مرتضى علي الحلي
20-06-2012, 11:39 AM
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران: 36]
== ==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في حقوق الحياة .
وفي حقوق الإنسانية، والمساواة التامة أمام محاكم العدل الإلهي في الثواب والعقاب.
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
وقال تعالى:
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً }النساء124
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }غافر40
نعم لم يساوِ الإسلام في طبيعة خِلقة كل من الذكر والأنثى
وذلك لحكمة الخالق المُدبِّر؛ كي يؤدّي كل واحد الوظيفة المعدّ له
كما قال تعالى:
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران: 36]
-في الخِلقَة-
إنَّ القدرة الخالقة المدبرة، أعدّتْ الأنثى بتكوينها
وبجميع أجزائها لوظيفةٍ في الحياة
لن يستطيع أن يقوم بها أقوى الرجال،
ومن الظلم أنْ نكلّفها بالوظيفة التي كُلّفَ بها الرجلُ أيضاً.
إنَّنا لا نستطيع أن نوحِّد بين وظائف الأعضاء عند الرجل ووظائف الأعضاء عند المرأة،
فكل واحد من الرجل والمرأة له دور معين يقوم به في الحياة، لاستمرار الطبيعة البشرية
تماماً كما الليل والنهار لاستمرار الطبيعة الكونية.
وهل في الإمكان أن نساوي بين الرجل والمرأة في حدوث الدورة الشهرية؟
وهل بالإمكان أن نبدّل طبائع الأشياء
فنجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والولادة والإرضاع؟
كلُّ ذلك لا يعني أنَّ قدر المرأة أقلُ من قدر الرجل
ذلك كون هذه اللَيسيَّة القرآنيَّة
هي لَيسيَّة تكوينية
لا لَيسيَّة إنسانية أو قيميَّة
حتى يُنال من قدر المرأة حياتيا.
نعم وإن كان هناك فارقٌ في التكليف العبادي
بين الرجل والمرأة
أوفارقٌ في الحقوق والوظيفة.
لكن هذا تشريعٌ إلهي حكيم جاءَ وفق الضرورات المصلحيّة في جانب الطرفين معاً.
:الرجل والمرأة:
أما الروايات التي تنال من كرامة وقدر المرأة
فأغلبها ضعيفة السند
فضلاً عن إتهامها بالوضع
ذلك لمخالفتها لروح وحكمة القرآن الكريم
و كونها قد إخترقتْ ثابتاً قرآنيا
في إنحفاظ كرامة وقدر المرأة كمخلوق إنساني
لذا ينبغي بنا أنْ نُحقق في سند ومتن
كلِّ رواية رواية
حتى ننتهي إلى نتيجة صحيحة
وعلميَّة تحكي عن الصورة الواضحة لكيانية المرأة بشريا
هذا من جهة
ومن جهة إخرى :
إنّنا إذا ما أردنا الحصول على صورة واضحة عن كيانية المرأة بشكل عام
فلنذهب إلى المنفذ الشرعي الأصيل والأول القرآن الكريم
:الكتاب الحكيم:
وما يُخالفه نضرب به عرض الجدار
كما علّمنا ذلك أئمتنا المعصومون:عليهم السلام:
فعن أبي عبد الله الإمام الصادق: عليه السلام
:قال
: قال رسول الله : صلى الله عليه وآله :
: إنَّ على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا
فما وافق كتاب الله فخذوه
وما خالف كتاب الله فدعوه:
: الكافي: الكليني :ج1 :ص 69 .
وأودُ الإشارة إلى
::1::
أنَّ شذوذ بعض المصاديق النسوية تأريخيا وحياتيا
لا يُؤسس لإنحراف في قيمة المفهوم والمُنفهَم كلياً عن المرأة
قال الله تعالى:
{قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164
{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }النجم38
::2::
إنَّ أغلب ثقافات وإجتماعيات العصور البالية كانت تنال من قدر المرأة
بدليل وأدها حيَّةً
قال الله تعالى:
وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8}
بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ{9}
سورة التكوير:
والقرآن الكريم والإسلام العزيز هما من أكرما المرأة وحَفظا لها قدرها البشري
قال الله تعالى:
{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً }الإسراء31
::3::
المُلاحظ في متون الأحاديث التي تنال من قدر المرأة
هو إنعكاس بصمات الواقع آنذاك في مرادها السلبي .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
== ==============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
لقد ساوى الإسلام بين المرأة والرجل في حقوق الحياة .
وفي حقوق الإنسانية، والمساواة التامة أمام محاكم العدل الإلهي في الثواب والعقاب.
قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
وقال تعالى:
{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ }آل عمران195
{وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً }النساء124
{مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
{مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }غافر40
نعم لم يساوِ الإسلام في طبيعة خِلقة كل من الذكر والأنثى
وذلك لحكمة الخالق المُدبِّر؛ كي يؤدّي كل واحد الوظيفة المعدّ له
كما قال تعالى:
{وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران: 36]
-في الخِلقَة-
إنَّ القدرة الخالقة المدبرة، أعدّتْ الأنثى بتكوينها
وبجميع أجزائها لوظيفةٍ في الحياة
لن يستطيع أن يقوم بها أقوى الرجال،
ومن الظلم أنْ نكلّفها بالوظيفة التي كُلّفَ بها الرجلُ أيضاً.
إنَّنا لا نستطيع أن نوحِّد بين وظائف الأعضاء عند الرجل ووظائف الأعضاء عند المرأة،
فكل واحد من الرجل والمرأة له دور معين يقوم به في الحياة، لاستمرار الطبيعة البشرية
تماماً كما الليل والنهار لاستمرار الطبيعة الكونية.
وهل في الإمكان أن نساوي بين الرجل والمرأة في حدوث الدورة الشهرية؟
وهل بالإمكان أن نبدّل طبائع الأشياء
فنجعل الرجل يشارك المرأة في الحمل والولادة والإرضاع؟
كلُّ ذلك لا يعني أنَّ قدر المرأة أقلُ من قدر الرجل
ذلك كون هذه اللَيسيَّة القرآنيَّة
هي لَيسيَّة تكوينية
لا لَيسيَّة إنسانية أو قيميَّة
حتى يُنال من قدر المرأة حياتيا.
نعم وإن كان هناك فارقٌ في التكليف العبادي
بين الرجل والمرأة
أوفارقٌ في الحقوق والوظيفة.
لكن هذا تشريعٌ إلهي حكيم جاءَ وفق الضرورات المصلحيّة في جانب الطرفين معاً.
:الرجل والمرأة:
أما الروايات التي تنال من كرامة وقدر المرأة
فأغلبها ضعيفة السند
فضلاً عن إتهامها بالوضع
ذلك لمخالفتها لروح وحكمة القرآن الكريم
و كونها قد إخترقتْ ثابتاً قرآنيا
في إنحفاظ كرامة وقدر المرأة كمخلوق إنساني
لذا ينبغي بنا أنْ نُحقق في سند ومتن
كلِّ رواية رواية
حتى ننتهي إلى نتيجة صحيحة
وعلميَّة تحكي عن الصورة الواضحة لكيانية المرأة بشريا
هذا من جهة
ومن جهة إخرى :
إنّنا إذا ما أردنا الحصول على صورة واضحة عن كيانية المرأة بشكل عام
فلنذهب إلى المنفذ الشرعي الأصيل والأول القرآن الكريم
:الكتاب الحكيم:
وما يُخالفه نضرب به عرض الجدار
كما علّمنا ذلك أئمتنا المعصومون:عليهم السلام:
فعن أبي عبد الله الإمام الصادق: عليه السلام
:قال
: قال رسول الله : صلى الله عليه وآله :
: إنَّ على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نورا
فما وافق كتاب الله فخذوه
وما خالف كتاب الله فدعوه:
: الكافي: الكليني :ج1 :ص 69 .
وأودُ الإشارة إلى
::1::
أنَّ شذوذ بعض المصاديق النسوية تأريخيا وحياتيا
لا يُؤسس لإنحراف في قيمة المفهوم والمُنفهَم كلياً عن المرأة
قال الله تعالى:
{قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }الأنعام164
{مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً }الإسراء15
{أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }النجم38
::2::
إنَّ أغلب ثقافات وإجتماعيات العصور البالية كانت تنال من قدر المرأة
بدليل وأدها حيَّةً
قال الله تعالى:
وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ{8}
بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ{9}
سورة التكوير:
والقرآن الكريم والإسلام العزيز هما من أكرما المرأة وحَفظا لها قدرها البشري
قال الله تعالى:
{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً }الإسراء31
::3::
المُلاحظ في متون الأحاديث التي تنال من قدر المرأة
هو إنعكاس بصمات الواقع آنذاك في مرادها السلبي .
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :