أبو حسين العاملي
08-07-2012, 02:52 AM
بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
إذا تقلب بك القلب يومًا ، فلا تتكِئ على أحزانك ، ودَعْ لمرشد أيامك يخلو بوجدانك .
ففي سالف أيامي عاداني أحد أحبابي ، حتى ارتعدت لشدتها فرائصي ، وضاع صغر سني في تفسير أحزاني ، فقال لي أحدهم : إنساه ، ينساك ، وتنساك همومك .
وبعد أن يئس من جعل حبي له تَلْفا لأعصابي ، ناشدني العودة ، فعدت ، وأنا لا أريده ، بل أريد الحياة ، تماما كما أربي النبات .
وكأنه سرّ ، بل سمّه بلسما ، يعالج الروح ، فتسرع لملاقاة أنسها ، هكذا كما خلقها ربها .
هي الضوضاء ، فلا تجعلها كالأب والأُم ، وكأن خرير الماء بات يصُمّ ، مع أن صاحبك يسعد بمائه ولا يغمّ .
نعم ، عِش ما شئت ، ورُفَّ بجناحَيك ، فلا تُحجَبنَّ عنك الغدران ، ولا تُقفل بوجهك الجدران ، فإنك ترى من علٍ ما حجب عنك في شغل .
فإن رأيت قمرًا فاختزنه ، ولا تعتقده ، فإنه سيقلُّ ، ويمضحلّ ، وإن هجم عليك الليل يوما ، فَأْلَفه ، وإلا عاداك ، وسجن أحلامك ، ولعل عدوك جهْلُك فلا تفلته .
نعم هي النفس إن مَلَكت ظفرت ، وإن مُلِكت تقهقرت ، حتى السعادة احضنها ، إياك وتحضنك ، وإلا دقت على الباب أحزانك وطالبتك .
ولا تجعلها على محطة واحدة ، فيمل تلفازك ، ألا تعلم أن نصفها تراب ، والباقي عذب ، إن تركت الثانية يبُس ، وإن رميت الأول فلن تظفر بإنس - أي إنسان فهو من طين ، والطين من تراب والماء - .
قالوا : أليست النافلة أُنس ؟ .
قلت : بلى ، ولكن ليس كل أعضائي خُرس ، وذاك الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل عذري ، وقال روح عنها ، ولا تعدو عنها .
وإلا فما بال التفكر يساوي عنده (عزوجل) كمن كانت عنده ديدنه ، وأظن أن بعض العلماء قال : معظمي نظر ، والباقي عمل ، هكذا سمعت ، وعليها ألفت .
وقد التفت إلينا الحق (تعالى) ، وقال : ((وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)) ، ولم يتركها تدور حتى قال : ((فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ)) ، وقال : ((وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)) .
فالأيام والسعادة والأحزان رفقة درب ، فلا تشربها فتغص ، ولا تترك خيرها فتنقص .
والحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
إذا تقلب بك القلب يومًا ، فلا تتكِئ على أحزانك ، ودَعْ لمرشد أيامك يخلو بوجدانك .
ففي سالف أيامي عاداني أحد أحبابي ، حتى ارتعدت لشدتها فرائصي ، وضاع صغر سني في تفسير أحزاني ، فقال لي أحدهم : إنساه ، ينساك ، وتنساك همومك .
وبعد أن يئس من جعل حبي له تَلْفا لأعصابي ، ناشدني العودة ، فعدت ، وأنا لا أريده ، بل أريد الحياة ، تماما كما أربي النبات .
وكأنه سرّ ، بل سمّه بلسما ، يعالج الروح ، فتسرع لملاقاة أنسها ، هكذا كما خلقها ربها .
هي الضوضاء ، فلا تجعلها كالأب والأُم ، وكأن خرير الماء بات يصُمّ ، مع أن صاحبك يسعد بمائه ولا يغمّ .
نعم ، عِش ما شئت ، ورُفَّ بجناحَيك ، فلا تُحجَبنَّ عنك الغدران ، ولا تُقفل بوجهك الجدران ، فإنك ترى من علٍ ما حجب عنك في شغل .
فإن رأيت قمرًا فاختزنه ، ولا تعتقده ، فإنه سيقلُّ ، ويمضحلّ ، وإن هجم عليك الليل يوما ، فَأْلَفه ، وإلا عاداك ، وسجن أحلامك ، ولعل عدوك جهْلُك فلا تفلته .
نعم هي النفس إن مَلَكت ظفرت ، وإن مُلِكت تقهقرت ، حتى السعادة احضنها ، إياك وتحضنك ، وإلا دقت على الباب أحزانك وطالبتك .
ولا تجعلها على محطة واحدة ، فيمل تلفازك ، ألا تعلم أن نصفها تراب ، والباقي عذب ، إن تركت الثانية يبُس ، وإن رميت الأول فلن تظفر بإنس - أي إنسان فهو من طين ، والطين من تراب والماء - .
قالوا : أليست النافلة أُنس ؟ .
قلت : بلى ، ولكن ليس كل أعضائي خُرس ، وذاك الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل عذري ، وقال روح عنها ، ولا تعدو عنها .
وإلا فما بال التفكر يساوي عنده (عزوجل) كمن كانت عنده ديدنه ، وأظن أن بعض العلماء قال : معظمي نظر ، والباقي عمل ، هكذا سمعت ، وعليها ألفت .
وقد التفت إلينا الحق (تعالى) ، وقال : ((وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ)) ، ولم يتركها تدور حتى قال : ((فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ)) ، وقال : ((وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا)) .
فالأيام والسعادة والأحزان رفقة درب ، فلا تشربها فتغص ، ولا تترك خيرها فتنقص .
والحمد لله رب العالمين وسلام على محمد وآله الطاهرين