المؤرخ
11-08-2012, 06:38 PM
رأيتهُ كسير القلب منحني الاضلاع في المقبرة ، أرقه ألم الزمان فبانت شجونه في صورتهِ ، تكورت اضلاعهُ متسمةً بحزنِ من اعاصير الألم ، ملئ الحياء قلبهُ من النظر الى السماء ، سلمتُ عليه فلم يرد السلام ، اعدت سلامي عليه فأومأ بيده الي وأشار نحو الارض ، قلت في نفسي ، لعله يريدني ان اجلس هنا ، فجلست على الارض بجنبه وكان خيالا اسوداً حزين ، فتح عينيه الشاحبتين نحوي فكانت جفونه كخريطة بلادي عندما تحزن على دماء الشهداء ، قال لي ، لا يهمني ان لم تصدقني او تقول مخرف ، قلت لا حاشاك قال ، انت الان تراني حقيقةً فانا شخص رحل عن عالمكم هذا الى آخرته وبدا يرتل تلك الآية الشريفة بصوت حزين وشجي ( أقترب للناس حسابهم .. الخ ) بكيت فقال لا تبكي دعني اقص عليك قصتي ، أنا من عالم الآخرة رحلت عن دنياكم منذ سنوات فعندما خرجت روحي من هذه الحياة ذهب بي اهلي بأستعجال وكانني عدوهم !! كفنوني وعندما وصلوا الى المقبرة سلموني الى سخص كبير فأدخلني بدون رحمة الى القبر ، أهالوا التراب علي وكنت استغيث بهم فلم يرحموني ، وبعدها رحلوا عني وجاءني ملكان كبيران وعظيمان بيدهما هروات من نار وعيونهم تقطرُ ناراً فسألاني من ربك ؟ من نبيك ؟ ما كنت تفعل ؟ عندها دخلني رخوف كبير فقالت روحي لهما مهلا بعبد الله الصالح فأني اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله .. الخ ، ابتسما في وجهي ، عندها فًتح لي باب عظيم وكبير دخلت فيه واذا بها صحراء كبيرة وقاحلة ، بدأ بالضحك والقهقهة ، قلت له من انت ، واذا به شخص اسود قبيح المنظر قال انا من سيرافقك في هذه الرحلة ، قلت ومن انت ابتعد عني ؟ اتركني ؟ قال لالا ، انا عملك الطالح سوف اكون معك وكان يتوعدني بالويل والثبور ، عندها جاء شخص جميل وقال لي لا تخشى فأنت من عباد الله الصالحين وبدأنا المسير ،، وقص علي العجائب برحلته الشاقة المؤلمة المخيفة ، وفي نهاية الطاف قال لي ، ابلغ اهلي عني السلام ، ولحظات واذا بمرأة عجوز كبيرة ومعها طفل يقول ، هذا قبر جدي هذا قبر جدي ، فقلت في نفسي ، ترى هل سأقول لهم كنت اتحدث مع ميتهم ؟ فسلمت على المرأة وردت السلام وقلت لها اوصيك بأهداء النذور وقراءة القرآن على روح ميتكم ،،