مرتضى علي الحلي
21-06-2012, 02:32 PM
وقفَةٌ مَعرفيَّة
مع حديث الإمام المعصوم :عليه السلام:
===============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
عن الإمام جعفر الصادق
:عليه السلام :
أنَّه قال :
: إذا إنتهى الكلامُ إلى الله
فأمسكوا ، وتكلَّموا فيما دون العرش
ولا تكلَّموا فيما فوق العرش
فإنَّ قوماً تكلموا فيما فوق العرش فتاهتْ عقولهم
حتى أنَّ الرجُلَ يُنادي مَنْ بين يديه فيجيب مَنْ خلفه
ويُنادي مَنْ خلفه فيجيب مَنْ بين يديه
: مُستَدرَك الوسائل : الميرزا النوري: ج12 :ص248.
إنَّ هذا الحديث الشريف :
يُحذِّر من الخوص في مسألة الذات الإلهيّة
وشوؤنها الوجودية :
كأَنْ يسأل السائلُ كيف تكوَّنَ الله وماهو أصله وماهي حقيقته الوجودية
بماهي هي:
أو كأن يسأل عن معنى ومفهوم الله
بالمعنى الأخص
:أي: ممَ يتركّب حاشاه عن ذلك:
و المعنى الأعم
:أي ماهي حقيقته الوجودية التي هو بها هي هي.
بإعتبار أنَّ الله تعالى واجب الوجود وله حقيقته الخاصة به وجوديا
كلُّ هذا منهيٌ عنه لأنّه يُدخل السائل والمجيب في متاهات
لا خروج عقلي منها .
ولا يحتملها الذهن البشري في التعقّل والإدراك
وهذا هو معنى قول الإمام الصادق:ع:
أذا أنتهى الكلام الى الله فأمسكوا وتكلَّموا فيما دون العرش
ولا تكلَّموا فيما فوق العرش:
:أي:
إذا صار الكلام في مصيره وحركته بإتجاه الحديث عن واقع وذات الله تعالى
فأمسكوا:
أي إمتنعوا عن الكلام:
وتكلَّموا فيما دون العرش:
هو تعبير كنائي عن إمكان وضرورة الحديث عما خلقه الله تعالى وما صنعه في الكون والوجود
وأما لا تكلَّموا فيما فوق العرش:
هو ما بينته أعلاه من ضرورة الإمتناع عن الخوض الكلامي والفلسفي في ذات الله وواقعه الوجودي الذي يعجز الإنسان عن دركه وفهمه.
أما الفقرة الأخيرة من الحديث:
فتاهوا حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه
وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه.:
فهي تحكي صورة العجز البشري في الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الذهن
إلى حد يُنادي الرجل مَن أمامه (من بين يديه )
فيجيبه من خلفه ووراءه
وبالعكس
يُنادي الرجل مَن خلفه أي وراءه فيُجيبه من أمامه(من بين يديه)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
مع حديث الإمام المعصوم :عليه السلام:
===============================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
عن الإمام جعفر الصادق
:عليه السلام :
أنَّه قال :
: إذا إنتهى الكلامُ إلى الله
فأمسكوا ، وتكلَّموا فيما دون العرش
ولا تكلَّموا فيما فوق العرش
فإنَّ قوماً تكلموا فيما فوق العرش فتاهتْ عقولهم
حتى أنَّ الرجُلَ يُنادي مَنْ بين يديه فيجيب مَنْ خلفه
ويُنادي مَنْ خلفه فيجيب مَنْ بين يديه
: مُستَدرَك الوسائل : الميرزا النوري: ج12 :ص248.
إنَّ هذا الحديث الشريف :
يُحذِّر من الخوص في مسألة الذات الإلهيّة
وشوؤنها الوجودية :
كأَنْ يسأل السائلُ كيف تكوَّنَ الله وماهو أصله وماهي حقيقته الوجودية
بماهي هي:
أو كأن يسأل عن معنى ومفهوم الله
بالمعنى الأخص
:أي: ممَ يتركّب حاشاه عن ذلك:
و المعنى الأعم
:أي ماهي حقيقته الوجودية التي هو بها هي هي.
بإعتبار أنَّ الله تعالى واجب الوجود وله حقيقته الخاصة به وجوديا
كلُّ هذا منهيٌ عنه لأنّه يُدخل السائل والمجيب في متاهات
لا خروج عقلي منها .
ولا يحتملها الذهن البشري في التعقّل والإدراك
وهذا هو معنى قول الإمام الصادق:ع:
أذا أنتهى الكلام الى الله فأمسكوا وتكلَّموا فيما دون العرش
ولا تكلَّموا فيما فوق العرش:
:أي:
إذا صار الكلام في مصيره وحركته بإتجاه الحديث عن واقع وذات الله تعالى
فأمسكوا:
أي إمتنعوا عن الكلام:
وتكلَّموا فيما دون العرش:
هو تعبير كنائي عن إمكان وضرورة الحديث عما خلقه الله تعالى وما صنعه في الكون والوجود
وأما لا تكلَّموا فيما فوق العرش:
هو ما بينته أعلاه من ضرورة الإمتناع عن الخوض الكلامي والفلسفي في ذات الله وواقعه الوجودي الذي يعجز الإنسان عن دركه وفهمه.
أما الفقرة الأخيرة من الحديث:
فتاهوا حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه
وينادى من خلفه فيجيب من بين يديه.:
فهي تحكي صورة العجز البشري في الإجابة عن الأسئلة التي يطرحها الذهن
إلى حد يُنادي الرجل مَن أمامه (من بين يديه )
فيجيبه من خلفه ووراءه
وبالعكس
يُنادي الرجل مَن خلفه أي وراءه فيُجيبه من أمامه(من بين يديه)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :