مرتضى علي الحلي
22-07-2012, 01:03 PM
: التَّعاطي العَقََْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام:ق1:
=============================
: شهرُ رمضان أنموذجا :
===============
:القسم الأول :
=========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
قال اللهُ تعالى في مُحكم كتابه العزيز.
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
إنَّ تشريع الصيام ولمرَّةٍ واحدةٍ في السَنة يضع الإنسان المؤمن والصالح
في حالٍ يجب أن يجمعُ فيه بين العقيدة والشريعة.
ذلك لنزول القرآن الكريم في شهر رمضان هداية للناس أجمعين وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.
فالملاحظ في هذا النص القرآني الشريف
هو التركيز على بيان الحكمة والهدف من نزول القرآن في شهر رمضان
ومن هنا سنحاول البحث في صور التعاطي العَقْدي مع الإمام المهدي :عليه السلام: في شهر رمضان المبارك.
بإعتبار أنَّ شهر رمضان ليس هو ظرفاً للصوم فحسب
بل هو ظرفاً لإدراك ومعرفة القرآن وتعاليمه وما جاء به من عَقْديات حقة
ومنها الإعتقاد بإمامة الإمام المهدي:عليه السلام:
وسنلخِّص البحث في نقاط رئيسة وأهمها:
:1:
إنَّ التعاطي العَقْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام:
ممكن أن يتجلى في إدراك ومعرفة حكمة وقصد القرآن الكريم في نزوله الشريف
الذي لم ينفك مفاهيمياً وتطبيقيا عن وجود الحجة الإلهيَّة :نبي أو إمام :
بمعنى على الإنسان المؤمن والمُنتَظِر أن يدرك جيدا
البعد العَقْدي في نزول القرآن الكريم أولاً
ومن ثمَّ البعد التشريعي ثانياً
فالبعدان العقدي والتشريعي هما حقيقة الإسلام من أول الأمر إلى ختامه.
وهنا تكمن قيمة التعاطي العقدي مع الإمام المهدي
:عليه السلام:
إذ أنَّ القرآن الكريم هو كتاب هداية وبيان للإنسان أولاً وكتاب تشريع وتنظيم ثانيا
وعند ما نعمل على تقوية التعاطي العقدي والتشريعي مع القرآن والإمام المهدي:ع: في شهر رمضان الفضيل
فممكن أن نصنع من أنفسنا إناساً مُنتَظرين ومُمَهدين صالحين.
ويتحقق ذلك بتنمية العقل والنفس والسلوك بصورة صالحة ومنتجة فرديا ومجتمعيا .
من خلال فهم ووعي الصيام مفهوما وتطبيقا
ولعلَّ أبرز نقاط الفهم والوعي في الصيام
قد تتجلى في الكف والإمتناع عن المفطرات في نهار شهر رمضان
وهذا الإمتناع الواعي يُمثِّل واقعا ماهيّة الإنتظار في البعدين العقدي والتشريعي
ويزيدُ من قدر وقيمة كل منهما في كينونة الإنسان المؤمن المُنتَظِر.
وإذا ما تجلى البعد العقدي برتبة مكينة وعالية في نفس الإنسان المؤمن
فيقيناً سيزداد قدر وقيمة البعد التشريعي أيضا
ومن هنا نفهم تصدير النص القرآني الشريف أعلاه لحكمة وغرض نزول القرآن الكريم في شهر رمضان الكريم في الهداية والفرقان.
لما في البعد العقدي من أهمية كبيرة تتصدّر أولويات بناء الشخصية الإنسانية القويمة
والتي ممكن تركيزها في صورة تشريع الصيام تطبيقا
بحيث ندرك حكمة ترتيب تشريع الصيام
بعد تثبيت العقيدة مفهوما وتطبيقا.
وممكن أن نتخذ في فهمنا وإدراكنا لحكمة الصيام تشريعاً
سبيلا إلى التمهيد للإمام المهدي :ع:
فرديا ومجتمعيا
ذلك لما يستبطنه الصيام في تطبيقه من قيم ومقولات عادلة وهادفة تؤسس لإنسان عادل ومجتمع سوي
إذ إنَّ الصيام هو من يُزكي بدن وضمير الصائم ويجعله يتحسس بآلآخرين من المُستضعفين .
لاسيما في البعد الإقتصادي الذي فقد في أغلبه سمة العدل والعدالة توزيعا وتطبيقا
فضلاً عن البعد الآيدولوجي الذي إختلّ في تطبيقه
في المجتمعات البشرية
مما تسبب في إنتشار الظلم والفساد في الأرض .
إذاً يظهر أنَّ الصيام هو عبادة تتوفر فيها معيارية التوازن المادي والمعنوي
وأعني معيارية التوازن الإقتصادي والآيديولوجي
والتي سيعمل الإمام المهدي :عليه السلام:
على إعادة العمل بهما تطبيقا
وبهما سيدفع الظلم والفساد وسيحل القسط والعدل بإذن الله تعالى.
وقد أكّد الإمام علي:عليه السلام :
هذه التوازنية الوجودية المادية والمعنوية بعد تشخيصه الخللَ الحاصل في
خرقها عمليا من قبل الإنسان.
فقال:عليه السلام:
:ما جاع فقير إلاّ بما مُتّعَ به غني
وما رأيتُ نعمةً موفورةً إلاّ وإلى جانبها حقٌ مُضيّع
وإنما يُؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها
وإنما يُعوزٌّ أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع :
:نهج البلاغة:ص533
فضلاً عن تبيِّن القرآن الكريم لهذه الحقيقة نصا.
قال تعالى:
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]
بمعنى أنَّ هذا العالم قائم على معادلات متسقة تجعله نظاماً واحداً تكاملياً
ويجب على الإنسان -بوصفه جزءاً حيوياً من هذا العالم رعاية هذا العالم بتجنّب الإسراف والإفساد
وإلتزام التوازن ماديا ومعنويا .
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56]
{وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141].
وهذا ما يمكن تطبيقه في الصيام في شهر رمضان الكريم.
ويتبعُ القسم الثاني إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
=============================
: شهرُ رمضان أنموذجا :
===============
:القسم الأول :
=========
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين.
قال اللهُ تعالى في مُحكم كتابه العزيز.
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }البقرة185
إنَّ تشريع الصيام ولمرَّةٍ واحدةٍ في السَنة يضع الإنسان المؤمن والصالح
في حالٍ يجب أن يجمعُ فيه بين العقيدة والشريعة.
ذلك لنزول القرآن الكريم في شهر رمضان هداية للناس أجمعين وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ.
فالملاحظ في هذا النص القرآني الشريف
هو التركيز على بيان الحكمة والهدف من نزول القرآن في شهر رمضان
ومن هنا سنحاول البحث في صور التعاطي العَقْدي مع الإمام المهدي :عليه السلام: في شهر رمضان المبارك.
بإعتبار أنَّ شهر رمضان ليس هو ظرفاً للصوم فحسب
بل هو ظرفاً لإدراك ومعرفة القرآن وتعاليمه وما جاء به من عَقْديات حقة
ومنها الإعتقاد بإمامة الإمام المهدي:عليه السلام:
وسنلخِّص البحث في نقاط رئيسة وأهمها:
:1:
إنَّ التعاطي العَقْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام:
ممكن أن يتجلى في إدراك ومعرفة حكمة وقصد القرآن الكريم في نزوله الشريف
الذي لم ينفك مفاهيمياً وتطبيقيا عن وجود الحجة الإلهيَّة :نبي أو إمام :
بمعنى على الإنسان المؤمن والمُنتَظِر أن يدرك جيدا
البعد العَقْدي في نزول القرآن الكريم أولاً
ومن ثمَّ البعد التشريعي ثانياً
فالبعدان العقدي والتشريعي هما حقيقة الإسلام من أول الأمر إلى ختامه.
وهنا تكمن قيمة التعاطي العقدي مع الإمام المهدي
:عليه السلام:
إذ أنَّ القرآن الكريم هو كتاب هداية وبيان للإنسان أولاً وكتاب تشريع وتنظيم ثانيا
وعند ما نعمل على تقوية التعاطي العقدي والتشريعي مع القرآن والإمام المهدي:ع: في شهر رمضان الفضيل
فممكن أن نصنع من أنفسنا إناساً مُنتَظرين ومُمَهدين صالحين.
ويتحقق ذلك بتنمية العقل والنفس والسلوك بصورة صالحة ومنتجة فرديا ومجتمعيا .
من خلال فهم ووعي الصيام مفهوما وتطبيقا
ولعلَّ أبرز نقاط الفهم والوعي في الصيام
قد تتجلى في الكف والإمتناع عن المفطرات في نهار شهر رمضان
وهذا الإمتناع الواعي يُمثِّل واقعا ماهيّة الإنتظار في البعدين العقدي والتشريعي
ويزيدُ من قدر وقيمة كل منهما في كينونة الإنسان المؤمن المُنتَظِر.
وإذا ما تجلى البعد العقدي برتبة مكينة وعالية في نفس الإنسان المؤمن
فيقيناً سيزداد قدر وقيمة البعد التشريعي أيضا
ومن هنا نفهم تصدير النص القرآني الشريف أعلاه لحكمة وغرض نزول القرآن الكريم في شهر رمضان الكريم في الهداية والفرقان.
لما في البعد العقدي من أهمية كبيرة تتصدّر أولويات بناء الشخصية الإنسانية القويمة
والتي ممكن تركيزها في صورة تشريع الصيام تطبيقا
بحيث ندرك حكمة ترتيب تشريع الصيام
بعد تثبيت العقيدة مفهوما وتطبيقا.
وممكن أن نتخذ في فهمنا وإدراكنا لحكمة الصيام تشريعاً
سبيلا إلى التمهيد للإمام المهدي :ع:
فرديا ومجتمعيا
ذلك لما يستبطنه الصيام في تطبيقه من قيم ومقولات عادلة وهادفة تؤسس لإنسان عادل ومجتمع سوي
إذ إنَّ الصيام هو من يُزكي بدن وضمير الصائم ويجعله يتحسس بآلآخرين من المُستضعفين .
لاسيما في البعد الإقتصادي الذي فقد في أغلبه سمة العدل والعدالة توزيعا وتطبيقا
فضلاً عن البعد الآيدولوجي الذي إختلّ في تطبيقه
في المجتمعات البشرية
مما تسبب في إنتشار الظلم والفساد في الأرض .
إذاً يظهر أنَّ الصيام هو عبادة تتوفر فيها معيارية التوازن المادي والمعنوي
وأعني معيارية التوازن الإقتصادي والآيديولوجي
والتي سيعمل الإمام المهدي :عليه السلام:
على إعادة العمل بهما تطبيقا
وبهما سيدفع الظلم والفساد وسيحل القسط والعدل بإذن الله تعالى.
وقد أكّد الإمام علي:عليه السلام :
هذه التوازنية الوجودية المادية والمعنوية بعد تشخيصه الخللَ الحاصل في
خرقها عمليا من قبل الإنسان.
فقال:عليه السلام:
:ما جاع فقير إلاّ بما مُتّعَ به غني
وما رأيتُ نعمةً موفورةً إلاّ وإلى جانبها حقٌ مُضيّع
وإنما يُؤتى خراب الأرض من إعواز أهلها
وإنما يُعوزٌّ أهلها لإشراف أنفس الولاة على الجمع :
:نهج البلاغة:ص533
فضلاً عن تبيِّن القرآن الكريم لهذه الحقيقة نصا.
قال تعالى:
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [القمر: 49]
بمعنى أنَّ هذا العالم قائم على معادلات متسقة تجعله نظاماً واحداً تكاملياً
ويجب على الإنسان -بوصفه جزءاً حيوياً من هذا العالم رعاية هذا العالم بتجنّب الإسراف والإفساد
وإلتزام التوازن ماديا ومعنويا .
{وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا} [الأعراف: 56]
{وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأنعام: 141].
وهذا ما يمكن تطبيقه في الصيام في شهر رمضان الكريم.
ويتبعُ القسم الثاني إن شاء الله تعالى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :