علي محمد الاسدي
26-06-2012, 06:41 PM
بلغ من شأنه وشرفه أن يذكره رسول الله صلّى الله عليه وآله في جوف الليل مرّات عديدة، وبلغ من فضله وعلوّ مقامه أن يوصيَ صلّى الله عليه وآله به وصيَّه المرتضى صلوات الله عليه، وهذا نبأً كريماً يرشدنا إلى عظيم منزلة ميثم .(رض).قال الإمام الكاظم (عليه السلام) : (إذا كان يوم القيامة نادى مناد : أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر ، ثم ينادى مناد : أين حواري علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، وصى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقوم عمرو بن الحمق ، ومحمّد بن أبي بكر ، وميثم بن يحيى التمّار ـ مولى بني أسد ـ ، وأويس القرني). قال : (ثم ينادى المنادى :... فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين ، وأوّل المقرّبين ، وأوّل المتحوّرين من التابعين) (2). صُلِب ميثم التمّار رضوان الله عليه يوم الأحد في العشرين من ذي الحجّة سنة ستّين من الهجرة، وقُتل يوم الثلاثاء في الثاني والعشرين من ذي الحجّة.كان مِيثَم التمّار عبداً لامرأة مِن بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين (عليه السّلام )منها فأعتقه، فقال: ما اسمُك ؟! قال: سالم، فقال (عليه السّلام): أخبَرَني رسول الله (صلّى الله عليه وآله( أنّ اسمك الذي سمّاك به أبوك في العجم « ميثم ». قال: صدَقَ اللهُ ورسوله وصدق أمير المؤمنين، واللهِ إنّه لاَسمي، قال: فارجِعْ إلى اسمك الذي سمّاك به رسول الله صلّى الله عليه وآله ( أي ذَكَرك به ) ودَعْ سالماً. فرجع إلى اسم « ميثم » واكتنى بأبي سالم(3) .أبو سالم مِيثَم بن يحيى التمّار النَّهرواني، كان يبيع التمر في الكوفة فلُقّب بـ « التمّار ». مولى أمير المؤمنين علي عليه السّلام وخاصّته وحواريّه، ومستودع أسراره ومَغرس علومه، وقد أطْلَعَه (عليه السّلام )على علمٍ كثيرٍ وأسرارٍ خفيّة مِن أسرار الوصيّة (4).ويعرفه الشيخ محمد حرز الدين : ابو سالم ميثم بن يحيي مولى بني محمد كوفي ,كان يبيع التمر واشتهر بالتمار ,استشهد بالكوفة قبل مقدم الامام ابي عبد الله الحسين (عليه السلام) الى العراق بعشرة ايام ,قتله بن زياد مصلوبا (5).كتب إبراهيم الثقفي: أطلَعَه عليٌّ (عليه السّلام)على علمٍ كثيرٍ وأسرارٍ خفيّة من أسرار الوصيّة، فكان مِيثم يحدّث ببعض ذلك، فيشكّ فيه قومٌ وينسبون عليّاً في ذلك إلى المَخرَقة والإيهام والتدليس، حتّى قال (عليه السّلام) له يوماً بمحضر خَلقٍ كثير من أصحابه، وفيهم الشاكّ والمخلص: يا ميثم، إنّك تُؤخَذ بعدي وتُصلَب.. وذكر قصّة شهادته (6).والصحابي التمار يسكن النهروان .وله اعقاب (اولاد )ذروا في المصادر التاريخية هم : عمران وصالح وحمزة ويعقوب .كان ميثم التمار عالما فاضلا ,عنده علم المنايا والبلايا ,روي عن ميثم أنه قال :أتيت باب علي أمير المؤمنين (عليه السلام) فقيل : لي نائم فناديت انتبه أيها النائم ,فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك فقال : لي(عليه السلام) ,صدقت , والله لتقطعن يداك ورجلاك ولسانك والعينين .فقلت ومن يفعل ذلك ياأمير المؤمنين ,فقال : ليأخذنك العتل الزنيم ابن الآمة الفاجرة عبيد الله بن زياد ,وكان اسم أمه مرجانه ,وهي التي اشار اليها سراقة الباهلي بقوله :لعن الله حيث حل زيادا ...وابنه والعجوز ذات البعول قال ابن حجر في الاصابة وغيرها ,ان عليا امير المؤمنين (عليه السلام) قال ذات يوم لميثم انك تؤخذ بعدي فتصلب على باب عمرو بن حريث ,عاشر عشرة وانت أقصرهم خشبة واقربهم من المطهرة .فامضي معي حتى أريك النخلة التي تصلب على جذعها .فأره أياها, وكان ميثم يأتها فيصلي عندها ويقول : بوركت من نخلة,لك خلقت ولي غذيت,فلم يزل يعاهدها حتى قطعت