الحوزويه الصغيره
14-07-2012, 05:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم
الصبر والتصابرمن صفات المنتظرين
1-الصبر:
وهذه الصفة هي أهم تلك الصفات، لأنَّها في الواقع هي الضمان لاستمرار الرفض.
والصبر ههنا يختلف عن الصبر في المواطن الأخرى، فهذا النوع من الصبر في الواقع هو الصبر الحقيقى الذي هو كالأم لسائر موارد الصبر حيث اشتماله على جميع أنواع الصبر التي نطقت بها أحاديثنا الشريفة، وهي ثلاثة كما في الحديث الذي نقله المحدِّث الكليني قدِّس سرُّه:
( بإسناده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: الصبر ثلاثة صبرٌ عند المصيبة، وصبرٌ على الطاعة، وصبرٌ عن المعصية )
ثمَّ ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله درجاتٍ أخروية لكلٍّ من هذه الأصناف الثلاثة.
ولكنَّ الصبر الملازم للانتظار قد شمل هذه المراحل الثلاثة وذلك لأنَّه:
هناك أعظم مصيبة ابتلى بها المؤمن المنتظر وهي مصيبة فقدان قائده الروحي و إمامه الثاني عشرالحجَّة بن الحسن المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف، فهو يعيش حالةَ اليتم، وهذه المعضلة العظمى بطبيعتها تتطلَّب الصبر. وهناك طاعة تتجسد في التبري من كل ما ومن هو يزاحم هذه الروحيَّة ( أعني روحيَّة الانتظار ) (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
وهناك معاصٍ محيطة بهذا الإنسان المؤمن إحاطة كاملةً، و هي القضايا التي تقصم الظهر من التسويلات الشيطانية و المُغريات المادِّية المنتشرة على مستوى وسيع بحيث لا يلتفت الإنسان يميناً أو يساراً إلاّ وهي تبرز أمامَه خصوصاً في عصرنا الحالي حيث الأقمار الصناعية وحيث شبكة الإنترنت و أيضاً أجهزة الإعلام التّي مهمَّتُها الرئيس نقل الفساد إلى العالم الثالث.
فالمنتظر للدولة المباركة سوف يعيش كلَّ تلك المغريات طوال حياته، فيشاهد بأمّ عينيه أنَّه يسير إلى جهة و العالم أجمع يسيرون إلى جهة أخرى مضادَّةٍ له تماماً، ومن ناحية أخرى يشاهد أنَّ جنود الشيطان وأهل الدنيا يمثِّلون السواد الأعظم فهم الملأ الذين يملئون أعيُن الناس فهو إذن الشاذ بينهم.
ومن المؤسف جدّاً أنَّ أرباب الدنيا ربَّما ينطلقون من منطلق النصيحة والإصلاح والحبّ في مسيرتهم الباطلة حيث يُتراءى أنهّا حركة إصلاحية بل إسلامية يتقرب بها إلى الله، ومن الصعب أن يقتنعوا بخطئهم أو يحتملوا ذلك.
فمن الواضح أنَّ هذا الأمر سوف يجعل المؤمن المنتظر الصابر يعيش حالةً أخرى صعبة و هي حالة "الغربة"، ولا تتلخَّص هذه الحالة في الغربة الاجتماعية، بل هناك غربة أصعب من ذلك ألا وهي الغربة الفكرية والأيديولوجية التي تؤكد عليها الأحاديث الشريفة وتجعلها من صفات وعلائم المنتظر الحقيقي كالحديث التالي: ( على بن موسى الرضا عليه السلام قال: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ثم يكون ماذا ؟ قال ثم يرجع الحق إلى أهله )
2: التصابر:
فماذا يفعل إذاً هذا الصابر كي يستقيم في صبره ولا يهون ؟ لابدّ وأن ينتقل من مرحلة "الصبر" إلى مرحلة أرقى وهي "التصابر" و ذلك كي يخلق الصبر في الآخرين حتَّى ينسجموا معه فلا يرى نفسه وحيداً فيستمرَّ في مسيرته ويصمد في مواقفه حتى تحقُّق تلك الدولة العالميَّة المباركة، وهذه الحقيقة ظاهرة في سورة العصر فهي التِّي ترسم الطريق للمؤمنين المنتظرين قال تعالى: (وَالْعَصْرِ) أي قسماً بالعصر، ربَّما يكون المقصود من العصر في هذه السورة هو عصر الحجَّة عجلّ الله تعالى فرجه الشريف. أو ما ذكره الإمام قدِّس سرُّه حيث قال: " يقال: أن العصر هو الإنسان الكامل، وهو إمام الزمان سلام الله عليه أي عصارة جميع الموجودات، أي قسماً بعصارة جميع الموجودات، قسما بالإنسان الكامل " ولا منافاة بين التفسيرين.
(إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)
هذا الإنسان الذي قد حُكم عليه بالخسران المطلق هو الإنسان الذي يعيش خارج العصر أي يعيش حالة الغيبة.
والإنسان المذكور هنا يشمل جميعَهم (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
والاستثناء بطبيعته يدلُّ على النُدورة والغربة، فالنادر من الناس والقليل منهم يتَّسمون بهذه السمات الأربعة المتوالية، التِّي ترجع بالأخير إلى صفة فاردة وهي "انتظار الفرج" على ضوء ما قدمنا.
والسؤال المطروح هنا هو إلى متى الصبر والتواصي به ؟ و هل لمجتمعٍ أن يعيش الراحة والطمأنينة و الهدوء في آخر المطاف ؟و إن كان الجواب سلباً فأين حكمة الله البالغة وأين لطفه الشامل وأين كرمه الجميل ؟
لابدَّ من وصول الإنسان المؤمن المتَّسم بتلك الصفات إلى مرحلة نهائية وهي مرحلة الكمال، على ما تدلُّ عليه السورة المباركة .
صفات أخرى:
الأحاديث الشريفة قد ذكرت صفاتاً للمنتظر وهي:
"الحزن - التسليم - اليأس - طول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم - الدعوة إلى دين الله سراً وجهراً - حسن العزاء وكرم الصحبة - حسن الجوار وبذل المعروف وكف الأذى وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين وأداء الأمانة إلى البر والفاجر "
وليُعلمْ أنَّ تعجيل الفرج يتناسب مع الانتظار شدَّةً وضعفاً، ولهذا صرحت الآية المباركة: (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) فقربُ نصر الله متناسبٌ مع طلب النصر "متى نصر الله" وهذا الطلب الأكيد لا يحصل إلاّ بعد اليأس ممّا في أيدي الناس ، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
"اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين".
مما راق لي
تحيتي
اللهم صل على محمد و آل محمد وعجل فرجهم وفرجنا بهم ياكريم
الصبر والتصابرمن صفات المنتظرين
1-الصبر:
وهذه الصفة هي أهم تلك الصفات، لأنَّها في الواقع هي الضمان لاستمرار الرفض.
والصبر ههنا يختلف عن الصبر في المواطن الأخرى، فهذا النوع من الصبر في الواقع هو الصبر الحقيقى الذي هو كالأم لسائر موارد الصبر حيث اشتماله على جميع أنواع الصبر التي نطقت بها أحاديثنا الشريفة، وهي ثلاثة كما في الحديث الذي نقله المحدِّث الكليني قدِّس سرُّه:
( بإسناده عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: الصبر ثلاثة صبرٌ عند المصيبة، وصبرٌ على الطاعة، وصبرٌ عن المعصية )
ثمَّ ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله درجاتٍ أخروية لكلٍّ من هذه الأصناف الثلاثة.
ولكنَّ الصبر الملازم للانتظار قد شمل هذه المراحل الثلاثة وذلك لأنَّه:
هناك أعظم مصيبة ابتلى بها المؤمن المنتظر وهي مصيبة فقدان قائده الروحي و إمامه الثاني عشرالحجَّة بن الحسن المهدي عجَّل الله تعالى فرجه الشريف، فهو يعيش حالةَ اليتم، وهذه المعضلة العظمى بطبيعتها تتطلَّب الصبر. وهناك طاعة تتجسد في التبري من كل ما ومن هو يزاحم هذه الروحيَّة ( أعني روحيَّة الانتظار ) (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ)
وهناك معاصٍ محيطة بهذا الإنسان المؤمن إحاطة كاملةً، و هي القضايا التي تقصم الظهر من التسويلات الشيطانية و المُغريات المادِّية المنتشرة على مستوى وسيع بحيث لا يلتفت الإنسان يميناً أو يساراً إلاّ وهي تبرز أمامَه خصوصاً في عصرنا الحالي حيث الأقمار الصناعية وحيث شبكة الإنترنت و أيضاً أجهزة الإعلام التّي مهمَّتُها الرئيس نقل الفساد إلى العالم الثالث.
فالمنتظر للدولة المباركة سوف يعيش كلَّ تلك المغريات طوال حياته، فيشاهد بأمّ عينيه أنَّه يسير إلى جهة و العالم أجمع يسيرون إلى جهة أخرى مضادَّةٍ له تماماً، ومن ناحية أخرى يشاهد أنَّ جنود الشيطان وأهل الدنيا يمثِّلون السواد الأعظم فهم الملأ الذين يملئون أعيُن الناس فهو إذن الشاذ بينهم.
ومن المؤسف جدّاً أنَّ أرباب الدنيا ربَّما ينطلقون من منطلق النصيحة والإصلاح والحبّ في مسيرتهم الباطلة حيث يُتراءى أنهّا حركة إصلاحية بل إسلامية يتقرب بها إلى الله، ومن الصعب أن يقتنعوا بخطئهم أو يحتملوا ذلك.
فمن الواضح أنَّ هذا الأمر سوف يجعل المؤمن المنتظر الصابر يعيش حالةً أخرى صعبة و هي حالة "الغربة"، ولا تتلخَّص هذه الحالة في الغربة الاجتماعية، بل هناك غربة أصعب من ذلك ألا وهي الغربة الفكرية والأيديولوجية التي تؤكد عليها الأحاديث الشريفة وتجعلها من صفات وعلائم المنتظر الحقيقي كالحديث التالي: ( على بن موسى الرضا عليه السلام قال: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله ثم يكون ماذا ؟ قال ثم يرجع الحق إلى أهله )
2: التصابر:
فماذا يفعل إذاً هذا الصابر كي يستقيم في صبره ولا يهون ؟ لابدّ وأن ينتقل من مرحلة "الصبر" إلى مرحلة أرقى وهي "التصابر" و ذلك كي يخلق الصبر في الآخرين حتَّى ينسجموا معه فلا يرى نفسه وحيداً فيستمرَّ في مسيرته ويصمد في مواقفه حتى تحقُّق تلك الدولة العالميَّة المباركة، وهذه الحقيقة ظاهرة في سورة العصر فهي التِّي ترسم الطريق للمؤمنين المنتظرين قال تعالى: (وَالْعَصْرِ) أي قسماً بالعصر، ربَّما يكون المقصود من العصر في هذه السورة هو عصر الحجَّة عجلّ الله تعالى فرجه الشريف. أو ما ذكره الإمام قدِّس سرُّه حيث قال: " يقال: أن العصر هو الإنسان الكامل، وهو إمام الزمان سلام الله عليه أي عصارة جميع الموجودات، أي قسماً بعصارة جميع الموجودات، قسما بالإنسان الكامل " ولا منافاة بين التفسيرين.
(إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ)
هذا الإنسان الذي قد حُكم عليه بالخسران المطلق هو الإنسان الذي يعيش خارج العصر أي يعيش حالة الغيبة.
والإنسان المذكور هنا يشمل جميعَهم (إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)
والاستثناء بطبيعته يدلُّ على النُدورة والغربة، فالنادر من الناس والقليل منهم يتَّسمون بهذه السمات الأربعة المتوالية، التِّي ترجع بالأخير إلى صفة فاردة وهي "انتظار الفرج" على ضوء ما قدمنا.
والسؤال المطروح هنا هو إلى متى الصبر والتواصي به ؟ و هل لمجتمعٍ أن يعيش الراحة والطمأنينة و الهدوء في آخر المطاف ؟و إن كان الجواب سلباً فأين حكمة الله البالغة وأين لطفه الشامل وأين كرمه الجميل ؟
لابدَّ من وصول الإنسان المؤمن المتَّسم بتلك الصفات إلى مرحلة نهائية وهي مرحلة الكمال، على ما تدلُّ عليه السورة المباركة .
صفات أخرى:
الأحاديث الشريفة قد ذكرت صفاتاً للمنتظر وهي:
"الحزن - التسليم - اليأس - طول السجود وقيام الليل واجتناب المحارم - الدعوة إلى دين الله سراً وجهراً - حسن العزاء وكرم الصحبة - حسن الجوار وبذل المعروف وكف الأذى وبسط الوجه والنصيحة والرحمة للمؤمنين وأداء الأمانة إلى البر والفاجر "
وليُعلمْ أنَّ تعجيل الفرج يتناسب مع الانتظار شدَّةً وضعفاً، ولهذا صرحت الآية المباركة: (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) فقربُ نصر الله متناسبٌ مع طلب النصر "متى نصر الله" وهذا الطلب الأكيد لا يحصل إلاّ بعد اليأس ممّا في أيدي الناس ، قال تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْئَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنْ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
"اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه في هذه الساعة وفي كل ساعة ولياً وحافظاً وقائداً وناصراً ودليلاً وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا برحمتك يا ارحم الراحمين".
مما راق لي
تحيتي