة دعم مالي وسياسي (حجم التجارة 13 مليار دولار سنويا ) وهو منطلق لترتيب السياسة التركية حتى ان تركيا استطاعت تكوين قائمة من 91 نائب (القائمة العراقية) من اصل 325 , فكان يمكن للعراق وفق هذه المعطيات أن يغير التجاذبات وأن يقوم بدور يمكن ان يؤدي الى خسارة جهة وربح اخرى ، فيكون هو من يقرر ، ولكن الحزب الحاكم لم يكن يرى الا موضوع تقاسم الكعكة بحصة اكبر من اموال الخزينة العراقية بطرق ملتوية . فكان المهم هو السيطرة على مراكز القرار من اجل التحكم في مسار الخزينة لتسريب الاموال الى جيب القائد الضرورة من اجل تكوين حزب قوي بالحيلة والمال. فأصبح هذا السلوك عائقا حقيقيا عن ادراك الاسلوب الذي يجعل من العراق قائدا في المنطقة . فالعراق باستطاعته اسقاط سوريا كما باستطاعته مساعدة سوريا وذلك لان مشكلة سوريا هي مشكلة اقتصادية وأمنية وهذه بيد العراق تماما ، فلم يتحرك العراق لانقاذ سوريا ، ولم يتحرك لاسقاط سوريا . وكان يتوسل لايجاد وسيلة رخيصة لارضاء ايران وامريكا فقد استجاب لايران بفتح الحدود الجوية للمرور الى سوريا ، ولكنه استجاب لمنع الامريكيين من فتح الحدود البرية للايرانيين ، وفي سبيل ردع الايرانيين عن التفكير باستغلال الاراضي العراقية قامت الحكومة العراقية باستعداء المنطقة الغربية واثارة الحرب الطائفية من جديد حتى تعتذر للايرانيين بعدم قدرتها على تأمين المسلك لسوريا ، وكان كل ما يجري من ازمات سياسية مع السنة مفتعلة وممولة ومدعومة من قبل الحزب الحاكم لهذه الغاية لارضاء للامريكان بخذلان سوريا ، فتم تفتيت البلد من جديد بعد ان ساهمت القوى العراقية بمساعدة الايرانيين والامريكان باعادة اللحمة نسبيا . فكان السلوك الثعلبي ينم عن احتقار للذات وتسخيف لقيمة العراق ، بالاضافة الى عدم الفاعلية في الخليج حتى ان رئيس الوزراء السابق طوني بلير جاء كمستشار لامير الكويت وطلب اقامة ميناء مبارك في الجزء العميق من مسلك البواخر الى العراق فاصبح العراق ليس ندا للكويت واصبح يتملق للكويت ولا يستطيع رئيس الوزراء أن يأخذ أي قرار حاسم فقد استجاب للاستعداء اولا ولكن ما ان اتجهت الاحزاب العراقية لتأييد امير الكويت ضد الحركة السلفية فاذا برئيس الوزراء يذهب للكويت ليقدم الولاء والنصرة حتى لا تفوز احزاب عراقية استطاعت ان تنهي المشاكل وتوقف التجاوزات الكويتية بدفع بريطاني وقد اتفقت على اهم قضيتين هما الخطوط الجوية والديون وقد اتفقت احزاب عراقية مع الكويت على تعويض 150 مليون دولار لحل المشكلة فذهب رئيس الوزراء وتبرع بـ 500 مليون لحل المشكلة ، وهكذا كان العراق رخيصا ، لا يتحرك لهدف تحقيق مصالح او ارتفاع مستوى ، بل من أجل بقاء الحزب في السلطة بالحيلة والتحالفات المتناقضة .
فلم يحصل للعراق أي موقع نتيجة سياسة التغافل عن الواقع والالتهاء بالصغائر ، وفقد العراق ميزة كونه بيضة القبان ومركز التوازن والاهمية الاستراتيجية في المنطقة ، فاذا ربح جانب الممانعة فليس للعراق شيء واذا ربح الجانب الاسرائيلي فليس للعراق أي قيمة ، فقد خسر العراق قدرته على التأثير في المنطقة ، حتى ان الحكومة التركية تمعن في اذلال العراق في ملفات كثيرة والعراق يقدم المال ( 13مليار دولار + حوالي مليارين ترانزيت للنفط العراقي المار بتركيا + علاقات تجارية غير مباشرة مثل تشغيل الموانئ والمطارات وما شابه ذلك + التجارة الكردية الخاصة مع تركيا بارقام غير معروفة قيل انها خمسة مليارات لصالح تركيا ) فهذه العلاقة الاقتصادية لم تمنع تركيا من التحرش بالعراق واذلاله في ملف المياه (قطع شبه كامل للمياه) ، وفي ملف السياسة الداخلية خصوصا ملف كركوك وفي الاعتداء على الارضي العراقية ، وفي احتقار المسؤليين العراقيين ووصفهم بالطائفية لانهم لا يستطيعون عمل شيء للقضاء في قضايا تمس قتلة طائفيين مثل طارق الهاشمي وغيره ، وبلغ من احتقار وزير الداخلية التركي ان يزور العراق بدون اذن الحكومة المركزية ويذهب الى كركوك زائرا منتصرا رغم انف القيادة العراقية .
وهناك اسرار كثيرة قد تكون اعمق من هذا لا يمكن الكتابة حولها وانما نكتب ما هو متداول فعلا ولا يشكل أي سر.

والخلاصة ان العراق لا بالعير ولا بالنفير بينما هو بيضة القبان بالفعل وله الثقل الاهم استراتيجيا في المرحلة الحالية فلعل حكومة مغايرة تقلب ميزان التوازن والقوة لصالح العراق بدل هذا الهوان والحقارة التي تتسم بها السياسة العراقية حاليا .

بالنسبة لمسعود البرزاني .
فقد قام بحركة لا توصف بالذكاء أبدا ، فقد تحالف مع تركيا ضد الاكراد وضد ايران لصالح اسرائيل ، فاصبح منبوذا كرديا ومتهما ايرانيا ، وغير مقبول عراقيا ، وجعل الحركة الكردية مصدر قلق لحلف كامل ، حتى تراجعت احلام الاكراد الى نقطة الصفر وقد تجمعت القناعات لعدم السماح للحركة الكردية ان تكون خنجرا في قلب المنطقة واسرائيل ثانية لتحطيم الحضارة الاسلامية .

لو سألني سائل عن لبنان واسرائيل فأقول:
اسرائيل تتعجل حتفها فلهذا تتحرك وتحرك ازلامها باتجاهات خاطئة حيث تعتقد بانها ستنجح بتحريك المشروع الغربي السني لتدمير سوريا (وليس لازالة بشار الاسد) ، وفي وجهة نظري انها اصبحت رهينة لهذا الحلم اولا ، وفي حال نجاح المشروع فهو سيولد فراغا يمكن استغلاله من قبل اللاعبين الاخرين ثانيا فلا ضمان لربح الحركة الاسرائيلية في سوريا لحد الان . والامر متروك للزمن . ولعل هذا هو السبب في تهديد ايران حيث فقدت اسرائيل الامل في ربح الموقف .

اما لبنان فهي الشرق الاوسط مصغرا ، و هناك معادلة معروفة وهي ان المشروع الامريكي الاسرائيلي يمتلك نصف لبنان كما ان المشروع المقابل يمتلك النصف الاخر ، فهذه الموازنة غريبة وخطيرة جدا ، فلذلك فان التحرك في لبنان صعب جدا لاي من الاطراف وتعتبر جميع التحركات في غاية الدقة في الحسابات وتمتاز بالذكاء . والواقع ان لبنان الان هي المرآة المصغرة لاحداث الشرق الاوسط واتجاهاته فكل المشاريع لها منتديات واحزاب فاعلة في لبنان . كما انها خزان الصراع الحقيقي في المنطقة ، فالخطر على اسرائيل يأتي من لبنان وليس من جميع العالم العربي الجبان العميل ، والخطر على سوريا يأتي من لبنان وليس من الخليج او تركيا فكلهم يمكن هزيمتهم الا اللبناني حيث صعوبة المراس والقرب الفاحش من المركز السوري .

اما الاردن فهي شركة خاصة يمكن أن تغلق في أي وقت عصيب ، ولكنها لا تملك قراراها حقيقة . فهي بعيدة عن الحدث في الوقت الذي تكون فيه بقلب الحدث لانها ليست صاحبة قرار .
واما مصر فقد اخرجت من الساحة ، وقد حاول عمر سليمان العودة بمصر ايام حسني مبارك فكان يرعى الارهاب في العراق بمال خليجي وتنفيذ اردني كما فعلت الان تركيا ببراعة اكثر من المصريين ، وقد فشل في العراق ثم خسر الحكم ، والجيل الحالي من الحكام لا يعرفون رأسهم من رجلهم وهم خارج الساحة الدولية والاقليمية ولا يملكون الا اللهث وراء الوعود والجشع .

فهذه الخارطة كما اراها لحد الان ، ولكن يجب ان نعلم بان الساحات حبلى بالمفاجئات فقد تسقط قوى مهمة ، فهناك من يقول ان الامريكان يخططون لخسارة الجميع بما فيهم انصارهم في المشروع السني الاسرائيلي .

محمد الشرع
15-09-2012, 11:57 AM
السلام عليكم ورحمة الله

لفت نظري تسريب خطير ، حيث سربت الحقيقة ان محمود الزهار يعلن لحزب الله وايران ان حماس اصبحت حماسين حماس ضد اسرائيل وحماس مع قطر ومرسي ، أي حماس مع اسرائيل ، ولكن مجيئ اسم مرسي من قبل الزهار يعني الكثير ويحتاج الى تامل شديد ، ويعني ان مرسي غارق في المشروع الصهيوني .

