المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ }


مرتضى علي الحلي
20-06-2012, 04:49 PM
{ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } التوبة7

==========================

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين



لاشك أنَّ القرآن الكريم وفَّّرَ لنا قيَماً مطلقة فوقانية
تخترق الزمان والمكان

وتلبي حاجة الإنسان أيَّا كان

وتوائم روح العصر وجديد الحياة
كما توائم الشمس بطاقتها مختلف الكائنات

ولاتبخل بضيائها معطاءة ثرّاء تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم


كذلك هو القرآن الكريم

إذ هو كتاب الله تعالى الحي القيوم

الذي يهدي يقيناً للتي هي أقوم كما عبر هو ذاته بنصوصه الشريفة.

فقوله تعالى

{ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } التوبة7


هو الأجدر بأن يكون الثقافة الرائجة في تعاطينا مع الآخرين

وهذا النص الشريف يحمل في متنة عقلانية وقيَميَّة الموقف وملاكه
في التعامل مع الآخرين

وهو يعني أننا يجب أن نكون مع الآخر

بقدر مايكون هو معنا في الصراط المستقيم

من ضرورة الوفاء بالعهد معه

والإستقامة له لطالما وفَّى وإستقام معنا


فإذا لم يستقم الآخر معنا

فلا إستقامة له علينا

وإستقامتنا مع الآخر لن تكون جزافا

بل هي تكون وفق ما أراده الله تعالى لنا


لذا قال الله تعالى لنبيه الكريم محمد:ص:

{فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ }الشورى15


بمعنى:
فإلى ذلك الدين القيِّم الذي شرعه الله للأنبياء ووصَّاهم به
فادع -أيها الرسول-الأكرم
محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:

عباد الله واستقم كما أمرك الله

ولا تتبع أهواء الذين شكُّوا في الحق وانحرفوا عن الدين

وقل: صدَّقتُ بجميع الكتب المنزلة من السماء على الأنبياء

وأمرني ربي أنْ أعدلَ بينكم في الحكم

الله ربنا وربكم
لنا ثواب أعمالنا الصالحة
ولكم جزاء أعمالكم السيئة

لا خصومة ولا جدال بيننا وبينكم بعدما تبين الحق

الله يجمع بيننا وبينكم يوم القيامة

فيقضي بيننا بالحق فيما اختلفنا فيه

وإليه المرجع والمآب فيجازي كلا بما يستحق.

إذن فالإستقامة نفسيا أو سلوكيا مع الآخرين

يجب أن تكون مأخوذة من منهج الله تعالى

لامن فكر البشر الممزوج بالأهواء .


ومن هنا أكّدَ الله تعالى :

مقولة :

{ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ
إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ } التوبة7


بقوله تعالى في ذيلها

((إنَّ اللهَ يحب المتقين))


ذلك كون الإستقامة والتقوى هما معيارا وقيمتا وملاكا التعاطي مع الآخرين




و مقولتنا القرآنية أعلاه تنص

على الكون مع الآخر بقدر مايكون مستقيماً

معنا

إستقامةً تفرض علينا الإستقامة له



والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته


مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :