محمدي
21-08-2006, 02:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بعض الاشكالات وردت من الاخوة السنة حول آية الولاية الواردة في القرآن الكريم في قوله تعالى:( انما وليكم الله ورسوله والذبن آمنوا 000 الخ )
ومنها هذا الاشكال الذي رد عليه سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي
الإشكال : ماذا تعني ولاية الإمام عليّ (عليه السلام) في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ؟ الإشكال الآخر الذي أورده الفخر الرازي وآخرون هو :
«أنا لو حملنا الولاية على التصرف والإمامة لما كان المؤمنون المذكورون في الآية موصوفين بالولاية حال نزول الآية، لأن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ما كان نافذ التصرف حال حياة الرسول، والآية تقتضي كون هؤلاء المؤمنين موصوفين بالولاية في الحال. أما لو حملنا الولاية على المحبة والنصرة كانت الولاية حاصلة في الحال، فثبت أن حمل الولاية على المحبة أولى من حملها على التصرف»(1).
الجواب : وجواب هذا الإشكال واضح لأن ولاية الولي والوصي والخليفة تكون بالقوّة لا بالفعل، وأساساً فإنّ هذا المطلب موجود ضمن سياق الآية الشريفة حيث إنّ زكريّا الذي طلب من الله تعالى الولي والوارث واستجاب الله تعالى لطلبه وأعطاه يحيى(2)فهل أنّ يحيى كان وارثاً وولياً لأبيه في حياة زكريا أو أن ذلك تحقّق له بعد وفاة الأب ؟
من الواضح أن هذه الاُمور تحققت له بعد وفاة أبيه.
وهذه المسألة سائدة في العرف وسيرة العقلاء، فمن يكتب وصية ويعين وصياً له فهل أن هذا الوصي له ولاية واختيار قبل وفاة صاحب الوصية أو أن هذه الوصية تتعلق بما بعد الوفاة ؟ الفخر الرازي كان قد كتب وصيته حتماً وقد عيّن وصياً له، فهل أن ذلك الوصي وهذه الوصية كانت فعلية في زمن حياته أو بعد مماته ؟ وأكثر من ذلك فإنّ جميع القادة والزعماء والملوك في العالم يتحركون في أواخر حياتهم لتعيين خليفة لهم، ولكنّ هؤلاء الخلفاء لهم لم يكونوا أصحاب قدرة فعلية في حياة هؤلاء الملوك والزعماء بل كانت قدرتهم ومسؤولياتهم تتحقق لهم بعد وفاة القائد الفعلي.
وعلى هذا الأساس فإن الولاية في الآية الشريفة جاءت بمعنى القيّم وصاحب الإختيار
--------------------------------------------------------------------------------
1 . التفسير الكبير : ج 12، ص 28.
2 . سورة مريم : الآية 5 و 6.
وإمام الاُمّة ولكن جميع هذه المعاني لا تكون فعلية للإمام عليّ (عليه السلام) إلاّ بعد رحيل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).
مضافاً إلى ذلك فإنّ مسألة تعيين الخليفة لا تختص بهذه الآية الشريفة بل إنّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) وطيلة زمن نبوته 23 سنة كان يذكر مسألة الوصية بالخلافة للإمام علي (عليه السلام)دائماً، وأوّل مورد لذلك هو ما ورد في حديث يوم الدار، وذلك عندما تحرك النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)بعد ثلاثة سنوات من الدعوة السرية إلى الإعلان والإجهار بإبلاغ الرسالة وفي أوّل خطوة لذلك جمع قادة قريش ودعاهم إلى ضيافته وبعد أن انتهوا من تناول الطعام طرح مسألة النبوّة والرسالة وقال لهم في آخر المطاف :
(أَيُّكُمْ يُوازِرُنِي عَلى هذَا الاَْمْرِ.)
فلم يكن يجيب بالإيجاب على هذا الطلب سوى أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فما كان من رسول الله إلاّ أن قال له في ذلك المجلس :
«اَنْتَ وَصِيّي».
في حين أن النبي الأكرم كان على قيد الحياة، وماذا يصنع بالوصي والخلافة في ذلك الوقت ؟
النتيجة أن الجواب على مثل هذه الإشكالات والشبهات واضح، وفي الحقيقة أنها لا تعدو سوى حجج وتبريرات غير منطقية وبعيدة عن خط الحقّ والإنصاف.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك بعض الاشكالات وردت من الاخوة السنة حول آية الولاية الواردة في القرآن الكريم في قوله تعالى:( انما وليكم الله ورسوله والذبن آمنوا 000 الخ )
ومنها هذا الاشكال الذي رد عليه سماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي
الإشكال : ماذا تعني ولاية الإمام عليّ (عليه السلام) في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) ؟ الإشكال الآخر الذي أورده الفخر الرازي وآخرون هو :
«أنا لو حملنا الولاية على التصرف والإمامة لما كان المؤمنون المذكورون في الآية موصوفين بالولاية حال نزول الآية، لأن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ما كان نافذ التصرف حال حياة الرسول، والآية تقتضي كون هؤلاء المؤمنين موصوفين بالولاية في الحال. أما لو حملنا الولاية على المحبة والنصرة كانت الولاية حاصلة في الحال، فثبت أن حمل الولاية على المحبة أولى من حملها على التصرف»(1).
الجواب : وجواب هذا الإشكال واضح لأن ولاية الولي والوصي والخليفة تكون بالقوّة لا بالفعل، وأساساً فإنّ هذا المطلب موجود ضمن سياق الآية الشريفة حيث إنّ زكريّا الذي طلب من الله تعالى الولي والوارث واستجاب الله تعالى لطلبه وأعطاه يحيى(2)فهل أنّ يحيى كان وارثاً وولياً لأبيه في حياة زكريا أو أن ذلك تحقّق له بعد وفاة الأب ؟
من الواضح أن هذه الاُمور تحققت له بعد وفاة أبيه.
وهذه المسألة سائدة في العرف وسيرة العقلاء، فمن يكتب وصية ويعين وصياً له فهل أن هذا الوصي له ولاية واختيار قبل وفاة صاحب الوصية أو أن هذه الوصية تتعلق بما بعد الوفاة ؟ الفخر الرازي كان قد كتب وصيته حتماً وقد عيّن وصياً له، فهل أن ذلك الوصي وهذه الوصية كانت فعلية في زمن حياته أو بعد مماته ؟ وأكثر من ذلك فإنّ جميع القادة والزعماء والملوك في العالم يتحركون في أواخر حياتهم لتعيين خليفة لهم، ولكنّ هؤلاء الخلفاء لهم لم يكونوا أصحاب قدرة فعلية في حياة هؤلاء الملوك والزعماء بل كانت قدرتهم ومسؤولياتهم تتحقق لهم بعد وفاة القائد الفعلي.
وعلى هذا الأساس فإن الولاية في الآية الشريفة جاءت بمعنى القيّم وصاحب الإختيار
--------------------------------------------------------------------------------
1 . التفسير الكبير : ج 12، ص 28.
2 . سورة مريم : الآية 5 و 6.
وإمام الاُمّة ولكن جميع هذه المعاني لا تكون فعلية للإمام عليّ (عليه السلام) إلاّ بعد رحيل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله).
مضافاً إلى ذلك فإنّ مسألة تعيين الخليفة لا تختص بهذه الآية الشريفة بل إنّ النبيّ الأكرم(صلى الله عليه وآله) وطيلة زمن نبوته 23 سنة كان يذكر مسألة الوصية بالخلافة للإمام علي (عليه السلام)دائماً، وأوّل مورد لذلك هو ما ورد في حديث يوم الدار، وذلك عندما تحرك النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)بعد ثلاثة سنوات من الدعوة السرية إلى الإعلان والإجهار بإبلاغ الرسالة وفي أوّل خطوة لذلك جمع قادة قريش ودعاهم إلى ضيافته وبعد أن انتهوا من تناول الطعام طرح مسألة النبوّة والرسالة وقال لهم في آخر المطاف :
(أَيُّكُمْ يُوازِرُنِي عَلى هذَا الاَْمْرِ.)
فلم يكن يجيب بالإيجاب على هذا الطلب سوى أميرالمؤمنين (عليه السلام)، فما كان من رسول الله إلاّ أن قال له في ذلك المجلس :
«اَنْتَ وَصِيّي».
في حين أن النبي الأكرم كان على قيد الحياة، وماذا يصنع بالوصي والخلافة في ذلك الوقت ؟
النتيجة أن الجواب على مثل هذه الإشكالات والشبهات واضح، وفي الحقيقة أنها لا تعدو سوى حجج وتبريرات غير منطقية وبعيدة عن خط الحقّ والإنصاف.