المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : « أفضلية الإمام علي عليه السلام علی الصحابة »


حرت بين السهم والجود
17-07-2012, 03:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

http://c.shia4up.net/uploads/12934660371.jpg (http://c.shia4up.net/)


« أفضلية الإمام علي عليه السلام علی الصحابة »

آسس المفاضلة عند المسلمين

إنّ التفضيل يكون علي أساس الصفات الحميدة والأفعال الحسنة مثل: الإيمان، العمل الصالح، العلم، العدالة، الشجاعة، القضاء، الزهد، الفصاحة، السياسة والتدبير، الكرم والسخاء، السماحة والحلم وغيرها.

وقد تجمّعت تلك الصفات بأرفع معانيها عند الإمام عليّ (عليه السلام) وكان حظّه الأوفر منها.

قال المسعودي: والأشياء التي استحقّ بها أصحاب رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) الفضل هي: السبق الي الإيمان، والهجرة، والنصرة لرسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، والقربي منه، والقناعة، وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل ، والجهاد في سبيل اللّه‏، والورع، والزهد، والقضاء، والحكم، والفقه والعلم، وكلّ ذلك لعليّ (عليه السلام) منه النصيب الأوفر والحظّ الأكبر1.

وسوف نشرع ـ إن شاء اللّه‏ ـ ببيان أهم اُسس المفاضلة من الآيات القرآنية، والأخبار النبوية، وأقوال الصحابة وأهل بيته (عليهم السلام) :

بيان أعلميته

إنّ العلم من أبرز الفضائل التي تعطي السيادة لصاحبها لما يتفرّع عن العلم من ثمرات جمّة علي أنّ الفضائل بأجمعها تتوقّف علي العلم، فلا قضاء بلا علم، ولا سياسة بلا علم، ولا زهد إلاّ به، فلابدّ لطالب كلّ فضيلة أن يطلب العلم به وبحقيقته. ومن الثابت أنّ الإمام عليّاً (عليه السلام) كان أعلم الصحابة ويرجعون إليه فيما أُعضل عليهم، وينتهي علمهم إليه؛ ومن ذلك ما روي عن مسروق قال: شاممت أصحاب محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) فوجدت علمهم انتهي . . . الي عليّ وعبداللّه‏2 ومن المعلوم رجوع عبداللّه‏ بن عبّاس وغيره الي عليّ (عليه السلام).

لقد بلغ الكمال العلمي عند عليّ (عليه السلام) الي‏درجة قال فيه الرسول (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها»3 . أخرجه الطبراني عن ابن عبّاس، وأخرجه الحاكم في مناقب عليّ، ص126 و127 من الجزء الثالث من المستدرك بسندين صحيحين، أحدهم عن ابن عبّاس من طريقين صحيحين، والثاني عن جابر بن عبداللّه‏ الأنصاري، وأقام الحاكم علي صحة طرقه أدلة قاطعة. وأفرد الإمام أحمد بن محمّد بن الصدّيق المغربي المتوفي (1380 ه ) لتصحيح هذا الحديث كتاباً حافلاً سمّاه: «فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم عليّ»4 وهذا دائر علي ألسنة الناس كالمثل السائر، وقد نظرنا في طعن النواصب فيه فوجدناه تحكماً محضاً لم يدلوا فيه بحجّة ما غير الوقاحة في التعصّب كما صرح به الحافظ صلاح الدين العلائي حيث نقل القول ببطلانه عن الذهبي وغيره فقال: ولم يأتوا في ذلك بعلّة قادحة سوي دعوي الوضع دفعاً بالصدر5.

لقد أخذ الإمام عليّ (عليه السلام) علمه من رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ويؤكد ذلك قوله (عليه السلام) :«علّمني رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ألف باب من العلم يفتح لي من كلّ باب ألف باب»6 .

وكان الإمام عليّ (عليه السلام) قد أُوتي سؤله، وزاده الرسول بسطة في العلم، فتارة يبادر الي الرسول الأكرم في طلب العلم، وتارة يبتدأه الرسول الأعظم في افراغ العلم عليه: «كنت إذا سألت النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أعطاني، وإذا سكت ابتدأني...»7 وكان الإمام (عليه السلام) يتوقّد ذكاءً «إنّ اللّه‏ وهب لي لساناً سؤولاً، وقلباً عقولاً...»8 ثم تراه يموج بالمعارف ففي حديث طويل تحدّث الإمام عليّ (عليهالسلام) عن ما تلقاه قائلاً: «ما نزلت علي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) آية إلاّ أقرأنيها وأملاها عليّ فكتبتها بخطّي، وعلّمني تأويلها وتفسيرها، وناسخها ومنسوخها، ومحكمها ومتشابهها، وخاصّها وعامّها ودعا اللّه‏ لي أن يعطيني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه‏ تعالي، وعلماً أملاه عليّ وكتبته منذ دعا اللّه‏ لي بما دعا، وما ترك رسول اللّه‏ علماً علّمه اللّه‏ من حلال ولا حرام، ولا أمر ولا نهي كان أو يكون إلاّ علّمنيه وحفظته، ولم أنس حرفاً واحداً منه...»9.

وعن أبي الطفيل قال: شهدت عليّاً يقول: «وسلوني، واللّه‏ لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم وسلوني عن كتاب اللّه‏ فواللّه‏ ما من آية إلاّ وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، في سهل أم في جبل»10 .

وعن سعيد بن المسيب أنه قال: «لم يكن أحد من صحابة رسول اللّه‏ يقول سلوني إلاّ عليّاً»11 .

نعم لقد أُوتي الإمام (عليه السلام) مالم يؤت أحداً من الصحابة فقد جاء عن ابن عبّاس أنّه قال: «واللّه‏ لقد أُعطي عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) تسعة أعشار العلم وأيم اللّه‏ لقد شاركهم في العُشر الباقي»12 .

وصرّح (عليه السلام) بأنّ العلم الذي يحمله كبير لا يقوي علي حمله أحد من الصحابة: «إنّ هاهنا لعلماً جمّاً لو أصبت له حملة» وأشار الي صدره13 . فهذه الأقوال وغيرها تدل بكلّ وضوح علي أنّ علياً بلغ من العلم مرتبة لا يمكن لأحدٍ من الخلق أن يبلغها سوي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) .

وإلي هذا أشار (عليه السلام) بقوله: «بل اندمجتُ علي مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوي14 البعيدة»15 .

وقد شهد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وفي أكثر من مرّة بأفضلية «عليّ» وتفوّقه العلمي علي كلّ الصحابة.

قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لفاطمة الزهراء (عليها السلام) : «أما ترضين أن أُزوّجكِ أقدم أُمّتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً»16 . وقال (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «أعلم أُمتي من بعدي عليّ بن أبي طالب»17.

وقال عبداللّه‏ بن حجل مخاطباً إيّاه: «أنت أعلمنا بربّنا وأقربنا بنبيّنا وخيرنا في ديننا»18 . وقد ذكر ابن عبدالبرّ أعلمية الإمام (عليه السلام)، وقال: عليّ أعلم الأصحاب19 .

روي ابن عبدالبرّ عن ابن مسعود أنّه قال: «إنّ أقضي أهل المدينة عليّ بن أبي طالب».

وعن سعيد بن وهب قال: قال عبداللّه‏ : «أعلم أهلالمدينة بالفرائض عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)»20 .

وروي ابن الأثير في أُسد الغابة قال: وروي يحيي بن معين عن عبدة بن سليمان، عن عبدالملك بن سليمان، قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أعلم من عليّ (عليه السلام)؟ قال: لا واللّه‏ لا أعلم21 .



أسبقيته إلی الإسلام و الإيمان

هذه الصفحة من حياة الإمام عليّ (عليه السلام) قد سجّل فيها الأسبقية علي الصحابة قاطبة فقال بهذا الصدد: «صلّيت مع رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قبل الناس سبع سنين وأنا أوّل من صلّي معه»22 .

وقال (عليه السلام) : «ما أعرف أحداً من هذه الاُمّة عَبَدَ اللّه‏ بعد نبيّنا غيري...»23.

وقد وردت روايات عديدة في أنّ عليّ (عليه السلام) سبق غيره الي الإسلام، وقد جاءت تلك الروايات بألسنة متعددة «عليّ أوّل مَن أسلم» و«أوّل من أسلم عليّ» و«أوّلهم إسلاماً»: رواه كل من زيد بن أرقم24، وحبة العرني25 ، وجابر26، وابن عبّاس27، ومالك بن الحويرث28 وغيرهم.

وهناك روايات أُخري بلسان: «عليّ أقدم أمتي سلماً» و«أوّلهم أو أقدمهم سلماً» كما في الرواية عن الصادق عن آبائه29 . ورواية أبي سعيد30 31 .

وروي عن أبي ذرّ، حيث قال: دخلنا علي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) فقلنا: من أحبّ أصحابك إليك، إن كانأمر كنّا معه، وإن كانت نائبة كنّا من دونه؟ قال: «عليّ أقدمكم سلماً وإسلاماً»31 .

لقد كان أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أوّل من أجاب وأناب، فعن محمّد بن أبي بكر قال: «... فكان أوّل من أجاب وأناب ووافق وأسلم أخوه وابن عمّه عليّ بن أبي طالب فصدّقه بالغيب والمكتوم»32 .

ولمّا نزلت الآية الكريمة: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَيَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)33 .

كان سبب نزولها أنّ طلحة بن شيبة والعبّاس افتخرا، فقال طلحة: أنا أولي بالبيت؛ لأنّ المفتاح بيدي، وقال العبّاس:أنا أولي،أنا صاحب السقاية، والقائم عليها، فقال عليّ (عليه السلام) : «أنا أوّل الناس إيماناً وأكثرهم جهاداً»، فأنزل اللّه‏ تعالي هذه الآية لبيان أفضلية الإمام عليّ بن أبيطالب (عليه السلام) عليهما34 .

ويتّضح ممّا تقدّم أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) كان قد سبق المسلمين الي الإسلام والإيمان، ونكتفي بهذا القدر من الأدلّة الكاشفة عن ذلك.



الامام علی (ع) أشجع الصحابة و أکثرهم جهاداً

أما الجهاد عند عليّ (عليه السلام) فالخوض في إثباته يجري مجري إيضاح الواضحات، وتقرير البديهيات ، فإنه لا خلاف بين جميع المسلمين وغيرهم أنّ عليّاً كان أشجع الصحابة بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وأكثرهم جهاداً، وإن كانت الشجاعة وحب الجهاد عند بعض الصحابة ظاهرة بارزة فيحياتهم، إلاّ أنها عند عليّ (عليه السلام) تبدوقيمتها أكثر جلاءً في المهمات الصعبة وعند تراجع الآخرين وعدم قدرتهم علي تجاوزها، فيتقدّم عليّ (عليه السلام) بتفوقّه الإلهي لفكّ الطوق عن المسلمين، وهذا ما تشهد به المعارك التي خاضها ضد المشركين وغيرهم.

لقد كانت معاني التضحية والفداء شاخصة في الفتي عليّ (عليه السلام)، وأشاد القرآن بتلك الشخصية السخيّة في جودها بالنفس لمرّات وكرّات، ففي فضل ليلة مبيت عليّ (عليه السلام) مكان رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ليلة الهجرة، قال العليّ الحكيم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ)35 وقد ذكر جمع من أَجلّة المفسّرين والمحدّثين أنها نزلت في عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)36.

إنّ هذه التضحية عظيمة، لا تقاس بسائر التضحيات التي قدّمها المسلمون خلال مراحل التاريخ!! لأنّ قدر كلّ شيء بقدر الإخلاص فيه ولا يقاس إخلاص أحد بإخلاص عليّ (عليه السلام) .

ما قدّمه الإمام عليّ (عليه السلام) وهو في مقتبل عمره فقد آثر سلامة النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) علي سلامته ولا يخفي ما لذلك من المنزلة الرفيعة، وكم أظهر فيها عليّ (عليه السلام) من الشجاعة والإخلاص للنبيّ الأكرم، وحرص علي الإسلام وقد تقبّل ذلك بسكينة نفس، وطيب خاطر، ويعرض نفسه للقتل والمثلة وهو يري ويسمع أصوات القوم وهم محيطين بذلك المكان، ويحملون سيوفهم ليهوون بها عليه باعتباره محمّداً هذا كلّه دون أن يتململ أو يحزن أو تخور قواه37 .

ثمّ إنّ الإمام عليّ (عليه السلام) نهض الي الحرب قبل تمام العشرين وكانت راية رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قد أُعطيت له وهي لا تعطي إلاّ الي الشجعان: «لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين»38 .

وقد ذكر الحاكم في الرواية عن مقسم، عن ابن عبّاس: أنّ رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) دفع الراية الي عليّ (عليه السلام) يوم بدر وهو ابن عشرين سنة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرطالشيخين39 . وقد ذكر ابن سعد وغيره: أنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) كان صاحب لواء رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يوم بدر والمشاهد كلّها عدا تبوك40 .

وتشهد له سوح الوغي في جهاده، وشدّة بأسه، ففي معركة بدر ذكر الواقدي في مغازيه بأنّ: «من قتله أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) وشرك في قتله اثنان وعشرون رجلاً»41 .

وذكر الشيخ المفيد: أتي علي شطره المقتولين منهم، وكانوا سبعين قتيلاً42. أما في معركة أُحد في سنة ثلاثة للهجرة فقد قتل رؤوس الشرك نظير طلحة بن أبي طلحة، وأبو الحكم بن الأخنس وغيرهم، وبعد أن حمل المشركون علي المسلمين واستعقبوهم ثبت الإمام عليّ (عليه السلام) أمامكتائب المشركين وواسي الرسول بنفسه»43 وأُصيب الإمام عليّ بجراح عديدة44، كما أُصيب الرسول الأكرم بجراح بليغة في مواضع حسّاسة من بدنه الشريف، وقد أخذ الإمام عليّ وفاطمة (عليهما السلام) بتضميد جروح واستمسك45 الدم46 . وذكر الإمام عليّ (عليه السلام) مواساته للنبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، فقال: «ولقد واسيته بنفسي في المواطن التي تنكُصُ فيها الأبطال، وتتأخر فيها الأقدام»47. وفي معركة الأحزاب سنة خمسة للهجرة انبري الإمام عليّ (عليه السلام) لمبارزة عمرو بن عبد ود العامري بعد أن أخذ يرعد ويزمجر وبلغت القلوب الحناجر48، وقد أخرج الحاكم في مستدركه حديثاً مسنداً عن سفيان الثوري أنّه (صلّي اللّه‏عليه و آله) قال:«لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبد ودّ يوم الخندق أفضل من أعمال أُمّتي الي يوم القيامة» كما ذكر الخطيب البغدادي وغيره ذلك49 .

وفي يوم خيبر قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «لأدفعن الراية الي رجل يحبّ اللّه‏ ورسوله ويفتح اللّه‏ عليه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذٍ، فدفعها الي عليّ (عليه السلام) قال: ولا تلتفت، فسار قريباً، قال: يا رسول اللّه‏ علامَ نقاتل؟ قال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : علي أن يشهدوا أن لا إله إلاّ اللّه‏ وأنّ محمّداً رسول اللّه‏، فإذا فعلوا ذلك عصموا دمائهم وأموالهم إلاّ بحقّها وحسابهم علي اللّه‏ تعالي»50 .

ويحدّثنا الإمام عليّ بن أبيطالب عن صحبته لرسول اللّه‏(صلّي اللّه‏ عليه و آله) عندما عزما علي كسر الأصنام التي كانت فوق الكعبة، وقد صعد (عليه السلام) علي منكبي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) :

قال عليّ (عليه السلام) : «إنطلقت مع رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) حتي أتينا الكعبة، فصعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) علي نكبي ثم قال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : إنهض فنهضت ـ فنهض به عليّ ـ فلما رأي رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ضعفي قال لي: إجلس فجلست، فنزل النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وجلس لي، وقال لي: إصعد علي منكبي، فصعدت علي منكبيه فنهض بي. فقال عليّ (عليه السلام) : إنّه يخيّل إليّ أنّي لو شئت لنلت أُفق السماء، فصعدت علي الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس، فجعلت أعالجه لأُزيله يميناً وشمالاً وقداماً، ومن بين يديه، ومن خلفه حتي استمكنت منه، فقال نبيّ اللّه‏: اقذفه، فقذفت به فكسرته كما يكسر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) نستبق حتي توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد»51 .

هذه الصورة تكشف عن حجم العمل الجهادي السري الذي طوي عنّا عِلْمَه لولا أنّ الإمام (عليه السلام) أشار إليه.

وقد ذاع صيت عليّ (عليه السلام) في الحرب ودوالها، حتي أنّ المشركين كانوا عندما يرونه يخشون سورته وسطوته بهم فيعهد بعضهم الي بعض؛ روي ابن المغازلي قال: حدّثنا عبيداللّه‏ بن عائشة عن أبيه قال: «كان المشركون إذا أبصروا عليّاً في الحرب عهد بعضهم الي بعض»52 .

لقد كان الإمام عليّ (عليه السلام) بطلاً وِتراً بين سائر الصحابة لم يسبقه سابق بينهم، أو لاحق بعدهم، وقد خسرت الأُمّة ذلك المغوار الإلهي الأوحد عند مقتله، ونقل أحمد بن حنبل في مسنده، قال: خطب الحسن (عليه السلام) فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأوّلون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يبعثه بالراية، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتي يفتحله»53 .



أرفع الصحابة أخلاقاً و سلوکاً

أضحي الإمام عليّ (عليه السلام) المثال الذي يثير العزيمة والهمم في نفوس الناس بتجسيده لقيم الرسالة ومفاهيمها، وكان موضع ثناء الحقّ سبحانه، ورسوله الكريم، ومن عاصره، وفيما يلي نقف علي مفردات من سلوكه وأخلاقه التي تميّزه عن غيره:

1 ـ قال تعالي: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً)54.

روي الجمهور: أنّ الحسن والحسين مرضا، فعادهما رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وعامّة العرب، فنذر عليّ صوم ثلاثة أيّام، وكذا أُمّهما فاطمة (عليها السلام) وخادمتهم فضة، وبرئا وليس عند آل محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قليل ولا كثير، فاستقرض أمير المؤنين (عليه السلام) ثلاثة أصوع من شعير، وطحنت فاطمة منها صاعاً، فخبزته أقراصاً لكلّ واحد قرص، وصلّي عليّ المغرب ثم أتي المنزل، فُوِضع بين يديه للإفطار، فأتاهم مسكين وسألهم فأعطاه كلّ منهم قوته، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئاً.

ثم صاموا اليوم الثاني، فخبزت فاطمة صاعاً آخر، فلمّا قدّمته بين أيديهم للإفطار أتاهم يتيم، وسألهم القوت، فتصدّق كلّ منهم بقوّته.

فلمّا كان اليوم الثالث من صومهم وقدّم الطعام للإفطار، أتاهم أسير وسألهم القوت، فأعطاه كلّ منهم قوته، ولم يذوقوا في الأيّام الثلاثة سوي الماء. فرآهم النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) في اليوم الرابع وهم يرتعشون من الجوع، وفاطمة (عليها السلام) قد التصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عينُها فقال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : «واغوثاه ياللّه‏! أهل محمّد يموتون جوعاً؟» فهبط جبرئيل، فقال خذ ما هنّأك اللّه‏ تعالي به في أهل بيتك فقال: وما آخذ يا جبرئيل؟ فأقراه (هل أتي)»55 .

2 ـ قوله تعالي: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً)56 .

رسم عليّ (عليه السلام) صورة الإنفاق وطبيعته الواعية والنزيهة والتي تلبّي الغرض الإلهي في طريقة العمل، فكانت ممارساته (عليه السلام) وعطاءاته للصدقات تراعي مقام المستحقّ من جهة، وتؤدي الي دعوة الناس للعمل بالإنفاق من جهة أُخري، لذا كانت موضع مدح القرآن له من هذه الناحية، فقوله تعالي: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً) روي الجمهور أنّها نزلت في عليّ (عليه السلام) كانت معه أربعة دراهم أنفق في الليل درهماً، وبالنهار درهماً، وفي السرّ درهماً، وفي العلانية درهماً»57 .

3 ـ عن عبداللّه‏ بن الحسن بن الحسن، قال: أعتق عليّ (عليه السلام) في حياة رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) ألف مملوك مما مجلت58 يداه وعرق جبينه، ولقد ولي الخلافة وأتته الأموال، فما كان حلواه إلاّ التمر، ولا ثيابه إلاّ الكرابيس»59.

4 ـ كما أنّ النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أمره اللّه‏ تعالي بالتواضع للمؤمنين: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)60. كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كأخيه رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) مقتدياً بسيرته ، إذ كان متواضعاً للمؤمنين في كلّ حالاته في قدرته وضعفه الظاهريين، وفي عزلته وحكومته، وفي حربه وسلمه...

قال ابن أبي الحديد المعتزلي: عن صالح بيّاع الأكسية، إنّ جدّته لقيت عليّاً (عليه السلام) بالكوفة ومعه تمرٌ يحمله، فسلّمت عليه، وقالت له: أعطني ـ يا أمير المؤمنين ـ هذا التمرأحمله عنك الي بيتك؟ فقال (عليه السلام) : «أبو العيال أحقّ بحمله».

قالت: ثم قال لي: «ألا تأكلين منه؟» . فقلت: لا اُريد.

قالت: فانطلق به الي منزله، ثم رجع مرتدياً بتلك الشملة، وفيها قشور التمر، فصلي بالناس فيها الجمعة61.

5 ـ عن زاذان: أنه كان (عليه السلام) يمشي في الأسواق وحده وذاك يرشد الضال، ويعين الضعيف ويمرّ بالبياع والبقال، فيفتح عليه القرآن ويقرأ: (تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْض62)»63.

6 ـ إنّ معاوية سأل ضراراً بن حمزة بعد موت عليّ عنه، فقال: صف لي عليّاً، فقال: أوتعفيني؟ قال: لا أعفيك، قال: أما إذا لابدّ فأقول ما أعلمه منه: واللّه‏ كان بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل وظلمته، كان واللّه‏ غزير الدمعة، طويلالفكرة، يقلّب كفيه ويخاطب نفسه، يعجبه من اللباس ما خشن، ومن الطعام ماجشب. كان واللّه‏ كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، ويبتدئنا إذا أتيناه، ويأتينا إذا دعوناه، ونحن واللّه‏ مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلّمه هيبة، ولا نبتدئه عظمة، إن تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم، يعظّم أهل الدين، ويحبّ المساكين، ولا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله. فأشهد باللّه‏ لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله، وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضاً علي لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وكأني أسمعه وهو يقول: يا دنيا أبِيَ تعرّضت؟ أم إليّ تشوقت؟ هيهات، هيهات غرّي غيري قد باينتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك، فعمرك قصير وعيشك حقير، وخطرك كثير، آه من قلّة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق....64 .

7 ـ دعا [عليّ (عليه السلام) ] غلاماً له مراراً، فلم يجبه، فخرج، فوجده علي باب البيت، فقال:

ما حملك علي ترك إجابتي؟ قال: كسلت عن إجابتك،وأمنت عقوبتك. فقال (عليه السلام) :

«الحمداللّه‏ الذي جعلني ممّن تأمنه خلقه، إمض فأنت حرّ لوجه اللّه‏»65 .

وهناك آيات وروايات كثيرة تنمّ عن سموّ أخلاق الإمام عليّ (عليه السلام) ، وسلوكه الذي بلغ فيه الي الغاية القصوي ، وقد عزفنا عن إيرادها رعاية للإختصار في المقام.



الايات النازلة في حقّ الامام علي(ع) و لم ينزل مثلها في حق غيره

نختار في هذا المبحث بعض الآيات النازلة في حقّ عليّ (عليه السلام) والتي تبيّن أفضليته علي الصحابة ، لا كلّ الآيات التي تبيّن فضله والتي نزلت في حقّه مطلقاً ، لأنّ هذه تحتاج الي بحث مستقل.

فمن الآيات التي يمتاز بها عليّ (عليه السلام) ولا تنسحب علي غيره وبها تثبت أفضليته علي الصحابة، وتوضّح من ثمّ مدي علاقة عليّ (عليه السلام) بالقرآن:




آية الولاية

ـ قال تعالي: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)66 .

دلّت أقوال جملة من الصحابة، والتابعين، والعلماء من أهل الحديث والتفسير علي أنّ الآية نزلت في عليّ بن أبيطالب لمّا تصدّق بخاتمه وهو راكع، وقد استفاضت الروايات بذلك.

قال الثعلبي: «قال ابن عبّاس، وقال السدي، وعتبة بن حكيم، وثابت بن عبداللّه‏: إنّما يعني بقوله: (وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ) الآية، عليّ بن أبيطالب (رضي اللّه‏ عنه) مَرَّ به سائلٌ وهو راكع في المسجد وأعطاه خاتمه»67 .

وقال ابن الجوزي: «وبه قال مقاتل، وقال مجاهد: نزلت في عليّ بن أبي طالب تصدّق وهو راكع»68 .

وقال أبو جعفر الإسكافي69 (ت 240 ه ): «وفيه نزلت: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)70 تصديقاً لقول رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «من كنت مولاه فعليّ مولاه»؛ إذ قرن اللّه‏ ولايتهب بولاية رسوله»71 .

وقال الجصاص: وقوله تعالي: (وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) يدلُّ علي أن صدقة التطوع تسمي زكاة؛ لأنّ عليّاً تصدّق بخاتمه تطوعاً...»72.

وقال الآلوسي: «والآية عند معظم المُحدّثين نزلت في عليٍّ كرَّم اللّه‏ وجهه...»73.

اعتمد القرآن الكريم في خصوص هذه الآية علي تبيان أفضلية الإمام عليّ علي غيره من الصحابة عن طريق إبراز الجانب السلوكي المصحوب بالتصريح بأنّ عليّاً هو الولي للمؤمنين، ولا يصح تفسير «وليّكم» بـ «ناصركم»؛ لكون النُّصرة مفترضة علي المؤمنين عامّةً، ومتحقّقة في كثير منهم، كما جاء في الذكر الحكيم: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُبَعْضَهُمْ أَولِياءُ بَعض)74، في حين أنّ آية الولاية بصدد ولاية تختصُّ باللّه‏ ورسوله وعليٍّ، ونحن نفهم هذا الاختصاص من موقع «إنّما» المفيدة للحصر.




آية البلاغ

ـ قال تعالي: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)75 .

صرّح أئمة التفسير والحديث أنّها نزلت في بيان فضل عليّ (عليه السلام) يوم الغدير حيث أخذ رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) بيد عليّ (عليه السلام) وقال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» وهو حديث صحيح متواتر؛ رواه الجمّ الغفير عن الغفير، وأخرجه أحمد76، والنسائي77 والطبراني78، وابن حبّان79، وغيرهم. وقد صحّحه الحاكم80، والذهبي81، والهيثمي82 وآخرين.

وبهذا التنصيب الإلهي لعليّ (عليه السلام) ـ حسب هذا النصّ القرآني والحديث المزبور ـ يثبت أنّه (عليه السلام) هو الأفضل بعد الرسول (صلّي اللّه‏ عليه و آله) من غيره.




آية التطهير

ـ قال تعالي: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)83 .

دلّت الأخبار الصحيحة المتظافرة عن النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) علي أنّ المراد من أهل البيت في هذه الآية النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) .

فقد أخرج مسلم عن عائشة، قالت: خرج النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) غداةً، وعليه مِرْطٌ مُرجَّلٌ من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثمّ جاء الحسين فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء عليّ فأدخله، ثم قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)»84 .

هذا الحديث رواه أحمد في مسنده عن شدّاد أبيعمّار85، وأخرج الترمذي حديث التطهير عن أُمّ سلمة ثمّ قال: هذا حديث حسن صحيح86وأيضاً أخرجه الترمذي عن عمر بن أبي سلمة87. وذكره الألباني عنه وقال: صحيح88. وأخرج ابن عساكر في «الأربعين» حديث التطهير عن اُمّ سلمة، ثم قال: هذا حديث صحيح89 ، وأخرجه الحاكم عن أنس بن مالك ثم قال: «هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه، وأقرّه الذهبي في (التلخيص)»90، كما قال باختصاص الحديث بأهل البيت علماء آخرين منهم: القرطبي91، والطحاوي92 وغيرهم93 .

إنّ روايات نزول الآية في أهل البيت ـ أهل بيت الوحي المطهّرين، النبيّ وعليّ وفاطمة والحسن والحسين ـ دون غيرهم كثيرة جداً تربو علي سبعين حديثاً من طرق الفريقين، وإذا لم يكن مثل هذه الروايات معتمداً عليها فبأي حديث بعده يؤمنون؟!

وفي هذه الآية لا يمكن التمسّك بوحدة السياق، لأنّ ذلك متوقّف علي عدم وجود نصّ شرعي مبيّن له، وحيث إنّ النّص موجود فالتمسّك به ممنوع؛ إذ لا معني مع بيان النبيّ وتصريحه مراراً، وتأكيده علي أنّ المراد من أهل البيت هم الخمسة، لا معني للتمسّك بوحدة السياق.

وبهذا يحوز الإمام علي ملكة العصمة والتي تكفي برهاناً علي أنّه الأفضل بين الصحابة وسائر الناس.




آية المباهلة

ـ قال تعالي: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَي الْكَاذِبِينَ)94 .

أخرج أحمد، ومسلم، والترمذي، والحاكم، وابن الأثير، وابن حجر.. وغيرهم عن سعد بن أبي وقاص، قال:«...وأنزلت هذه الآية (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) فدعا رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: «اللّهمّ هؤلاء أهلي»95 .

وأخرج ابن مردويه عن جابر، قال: «وفيهم نزلت (تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) قال جابر: (وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وعليّ بن أبي طالب، و (أَبْنَاءَنَا): الحسن والحسين، و(وَنِسَاءَنَا): فاطمة»96.

قال الحاكم: وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبداللّه‏ بن عبّاس وغيره أنّ الرسول يوم المباهله أخذ بيد عليّ وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم، ثمّ قال: «هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا، فهلمُّوا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم، ثمنبتهل فنجعل لعنة اللّه‏ علي الكاذبين»97 .

ونفي الجصّاص الخلاف في ذلك98 .

إنّ الآية تدلّ بوضوح علي عظيم فضل الإمام عليّ (عليه السلام) ، وذلك بوصفه نفس النبيّ، ونظراً الي تعذّر أن يكون هو نفسه بالمعني الحقيقي فيتعيّن أن يكون المراد أنّه مثله في الصفات والمقامات الثابتة للنبيّ كلّها، عدا ما ثبت اختصاصه به (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، كالنبوّة وأفضليته علي الخلق بما يشمل عليّاً، لتبقي منازل النبيّ الأُخري ثابتة لعليٍّ، كالعصمة، والأفضلية علي الصحابة أجمع، والولاية بعد النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وغير ذلك99 .




آية المودة

ـ قال تعالي: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي)100 .

أخرج أحمد والطبراني وغيرهما، عن ابن عبّاس، قال: «لما نزلت: (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي) قالوا:يا رسول اللّه‏! مَن قرابتك هؤلاء الّذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: «عليٌّ وفاطمة وابناهمارضي اللّه‏ عنهم»101 .

كما أورد الرواية ابن البطريق في «الخصائص»102 ، وابن طلحة الشافعي103 وصحّحها104. والطبري في «الذخائر» وجعلها دليلاً علي أنّ المراد من الآية هم عليّ وفاطمة وولداهما105 . والهيتمي في «صواعقه» وعقّب عليها في معرض مناقشته للسند قائلاً: «وفي سنده شيعي غالٍ لكنّه صدوق»106، فهو يعترف باعتبار الرواية من جهته لأنّه صدوق.

ومن جملة الروايات ما رود صحيحاً عن الحسن بن عليّ (عليهما السلام) من خطبة له قال فيها: «... وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه‏ عزّ وجلّ مودّتهم وولايتهم، فقال فيما أنزل اللّه‏علي محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : (قُل لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَي)107»108 .

وأورده الهيتمي قائلاً: «وأخرج البزار والطبراني عن الحسن (رضي اللّه‏ عنه) من طرق بعضها حَسنٌ»109 .
فالآية دلّت علي أنّ القربي هم الأربعة الذين ضمّهم النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) تحت الكساء، ودعت الآية الي وجوب محبّتهم ومودّتهم، وعليه تصبح المودّة لعليّ علي غيره من الصحابة.

حرت بين السهم والجود
17-07-2012, 03:23 AM
السنّة النبوية تؤکّد علی أفضلية علي (ع)علی الصحابة

ليس غرضنا استعراض كامل الروايات الصادرة عن رسول‏اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) في حق عليّ ، بل غرضنا انتخاب بعض النماذج الروائية التي أظهر أو أفرز فيها رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) أفضلية عليّ (عليه السلام) علي الصحابة سعياً منه (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لتبليغ الاُمّة بما يريده اللّه‏ سبحانه، فمن تلك الروايات:



حديث الطائر المشوي

أخرج النسائي عن أنس بن مالك، قال: «إنّ النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) كان عنده طائر، فقال: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أبوبكر فردّه، وجاء عمر فرّده، وجاء عليّ فأذن له»110هذا الحديث له طرق عديدة متكاثرة جدّاً111 جمع كبير من الصحابة منهم: عليّ بن أبي طالب، وابن عبّاس، وسفينة خادم رسول اللّه‏، وأبي سعيد الخدري، وأنس بن مالك وغيرهم. وأخرجه جمع كبير من الحفّاظ والمحدّثين. فقد أخرجه الحاكم من طريق أنس، وصححّه112ورواه الطبراني من طريق سفينة113عنه الهيثمي، وقال: «ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة»114ما حسّنه الحافظ ابن حجر في ذيل كتاب «مشكاة المصابيح»115

فالحديث ـ مضافاً لكثرة طرقه البالغة حد التواتر ـ له طرق صحيحة أيضاً116وهو يدل علي أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) هو أحبّ الخلق الي اللّه‏ تعالي، وقد أُوتي الرسول سؤله حسب ماورد في الحديث الشريف.




حديث المنزلة

أخرج البخاري عن سعد بن أبي وقاص، قال: «قال النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لعليٍّ: أما ترضي أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسي»117. وأخرجه مسلم عن سعد، قال: «قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) لعليّ: أنت منّي بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنّه لا نبي بعدي. قال سعيد: فأحببت أنْ أشافه بها سعداً، فلقيت سعداً فحدّثته بما حدّثني عامر، فقال أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته، فوضع أصبعيه علي أُذنيه، فقال: نعم؛ وإلاّ فاستكّتا»118 .

كما أنّ لهارون تمام المنازل التي كانت له من موسي بما فيها أفضليته بعد موسي (عليه السلام) علي كلّ أُمّة موسي، كذلك (عليه السلام) للإمام عليّ (عليه السلام) تمام المنازل ـ عدا النبوّة ـ بما فيها أفضليته علي الأُمّة بعد الرسول (صلّي اللّه‏ عليه و آله). والحديث يدل علي أفضلية الإمام عليّ (عليه السلام) علي سائر أفراد الأُمّة.




حديث "الحق مع علي":

أخرج أبو يعلي عن أبي سعيد: أنّ عليّاً مرّ فقال النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله): «الحقُّ مع ذا، الحقُّ مع ذا»119. قال الحافظ الهيثمي: «رواه أبو يعلي ورجاله ثقات»120 .

وعن عليّ (عليه السلام) ، قال: قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : «رحم اللّه‏ عليّاً، اللّهمّ أدر الحقّ معه حيث دار» أخرجه الترمذي121، وأبويعلي122، والطبراني123 ، والحاكم124، وابن عساكر125 ... وغيرهم.

وصحّحه الحاكم126، وأبو منصور ابن عساكر الشافعي127، والسيوطي في «الجامع الصغير»128، وأرسله الفخري إرسال المسلّمات129 .

فاتّضح من هذه الفضيلة أنّ الحقّ مع الإمام عليّ (عليه السلام) بنصّ قول النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، ودلالة ذلك لا تحتاج الي بيان.




حديث الثقلين

أخرج مسلم، عن زيد بن أرقم، قال: «قال رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يوماً فينا خطيباً بماء يُدعي خمّاً بين مكّة والمدينة، فحمد اللّه‏ وأثني عليه، ووعظ وذكّر، ثمّ قال: «أما بعد؛ ألا أيُّها الناس فإنّما أنا بشرٌ يوشك أن يأتي رسول ربِّي فأُجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أوّلهما كتابُ اللّه‏ فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب اللّه‏ واستمسكوا به. فحثّ علي كتاب اللّه‏ ورغّب فيه، ثمّ قال: وأهل بيتي، أُذكّركم اللّه‏ في أهل بيتي، أُذكركم اللّه‏ في أهل بيتي، أُذكّركم اللّه‏ في أهل بيتي...»130 .

وأخرجه الترمذي عن أبي سعيد وزيد بن أرقم131. وصحّحه السقّاف132، وكذا الألباني133، وأخرجه أحمد في مسنده عن زيد بن ثابت، وقال حمزة أحمد الزين (محقق المسند): إسناده حسن134 .

وقال الحافظ الهيثمي: «رواه أحمد وإسناده جيّد»135 .

وأخرجه الطبراني136، وعنه الهيثمي في «مجمع الزوائد»، وقال: «رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات»137.

وأخرجه النسائي عن زيد بن أرقم138. وأخرجه الحاكم، وقال: «هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله»139 . وقال ابن كثير: «قال شيخنا أبو عبداللّه‏ الذهبي: وهذا حديث صحيح»140 .

وللحديث ألفاظ أُخري، وطرق متكاثرة وأسانيد متظافرة، ولذا حكم غير واحد من أهل العلم بتواتره منهم: الشيخ أبو المنذر141، وأبو الفتح التليدي142.. وغيرهما.

إنّ أهل البيت (عليهم السلام)، وفي مقدّمتهم الإمام عليّ (عليه السلام) قد اختصّوا بمنزلة عظيمة من العلم والاستقامة، وهي مزية تشير إلي فضلهم.




حديث « من أحبّ علياً فقد أحبّ الله»:

أخرج الطبراني عن أبي الطفيل، قال: «سمعتُ أُمّ سلمة تقول: أشهد أنّي سمعت رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) يقول: «مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّني، ومن أحبّني فقد أحبَّ اللّه‏، ومن أبغض عليّاً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه‏»143 .

وعنه الهيثمي وحسَّنه144، وصحّحه السيوطي145، والألباني146 .

وروي عن سلمان بلفظ مختصر، وصحّحه الحاكم ووافقه الحافظ الذهبي147، وحسَّنه المنّاوي148 ، وصحّحه الألباني149 .




أفضلية الإمام علي (ع) في أقوال الصحابة و التابعين

وردت روايات كثيرة وصحيحة تشيد بفضل عليّ (عليه السلام) علي سائر الصحابة حتي قال الإمام أحمد بن حنبل: ما لأحد من الصحابة من الفضائل بالأسانيد الصحاح مثل ما لعليّ (رضي اللّه‏ عنه)150 .

وفي هذا المبحث سوف نذكر أقوال بعض الصحابة والتابعين في أفضليته (عليه السلام) ، وكما يلي:

1 ـ قال حذيفة بن اليمان: «لو قسمت فضيلة عليّ (عليه السلام) بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم»151 .

2 ـ عن عبداللّه‏ بن مسعود: «كنّا نتحدّث أن أفضل أهل المدينة عليّ بن أبي طالب152 . وقال أيضاً: «أفرض أهل المدينة وأقضاها عليّ»153 .

3 ـ وقال العبّاس: «يا عليّ لقد أُوتيت من الفضل ما لم يؤت أحد»154 .

4 ـ وقال ابن عبّاس عندما سأله معاوية عن عليّ (عليه السلام) : «.. لم ترَ عيني مثله ولن‏تري»155 ورواه الطبراني وزاد فيه: «وأفضل من حجّ وسعي،، وأسمح من عدل وسوّي، وأخطب أهل الدنيا»156 .

5 ـ وقال أبو أيوب الأنصاري: «حين نزل بين ظهرانيكم ابن عمّ رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وخير المسلمين وأفضلهم وسيّدهم بعده»157 .

6 ـ وقال يحيي بن آدم: ما أدركت أحداً بالكوفة إلاّ يُفضلُ عليّاً يبدأ به158 .

7 ـ وقال عمرو بن العاص لمعاوية: «.. فإنّ عليّاً أوحد الناس في الفضائل»159

8 ـ روي عن الشعبي قال: «بينما أبوبكر جالس إذ طلع عليّ فلما رآه قال: من سرّه أن ينظر إلي أعظم الناس منزلة وأقربهم قرابة، وأفضلهم حالة وأعظمهم حقّاً عند رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) فلينظر الي هذا الطالع»160

9 ـ قال عديّ بن حاتم في خطبة له: «واللّه‏ لئن كان الي العلم بالكتاب والسنّة إنّه ـ يعني عليّاً ـ لأعلم الناس بهما، ولئن كان الي الإسلام إنّه لأخو نبي اللّه‏، والرأس في الإسلام، ولئن كان الي العقول والنحائر إنّه لأشدّ الناس عقلاً وأكرمهم غيرة»161

10 ـ سعيد بن المسيّب قال: «كان عمر يتعوّذ باللّه‏ من معضلة ليس لها أبو الحسن!»162

11 ـ معاوية بن أبي سفيان قال: «كان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه من عليّ»163

12 ـ قال ابن عمر: «كان لعليّ بن أبي طالب ثلاثة لو كانت لي واحدة منهن كانت أحبّ إليَّ من حمر النعم: تزويجه فاطمة (سلام اللّه‏ عليها) وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية النجوي»164

يتبيّن ممّا تقدّم أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) كان يحظي بمكانة رفيعة في عصر الرسالة أو بعد وفاة الرسول، فهو المرجع حين تضيق بهم الصعاب، أو يعجزون عن إدراك أغراض الشريعة وحقائقها، وقد أكدت ذلك كتب الصحاح والسيِر.




أفضلية الإمام علي برواية أهل البيت(ع)

كان موقف أهل البيت (عليهم السلام) صريحاً وواضحاً في أفضلية الإمام عليّ (عليه السلام) وتقدّمه علي سائر الناس، وفي أحقّيته بالإمامة والخلافة والطاعة، واستندوا في ذلك الي النصوص الشريفة التي صدرت بحقّه، وهم يقولون: لو أن الناس استمسكوا به في اُمور دينهم لما اختلف اثنان، ولهدوا الي الطيّب من القول، وهدوا الي صراط مستقيم.

وفيما يلي نأتي علي ذكر باقة من الأحاديث التي صدرت عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) والتي تفيد كون عليّ (عليه السلام) أفضل الأُمّة بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) :

1 ـ قال الإمام عليّ (عليه السلام) : «كانت لي منزلة من رسول اللّه‏ لم تكن لأحدٍ من الخلائق»165 .

2 ـ قال الإمام الحسن (عليه السلام) في خطبته الأُولي بعد بيعته: «وإنّي أحتسب عند اللّه‏ عزّ وجلّ مصابي بأفضل الآباء بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)»166 .

3 ـ عن عليّ بن سويد السائي عن أبي الحسن الأوّل (عليه السلام) قال: «ما خلق اللّه‏ خلقاً أفضل من محمّد (صلّي اللّه‏ عليه و آله)، ولا خلق خلقاً بعد محمّد أفضل من عليّ (عليه السلام) »167 .

4 ـ وروي عن الإمام الباقر محمّد بن عليّ عن آبائه (عليهم السلام) إنّه سئل رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) عن خير الناس؟ فقال: «خيرها وأتقاها وأفضلها وأقربها الي الجنّة أقربها منّي، ولا أقرب ولا أتقي إليَّ من عليّ بن أبي طالب»168 .

5 ـ وعن الصّديقة فاطمة (عليها السلام) قال: «فأي هؤلاء الذين سمّيت أفضل، قال (صلّي اللّه‏ عليه و آله) : عليّ أفضل أُمّتي»169 .

6 ـ عن الهروي عن الرضا عن آبائه عن رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) قال: «والفضل بعدي لك يا عليّ وللأئمة من بعدك...»170 .

7 ـ عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: «إيّانا عني وعليّ أفضلنا وأوّلنا وخيرنا بعد النبيّ (صلّي اللّه‏ عليه و آله)»171 .

8 ـ عن الأعمش عن الصادق (عليه السلام) قال: سألته عن أفضل الخلق بعد رسول اللّه‏ (صلّي اللّه‏ عليه و آله) وأحقّهم بالأمر. فقال (عليه السلام) : «عليّ بن أبي طالب وبعده الحسن ثم الحسين»172 .

9 ـ وأيضاً عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: «كان عليّ أفضل الناس بعد رسول اللّه‏ وأولي الناس بالنّاس»173 .

10 ـ عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : «وأفضلهم لديّ وأكرمهم عليّ سيّد الوري، وأكرمهم وأفضلهم بعده عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) أخو المصطفي المرتضي ثم بعده القوّامون بالقسط من أئمة الحقّ»174 .




الخلاصة

وفقاً لمعايير المفاضلة كالعلم، والشجاعة، والعدالة، والزهد وغيرها فإنّ الإمام عليّ (عليه السلام) لا يُقاس به أحد من الصحابة فضلاً عن غيرهم. وقد بلغ في الفضائل درجة قصوي فكان قاب قوسين أو أدني من الرسول الأكرم إلاّ أنّه لا نبيّ بعده وقد صدرت في حقّه النصوص الشريفة كالآيات النازلة، أو الأحاديث الصادقة الناطقة بمقامه ومنزلته. كما شهد بفضل عليّ (عليه السلام) الصحابة والتابعين، وكان موقف أهل البيت (عليهم السلام) صريحاً وعلنياً بأفضليته علي سائر الناس.

====

الأدلة والمصادر:

1مروج الذهب: ج2 ص425، ذكر لمح من كلامه ـ فضائله .

2الطبقات الكبري: ج2 ص351، باب أهل العلم والفتوي من أصحاب الرسول صلّي اللّه‏ عليه و آله؛ ومناقب الخوارزمي: ص89 ج80.

3المعجم الكبير: ج11 ص55 ذكر مجاهد عن ابن عبّاس؛ تاريخ بغداد: ج11 ص49 و50؛ والمستدرك علي الصحيحين: ج3 ص126 و127؛ وأُسد الغابة: ج4 ص22؛ البداية والنهاية ج7 ص395 و396 (ذكر فضائل عليّ (عليه السلام)) .

4هذا الكتاب طبع سنة 1354 ه بالمطبعة الإسلامية بمصر، وقد طبع عدّة طبعات، وكانت الطبعة الثالثة في مطابع نقش جهان (طهران) سنة (1403 ه )، وهي طبعة منقحة حيث قام سماحة الشيخ محمّد هادي الأميني بتحقيقه وتصحيح الأسانيد والتعليق عليه.

5اللآليء المصنوعة، السيوطي: ج1 ص333 نقلاً عن كتاب: النصّ والاجتهاد: ص567 ـ 575.

6أمالي الصدوق: ص737 ح1004، المجلس الثاني والتسعون؛ الإرشاد: ج1 ص34 رواية عن عبداللّه‏ بن مسعود؛ تفسير الرازي: ج8 ص23 عند تفسير قوله تعالي: إِنَّ اللّهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ سورة آل عمران: الآية 33؛ كنز العمّال: ج13 ص114 ح36372.

7سنن الترمذي: ج5 ص301 ح3805، المستدرك للحاكم النيسابوري: ج3 ص125 باب فضائل عليّ (عليه السلام)، الطبقات الكبري لابن سعد: ج2 ص338 (ترجمة عليّ (عليه السلام))، خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام) للنسائي: ص112 (ذكر منزلة عليّ (عليه السلام))، كنز العمّال: ج13 ص120 ح36387.

8الطبقات الكبري لابن سعد: ج2 ص338 ترجمة عليّ (عليه السلام)، كنز العمّال: ج13 ص128 ح36404.

9الكافي: ج1 ص64 باب إختلاف الحديث، ح2.

10الجرح والتعديل: ج6 ص192 ترجمة 1055، أُسد الغابة: ج4 ص22 ؛ تهذيب الكمال: ج20 ص487 ترجمة 4089؛ فتح الباري: ج8 ص459؛ الاتقان: ج2 ص493 ح6369.

11تاريخ ابن معين ج1 ص106 ح601، الاستيعاب ج3 ص1103 ترجمة 1855، ذخائر العقبي: ص83.

12الإستيعاب: ج3 ص1104 ترجمة 1855؛ أُسد الغابة: ج4ص22؛ سبل الهدي والرشاد: ج11 ص289 ، جماع أبواب العشرة الذين شهد لهم رسول اللّه‏، باب 10، ينابيع المودّة ج1 ص213 ح 18، باب 14.

13نهج البلاغة ج4 ص36 الحكمة 147، تاريخ بغداد ج6 ص376 ح3413.

14الأرشية: جمع رشاء بمعني الحبل، والطوي جمع طوية وهي البئر البعيدة العميقة.

15نهج البلاغة ج1 ص41 / خ5، مطالب السؤول ص81 (ذكر كلامه (عليه السلام)) .

16مسند أحمد: ج5 ص26 ، مجمع الزوائد ج9 ص101 باب مناقب عليّ (عليه السلام ).

17المناقب، الخوارزمي: ص 82 / 67 ؛ كنز العمّال: ج11 ص614 ح32977.

18الإمامة والسياسة: ج1 ص107 ما قال عبداللّه‏ بن حجل.

19الإستيعاب: ج3 ص 1104 / ترجمة 1855.

20الاستيعاب ج3 ص1105 / ترجمة 1855.

21أُسد الغابة: ج6 ص22.

22تذكرة الخواص: ص63.

23خصائص أمير المؤمنين، النسائي: ص46 .

24المعجم الكبير: ج5 ص84 ح4652؛ شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج13 ص230؛ الإستيعاب: ج2 ص458.

25المعجم الكبير: ج22 ص452، ترجمة خديجة؛ مجمع الزوائد: ج9 ص220 .

26سنن الترمذي: ج5 ص306 / ح 3818 ؛ المعجم الكبير: ج22 ص411 ترجمة فاطمة.

27مروج الذهب: ج3 ص11 ذِكر معاوية.

28تاريخ الطبري: ج2 ص57 ذكر أوّل من أسلم.

29شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج13 ص227.

30البيان، الكنجي: ص117 باب 9.

للمزيد من الإطلاع اُنظر: النصّ علي أمير المؤمنين: ص75 ـ 86 وهكذا أنساب الأشراف ج2 ص146 و379؛ الكني والأسماء، الدولابي: ج2 ص81 .

31علل الحديث لابن أبي حاتم الرازي: ح2664؛ مناقب المرتضوي للترمذي: ص95.

32أنساب الأشراف: ج2 ص393 ـ 394 ذكر عهد أمير المؤمنين (عليه السلام لمحمّد بن أبي بكر).

33سورة التوبة: الآية 19 .

34التفسير الكبير: ج16 ص11؛ تفسير الطبري: ج10 ص124 ح12865، أسباب النزول، الواحدي: ص164؛ أُسد الغابة: ج4 ص25؛ جامع الأُصول: ج9 ص477؛ تفسير ابن كثير: ج2 ص355؛ الدرّ المنثور: ج3 ص219 و319.

35سورة البقرة: الآية 207 .

36مسند أحمد: ج1 ص331.

37الإمام عليّ عليه السلام، الدكتور جواد جعفر الخليلي: ص35.

38نهج البلاغة: الخطبة 27.

39المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص111؛ الإستيعاب: ج3 ص1107.

40الطبقات الكبري: ج3 ص23؛ الإرشاد: ج1 ص130؛ الإستيعاب: ج3 ص1090 و1095 و1097 ترجمة رقم 1855؛ أُسد الغابة: ج4 ص16؛ الإصابة: ج4 ص464.

41مغازي الواقدي: ج1 ص152.

42الإرشاد: ج1 ص172 (أسماء مَن قتلهم عليّ (عليه السلام) ببدر).

43اُنظر: تاريخ الطبري: ج2 ص 188 ذكر غزوة أُحد.

44انظر: كشف الغمّة: ج1 ص179.

45استمسك الدم: توقف عن النزف .

46دلائل النبوّة، البيهقي: ج3 ص260؛ تاريخ الإسلام، الذهبي: ج2 ص190.

47نهج البلاغة ج2 ص171، الخطبة 197 .

48اُنظر: مغازي الواقدي: ج1 ص471؛ دلائل النبوّة، البيهقي: ج3 ص439.

49المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص32؛ تاريخ بغداد: ج13 ص19 رقم 6978؛ شواهد التنزيل: ج2 ص14 ح636؛ مناقب الخوارزمي: ص107/ ح112.

50مسند أحمد: ج2 ص384، ح8764؛ الطبقات الكبري، ابن سعد: ج2 ص110 باب غزوة رسول اللّه‏ صلّي اللّه‏ عليه و آله خيبر؛ التاريخ الكبير، البخاري: ج7 ص263 خ111؛ خصائص أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، النسائي: ص59؛ مجمع الزوائد: ج9 ص123 (مناقب عليّ (عليه السلام) ).

51مسند أحمد: ج1 ص84؛ خصائص أمير المؤمنين، النسائي: ص113، مستدرك الحاكم: ج2 ص366؛ تاريخ بغداد: ج13 ص302؛ مجمع الزوائد ج6 ص23 باب تكسير الأصنام.

52مناقب ابن المغازلي: ص72 و106 .

53مسند أحمد: ج1 ص199.

54سورة الإنسان: الآيتان 8 ـ 9.

55راجع التفسير الكبير: ج30 ص244 ؛ أسباب النزول: الواحدي: ص 296، أُسد الغابة: ج5 ص530؛ شرح نهج البلاغة: أبي أبي الحديد: ج1 ص7؛ شواهد التنزيل: ج2 ص298؛ ذخائر العقبي: ص89 و102؛ الدر المنثور: ج6 ص299؛ فتح القدير: ج5 ص349؛ نور الأبصار: 102؛ ينابيع المودّة: ج1 ص279 ـ 280 / ح4؛ روح المعاني: ج29 ص157؛ تفسير البيضاوي: ج5 ص428.

56سورة البقرة: الآية 274.

57التفسير الكبير: ج7ص89؛ تفسير الكشاف: ج1 ص398؛ أسباب النزول: الواحدي: ص58؛ أُسد الغابة: ج4 ص25؛ تفسير الخازن: ج1 ص208؛ مجمع الزوائد: ج6 ص324؛ الصواعق المحرقة: ص87؛ ذخائر العقبي: ص88؛ الدرّ المنثور: ج1 ص363؛ نور الأبصار: ص70.

58مجلت يداه: عملت.

59شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج2 ص202.

60سورة الشعراء : الآية 215 .

61شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج2 ص202.

62سورة القصص: الآية 83 .

63مناقب ابن شهر آشوب: ج2 ص104.

64شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج18 ص225، مناقب الإمام أمير المؤمنين، سليمان الكوفي: ج2 ص51 / ح540.

65المناقب، الكوفي، ج 2 ص 86 ح572؛ الأمالي، السيّد المرتضي: ج 2 ص162 ؛ مناقب ابن شهر آشوب: ج 2 ص 113؛ تنبيه الخواطر: ج1 ص 100؛ نزهة المجالس، الصفوري: ج1 ص206.

66سورة المائدة: الآية 55.

67تفسير الثعلبي: ج4 ص80 .

68زاد المسير: ج2 ص292 .

اُعجوبة في الذكاء وسعة المعرفة مع الدين والتصون والنزاهة». سير أعلام النبلاء: ج10 ص550 .

70المائدة: 55.
69قال عنه الذهبي: «وهو العلاّمة أبو جعفر محمّد بن عبداللّه‏ السمرقندي ثم الإسكافي المتكلّم وكان

71المعيار والموازنة: ص228.

72أحكام القرآن: ج2 ص558 .

74سورة التوبة: الآية 71 .

73روح المعاني: ج6 ص167 .

75سورة المائدة: الآية 67 .

76مسند أحمد: ج4 ص370 .

77خصائص أمير المؤمنين: ص71 ـ 72 .

78المعجم الكبير: ج5 ص166 .

79صحيح ابن حبّان: ج15 ص376 .

80المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص109 .

81حكاه عنه في «البداية والنهاية»: ج5 ص228 ـ 229.

82مجمع الزوائد: ج9 ص104.

83سورة الأحزاب: الآية 33.

84صحيح مسلم: ج7 ص 130، باب فضائل أهل بيت النبيّ.

85مسند أحمد: ج4 ص107.

86سنن الترمذي: ج5 ص361، ما جاء في فضل فاطمة عليها السلام ح3963؛ وأورده الذهبي في «سير أعلام النبلاء»: ج3 ص283 وقال: «إسناده جيّد» (ذكر الحسين (عليه السلام) ترجمة رقم 48).

87سنن الترمذي: ج5 ص328، كتاب تفسير القرآن ح3875.

88صحيح سنن الترمذي: ج3 ص306، كتاب تفسير القرآن: ص3875.

89الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين: ص105 ح36.

90المستدرك علي الصحيحين، وبهامشه تلخيصه للذهبي: ج3 ص158 .

91المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم: ج6 ص302 ـ 303.

92اُنظر: مشكل الآثار: ج1 ص336 ـ 339.

93للمزيد من الإطلاع: اُنظر: تلخيص كتاب أئمة أهل البيت في كتب أهل السنّة، حكمت الرحمة: ص18 ـ 22.

94سورة آل عمران: الآية 61 .
95صحيح مسلم: ج7 ص121 كتاب الفضائل؛ مسند أحمد: ج1 ص185 (ما أُسند عن سعد بن أبي

علي شرط الشيخين ووافقه الذهبي، وأُسد الغابة: ج4 ص26؛ الإصابة: ج4 ص468 واللفظ له.
وقاص)؛ سنن الترمذي: ج4 ص293 ح4085؛ المستدرك علي الصحيحين، الحاكم: ج3 ص150، وصحّحه

96تفسير ابن كثير: ج1 ص378 ـ 379، وأخرجه الواحدي في أسباب النزول: ص68.

97معرفة علوم الحديث: ص50 .

98أحكام القرآن: ج2 ص18 .




99تلخيص كتاب أئمة أهل البيت عليهم السلام في كتب أهل السنّة: ص25 ـ 27 .

100سورة الشوري: الآية 23.

101فضائل الصحابة: ج2 ص669؛ المعجم الكبير: ج11 ص351.

102خصائص الوحي المبين، ابن البطريق: ص 109 / ح50.

103قال عنه السبكي: «تفقّه وبرع في المذهب... وكان من صدور الناس». طبقات الشافعية: ج8 ص63.

104مطالب السؤول: ص43.

105ذخائر العقبي: ص25 .

106الصواعق المحرقة: ص259 .

107وري: 23 .

108عجم الأوسط: ج2 ص337، وأورده الهيثمي في «مجمع الزوائد»: ج9 ص146، وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار... وأبويعلي باختصار والبزار بنحوه... ورواه أحمد باختصار كبير.

109واعق المحرقة: ص259 .

110السنن الكبري: ج5 ص107 ح8398 .

111اُنظر بعض طرقه في «تاريخ دمشق»: ج42 ص245 وما بعدها.

112المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص130 .

113المعجم الكبير: ج7 ص82 .

114مجمع الزوائد: ج9 ص126 .

115مشكاة المصابيح: ج3 ص1791 .

116وممّن أخرج حديث الطير: أحمد في «فضائل الصحابة»: ج2 ص560، والترمذي في سننه: ج5 ص300؛ والبزار في مسنده: ج9 ص287؛ والطبراني في الأوسط: ج2 ص207 وج6 ص90؛ وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة وكشف المراد: ص535 المقصد 5، مسألة 7؛ سير أعلام النبلاء: ج17 ص168، وغيرهم الكثير.

117صحيح البخاري: ج4 ص208 .

118صحيح مسلم: ج7 ص120، باب فضائل عليّ .

119مسند أبي يعلي: ج2 ص318 .

120مجمع الزوائد: ج7 ص235 .

121سنن الترمذي: ج5 ص297.

122مسند أبي يعلي: ج1 ص419.

123المعجم الأوسط: ج6 ص95.

124المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص124.

125تاريخ مدينة دمشق: ج30 ص63 وج42 ص448 وج44 ص139.

126مستدرك الحاكم: ج3 ص125.

127الأربعين في مناقب أُمّهات المؤمنين: ص86، حديث رقم 24 .

128كما في «فيض القدير»: ج4 ص25 .

129تفسير الفخر الرازي: ج1 ص210 .

130صحيح مسلم: ج4 ص1873، باب فضائل عليّ بن أبي طالب.

131سنن الترمذي: ج5 ص329.

132صحيح شرح العقيدة الطحاوية: ص654 .

133صحيح الجامع الصغير: ج1 ص482 .

134مسند أحمد: ج5 ص182 طبعة دار صادر، بيروت.

135مجمع الزوائد: ج9 ص162.

136المعجم الكبير: ج5 ص153.

137مجمع الزوائد: ج1 ص170.

138السنن الكبري للنسائي: ج5 ص45 ـ 46.

139المستدرك علي الصحيحين: ج3 ص109.

140البداية والنهاية: ج5 ص228 .

141الزهرة العطرة في حديث العترة: ص69 ـ 70، دار الفقه، مصر.

142الأنوار الباهرة: ص14، دار ابن حزم، بيروت.

143المعجم الكبير: ج23 ص380.

144مجمع الزوائد: ج9 ص132.

145تاريخ الخلفاء: ص133.

146سلسلة الأحاديث الصحيحة : ج3 ص287 ـ 288 ، برقم 1299 .

147المستدرك للحاكم مع تلخيصه للذهبي: ج3 ص130.

148فيض القدير: ج6 ص42، برقم 8319.

149صحيح الجامع الصغير: ج2 ص1034، برقم 5963.

150الاستيعاب: ج3 ص1115.

151شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد: ج13 ص284.

152مسند البزار: ج5 ص55، ح1616؛ مجمع الزوائد: ج9 ص116.

153الرياض النضرة: ج2 ص198؛ تاريخ الخلفاء: ص115.

154شواهد التنزيل: ج1 ص329 حديث 338.

155مروج الذهب: ج3 ص51 ـ 52، ذكر الصحابة ومدحهم.

156المعجم الكبير: ج1 ص239 حديث 10589.

157الإمامة والسياسة: ج1 ص132، طبع الحلبي، مصر، سنة الطبع 1378ه .

158تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص530 / ترجمة رقم 4933.

159الفتوح، ابن أعثم: ج2 ص512 ذكر كتاب معاوية الي عمرو.

160تاريخ مدينة دمشق: ج42 ص73 ترجمة رقم 4933، الصواعق المحرقة: ص270؛ جواهر العقدين: ص380 الباب الثاني عشر.

161جمهرة خطب العرب: ج1 ص379 / خ 267.

162الإستيعاب لابن عبدالبرّ: ج3 ص1103؛ صفة الصفوة، ابن الجوزي: ج1 ص121، الإصابة: ج2 ص509؛ الرياض النضرة: ج2 ص194؛ الصواعق المحرقة: ص76؛ فيض القدير، المناوي: ج4 ص470.

163الرياض النضرة: ج2 ص194؛ مطالب السؤول: ص30، وقد أورد العلاّمة الأميني صاحب كتاب «الغدير» في الجزء السادس من كتابه حكايات كثيرة من علم عمر تحت عنوان: «نوادر الأثر في علم عمر» مستفيداً من المصادر المتنوّعة بهذا الخصوص.

164تفسير الثعالبي مخطوط: الورقة 254.

165خصائص أمير المؤمنين ، النسائي: ص111 ح115.

166مقتل عليّ، ابن أبي الدنيا: ص93 ح87 .

167الاختصاص: ص18.

168ينابيع المودّة: ج2 ص275، ح786 .

169إرشاد القلوب: ج2 ص420.

170كمال الدين: ج1 ص254 باب 23.

171ينابيع المودّة: ج1 ص119 الباب الثلاثون.

172إرشاد القلوب: ج2 ص421.

173روضة الكافي: ج8 ص67 ح36.
174إرشاد القلوب ج2 ص426.

ونسألكم الدعاء.