مرتضى علي الحلي
13-06-2012, 10:16 PM
: القضيَّةُ المهدوية بين يدي الإمام الكاظم :عليه السلام:
==================== ================
: الإرتكازات والمُعطيات :
================================================== ==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
:1:
قال الصدوق في علل الشرائع :
عن سعد ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن جده محمد ، عن علي بن جعفر
عن أخيه الإمام موسى بن جعفر :عليه السلام :
قال :
(( إذا فُقِدَ الخامسُ من ولد السابع
فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحد عنها
يا بنيَّ
إنه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به ،
إنَّما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه
ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لإتبعوه
فقلتُ:الراوي :
يا سيدي مَنْ الخامس من ولد السابع ؟
قال : يا بنيَّ عقولكم تصغر عن هذا
وأحلامكم تضيق عن حمله ،
ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه ))
:كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق :ص359 .
ومعنى إذا فُقِدَ الخامس من السابع
هو أي: إذا بدأتْ الغيبة الصغرى والكبرى
للإمام المهدي:عليه السلام: إذ أنه هو الخامس من ولد الإمام موسى بن جعفر الكاظم :عليه السلام:
بحسب الترتب الزمني لولادات الأئمة المعصومين:عليهم السلام:
من بعد الإمام الكاظم:ع:.
والذي هو السابع من مجموع الأئمة الإثني عشر المعصومين:ع:
فيكون لزاماً على الإنسان المؤمن المُعتَقِد بحقانية ويقينيَّة ولادة وإمامة وحكمة غيبة الإمام المهدي:ع:
أن يتسمّك بالدين وبقوة حتى لا يتمكن الشك من إزالة يقينه إلى اللإيمان والرفض والعناد لا سمح الله.
وهذا هو معنى قول الإمام الكاظم :ع:
:فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحد عنها :
ثم يؤكِّد الإمام الكاظم على حتميَّة غيبة الإمام المهدي:ع:
وحَكميَّتها الواعية والمؤسِّسَة لجيلٍ مؤمن إختبره الله تعالى ميدانيا .
وإمتحن قلبه للتقوى
بإعتبار أنَّ الإستحقاقات الإلهيّة لا تُمنح جزافا
دونما وجه حق وأهليّة للإنسان وخصوصا على مستوى العقيدة والدين.
وحتى مسألة أهليّة الفرد المُنتَظر لا تتأتى له إلاّ حينما يجده الله تعالى بواقع مُخلِص وصادق
وحينها يُدعى من المنتظرين.
ويُؤهَل لنصرة إمامه الموعود فيما لو أدرك ظهوره وقيامه:عجّل الله تعالى فرجه الشريف:
ومن هنا جاء طول الغيبة الكبرى للإمام المهدي :ع:
كخيارٍ إلهي حكيم لحفظ بقاء الحجة الإلهية المتحققة بشخص الإمام المهدي:ع:
على كل جيل جيل إلى أن يتم الظهور الشريف بإذن الله تعالى.
فضلاً عن ضرورة توافر الظروف الصالحة
والنخب البشرية المؤهلّة لنصرة الإمام المهدي:ع:
وتقبّل مشروعه الإلهي الحكيم
الذي سيطرح
الحل النهائي لمشكلات الإنسان على الأرض
آيديولوجيا وإجتماعيا وإقتصاديا وحتى أخلاقيا.
:2:
عن الصدوق في إكمال الدين وتمام النعمة:
قال: الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الأزدي قال :
سألتُ سيدي الإمام موسى بن جعفر عليه السلام
عن قول الله عز وجل
(( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ))
فقال:عليه السلام:
النعمة الظاهرة : الإمام الظاهر
والباطنة: الامام الغائب
فقلتُ له : ويكون في الأئمة مَنْ يغيب ؟
قال :عليه السلام:
نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه
ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره
وهو الثاني عشر منا
يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب
ويظهر له كنوز الأرض ويقرب له كل بعيد
ويبير به كل جبار عنيد
ويهلك على يده كل شيطان مريد
ذاك ابن سيدة الإماء الذي يخفى على الناس ولادته
ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل
فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
:كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق :ص368.
إنَّ هذا الحديث هو الآخر يضعنا في رتبة الوعي والتفهم الناضج لمفهوم الإمام الظاهر والباطن
ذلك المفهوم الذي يُماثل في قيمته ومعطياته الوجودية
مفهوم النعمة الظاهرة والباطنة
والتي أنعمها الله تعالى وبإسباغ تام وكلي ومطلق على بني الإنسان حياتيا.
كما قال تعالى:
(( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )) لقمان20
وإنما جاء تأويل الإمام الكاظم:عليه السلام:
للنعمة الظاهرة بالإمام الظاهر والنعمة الباطنة بالإمام الغائب :ع:
بإعتبار معياريَّة وملاكيَّة
المحسوس واللامحسوس:الباطن من الأشياء:
والتي تلف وجود النعم بتمامها على الناس فعليا
فما يحسه الناسُ من ظواهر النعم عليهم
فهو حاضرٌ عندهم وملتفتون إليه
وربما لا يشكرون ربهم على ذلك.
لذا جاء الإستفهام: ألم تروا :
في صدر متن الآية الشريفة بصورة الإنكار ولفت النظر وإعادة الحسبان في ذلك.
وبهذا التأويل يكون الإمام الظاهر هوالنعمة الظاهرة والمحسوسة عيانيا للناس أجمعين
ولاغرابة في إختزال الإمام الكاظم:ع:
لمفهوم كبير جدا في دلالاته ومفادته كمفهوم النعمة الظاهرة بوجود الإمام الظاهر المعصوم:ع:
ذلك كون الإمام المعصوم:ع: هو قطب رحى الوجود الإمكاني في ساحة الحياة الدنيا
فما يصلُ إلى الناس من نعم وخيرات فهو ببركة وجود الإمام المعصوم:ع:
فضلاً عن كون الإمام المعصوم :ع: ذاته
هو من يُحرّك العباد إلى إلإيمان وعمل الصالحات وبالتالي تنزل النعم الإلهيّة بفعل الإيمان والعمل الصالح.
وعندما يُأوَّل الإمام الكاظم :ع: النعمة الباطنة بالإمام الغائب.
فهو يعني :عليه السلام: أنَّ النعم الباطنة غالباً ما تكون غيرمُلتَفَتٌ إليها بشريا
إذ ما من فردٍ من بني الإنسان إلاّ وقد إكتنفه الله تعالى بنعمة باطنة كنعمة العقل أو القلب أو غيرها .
ومن هنا يأتي التماثل المفهومي بين النعمة الباطنة والإمام الغائب بإعتبار إنحفاظ القيمة الوجودية لكل منهما
وإن لم يحسهما الناس أويغفلون عنهما.
فالنعمة نعمة ظاهرةً كانت أم باطنة
وكذا الإمام إمامٌ ظاهراً كان أم غائبا.
وعلى هذا الإساس لا إستيحاش من تحقق الغيبة لشخص الإمام المعصوم:ع:
مع إنحفاظ دوره وقيمته وجودياً.
فالغيبة في مفهوم إمامة الإمام المهدي :ع:
إنما تكون في هوية شخصه المعصوم
وخفاءه عن أبصار الناس
لا في وجوده الشريف
كونه:عليه السلام: حيٌ يُرزق وباقٍ إلى يوم يظهر ويقوم بإذن الله تعالى ويملأ الأرض قسطا وعدلا.
وهذا ما توفَّر عليه جواب الإمام الكاظم:ع:
للسائل عن ذلك الغياب؟
فقلتُ له:الراوي : ويكون في الأئمة مَنْ يغيب ؟
قال :عليه السلام:
نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه
ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره
وهو الثاني عشر منا.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
==================== ================
: الإرتكازات والمُعطيات :
================================================== ==============
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
:1:
قال الصدوق في علل الشرائع :
عن سعد ، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن جعفر ، عن جده محمد ، عن علي بن جعفر
عن أخيه الإمام موسى بن جعفر :عليه السلام :
قال :
(( إذا فُقِدَ الخامسُ من ولد السابع
فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحد عنها
يا بنيَّ
إنه لا بد لصاحب هذا الامر من غيبة حتى يرجع عن هذا الامر من كان يقول به ،
إنَّما هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه
ولو علم آباؤكم وأجدادكم ديناً أصح من هذا لإتبعوه
فقلتُ:الراوي :
يا سيدي مَنْ الخامس من ولد السابع ؟
قال : يا بنيَّ عقولكم تصغر عن هذا
وأحلامكم تضيق عن حمله ،
ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه ))
:كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق :ص359 .
ومعنى إذا فُقِدَ الخامس من السابع
هو أي: إذا بدأتْ الغيبة الصغرى والكبرى
للإمام المهدي:عليه السلام: إذ أنه هو الخامس من ولد الإمام موسى بن جعفر الكاظم :عليه السلام:
بحسب الترتب الزمني لولادات الأئمة المعصومين:عليهم السلام:
من بعد الإمام الكاظم:ع:.
والذي هو السابع من مجموع الأئمة الإثني عشر المعصومين:ع:
فيكون لزاماً على الإنسان المؤمن المُعتَقِد بحقانية ويقينيَّة ولادة وإمامة وحكمة غيبة الإمام المهدي:ع:
أن يتسمّك بالدين وبقوة حتى لا يتمكن الشك من إزالة يقينه إلى اللإيمان والرفض والعناد لا سمح الله.
وهذا هو معنى قول الإمام الكاظم :ع:
:فالله الله في أديانكم لا يزيلكم أحد عنها :
ثم يؤكِّد الإمام الكاظم على حتميَّة غيبة الإمام المهدي:ع:
وحَكميَّتها الواعية والمؤسِّسَة لجيلٍ مؤمن إختبره الله تعالى ميدانيا .
وإمتحن قلبه للتقوى
بإعتبار أنَّ الإستحقاقات الإلهيّة لا تُمنح جزافا
دونما وجه حق وأهليّة للإنسان وخصوصا على مستوى العقيدة والدين.
وحتى مسألة أهليّة الفرد المُنتَظر لا تتأتى له إلاّ حينما يجده الله تعالى بواقع مُخلِص وصادق
وحينها يُدعى من المنتظرين.
ويُؤهَل لنصرة إمامه الموعود فيما لو أدرك ظهوره وقيامه:عجّل الله تعالى فرجه الشريف:
ومن هنا جاء طول الغيبة الكبرى للإمام المهدي :ع:
كخيارٍ إلهي حكيم لحفظ بقاء الحجة الإلهية المتحققة بشخص الإمام المهدي:ع:
على كل جيل جيل إلى أن يتم الظهور الشريف بإذن الله تعالى.
فضلاً عن ضرورة توافر الظروف الصالحة
والنخب البشرية المؤهلّة لنصرة الإمام المهدي:ع:
وتقبّل مشروعه الإلهي الحكيم
الذي سيطرح
الحل النهائي لمشكلات الإنسان على الأرض
آيديولوجيا وإجتماعيا وإقتصاديا وحتى أخلاقيا.
:2:
عن الصدوق في إكمال الدين وتمام النعمة:
قال: الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد الأزدي قال :
سألتُ سيدي الإمام موسى بن جعفر عليه السلام
عن قول الله عز وجل
(( وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ))
فقال:عليه السلام:
النعمة الظاهرة : الإمام الظاهر
والباطنة: الامام الغائب
فقلتُ له : ويكون في الأئمة مَنْ يغيب ؟
قال :عليه السلام:
نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه
ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره
وهو الثاني عشر منا
يسهل الله له كل عسير ويذلل له كل صعب
ويظهر له كنوز الأرض ويقرب له كل بعيد
ويبير به كل جبار عنيد
ويهلك على يده كل شيطان مريد
ذاك ابن سيدة الإماء الذي يخفى على الناس ولادته
ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل
فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما .
:كمال الدين وتمام النعمة: الصدوق :ص368.
إنَّ هذا الحديث هو الآخر يضعنا في رتبة الوعي والتفهم الناضج لمفهوم الإمام الظاهر والباطن
ذلك المفهوم الذي يُماثل في قيمته ومعطياته الوجودية
مفهوم النعمة الظاهرة والباطنة
والتي أنعمها الله تعالى وبإسباغ تام وكلي ومطلق على بني الإنسان حياتيا.
كما قال تعالى:
(( أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ )) لقمان20
وإنما جاء تأويل الإمام الكاظم:عليه السلام:
للنعمة الظاهرة بالإمام الظاهر والنعمة الباطنة بالإمام الغائب :ع:
بإعتبار معياريَّة وملاكيَّة
المحسوس واللامحسوس:الباطن من الأشياء:
والتي تلف وجود النعم بتمامها على الناس فعليا
فما يحسه الناسُ من ظواهر النعم عليهم
فهو حاضرٌ عندهم وملتفتون إليه
وربما لا يشكرون ربهم على ذلك.
لذا جاء الإستفهام: ألم تروا :
في صدر متن الآية الشريفة بصورة الإنكار ولفت النظر وإعادة الحسبان في ذلك.
وبهذا التأويل يكون الإمام الظاهر هوالنعمة الظاهرة والمحسوسة عيانيا للناس أجمعين
ولاغرابة في إختزال الإمام الكاظم:ع:
لمفهوم كبير جدا في دلالاته ومفادته كمفهوم النعمة الظاهرة بوجود الإمام الظاهر المعصوم:ع:
ذلك كون الإمام المعصوم:ع: هو قطب رحى الوجود الإمكاني في ساحة الحياة الدنيا
فما يصلُ إلى الناس من نعم وخيرات فهو ببركة وجود الإمام المعصوم:ع:
فضلاً عن كون الإمام المعصوم :ع: ذاته
هو من يُحرّك العباد إلى إلإيمان وعمل الصالحات وبالتالي تنزل النعم الإلهيّة بفعل الإيمان والعمل الصالح.
وعندما يُأوَّل الإمام الكاظم :ع: النعمة الباطنة بالإمام الغائب.
فهو يعني :عليه السلام: أنَّ النعم الباطنة غالباً ما تكون غيرمُلتَفَتٌ إليها بشريا
إذ ما من فردٍ من بني الإنسان إلاّ وقد إكتنفه الله تعالى بنعمة باطنة كنعمة العقل أو القلب أو غيرها .
ومن هنا يأتي التماثل المفهومي بين النعمة الباطنة والإمام الغائب بإعتبار إنحفاظ القيمة الوجودية لكل منهما
وإن لم يحسهما الناس أويغفلون عنهما.
فالنعمة نعمة ظاهرةً كانت أم باطنة
وكذا الإمام إمامٌ ظاهراً كان أم غائبا.
وعلى هذا الإساس لا إستيحاش من تحقق الغيبة لشخص الإمام المعصوم:ع:
مع إنحفاظ دوره وقيمته وجودياً.
فالغيبة في مفهوم إمامة الإمام المهدي :ع:
إنما تكون في هوية شخصه المعصوم
وخفاءه عن أبصار الناس
لا في وجوده الشريف
كونه:عليه السلام: حيٌ يُرزق وباقٍ إلى يوم يظهر ويقوم بإذن الله تعالى ويملأ الأرض قسطا وعدلا.
وهذا ما توفَّر عليه جواب الإمام الكاظم:ع:
للسائل عن ذلك الغياب؟
فقلتُ له:الراوي : ويكون في الأئمة مَنْ يغيب ؟
قال :عليه السلام:
نعم ، يغيب عن أبصار الناس شخصه
ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره
وهو الثاني عشر منا.
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :