الروح الفاطمية
14-06-2012, 07:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13358037391.jpg (http://c.shia4up.net/)
موجز عن حياة ومقامات وشهادة فاطمة الزهراء عليها صلوات الله
هذا موجز عن حياة سيدة الخلق فاطمة بنت محمّد صلوات الله تعالى عليها، راجيا من الله تعالى وأهل البيت عليهم السلام الرضا والقبول.
فضلها عليها السلام
- روى الشيخ الطوسي بسنده عن إسحاق بن عمار وأبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله تعالى أمهر فاطمة عليها السلام ربع الدنيا، فربعها لها، وأمهرها الجنة والنار، تدخل أعداءها النار، وتدخل أولياءها الجنة، وهي الصديقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى (1).
أسماؤها وكناها الشريفة
- وأسماؤها عليها السلام : فاطمة وفاطم ترخيما. وكناها : أم الحسن والحسين وأم الأئمة وأم أبيها وألقابها: الزهراء، والبتول، والحصان، والحوراء، والسيدة، والصديقة، ومريم الكبرى، ووالدة الحسن والحسين، وأم النقي، وأم التقي، وأم البلجة، وأم الرأفة، وأم العطية، وأم الموانح، وأم النورين، وأم العلا، وأم البدية، وأم الرواق الحسيبة، وأم البدريين (2).
أصل خلقتها النوارنية وبعض خصائصها ومناقبها سلام الله عليها
- روى الشيخ الصدوق بسنده عن سدير الصيرفي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
خلق نور فاطمة عليها السلام قبل أن تخلق الأرض والسماء .
فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية ؟
فقال صلى الله عليه وآله: فاطمة حوراء إنسية قال: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية ؟
قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم.
قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة ؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش، قالوا : يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال: التسبيح، والتهليل، والتحميد. فلما خلق الله عز وجل آدم و أخرجني من صلبه أحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة و أتاني بها جبرئيل عليه السلام فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل.
فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام. قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة فأخذتها وضممتها إلى صدري. قال : يا محمد يقول الله جل جلاله: كلها. ففلقتها فرأيت نورا ساطعا ففزعت منه فقال: يا محمد مالك لا تأكل ؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور المنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة، قلت: حبيبي جبرئيل، ولم سميت في السماء " المنصورة " وفي الأرض " فاطمة " ؟
قال: سميت في الأرض " فاطمة " لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها، وهي في السماء " المنصورة " وذلك قول الله عز وجل: " يومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء " يعني نصر فاطمة لمحبيها" (3).
- وقال ابن عباس: لما سقطت فاطمة الزهراء إلى الأرض أزهرت الأرض، وأشرقت الفلوات، وأنارت الجبال والربوات، وهبطت الملائكة إلى الأرض ونشرت أجنحتها في المشرق والمغرب، وضربت عليها سرادقات وحجب البهاء، وكنفتها بأظلة السماء، وغشي أهل مكة ما غشيهم من النور، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى خديجة وقال: " يا خديجة، لا تحزني، إن كان قد هجرك نسوان مكة ولن يدخلن عليك، فلينزلن عندك اليوم نسوان بهجات عطرات غنجات، ينقدح في أعلاهن نور يستقبل استقبالا ويلتهب التهابا، وتفوح منهن رائحة تسر أهل مكة جميعا " فسلمت الجواري فأحسن وحيين فأبلغن - في حديث طويل - حتى وليت كل واحدة من حملها وغسلها - في الطشت الذي كان معهن - ونشفنها بالمنديل وتخليقها وتقميطها، فلما فرغن عرجن إلى السماء مثنيات عليها (4).
- قال العلامة البحراني: روي عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: مضيت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام لأزورها في منزلها، وكان يوما حارا من أيام الصيف، فأتيت إلى باب دارها، وإذا أنا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب وإذا بفاطمة الزهراء عليها السلام نائمة عند الرحى، ورأيت الرحى تدور وتطحن البر، وهي تدور من غير يد تديرها، والمهد أيضا إلى جانبها، والحسين عليه السلام نائم فيه، والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفا تسبح [ لله ] قريبا من كف فاطمة الزهراء.
قالت أم أيمن: فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله [ وسلمت عليه ] وقلت: يا رسول الله إني رأيت اليوم عجبا، ما رأيت مثله أبدا.
فقال لي: ما رأيت يا أم أيمن؟
فقلت: إني قصدت منزل فاطمة الزهراء، فلقيت الباب مغلقا، فإذا أنا بالرحى تطحن البر، وهي تدور من غير يد [ تديرها ]، ورأيت مهد الحسين بن (فاطمة) يهتز من غير يد تهزه، ورأيت كفا يسبح لله قريبا من كف فاطمة الزهراء، [ ولم أر شخصه ] .
فقال: يا أم أيمن اعلمي ان فاطمة الزهراء صائمة، وهي متعبة [ جائعة ]، والزمان قيض، فألقى الله عليها النعاس فنامت، فسبحان من لا ينام، فوكل الله ملكا، يطحن عنها قوت عيالها، وأرسل [ الله ] ملكا آخر، يهز مهد ولدها الحسين عليه السلام لئلا يزعجها عن نومها، ووكل الله تعالى ملكا آخر، يسبح الله عز وجل، قريبا من كف فاطمة [ يكون ] ثواب تسبيحه لها، لأن فاطمة عليها السلام لم تفتر عن ذكر الله عز وجل، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة عليها السلام.
فقلت: يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان، ومن الذي يهز مهد الحسين عليه السلام ويناغيه، ومن المسبح ؟ فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ضاحكا، وقال: أما الطحان فهو جبرائيل، وأما الذي يهز مهد الحسين عليه السلام فهو ميكائيل، وأما الملك المسبّح فهر إسرافيل (5).
- وروى الشيخ الكليني بسند صحيح عن أبي الحسن عليه السلام: إنّ فاطمة عليها السلام صدّيقة شهيدة وإنّ بنات الأنبياء لا يطمثن (6).
في تزويجها من سيد الأوصياء عليهما السلام
- روى الشيخ الكليني بسنده عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول:
لولا أنّ الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة، ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم ومن دونه (7).
- وقال الشيخ ابن شهر آشوب: ابن بطنة وابن المؤذن والسمعاني في كتبهم بالاسناد عن ابن عباس وأنس بن مالك قالا:
بينما رسول الله جالس إذ جاء علي، فقال: يا علي ما جاء بك؟
قال: جئت أسلم عليك، قال: هذا جبرئيل يخبرني ان الله زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين الف ملك وأوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت، فابتدرن إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت وهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة، وكانوا يتهادون ويقولون هذه تحفة خير النساء (8).
فضل محبيها وكفر مبغضيها
- عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار.
يا سلمان حب فاطمة عليها السلام ينفع في مائة من المواطن أيسرها الموت والقبر.
والميزان والمحشر والصراط والعرض والحساب، فمن رضيت ابنتي عنه رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة عليها السلام غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه، يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا عليه السلام، وويل لمن يظلم شيعتها وذريتها (9).
خبر إستشهادها عليها السلام على يد ظالميها عليهم اللعنة والعذاب
- ". . . وكان كافورا أنزله جبريل عليه السلام من الجنة وثلاث صدر، فقال: يا رسول الله العلي الاعلى يقرئك السلام، ويقول لك هذا حنوطك وحنوط ابنتك فاطمة، وحنوط أخيك علي مقسوم ثلاثا، وان أكفانها من الجنة لأنها أمة أكرم على الله من أن يتولاها أحد غيره.
وروي انها تكفنت من بعد غسلها وحنوطها وطهارتها لا دنس فيها وانها لم يكن يحضرها الا أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء ابنة عميس وان أمير المؤمنين عليه السلام جهزها ومعه الحسن والحسين في الليل وصلوا عليها وأنها وصت، وقالت: لا يصلي علي أمّة نقضت عهد أمير المؤمنين عليه السلام ولم يعلم بها أحدا، ولا حضر وفاتها أحد ولا صلى عليها من سائر الناس غيرهم لأنها وصت عليها السلام، وقالت: لا يصلي علي أمة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين بعلي وظلموني واخذوا وراثتي وحرقوا صحيفتي التي كتبها أبي بملك فدك والعوالي وكذبوا شهودي وهم والله جبريل وميكائيل وأمير المؤمنين وأم أيمن وطفت عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين عليهم السلام وعليه يحملني ومعي الحسن والحسين ليلا ونهارا إلى منازلهم يذكرهم بالله ورسوله لئلا يظلمونا ويعطونا حقنا الذي جعله الله لنا فيجيبون ليلا ويقعدون عن نصرتنا نهارا ثم ينفذون إلى دارنا قنفذا ومعه خالد بن الوليد ليخرجا ابن عمي إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة ولا يخرج إليهم متشاغلا بوصاة رسول الله صلى الله عليه وآله وأزواجه وتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عدات ودينا فجمعوا الحطب ببابنا وأتوا بالنار ليحرقوا البيت فأخذت بعضادتي الباب وقلت: ناشدتكم الله وبأبي رسول الله عليه السلام أن تكفوا عنّا وتنصرفوا فأخذ عمر السوط من قنفذ مولى أبي بكر، فضرب به عضدي فالتوى السوط على يدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله فرده علي وانا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر، وصفق وجهي بيده حتى انتثر قرطي من اذني وجاءني المخاض فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم فهذه أمة تصلي علي، وقد تبرأ الله ورسوله منها وتبرأت منها (10).
التبرّي من أعداء الزهراء عليها السلام أوثق عرى الإيمان
- روى الكافي بسنده عن عمرو بن مدرك الطائي، عن أبي عبد الله (ع) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: أي عرى الايمان أوثق؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصيام وقال بعضهم: الحج والعمرة وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله و التبري من أعداء الله (11).
====
المصادر والأدلة:
(1) الطوسي (محمّد بن الحسن)، الأمالي، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، إيران، دار الثقافة، 1414هـ، ص668.
(2) الخصيبي (الحسين بن حمدان)، الهداية الكبرى، بيروت، مؤسسة البلاغ، 1411/ 1991، ص176 - 177.
(3) الصدوق القمي (محمّد بن بابويه)، معاني الأخبار، تحقيق علي أكبر الغفاري، إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، 1379هـ، ص396 - 397، حديث رقم 53.
(4) ابن حمزة الطوسي (عماد الدين محمد بن علي)، الثاقب في المناقب، تحقيق نبيل رضا علوان، الطبعة الأولى، إيران، مؤسسة أنصاريان، 1412هـ، ص286 - 287.
(5) البحراني (هاشم بن سليمان)، مدينة معاجز الأئمة الإثنى عشر ودلائل الحجج على البشر، تحقيق عزّة الله المولائي الهمداني، إيران، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1414هـ، ج4، ص46 - 48.
(6) الكليني (محمد بن يعقوب)، الكافي، تحقيق علي أكبر غفاري، الطبعة الثالثة، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1388هـ، ج1، ص458 حديث رقم 2.
(7) الكليني، المصدر نفسه، ج1، ص461، حديث رقم 10.
(8) ابن شهر آشوب (شير الدين محمد بن علي المازندراني)، مناقب آل أبي طالب، تحقيق لجنة من أساتذة النجف الأشرف، العراق، المطبعة الحيدرية، 1375/ 1956، ج3، ص123 - 124.
(9) ابن شاذان القمّي (محمد بن أحمد)، مائة منقبة، تحقيق محمد باقر بن المرتضى الموحد الأبطحي، الطبعة الأولى، إيران، مدرسة الإمام المهدي عليه السلام بالحوزة العلمية، 1407هـ، ص126 – 127، المنقبة رقم 61.
(10) الخصيبي (الحسين بن حمدان)، الهداية الكبرى، الطبعة الرابعة، بيروت، مؤسسة البلاغ، 1411/ 1991، ص178 - 179.
(11) الكليني، المصدر السابق، ج2، ص125 - 126، حديث رقم 6.
ونسألكم الدعاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
http://c.shia4up.net/uploads/13358037391.jpg (http://c.shia4up.net/)
موجز عن حياة ومقامات وشهادة فاطمة الزهراء عليها صلوات الله
هذا موجز عن حياة سيدة الخلق فاطمة بنت محمّد صلوات الله تعالى عليها، راجيا من الله تعالى وأهل البيت عليهم السلام الرضا والقبول.
فضلها عليها السلام
- روى الشيخ الطوسي بسنده عن إسحاق بن عمار وأبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الله تعالى أمهر فاطمة عليها السلام ربع الدنيا، فربعها لها، وأمهرها الجنة والنار، تدخل أعداءها النار، وتدخل أولياءها الجنة، وهي الصديقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى (1).
أسماؤها وكناها الشريفة
- وأسماؤها عليها السلام : فاطمة وفاطم ترخيما. وكناها : أم الحسن والحسين وأم الأئمة وأم أبيها وألقابها: الزهراء، والبتول، والحصان، والحوراء، والسيدة، والصديقة، ومريم الكبرى، ووالدة الحسن والحسين، وأم النقي، وأم التقي، وأم البلجة، وأم الرأفة، وأم العطية، وأم الموانح، وأم النورين، وأم العلا، وأم البدية، وأم الرواق الحسيبة، وأم البدريين (2).
أصل خلقتها النوارنية وبعض خصائصها ومناقبها سلام الله عليها
- روى الشيخ الصدوق بسنده عن سدير الصيرفي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
خلق نور فاطمة عليها السلام قبل أن تخلق الأرض والسماء .
فقال بعض الناس : يا نبي الله فليست هي إنسية ؟
فقال صلى الله عليه وآله: فاطمة حوراء إنسية قال: يا نبي الله وكيف هي حوراء إنسية ؟
قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم.
قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة ؟ قال: كانت في حقة تحت ساق العرش، قالوا : يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال: التسبيح، والتهليل، والتحميد. فلما خلق الله عز وجل آدم و أخرجني من صلبه أحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة و أتاني بها جبرئيل عليه السلام فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل.
فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام. قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة فأخذتها وضممتها إلى صدري. قال : يا محمد يقول الله جل جلاله: كلها. ففلقتها فرأيت نورا ساطعا ففزعت منه فقال: يا محمد مالك لا تأكل ؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور المنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة، قلت: حبيبي جبرئيل، ولم سميت في السماء " المنصورة " وفي الأرض " فاطمة " ؟
قال: سميت في الأرض " فاطمة " لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها، وهي في السماء " المنصورة " وذلك قول الله عز وجل: " يومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء " يعني نصر فاطمة لمحبيها" (3).
- وقال ابن عباس: لما سقطت فاطمة الزهراء إلى الأرض أزهرت الأرض، وأشرقت الفلوات، وأنارت الجبال والربوات، وهبطت الملائكة إلى الأرض ونشرت أجنحتها في المشرق والمغرب، وضربت عليها سرادقات وحجب البهاء، وكنفتها بأظلة السماء، وغشي أهل مكة ما غشيهم من النور، ودخل رسول الله صلى الله عليه وآله إلى خديجة وقال: " يا خديجة، لا تحزني، إن كان قد هجرك نسوان مكة ولن يدخلن عليك، فلينزلن عندك اليوم نسوان بهجات عطرات غنجات، ينقدح في أعلاهن نور يستقبل استقبالا ويلتهب التهابا، وتفوح منهن رائحة تسر أهل مكة جميعا " فسلمت الجواري فأحسن وحيين فأبلغن - في حديث طويل - حتى وليت كل واحدة من حملها وغسلها - في الطشت الذي كان معهن - ونشفنها بالمنديل وتخليقها وتقميطها، فلما فرغن عرجن إلى السماء مثنيات عليها (4).
- قال العلامة البحراني: روي عن أم أيمن رضي الله عنها قالت: مضيت ذات يوم إلى منزل سيدتي ومولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام لأزورها في منزلها، وكان يوما حارا من أيام الصيف، فأتيت إلى باب دارها، وإذا أنا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب وإذا بفاطمة الزهراء عليها السلام نائمة عند الرحى، ورأيت الرحى تدور وتطحن البر، وهي تدور من غير يد تديرها، والمهد أيضا إلى جانبها، والحسين عليه السلام نائم فيه، والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفا تسبح [ لله ] قريبا من كف فاطمة الزهراء.
قالت أم أيمن: فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله صلى الله عليه وآله [ وسلمت عليه ] وقلت: يا رسول الله إني رأيت اليوم عجبا، ما رأيت مثله أبدا.
فقال لي: ما رأيت يا أم أيمن؟
فقلت: إني قصدت منزل فاطمة الزهراء، فلقيت الباب مغلقا، فإذا أنا بالرحى تطحن البر، وهي تدور من غير يد [ تديرها ]، ورأيت مهد الحسين بن (فاطمة) يهتز من غير يد تهزه، ورأيت كفا يسبح لله قريبا من كف فاطمة الزهراء، [ ولم أر شخصه ] .
فقال: يا أم أيمن اعلمي ان فاطمة الزهراء صائمة، وهي متعبة [ جائعة ]، والزمان قيض، فألقى الله عليها النعاس فنامت، فسبحان من لا ينام، فوكل الله ملكا، يطحن عنها قوت عيالها، وأرسل [ الله ] ملكا آخر، يهز مهد ولدها الحسين عليه السلام لئلا يزعجها عن نومها، ووكل الله تعالى ملكا آخر، يسبح الله عز وجل، قريبا من كف فاطمة [ يكون ] ثواب تسبيحه لها، لأن فاطمة عليها السلام لم تفتر عن ذكر الله عز وجل، فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك لفاطمة عليها السلام.
فقلت: يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان، ومن الذي يهز مهد الحسين عليه السلام ويناغيه، ومن المسبح ؟ فتبسم النبي صلى الله عليه وآله ضاحكا، وقال: أما الطحان فهو جبرائيل، وأما الذي يهز مهد الحسين عليه السلام فهو ميكائيل، وأما الملك المسبّح فهر إسرافيل (5).
- وروى الشيخ الكليني بسند صحيح عن أبي الحسن عليه السلام: إنّ فاطمة عليها السلام صدّيقة شهيدة وإنّ بنات الأنبياء لا يطمثن (6).
في تزويجها من سيد الأوصياء عليهما السلام
- روى الشيخ الكليني بسنده عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول:
لولا أنّ الله تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين عليه السلام لفاطمة، ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم ومن دونه (7).
- وقال الشيخ ابن شهر آشوب: ابن بطنة وابن المؤذن والسمعاني في كتبهم بالاسناد عن ابن عباس وأنس بن مالك قالا:
بينما رسول الله جالس إذ جاء علي، فقال: يا علي ما جاء بك؟
قال: جئت أسلم عليك، قال: هذا جبرئيل يخبرني ان الله زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين الف ملك وأوحى الله إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت، فابتدرن إليه الحور العين يلتقطن في أطباق الدر والياقوت وهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة، وكانوا يتهادون ويقولون هذه تحفة خير النساء (8).
فضل محبيها وكفر مبغضيها
- عن سلمان الفارسي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا سلمان من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي، ومن أبغضها فهو في النار.
يا سلمان حب فاطمة عليها السلام ينفع في مائة من المواطن أيسرها الموت والقبر.
والميزان والمحشر والصراط والعرض والحساب، فمن رضيت ابنتي عنه رضيت عنه، ومن رضيت عنه رضي الله عنه، ومن غضبت عليه فاطمة عليها السلام غضبت عليه، ومن غضبت عليه غضب الله عليه، يا سلمان ويل لمن يظلمها ويظلم بعلها أمير المؤمنين عليا عليه السلام، وويل لمن يظلم شيعتها وذريتها (9).
خبر إستشهادها عليها السلام على يد ظالميها عليهم اللعنة والعذاب
- ". . . وكان كافورا أنزله جبريل عليه السلام من الجنة وثلاث صدر، فقال: يا رسول الله العلي الاعلى يقرئك السلام، ويقول لك هذا حنوطك وحنوط ابنتك فاطمة، وحنوط أخيك علي مقسوم ثلاثا، وان أكفانها من الجنة لأنها أمة أكرم على الله من أن يتولاها أحد غيره.
وروي انها تكفنت من بعد غسلها وحنوطها وطهارتها لا دنس فيها وانها لم يكن يحضرها الا أمير المؤمنين والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة جاريتها وأسماء ابنة عميس وان أمير المؤمنين عليه السلام جهزها ومعه الحسن والحسين في الليل وصلوا عليها وأنها وصت، وقالت: لا يصلي علي أمّة نقضت عهد أمير المؤمنين عليه السلام ولم يعلم بها أحدا، ولا حضر وفاتها أحد ولا صلى عليها من سائر الناس غيرهم لأنها وصت عليها السلام، وقالت: لا يصلي علي أمة نقضت عهد الله وعهد أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين بعلي وظلموني واخذوا وراثتي وحرقوا صحيفتي التي كتبها أبي بملك فدك والعوالي وكذبوا شهودي وهم والله جبريل وميكائيل وأمير المؤمنين وأم أيمن وطفت عليهم في بيوتهم وأمير المؤمنين عليهم السلام وعليه يحملني ومعي الحسن والحسين ليلا ونهارا إلى منازلهم يذكرهم بالله ورسوله لئلا يظلمونا ويعطونا حقنا الذي جعله الله لنا فيجيبون ليلا ويقعدون عن نصرتنا نهارا ثم ينفذون إلى دارنا قنفذا ومعه خالد بن الوليد ليخرجا ابن عمي إلى سقيفة بني ساعدة لبيعتهم الخاسرة ولا يخرج إليهم متشاغلا بوصاة رسول الله صلى الله عليه وآله وأزواجه وتأليف القرآن وقضاء ثمانين ألف درهم وصاه بقضائها عنه عدات ودينا فجمعوا الحطب ببابنا وأتوا بالنار ليحرقوا البيت فأخذت بعضادتي الباب وقلت: ناشدتكم الله وبأبي رسول الله عليه السلام أن تكفوا عنّا وتنصرفوا فأخذ عمر السوط من قنفذ مولى أبي بكر، فضرب به عضدي فالتوى السوط على يدي حتى صار كالدملج، وركل الباب برجله فرده علي وانا حامل فسقطت لوجهي والنار تسعر، وصفق وجهي بيده حتى انتثر قرطي من اذني وجاءني المخاض فأسقطت محسنا قتيلا بغير جرم فهذه أمة تصلي علي، وقد تبرأ الله ورسوله منها وتبرأت منها (10).
التبرّي من أعداء الزهراء عليها السلام أوثق عرى الإيمان
- روى الكافي بسنده عن عمرو بن مدرك الطائي، عن أبي عبد الله (ع) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لأصحابه: أي عرى الايمان أوثق؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة، وقال بعضهم: الزكاة، وقال بعضهم: الصيام وقال بعضهم: الحج والعمرة وقال بعضهم: الجهاد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لكل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله وتوالي أولياء الله و التبري من أعداء الله (11).
====
المصادر والأدلة:
(1) الطوسي (محمّد بن الحسن)، الأمالي، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، إيران، دار الثقافة، 1414هـ، ص668.
(2) الخصيبي (الحسين بن حمدان)، الهداية الكبرى، بيروت، مؤسسة البلاغ، 1411/ 1991، ص176 - 177.
(3) الصدوق القمي (محمّد بن بابويه)، معاني الأخبار، تحقيق علي أكبر الغفاري، إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، 1379هـ، ص396 - 397، حديث رقم 53.
(4) ابن حمزة الطوسي (عماد الدين محمد بن علي)، الثاقب في المناقب، تحقيق نبيل رضا علوان، الطبعة الأولى، إيران، مؤسسة أنصاريان، 1412هـ، ص286 - 287.
(5) البحراني (هاشم بن سليمان)، مدينة معاجز الأئمة الإثنى عشر ودلائل الحجج على البشر، تحقيق عزّة الله المولائي الهمداني، إيران، مؤسسة المعارف الإسلامية، 1414هـ، ج4، ص46 - 48.
(6) الكليني (محمد بن يعقوب)، الكافي، تحقيق علي أكبر غفاري، الطبعة الثالثة، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1388هـ، ج1، ص458 حديث رقم 2.
(7) الكليني، المصدر نفسه، ج1، ص461، حديث رقم 10.
(8) ابن شهر آشوب (شير الدين محمد بن علي المازندراني)، مناقب آل أبي طالب، تحقيق لجنة من أساتذة النجف الأشرف، العراق، المطبعة الحيدرية، 1375/ 1956، ج3، ص123 - 124.
(9) ابن شاذان القمّي (محمد بن أحمد)، مائة منقبة، تحقيق محمد باقر بن المرتضى الموحد الأبطحي، الطبعة الأولى، إيران، مدرسة الإمام المهدي عليه السلام بالحوزة العلمية، 1407هـ، ص126 – 127، المنقبة رقم 61.
(10) الخصيبي (الحسين بن حمدان)، الهداية الكبرى، الطبعة الرابعة، بيروت، مؤسسة البلاغ، 1411/ 1991، ص178 - 179.
(11) الكليني، المصدر السابق، ج2، ص125 - 126، حديث رقم 6.
ونسألكم الدعاء.