مسؤول"حماس" الذي اغتيل قبل شهرين كان يدير عمليات"إرهابية" في سوريا !
الأجهزة الأمنية ضبطت بحوزته وحوزة آخرين جرى اعتقالهم لاحقا أكثر من 25 مليون دولار خصصتها قطر لتمويل عمليات عسكرية وشراء السلاح للمعارضة
دمشق، :نقلت موقع "الحقيقة" بناء لمعلومات موثقة جيدا تفيد بأن المسؤول الأمني لـ"حماس" في دمشق كمال حسني غناجة، الذي عرف باسمه الحركي " نزار أبو مجاهد" ،والذي اغتيل في دمشق في شهر حزيران / يونيو الماضي، كان يدير عمليات إرهابية على الأراضي السورية بتمويل قطري.وكان غناجة عثر عليه مقتولا في منزله في ضاحية"قدسيا"شمال غرب دمشق في 28 من الشهر المذكور، حيث وجهت أصابع الاتهام إلى"الموساد" بالمسؤولية عن اغتياله. وأشير في حينه إلى أن"غناجة" خلف محمود المبحوح ، الذي اغتاله "الموساد" في دبي مطلع العام 2010، في مهمته كمسؤول عن توريد السلاح إلى المقاومة الإسلامية في قطاع غزة من سوريا وإيران وحزب الله.

وبحسب ما أكدته مصادر مطلعة على ملف التحقيق لـ"الحقيقة"، فإن التوسع في التحقيق الذي أجرته الأجهزة الأمنية السورية قاد إلى التثبت من تورط "غناجة" في عمليات إرهابية نفذتها جماعات مسلحة،سورية وغير سورية، ضد مؤسسات وأشخاص سوريين وفلسطينيين على علاقة وثيقة بالدولة السورية ، بما في ذلك "جيش التحرير الفلسطيني"، الذي نهبت مستودعات سلاحه في ضواحي دمشق على أيدي جماعات مسلحة يشرف عليها"غناجة" شخصيا. وقال مصدر آخر" بات من الثابت الآن أن غناجة وفر بنية تحتية للجماعات الإسلامية المسلحة في ضواحي دمشق، وتحديدا تلك المرتبطة بجماعة "الأخوان المسلمين"، مشيرا في هذا السياق إلى"مخابىء، ومستودعات سلاح، وسيارات دفع رباعي، ومدافع دوشكا ووسائل اتصال..إلخ". وقال المصدر إن المفاجأة الكبرى كانت عثور الأجهزة الأمنية على مبالغ مالية طائلة في منزل "غناجة" ،وفي حوزة عدد من المرتبطين به ، تفوق الـ25 مليون دولار، وهي محولة من الحكومة القطرية لدعم الجماعات المسلحة في دمشق؛ مشيرا إلى أن معظم هؤلاء من عناصر حركة"حماس" في سوريا وقد جرى اعتقالهم جميعا، حيث أدلوا باعترافات خطيرة حول ما كانوا يقومون به تحت إشرافه. وطبقا للمصدر، فإن التوسع في التحقيق أفضى إلى أن "غناجة" ـ وبحكم علاقته القوية مع مسؤولين أمنيين سوريين فرضتها طبيعة عمله ....، وقد عمد إلى وضعها في خدمة الجماعات السورية المسلحة على المستوى المعلوماتي واللوجستي ، ما مكّن هذه الأخيرة من تنفيذ عمليات اغتيال لضباط سوريين كبار في الجيش والمخابرات و"جيش التحرير الفلسطيني"، والقيام بعمليات سطو مسلح على مستودعات أسلحة وتفجير عدد من المراكز الأمنية والعسكرية الحساسة داخل دمشق وخارجها. كما أنه وظف التسهيلات الأمنية التي كان يحظى بها من السلطات السورية لصالح المعارضة السورية المسلحة على صعيد تحركها وتنقلها من وإلى لبنان.

وكان لافتا أن أول من عثر على جثته في منزله وأعلن عن اكتشافها نشطاء معارضون سوريون على علاقة بـ"لجان التنسيق المحلية" وما يسمى" مجلس قيادة الثورة". ما يؤكد أن الجهتين كانتا على علاقة به بهذا الشكل أو ذاك. وقد اتهمت الجهتان "النظام السوري" بالوقوف وراء تصفيته، بخلاف عدد من قادة"حماس"(مثل عزت الرشق) الذين اتهموا "الموساد". لكن جهات إسرائيلية رسمية اعتبرته"قليل الأهمية ، وأصغر من أن يغتاله الموساد". .

تحقيقات الأجهزة الأمنية السورية، وما توصلت إليه بشأن"خلية غناجة"، كما باتت تسمى في أروقتها، جرى إبلاغها إلى حركة"حماس" في الداخل والخارج، عبر إيران و حزب الله، وهو ما فجر قضية كبيرة بين "مجموعة غزة" برئاسة محمود الزهار و"مجموعة الخارج" برئاسة خالد مشعل وموسى أبو مرزوق. وطبقا لما أفادت به أوساط فلسطينية مطلعة في دمشق ، فإن الزيارة التي يقوم بها محمود الزهار إلى طهران منذ بضعة أيام "تندرج في إطار توضيح موقف حماس / الداخل من تصرفات حماس/ الخارج على الساحة السورية". وكان الزهار قام قبل ذلك بزيارة إلى لبنان اجتمع خلالها مع قيادات في حزب الله جرى خلالها التطرق إلى قضية"خلية حماس". وطبقا لهذه الأوساط ، فإن الزهار أبلغ المعنيين في حزب الله وطهران بأن "حماس" الآن أصبحت في واقع الحال"حماسين"، واحدة مرتبطة بالمقاومة التي تشكل همها الأول والأخير "ونمثلها نحن في غزة"، وأخرى في الخارج مرتبطة بالتنظيم العالمي للأخوان المسلمين وبالرئيس المصري محمد مرسي والحكومة القطرية، ويمثلها خالد مشعل وموسى أبو مرزوق. وهذه الـ"حماس" معنية بأسعار الغاز والنفط والعقارات في البورصات العالمية وبورصة عمّان أكثر أي شيء آخر!
المصدر : الحقيقة

والله العالم

محمد الشرع
24-12-2012, 12:18 PM
مداخلة من الاخ المهند
شيخنا الجليل المنار ,

ما رأيكم بما نشر في صفحة "الديموقراطية الآن" الأمريكية , حيث نشروا تصريح أثنان من المسؤولين في إدارة الرئيس أوباما - لم تنشر أسماؤهما - أن استمرار الإحتجاجات سيقسم البلد , و يفضي إلى سقوط العائلة الحاكمة .. و أن هذه النتيجة هي لصالح إيران ..

المصدر:
http://m.democracynow.org/headlines/2012/11/26/32840

و ما هي قراءتكم لالقاء امين عام جمعية الوفاق خطابه ليلة عاشوراء بدلا من الشيخ عيسى قاسم حفظه الله - على غير العادة هذه السنة - و خلف حاجز مضاد للرصاص !


المهند

محمد الشرع
24-12-2012, 12:21 PM
تحليل العلامة المنار , لما كتبته صحيفة الديموقراطية اليوم :
الأخ الكريم المهند حفظك الله.

قرأت المقالة المذكورة . واقول بان الامريكان كانوا ينصحون الخليجيين دائما بحل المشكلة بالتنازل نحو اصلاحات ترضي المجتمع البحراني خدمة للملكية وخدمة للخليج ضد ايران لان النتائج ستكون هدية لايران على طبق من ذهب بدون ان تطلق ايران طلقة واحدة ، حتى سمعنا من سياسيين عراقيين: انزعاج امريكا من زج ايران والاتيان باسمها كمتهمة في الحراك الخليجي ، لان هذا سيكون لصالح ايران بدون ان تتدخل او تعمل شيئا خطيرا. فايران وحزب الله كما نعلم لم يقبلا تطوير المعارضة في الخليج الى عمل مسلح مع انه من ابسط الاشياء عليهم. وهم يصرحون بذلك وان السياسيين الخليجيين مذهولون من سلمية الحراك ومن التزام الشعب البحراني بمسار خطير على دول المنطقة وعلى جزيرة البحرين بالذات.

فما ورد قد لا استطيع تكذيبه نتيجة لوقائع في الارض. وفي هذا المقال قضية مهمة وهي ان المسار المستخدم من قبل المعارضة البحرانية خطير جدا وسينتهي بانهيار حكم ال خليفة ، وهذا قطعا صحيح وان الحكام من آل خليفة لا يفهمون مصالحهم المستقبلية وكل عمل اهوج يقومون به هو لصالح الشعب البحراني .
وقد ورد في هذا المقال ان العنف في البحرين مدعوم من الامريكان بدعم التدخل العسكري الاقليمي ، وهذا اذا كان من جهة السماح وعدم الاعتراض العملي فهو صحيح واما في الاعتراض اللساني فان الامريكان استنكروا عملية درع الجزيرة ، وحذروا من كونها ستؤدي الى زيادة العنف . والحقيقة ان هذا القدر غير كاف في التعامل مع مسألة بهذا الحجم حيث يظلم الشعب الاصلي للجزيرة بكامله لنصرة مجموعة مجمعة من سواقط الشعوب من اجل تغيير ديموغرافي ، وامريكا تعلم بذلك ولم تفعل شيئا لوقف هذا الظلم الكبيرقلا يكفي التصريحات المحذرة من التفاقم.
وفي المقال ان سقوط البحرين على يد الشيعة يمثل خطورة على امريكا ، وهذا اعتقده غير صحيح فان امريكا اسقطت صدام وسمحت باخذ الاغلبية الشيعية دورها في العراق ولم يشكل ذلك خطرا عليها في الحقيقة. مع ملاصقة العراق لايران . وان الجهة السياسية القوية في البحرين تمثل نفس الجهة السياسية التي رضي عنها الامريكان في العراق وسلموها الحكم ، مع ان الجهة التي ترعى التحريك غير الجهة التي تدير الاغلبية في البحرين وهناك تناقض في التوجه ، وما حدث هو عدم قدرة الشعب البحراني التمييز بين اتجاهات التحريك والادارة وهذه المشكلة في الوعي السياسي تحتاج الى الكثير من التأمل.
وفي المقال ربط بين رفض قرارات الحكومة البحرانية التعسفية من قبل منظمات حقوق الانسان والهيئات التابعة للامم المتحدة وبين النصائح الامريكية لهذه الحكومة خدمة لنفسها ولمصالح امريكا حيث الاسطول الخامس في هذه الجزيرة. وهو امر طبيعي ولكنه يدل على تحرك استباقي خوفا من شيء في المستقبل.

وهنا نقول بانه لا يمكن للشعب البحراني استلام الحكم في البحرين الا بشرط توفر الردع وتوازن الرعب ، لان المهاجرين السنة سيتحولون الى وحوش دموية لا يمكن ايقافهم الا بتوازن رعب وهذا يحتم قلب معادلة لم تحدث لحد الان ، رغم خروج بعض الامور من السيطرة كما حدثني بعض من اثق بهم حيث ان اغلب المقتولين في السنة الماضية هم بين عمر 15-18 وهذا يعني ان هذا الجيل سيميل الى العنف وهو مهيأ لادارة العنف المستقبلي لذبح الذباحين ، ولكن هذا كله في دائرة التكهنات ، ولا نتمنى ان يحدث ذلك في حال انهيار حكم آل خليفة .

محمد الشرع
25-12-2012, 01:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المنطقة دخلت في دورة تجاذبات جديدة أعتقدها تعقّد الامور أكثر ، فإيران تريد ان تبني قاعدة عسكرية في السودان ، وتركيا تستدعي منظومات باتريوت بحجة سوريا وهي موجهة الى ايران من أجل اخلال التوازن حتى يتمكن الغرب من توجيه ضربة الى ايران ، والضغط على روسيا تحول الى اغراء مالي بقيمة 100 مليون دولار والاتفاق على نفط وغاز شرق البحر المتوسط قبالة الساحل السوري ، وتصريحات مسؤول الكي جي بي وتصريح نائب وزير الخارجية حول فقدان السيطرة في سوريا يدل على تغير في موقف روسيا تجاه سوريا ولو بمقدار قليل . وتسارع احتمال المفاوضات الايرانية الإمريكية المباشرة وما فيها من تجاذبات بالحوار العنيف على الساحة والتفاوض اللين في طاولة المفاوضات ، مما يفسر تراجع التصريحات العنترية الخليجية في الشأن السوري وموافقة السعودية على الحل السلمي وبقي الموقف القطري الاسرائيلي منفردا ، كما ان مشهدا اكثر غرابة هو ادراج جبهة النصرة في قائمة الارهاب لدى الولايات المتحدة الامريكية . وانقسام المعارضة السورية الى جانبين الاجانب الذي يريد ان يبتعد عن الجريمة العسكرية واستخدام الاجناب في تدمير سوريا وهم حوالي سبعين حزبا ومجموعة سياسية حيث قبلوا بالحل السياسي في طهران ، بينما مال جانب اخر وعلى رأسهم الاخوان والسلفيون وقوى ليبرالية غربية الى جانب المشروع القطري الاسرائيلي بدعم من الناتو وقد حددوا في مراكش مساران متناقضان في بيان واحد الاول الدعوة للتسليح والثاني قبول الحول الدولية التي تنتج عن التفاهمات بين امريكا وايران وروسيا والصين وبعض الدول الاوربية. وهناك تطور كبير ومهم في العراق وهو الاشارة الى استبدال المالكي بفالح الفياض بمباركة قطرية امريكية ، وهذا له مغزى كبير ليس من جهة نفس الاستبدال فهو لا يعني شيئا لوجوب تداول السلطة في النظام الديمقراطي ولكن لكون المشروع ترعاه قطر فيعني انه مشروع اسرائيلي وافقت عليه امريكا وهذا تغيير في اصول اللعبة واختلاف في الاتفاق الضمني حول العراق بين المعسكرين . ثم ما يجري في مصر وما يجري في الاردن يدعو للتأمل وهو في حالة ولادة لمشكلات كبيرة تحل بها مشكلة صغيرة ، واما تركيا فقد دخلت النفق وسلبت منها الارادة الوطنية واصبحة حاملة طائرات تدار من الخارج كليا وفيها تمرد كبير . واما البحرين والكويت فكل له مسار جديد يختلف عما كان سابقا ، فالبحرين اصبحت بلا غطاء حقيقي ، والكويت غيرت مسارها نتيجة الدعوات السلفية للاطاحة بالاسرة الحاكمة . فاصبحت الاطاحة باسرة آل الصباح الاخوانية جائز والمطالب بالاصلاح من اسرة آل خليفة المتحالفة من الوهابية خطر كبير على اهل السنة وهو غير جائز ، مما اضعف الموقف السلفي من المبدئية وانكشف العوار السياسي المغلف بالدين الباطل.

والنتيجة العامة هو ان الواقع على الارض ادخل الجميع في الزاوية الحرجة فلا بد من تفاهم الكبار وتقاسم الصغار . وكل ما يجري من تصعيد عسكري في المنطقة هو من اجل كسب اوراق في المفاوضات .

لا بأس باختيار مقالات في الصميم لقراءة المشهد المضطرب في المنطقة :

نبدأ بالحوار الروسي التركي :

بوتين من تركيا : أفكار للتسوية في سورية بأوراق اقتصادية


Tag: روسيا, في العالم, سياسة, تعليقات, إلياس مارديني
4.12.2012, 21:01


© EPA
شكلت زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا منعطفا هاما على طريق تسوية الأزمة السورية حيث تم الحديث عن أفكار جديدة للحل، هذه الأفكار التي أرادها بوتين أن تبقى طي الكتمان مزجت بأوراق اقتصادية من شأنها إنقاذ تركيا من ورطتها المالية مقابل أوراق أخرى ستكون من نصيب الكرملين


بقلم إلياس مارديني


في الشأن السوري أولا

بعد أن تأجلت زيارة الشهر الماضي بسبب حادثة الطائرة السورية القادمة من موسكو إلى دمشق والتي أجبرتها السلطات التركية على الهبوط في أنقرة للتفتيش بحجة وجود معدات غير مشروعة على متنها، وصل الرئيس فلاديمير بوتين إلى تركيا بعد انقطاع جولاته الخارجية لشهرين من الزمن لبحث تطورات العلاقات الثنائية بالإضافة إلى ملفات الشرق الأوسط وعلى رأسها الأزمة السورية بأبعادها الدولية والإقليمية وليس آخرا المتعلقة بالغاز في الحوض الشرقي من البحر المتوسط، وذلك بعد بأن أقر أردوغان أن مفاتيح الحل للأزمة في بلاد الشام موجودة في الأيدي الروسية.
الجديد القديم في كلام السياسة كان اتفاق البلدين على تقييم الوضع السوري بشكل عام من نزيف دم مستمر وأزمة بدأت تعبر الحدود، في حين يمكن الخلاف بالنسبة لمبادئ حل الأزمة بحسب الرئيس الروسي مع الإشارة إلى جود أفكار جديدة فيما يخص الحل يجري بحثها بين وزيري خارجية البلدين ويراد لها أن تبقى حاليا طي الكتمان، وهنا يجب الإشارة إلى الجهود الإيرانية في التسوية وزيارة وفد هيئة التنسيق الوطنية إلى موسكو ومن بعده نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد ومن ثم رئيس الهيئة في المهجر هيثم مناع إلى طهران وهي زيارات ينتظر منها الكثير في الشق السياسي لا سيما الجهود المبذولة لإخراج كل من قطر والسعودية من طبخة التسوية رغم النبرة الجديدة في كلام سعود الفيصل وحديثه عن تسوية سياسية في سورية للحفاظ على نسيجها الاجتماعي.
الخلافات بين بوتين أردوغان جاءت في إطار المتوقع، فتركيا تتطلع إلى إسقاط نظام الأسد بأي ثمن لما في بقائه من تهديد لسياسة وطموحات العثمانيين الجدد لا سيما الإقليمية منها، وروسيا بدورها العائدة بقوة إلى الساحة الدولية من البوابة السورية ترى في مفهوم الإسقاط تمهيدا للزحف نحو حدودها الجنوبية من الخاصرة القوقازية الرخوة وعبر البوابة التركية الأطلسية التي ترفع شعار الإسلام المعتدل وترعى الجهاديين في الوقت ذاته وقد يكون حديث بوتين عن الأزمة السورية تخص الكرملين لأنها قريبة من حدوده الوطنية خير دليل على ما سبق.
وعليه تؤكد روسيا مجددا أنه لا تكرار للسيناريو الليبي مع تذكير الغرب أنه دعم الديمقراطيين الذين قتلوا السفير الأمريكي في بنغازي، كما تتواصل الدعوات الروسية لتركيا بضرورة إغلاق حدودها في وجه الجهاد العابر للحدود مع حديث يدور خلف الكواليس عن نبرة حادة للرئيس الروسي مع أردوغان لا سيما فيما يخص التدخل التركي في الشأن السوري وتقديم الدعم اللوجستي للمعارضة المسلحة وتدريب مقاتليها، وكذلك نشر صواريخ الباتريوت على الحدود الجنوبية، فروسيا تدرك جيدا أن الهدف من نشر هذه المنظومات هو إقامة منطقة حظر جوي بعمق حوالي 50 كيلو متر في الأراضي السورية كغطاء للمعارضة المسلحة في سعيها لكسب أوراق الأرض قبل أي إعلان عن وقف لإطلاق النار، في هذا السياق جاءت طمأنة بوتين لأردوغان أن سورية لن تهاجم بلاده بالتزامن مع عودة الحديث عن السلاح الكيماوي السوري بقوة وكذلك تلميح بعض المراقبين في موسكو إلا إن دمشق سترد على مصادر النيران إن استعملت أنقرة هذه المنظومات الأطلسية بشكل يطال الأراضي السورية، مع العلم أن نشر هذه الصواريخ يتطلب أسابيع بحسب مسؤول أمريكي ما يعطي مهلة زمنية لرسم معالم جديدة على الأرض في حال قرر الناتو المضي قدما في قراره وتأجلت بعض الشيء الصفقة حول شكل الدولة السورية المقبلة، علما أن بعض الأنباء تقول إن النظام السوري لم يحرك بعض فرقه العسكرية المدربة بشكل ممتاز، وبالتحديد الفرقة الثالثة لأسباب استراتيجية.

في ملفات الطاقة ليس آخرا

دون أي شك إن للاقتصاد والتعاون في مجال الطاقة ولا سيما الغاز نصيب الأسد في الصراع على سورية، وعليه كان التعاون الاقتصادي ركنا هاما في محادثات بوتين مع المسؤولين الأتراك حيث يسعى أردوغان لتغطية عجزه الاقتصادي بسبب وقف طرق الترانزيت عبر الأراضي السورية والعراقية.
إن توريدات الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا بدأت منذ عام1987، وتعد تركيا ثالث أكبر دولة من حيث واردات الغازالروسي وموسكو تدرك ذلك جيدا وتعرف بشكل أكثر من جيد من أين تؤكل الكتف، الحديث دار عن السيل الجنوبي بعد الانتهاء من مشروع السيل الشمالي اللذين يمدان أوروبا بالغاز من آسيا الوسطى ويعتبران عاملين أساسيين في تحديد أطر العلاقات السياسية والأمنية بين روسيا ودول الاتحاد المتهالكة اقتصاديا، في هذا السياق سمحت أنقرة لشركة غازبروم الروسية العملاقة بمد خط الأنابيب عبر مياهها الإقليمية في البحرالأسود لما في ذلك من منفعة متبادلة بين البلدين قد يكون له أثر إيجابي في حل الملفات السياسية بطريقة جيوسياسية موضوعية لجميع المعنيين. وفي الاقتصاد أيضا يخطط لبناء محطة كهروذرية "أكويو" بقيمة 20 ملياردولار لتكون أضخم محطة من نوعها في بلاد العثمانيين بالإضافة إلى رفع حجم التبادل التجاري بأربعة أضعاف ليصل إلى 100 مليار دولار في المستقبل القريب، وتطويرالتعاون في القطاع المصرفي والاستثماري والبناء، ذلك فضلا عن المشاريع التي قد تم تحقيقها، ومن أبرزها شراء مصرف "سبيربنك" الروسي أحد أكبرالمصارف التركية "دينيزبنك" ما يعتبر أكبر صفقة في أوروبا في هذا المجال بحسب الرئيس الروسي، ومما سبق يبدو جليا أن لدى روسيا أوراقا اقتصادية قوية في المنطقة وأنابيب للضغط على الأوروبيين والأتراك لا يستهان بها قد تستعملها من أجل تحقيق أهدافها السياسية على طاولة البازارات الدولية.

عن التسوية المرتقبة


أكدت الرئاسة الروسية أكثر من مرة أنها لا تورد أسلحة مهددة للاستقرار إلى سورية، لكن رئيس الديوان سيرغي إيفانوف شدد على العقود أن الموقعة سابقا تهدف إلى تمكين سورية من الدفاع عن نفسها في حال تعرضها إلى عدوان خارجي، موقف رسمي يتكرر في حين يتساءل خبراء هل على روسيا أن تمتنع عن تنفيذ قراراتها السابقة، في حين أن دولا أخرى تواصل ضخ الأسلحة إلى المنطقة، علما أن روسيا تمتلك في الوقت نفسه كميات كبيرة جدا من الأسلحة المتنوعة من شأنها قلب الموازين. هي تساؤلات لربما طرحت في اجتماعات اسطنبول مع الحديث عن تقدم الجيش السوري على أكثر من جبهة داخلية لا سيما بعد قطع شبكات الانترنت وهواتف الخليوي لأيام معدودة لتفادي هجوم كان يحضر على دمشق بحسب المعلومات الواردة من العاصمة السورية من قبل حوالي 40 ألف مسلح، وفي ذات السياق أيضا تطورات في الشمال الشرقي السوري حيث الحديث عن حكم ذاتي كردي واشتباك لأول مرة بين الجيش اللبناني ومسلحي المعارضة السورية في منطقة حدودية. يدرك الجميع جيدا أن التأخر في حل الأزمة السورية يهدد كيان دولة تتمتع بموقع استراتيجي ما سيثمر عن تداعيات يصعب التكهن بها، وما يدركه الجميع أيضا أن هناك قوى تحاول تحقيق ذلك في حين تتلكأ أخرى وتمتنع ثالثة، صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تتحدث عن أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تدرس امكانية القيام بتدخل أعمق للمساهمة في إسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، في حين تعرب موسكو عن قلقها من اكتساب النزاع في سورية بعدا طائفيا واضحا قد يدخل المنطقة برمتها في دوامة عنف ويؤكد مندوبها في الامم المتحدة فيتالي تشوركين أن الوقت قد حان لعقد اجتماع جديد لمجموعة العمل حول سورية. الجميع يلعب بالورقة السورية والأزمة الإنسانية في دمشق وحلب وحمص وحماة وغيرها من المدن السورية إلى تفاقم يصعب تصوره، وعليه يجب الانتباه إلى كلمات بوتين "أفكار جديدة" فهي تحمل في طياتها الكثير من المعاني لا سيما وأنها جاءت بعد تأكيد الخارجية الروسية نيتها استقبال عدد من وفود المعارضة السورية قبل انتهاء العام الجاري ودعوات واشنطن للحوار المباشر مع طهران. صدق أردوغان عندما قال إن مفاتيح الازمة بيد روسيا، لكنه أخطا في رهانه على أحصنة العرب، المعلومات تتحدث عن فترة زمنية حدودها نهاية العام الجاري ستكون مليئة بالتطورات والاحتمالات مفتوحة على مصراعيها.

محمد الشرع
24-01-2013, 12:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله

يجب دراسة تعيين تشاك هاغل وزيراً للدفاع وجون برينان رئيساً للاستخبارات
ويجب التحليل لردة فعل اللوبي الصهيوني ، ودراسة الافكار التي أتى بها الاثنان .

الخلاصة ان هاغل يؤمن بأن مصلحة امريكا مقدمة على مصلحة اسرائيل وان مصلحة امريكا مع ايران وليست مع اسرائيل ولهذا كان معارضا للعقوبات على ايران ، وبرينان العدو رقم واحد للوهابية والقاعدة وهو يعرف كل اسرارهم وغير مقتنع برفد دولة كبيرة عظمى بثلة مجرمين لا يملكون ذرة من القيم الأخلاقية ولا يوجد لديهم حدود للممنوع ، ثم ان كلاهما يؤمنان بان التسلح في الولايات المتحدة يشكل خطرا عليها (ترهل البنتاغون كما عبر هاغل) وان حجم الجيش الامريكي لا يمثل المصلحة للولايات الامريكة وهو مستخدم لمشاكل لا تمت الى دولتهم بصلة وانما يتدخل هذا الجيش والقوات الامريكية مجاملة لكثير من الدول والقوى التي لا تتوقف عن اثارة المشاكل مما ادى الى انخفاض القدرة الشرائية في الشعوب الصديقة لامريكا مما اثر على الاقتصاد الامريكي ، فالجيش الامريكي يستهلك المال الامريكي نيابة عن مشاريع اخرين وهو بنفس الوقت يساهم في اضعاف القدرات الشرائية التي يأمل الشعب الامريكي الاستفادة منها .
هذه المعلومات استقيتها من جملة مقالات نشرت عن الرجلين مع اضافات اطلعني عليها صديق من اهل الاطلاع . والعهدة على من نقل وليس علي وما انا الا ناقل لحد الان.

الوضع يحتاج الى تحليل .
فهل تحققت اخبار التغيير في السياسة العالمية وتم اعادة ترميم العلاقات بالاتجاه الصحيح .
هذا ما امله مساعد وزير الخارجية الايراني وما ازعج نتياهو وما اقلق بعض دول الخليج التي تعرف بانها ديك الحبش لمائدة الكبار .

كما يجب أن نلاحظ محاولة السعودية لتصدير الغاز واعلان اكتشاف ايران عن مخزونها الغازي الكبير الذي يفوق الغاز القطري واتفاق العراق مع الاردن على تصدير الغاز لاول مرة في تاريخ العراق هذا الذي الذي حرك عملاء تركيا وقطر لاثارة زوبعة في فنجان ، وكذلك تسليم سوريا لمخزونها الغازي لروسيا ومحاولة اتفاق لبنان لتسليم غازها لروسيا ، وعدم نجاح الهجمة على سوريا مما يعني ان لا مجال لمد انبوب الغاز القطري وقد انتهت اهمية قطر من الناحية الاستراتجية في مخزون الطاقة الرخيص .

ويجب ملاحظة تغير اللهجة السعودية تجاه سوريا خصوصا تحريم الدعوة للجهاد في سوريا والتحذير من الذهاب للمجهول ، وتغيير اللهجة الايرانية تجاه الولايات المتحدة والامل بالتقارب في وجهات النظر سواء بالطرق المباشرة او بالطرق غير المباشرة.