مرتضى علي الحلي
05-07-2012, 06:32 PM
أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ
===========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال اللهُ تعالى في مُحكم كتابه العزيز
(( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ* إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ )) الأنبياء 105: 106
بدايةً لابُدَّ من توضيح المبادىء المعرفية للآيتين الشريفتين أعلاه
فنقول إنّ المقصود بكتابة الله تعالى هنا وفي كل مورد تردُ فيه لفظة كَتَبَ في القرآن الكريم
هو إيجاب الله تعالى للشيء على ذاته:
أي تعهده سبحانه تعهدا ذاتيا بتطبيق ما ألزمه على نفسه تعالى
كتابة تكوينية وتشريعية لن تتخلف أبدا في وقت تحقيقها بإرادته تعالى
أمّا لفظة (الأرض)
فيُراد بها جنس الأرض لا الأرض المخصوصة
وهنا كناية رائعة عن لزوم هيمنة وسلطنة الصالحين في نهاية المطاف الوجودي على تمام الأرض كلها
وبسطهم لعدل الله تعالى فيها ميدانيا ونشرهم لتوحيده الحق.
والمراد بالصالحين هنا هم الصالحون نفسا وقولا وفعلا وفكرا وعقيدةً وأجلى مصداق للصالحين هو شخص المعصوم
وأعني الإمام المهدي:عليه السلام:
وحتى أنّ السيد الطباطبائي ذكر
في تفسيره الميزان :ج14:ص315.
أنّ مصداقها :أي الآية:
كما عن تفسير القمي :
(( القائم وأصحابه ))
طبعاً والملفت للنظر إرداف هذه الأية الشريفة
بقوله تعالى :
((إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ))
ونقف هنا أيضا على ضرورة فهم مدلول هذه الآية
وهي تستعمل حرف (إنّ) المؤكَِّد والمُقَررللحكم وتثبيته حال الشك فيه
وتستعمل الآية أيضا لفظ (هذا) و هو إسم إشارة يرمز إلى القريب المحسوس خارجا
أو المعقول المُنَزَّل منزِلَة المحسوس من الأمر
والآية أيضا إستعملت أرقى لفظة وأفصحها معنىً
وهي لفظة (البلاغ)
والتي تعني نهاية الشيء وغايته أو نفس الوصول إلى الغاية المنشودة
ولفظة (لبلاغا)
تستبطن معنىً تأكيدي خطير لاسيما أنّها دخلت عليها
لام التزحلق والتقوية للخبر
وهذا المعنى الخطير والحتمي هو قطعيَّة وقرب تحقق الغاية المنشودة للقوم العابدين
ولفظة العابدين أيضا ممكن أن تنطبق مصداقا على المؤمنين المُنتَظِرين للإمام المهدي :ع:
أو أنصاره وأصحابه المُخلصين
ونحن نعلم قطعا أنّ إنتظار ظهور الإمام المهدي :ع:
هو أفضل عبادة كما قال النبي محمد الأكرم محمد:ص:
: أفضل عبادة أمتي إنتظار الفرج:.
كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق:287.
وعلى هذه الأسس الشرعية والقرآنية القطعية
يكون الإمام المهدي:ع: هو الوريثُ الشرعي الخاتم للأرض وبإذن ألله تعالى
والقرآن أيَّدَ ذلك بقوله تعالى:
(( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )) القصص5
فالآية هنا قد جمعتْ بحكم واو العطف والتي تقتضي التشريك في الحكم بين إمامة الوارث ووراثته الجعلية بجعل الله تعالى
(( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ))
وهذا الجعل الإلهي لم يتحقق لأحد إلى ألان
فليس له مصداقا إلاّ الإمام المهدي:ع:
فهو الإمام المجعول إلهيا وهو الوريثُ للأرض ربانيا.
والروايات واضحة التفسير في ذلك
.
وأخيراً هذه الآيات الشريفة آيات حقيقية في دلالاتها
ولم تكن آيات مرحلية خارجية قد يظن البعض أنها قد تحققت من قبل .
وهي بنصها البيَّن تعطينا تفاؤلا تأريخيا قادما
وحتمياً بمعرفة ووعي نهاية المحنة في الغيبة الكبرى
والتي يكون عندها الفرج والظهور الشريف
لمهدي ألله تعالى الموعود والعاقبة للمتقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
===========================
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
قال اللهُ تعالى في مُحكم كتابه العزيز
(( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ* إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ )) الأنبياء 105: 106
بدايةً لابُدَّ من توضيح المبادىء المعرفية للآيتين الشريفتين أعلاه
فنقول إنّ المقصود بكتابة الله تعالى هنا وفي كل مورد تردُ فيه لفظة كَتَبَ في القرآن الكريم
هو إيجاب الله تعالى للشيء على ذاته:
أي تعهده سبحانه تعهدا ذاتيا بتطبيق ما ألزمه على نفسه تعالى
كتابة تكوينية وتشريعية لن تتخلف أبدا في وقت تحقيقها بإرادته تعالى
أمّا لفظة (الأرض)
فيُراد بها جنس الأرض لا الأرض المخصوصة
وهنا كناية رائعة عن لزوم هيمنة وسلطنة الصالحين في نهاية المطاف الوجودي على تمام الأرض كلها
وبسطهم لعدل الله تعالى فيها ميدانيا ونشرهم لتوحيده الحق.
والمراد بالصالحين هنا هم الصالحون نفسا وقولا وفعلا وفكرا وعقيدةً وأجلى مصداق للصالحين هو شخص المعصوم
وأعني الإمام المهدي:عليه السلام:
وحتى أنّ السيد الطباطبائي ذكر
في تفسيره الميزان :ج14:ص315.
أنّ مصداقها :أي الآية:
كما عن تفسير القمي :
(( القائم وأصحابه ))
طبعاً والملفت للنظر إرداف هذه الأية الشريفة
بقوله تعالى :
((إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ))
ونقف هنا أيضا على ضرورة فهم مدلول هذه الآية
وهي تستعمل حرف (إنّ) المؤكَِّد والمُقَررللحكم وتثبيته حال الشك فيه
وتستعمل الآية أيضا لفظ (هذا) و هو إسم إشارة يرمز إلى القريب المحسوس خارجا
أو المعقول المُنَزَّل منزِلَة المحسوس من الأمر
والآية أيضا إستعملت أرقى لفظة وأفصحها معنىً
وهي لفظة (البلاغ)
والتي تعني نهاية الشيء وغايته أو نفس الوصول إلى الغاية المنشودة
ولفظة (لبلاغا)
تستبطن معنىً تأكيدي خطير لاسيما أنّها دخلت عليها
لام التزحلق والتقوية للخبر
وهذا المعنى الخطير والحتمي هو قطعيَّة وقرب تحقق الغاية المنشودة للقوم العابدين
ولفظة العابدين أيضا ممكن أن تنطبق مصداقا على المؤمنين المُنتَظِرين للإمام المهدي :ع:
أو أنصاره وأصحابه المُخلصين
ونحن نعلم قطعا أنّ إنتظار ظهور الإمام المهدي :ع:
هو أفضل عبادة كما قال النبي محمد الأكرم محمد:ص:
: أفضل عبادة أمتي إنتظار الفرج:.
كمال الدين وتمام النعمة:الصدوق:287.
وعلى هذه الأسس الشرعية والقرآنية القطعية
يكون الإمام المهدي:ع: هو الوريثُ الشرعي الخاتم للأرض وبإذن ألله تعالى
والقرآن أيَّدَ ذلك بقوله تعالى:
(( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ )) القصص5
فالآية هنا قد جمعتْ بحكم واو العطف والتي تقتضي التشريك في الحكم بين إمامة الوارث ووراثته الجعلية بجعل الله تعالى
(( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ))
وهذا الجعل الإلهي لم يتحقق لأحد إلى ألان
فليس له مصداقا إلاّ الإمام المهدي:ع:
فهو الإمام المجعول إلهيا وهو الوريثُ للأرض ربانيا.
والروايات واضحة التفسير في ذلك
.
وأخيراً هذه الآيات الشريفة آيات حقيقية في دلالاتها
ولم تكن آيات مرحلية خارجية قد يظن البعض أنها قد تحققت من قبل .
وهي بنصها البيَّن تعطينا تفاؤلا تأريخيا قادما
وحتمياً بمعرفة ووعي نهاية المحنة في الغيبة الكبرى
والتي يكون عندها الفرج والظهور الشريف
لمهدي ألله تعالى الموعود والعاقبة للمتقين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :