المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آية الله عيسی قاسم» في خطبة صلاة الجمعة: الشعب رأى أنّ من حقّ حريّته وكرامته وعزّته ع


سما المجلسي
14-07-2012, 12:47 PM
قال «آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم» في خطبة صلاة‌ الجمعة اليوم (13/07/2012) في مسجد الإمام الصادق (ع)‌ بـ"الدراز" إن هذا الشعب شعبٌ مسالمٌ صابرٌ صامدٌ قد آمن بربّه وبقيمة ذاته الإيمانيّة والإنسانيّة وبحقّه في أن يعيش حرّاً كريماً عزيزاً، وقد رأى أنّ من حقّ حريّته وكرامته وعزّته عليه ألّا يسجد لغير الله سبحانه وأن يضحّي بكلّ ما تجوز التضحية به ممّا يجدُ وبما تأذن به شريعة الله في سبيل هذه الحريّة والعزّة والكرامة، فإن كان هذا هو ذنبنا عند كلّ ظالمينا والذي نستحقّ عليه المحق؛ فإنّا مصرّون على هذا الذنب وإنّنا لصابرون.
وفي مايلي نص هذا الخطبة:
الحكومات المسؤول الأوّل:
البلاد الإسلاميّة كلّها، البلاد العربيّة كلّها، منطقتنا الخليجيّة كلّها، البحرين، ليس من ذلك إلّا ونحن محتاجون لإطفاء النيران فيه لا لإشعالها، لإخماد الفتن لا إثارتها،لمّ شمل المسلمين لا تفريقهم.
والمسؤوليّة في كلّ ذلك وإن كانت مُشترَكةً بين الحكومات والشعوب من كلّ أهل المذاهب والتوجّهات؛ إلّا أنّ المسؤوليّة الكبرى في كلٍّ من جانِبَيْ التهدئة والإثارة إنّما تقع على عاتق الحكومات بلحاظ ما تحت يدها من مختلف إمكانات الأمّة وقدراتها وبما لقراراتها وسياساتها من نفوذٍ وفاعليّةٍ وامتداد وبما تمتكله من أجهزةٍ تنفيذيّةٍ هائلة.
الحكومات هي التي تخلق الأزمات وتستطيع أن تخفّف منها وتعالجها، وهي التي تشعل الحرائق وتملك في العادة أن تطفئها، وهي التي تختلق كثيراً من الخلافات وتديرها لمصلحتها وتتحكّم في تصعيدها والتخفيف منها.
تمتلك الحكومات الكثير من إمكانات الحلّ للأمور المتأزّمة وإنقاذ الأوضاع من مزيدٍ من التدهور بما يعود لحياة السياسة والاجتماع والاقتصاد؛ لا بفتح باب السجون وسياسة الاغتيال ومطاردة العلماء والشّرفاء واعتماد الرّعب والنّار والرّصاص وخنق حريّة التعبير ومصادرة الرأي المعارض وإثارة النعرات والأحقاد وإنّما بالعدل والإنصاف والمساواة والاقتراب من الشّعوب واحترام إرادتها والاعتراف بحقّها وحريّتها وكرامتها.
إنّ أبغض ما نبغض لبلادنا الإسلاميّة والعربيّة ولمنطقتنا الخليجيّة أن تتحوّل إلى ساحة عنف وصراعاتٍ مريرة تُنهك إنسانها وتستنزف قدراتها وتسيء إلى دينها وحضارتها وتطلق اليد بعيداً عن قيم الإسلام الحقّ في القتل والهدم والتصفيات الجاهليّة الحمقاء الآثمة، ولا مسئول كالحكومات في تهدئة الأمور وإثارتها وإخماد النّار وإشعالها وصلاح الأوطان وفسادها.
وماذا يضمن تهدئة الأوضاع وتوجّه المجتمعات نحو الترابط والتلاحم والبناء ويفتح الطريق للقوّة الصالحة البنّاءة المشتركة غير أخذ الحكومات بالحقّ والعدل والإصلاح وإنصاف الشّعوب والنّظر إلى الجميع بعين المواطنة الواحدة؟
العالم كلّه اليوم يتّجه إلى احترام إرادة الشّعوب والاعتراف لها بمكانتها ومرجعيّتها، والحكومات القديمة للمنطقة العربيّة لا زالت تصرّ على الاستمرار في الاتّجاه المعاكس وإحكام القبضة الحديديّة على الشّعوب وسياسة تهميشها ووأد كلمة الحريّة فيها وملاحقة كلّ ناطقٍ بحقّ الشعب وكرامته.
هذا الاتّجاه لا يمكن له في ظلّ ما صار إليه العالم من وعيٍ عامّ وإردةٍ جديدة أن يضمن استقراراً أو يوفّر أمنا، ولم يعد لمثل هذا المنطق أن يكون قابلاً للبقاء وليس من اللائق أساساً أن تتشبّث به حكومةٌ من الحكومات لتصبح واضحة الشذوذ والتخلّف في وسط واقعها العالميّ.
إنّ إرادة الإصلاح والتغيير إلى الأفضل وما هو الأقرب إلى الصحّة والحقّ والعدل في علاقة الشّعوب مع حكوماتها قد انطلقت بقوّة وعلى قاعدةٍ من الوعي المتقدّم الراسخ بحيث لا يردّ الشّعوب عنها رادٌ من ظلم السّلطات وبطشها وعنفها وما تتفنّن فيه من أساليب التنكيل والقسوة أو المكر والخديعه. وهذا ما يتحدّث به واقعٌ ناطقٌ صارخٌ في كثيرٍ من بقاع الأرض ويشغل مساحةً واسعةً من الإعلام العالميّ ويصل إلى مسمع عموم الحكومات والشّعوب.
محليّاً تتخذ السّلطة مساراً شاذّاً جدّاً معاكساً لما تتّجه إليه السّاحة العالميّة؛ حيث تجد هنا التراجعات المتتابعة في رعاية حرمة الإنسان وكرامة المواطن وتصاعد مسلسل الانتهاكات لحقوق المواطنة والتضييق على الحريّات ومصادرتها والاستمرار في حملات الاعتقالات ومداهمة البيوت وهتك حرمتها واستباحة محتوياتها وإرعاب أهلها بمن فيهم من امرأةٍ وطفلٍ وشيخٍ كبيرٍ طاعنٍ في السنّ وإذلالهم.
في البحرين يسقط قتلى، يكثر الجرحى، تتعدّد الإعاقات، تمتلىء السجون، يعمّ الرّعب المناطق السكنيّة، تُستباح حرمة البيوت، تُلغى جمعيّاتٌ سياسيّة، والذّنب واحد هو أن تعبّر عن رأيك السياسيّ ولو بأهدأ الأساليب السلميّة وأظهر الطرق من ناحية القانون.
السّلطة اليوم لا تمتنع من إعطاء الحقّ فحسب وإنّما تأخذ بأشدّ أساليب القمع لألّا يرتفع صوت مطالبٍ بحقوق الشعب، إنّها تذهب إلى أنّ بقاء الواقع المستبدّ الظالم هو قدر هذا الشعب وعليه أن ينهي أيّ تفكيرٍ له في الإصلاح والتغيير ويقبل مُرغماً أو راضياً بموقع التبعيّة الذليلة والهوان والانسحاق[1].
ما يجري في حقّ شعب البحرين من انتهاكاتٍ فظيعةٍ ومآسٍ ومصادرة للحقوق وإرعابٍ وإخافةٍ وإذلالٍ وتكميم أفواه وإفراطٍ في استعمال القوّة ضدّ حريّة التعبير عن الرأي لا يمثّل سياسةً ظالمةً محليّةً فحسب إنّما يمثل توافقاً سياسيّاً واسعاً على مستوى الكثير من الدول العربيّة الخليجيّة وغير الخليجيّة والدّول الكبرى المساندة يرافقه دعمٌ عمليٌّ لسياسة التنكيل بهذا الشّعب وكأنّ شعبنا المسالم القليل في عدده يمثّل تهديداً جدّياً للعالم وأنّ للعالم في ذمّته جرائم لا تُغتفر ويمثّل في نظره قمّة الإرهاب.
وهذا الشعب شعبٌ مسالمٌ صابرٌ صامدٌ قد آمن بربّه وبقيمة ذاته الإيمانيّة والإنسانيّة وبحقّه في أن يعيش حرّاً كريماً عزيزاً، وقد رأى أنّ من حقّ حريّته وكرامته وعزّته عليه ألّا يسجد لغير الله سبحانه [2] وأن يضحّي بكلّ ما تجوز التضحية به ممّا يجدُ وبما تأذن به شريعة الله في سبيل هذه الحريّة والعزّة والكرامة، فإن كان هذا هو ذنبنا عند كلّ ظالمينا والذي نستحقّ عليه المحق؛ فإنّا مصرّون على هذا الذنب وإنّنا لصابرون [3].
ومن جهة غلق جمعيّة أمل فهو مفردةٌ من مفرداتٍ فوق العدّ لمصادرة حريّة الكلمة الصادقة ومحاربتها وخنق الصّوت النّاطق بالحقّ وهو تهديدٌ لكلّ الجمعيّات السياسيّة المناهضة للظلم على أنّه غير قادرٍ على إسكات الصوت الحرّ للمواطنين الغيارى من منتسبي جمعيّة أمل والجمعيّات الأخرى وغيرهم ممّن ضاق صدرهم للظّلم وسياسة الإذلال، وإعادة الحقوقيّ نبيل رجب إلى السجن إعلانٌ بأنّه كما لا مكان للكلمة السياسيّة المعارضة لا مكان للكلمة الحقوقيّة الفاضحة.
ورغم ذلك سيبقى الشّعب يقول كلمته من دون أن يتنازل عن حقّه في التعبير عن رأيه والحريّة والعزّة والكرامة واستعادة كامل الحقوق.
-----------------
[1] هتاف جموع المصلّين: "هيهات منّا الذلّة".
[2] هتاف جموع المصلّين: "لن نركع إلّا لله".
[3] هتاف جموع المصلّين: "الله أكبر، النّصر للإسلام" و "هيهات منّا الذلّة".

س البغدادي
14-07-2012, 11:26 PM
احسب ان الشيخ المجاهد اية الله عيسى قاسم ...هو المعني برواية اهل بيت الرحمة للظهور وعلاماته ...بقتل رجل من اكابر القوم في البحرين ..عندها لن تقوم قائمة لهذا البلد .....
حيا الله الشيخ المجاهد ....بحق
واعوانه واهله وصحبه ...وشعبه المجاهد
والى فتح من الله ونصر قريب
موفقين على النقل

سما المجلسي
15-07-2012, 09:54 AM
الاخ س البغدادي نشكر مروركم ونعاهد الله ان نبقى الى الموت في نشر فكر ال البيت في مشارق الارض ومغاربها