المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وحديث الليلة الحادية والعشرون هو في بعض كرامات علياً (عليه السلام)


الاشتري
09-08-2012, 11:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين

وحديث الليلة الحادية والعشرون هو في بعض كرامات علياً (عليه السلام) وهي ليلة احزان وعزاء لرحيل سيد الاوصياء ومن كان للدنيا ضياء سليل النجباء ووالد الاتقياء وساقي شيعته من حوض سيد الانبياء صلوات الله عليه .
وفيه جملة من الطرق نذكرها بالتفصيل نقلا عن كتاب فضائل الخمسة للفيروزابادي اعلى الله مقامه :


وبعض دعواته المستجابة


الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى: ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجباً ) .

قال : وأما عليّ كرم الله وجهه فيروى أن واحداً من محبيه سرق وكان عبداً أسود ، فأتي به إلى علي (عليه السلام) فقال له : أسرقت؟ قال : نعم ، فقطع يده فانصرف من عند علي (عليه السلام) فلقيه سلمان الفارسي وابن الكرا ، فقال ابن الكرا : من قطع يدك؟ فقال : أمير المؤمنين ، ويعسوب المسلمين ، وختن الرسول وزوج البتول ، فقال : قطع يدك وتمدحه ، فقال : ولِمَ لا أمدحه وقد قطع يدي بحق وخلصني من النار ، فسمع سلمان ذلك فأخبر به علياً (عليه السلام) فدعا الأسود ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتاً من السماء : إرفع الرداء عن اليد فرفعناه فإذا اليد قد برئت باذن الله تعالى وجميل صنعه .

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج7 ص56

روى بسنده عن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال لي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : اركب ناقتي ثم امض إلى اليمن فإذا وردت عقبة أفيق ورقيت عليها رأيت القوم مقبلين يريدونك فقل : ياحجر يامدر ياشجر! رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ عليكم السلام ، قال علي (عليه السلام) : ففعلت فلما رقيت العقبة قلت : ياحجر يامدر ياشجر! رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يقرأ عليكم السلام ، قال : وارتج الأفيق فقالوا : على رسول الله السلام وعليك السلام ، فلما سمع القوم نزلوا فأقبلوا إلي مسلمين .

الرياض النضرة للمحب الطبري ج2 ص222

قال : وعن أبي ذر قال : بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أدعو علياً ، فأتيت بيته فناديته فلم يجبني ، فعدت فأخبرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي : عد إليه أدعه فإنه في البيت ، قال : فعدت أناديه فسمعت رحى تطحن فشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد ، فناديته فخرج إلي منشرحاً فقلت له : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)يدعوك فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وينظر إلي ، ثم قال : ياأبا ذر ما شأنك؟ فقلت : يارسول الله عجيب من العجب ، رأيت رحىً تطحن في بيت عليّ وليس معها أحد يرحى ، فقال : ياأبا ذر إن لله ملائكة سياحين في الأرض وقد وكّلوا بمعونة آل محمد ; قال أخرجه الملا في سيرته .

أقول: وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ص105 مختصراً وقال أيضاً : أخرجه الملا في سيرته .

ذخائر العقبى ص45

قال : عن أبي سعيد قال : قال عليّ (عليه السلام) ذات يوم : فقال يافاطمة هل عندك من شيء تغذينيه؟ قالت : لا والذي أكرم أبي بالنبوة ما أصبح عندي شيء أغذيكه ولا أكلنا بعدك شيئاً ، ولا كان لنا شيء بعدك منذ يومين أوثرك به على بطني وعلى ابنيَّ هذين ، قال : يافاطمة ألا أعلمتيني حتى أبغيكم شيئاً ، قالت : إني أستحي من الله أن أكلفك ما لا تقدر عليه ، فخرج من عندها واثقاً بالله حسن الظن به ، فاستقرض ديناراً فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أنكره فقال : يامقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟ قال : ياأبا حسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي ، فقال ابن أخي : إنه لا يحل لك أن تكتمني حالك قال : أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمداً بالنبوة ما أزعجني من رحلي إلاّ الجهد ولقد تركت أهلي يبكون جوعاً فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموماً راكباً رأسي ، فهذه حالتي وقصتي فهملت عينا علي (عليه السلام) بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته ثم قال : أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ، ولقد اقترضت ديناراً فهاك وأوثرك به على نفسي ، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى الظهر والعصر والمغرب .

فلما قضى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) صلاة المغرب مرّ بعليّ في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحقه عند باب المسجد ، ثم قال : ياأبا الحسن هل عندك شيء تعشينا به؟ فأطرق علي (عليه السلام) لا يحر جواباً حياءً من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد عرف الحال الذي خرج عليها ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : إما أن تقول لا فننصرف
عنك أو نعم فنجيء معك ، فقال له : حباً وتكريماً إذهب بنا ، وكأن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تعش عندهم ، فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة (عليها السلام) في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخاناً ، فلما سمعت كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)خرجت من المصلى فسلمت عليه ـ وكانت أعز الناس عليه ـ فرد عليها السلام ومسح بيده على رأسها وقال : كيف أمسيت؟ عشينا غفر الله لك وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلما نظر علي (عليه السلام) ذلك وشم ريحه رمى فاطمة (عليها السلام) ببصره رمياً شحيحاً فقالت : ما أشح نظرك وأشده ، سبحان الله هل أذنبت فيما بيني وبينك ما استوجب به السخطة؟ قال : وأي ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم ، أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاماً يومين؟ فنظرت إلى السماء فقالت : إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه إني لم أقل إلاّ حقاً ، قال : فأنى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كفه المباركة بين كتفي علي (عليه السلام) ثم هزها وقال : ياعلي هذا ثواب الدينار ، وهذا جزاء الدينار ، هذا من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، ثم استعبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باكياً وقال : الحمد لله كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا ويجريك يافاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم ( كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يامريم أ نّى لكِ هذا ) قال : خرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال ، ثم قال المحب الطبري في شرح بعض ألفاظ الحديث ما هذا نصه :

ولوحته الشمس: إذا غيرت لونه وكذلك ألاحته ، ولم يحر أي لم يرجع والحور الرجوع ، ومنه ( إنه ظن أن لن يحور ) . والنظر الشحيح: هو الذي لا يملأ العين منه والله أعلم من الشح البخل وهو نظر الغضب ; واستعبر: من العبرة وهي تحلب الدمع ، تقول : عبرت عينه واستعبرت أي دمعت .

الرياض النضرة ج2 ص222

قال : وعن علي بن زاذان أن علياً (عليه السلام) حدث حديثاً فكذبه رجل فقال علي (عليه السلام) : أدعو عليك إن كنت صادقاً ، قال : نعم فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره ; قال : أخرجه الملا في سيرته وأحمد في المناقب .

أقول: وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج9 ص116 وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه ص77 ، وتقدم في الجزء الأول ص350 في باب من كنت مولاه فعليٌّ مولاه أن علياً (عليه السلام) قد استشهد الناس وقال : أنشد الله رجلاً سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ـ يعني يوم غدير خم ـ فقام ستة عشر فشهدوا ، وقال الراوي في آخره : وكنت فيمن كتم فذهب بصري ، وتقدم أيضاً في الباب المذكور ص363 ـ في رواية أخرى ـ أنهم قاموا كلهم فقالوا : اللهم نعم ، وقعد رجل فقال : ما منعك أن تقوم؟ قال : ياأمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة .

الاصابة لابن حجر ج5 القسم 3 ص287 في ترجمة قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج .

قال : قرأت في تاريخ اليمن للجندي أن قيس بن تميم حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فسمع منه أبو الخير الطالقاني ومحمود بن صالح وعلي الطرازي ومحمود بن عبيد الله بن صاعد المروزي كلهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلاً فضللنا الطريق فلقينا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة أزيد من مائة رجل فبقى منا ثلاثة وثمانون رجلاً فاستأمنوه فآمنهم فإذا هو علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأتى بنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي (عليه السلام) فلزمته ، ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي فأذن لي فتوجهت ثم رجعت إليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه . فرمحتني بغلة فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي وهو يقول : مد الله ياأشج في عمرك مداً . . . الحديث .

أقول: فاستجاب الله دعاء علي (عليه السلام) فمد في عمر أشج مداً حتى عاش إلى سنة خمسمائة وسبع عشرة ، وحدث فيه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن عليّ (عليه السلام) كما عرفت من صدر كلام ابن حجر ، فلا تغفل .



واختم الليلة بان اقول عظم الله لكم الاجر يا موالين بفقدكم الامام الرؤوف والاب الحنون ولكن لقائنا به قريب ان شاء الله تعالى وامد الله باعمراكم اجمعين .