مرتضى علي الحلي
01-08-2012, 10:59 PM
: التَّعاطي العَقََْدي مع الإمام المهدي:عليه السلام:ق9:
=============================
: شهرُ رمضان أنموذجا :
===============
:القسم التاسع :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
:9:
: مَعرفةُ الإمام المهدي:عليه السلام:الإنتسابيَّةُ :
===========================
كُنَّا قد تحدّثنا في البحث السابق عن ضرورة ووجوب معرفة إمام الزمان معرفة عَقْديَّة تقوم على دعامة اليقين الشخصي عند الإنسان المُعتَقِد .
بحيث يتمكن ذاتياً من تحديد ومعرفة الإمام الحق نصباً وشرعا.
وفي هذا البحث سنتحدَّث عن مَعرفةُ الإمام المهدي:عليه السلام:الإنتسابيَّةُ .
لما فيه هذه المعرفة من أثر قيِّم في تحديد الشخص الحق للإمام المهدي:عليه السلام: وهويته الحقيقيّة.
وما يترتب على تلك المعرفة من قدرة تجعل صاحبها مُشخِّصاً ومُحدداً للمصداق الحق للإمام المهدي:ع:
بحيث لا يقع في التوهم والإشتباه في معرفة المصداق الحق.
كما يحصل عند مَن يجهل المعرفة الإسناديَّة أو الإنتسابيَّة بالإمام المهدي:ع: في يومنا هذا
مما يقع البعض في فخ الشبهات والدعاوى الباطلة نسبيّا وعقديّا.
وتستند مَعرفةُ الإمام المهدي:عليه السلام:الإنتسابيَّةُ
صدوراً في قطعيتها السنديّة إلى المعصوم :عليه السلام:
وأعني النبي محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:
وأئمة أهل البيت المعصومين :عليهم السلام:
فالمعصوم:عليه السلام: هو مَن يُبيِّن هوية ونسب الإمام المعصوم من بعده وينص عليه نصا ويُشهد على ذلك .
ونحن نعتقد قطعاً ويقيناً أنّ كُل ما يخبِر به النبي محمد :صلى الله عليه وآله وسلّم:
هو حق وواقع.
ومن أهم ما أخبر به:ص:
هو نسب الإمام المهدي:عليه السلام:
وقبل أن يُولَد الأئمة التسعة من ذُريّة الإمام الحسين:عليه السلام:
فجاءت إخباراته :ص: مُتطابقة تماماً مع ما أخبرَ به سالفا.
وخصوصا ولادة الإمام المهدي:عليه السلام:
ونسبه الشريف
إذ أنَّ النبي محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:
قد ذكر نسب وأصل واسم الإمام المهدي:ع:
شخصياً حتى يقطع الطريق أمام المُنكِرين والطامعين في حقوق آل محمد :عليهم السلام:
وهنا سأذكر أحاديث صحيحة ومتواترة وصلتْ
إلى حد تُفيد معه الإطمئنان الفعلي بصدق وقطعيَّة صدورها ووضوح دلالتها عَقْديّا.
فمثلاً ذكر ابن ماجه:
في سننه :ج2:ص 519.
باب خروج المهدي:ع:
: أنّ رسول الله :ص: نسَبَ المهدي:ع:
إلى عبد المطلب
فقال:ص:
:نحن وِلد عبدالمطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي :
وهنا يرد التساؤل وطرحه على المُنكرين لولادته ونسبه الشريف
مامعنى تكاثر الروايات في ذكر المهدي :ع:
وهو لم يولد بعد وخاصة من طرق أبناء العامة ؟
وفي مجاميعهم الروائيّة.
وما المصلحة من ذلك ؟
وحتى لوسلَّمنا جدلا بوضع الأحاديث في هذا المضمار فما هو الغرض من ذلك؟
هل العبث أم التأسيس لحقيقة سوف تتحقق في وقتها ؟
ولو قلتم جدلا إنها أحاديث مكذوبة وموضوعة
فما معنى تعمير كذبٍ إستمر طيلة أكثر من عشرة قرون خلتْ ؟
أليس حبل الكذب قصير ؟
ثُمّ إنّ الرسول الأكرم :ص:
على ما يذكر أحمد بن حنبل في مسنده :ج1:
ص376:
نصّ لفظاً على تسمية المهدي :ع:
فقال :ص:
: لاتنقضي الأيام ولايذهب الأمر حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي اسمه يواطىء اسمي:
ومثل هذا الحديث قد ذكرتْ المجاميع الروائية :
كسنن أبي داوود:ج2:ص310.
