عاشقة المرتضى
21-07-2012, 12:16 PM
شفاعة النبي محمد ص واهل بيته من كتاب الله وكتب السنة والجماعة
الشفاعة التي وقع الخلاف فيها هي: نوع من الوساطة الى الله تعالى من وليّ مقرب عنده ليغفر لمذنب ويسامحه.
وقد أثبتها المسلمون قاطبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا من شذّ منهم.
والأدلة على ثبوتها كثيرة جداً متضافرة على حصول الشفاعة في يوم القيامة من قبل الصالحين والاولياء الى المذنبين والعاصين.
واستجابة لطلبك فسوف نقتصر على بعض الروايات المثبتة للشفاعة عند أهل السنة:
1-
أخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه [وآله]
وسلم): (من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه، فان رجح، وإلاّ شفعت
له). (الدر المنثور 3/71).
2- أخرج أحمد بن حنبل: من صلّى على محمد وقال : اللهم انزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي. (مسند أحمد 4/108).
ورواه في فردوس الأخبار 4/21/ح5555
3-
روى البخاري / من قال حين يسمع النداء : اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة
والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي
وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة. البخاري 5/228، ورواه أيضاً 1/152.
ورواه البيهقي في سننه 1/409 ومجمع الزوائد 1/333، والنويري في نهاية الارب
3/5/308.
4- روى الديلمي في فردوس الأخبار 2/558/ح 3598.
أبو أمامة :
صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ولن أشفع لهما ولن يدخلا شفاعتي : سلطان
ظلوم غشوم عسوف، وغال مارق عن الدين. رواه السيوطي في الدر المنثور 1/ 352
عن الطبراني، كنز العمال 6/21 و30 / مجمع الزوائد 5/235و236 . وهذا الحديث
يدل بالمفهوم على ثبوت الشفاعة وإمكانها لطوائف آخرين في أمة النبي (صلى
الله عليه وآله).
5- عن أنس مرفوعاً : من أحبني فليحب علياً، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي. حرم شفاعتي … الحديث . لسان الميزان 3/276.
6-
عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:
(أعطيت خمساً لم يعطهّن أحدٌ قبلي… وأعطيت الشفاعة ولم يعط نبيٌّ قبلي…)
سنن النسائي 1/211. صحيح البخاري 1/86 ـ 113.
ولنقتصر على هذا القدر في الروايات .
إن القول بالشفاعة لم يختص بالشيعة وحدهم بل اشترك في ذلك جميع المسلمين ، ودليل ذلك القرآن الكريم والسنة الشريفة .
أما من القرآن الكريم: فقوله تعالى : (( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى )) (الأنبياء:28)، وقوله تعالى : (( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )) (الأعراف:53)، وقوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) (المدثر:48)، وقوله تعالى : (( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) (غافر:18). إلى غيرها من الآيات الكريمة التي تؤكد شفاعة المقربين عند الله تعالى ومن يرتضيهم من شفعاء.
أما السنة الشريفة : فقد روي الحاكم عن جابر (رض) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) تلا قول الله (( ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى )) فقال : (إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) ـ الدر المنثور للسيوطي في تفسير قوله ولا يشفعون .
وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال
: (تعلموا أن الله يشفّع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض) . راجع نفس
المصدر.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (إن في أمتي رجلاً
ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بني تميم) . راجع الدر المنثور للسيوطي
في تفسير الآية .
والشيعة الإمامية تروي هذا الحديث كذلك في علي بن أبي
طالب (عليه السلام)، حيث بشفاعته يدخل أكثر من بني تميم بل مثل ربيعة ومضر .
كيف لا وقد روى السيوطي أيضاً أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته .
وأخرج
البيهقي في سننه عن ابن مسعود قال : يعذب الله قوماً من أهل الإيمان ثم
يخرجهم بشفاعة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى لا يبقى إلاّ من ذكر
الله (( ما سللكم في سقر ... إلى قوله ... شفاعة الشافعين )).
وروى
البيهقي في الاعتقاد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلّم) : (أنا أول شفيع يوم القيامة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم
القيامة ، أن من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد) .
وروى
عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (أنا قائد
المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع ومشفع ولا
فخر) . راجع هذه الأحاديث كتاب (الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة
والجماعة للبيهقي ص 105 وما بعدها).
