السيد الكربلائي
25-06-2012, 08:32 AM
ليس في القرآن الكريم أية أخطاء لغوية.
هناك من يقول أن في القرآن الكريم بعض الأخطاء النحوية أو لا تتلائم مع قواعد اللغة العربية، وقد طلب مني بعض الفضلاء إزالة اللبس عن هذه المواضع، حيث عرضت علينا بما يقرب من عشرين موضعاً، وسنجيب عنها ان شاء الله تعالى في فقرات متلاحقة بحسب ما يسمح به وقتنا، أو تنبيه بعض الأخوة لنا، وبها يتبين أن القرآن الكريم متطابق تماماً مع اللغة العربية
الفقرة الأولى:
مرة يثبت القرآن الكريم همزة الوصل في كلمة (اسم) بعد اتصالها بالباء، ومرة يحذفها، فيثبتها في قوله تعالى (سبح باسم ربك، اقرأ باسم ربك) ويحذفها في قوله تعالى (بسم الله) حصراً، فيقول (بسم الله الرحمن الرحيم) و(بسم الله مجراها ومرساها) ولا يقول (باسم الله) فما هو السر مع أن الحذف على خلاف قواعد اللغة العربية؟؟؟؟
وكان جوابنا كالآتي:
إن النحاة قد أجمعوا أن الأصل في الهمزة في (اسم) أنها باقية ثابتة لا تحذف كتابة، وحذفها خطأ، ولكنهم أجمعوا على أنها زائدة لا معنى لها فتحذف وجوبا في مورد واحد فقط وهو إذا اتصلت بحرف الجر (الباء) واضيفت الى مورد يستحق التخفيف وسرعة الكتابة لقدسية المضاف اليه وأهميته، ورأوا ان هذا المورد إذا ما وجد فانه تحذف معه، ولم يجد العرب ما هو هذا الشيء المقدس الذي تحذف الألف لأجله، فعندما نزل القرآن الكريم بحذف هذه الألف من (اسم) المتصلة بالباء والمضافة الى لفظ الجلالة (الله) إنتبهوا وانبهروا بعظمة البلاغة، فنبّههم الى أن هذا اللفظ هو الوحيد الذي يستحق الحذف والوصول بسرعة الى اللفظ المضاف اليه، فنبّه القرآن الكريم الى هذه اللفتة الرائعة في اللغة العربية والى مصداقها الحقيقي، لأن الهمزة ولفظ الجلالة لا يجتمعان، لأنه لابد من الوصول بسرعة الى لفظ الجلالة تكريما للإسم العظيم، وهذا لا يكون الا بحذف الألف تخفيفاً، لأن الأصل في هذه الهمزة أنها زائدة لا معنى لها فالحذف له ما يبرره، ومن هنا أجمع النحاة أنه لا يجوز حذف همزة الوصل في (اسم) كتابة الا في مورد واحد وهو اذا اتصلت بالباء وأضيفت الى لفظ الجلالة (الله) حصراً، ولا تحذف في غير هذا المورد اطلاقاً حتى إذا أضيفت الى صفاته تعالى.
ومن هنا أثبتها القرآن الكريم في غير الاسم المضاف الى لفظ الجلالة على الأصل، وحذفها في مورد الإضافة الى لفظ الجلالة تماشيا مع قواعد اللغة العربية، ليشير الى أنه لا يوجد اسم يستحق ان تحذف هذه الهمزة لأجله الا لفظ الجلالة.
فليس هناك من أي تخطٍ للغة العريبة، بل كمال التوافق والتوائم، ولذا نحن نرى بعض طلبة العلوم الدينية وغيرهم يخطأون حينما يكتبون (بسمه تعالى) فيحذفون الألف من اسم وهذا خطأ فاحش في اللغة العربية، والصحيح انه يجب أن تثبت فيكتب (باسمه تعالى) لأنها اضيفت الى ضمير وهو الهاء وليس الى لفظ الجلالة، فحقها أن تظهر. حتى وإن كان ضمير الهاء عائدا الى الله، فان هذا لا يعتنى به ما دام لفظ الجلالة غير موجود تحقيقاً.
وهذا من أهم بلاغيات القرآن الكريم ومتانته وخلوده، والله تبارك وتعالى أعلم بحقائق الأمور، ولكن هذا ما بلغ اليه مبلغ علمنا، وفوق كل ذي علم عليم، والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري)
(الفقرة الثانية)
هناك من يقول أن في القرآن الكريم بعضَ الأخطاء النحوية أو لا تتلائم مع قواعد اللغة العربية، وقد طلب مني بعض الفضلاء إزالة اللبس عن هذه المواضع، حيث عرضت علينا بما يقرب من عشرين موضعاً، وسنجيب عنها ان شاء الله تعالى في فقرات متلاحقة بحسب ما يسمح به وقتنا، أو تنبيه بعض الأخوة لنا، وبها يتبين أن القرآن الكريم متطابق تماماً مع اللغة العربية:
الفقرة الثانية:
في قوله تعالى (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فقد ذكر (عليهُ) بالضم مع ان القاعدة العربية تقتضي الكسر، لأن الهاء إذا دخلت على (على) تكسر، فما هو السبب؟؟؟
وكان جوابنا الآتي:
إن القرآن الكريم هنا كان رائعاً جداً، وبمنتهى البلاغة، حيث ارشد العرب والنحاة واللغويين الى قاعدتين مهمتين جداً ، الأولى: هي : إن الأصل في ضمير الغائب (الهاء) هو الضم ويجوز مخالفته لمبرر.
الثانية: أرشد الى أن القاعدة في تعارض بقاء الأصلين معاً أو غير الأصلين معاً هو البقاء على الأصلين معاً...... بتوضيح:
إن ضمير الغائب (الهاء) الأصل فيه البناء على الضم أين ما وجد وأين ما حلّ، ولا يخرج عن هذا الأصل الا إذا دخل عليه حرف الجر (على) أو أضيف الى مجرور، فيكسر حينئذ، والقرآن الكريم قد نبّه النحاة الى أن هذا هو الأصل، وليس الأصل الكسر بدخول (على) ولكن في حال إذا وجد مبرر لأن يبقى (الهاء) على الأصل ولا يكسر فانه لا مانع من البقاء على الأصل أي الضم، والمبرر هنا موجود وهو تضخيم لفظ الجلالة (الله) وهذا التضخيم لابد منه في هذه الآية، لأن لفظ الجلالة أتى هنا منصوباً لأنه مفعول به، وبما أن (الله) تأخر عن (عليه) فلابد أن يبقى محافظاً على التضخيم الأصلي، لأن العهد يقتضي أن يكون لله بالتضخيم وليس بالترقيق لقوة المعاهد عليه.
لأن اصل الكلام (بما عاهد الله عليه) فكان لفظ (الله) مضخماً من الأول، ولكن البلاغة اقتضت ان يتأخر لفظ الجلالة، لأمرين: لقضية الإختصاص ولقضية عود ضمير (الهاء) في (فسيؤتيه) على الله ليستقيم الأجر من الله والعهد من ذلك المعاهد، وهذا يستوجب أن يبقى (الله) محافظا على التضخيم الأصلي، فلو كسرت (عليه) لرُقق لفظ (الله) فأصبحت هناك مشكلتان:
مشكلة تأخير لفظ الجلالة ومشكلة ترقيقه بعد تضخيمه بلا مبرر ملزم، والذي هو على خلاف الأصل، فكان على القرآن الكريم بلاغياً أن يُؤخر (الله) مع الحفاظ على تضخيمه، وهذا لا يكون الا بارجاع (الهاء) الى الأصل وهي البناء على الضم.
فدار الأمر بين مخالفتين: الأولى: مخالفة القاعدة العربية والبقاء على الأصل في (عليه) ويكون الضم، وبالتالي يضمن بقاء الأصل في (الله) وهو التضخيم، مع وجود المبرر للتضخيم وهو بقاء الهاء على الأصل.
الثانية: مخالفة بقاء الأصل في (الله) وهو التضخيم ويكون (عليه) مكسورة وبالتالي رقق (الله) مع عدم وجود المبرر الملزم على الترقيق بعد وجود المجال كله على التضخيم، فحصل هنا خروج عن الأصلين معاً.
فاقترح القرآن الكريم الإلتزام بالمخالفة الأولى وهي البقاء على الأصل في (عليه) ليضمن البقاء على الأصل في (الله)، فهذه المخالفة فيها بقاءان على الأصل، فالمحذور يكون في الكسر في (عليه) وليس في الضم.
فالقرآن الكريم أرشد النحاة الى هذه القاعدة النحوية الرائعة وهي: ان البقاء على الأصلين معاً افضل من البقاء على غير الأصلين عند التعارض، وارشد الى أن الأصل في الهاء هو الضم أين ما حلت ووجدت، فأرجعها الى الأصل لوجود ذلك المبرر الذي قررناه، فليس هناك من تخطٍ لقواعد اللغة العربية، بل كمال الملائمة.
وهذا من أهم بلاغيات القرآن الكريم ومتانته وخلوده، والله تبارك وتعالى أعلم بحقائق الأمور، ولكن هذا ما بلغ اليه مبلغ علمنا، وفوق كل ذي علم عليم، والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري)
هناك من يقول أن في القرآن الكريم بعض الأخطاء النحوية أو لا تتلائم مع قواعد اللغة العربية، وقد طلب مني بعض الفضلاء إزالة اللبس عن هذه المواضع، حيث عرضت علينا بما يقرب من عشرين موضعاً، وسنجيب عنها ان شاء الله تعالى في فقرات متلاحقة بحسب ما يسمح به وقتنا، أو تنبيه بعض الأخوة لنا، وبها يتبين أن القرآن الكريم متطابق تماماً مع اللغة العربية
الفقرة الأولى:
مرة يثبت القرآن الكريم همزة الوصل في كلمة (اسم) بعد اتصالها بالباء، ومرة يحذفها، فيثبتها في قوله تعالى (سبح باسم ربك، اقرأ باسم ربك) ويحذفها في قوله تعالى (بسم الله) حصراً، فيقول (بسم الله الرحمن الرحيم) و(بسم الله مجراها ومرساها) ولا يقول (باسم الله) فما هو السر مع أن الحذف على خلاف قواعد اللغة العربية؟؟؟؟
وكان جوابنا كالآتي:
إن النحاة قد أجمعوا أن الأصل في الهمزة في (اسم) أنها باقية ثابتة لا تحذف كتابة، وحذفها خطأ، ولكنهم أجمعوا على أنها زائدة لا معنى لها فتحذف وجوبا في مورد واحد فقط وهو إذا اتصلت بحرف الجر (الباء) واضيفت الى مورد يستحق التخفيف وسرعة الكتابة لقدسية المضاف اليه وأهميته، ورأوا ان هذا المورد إذا ما وجد فانه تحذف معه، ولم يجد العرب ما هو هذا الشيء المقدس الذي تحذف الألف لأجله، فعندما نزل القرآن الكريم بحذف هذه الألف من (اسم) المتصلة بالباء والمضافة الى لفظ الجلالة (الله) إنتبهوا وانبهروا بعظمة البلاغة، فنبّههم الى أن هذا اللفظ هو الوحيد الذي يستحق الحذف والوصول بسرعة الى اللفظ المضاف اليه، فنبّه القرآن الكريم الى هذه اللفتة الرائعة في اللغة العربية والى مصداقها الحقيقي، لأن الهمزة ولفظ الجلالة لا يجتمعان، لأنه لابد من الوصول بسرعة الى لفظ الجلالة تكريما للإسم العظيم، وهذا لا يكون الا بحذف الألف تخفيفاً، لأن الأصل في هذه الهمزة أنها زائدة لا معنى لها فالحذف له ما يبرره، ومن هنا أجمع النحاة أنه لا يجوز حذف همزة الوصل في (اسم) كتابة الا في مورد واحد وهو اذا اتصلت بالباء وأضيفت الى لفظ الجلالة (الله) حصراً، ولا تحذف في غير هذا المورد اطلاقاً حتى إذا أضيفت الى صفاته تعالى.
ومن هنا أثبتها القرآن الكريم في غير الاسم المضاف الى لفظ الجلالة على الأصل، وحذفها في مورد الإضافة الى لفظ الجلالة تماشيا مع قواعد اللغة العربية، ليشير الى أنه لا يوجد اسم يستحق ان تحذف هذه الهمزة لأجله الا لفظ الجلالة.
فليس هناك من أي تخطٍ للغة العريبة، بل كمال التوافق والتوائم، ولذا نحن نرى بعض طلبة العلوم الدينية وغيرهم يخطأون حينما يكتبون (بسمه تعالى) فيحذفون الألف من اسم وهذا خطأ فاحش في اللغة العربية، والصحيح انه يجب أن تثبت فيكتب (باسمه تعالى) لأنها اضيفت الى ضمير وهو الهاء وليس الى لفظ الجلالة، فحقها أن تظهر. حتى وإن كان ضمير الهاء عائدا الى الله، فان هذا لا يعتنى به ما دام لفظ الجلالة غير موجود تحقيقاً.
وهذا من أهم بلاغيات القرآن الكريم ومتانته وخلوده، والله تبارك وتعالى أعلم بحقائق الأمور، ولكن هذا ما بلغ اليه مبلغ علمنا، وفوق كل ذي علم عليم، والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري)
(الفقرة الثانية)
هناك من يقول أن في القرآن الكريم بعضَ الأخطاء النحوية أو لا تتلائم مع قواعد اللغة العربية، وقد طلب مني بعض الفضلاء إزالة اللبس عن هذه المواضع، حيث عرضت علينا بما يقرب من عشرين موضعاً، وسنجيب عنها ان شاء الله تعالى في فقرات متلاحقة بحسب ما يسمح به وقتنا، أو تنبيه بعض الأخوة لنا، وبها يتبين أن القرآن الكريم متطابق تماماً مع اللغة العربية:
الفقرة الثانية:
في قوله تعالى (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فقد ذكر (عليهُ) بالضم مع ان القاعدة العربية تقتضي الكسر، لأن الهاء إذا دخلت على (على) تكسر، فما هو السبب؟؟؟
وكان جوابنا الآتي:
إن القرآن الكريم هنا كان رائعاً جداً، وبمنتهى البلاغة، حيث ارشد العرب والنحاة واللغويين الى قاعدتين مهمتين جداً ، الأولى: هي : إن الأصل في ضمير الغائب (الهاء) هو الضم ويجوز مخالفته لمبرر.
الثانية: أرشد الى أن القاعدة في تعارض بقاء الأصلين معاً أو غير الأصلين معاً هو البقاء على الأصلين معاً...... بتوضيح:
إن ضمير الغائب (الهاء) الأصل فيه البناء على الضم أين ما وجد وأين ما حلّ، ولا يخرج عن هذا الأصل الا إذا دخل عليه حرف الجر (على) أو أضيف الى مجرور، فيكسر حينئذ، والقرآن الكريم قد نبّه النحاة الى أن هذا هو الأصل، وليس الأصل الكسر بدخول (على) ولكن في حال إذا وجد مبرر لأن يبقى (الهاء) على الأصل ولا يكسر فانه لا مانع من البقاء على الأصل أي الضم، والمبرر هنا موجود وهو تضخيم لفظ الجلالة (الله) وهذا التضخيم لابد منه في هذه الآية، لأن لفظ الجلالة أتى هنا منصوباً لأنه مفعول به، وبما أن (الله) تأخر عن (عليه) فلابد أن يبقى محافظاً على التضخيم الأصلي، لأن العهد يقتضي أن يكون لله بالتضخيم وليس بالترقيق لقوة المعاهد عليه.
لأن اصل الكلام (بما عاهد الله عليه) فكان لفظ (الله) مضخماً من الأول، ولكن البلاغة اقتضت ان يتأخر لفظ الجلالة، لأمرين: لقضية الإختصاص ولقضية عود ضمير (الهاء) في (فسيؤتيه) على الله ليستقيم الأجر من الله والعهد من ذلك المعاهد، وهذا يستوجب أن يبقى (الله) محافظا على التضخيم الأصلي، فلو كسرت (عليه) لرُقق لفظ (الله) فأصبحت هناك مشكلتان:
مشكلة تأخير لفظ الجلالة ومشكلة ترقيقه بعد تضخيمه بلا مبرر ملزم، والذي هو على خلاف الأصل، فكان على القرآن الكريم بلاغياً أن يُؤخر (الله) مع الحفاظ على تضخيمه، وهذا لا يكون الا بارجاع (الهاء) الى الأصل وهي البناء على الضم.
فدار الأمر بين مخالفتين: الأولى: مخالفة القاعدة العربية والبقاء على الأصل في (عليه) ويكون الضم، وبالتالي يضمن بقاء الأصل في (الله) وهو التضخيم، مع وجود المبرر للتضخيم وهو بقاء الهاء على الأصل.
الثانية: مخالفة بقاء الأصل في (الله) وهو التضخيم ويكون (عليه) مكسورة وبالتالي رقق (الله) مع عدم وجود المبرر الملزم على الترقيق بعد وجود المجال كله على التضخيم، فحصل هنا خروج عن الأصلين معاً.
فاقترح القرآن الكريم الإلتزام بالمخالفة الأولى وهي البقاء على الأصل في (عليه) ليضمن البقاء على الأصل في (الله)، فهذه المخالفة فيها بقاءان على الأصل، فالمحذور يكون في الكسر في (عليه) وليس في الضم.
فالقرآن الكريم أرشد النحاة الى هذه القاعدة النحوية الرائعة وهي: ان البقاء على الأصلين معاً افضل من البقاء على غير الأصلين عند التعارض، وارشد الى أن الأصل في الهاء هو الضم أين ما حلت ووجدت، فأرجعها الى الأصل لوجود ذلك المبرر الذي قررناه، فليس هناك من تخطٍ لقواعد اللغة العربية، بل كمال الملائمة.
وهذا من أهم بلاغيات القرآن الكريم ومتانته وخلوده، والله تبارك وتعالى أعلم بحقائق الأمور، ولكن هذا ما بلغ اليه مبلغ علمنا، وفوق كل ذي علم عليم، والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري)