مرتضى علي الحلي
15-06-2012, 03:12 PM
: الإمامُ الكاظمُ :عليه السلام :
يَستَشهِدُ في السجن مسموما :
================================================== =================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
بدايةًً نرفعُ عزائنا الواعي إلى مقام الإمام المهدي
:عجَّلَ الله تعالى فرجه الشريف:
بذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم
:عليه السلام:
ونسألُ الله تعالى أنْ يجعلنا وإيّاكمُ من السائرين
على نهجه القويم
نهج الإستقامة واليقين والهداية والصبر
المتين .
وأنْ نخلصَ في إعتقادنا بإمامة الأئمة المعصومين:ع: ومنهم الإمام الكاظم:ع:
بمزيد معرفة ودراية وصلاح في أنفسنا ومجتمعنا بصورة صالحة
تؤهِّل صاحبها بأنْ يكون إنساناً مُنتظِراً وعاملاً
لمصلحة التمهيد والتعجيل في فرج إمامنا المهدي
:عجّلَ الله تعالى فرجه الشريف:
قال الله تعالى في مُحكم كتابه العزيز:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
في سنة 179 للهجرة أمر هارون العباسي خليفة العباسين على المسلمين
بإعتقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم :عليه السلام:
وتذكرُ الأخبارُ أنَّ :
هارون الرشيد قبضَ
على موسى بن جعفر :عليه السلام:
سنة تسع وسبعين ومائة في سفره إلى مكة المعظمة
وهو:عليه السلام: عند رأس النبي محمد:
صلى الله عليه وآله:
قائما يصلي ، فقطع عليه صلاته وحُمِلَ
وهو يبكي
ويقول :
إليك أشكو يا رسول الله ما القى .
وأقبل الناس من كل جانب يبكون ويضجون
فلما حُمِلَ إلى بين يدي الرشيد سلَّم على الرشيد
فلم يرد عليه السلام وشتمه وجفاه وقيَّده
فلما جَنَّ عليه الليل أمر بقبتين فهيأ له
فحمل موسى بن جعفر: عليه السلام :
إلى إحداهما في خفاء
ودفعه إلى حسان السروي وأمره أن يسير به في قبته إلى البصرة
فيسلمه إلى عيسى ابن جعفر - وهو أميرها
ووجه قبة أخرى علانية نهارا إلى الكوفة معها جماعة ليعمى على الناس أمر موسى بن جعفر :عليه السلام .
فقِدمَ حسان البصرة قبل التروية بيوم
فدفعه إلى عيسى بن جعفر نهارا علانية حتى عرف ذلك وشاع أمره
: عيون أخبار الرضا : الصدوق :ج2:ص82.
فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كان يحبس فيه ، وأقفل عليه وشغله عنه العيد
فكان لا يفتح عن الإمام الكاظم:ع:
الباب إلاّ في حالتين :
حال يخرج فيها إلى الطهور
وحال يدخل إليه فيها الطعام
: المناقب :ابن شهر آشوب :ج3:ص440.
وبقي :عليه السلام: في السجن هناك سنة
ثم اُرسِلَ الإمام الكاظم:ع: الى بغداد
قال الشيخ الصدوق:رحمه الله تعالى:
لما مضتْ أيام قضاها في سجن البصرة
حُمِلَ موسى بن جعفر :عليه السلام:
سراً إلى بغداد وحُبسَ :عند الفضل بن الربيع:
ثم أطلق ثم حُبسَ
ثم سُلِّمَ إلى السندي بن شاهك
فحبسه وضيَّقَ عليه
: عيون أخبار الرضا : الصدوق :ج2:ص84.
سُجِنَ الإمام الكاظم:عليه السلام في بغداد
عند الفضل بن الربيع وبقي عنده فترة طويلة
فكان :الفضل بن الربيع :يقول :
قد أرسلوا إليَّ في غير مرة يأمرونني بقتله
:أي قتل الإمام الكاظم:ع:
فلم أجبهم إلى ذلك ، وأعلمتهم أنَّي لا أفعل ذلك
ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني .
فلما كان بعد ذلك حُوِّلَ الإمام الكاظم:ع:
إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فحبس عنده أياما ،
: الأمالي : الصدوق :ص211.
ثم حُبِسَ في سجن السندي بن شاهك أخيرا.
وعندما أدخل عليه السندي بن شاهك جماعة من الوجوه
ليروا حال الإمام الكاظم:ع:
فقد خاطبهم :عليه السلام:
فقال:
أيها النفر ، إنِّي قد سُقيتُ السمُ في تسع تمرات
وإنِّي أحضر غدا ، وبعد غد أموت
:الإمالي : الصدوق :ص213.
و تكمن العبرة والدروس الحقيقية
في منظومة الإمام موسى الكاظم :عليه السلام:
الجهادية والمعرفية والعبادية
إذ أنّه اتخذ :عليه السلام: من السجن معبدا مقدسا
ومن وحشته ووحدته مَأنساً بذكر الله تعالى .
فنهاره صائم
وليله قائم .
وروى احد الذين كُلُّفُوا بمراقبته في سجن البصرة
أنه سمع الإمام الكاظم:ع:
يقول
( ألّلهُمّ إنَّك تعلم أني كنتُ أسألكَ أن تفرغني لعبادتك
وقد فعلتَ ذلك فلك الحمد)
:بحار الأنوار: المجلسي ج48 :ص107.
كان هارون العباسي ينقل الإمام الكاظم :عليه السلام:
من سجن الى سجن محاولةً منه
لإستضعاف الامام :عليه السلام:
حتى أنّ هارون ذات يوم ارسل مَن يتوسط إلى الإمام الكاظم:ع:
ليظهر لهارون الإعتذار ويسأله العفو
فيطلق سراح الإمام: ع:
روى محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن عباد المهلبي
قال :
لما حبسَ هارون الرشيد أبا إبراهيم
أي:
:الإمام موسى الكاظم:عليه السلام:
وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس
تحيَّرَ الرشيد فدعا يحيى بن خالد البرمكي فقال له :
يا أبا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب
ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه ؟
فقال له يحيى بن خالد البرمكي :
الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمنن عليه
وتصل رحِمَه
فقد - والله - أفسد علينا قلوب شيعتنا .
فقال هارون : انطلق إليه وأطلق عنه الحديد
وأبلغه عني السلام
وقل له :
يقول لك ابن عمك :
إنه قد سبق مني فيك يمين أنِّي لا أخليك
حتى تقر لي بالإساءة ، وتسألني العفو عما سلف منك
وليس عليك في إقرارك عار
ولا في مسألتك إياي منقصة .
وهذا يحيى بن خالد هو ثقتي ووزيري
وصاحب أمري ، فسله بقدر ما أخرج من يميني وانصرف راشدا .
ولكن رفض الإمام الكاظم : ع: ذلك بشدة
وكان جوابه لهارون
( وستعلم غداً إذا جاثيتك بين يدي الله
مَن الظالم والمعتدي على صاحبه والسلام )
: الغَيبَة : الطوسي :ص25.
وهكذا حطّمَ الامام الكاظم :عليه السلام: بصبره وببصيرته الملكوتية
وبثقته القوية بالله تعالى كل وسائل الجور والارهاب العباسي
وإن كان الثمن نفسه الشريفة
ولكن كان الاغلى عند الامام الكاظم :ع:
هو سلامة الدين ورضا الله تعالى .
ولما نفذتْ كل وسائل الإ رهاب عند هارون العباسي
لجأ الى الحل الاخير وهواغتيال الإمام الكاظم :عليه السلام:
بالسم في داخل السجن الظالم .
وهذا هو ديدن الطغاة الجبناء على مر التاريخ ...
..فأمر هارون العباسي مديرَ شرطته في بغداد
المجرم السندي بن شاهك
وكان قاسيا مجرما حيث وضع الامام :ع:
في سجن مُظلم ومُطبق وأرهق الامام :ع:
بالسلاسل والقيود الحديدية ...
فعمل هذا المجرم على دس السم المقيت في طعام
قُدِّمَ للإمام :ع:
فلما تناول الإمام :ع: الطعام وأحس بالسم يسري في جسده الطاهر
راح يقاوم أثار السم ثلاثة أيام
ولكنه لم يستطع مغالبة المنية المحتومة
هذا ما ذكره التأريخ حيث قال:
وكان سبب وفاته: أي الإ مام الكاظم:عليه السلام:
أنَّ يحيى بن خالد سمَّه في رطب وريحان
أرسل بهما إليه مسمومين بأمر الرشيد
:بعدما إجتمع بالسندي بن شاهك وقدّمَ له مُخطط إغتيال الإمام الكاظم:ع: فأجابه السندي مُتقبّلا طائعا.:1:
ولما سُمَّ الإمام الكاظم:ع:
وجه الرشيد إليه بشهود حتى يشهدون عليه بخروجه عن أملاكه
فلما دخلوا قال:ع :
يا فلان بن فلان سُقيتَ السم
في يومي هذا
وفي غدٍ يصفار بدني ويحمار، وبعد غدٍ يسود وأموت .
فانصرف الشهود من عنده
فكان كما قال : عليه السلام :
وتولى أمره ابنه الإمام علي الرضا : عليه السلام :
ودفن ببغداد بمقابر قريش ، في بقعة كان قبل وفاته ابتاعها :أي إشتراها: لنفسه
:دلائل الإمامة : محمد بن جرير الطبري:الشيعي:ص305.
:1: :مقاتل الطالبيين :أبو الفرج الأصفهاني:ص333.
ويذكر الشيخ المفيد:رحمه الله تعالى:
أنَّ الإمام الكاظم:عليه السلام:
قُبضَ قتيلا بالسم ببغداد
في حبس السندي بن شاهك
:المقنعة : المفيد :ص476
وفي رواية:
قد عمدوا إلى ترك الإمام الكاظم:ع:
ثلاثة أيام مُسجّى في السجن
ثم وضِعَ
على جسر الكرخ ببغداد
يُنادى على جنازته
هذا موسى بن جعفر قد ماتَ فإنظروا إليه:
:كشف الغمة في معرفة أحوال الأئمة: الأربلي :ج3:ص24.
ففاضت روحه الطاهرة في يوم 25 رجب من سنة 183 للهجرة
فرحل :عليه السلام : الى جوار ربه
مظلوماً مسموماً شهيدا
فسلامٌ على الإمام موسى بن جعفر في العالمين
إنَّه من عباد الله المُخلَصين
وعظّمَ الله تعالى لنا ولكم الأجر
بشهادة الإمام الكاظم:عليه السلام:
سائلين الله عزّ وجل أن يوفقنا لوعي منهجه القويم وللسير عليه فكرا وسلوكا ومنهجا.
حتى يُعجَّلَ الله تعالى فرج إمامنا القائم بالحق
الإمام المهدي:عليه السلام:
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف:
يَستَشهِدُ في السجن مسموما :
================================================== =================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
بدايةًً نرفعُ عزائنا الواعي إلى مقام الإمام المهدي
:عجَّلَ الله تعالى فرجه الشريف:
بذكرى شهادة الإمام موسى بن جعفر الكاظم
:عليه السلام:
ونسألُ الله تعالى أنْ يجعلنا وإيّاكمُ من السائرين
على نهجه القويم
نهج الإستقامة واليقين والهداية والصبر
المتين .
وأنْ نخلصَ في إعتقادنا بإمامة الأئمة المعصومين:ع: ومنهم الإمام الكاظم:ع:
بمزيد معرفة ودراية وصلاح في أنفسنا ومجتمعنا بصورة صالحة
تؤهِّل صاحبها بأنْ يكون إنساناً مُنتظِراً وعاملاً
لمصلحة التمهيد والتعجيل في فرج إمامنا المهدي
:عجّلَ الله تعالى فرجه الشريف:
قال الله تعالى في مُحكم كتابه العزيز:
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
في سنة 179 للهجرة أمر هارون العباسي خليفة العباسين على المسلمين
بإعتقال الإمام موسى بن جعفر الكاظم :عليه السلام:
وتذكرُ الأخبارُ أنَّ :
هارون الرشيد قبضَ
على موسى بن جعفر :عليه السلام:
سنة تسع وسبعين ومائة في سفره إلى مكة المعظمة
وهو:عليه السلام: عند رأس النبي محمد:
صلى الله عليه وآله:
قائما يصلي ، فقطع عليه صلاته وحُمِلَ
وهو يبكي
ويقول :
إليك أشكو يا رسول الله ما القى .
وأقبل الناس من كل جانب يبكون ويضجون
فلما حُمِلَ إلى بين يدي الرشيد سلَّم على الرشيد
فلم يرد عليه السلام وشتمه وجفاه وقيَّده
فلما جَنَّ عليه الليل أمر بقبتين فهيأ له
فحمل موسى بن جعفر: عليه السلام :
إلى إحداهما في خفاء
ودفعه إلى حسان السروي وأمره أن يسير به في قبته إلى البصرة
فيسلمه إلى عيسى ابن جعفر - وهو أميرها
ووجه قبة أخرى علانية نهارا إلى الكوفة معها جماعة ليعمى على الناس أمر موسى بن جعفر :عليه السلام .
فقِدمَ حسان البصرة قبل التروية بيوم
فدفعه إلى عيسى بن جعفر نهارا علانية حتى عرف ذلك وشاع أمره
: عيون أخبار الرضا : الصدوق :ج2:ص82.
فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كان يحبس فيه ، وأقفل عليه وشغله عنه العيد
فكان لا يفتح عن الإمام الكاظم:ع:
الباب إلاّ في حالتين :
حال يخرج فيها إلى الطهور
وحال يدخل إليه فيها الطعام
: المناقب :ابن شهر آشوب :ج3:ص440.
وبقي :عليه السلام: في السجن هناك سنة
ثم اُرسِلَ الإمام الكاظم:ع: الى بغداد
قال الشيخ الصدوق:رحمه الله تعالى:
لما مضتْ أيام قضاها في سجن البصرة
حُمِلَ موسى بن جعفر :عليه السلام:
سراً إلى بغداد وحُبسَ :عند الفضل بن الربيع:
ثم أطلق ثم حُبسَ
ثم سُلِّمَ إلى السندي بن شاهك
فحبسه وضيَّقَ عليه
: عيون أخبار الرضا : الصدوق :ج2:ص84.
سُجِنَ الإمام الكاظم:عليه السلام في بغداد
عند الفضل بن الربيع وبقي عنده فترة طويلة
فكان :الفضل بن الربيع :يقول :
قد أرسلوا إليَّ في غير مرة يأمرونني بقتله
:أي قتل الإمام الكاظم:ع:
فلم أجبهم إلى ذلك ، وأعلمتهم أنَّي لا أفعل ذلك
ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني .
فلما كان بعد ذلك حُوِّلَ الإمام الكاظم:ع:
إلى الفضل بن يحيى البرمكي ، فحبس عنده أياما ،
: الأمالي : الصدوق :ص211.
ثم حُبِسَ في سجن السندي بن شاهك أخيرا.
وعندما أدخل عليه السندي بن شاهك جماعة من الوجوه
ليروا حال الإمام الكاظم:ع:
فقد خاطبهم :عليه السلام:
فقال:
أيها النفر ، إنِّي قد سُقيتُ السمُ في تسع تمرات
وإنِّي أحضر غدا ، وبعد غد أموت
:الإمالي : الصدوق :ص213.
و تكمن العبرة والدروس الحقيقية
في منظومة الإمام موسى الكاظم :عليه السلام:
الجهادية والمعرفية والعبادية
إذ أنّه اتخذ :عليه السلام: من السجن معبدا مقدسا
ومن وحشته ووحدته مَأنساً بذكر الله تعالى .
فنهاره صائم
وليله قائم .
وروى احد الذين كُلُّفُوا بمراقبته في سجن البصرة
أنه سمع الإمام الكاظم:ع:
يقول
( ألّلهُمّ إنَّك تعلم أني كنتُ أسألكَ أن تفرغني لعبادتك
وقد فعلتَ ذلك فلك الحمد)
:بحار الأنوار: المجلسي ج48 :ص107.
كان هارون العباسي ينقل الإمام الكاظم :عليه السلام:
من سجن الى سجن محاولةً منه
لإستضعاف الامام :عليه السلام:
حتى أنّ هارون ذات يوم ارسل مَن يتوسط إلى الإمام الكاظم:ع:
ليظهر لهارون الإعتذار ويسأله العفو
فيطلق سراح الإمام: ع:
روى محمد بن خالد البرقي ، عن محمد بن عباد المهلبي
قال :
لما حبسَ هارون الرشيد أبا إبراهيم
أي:
:الإمام موسى الكاظم:عليه السلام:
وأظهر الدلائل والمعجزات وهو في الحبس
تحيَّرَ الرشيد فدعا يحيى بن خالد البرمكي فقال له :
يا أبا علي أما ترى ما نحن فيه من هذه العجائب
ألا تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا يريحنا من غمه ؟
فقال له يحيى بن خالد البرمكي :
الذي أراه لك يا أمير المؤمنين أن تمنن عليه
وتصل رحِمَه
فقد - والله - أفسد علينا قلوب شيعتنا .
فقال هارون : انطلق إليه وأطلق عنه الحديد
وأبلغه عني السلام
وقل له :
يقول لك ابن عمك :
إنه قد سبق مني فيك يمين أنِّي لا أخليك
حتى تقر لي بالإساءة ، وتسألني العفو عما سلف منك
وليس عليك في إقرارك عار
ولا في مسألتك إياي منقصة .
وهذا يحيى بن خالد هو ثقتي ووزيري
وصاحب أمري ، فسله بقدر ما أخرج من يميني وانصرف راشدا .
ولكن رفض الإمام الكاظم : ع: ذلك بشدة
وكان جوابه لهارون
( وستعلم غداً إذا جاثيتك بين يدي الله
مَن الظالم والمعتدي على صاحبه والسلام )
: الغَيبَة : الطوسي :ص25.
وهكذا حطّمَ الامام الكاظم :عليه السلام: بصبره وببصيرته الملكوتية
وبثقته القوية بالله تعالى كل وسائل الجور والارهاب العباسي
وإن كان الثمن نفسه الشريفة
ولكن كان الاغلى عند الامام الكاظم :ع:
هو سلامة الدين ورضا الله تعالى .
ولما نفذتْ كل وسائل الإ رهاب عند هارون العباسي
لجأ الى الحل الاخير وهواغتيال الإمام الكاظم :عليه السلام:
بالسم في داخل السجن الظالم .
وهذا هو ديدن الطغاة الجبناء على مر التاريخ ...
..فأمر هارون العباسي مديرَ شرطته في بغداد
المجرم السندي بن شاهك
وكان قاسيا مجرما حيث وضع الامام :ع:
في سجن مُظلم ومُطبق وأرهق الامام :ع:
بالسلاسل والقيود الحديدية ...
فعمل هذا المجرم على دس السم المقيت في طعام
قُدِّمَ للإمام :ع:
فلما تناول الإمام :ع: الطعام وأحس بالسم يسري في جسده الطاهر
راح يقاوم أثار السم ثلاثة أيام
ولكنه لم يستطع مغالبة المنية المحتومة
هذا ما ذكره التأريخ حيث قال:
وكان سبب وفاته: أي الإ مام الكاظم:عليه السلام:
أنَّ يحيى بن خالد سمَّه في رطب وريحان
أرسل بهما إليه مسمومين بأمر الرشيد
:بعدما إجتمع بالسندي بن شاهك وقدّمَ له مُخطط إغتيال الإمام الكاظم:ع: فأجابه السندي مُتقبّلا طائعا.:1:
ولما سُمَّ الإمام الكاظم:ع:
وجه الرشيد إليه بشهود حتى يشهدون عليه بخروجه عن أملاكه
فلما دخلوا قال:ع :
يا فلان بن فلان سُقيتَ السم
في يومي هذا
وفي غدٍ يصفار بدني ويحمار، وبعد غدٍ يسود وأموت .
فانصرف الشهود من عنده
فكان كما قال : عليه السلام :
وتولى أمره ابنه الإمام علي الرضا : عليه السلام :
ودفن ببغداد بمقابر قريش ، في بقعة كان قبل وفاته ابتاعها :أي إشتراها: لنفسه
:دلائل الإمامة : محمد بن جرير الطبري:الشيعي:ص305.
:1: :مقاتل الطالبيين :أبو الفرج الأصفهاني:ص333.
ويذكر الشيخ المفيد:رحمه الله تعالى:
أنَّ الإمام الكاظم:عليه السلام:
قُبضَ قتيلا بالسم ببغداد
في حبس السندي بن شاهك
:المقنعة : المفيد :ص476
وفي رواية:
قد عمدوا إلى ترك الإمام الكاظم:ع:
ثلاثة أيام مُسجّى في السجن
ثم وضِعَ
على جسر الكرخ ببغداد
يُنادى على جنازته
هذا موسى بن جعفر قد ماتَ فإنظروا إليه:
:كشف الغمة في معرفة أحوال الأئمة: الأربلي :ج3:ص24.
ففاضت روحه الطاهرة في يوم 25 رجب من سنة 183 للهجرة
فرحل :عليه السلام : الى جوار ربه
مظلوماً مسموماً شهيدا
فسلامٌ على الإمام موسى بن جعفر في العالمين
إنَّه من عباد الله المُخلَصين
وعظّمَ الله تعالى لنا ولكم الأجر
بشهادة الإمام الكاظم:عليه السلام:
سائلين الله عزّ وجل أن يوفقنا لوعي منهجه القويم وللسير عليه فكرا وسلوكا ومنهجا.
حتى يُعجَّلَ الله تعالى فرج إمامنا القائم بالحق
الإمام المهدي:عليه السلام:
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف: