امك فاطمة
15-07-2012, 11:41 AM
في مرأى الظهيرة
خرجت إلى باحة المنزل ، في وقت كانت الشمس فيه تحتضن الأرض بشوق كبير
،
فعمدت إلى الجلوس تحت خيوط شبه الظلال ، والذي نزرته جدران ذو أنفاس ملتهبة.
وفي تلك اللحظات لم يكن يطرق أبواب مسامعي سوى حفيف ، تعزفه أوراق لشجرة كبيرة ، قد عايشت أفراحنا وأحزاننا ، منذ
أن قُرِر لها أن تسكن جارة لنا . وصوت آخر تنشده زقزقة ساكنيها.
رحت أتجول ، راكباً ناظري ؛ لتجوبا في طرقات كل ما حولي ، متمتعا بمنظر رائع ، لوحته السماء الزرقاء ،
عناصره الخضراء المتمثلة بأعالي الأشجار البعيدة.
في تلك اللحظات مررت عيناي على أرضية الباحة ، وبينما كنت كذلك إذ استوقفني مشهد ،
لثلاثة عصافير ظمأى ، قد رزقت بما يغني عن ظمأها ، من غير أن تحتسب.
تلك قطرات متلألئة ، يزفها أنبوب ماء ، قد أصيب بعيب مفاجئ . كان مكان رزقها قريبا جدا جدا من مستقرها.
لم أجدها بذلت جهدا كبيرا ، بالحصول على مبتغاها ، مقارنة لو لم يكن ذلك الحدث ، والذي نعتبره حدثا بسيطا في
منظورنا . سبحانه من رزاق .
الذي جذبني ، وجعلني أكثر دهشة ، شعور بالتقصير ، بمقابلة من يرزقني بنعم لا تحصى . تلك هي صورتها الرائعة ـ وهي
تنعم بما أعطيت . تلك الطريقة التي تعبر عن مدى الشكر والامتنان لواهب النعم . يتجسد جمال صورتها ،
عندما تضع مناقيرها الصغيرة في الماء ، وسرعان ما أشاهدها ، وقد رفعت رأسها لتقديم الشكر لله ،
عن كل ذرة ماء ، قد لامست تلك المناقير ، وتعمد لفعل ذلك
حتى تتمكن من أخذ الكثير الكثير ، في لحظاتها الآنية والمستقبلية ((لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ))
كم جميل منظرها ذلك ، راكعة تحمد ، رافعة تشكر . كأني ألتمس في حالتها هذة ، تأدية للصلاة الواجبة والمستحبة ،
في آن واحد.
رجعت إلى نفسي ، موبخاً إياها عن لئيم بخلها ، في تقديم الشكر ، لمن يرزقها بلا فتور ولا انقطاع.
بقلمي
شمس الموعود
خرجت إلى باحة المنزل ، في وقت كانت الشمس فيه تحتضن الأرض بشوق كبير
،
فعمدت إلى الجلوس تحت خيوط شبه الظلال ، والذي نزرته جدران ذو أنفاس ملتهبة.
وفي تلك اللحظات لم يكن يطرق أبواب مسامعي سوى حفيف ، تعزفه أوراق لشجرة كبيرة ، قد عايشت أفراحنا وأحزاننا ، منذ
أن قُرِر لها أن تسكن جارة لنا . وصوت آخر تنشده زقزقة ساكنيها.
رحت أتجول ، راكباً ناظري ؛ لتجوبا في طرقات كل ما حولي ، متمتعا بمنظر رائع ، لوحته السماء الزرقاء ،
عناصره الخضراء المتمثلة بأعالي الأشجار البعيدة.
في تلك اللحظات مررت عيناي على أرضية الباحة ، وبينما كنت كذلك إذ استوقفني مشهد ،
لثلاثة عصافير ظمأى ، قد رزقت بما يغني عن ظمأها ، من غير أن تحتسب.
تلك قطرات متلألئة ، يزفها أنبوب ماء ، قد أصيب بعيب مفاجئ . كان مكان رزقها قريبا جدا جدا من مستقرها.
لم أجدها بذلت جهدا كبيرا ، بالحصول على مبتغاها ، مقارنة لو لم يكن ذلك الحدث ، والذي نعتبره حدثا بسيطا في
منظورنا . سبحانه من رزاق .
الذي جذبني ، وجعلني أكثر دهشة ، شعور بالتقصير ، بمقابلة من يرزقني بنعم لا تحصى . تلك هي صورتها الرائعة ـ وهي
تنعم بما أعطيت . تلك الطريقة التي تعبر عن مدى الشكر والامتنان لواهب النعم . يتجسد جمال صورتها ،
عندما تضع مناقيرها الصغيرة في الماء ، وسرعان ما أشاهدها ، وقد رفعت رأسها لتقديم الشكر لله ،
عن كل ذرة ماء ، قد لامست تلك المناقير ، وتعمد لفعل ذلك
حتى تتمكن من أخذ الكثير الكثير ، في لحظاتها الآنية والمستقبلية ((لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ))
كم جميل منظرها ذلك ، راكعة تحمد ، رافعة تشكر . كأني ألتمس في حالتها هذة ، تأدية للصلاة الواجبة والمستحبة ،
في آن واحد.
رجعت إلى نفسي ، موبخاً إياها عن لئيم بخلها ، في تقديم الشكر ، لمن يرزقها بلا فتور ولا انقطاع.
بقلمي
شمس الموعود