المؤرخ
12-07-2012, 03:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم أن القرآن الكريم كتاب تعليم وتوجيه وإرشاد, وهو بقرينة كونه منزلاً لهداية الناس وإرشادهم إلى الطريق السوي في عبادته سبحانه, فتحمل الخطابات المباشرة كقوله تعالى: (( إياك نعبد )) على تقدير: قولوا إياك نعبد , وهكذا الشأن في كل الخطابات الواردة بهذا السياق.
على أن سورة الفاتحة ليست كلها على نحو لفظ الخطاب! بل قوله تعالى: (( الحمد لله ربّ العالمين )) إلى قوله: (( مالك يوم الدين )) كان بلفظ الغيبة، ثم انتقل إلى لفظ الخطاب, وهذا العدول _ كما يقول الطبرسي في (تفسير جوامع الجامع 1 / 55 ): إنّما جرى على عادة العرب _ المخاطبين بالقرآن _ في تفننهم في محاوراتهم , ويسمى هذا التفاتاً, وقد يكون من الغيبة إلى الخطاب , ومن الخطاب إلى الغيبة, ومن الغيبة إلى التكلم كقوله سبحانه: (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم )) (يونس _ 22) ، وقوله: (( والله الذي أرسل الريح فتثير سحاباً فسقناه )) (فاطر _ 9).
وأمّا الفائدة المختصة به في هذا الموضع فهو أن المعبود الحقيقي بالحمد والثناء لمّا أجرى عليه صفاته العلى تعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن حقيق بالعبادة والاستعانة به في المهمات, فخوطب ذلك المعلوم المتميز بتلك الصفات, وقيل: إياك _ يا من هذه صفاته _ نخص بالعبادة والاستعانة , ولا نعبد غيرك ولا نستعين به, ليكون الخطاب أدل على أن العبادة له لذلك المتميز الذي لا تحق العبادة إلاّ له (انتهى ما أفاده الشيخ الطبرسي).
حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا يخفى عليكم أن القرآن الكريم كتاب تعليم وتوجيه وإرشاد, وهو بقرينة كونه منزلاً لهداية الناس وإرشادهم إلى الطريق السوي في عبادته سبحانه, فتحمل الخطابات المباشرة كقوله تعالى: (( إياك نعبد )) على تقدير: قولوا إياك نعبد , وهكذا الشأن في كل الخطابات الواردة بهذا السياق.
على أن سورة الفاتحة ليست كلها على نحو لفظ الخطاب! بل قوله تعالى: (( الحمد لله ربّ العالمين )) إلى قوله: (( مالك يوم الدين )) كان بلفظ الغيبة، ثم انتقل إلى لفظ الخطاب, وهذا العدول _ كما يقول الطبرسي في (تفسير جوامع الجامع 1 / 55 ): إنّما جرى على عادة العرب _ المخاطبين بالقرآن _ في تفننهم في محاوراتهم , ويسمى هذا التفاتاً, وقد يكون من الغيبة إلى الخطاب , ومن الخطاب إلى الغيبة, ومن الغيبة إلى التكلم كقوله سبحانه: (( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم )) (يونس _ 22) ، وقوله: (( والله الذي أرسل الريح فتثير سحاباً فسقناه )) (فاطر _ 9).
وأمّا الفائدة المختصة به في هذا الموضع فهو أن المعبود الحقيقي بالحمد والثناء لمّا أجرى عليه صفاته العلى تعلق العلم بمعلوم عظيم الشأن حقيق بالعبادة والاستعانة به في المهمات, فخوطب ذلك المعلوم المتميز بتلك الصفات, وقيل: إياك _ يا من هذه صفاته _ نخص بالعبادة والاستعانة , ولا نعبد غيرك ولا نستعين به, ليكون الخطاب أدل على أن العبادة له لذلك المتميز الذي لا تحق العبادة إلاّ له (انتهى ما أفاده الشيخ الطبرسي).
حفظكم الله