هذه هي الآيات والروايات الشريفة
التي تثبت شفاعة أهل البيت(عليهم السلام)، فالآيات القرآنية تؤكد أصل وجود
الشفاعة ، وهي خاصة بمن ارتضاهم الله وفضّلهم وأكرمهم ، ومنها فقد أمكننا
إثبات أصل الشفاعة .
أما الروايات الشريفة فتؤكد أن الله يشفّع للنبي
(صلى الله عليه وآله وسلّم) ولجميع المؤمنين وللشهداء أيضاً ، كما إنها
أكدت أن رجلاً في أمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) يشفع لمثل ربيعة
ومضر أو أكثر من بني تميم، والشيعة تروي أن هذا الرجل الذي يشفع لمثل ربيعة
ومضر هو علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقد روى ابن حجر في (الصواعق
المحرقة ص 127 ط ـ مكتبة القاهرة) : ما رواه السماك أن أبا بكر قال : سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (لا يجوز أحد الصراط إلاّ من
كتب له علي الجواز) . وإذا ضمننا إلى هذا الحديث أحاديث أن المؤمن يشفع
لسبعين مؤمناً وأن الشهيد يشفع كذلك للمؤمنين، فان علي (عليه السلام)
وأولاده يشفعون بما شاء الله ، فانهم شهداء فضلاً عن كونهم أفضل المؤمنين
وعليٌ أمير المؤمنين ، هذا إذا أردنا الاستدلال بروايات أهل السنة على
شفاعة أهل البيت (عليه السلام) ، أما روايات الشيعة فهي أكثر من أن تحصى
تؤكد نفس المعنى تماماً .
الحديث الأول: رواية الحاكم عن جابر (1/ 69)
و(2/382) من قوله (ص) بعد أن تلا قوله تعالى: (( وَلا يَشفَعونَ إلَّا لمَن
ارتَضَى )) (الانبياء:28): (إن شفاعتي لأهل الكبائر من امتي). وصححه
الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بأنه على شرط مسلم، وكذلك رواه
الترمذي (4/45) وأبو داود الطيالسي (233)، وابن ماجة (2/1441)، وغيرهم،
وهناك روى أحمد والحاكم والترمذي وأبو داود والبيهقي وغيرهم مثله عن أنس
أكثر فضلاً عن حديث جابر وغيره.
الحديث الثاني:
قال عبد الرزاق في تفسيره (3/330): قال معمر تلا قتادة (( فَمَا تَنفَعهم
شَفَاعَة الشَّافعينَ )) (المدثر:48) , قال: يعلمون أن الله يشفّع المؤمنين
بعضهم في بعض، وروى عن أنس قوله: قال النبي (ص): (إن الرجل ليشفع للرجلين
والثلاثة والرجل للرجال)، وقال عنه الهيثمي رواه البزار ورجاله رجال
الصحيح. وكذلك روى بسنده عن أبي قلابة قال: (يدخل الله بشفاعة رجل من هذه
الأمة الجنة مثل بني تميم أو قال أكثر من بني تميم).
وأخرجه الطبري في تفسيره أيضاً (29/ 209) ومعها قول الحسن: كنا نتحدث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته.
الحديث الثالث:
روى السيوطي في (الدر المنثور 6/ 285) والطبري في (جامع البيان 16/160) و
(29/209): (إن في أمتي رجلاً ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بني تميم)،
وفي رواية: (أكثر من ربيعة ومضر). أخرجها الحاكم في مستدركه (3/405) عن
الحسن البصري قال: قال رسول الله (ص): (يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر
من ربيعة ومضر). ورواه الهيثمي (10/381) من (مجمع الزوائد) عن أبي برزة
قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (إنّ من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة
ومضر). وقال الهيثمي رواه ابن أحمد ورجاله ثقات. وقال بعده: وعن أبي أمامة
قال: قال رسول الله (ص): (يدخل الجنة بشفاعة رجل من امتي أكثر من عدد مضر
ويشفع الرجل في أهل بيته ويشفع على قدر عمله). قال الهيثمي: رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف وذكر بعده
أيضاً حديث...
الحديث الرابع: (يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته)
أخرجه:
أبو داود في سننه (1/567) والبيهقي في سننه الكبرى (9/164) وابن حبان في
صحيحة (10/517) وصحيح الجامع الصغير للألباني (8093) .
الحديث الخامس:
(يعذب الله قوماً... ثم يخرجهم بشفاعة محمد) فقد رواه البخاري (7/203)
بمعناه من حديث عمران بن حصين عن النبي (ص) قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة
محمد(ص) فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين).
الحديث السادس:
(أنا أول شفيع يوم القيامة وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة إن من
الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد). أخرجه البيهقي في
سننه (9/4) وقال: أخرجه مسلم.
الحديث السابع:
حديث جابر أن النبي(ص) قال: (... وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر). رواه
الطبراني في (الأوسط 1/61) والدارمي (1/27) وابن أبي عاصم في كتاب (السنة
ص356) 794) وصححه الألباني.
وأخيراً فان رواية (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز):
فقد
أخرجها المحب الطبري شيخ الحرم المكي الذي قال عنه الذهبي الفقيه الزاهد
المحدث كان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز في (ذخائر العقبى ص 71) بقوله : ذكر
اختصاصه بأنه لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز:
عن قيس بن
أبي حازم قال: التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فتبسم أبو
بكر في وجه عل?ي فقال له: مالك تبسمت؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
(وآله) وسلم يقول: (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز) أخرجه
ابن السمان في كتاب الموافقة.
وقد أخرجه هو وحديث علي: (انا قسيم النار هذا لي وهذا لك) الذي يشهد له لانهما بمعنى واحد:
كل
من العقيلي في الضعفاء (3/ 415) و(4/158) والكامل لابن عدي (6/340) وابن
عساكر في تاريخ دمشق (42/298) والذهبي في ميزان اعتداله (4/208) وابن حجر
في لسان الميزان (6/113 و121).
يتبع :)
الشفاعة التي وقع الخلاف فيها هي: نوع من الوساطة الى الله تعالى من وليّ مقرب عنده ليغفر لمذنب ويسامحه.
وقد أثبتها المسلمون قاطبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا من شذّ منهم.
والأدلة على ثبوتها كثيرة جداً متضافرة على حصول الشفاعة في يوم القيامة من قبل الصالحين والاولياء الى المذنبين والعاصين.
واستجابة لطلبك فسوف نقتصر على بعض الروايات المثبتة للشفاعة عند أهل السنة:
1-
أخرج أبو نعيم عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه [وآله]
وسلم): (من قضى لأخيه حاجة كنت واقفاً عند ميزانه، فان رجح، وإلاّ شفعت
له). (الدر المنثور 3/71).
2- أخرج أحمد بن حنبل: من صلّى على محمد وقال : اللهم انزله المقعد المقرّب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي. (مسند أحمد 4/108).
ورواه في فردوس الأخبار 4/21/ح5555
3-
روى البخاري / من قال حين يسمع النداء : اللهم ربَّ هذه الدعوة التامة
والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً الذي
وعدته، حلّت له شفاعتي يوم القيامة. البخاري 5/228، ورواه أيضاً 1/152.
ورواه البيهقي في سننه 1/409 ومجمع الزوائد 1/333، والنويري في نهاية الارب
3/5/308.
4- روى الديلمي في فردوس الأخبار 2/558/ح 3598.
أبو أمامة :
صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي ولن أشفع لهما ولن يدخلا شفاعتي : سلطان
ظلوم غشوم عسوف، وغال مارق عن الدين. رواه السيوطي في الدر المنثور 1/ 352
عن الطبراني، كنز العمال 6/21 و30 / مجمع الزوائد 5/235و236 . وهذا الحديث
يدل بالمفهوم على ثبوت الشفاعة وإمكانها لطوائف آخرين في أمة النبي (صلى
الله عليه وآله).
5- عن أنس مرفوعاً : من أحبني فليحب علياً، ومن أبغض أحداً من أهل بيتي. حرم شفاعتي … الحديث . لسان الميزان 3/276.
6-
عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:
(أعطيت خمساً لم يعطهّن أحدٌ قبلي… وأعطيت الشفاعة ولم يعط نبيٌّ قبلي…)
سنن النسائي 1/211. صحيح البخاري 1/86 ـ 113.
