حرت بين السهم والجود
06-08-2012, 07:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
ما الدليل على أن معاوية قتل عائشة وأخاها عبد الرحمن وسعد بن أبي وقاص؟
قد ذكرنا في جواب سؤال سابق أن العلاقة بين عائشة ومعاوية (عليه لعائن الله) قد شابها توتر في الأيام الأخيرة، وكذلك العلاقة بين أخيها عبد الرحمن ومعاوية، وكان مردّ ذلك التوتر رغبة معاوية باستخلاف ابنه يزيد لعنه الله، فقد عارض ذلك عائشة وعبد الرحمن، ما يقوّي أن معاوية خطّط للتخلص منهما لكي يخلو الأمر لابنه.
وممن صرّح بأن معاوية قد قتل عائشة وجمعا غيرها؛ الأعمش، وهو سليمان بن مهران، الثقة عندنا وعندهم، حيث روى عنه النباطي: ”لما قدم (معاوية) الكوفة قال: ما قتلتكم على أن تصلوا وتصوموا فإني أعلم أنكم تفعلون ذلك! بل لأتأمّر عليكم. فقال الأعمش: هل رأيتم رجلا أقلّ حياءً منه؟ قتل سبعين ألفا فيهم عمار وخزيمة وحجر وعمرو بن الحمق ومحمد بن أبي بكر وأويس وابن صوحان وابن التيّهان وعائشة وابن حسّان، ثم يقول هذا“! (الصراط المستقيم للنباطي العاملي ج3 ص48).
وما قد يقدح في ثبوت هذه الرواية أن الأعمش لم يشهد عهد معاوية، حيث إنه وُلد في سنة استشهاد أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه. إلا أن هذا القدح مردود بأن روايته ليست عن معاينة وشهود، فهو في مقام ذكر الوقائع ليس إلا، فتكون روايته إنباءً عن غيره، ومفاد قطعه بما روى أنه كان مشهورا ثابتا.
أما كيف قتلها معاوية، فالنباطي يروي عن صاحب المصالت أن معاوية ”كان على المنبر يأخذ البيعة ليزيد فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ (تقصد أبا بكر وعمر وعثمان) لبنيهم البيعة؟ قال: لا. قالت: فبمن تقتدي؟ فخجل وهيّا لها حفرة فوقعت فيها فماتت.
وفي رواية ابن أبي العاص قال لها: أي موضع ترضين لدفنك؟ قالت: كنت عزمت على جنب رسول الله إلا أني أحدثت بعده، فادفنوني بالبقيع.
ورُوي أنه (أي معاوية) كان يهدد الناس لأخذ البيعة ليزيد، فبلغه عنها (أي عائشة) كلام، فدخلت بعد عماها عليه راكبة حمارا، فبال وراث على بساطه! فقال: لا طاقة لي بكلام هذه الفاجرة! ثم دبّر لها الحافر.
وكان عبد الله بن الزبير يعرّض به:
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار“! (المصدر نفسه ج3 ص45).
وقد تم ذلك في سنة ثمان وخمسين للهجرة الشريفة، حيث ذكر الشيخ النمازي: ”سنة ثمان وخمسين أسقط معاوية عائشة في البئر“. (مستدرك سفينة البحار ج5 ص214).
أما عن أخيها عبد الرحمن، فإن موته في ظروف غامضة في منطقة تُدعى (الحبشي) بعدما خرج من المدينة إلى مكة مغاضبا لمروان بن الحكم إذ دعاه لبيعة يزيد؛ يرجّح أن معاوية قد بعث من يقتله ويدفنه حيا. وأوّل من شكّ في أنه مات موتا طبيعيا أخته عائشة، حيث روى الحاكم وابن عساكر أنها رأت امرأة سجدت فماتت، فقالت: ”إن في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، رقد في مقيل له قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صُنع به شرا وعُجِّل عليه فدُفن وهو حي، فرأت أنه عبرة لها وذهب ما كان في نفسها من ذلك“. (مستدرك الحاكم ج3 ص476 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج35 ص37).
ولئن ذهب الشك من نفس عائشة، أو هكذا ادّعى الرواة عنها، فإن الشك لم يذهب من أنفسنا حيث خبرنا أمر معاوية، الطاغية المتخصص بالتخطيط للاغتيالات السياسية!
أما عن سعد بن أبي وقاص، فمصادر المخالفين تصرّح بأن معاوية قد قتله غيلة بالسمّ كما قتل الإمام أبا محمد الحسن صلوات الله عليه. منها ما رواه المقدسي عن شعبة: ”أن سعدا والحسن بن علي ماتا في يوم واحد. قال: ويُروى أن معاوية سمّهما“. (البدء والتاريخ للمقدسي ص153). ومنها ما ذكره أبو الفرج: ”ودسّ معاوية إليه (أي إلى الإمام الحسن عليه السلام) حين أراد أن يعهد إلى يزيد بعده وإلى سعد بن أبي وقاص سمّا، فماتا في أيام متقاربة“. (ج5 ص31)!
ونسألكم الدعاء...~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
ما الدليل على أن معاوية قتل عائشة وأخاها عبد الرحمن وسعد بن أبي وقاص؟
قد ذكرنا في جواب سؤال سابق أن العلاقة بين عائشة ومعاوية (عليه لعائن الله) قد شابها توتر في الأيام الأخيرة، وكذلك العلاقة بين أخيها عبد الرحمن ومعاوية، وكان مردّ ذلك التوتر رغبة معاوية باستخلاف ابنه يزيد لعنه الله، فقد عارض ذلك عائشة وعبد الرحمن، ما يقوّي أن معاوية خطّط للتخلص منهما لكي يخلو الأمر لابنه.
وممن صرّح بأن معاوية قد قتل عائشة وجمعا غيرها؛ الأعمش، وهو سليمان بن مهران، الثقة عندنا وعندهم، حيث روى عنه النباطي: ”لما قدم (معاوية) الكوفة قال: ما قتلتكم على أن تصلوا وتصوموا فإني أعلم أنكم تفعلون ذلك! بل لأتأمّر عليكم. فقال الأعمش: هل رأيتم رجلا أقلّ حياءً منه؟ قتل سبعين ألفا فيهم عمار وخزيمة وحجر وعمرو بن الحمق ومحمد بن أبي بكر وأويس وابن صوحان وابن التيّهان وعائشة وابن حسّان، ثم يقول هذا“! (الصراط المستقيم للنباطي العاملي ج3 ص48).
وما قد يقدح في ثبوت هذه الرواية أن الأعمش لم يشهد عهد معاوية، حيث إنه وُلد في سنة استشهاد أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه. إلا أن هذا القدح مردود بأن روايته ليست عن معاينة وشهود، فهو في مقام ذكر الوقائع ليس إلا، فتكون روايته إنباءً عن غيره، ومفاد قطعه بما روى أنه كان مشهورا ثابتا.
أما كيف قتلها معاوية، فالنباطي يروي عن صاحب المصالت أن معاوية ”كان على المنبر يأخذ البيعة ليزيد فقالت عائشة: هل استدعى الشيوخ (تقصد أبا بكر وعمر وعثمان) لبنيهم البيعة؟ قال: لا. قالت: فبمن تقتدي؟ فخجل وهيّا لها حفرة فوقعت فيها فماتت.
وفي رواية ابن أبي العاص قال لها: أي موضع ترضين لدفنك؟ قالت: كنت عزمت على جنب رسول الله إلا أني أحدثت بعده، فادفنوني بالبقيع.
ورُوي أنه (أي معاوية) كان يهدد الناس لأخذ البيعة ليزيد، فبلغه عنها (أي عائشة) كلام، فدخلت بعد عماها عليه راكبة حمارا، فبال وراث على بساطه! فقال: لا طاقة لي بكلام هذه الفاجرة! ثم دبّر لها الحافر.
وكان عبد الله بن الزبير يعرّض به:
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار“! (المصدر نفسه ج3 ص45).
وقد تم ذلك في سنة ثمان وخمسين للهجرة الشريفة، حيث ذكر الشيخ النمازي: ”سنة ثمان وخمسين أسقط معاوية عائشة في البئر“. (مستدرك سفينة البحار ج5 ص214).
أما عن أخيها عبد الرحمن، فإن موته في ظروف غامضة في منطقة تُدعى (الحبشي) بعدما خرج من المدينة إلى مكة مغاضبا لمروان بن الحكم إذ دعاه لبيعة يزيد؛ يرجّح أن معاوية قد بعث من يقتله ويدفنه حيا. وأوّل من شكّ في أنه مات موتا طبيعيا أخته عائشة، حيث روى الحاكم وابن عساكر أنها رأت امرأة سجدت فماتت، فقالت: ”إن في هذه لعبرة لي في عبد الرحمن بن أبي بكر، رقد في مقيل له قاله فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صُنع به شرا وعُجِّل عليه فدُفن وهو حي، فرأت أنه عبرة لها وذهب ما كان في نفسها من ذلك“. (مستدرك الحاكم ج3 ص476 وتاريخ دمشق لابن عساكر ج35 ص37).
ولئن ذهب الشك من نفس عائشة، أو هكذا ادّعى الرواة عنها، فإن الشك لم يذهب من أنفسنا حيث خبرنا أمر معاوية، الطاغية المتخصص بالتخطيط للاغتيالات السياسية!
أما عن سعد بن أبي وقاص، فمصادر المخالفين تصرّح بأن معاوية قد قتله غيلة بالسمّ كما قتل الإمام أبا محمد الحسن صلوات الله عليه. منها ما رواه المقدسي عن شعبة: ”أن سعدا والحسن بن علي ماتا في يوم واحد. قال: ويُروى أن معاوية سمّهما“. (البدء والتاريخ للمقدسي ص153). ومنها ما ذكره أبو الفرج: ”ودسّ معاوية إليه (أي إلى الإمام الحسن عليه السلام) حين أراد أن يعهد إلى يزيد بعده وإلى سعد بن أبي وقاص سمّا، فماتا في أيام متقاربة“. (ج5 ص31)!
ونسألكم الدعاء...~