علي محمد الاسدي
26-06-2012, 06:38 PM
هو ميثم بن يحيى التمّار ، صحابي جليل القدر من أصحاب أميرالمؤمنين ، والحسن ، والحسين (عليهم السلام) . كان عبداً لامرأة من بني أسدٍ، فاشتراه أميرالمؤمنين(عليه السلام) منها وأعتقه، وقال له: ما اسمك؟ قال: سالم. قال: أخبرني رسول اللَّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) أنّ اسمك الذي سمّاك به أبَوَاك في العجم ميثم. قال: صدق اللَّه ورسوله وصدقت يا أميرالمؤمنين، واللَّه إنّه لاسمي. قال: فارجع إلى اسمك الذي سمّاك به رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ودع سالماً. فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم .
وهو من حواري أمير المؤمنين عليه السلام، ولسان التشيع في زمن معاوية ومن بعده، له كتاب في الحديث ,ينقل عنه الكشي في رجاله والطوسي في الأمالي، والطبري في بشارة المصطفى وكثيراً ما يقول الأخير : وجدتُ في كتاب ميثم التمار .
فقد ورد في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله قال :وجدت في كتاب ميثم رضى الله عنه يقول : تمسينا ليلة عند امير المؤمنين عليه السلام فقال لنا : (ان عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله في قلبه ، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلكلا يجتمع في قلب واحد ، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، يحب بهذا قوما ويحب بالاخر عدوهم ، والذى يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه ، والحديث طويل...
وباسنادهأيضاًإلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله ، قال : وجدتفي كتاب ميثم رضى الله عنه يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلامفقال لنا : (ليس من عبد امتحن الله قلبه بالايمان الا أصبح يجد مودتنا على قلبه ،ولا أصبح عبد سخط الله عليه الا يجد بغضنا على قلبه فأصبحنا نفرح بحب المحب لناونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نارجهنم ، وكان أبواب الرحمة قد فتحت لاهل أصحاب الرحمة فهنيئا لاصحاب الرحمة)
وروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه صلوات الله عليهم، قال: أتى ميثم التمار، دار أمير المؤمنين عليه السلام، فقيل له إنه نائم، فنادى باعلى صوته انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك ورأسك فقال صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك، ولسانك وليقطعن من النخلة التي بالكناسة، فتشق أربع قطع، فتصلب أنت على ربعها، قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: إن عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إي ورب الكعبة: كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: لياخذنك العتل الزنيم، ابن الامة الفاجرة، عبيدالله بن زياد، قال: وكان يخرج إلى الجبانة، وأنا معه، فيمر بالنخلة فيقول لى، يا ميثم إن لك ولها شانا من الشان.
وعن يوسف ابن عمران قال: سمعت ميثم التمار يقول: دعاني أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد الله بن زياد - لعنه الله - الى براءة مني ؟ فقلت إذا والله لا أبرأ منك يا مولاي، قال: والله ليقتلنك ويصلبنك. قلت: إذا أصبر وذلك والله قليل في حبك قال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.
وقال له عليّ(عليه السلام) ذات يوم: إنّك تؤخذ بعدي فتُصلب وتُطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً فيخضب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، وتُصلب على باب دار عمرو بن حُريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبةً وأقربهم من المطهرة، وامضِ حتى اُريك النخلة التي تصلب على جذعها. فأراه إيّاها. فكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول: بوركتِ من نخلة، لكِ خُلقتُ ولي غُذّيتِ. ولم يزل يتعاهدها حتى قُطِعت وحتى عرف الموضع الذي يُصلب عليها بالكوفة. قال: وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك فأحسن جواري. فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد. وحجّ في السنة التي قُتل فيها، فدخل على اُمّ سلمة رضي اللَّه عنها، فقالت: من أنت؟ قال: أنا ميثم. قالت: واللَّه لربّما سمعتُ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يوصي بك عليّاً في جوف الليل. فسألها عن الحسين، قالت: هو في حائط له.قال: أخبريه أنّي قد أحببت السلام عليه، ونحن مُلتقون عند ربّ العالمين إن شاء اللَّه. فدعت له بطيبٍ فطيّبت لحيته، وقالت له: أما إنّها ستُخضَبُ بدمٍ.
فقدم الكوفة فأخذه عبيداللَّه بن زياد فاُدخل عليه فقيل: هذا كان من آثر الناس عند عليّ. قال: ويحكم هذا الأعجمي؟! قيل له: نعم. قال له عبيداللَّه: أين ربّك؟ قال: بالمرصاد لكلّ ظالم وأنت أحد الظلمة. قال: إنّك على عُجمتك لتبلغ الذي تريد، ما أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك؟ قال: أخبرني أنّك تصلبني عاشر عشرة، أناأقصرهم خشبةً وأقربهم من المطهرة. قال: لنخالفنّه. قال: كيف تُخالفه؟! فواللَّه ما أخبرني إلّا عن النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عن جبرئيل عن اللَّه تعالى، فكيف تخالف هؤلاء!؟ ولقد عرفت الموضع الذي اُصلب عليه أين هو من الكوفة، وأنا أوّل خلق اللَّه اُلجم في الإسلام. فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد، فقال ميثم التمّار للمختار: إنّك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يقتلنا. فلمّا دعا عبيداللَّه بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيداللَّه يأمره بتخلية سبيله فخلّاه، وأمر بميثم أن يصلب، فاُخرج فقال له رجل لَقِيَه: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم! فتبسّم وقال وهو يومئ إلى النخلة: لها خُلقت ولي غُذّيت، فلمّا رُفِعَ على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث. قال عمرو: قد كان واللَّه يقول: إنّي مجاورك. فلمّا صُلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشّه وتجميره ، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. فقال: ألجموه. فكان أوّل خلق اللَّه اُلجم في الإسلام. وكان مقتل ميثم رحمة اللَّه عليه قبل قدوم الحسين بن عليّ (عليه السلام) العراق بعشرة أيّام سنة 60 للهجرة ، فلمّاكان يوم الثالث من صلبه، طُعن ميثم بالحربة، فكبّر ثمّ انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً.
عن حمزة بن ميثم: خرج أبي إلى العمرة، فحدّثني قال: استأذنت على اُمّ سلمة رحمة اللَّه عليها، فضربت بيني وبينها خدراً، فقالت لي: أنت ميثم؟ فقلت: أنا ميثم. فقالت: كثيراً ما رأيت الحسين بن عليّ، ابن فاطمة صلوات اللَّه عليهم يذكرك. قلت: فأين هو؟ قالت: خرج في غنم له آنفاً. قلت: أنا واللَّه اُكثر ذكره فاقرئيه السلام فإنّي مبادر. فقالت: يا جارية اخرجي فادهنيه، فخرجت فدهنت لحيتي ببان. فقلت: أما واللَّه لئن دهنتها لتخضبنّ فيكم بالدماء. فخرجنا فإذا ابن عبّاس رحمة اللَّه عليهما جالس، فقلت: يا ابن عبّاس سلني ما شئت من تفسيرالقرآن، فإنّي قرأت تنزيله على أميرالمؤمنين(عليه السلام) وعلّمني تأويله. فقال: يا جارية الدواة وقرطاساً، فأقبل يكتب. فقلت: يا بن عبّاس، كيف بك إذا رأيتني مصلوباً تاسع تسعة أقصرهم خشبةً وأقربهم بالمطهرة.
فقدم أبي علينا فما لبث يومين حتى أرسل عبيداللَّه بن زياد، فصلبه تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة.
ورد عن ميثم التمار قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) و ذكر أصحاب الأخدود فقال كانوا عشرة و على مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.
وبأستشهاد ميثم التمار وأصحابه طويت صفحة ناصعة سطرها هؤلاء الابطال العظماء في سبيل الله ودفاعاً عن ولاية أهل البيت عليهم السلام .
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
وهو من حواري أمير المؤمنين عليه السلام، ولسان التشيع في زمن معاوية ومن بعده، له كتاب في الحديث ,ينقل عنه الكشي في رجاله والطوسي في الأمالي، والطبري في بشارة المصطفى وكثيراً ما يقول الأخير : وجدتُ في كتاب ميثم التمار .
فقد ورد في امالى شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله قال :وجدت في كتاب ميثم رضى الله عنه يقول : تمسينا ليلة عند امير المؤمنين عليه السلام فقال لنا : (ان عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله في قلبه ، ولن يحبنا من يحب مبغضنا ان ذلكلا يجتمع في قلب واحد ، وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، يحب بهذا قوما ويحب بالاخر عدوهم ، والذى يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه ، والحديث طويل...
وباسنادهأيضاًإلى صالح بن ميثم التمار رحمه الله ، قال : وجدتفي كتاب ميثم رضى الله عنه يقول : تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلامفقال لنا : (ليس من عبد امتحن الله قلبه بالايمان الا أصبح يجد مودتنا على قلبه ،ولا أصبح عبد سخط الله عليه الا يجد بغضنا على قلبه فأصبحنا نفرح بحب المحب لناونعرف بغض المبغض لنا ، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم ، وأصبح مبغضنا يؤسس بنيانه على شفا جرف هار ، فكان ذلك الشفا قد انهار به في نارجهنم ، وكان أبواب الرحمة قد فتحت لاهل أصحاب الرحمة فهنيئا لاصحاب الرحمة)
وروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه صلوات الله عليهم، قال: أتى ميثم التمار، دار أمير المؤمنين عليه السلام، فقيل له إنه نائم، فنادى باعلى صوته انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك ورأسك فقال صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك، ولسانك وليقطعن من النخلة التي بالكناسة، فتشق أربع قطع، فتصلب أنت على ربعها، قال ميثم: فشككت في نفسي وقلت: إن عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إي ورب الكعبة: كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: لياخذنك العتل الزنيم، ابن الامة الفاجرة، عبيدالله بن زياد، قال: وكان يخرج إلى الجبانة، وأنا معه، فيمر بالنخلة فيقول لى، يا ميثم إن لك ولها شانا من الشان.
وعن يوسف ابن عمران قال: سمعت ميثم التمار يقول: دعاني أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: كيف أنت يا ميثم إذا دعاك دعي بني أمية عبيد الله بن زياد - لعنه الله - الى براءة مني ؟ فقلت إذا والله لا أبرأ منك يا مولاي، قال: والله ليقتلنك ويصلبنك. قلت: إذا أصبر وذلك والله قليل في حبك قال: يا ميثم إذا تكون معي في درجتي.
وقال له عليّ(عليه السلام) ذات يوم: إنّك تؤخذ بعدي فتُصلب وتُطعن بحربة، فإذا كان اليوم الثالث ابتدر منخراك وفمك دماً فيخضب لحيتك، فانتظر ذلك الخضاب، وتُصلب على باب دار عمرو بن حُريث عاشر عشرة أنت أقصرهم خشبةً وأقربهم من المطهرة، وامضِ حتى اُريك النخلة التي تصلب على جذعها. فأراه إيّاها. فكان ميثم يأتيها فيصلّي عندها ويقول: بوركتِ من نخلة، لكِ خُلقتُ ولي غُذّيتِ. ولم يزل يتعاهدها حتى قُطِعت وحتى عرف الموضع الذي يُصلب عليها بالكوفة. قال: وكان يلقى عمرو بن حريث فيقول له: إنّي مجاورك فأحسن جواري. فيقول له عمرو: أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أو دار ابن حكيم؟ وهو لا يعلم ما يريد. وحجّ في السنة التي قُتل فيها، فدخل على اُمّ سلمة رضي اللَّه عنها، فقالت: من أنت؟ قال: أنا ميثم. قالت: واللَّه لربّما سمعتُ رسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يوصي بك عليّاً في جوف الليل. فسألها عن الحسين، قالت: هو في حائط له.قال: أخبريه أنّي قد أحببت السلام عليه، ونحن مُلتقون عند ربّ العالمين إن شاء اللَّه. فدعت له بطيبٍ فطيّبت لحيته، وقالت له: أما إنّها ستُخضَبُ بدمٍ.
فقدم الكوفة فأخذه عبيداللَّه بن زياد فاُدخل عليه فقيل: هذا كان من آثر الناس عند عليّ. قال: ويحكم هذا الأعجمي؟! قيل له: نعم. قال له عبيداللَّه: أين ربّك؟ قال: بالمرصاد لكلّ ظالم وأنت أحد الظلمة. قال: إنّك على عُجمتك لتبلغ الذي تريد، ما أخبرك صاحبك أنّي فاعل بك؟ قال: أخبرني أنّك تصلبني عاشر عشرة، أناأقصرهم خشبةً وأقربهم من المطهرة. قال: لنخالفنّه. قال: كيف تُخالفه؟! فواللَّه ما أخبرني إلّا عن النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عن جبرئيل عن اللَّه تعالى، فكيف تخالف هؤلاء!؟ ولقد عرفت الموضع الذي اُصلب عليه أين هو من الكوفة، وأنا أوّل خلق اللَّه اُلجم في الإسلام. فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيد، فقال ميثم التمّار للمختار: إنّك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين فتقتل هذا الذي يقتلنا. فلمّا دعا عبيداللَّه بالمختار ليقتله طلع بريد بكتاب يزيد إلى عبيداللَّه يأمره بتخلية سبيله فخلّاه، وأمر بميثم أن يصلب، فاُخرج فقال له رجل لَقِيَه: ما كان أغناك عن هذا يا ميثم! فتبسّم وقال وهو يومئ إلى النخلة: لها خُلقت ولي غُذّيت، فلمّا رُفِعَ على الخشبة اجتمع الناس حوله على باب عمرو بن حريث. قال عمرو: قد كان واللَّه يقول: إنّي مجاورك. فلمّا صُلب أمر جاريته بكنس تحت خشبته ورشّه وتجميره ، فجعل ميثم يحدّث بفضائل بني هاشم، فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. فقال: ألجموه. فكان أوّل خلق اللَّه اُلجم في الإسلام. وكان مقتل ميثم رحمة اللَّه عليه قبل قدوم الحسين بن عليّ (عليه السلام) العراق بعشرة أيّام سنة 60 للهجرة ، فلمّاكان يوم الثالث من صلبه، طُعن ميثم بالحربة، فكبّر ثمّ انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً.
عن حمزة بن ميثم: خرج أبي إلى العمرة، فحدّثني قال: استأذنت على اُمّ سلمة رحمة اللَّه عليها، فضربت بيني وبينها خدراً، فقالت لي: أنت ميثم؟ فقلت: أنا ميثم. فقالت: كثيراً ما رأيت الحسين بن عليّ، ابن فاطمة صلوات اللَّه عليهم يذكرك. قلت: فأين هو؟ قالت: خرج في غنم له آنفاً. قلت: أنا واللَّه اُكثر ذكره فاقرئيه السلام فإنّي مبادر. فقالت: يا جارية اخرجي فادهنيه، فخرجت فدهنت لحيتي ببان. فقلت: أما واللَّه لئن دهنتها لتخضبنّ فيكم بالدماء. فخرجنا فإذا ابن عبّاس رحمة اللَّه عليهما جالس، فقلت: يا ابن عبّاس سلني ما شئت من تفسيرالقرآن، فإنّي قرأت تنزيله على أميرالمؤمنين(عليه السلام) وعلّمني تأويله. فقال: يا جارية الدواة وقرطاساً، فأقبل يكتب. فقلت: يا بن عبّاس، كيف بك إذا رأيتني مصلوباً تاسع تسعة أقصرهم خشبةً وأقربهم بالمطهرة.
فقدم أبي علينا فما لبث يومين حتى أرسل عبيداللَّه بن زياد، فصلبه تاسع تسعة أقصرهم خشبة وأقربهم إلى المطهرة.
ورد عن ميثم التمار قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) و ذكر أصحاب الأخدود فقال كانوا عشرة و على مثالهم عشرة يقتلون في هذا السوق.
وبأستشهاد ميثم التمار وأصحابه طويت صفحة ناصعة سطرها هؤلاء الابطال العظماء في سبيل الله ودفاعاً عن ولاية أهل البيت عليهم السلام .
فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حياً .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.