ولنقتصر على هذا القدر في الروايات .
إن القول بالشفاعة لم يختص بالشيعة وحدهم بل اشترك في ذلك جميع المسلمين ، ودليل ذلك القرآن الكريم والسنة الشريفة .
أما من القرآن الكريم: فقوله تعالى : (( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى )) (الأنبياء:28)، وقوله تعالى : (( فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ )) (الأعراف:53)، وقوله تعالى : (( فما تنفعهم شفاعة الشافعين )) (المدثر:48)، وقوله تعالى : (( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع )) (غافر:18). إلى غيرها من الآيات الكريمة التي تؤكد شفاعة المقربين عند الله تعالى ومن يرتضيهم من شفعاء.
أما السنة الشريفة : فقد روي الحاكم عن جابر (رض) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) تلا قول الله (( ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى )) فقال : (إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) ـ الدر المنثور للسيوطي في تفسير قوله ولا يشفعون .
وأخرج
عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال
: (تعلموا أن الله يشفّع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض) . راجع نفس
المصدر.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) : (إن في أمتي رجلاً
ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بني تميم) . راجع الدر المنثور للسيوطي
في تفسير الآية .
والشيعة الإمامية تروي هذا الحديث كذلك في علي بن أبي
طالب (عليه السلام)، حيث بشفاعته يدخل أكثر من بني تميم بل مثل ربيعة ومضر .
كيف لا وقد روى السيوطي أيضاً أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته .
وأخرج
البيهقي في سننه عن ابن مسعود قال : يعذب الله قوماً من أهل الإيمان ثم
يخرجهم بشفاعة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) حتى لا يبقى إلاّ من ذكر
الله (( ما سللكم في سقر ... إلى قوله ... شفاعة الشافعين )).
وروى
البيهقي في الاعتقاد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلّم) : (أنا أول شفيع يوم القيامة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم
القيامة ، أن من الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد) .
وروى
عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (أنا قائد
المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع ومشفع ولا
فخر) . راجع هذه الأحاديث كتاب (الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة
والجماعة للبيهقي ص 105 وما بعدها).
هذه هي الآيات والروايات الشريفة
التي تثبت شفاعة أهل البيت(عليهم السلام)، فالآيات القرآنية تؤكد أصل وجود
الشفاعة ، وهي خاصة بمن ارتضاهم الله وفضّلهم وأكرمهم ، ومنها فقد أمكننا
إثبات أصل الشفاعة .
أما الروايات الشريفة فتؤكد أن الله يشفّع للنبي
(صلى الله عليه وآله وسلّم) ولجميع المؤمنين وللشهداء أيضاً ، كما إنها
أكدت أن رجلاً في أمة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلّم) يشفع لمثل ربيعة
ومضر أو أكثر من بني تميم، والشيعة تروي أن هذا الرجل الذي يشفع لمثل ربيعة
ومضر هو علي بن أبي طالب (عليه السلام). وقد روى ابن حجر في (الصواعق
المحرقة ص 127 ط ـ مكتبة القاهرة) : ما رواه السماك أن أبا بكر قال : سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) يقول : (لا يجوز أحد الصراط إلاّ من
كتب له علي الجواز) . وإذا ضمننا إلى هذا الحديث أحاديث أن المؤمن يشفع
لسبعين مؤمناً وأن الشهيد يشفع كذلك للمؤمنين، فان علي (عليه السلام)
وأولاده يشفعون بما شاء الله ، فانهم شهداء فضلاً عن كونهم أفضل المؤمنين
وعليٌ أمير المؤمنين ، هذا إذا أردنا الاستدلال بروايات أهل السنة على
شفاعة أهل البيت (عليه السلام) ، أما روايات الشيعة فهي أكثر من أن تحصى
تؤكد نفس المعنى تماماً .
الحديث الأول: رواية الحاكم عن جابر (1/ 69)
و(2/382) من قوله (ص) بعد أن تلا قوله تعالى: (( وَلا يَشفَعونَ إلَّا لمَن
ارتَضَى )) (الانبياء:28): (إن شفاعتي لأهل الكبائر من امتي). وصححه
الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بأنه على شرط مسلم، وكذلك رواه
الترمذي (4/45) وأبو داود الطيالسي (233)، وابن ماجة (2/1441)، وغيرهم،
وهناك روى أحمد والحاكم والترمذي وأبو داود والبيهقي وغيرهم مثله عن أنس
أكثر فضلاً عن حديث جابر وغيره.
الحديث الثاني:
قال عبد الرزاق في تفسيره (3/330): قال معمر تلا قتادة (( فَمَا تَنفَعهم
شَفَاعَة الشَّافعينَ )) (المدثر:48) , قال: يعلمون أن الله يشفّع المؤمنين
بعضهم في بعض، وروى عن أنس قوله: قال النبي (ص): (إن الرجل ليشفع للرجلين
والثلاثة والرجل للرجال)، وقال عنه الهيثمي رواه البزار ورجاله رجال
الصحيح. وكذلك روى بسنده عن أبي قلابة قال: (يدخل الله بشفاعة رجل من هذه
الأمة الجنة مثل بني تميم أو قال أكثر من بني تميم).
وأخرجه الطبري في تفسيره أيضاً (29/ 209) ومعها قول الحسن: كنا نتحدث أن الشهيد يشفع في سبعين من أهل بيته.
الحديث الثالث:
روى السيوطي في (الدر المنثور 6/ 285) والطبري في (جامع البيان 16/160) و
(29/209): (إن في أمتي رجلاً ليدخلن الله الجنة بشفاعته أكثر من بني تميم)،
وفي رواية: (أكثر من ربيعة ومضر). أخرجها الحاكم في مستدركه (3/405) عن
الحسن البصري قال: قال رسول الله (ص): (يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر
من ربيعة ومضر). ورواه الهيثمي (10/381) من (مجمع الزوائد) عن أبي برزة
قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (إنّ من أمتي لمن يشفع لأكثر من ربيعة
ومضر). وقال الهيثمي رواه ابن أحمد ورجاله ثقات. وقال بعده: وعن أبي أمامة
قال: قال رسول الله (ص): (يدخل الجنة بشفاعة رجل من امتي أكثر من عدد مضر
ويشفع الرجل في أهل بيته ويشفع على قدر عمله). قال الهيثمي: رواه الطبراني
ورجاله رجال الصحيح غير أبي غالب وقد وثقه غير واحد وفيه ضعف وذكر بعده
أيضاً حديث...
الحديث الرابع: (يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته)
أخرجه:
أبو داود في سننه (1/567) والبيهقي في سننه الكبرى (9/164) وابن حبان في
صحيحة (10/517) وصحيح الجامع الصغير للألباني (8093) .
الحديث الخامس:
(يعذب الله قوماً... ثم يخرجهم بشفاعة محمد) فقد رواه البخاري (7/203)
بمعناه من حديث عمران بن حصين عن النبي (ص) قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة
محمد(ص) فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين).
الحديث السادس:
(أنا أول شفيع يوم القيامة وأنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة إن من
الأنبياء لمن يأتي يوم القيامة ما معه مصدق غير واحد). أخرجه البيهقي في
سننه (9/4) وقال: أخرجه مسلم.
الحديث السابع:
حديث جابر أن النبي(ص) قال: (... وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر). رواه
الطبراني في (الأوسط 1/61) والدارمي (1/27) وابن أبي عاصم في كتاب (السنة
ص356) 794) وصححه الألباني.
وأخيراً فان رواية (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز):
فقد
أخرجها المحب الطبري شيخ الحرم المكي الذي قال عنه الذهبي الفقيه الزاهد
المحدث كان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز في (ذخائر العقبى ص 71) بقوله : ذكر
اختصاصه بأنه لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز:
عن قيس بن
أبي حازم قال: التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فتبسم أبو
بكر في وجه عل?ي فقال له: مالك تبسمت؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
(وآله) وسلم يقول: (لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز) أخرجه
ابن السمان في كتاب الموافقة.
وقد أخرجه هو وحديث علي: (انا قسيم النار هذا لي وهذا لك) الذي يشهد له لانهما بمعنى واحد:
كل
من العقيلي في الضعفاء (3/ 415) و(4/158) والكامل لابن عدي (6/340) وابن
عساكر في تاريخ دمشق (42/298) والذهبي في ميزان اعتداله (4/208) وابن حجر
في لسان الميزان (6/113 و121).
يتبع :)