المؤرخ
09-07-2012, 09:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يستدلّ علماؤنا بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا )) (آل عمران:61) على إمامة الإمام عليّ(عليه السلام)، تبعاً لأئمّتنا(عليهم السلام).
ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين(عليه السلام) نفسه، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى، بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك إحتجاجه بآية المباهلة، حيث قال(عليه السلام): ((نشدتكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في الرحم، ومن جعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) نفسه، وابناه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: لا)) فكلّهم أقرّوا بما قال(عليه السلام) .
وروى السيد المرتضى عن الشيخ المفيد: انّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا(عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين(عليه السلام) يدلّ عليها القرآن؟ فذكر له الإمام الرضا(عليه السلام) آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا )).
لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما أُمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج عليّاً(عليه السلام)، فكان عليّ(عليه السلام) نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، إلاّ أنّ كون عليّ نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى المجازي هو المراد، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون(عليه السلام) مساوياً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في جميع الخصوصيات، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة، إذ لا نبيّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، فتبقى بقية مزايا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وخصوصياته وكمالاته ثابتة.
ومن خصوصيات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه أفضل من جميع المخلوقات، فعليّ(عليه السلام) كذلك، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل، إذاً لابدّ من تقدّم عليّ(عليه السلام) على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين.
--------
أنظر تاريخ مدينة دمشق 42: 432.
الفصول المختارة: 38 فصل (مكالمة المأمون للرضا(عليه السلام) في المباهلة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يستدلّ علماؤنا بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا )) (آل عمران:61) على إمامة الإمام عليّ(عليه السلام)، تبعاً لأئمّتنا(عليهم السلام).
ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية هو أمير المؤمنين(عليه السلام) نفسه، عندما احتجّ على الحاضرين في الشورى، بجملة من فضائله ومناقبه، فكان من ذلك إحتجاجه بآية المباهلة، حيث قال(عليه السلام): ((نشدتكم بالله هل فيكم أحد أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في الرحم، ومن جعله رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) نفسه، وابناه أبناءه، ونساءه نساءه غيري؟ قالوا: لا)) فكلّهم أقرّوا بما قال(عليه السلام) .
وروى السيد المرتضى عن الشيخ المفيد: انّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا(عليه السلام): أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين(عليه السلام) يدلّ عليها القرآن؟ فذكر له الإمام الرضا(عليه السلام) آية المباهلة، واستدلّ بكلمة: (( وَأَنفُسَنَا )).
لأنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلّم) عندما أُمر أن يخرج معه نساؤه أخرج فاطمة فقط، وعندما أُمر أن يخرج أبناؤه أخرج الحسن والحسين فقط، وعندما أُمر أن يخرج معه نفسه أخرج عليّاً(عليه السلام)، فكان عليّ(عليه السلام) نفس رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، إلاّ أنّ كون عليّ نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن، فيكون المعنى المجازي هو المراد، وأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون(عليه السلام) مساوياً لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) في جميع الخصوصيات، إلاّ ما أخرجه الدليل وهو النبوّة، إذ لا نبيّ بعد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم)، فتبقى بقية مزايا رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) وخصوصياته وكمالاته ثابتة.
ومن خصوصيات رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلّم) أنّه أفضل من جميع المخلوقات، فعليّ(عليه السلام) كذلك، والعقل يحكم بقبح تقدّم المفضول على الفاضل، إذاً لابدّ من تقدّم عليّ(عليه السلام) على غيره في التصدّي لخلافة المسلمين.
--------
أنظر تاريخ مدينة دمشق 42: 432.
الفصول المختارة: 38 فصل (مكالمة المأمون للرضا(عليه السلام) في المباهلة.