المؤرخ
10-07-2012, 11:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابدَّ في البداية من الالتفات الى الفرق بين مصطلحين، بين مصطلح علم الغيب ومصطلح تعلّم الغيب من عالم الغيب.
والذي هو من مختصات الله سبحانه هو الاول أي علم الغيب قال تعالى: ((وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو)) (الانعام:59)، ((ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) (الاعراف: 188)، ((قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله)) (النمل:65).
وأما الثاني، وهو تعلّم الغيب من عالم الغيب ـ فيمكن ثبوته لغير الله سبحانه، قال تعالى: ((وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله)) (آل عمران:179)، ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً)) (الجن:26 -27) وكان عيسى (عليه السلام) يعلم الغيب كما قال تعالى: ((وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم)) (آل عمران:49) ، وكان الخضر (عليه السلام) يعلم الغيب، كما قال تعالى: ((فانطلقا حتى اذا لقيا غلاماً فقتله قال اقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكرا... واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغياناً وكفراً فاردنا أن يبدلهما...))[الكهف:80] . وقد جاء في (خطبة 128 من نهج البلاغة) ان الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما أخبر عن التتار بقوله: (كأني اراهم قوماً كأنَّ وجوههم المجانّ المطرَّقة يلبسون السَّرَق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق ... قام اليه بعض أصحابه، وقال: لقد اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك، وقال للرجل وكان كلبياً: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وانما هو تعلّم من ذي علم...). وباتضاح هذه القضية يتجلى أن الآية التي اشير إليها في سؤالكم ((ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) [الاعراف:189] ناظرة الى علم الغيب فالملازمة بين العلم والعمل ثابتة فيه، أما ما كان من قبيل التعلم من ذي علم فلم تثبت في مثله الملازمة، ولعله حينا منح من عالم الغيب اشترط فيه عدم العمل في بعض مجالاته كي يمكن ان تسير الحياة على شكلها الطبيعي، وانتم لابدَّ أن تذكروا آية تدل على ثبوت الملازمة بين العلم والعمل حتى في مثل التعلم من ذي علم، وطبيعي لا توجد آية تدل على ذلك، وحيث أن علم غير الله سبحانه هو كله من قبيل التعلم من ذي علم فلا يعود أي مجال لاشكالكم الذي اثرتموه.
وفقنا سبحانه وتعالى جميعاً لمراضيه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لابدَّ في البداية من الالتفات الى الفرق بين مصطلحين، بين مصطلح علم الغيب ومصطلح تعلّم الغيب من عالم الغيب.
والذي هو من مختصات الله سبحانه هو الاول أي علم الغيب قال تعالى: ((وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو)) (الانعام:59)، ((ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) (الاعراف: 188)، ((قل لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله)) (النمل:65).
وأما الثاني، وهو تعلّم الغيب من عالم الغيب ـ فيمكن ثبوته لغير الله سبحانه، قال تعالى: ((وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله)) (آل عمران:179)، ((عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً الا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً)) (الجن:26 -27) وكان عيسى (عليه السلام) يعلم الغيب كما قال تعالى: ((وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم)) (آل عمران:49) ، وكان الخضر (عليه السلام) يعلم الغيب، كما قال تعالى: ((فانطلقا حتى اذا لقيا غلاماً فقتله قال اقتلت نفساً زكية بغير نفس لقد جئت شيئاً نكرا... واما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغياناً وكفراً فاردنا أن يبدلهما...))[الكهف:80] . وقد جاء في (خطبة 128 من نهج البلاغة) ان الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما أخبر عن التتار بقوله: (كأني اراهم قوماً كأنَّ وجوههم المجانّ المطرَّقة يلبسون السَّرَق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق ... قام اليه بعض أصحابه، وقال: لقد اعطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك، وقال للرجل وكان كلبياً: يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وانما هو تعلّم من ذي علم...). وباتضاح هذه القضية يتجلى أن الآية التي اشير إليها في سؤالكم ((ولو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء)) [الاعراف:189] ناظرة الى علم الغيب فالملازمة بين العلم والعمل ثابتة فيه، أما ما كان من قبيل التعلم من ذي علم فلم تثبت في مثله الملازمة، ولعله حينا منح من عالم الغيب اشترط فيه عدم العمل في بعض مجالاته كي يمكن ان تسير الحياة على شكلها الطبيعي، وانتم لابدَّ أن تذكروا آية تدل على ثبوت الملازمة بين العلم والعمل حتى في مثل التعلم من ذي علم، وطبيعي لا توجد آية تدل على ذلك، وحيث أن علم غير الله سبحانه هو كله من قبيل التعلم من ذي علم فلا يعود أي مجال لاشكالكم الذي اثرتموه.
وفقنا سبحانه وتعالى جميعاً لمراضيه.