المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استئذان الشيخين لعيادة فاطمة (عليها السلام)


hawk1968
21-06-2012, 10:07 AM
استئذان الشيخين لعيادة فاطمة (عليها السلام)



لمّا مرضت فاطمة (عليها السلام) مرضها الذي ماتت فيه ،


وصّت إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ،


ويخفي خبرها ، ولا يؤذن أحداً بمرضها ، ففعل (سلام الله عليه) ذلك .


فلمّا ثقلت ، وعلم الرجلان بذلك ، أتياها عايدين ، واستأذنا عليها فأبت أن تأذن لهما ، فأتى عمر عليّاً (عليه السلام) فقال له :


إنّ أبا بكر شيخ رقيق القلب ، وقد كان مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)


في الغار ، فله صحبته ، وقد أتيناها غير هذه المرّة مراراً نريد الإذن عليها


وهي تأبى أن تأذن لنا ، فإن رأيت أن تستأذن لنا عليها فافعل ،


قال : نعم ، فدخل عليّ (عليه السلام) على فاطمة (عليها السلام) فقال :


يا بنت رسول الله قد كان من هذين الرجلين ما قد رأيت ، وقد تردَّدا مراراً كثيرة


ورددتهما ولم تأذني لهما ، وقد سألاني أن أستأذن لهما عليك .


فقالت : والله لا آذن لهما ، ولا أكلمّهما كلمة من رأسي حتّى ألقى أبي


فأشكوهما إليه بما صنعاه وارتكباه منّي .


قال علي (عليه السلام) : فإنّي ضمنت لهما ذلك ،


قالت : إنْ كنت ضمنت لهما شيئاً ، فالبيت بيتك ، والنساء تتبع الرِّجال ،


لا أُخالف عليك بشيء ، فإذن لمَن أحببت ،


فخرج (عليه السلام) فأذن لهما .


فلمّا وقع نظرهما على فاطمة (صلوات الله عليها) ، سلّما عليها فلم تردَّ عليهما ،


فحوَّلت وجهها عنهما ، فتحولاّ واستقبلا وجهها ، حتّى فعلت مراراً وقالت :



يا علي ، جاف الثوب ،



وقالت لنسوة حولها : حوّلن وجهي ، فلمّا حوَّلن وجهها حوَّلا إليها ،


وسألا أن ترضى عنهما وتصفح عمّا كان منهما إليها ، فقالت فاطمة (عليها السلام) :



أنشدكما بالله ، أتذكران أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)



استخرجكما في جوف الليل بشيءٍ كان حدث من أمر عليٍّ (عليه السلام) ؟



فقالا : اللّهمّ نعم ،



فقالت : أُنشُدكُما بالله ، هل سمعتما النبيَّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول :



فاطمة بضعة منّي وأنا منها ، مَن آذاها فقد آذاني ومَن آذاني فقد آذى الله ،



ومن آذاها بعد موتي كمَن آذاها في حياتي ،



ومَن آذاها في حياتي كمَن آذاها بعد موتي ؟



قالا : اللّهمّ نعم ،


فقالت : الحمد لله ،


ثم قالت :



اللّهمّ إنّي أُشهدك فاشهدوا يا مَن حضرني ،



أنَّهما قد آذياني في حياتي وعند موتي ،



والله لا أُكلّمكما من رأسي كلمةً حتّى ألقى ربّي



فأشكوكما إليه بما صنعتما بي وارتكبتما منّي.



وفي رواية أُخرى : فرفعت يدها إلى السماء فقالت :



اللّهمّ إنّهما قد آذياني فأشكوهما إليك وإلى رسولك ،



ولا والله لا أرضى عنكما أبداً حتّى ألقى أبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)



وأخبره بما صنعتما ، فيكون هو الحاكم فيكما .


فعند ذلك دعا أبو بكر بالويل والثّبور وقال :



ليت أُمّي لم تلدني.



فقال عمر : عجباً للناس كيف ولّوك أمورهم ؛



وأنت شيخ قد خرفت ، تجزع لغضب امرأة وتفرح برضاها ،



وما لمن غضب امرأة ، وقاما وخرجا.



فلمّا خرجا ، قالت فاطمة (عليها السلام) لأمير المؤمنين (عليه السلام) :


قد صنعت ما أردت ؟ قال : نعم ،


قالت : فهل أنت صانع ما آمرك ؟


قال : نعم ،


قالت :



فإنّي أنشدك الله أن لا يصلّيا على جنازتي ولا يقوما على قبري.




(1)أمالي المفيد : ص218 ، البحار : ج43 ص211



نسالكم الدعاء.