و
:سنن الترمذي:ج3:ص343.
:المعجم الكبير:الطبراني:ج10:ص134.
والبيان هنا يتضح أكثر في تحديد نسب الإمام المهدي :عليه السلام:
وكونه من أهل البيت المعصومين
واسمه ( محمد) كإسم رسول الله محمد :ص:
والأقوى من ذلك حُجّة في حديث
ذكره أبو داوود في سننه :ج4:ص107:
رقم الحديث : 4284 :
:المهدي حقٌ وهو من ولدِ فاطمة:
والحديث هذا يتوفر على ضمانتين عقديتين مهمتين جداً
وهما
:1:
حقانيّة المهدي شخصا وفكرا ومنهجا وثبوتا وإثباتا
:2:
كون الإمام المهدي :عليه السلام:نسباً
من ذرية الصدِّيقة فاطمة:عليه السلام:
بنت النبي محمد:ص:
وهذا يعني أن الإمام المهدي:ع:
قطعاً سيكون من الأئمة المعصومين من ذرية الإمام الحسين:عليه السلام:
والدليل على ذلك تشخيص الرسول محمد :ص:
هذا النسب بنفسه وبيده الشريفة حينما وضعها على منكب الإمام الحسين:عليه السلام:
وفي ذلك التشخيص جاءت الأخبار متواترة وبصحة لاتقبل النكران
فيذكر الدارقطني وابن الصباغ المالكي والسمعاني والقندوزي الحنفي وغيرهم كثير .
أنّ رسول الله :ص: قال لفاطمة :عليها السلام:
: يا فاطمة إنّا أهل بيت اُعطينا ستْ خصال لم يُعطِها أحدٌ من الأولين ولايدركها أحد من الأخرين غيرنا أهل البيت ......
ومنّا مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه
ثُمّ ضَرَبَ على منكب الحسين:ع:
فقال :ص: مِن هذا يعني الحسين:ع: مهدي الأمة :
وهذا الحديث أخرجه الدارقطني كما
في البيان في أخبار الزمان: للكنجي :ص116:117:
باب 9:
وأخرجه أيضا ابن الصبّاغ المالكي في
:الفصول المهمة :ص295:296: فصل12:
وذكره أيضا القندوزي الحنفي في
:ينابيع المودة :ج3:ص839:رقم 26:باب 94:
ولنا نحن أتباع مدرسة أهل البيت المعصومين
أحاديث قريبة من معنى الحديث أعلاه
وأكتفي بذكر ما ذكره الشيخ الصدوق
:رضوان الله تعالى عليه:
عن سلمان:رضوان الله تعالى عليه: قوله :
دخلتُ على النبي :ص: وإذا بالحسين:ع:
على فخذيه وهو يُقبّل عينيه ويلثم فاه
وهو يقول :
: أنتَ :للحسين:عليه السلام: سيد ابن سيد :
أنتَ إمام ابن إمام أبو الأئمة أنتَ حجة ابن حجة
أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم:
:الخصال: الصدوق :ج2: ص486:
إنّ كل خلفيات الأحاديث الإنتسابيَّة الخاصة
بالإمام المهدي:عليه السلام:
تعطي للمتتبع لها وبدقة
قيمة عالية في حقيقة وواقعيَّة إنتساب الإمام المهدي
إلى رسول الله :ص:
وإلى فاطمة وإلى الحسين:عليهما السلام::
وكونه الإمام الثاني عشر ابن الإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري :عليه السلام:
لامحالة ولقرشيته النسبية ولمشموليته
بحديث :
: الخلفاء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش :
أو :
حديث:
لا يزال هذا الدين قائما ما وليه اثنا عشر كلهم من قريش :
و هذا الحديث متواتر ، روته الصحاح والمسانيد بطرق متعددة وإن اختلف في متنه قليلا .
نعم ، اختلفوا في تأويله واضطربوا .
راجع :
صحيح البخاري 9 : 101 كتاب الأحكام - باب الاستخلاف :
: صحيح مسلم :ج 2 : 119ص كتاب الإمارة :
:مسند أحمد بن حنبل :ج 5 :ص 90 ، 93 ، 97 :
ويتبعُ القسم العاشر إن شاء الله تعالى
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
=============================
: شهرُ رمضان أنموذجا :
===============
:القسم التاسع :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين
:9:
: مَعرفةُ الإمام المهدي:عليه السلام:الإنتسابيَّةُ :
===========================
كُنَّا قد تحدّثنا في البحث السابق عن ضرورة ووجوب معرفة إمام الزمان معرفة عَقْديَّة تقوم على دعامة اليقين الشخصي عند الإنسان المُعتَقِد .
بحيث يتمكن ذاتياً من تحديد ومعرفة الإمام الحق نصباً وشرعا.
وفي هذا البحث سنتحدَّث عن مَعرفةُ الإمام المهدي:عليه السلام:الإنتسابيَّةُ .
لما فيه هذه المعرفة من أثر قيِّم في تحديد الشخص الحق للإمام المهدي:عليه السلام: وهويته الحقيقيّة.
وما يترتب على تلك المعرفة من قدرة تجعل صاحبها مُشخِّصاً ومُحدداً للمصداق الحق للإمام المهدي:ع:
بحيث لا يقع في التوهم والإشتباه في معرفة المصداق الحق.
كما يحصل عند مَن يجهل المعرفة الإسناديَّة أو الإنتسابيَّة بالإمام المهدي:ع: في يومنا هذا
مما يقع البعض في فخ الشبهات والدعاوى الباطلة نسبيّا وعقديّا.
وتستند مَعرفةُ الإمام المهدي:عليه السلام:الإنتسابيَّةُ
صدوراً في قطعيتها السنديّة إلى المعصوم :عليه السلام:
وأعني النبي محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:
وأئمة أهل البيت المعصومين :عليهم السلام:
فالمعصوم:عليه السلام: هو مَن يُبيِّن هوية ونسب الإمام المعصوم من بعده وينص عليه نصا ويُشهد على ذلك .
ونحن نعتقد قطعاً ويقيناً أنّ كُل ما يخبِر به النبي محمد :صلى الله عليه وآله وسلّم:
هو حق وواقع.
ومن أهم ما أخبر به:ص:
هو نسب الإمام المهدي:عليه السلام:
وقبل أن يُولَد الأئمة التسعة من ذُريّة الإمام الحسين:عليه السلام:
فجاءت إخباراته :ص: مُتطابقة تماماً مع ما أخبرَ به سالفا.
وخصوصا ولادة الإمام المهدي:عليه السلام:
ونسبه الشريف
إذ أنَّ النبي محمد:صلى الله عليه وآله وسلّم:
قد ذكر نسب وأصل واسم الإمام المهدي:ع:
شخصياً حتى يقطع الطريق أمام المُنكِرين والطامعين في حقوق آل محمد :عليهم السلام:
وهنا سأذكر أحاديث صحيحة ومتواترة وصلتْ
إلى حد تُفيد معه الإطمئنان الفعلي بصدق وقطعيَّة صدورها ووضوح دلالتها عَقْديّا.
فمثلاً ذكر ابن ماجه:
في سننه :ج2:ص 519.
باب خروج المهدي:ع:
: أنّ رسول الله :ص: نسَبَ المهدي:ع:
إلى عبد المطلب
فقال:ص:
:نحن وِلد عبدالمطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وعلي وجعفر والحسن والحسين والمهدي :
وهنا يرد التساؤل وطرحه على المُنكرين لولادته ونسبه الشريف
مامعنى تكاثر الروايات في ذكر المهدي :ع:
وهو لم يولد بعد وخاصة من طرق أبناء العامة ؟
وفي مجاميعهم الروائيّة.
وما المصلحة من ذلك ؟
وحتى لوسلَّمنا جدلا بوضع الأحاديث في هذا المضمار فما هو الغرض من ذلك؟
هل العبث أم التأسيس لحقيقة سوف تتحقق في وقتها ؟
ولو قلتم جدلا إنها أحاديث مكذوبة وموضوعة
فما معنى تعمير كذبٍ إستمر طيلة أكثر من عشرة قرون خلتْ ؟
أليس حبل الكذب قصير ؟
ثُمّ إنّ الرسول الأكرم :ص:
على ما يذكر أحمد بن حنبل في مسنده :ج1:
ص376:
نصّ لفظاً على تسمية المهدي :ع:
فقال :ص:
: لاتنقضي الأيام ولايذهب الأمر حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي اسمه يواطىء اسمي:
ومثل هذا الحديث قد ذكرتْ المجاميع الروائية :
كسنن أبي داوود:ج2:ص310.
و
:سنن الترمذي:ج3:ص343.
:المعجم الكبير:الطبراني:ج10:ص134.
والبيان هنا يتضح أكثر في تحديد نسب الإمام المهدي :عليه السلام:
وكونه من أهل البيت المعصومين
واسمه ( محمد) كإسم رسول الله محمد :ص:
والأقوى من ذلك حُجّة في حديث
ذكره أبو داوود في سننه :ج4:ص107:
رقم الحديث : 4284 :
:المهدي حقٌ وهو من ولدِ فاطمة:
والحديث هذا يتوفر على ضمانتين عقديتين مهمتين جداً
وهما
:1:
حقانيّة المهدي شخصا وفكرا ومنهجا وثبوتا وإثباتا
:2:
كون الإمام المهدي :عليه السلام:نسباً
من ذرية الصدِّيقة فاطمة:عليه السلام:
بنت النبي محمد:ص:
وهذا يعني أن الإمام المهدي:ع:
قطعاً سيكون من الأئمة المعصومين من ذرية الإمام الحسين:عليه السلام:
والدليل على ذلك تشخيص الرسول محمد :ص:
هذا النسب بنفسه وبيده الشريفة حينما وضعها على منكب الإمام الحسين:عليه السلام:
وفي ذلك التشخيص جاءت الأخبار متواترة وبصحة لاتقبل النكران
فيذكر الدارقطني وابن الصباغ المالكي والسمعاني والقندوزي الحنفي وغيرهم كثير .
أنّ رسول الله :ص: قال لفاطمة :عليها السلام:
: يا فاطمة إنّا أهل بيت اُعطينا ستْ خصال لم يُعطِها أحدٌ من الأولين ولايدركها أحد من الأخرين غيرنا أهل البيت ......
ومنّا مهدي الأمة الذي يصلي عيسى خلفه
ثُمّ ضَرَبَ على منكب الحسين:ع:
فقال :ص: مِن هذا يعني الحسين:ع: مهدي الأمة :
وهذا الحديث أخرجه الدارقطني كما
في البيان في أخبار الزمان: للكنجي :ص116:117:
باب 9:
وأخرجه أيضا ابن الصبّاغ المالكي في
:الفصول المهمة :ص295:296: فصل12:
وذكره أيضا القندوزي الحنفي في
:ينابيع المودة :ج3:ص839:رقم 26:باب 94:
ولنا نحن أتباع مدرسة أهل البيت المعصومين
أحاديث قريبة من معنى الحديث أعلاه
وأكتفي بذكر ما ذكره الشيخ الصدوق
:رضوان الله تعالى عليه:
عن سلمان:رضوان الله تعالى عليه: قوله :
دخلتُ على النبي :ص: وإذا بالحسين:ع:
على فخذيه وهو يُقبّل عينيه ويلثم فاه
وهو يقول :
: أنتَ :للحسين:عليه السلام: سيد ابن سيد :
أنتَ إمام ابن إمام أبو الأئمة أنتَ حجة ابن حجة
أبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم:
:الخصال: الصدوق :ج2: ص486:
إنّ كل خلفيات الأحاديث الإنتسابيَّة الخاصة
بالإمام المهدي:عليه السلام:
تعطي للمتتبع لها وبدقة
قيمة عالية في حقيقة وواقعيَّة إنتساب الإمام المهدي
إلى رسول الله :ص:
وإلى فاطمة وإلى الحسين:عليهما السلام::
وكونه الإمام الثاني عشر ابن الإمام الحادي عشر الإمام الحسن العسكري :عليه السلام:
لامحالة ولقرشيته النسبية ولمشموليته
بحديث :
: الخلفاء بعدي اثنا عشر كلهم من قريش :
أو :
حديث:
لا يزال هذا الدين قائما ما وليه اثنا عشر كلهم من قريش :
و هذا الحديث متواتر ، روته الصحاح والمسانيد بطرق متعددة وإن اختلف في متنه قليلا .
نعم ، اختلفوا في تأويله واضطربوا .
راجع :
صحيح البخاري 9 : 101 كتاب الأحكام - باب الاستخلاف :
: صحيح مسلم :ج 2 : 119ص كتاب الإمارة :
:مسند أحمد بن حنبل :ج 5 :ص 90 ، 93 ، 97 :
ويتبعُ القسم العاشر إن شاء الله تعالى
والسلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :