المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسرار وخفايا مولانا المقدس بقية الله الحجة المنتظر - عجل الله تعالى فرجه الشريف -


huseinalsadi
12-08-2012, 01:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

أسرار وخفايا مولانا المقدس بقية الله في أرضه
الحجة المهدي المنتظر
(( روحي لتراب نعليه الفدى ))
============================

حديث أمه نرجس عليه وعليها السلام

كمال الدين للصدوق قال: :حدثنا محمد بن علي بن حاتم النوفلي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي، قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي، قال: حدثنا أبو الحسين محمد بن بحرالشيباني، قال:(وردت كربلاء سنة ست وثمانين ومائتين قال: وزرت قبر غريب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم انكفأت إلى مدينة السلام متوجها إلى مقابر قريش قد تضرمت الهواجر وتوقدت السماء، فلما وصلت منها إلى مشهد الكاظم (عليه السلام) واستنشقت نسيم تربته المغمورة من الرحمة المحفوفة بحدائق الغفران أكببت عليها بعبرات متقاطرة وزفرات متتابعة وقد حجب الدمع طرفي عن النظر، فلما رقأت العبرة وانقطع النحيب وفتحت بصري وإذا أنا بشيخ قد انحنى صلبه وتقوس منكباه وثفنت جبهته وراحتاه وهو يقول لآخر معه عند القبر: يا ابن أخي لقد نال عمك شرفا بما حمله السيدان من غوامض الغيوب وشرائف العلوم التي لم يحمل مثلها إلا سلمان، وقد أشرف عمك على استكمال المدة وانقضاء العمر وليس يجد في أهل الولاية رجلا يفضي إليه بسره.

قلت: يا نفس لا يزال العناء والمشقة ينالان منك بإتعابي الخف والحافر في طلب العلم وقد قرع سمعي من هذا الشيخ لفظ يدل على علم جسيم وأمر عظيم، فقلت: أيها الشيخ ومن السيدان.

قال: النجمان المغيبان في الثرى بسر من رأى.

فقلت: إني أقسم بالموالاة وشرف محل هذين السيدين من الإمامة والوراثة إني خاطب علمهما وطالب آثارهما وباذل من نفسي الإيمان المؤكدة على حفظ أسرارهما.

قال: إن كنت صادقا فيما تقول فاحضر ما صحبك من الآثار عن نقلة أخبارهم فلما فتش الكتب وتصفح الروايات منها، قال: صدقت أنا بشر بن سليمان النخاس من ولد أبي أيوب الأنصاري أحد موالي أبي الحسن وأبي محمد (عليهم السلام) وجارهما بسر من رأى.

قلت: فأكرم أخاك ببعض ما شاهدت من آثارهما.

قال: كان مولانا أبو الحسن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) فقهني في علم الرقيق فكنت لا أبتاع ولا أبيع إلا بإذنه فاجتنبت بذلك موارد الشبهات حتى كملت معرفتي فيه فأحسنت الفرق فيما بين الحلال والحرام، فبينا أنا ذات ليلة في منزلي بسر من رأى وقد مضى من الليل إذ قد قرع الباب قارع فعدوت مسرعا فإذا أنا بكافور الخادم رسول مولانا أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) يدعوني إليه، فلبست ثيابي ودخلت عليه فرأيته يحدث ابنه أبا محمد (عليه السلام) وأخته حكيمة من وراء الستر، فلما جلست قال: يا بشر إنك من ولد الأنصار وهذه الولاية لم تزل فيكم يرثها خلف عن سلف، فأنتم ثقاتنا أهل البيت وإني مزكيك ومشرفك بفضيلة تسبق بها شأو الشيعة في الموالاة بها بسر أطلعك عليه وأنفذك في ابتياع أمة، فكتب كتابا ملصقا بخط رومي ولغة رومية وطبع عليه بخاتمه وأخرج شستقة صفراء فيها مائتان وعشرون دينارا، فقال: خذها وتوجه بها إلى بغداد واحضر معبر الفرات ضحوة كذا فإذا وصلت إلى جانبك زواريق السبايا وبرزن الجواري منها فستحدق بهم طوائف المبتاعين من وكلاء قواد بني العباس وشراذم من فتيان العراق، فإذا رأيت ذلك فأشرف من البعد على المسمى عمر بن يزيد النخاس عامة نهارك، إلى أن يبرز للمبتاعين جارية صفتها كذا وكذا لابسة حريرتين صفيقتين تمتنع من السفور ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها ويشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخاس فتصرخ صرخة رومية فاعلم أنها تقول واهتك ستراه، فيقول بعض المبتاعين علي بثلاثمائة دينار فقد زادني العفاف فيها رغبة، فتقول بالعربية لو برزت في زي سليمان وعلى مثل سرير ملكه ما بدت لي فيك رغبة فأشفق على مالك، فيقول النخاس فما الحيلة ولا بد من بيعك، فتقول الجارية : وما العجلة ولا بد من اختيار مبتاع يسكن قلبي إليه وإلى أمانته وديانته، فعند ذلك قم إلى عمر بن يزيد النخاس وقل له إن معي كتابا ملصقا لبعض الأشراف كتبه بلغة رومية وخط رومي ووصف فيه كرمه ووفاءه ونبله وسخاءه فناولها لتتأمل منه أخلاق صاحبه فإن مالت إليه ورضيته فأنا وكيله في ابتياعها منك.

قال بشر بن سليمان النخاس : فامتثلت جميع ما حده لي مولاي أبو الحسن (عليه السلام) في أمر الجارية فلما نظرت في الكتاب بكت بكاء شديدا وقالت لعمر بن يزيد النخاس : بعني من صاحب هذا الكتاب وحلفت بالمحرجة المغلظة إنه متى امتنع من بيعها منه قتلت نفسها، فما زلت أشاحه في ثمنها حتى استقر الأمر فيه على مقدار ما كان أصحبنيه مولاي (عليه السلام) من الدنانير في الشستقة الصفراء، فاستوفاه مني وتسلمت منه الجارية ضاحكة مستبشرة وانصرفت بها إلى حجرتي التي كنت آوي إليها ببغداد فما أخذها القرار حتى أخرجت كتاب مولاها (عليه السلام) من جيبها وهي تلثمه وتضعه على خدها وتطبقه على جفنها وتمسحه على بدنها.

فقلت تعجبا منها : أتلثمين كتابا ولا تعرفين صاحبه.

قالت : أيها العاجز الضعيف المعرفة بمحل أولاد الأنبياء أعرني سمعك وفرغ لي قلبك أنا مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأمي من ولد الحواريين تنسب إلى وصي المسيح شمعون أنبئك العجب العجيب، إن جدي قيصر أراد أن يزوجني من ابن أخيه وأنا من بنات ثلاث عشرة سنة فجمع في قصره من نسل الحواريين ومن القسيسين والرهبان ثلاثمائة رجل ومن ذوي الأخطار سبعمائة رجل، وجمع من أمراء الأجناد وقواد العساكر ونقباء الجيوش وملوك العشائر أربعة آلاف، وأبرز هو من بهو ملكه عرشا مصنوعا من أنواع الجواهر إلى صحن القصر فرفعه فوق أربعين مرقاة، فلما صعد ابن أخيه وأحدقت به الصلبان وقامت الأساقفة عكفا ونشرت أسفار الإنجيل تسافلت الصلبان من الأعالي فلصقت بالأرض وتقوضت الأعمدة فانهارت إلى القرار وخر الصاعد من العرش مغشيا عليه، فتغيرت ألوان الأساقفة وارتعدت فرائصهم، فقال كبيرهم لجدي : أيها الملك أعفنا من ملاقاة هذه النحوس الدالة على زوال هذا الدين المسيحي والمذهب الملكاني، فتطير جدي من ذلك تطيرا شديدا وقال للأساقفة : أقيموا هذه الأعمدة وارفعوا الصلبان وأحضروا أخا هذا المدبر العاثر المنكوس جده لأزوج منه هذه الصبية فيدفع نحوسه عنكم بسعوده، فلما فعلوا ذلك حدث على الثاني ما حدث على الأول، وتفرق الناس وقام جدي قيصر مغتما فدخل قصره وأرخيت الستور، فأريت في تلك الليلة كأن المسيح وشمعون وعدة من الحواريين قد اجتمعوا في قصر جدي ونصبوا فيه منبرا يباري السماء علوا وارتفاعا في الموضع الذي كان جدي نصب فيه عرشه، فدخل عليهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مع فتية وعدة من بنيه، فيقوم إليه المسيح فيعتنقه فيقول يا روح الله إني جئتك خاطبا من وصيك شمعون فتاته مليكة لابني هذا وأومأ بيده إلى أبي محمد صاحب هذا الكتاب، فنظر المسيح إلى شمعون فقال له : قد أتاك الشرف فصل رحمك برحم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: قد فعلت، فصعد ذلك المنبر وخطب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وزوجني من ابنه وشهد المسيح (عليه السلام) وشهد بنو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) والحواريون، فلما استيقظت من نومي أشفقت أن أقص هذه الرؤيا على أبي وجدي مخافة القتل فكنت أسرها في نفسي ولا أبديها لهم، وضرب صدري بمحبة أبي محمد حتى امتنعت من الطعام والشراب وضعفت نفسي ودق شخصي ومرضت مرضا شديدا فما بقي من مدائن الروم طبيب إلا أحضره جدي وسأله عن دوائي، فلما برح به اليأس قال: يا قرة عيني فهل تخطر ببالك شهوة فأزودكها في هذه الدنيا، فقلت: يا جدي أرى أبواب الفرج علي مغلقة فلو كشفت العذاب عمن في سجنك من أسارى المسلمين وفككت عنهم الأغلال وتصدقت عليهم ومنيتهم بالخلاص لرجوت أن يهب المسيح وأمه لي عافية وشفاء، فلما فعل ذلك جدي تجلدت في إظهار الصحة في بدني وتناولت يسيرا من الطعام، فسر بذلك جدي وأقبل على إكرام الأسارى وإعزازهم، فرأيت أيضا بعد أربع ليال كأن سيدة النساء قد زارتني ومعها مريم بنت عمران وألف وصيفة من وصائف الجنان فتقول لي مريم هذه سيدة النساء أم زوجك أبي محمد (عليه السلام) فأتعلق بها وأبكي وأشكو إليها امتناع أبي محمد من زيارتي، فقالت : لي سيدة النساء (عليه السلام) : إن ابني أبا محمد لا يزورك وأنت مشركة بالله وعلى مذهب النصارى وهذه أختي مريم تبرأ إلى الله تعالى من دينك فإن ملت إلى رضا الله عز وجل ورضا المسيح ومريم عنك وزيارة أبي محمد إياك فتقولي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن أبي محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما تكلمت بهذه الكلمة ضمتني سيدة النساء إلى صدرها وطيبت لي نفسي وقالت: الآن توقعي زيارة أبي محمد إياك فإني منفذة إليك، فانتبهت وأنا أقول : واشوقاه إلى لقاء أبي محمد (عليه السلام)، فلما كانت الليلة القابلة جاءني أبو محمد (عليه السلام) في منامي فرأيته، ثم زارني بعد ذلك ورأيت كأني أقول له : جفوتني يا حبيبي بعد أن شغلت قلبي بجوامع حبك، قال: ما كان تأخيري عنك إلا لشركك وإذ قد أسلمت فإني زائرك في كل ليلة إلى أن يجمع الله شملنا في العيان، فما قطع عني زيارته بعد ذلك إلى هذه الغاية.

قال بشر: فقلت لها وكيف وقعت في الأسارى.

فقالت : أخبرني أبو محمد (عليه السلام) ليلة من الليالي أن جدك سيسرب جيوشا إلى قتال المسلمين يوم كذا ثم يتبعهم فعليك باللحاق بهم متنكرة في زي الخدم مع عدة من الوصائف من طريق كذا ففعلت فوقعت علينا طلائع المسلمين حتى كان من أمري ما رأيت وما شاهدت وما شعر أحد بأني ابنة ملك الروم إلى هذه الغاية سواك وذلك باطلاعي إياك عليه وقد سألني الشيخ الذي وقعت إليه في سهم الغنيمة عن اسمي فأنكرته وقلت نرجس، فقال: اسم الجواري.

فقلت : العجب إنك رومية ولسانك عربي.

قالت: بلغ من ولوع جدي وحمله إياي على تعلم الآداب أن أوعز إلى امرأة ترجمان له في الاختلاف إلي فكانت تقصدني صباحا ومساء وتفيدني العربية حتى استمر عليها لساني واستقام.

قال بشر : فلما انكفأت بها إلى سر من رأى دخلت على مولاي أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فقال لها : كيف أراك الله عز الإسلام وذل النصرانية وشرف أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) .

قالت : كيف أصف لك يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أنت أعلم به مني.

قال: فإني أحب أن أكرمك فأيما أحب إليك عشرة آلاف درهم أم بشرى لك فيها شرف الأبد.

قالت : بل البشرى.

قال (عليه السلام) : فابشري بولد يملك الدنيا شرقا وغربا ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.

قالت : ممن.

قال: (عليه السلام) ممن خطبك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له من ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا بالرومية.

قالت : من المسيح ووصيه.

قال: فممن زوجك المسيح ووصيه.

قالت : من ابنك أبي محمد.

قال: فهل تعرفينه.

قالت : وهل خلوت ليلة من زيارته إياي منذ الليلة التي أسلمت فيها على يد سيدة النساء أمه.

فقال أبو الحسن (عليه السلام): يا كافور ادع لي أختي حكيمة فلما دخلت عليه قال (عليه السلام) لها : ها هيه فاعتنقتها طويلا وسرت بها كثيرا، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم عليها السلام) .

huseinalsadi
13-08-2012, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
ولادة الإمام عليه السلام
==============
كتاب الحسين بن حمدان وهو غير كتاب الهداية رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا رواية هذه صورتها قال: حدثني هارون بن مسلم بن سعدان البصري ومحمد بن أحمد مشهرالبغدادي وأحمد بن إسحاق وسهل بن زياد الأدمي وعبد الله بن جعفر الحميري وأحمد بن عبد الله البرقي وصالح بن محمد الهمداني وجعفر بن إبراهيم ابن نوح وداود بن عامر وعمران الأشعري القمي وأحمد بن محمد الجنيبي وإبراهيم بن الخصيب ومحمد بن علي الميسري ومحمد بن علي اليقطيني البغدادي وأحمد بن محمد النيسابوري وأحمد بن عبد الله بن مروان الأنصاري وعلي بن محمد الظمري وعلي بن بلال ومحمد بن أبي الصهبان وإسحاق بن إسماعيل النيسابوري وعلي بن عبد الله الحسيني ومحمد بن إسماعيل الحسيني وأبو الحسين محمد بن يحيى الفاري وأحمد بن سندولا والعباس اللباق وعلي بن صالح وعبد الحميد بن محمود ومحمد بن يحيى الخرفي ومحمد علي بن عبد الله الحسني وعلي بن عاصم الكوفي وأحمد بن محمد الحجال وعقيل مولى أبي جعفر التاسع والريان وحمزة مولى أبي جعفر وأبي الحسن الرضا (عليه السلام) وعيسى بن مهر الجوهري والحسن بن إبراهيم وأحمد بن سعيد ومحمد بن ميمون الخراساني ومحمد بن خلف وحميد بن حسان وعلي بن أحمد الصائغ والحسن بن مسعود القرافي وأحمد بن حنان العجلي والحنيف بن مالك وأحمد بن محمد بن أبي قونة وجعفر بن أحمد القصير البصري وعلي بن أحمد الصابوني وأبو الحسن علي بن بشر والحسن البلخي وأحمد بن صالح والحسين بن عثمان وعبد الله بن عبد الباري وأحمد بن داود القمي وعلي بن احمد الظميراني ومحمد بن عبد الله الطلحي وطالب بن حاتم بن طالب والحسن بن محمد بن سعيد وأحمد بن مامنداد وأبو بكر الصفار وحمد بن موسى القمي وغياث بن محمد الديلمي وأحمد بن مالك القمي وأبو الجواري عبد الله بن محمد حدثوني جميعا وشتى عن عدة من المشايخ الذين كانوا مجاورين للإمامين (عليهم السلام) عن سيدينا أبي الحسن وأبي محمد (عليهم السلام) قالا : (إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق الإمام (عليه السلام) أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء من المزن فتسقط في ثمار الأرض فيأكلها الحجة في الزمان (عليه السلام) فإذا استقرت في الموضع الذي تستقر فيه ومضى له أربعون يوما سمع الصوت فإذا أتت له أربعة أشهر وقد حمل كتب على عضده الأيمن ﴿وتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وعَدْلًا لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ فإذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور في كل مكان ينظر فيه إلى الخلائق وأعمالهم وينزل أمر الله إليه في ذلك العمود والعمود نصب عينيه حيث تولى ونظر
ثم قال الحسين بن حمدان : وحدثني من أثق إليه من المشايخ عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا (عليه السلام) قال: (كانت حكيمة تدخل على أبي محمد (عليه السلام) فتدعو له أن يرزقه الله ولدا وأنها قالت : دخلت عليه فقلت له كما كنت أقول ودعوت له كما كنت أدعو.
فقال: يا عمة أما إن الذي تدعين الله أن يرزقنيه يولد في هذه الليلة فاجعلي إفطارك عندنا، فقلت : يا سيدي ممن يكون هذا المولود العظيم، فقال لي : من نرجس يا عمة، قالت : فقلت له يا سيدي ما في جواريك أحب إلي منها، وقمت ودخلت عليها وكنت إذا دخلت الدار تتلقاني وتقبل يدي وتنزع خفي بيدها، فلما دخلت إليها فعلت بي كما تفعل فانكببت على قدميها فقبلتها ومنعتها مما كانت تفعله فخاطبتني بالسيادة فخاطبتها بمثلها، فقالت لي فديتك، فقلت لها أنا فداك وجميع العالمين، فأنكرت ذلك مني، فقلت لها : لا تنكرين ما فعلت فإن الله سيهب لك في هذه الليلة غلاما سيدا في الدنيا والآخرة وهو فرج المؤمنين، فاستحيت فتأملتها فلم أر فيها أثر حمل، فقلت لسيدي أبي محمد (عليه السلام) : ما أرى بها حملا فتبسم (عليه السلام) ، ثم قال: إنا معاشر الأوصياء ليس نحمل في البطون وإنما نحمل في الجنوب، ولا نخرج من الأرحام إنما نخرج من الفخذ الأيمن من أمهاتنا لأننا نور الله الذي لا تناله الدناسات، فقلت له : يا سيدي لقد أخبرتني أنه يولد في هذه الليلة ففي أي وقت منها، قال: في طلوع الفجر يولد الكريم على الله إن شاء الله تعالى، قالت حكيمة: فأقمت فأفطرت ونمت بالقرب من نرجس، وبات أبو محمد (عليه السلام) في صفة في تلك الدار التي نحن فيها، فلما ورد وقت صلاة الليل قمت ونرجس نائمة ما بها أثر ولادة فأخذت في صلاتي ثم أوترت فأنا في الوتر حتى وقع في نفسي أن الفجر قد طلع ودخل قلبي شيء، فصاح أبو محمد (عليه السلام) من الصفة الثانية : لم يطلع الفجر يا عمة فأسرعت الصلاة وتحركت نرجس، فدنوت منها وضممتها إلي وسميت عليها ثم قلت لها : هل تحسين بشيء، قالت : نعم، فوقع علي سبات لم أتمالك معه أن نمت ووقع على نرجس مثل ذلك ونامت، فلم أنتبه إلا بحس سيدي المهدي وصيحة أبي محمد (عليهم السلام) يقول : يا عمة هاتي ابني إلي فقد قبلته، فكشفت عن سيدي (عليه السلام) فإذا أنا به ساجدا يبلغ الأرض بمساجده وعلى ذراعه الأيمن مكتوب ﴿جاءَ الْحَقُّ وزَهَقَ الْباطِلُ إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً﴾ فضممته إلي فوجدته مفروغا منه ولففته في ثوب وحملته إلى أبي محمد (عليه السلام) ، فأخذه وأقعده على راحته اليسرى وجعل راحته اليمنى على ظهره ثم أدخل (عليه السلام) لسانه في فيه وأمر بيده على ظهره وسمعه ومفاصله ثم قال له : تكلم يا بني ، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن عليا أمير المؤمنين ولي الله ثم لم يزل يعدد السادة الأئمة (عليهم السلام) إلى أن بلغ إلى نفسه، ودعا لأوليائه بالفرج على يده ثم أجحم ، قال أبو محمد (عليه السلام) : يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وأتيني به، فمضيت به إلى أمه فسلم عليها ورددته إليه ثم وقع بيني وبين أبي محمد (عليه السلام) كالحجاب فلم أر سيدي فقلت له: يا سيدي أين مولانا، فقال: أخذه من هو أحق به منك فإذا كان اليوم السابع فأتينا، فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت ثم جلست، فقال (عليه السلام): هلمي بابني، فجئت بسيدي وهو في ثياب صفر ففعل به كفعاله الأول وجعل لسانه (عليه السلام) في فيه ثم قال له : تكلم يا بني فقال (عليه السلام): أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وأمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) حتى وقف على أبيه (عليه السلام) ثم قرأ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهامانَ وجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ﴾ ثم قال له : اقرأ يا بني مما أنزل الله على أنبيائه ورسله، فابتدأ بصحف آدم فقرأها بالسريانية وكتاب إدريس وكتاب نوح وكتاب هود وكتاب صالح وصحف إبراهيم وتوراة موسى وزبور داود وإنجيل عيسى وقرآن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قص قصص الأنبياء والمرسلين إلى عهده، فلما كان بعد أربعين يوما دخلت عليه إلى دار أبي محمد (عليه السلام) فإذا مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) يمشي في الدار، فلم أر وجها أحسن من وجهه (عليه السلام) ولا لغة أفصح من لغته، فقال لي أبو محمد (عليه السلام) : هذا المولود الكريم على الله عز وجل، قلت له: يا سيدي له أربعون يوما وأنا أرى من أمره ما أرى، فقال (عليه السلام): يا عمتي أ ما علمت أنا معاشر الأوصياء ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في الجمعة وننشأ في الجمعة ما ينشأ غيرنا في السنة، فقمت وقبلت رأسه وانصرفت ثم عدت وتفقدته فلم أره فقلت لسيدي أبي محمد (عليه السلام) : ما فعل مولانا ، فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى عليها السلام
وزاد في الهداية بعد سوق الحديث المذكور أنه (عليه السلام) قال: (لما وهب لي ربي مهدي هذه الأمة أرسل ملكين فحملاه إلى سرادق العرش حتى وقفا به بين يدي الله عز وجل فقال: له مرحبا بك عبدي لنصرة ديني وإظهار أمري ومهدي عبادي آليت أني بك آخذ وبك أعطي وبك أغفر وبك أعذب اردداه أيها الملكان رداه رداه على أبيه ردا رفيقا وأبلغاه إنه في ضماني وكنفي وبعيني إلى أن أحق به الحق وأزهق به الباطل ويكون الدين لي واصب
غيبة الشيخ عن علان الكليني، عن محمد ابن يحيى عن الحسين بن علي النيشابوري الدقاق، عن إبراهيم بن محمد ابن عبد الله بن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن السياري قال: حدثني نسيم ومارية قالتا : (لما خرج صاحب الزمان (عليه السلام) من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه رافعا سبابتيه نحو السماء ثم عطس فقال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله عبدا داخرا لله غير مستنكف ولا مستكبر ثم قال: زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك




ياقائم آل محمد
أدركني






http://www11.0zz0.com/2012/03/30/06/424891195.jpg (http://www.0zz0.com)

 

سمانه
15-08-2012, 12:43 AM
بارك الله فيكم للموضوع

huseinalsadi
19-08-2012, 04:24 PM
3

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
العطاس أمان من الموت ثلاثة أيام
====================
 
عن محمد بن يعقوب رفعه، عن نسيم الخادم وخادم أبي محمد (عليه السلام) قال: (دخلت على صاحب الزمان (عليه السلام) بعد مولده بعشر ليال فعطست عنده فقال: يرحمك الله، ففرحت بذلك فقال: أ لا أبشرك في العطاس هو أمان من الموت ثلاثة أيام
 
الإمام يجيب مسائل كامل بن إبراهيم
=====================
 
عن جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثني محمد بن جعفر بن عبد الله، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري (ح) كتاب الحسين بن حمدان بالإسناد المذكور عن أبي نعيم الأنصاري (ح)، عن الدلائل للطبري عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه عن أبي علي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد، عن محمد بن جعفر، عن أبي نعيم الأنصاري، (ح) غيبة الشيخ عن أحمد ابن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن عبد الله بن عائذ الرازي، عن الحسن ابن وجنا النصيبي قال: سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الأنصاري - قال: (وجه قوم من المفوضة والمقصرة كامل بن إبراهيم المدني إلى أبي محمد (عليه السلام) قال كامل: فقلت في نفسي أسأله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، قال: فلما دخلت على سيدي أبي محمد (عليه السلام) نظرت إلى ثياب بياض ناعمة عليه فقلت في نفسي: ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا نحن بمواساة الإخوان وينهانا عن لبس مثله، فقال متبسما: يا كامل وحسر عن ذراعيه فإذا مسح أسود خشن على جلده فقال: هذا لله وهذا لكم، فسلمت وجلست إلى باب عليه ستر مرخىً فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا بفتى كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها فقال لي: يا كامل بن إبراهيم، فاقشعرت من ذلك وألهمت أن قلت لبيك يا سيدي، فقال: جئت إلى ولي الله وحجته وبابه تسأله هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك وقال بمقالتك، فقلت: إي والله، قال: إذن والله يقل داخلها، والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم الحقية، قلت: يا سيدي ومن هم، قال: قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله، ثم سكت (صلى الله عليه وآله وسلم) عني ساعة ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله فإذا شاء شئنا والله يقول ﴿وما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ﴾، ثم رجع الستر إلى حالته فلم أستطع كشفه، فنظر إلي أبو محمد (عليه السلام) متبسما فقال: يا كامل ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي، فقمت وخرجت ولم أعاينه بعد ذلك قال أبو نعيم: فلقيت كاملا فسألته عن هذا الحديث فحدثني به
الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء بإيماء الإمام عليه السلام
===============================
 
أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، عن أبي الحسن محمد بن علي الشجاعي الكاتب، عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم النعماني، عن يوسف بن أحمد الجعفري، قال: (حججت سنة ست وثلاثمائة وجاورت بمكة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة ثم خرجت عنها منصرفا إلى الشام فبينا أنا في بعض الطريق وقد فاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة فرأيت أربعة نفر في محمل فوقفت أعجب منهم فقال: أحدهم مم تعجب تركت صلاتك وخالفت مذهبك، فقلت للذي يخاطبني: وما علمك بمذهبي، فقال: تحب أن ترى صاحب زمانك، قلت: نعم، فأومأ إلى أحد الأربعة، فقلت له: إن له دلائل وعلامات، فقال: أيما أحب إليك أن ترى الجمل وما عليه صاعدا إلى السماء أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء، فقلت: أيهما كان فهي دلالة فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء وكان الرجل أومأ إلى رجل به سمرة وكان لونه الذهب بين عينيه سجادة
 
هلاك من أراد بالإمام عليه السلام سوء
======================
عن رشيق صاحب المادراي قال: (بعث إلينا المعتضد ونحن ثلاثة نفر فأمرنا أن يركب كل واحد منا فرسا ونجنب آخر ونخرج مخفين لا يكون معنا قليل ولا كثير إلا على السرج مصلى وقال لنا: الحقوا بسامرة ووصف لنا محلة ودارا وقال: إذا أتيتموها تجدون على الباب خادما أسودا فاكبسوا الدار ومن رأيتم فيها فأتوني برأسه. فوافينا سامرة فوجدنا الأمر كما وصفه وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكة ينسجها فسألناه عن الدار ومن فيها فقال: صاحبها، فو الله ما التفت إلينا وقل اكتراثه بنا فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدنا دارا سرية ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت ولم يكن في الدار أحد. فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه ماء وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنه على الماء وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا، فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطى البيت فغرق في الماء وما زال يضطرب حتى مددت يدي إليه فخلصته وأخرجته وغشي عليه، وبقي ساعة وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك الفعل فناله مثل ذلك وبقيت مبهوتا. فقلت لصاحب البيت: المعذرة إلى الله وإليك فو الله ما علمت كيف الخبر ولا إلى من أجيء وأنا تائب إلى الله. فما التفت إلى شيء مما قلنا وما انفتل عما كان فيه فهالنا ذلك وانصرفنا عنه وقد كان المعتضد ينتظرنا وقد تقدم إلى الحجاب إذا وافيناه أن ندخل عليه في أي وقت كان. فوافيناه في بعض الليل فأدخلنا عليه فسألنا عن الخبر فحكينا له ما رأينا، فقال: ويحكم لقيكم أحد قبلي وجرى منكم إلى أحد سبب أو قول، قلنا: لا، فقال: أنا نفي من جدي وحلف بأشد أيمان له أنه رجل إن بلغه هذا الخبر ليضربن أعناقنا فما جسرنا أن نحدث به إلا بعد موته
 
نسألكم الدعاء
 
 
 
 

الروح
19-08-2012, 11:14 PM
اللهُم صل على محمدٍ وآل محمد
وعجل فرج آل محمد
بوركتم أخي الفاضل لهذا الموضوع المتجدد الرائع
جزاكم الله خير الجزاء
تقديري

huseinalsadi
21-08-2012, 12:49 AM
اللهُم صل على محمدٍ وآل محمد
وعجل فرج آل محمد
بوركتم أخي الفاضل لهذا الموضوع المتجدد الرائع
جزاكم الله خير الجزاء
تقديري






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم إلى يوم الدين


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بوركتي كذلك أختي الكريمة

شكرا للحضور الكريم

huseinalsadi
21-08-2012, 12:50 AM
4

 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الإمام في هذه الأمة مثل الخضر وذي القرنين
=========================
كمال الدين للصدوق قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قال: (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا تخلو إلى يوم القيامة من حجة لله على خلقه به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض، قال: فقلت له يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن الإمام والخليفة بعدك، فنهض (عليه السلام) مسرعا فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحاق لو لا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا إنه سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنيه الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر (عليه السلام) ومثله كمثل ذي القرنين، والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه، قال أحمد بن إسحاق: فقلت له يا مولاي هل من علامة يطمئن إليها قلبي، فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد ابن إسحاق، قال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا فرحا فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لقد عظم سروري بما أنعمت علي فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين، فقال: طول الغيبة يا أحمد، قلت: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن غيبته لتطول، قال: إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل عهده بولايتنا وكتب في قلبه الإيمان وأيده بروح منه، يا أحمد بن إسحاق هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله وغيب من غيب الله فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غدا في العليين
الإمام يكرم الحسن بن وجناء
=================
حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا علي بن أحمد الكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي قال: حدثنا سليمان بن إبراهيم الرقي قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي قال: (كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعد العتمة وأنا أتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال: قم يا حسن بن وجناء، قال: فقمت فإذا جارية صفراء نحيفة البدن أقول إنها من أبناء أربعين فما فوقها، فمشت بين يدي وأنا لا أسألها عن شيء حتى أتت بي دار خديجة صلوات الله عليها وفيها بيت بابه في وسط الحائط وله درج ساج يرتقى إليه، فصعدت الجارية وجاءني النداء: اصعد يا حسن، فصعدت فوقفت بالباب فقال لي صاحب الزمان (عليه السلام): يا حسن أ تراك خفيت علي والله ما من وقت في حجك إلا وأنا معك فيه، ثم جعل يعد علي أوقاتي فوقعت مغشيا على وجهي فحسست بيد قد وقعت علي فقمت فقال لي: يا حسن إلزم دار جعفر بن محمد (عليه السلام) ولا يهمنك طعامك ولا شرابك ولا ما يستر عورتك، ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج وصلاة عليه فقال: فبهذا فادع وهكذا صل علي ولا تعطه إلا محقي أوليائي فإن الله جل جلاله موفقك، فقلت: يا مولاي لا أراك بعدها، فقال: يا حسن إذا شاء الله، قال: فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفر بن محمد (عليه السلام) فأنا أخرج منها فلا أعود إليها إلا لثلاث خصال لتجديد وضوء أو لنوم أو لوقت الإفطار فأدخل بيتي وقت الإفطار فأصيب رباعيا مملوء ماء ورغيفا على رأسه عليه ما تشتهي نفسي بالنهار فآكل ذلك فهو كفاية لي وكسوة الشتاء في وقت الشتاء وكسوة الصيف في وقت الصيف، وإني لأدخل الماء بالنهار فأرش البيت وأدع الكوز فارغا وأوتي بالطعام ولا حاجة لي إليه فأصدق به ليلا لئلا يعلم بي من معي
الإمام عليه السلام يرشد أحد شيعته
=====================
وفيه حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد الخديجي الكوفي قال: حدثنا الأزدي قال: (بينما أنا في الطواف قد طفت ستا وأنا أريد أن أطوف السابع فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب مع هيبته متقرب إلى الناس يتكلم فلم أر أحسن من كلامه ولا أعذب من نطقه وحسن جلوسه، فذهبت أكلمه فزبرني الناس فسألت بعضهم من هذا؟، فقال:وا هذا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يظهر في كل سنة يوما لخواصه يحدثهم، فقلت: يا سيدي مسترشدا أتيتك فأرشدني هداك الله، فناولني (عليه السلام) حصاة، فحولت وجهي فقال لي بعض جلسائه ما الذي دفع إليك؟، فقلت: حصاة وكشفت عنها فإذا أنا بسبيكة ذهب فذهبت، فإذا أنا به (عليه السلام) قد لحقني فقال لي: ثبتت عليك الحجة وظهر لك الحق وذهب عنك العمى أ تعرفني، فقلت: لا ، فقال (عليه السلام): أنا المهدي وأنا قائم الزمان أنا الذي أملؤها عدلا كما ملئت جورا إن الأرض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة وهذه أمانة لا تحدث بها إلا إخوانك من أهل الحق .
أقول وفي رواية الشيخ (ولا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل وقد ظهر أيام خروجي فهذه أمانة في رقبتك فحدث بها إخوانك من أهل الحق
سبب إيمان بني راشد
=============
شيخا من أصحاب الحديث يقال له أحمد بن فارس الأديب يقول: (سمعت بهمدان حكاية حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني فسألني أن أثبتها له بخطي ولم أجد إلى مخالفته سبيلا وقد كتبتها وعهدتها على من حكاها وذلك أن بهمدان ناسا يعرفون ببني راشد وهم كلهم يتشيعون ومذهبهم مذهب أهل الإمامة فسألت عن سبب تشيعهم من بين أهل همدان فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا وسمتا: إن سبب ذلك أن جدنا الذي ننسب إليه خرج حاجا فقال إنه لما صدر من الحج وساروا منازل في البادية قال: فنشطت في النزول والمشي فمشيت طويلا حتى أعييت وتعبت فقلت في نفسي أنام نومة تريحني فإذا جاء أواخر القافلة قمت، قال: فما انتبهت إلا بحر الشمس ولم أر أحدا فتوحشت ولم أر طريقا ولا أثرا، فتوكلت على الله عز وجل وقلت أسير حيث وجهني، ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة كأنها قريبة عهد بغيث وإذا تربتها أطيب تربة، ونظرت في سواء تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنه سيف فقلت: يا ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به، فقصدته فلما بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين فسلمت عليهما فردا ردا جميلا وقالا: اجلس فقد أراد الله بك خيرا، فقام أحدهما ودخل واحتبس غير بعيد ثم خرج فقال: قم فادخل، فدخلت قصرا لم أر بناء أحسن من بنائه ولا أضوأ منه، وتقدم الخادم إلى ستر على بيت فرفعه ثم قال لي: ادخل فدخلت البيت فإذا فتى جالس في وسط البيت وقد علق على رأسه من السقف سيف طويل تكاد ظبته تمس رأسه والفتى كأنه بدر يلوح في ظلام فسلمت، فرد السلام بألطف الكلام وأحسنه ثم قال لي: أ تدري من أنا؟، فقلت: لا والله، فقال: أنا القائم من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف وأشار إليه فأملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، فسقطت على وجهي وتعفرت، فقال: لا تفعل ارفع رأسك أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها همدان، قلت: صدقت يا سيدي ومولاي، قال: فتحب أن تئوب إلى أهلك، فقلت: نعم يا سيدي وأبشرهم بما أتاح الله عز وجل لي، فأومأ إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرة وخرج ومشى معي خطوات، فنظرت إلى ظلال وأشجار ومنارة مسجد، فقال:
أ تعرف هذا البلد، فقلت: إن بقرب بلدنا بلدة تعرف باستاباد (بأسدآباذ) وهي تشبهها، قال: فقال: هذه باستاباد (بأسدآباذ) امض راشدا، فالتفت فلم أره فدخلت باستاباد (بأسدآباذ) وإذا في الصرة أربعون أو خمسون دينارا، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشرتهم بما أتاح الله لي ويسره عز وجل لي ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير
 
نسألكم الدعاء
 
 

سديم الفجر
21-08-2012, 04:38 AM
اللهم عجل لوليك الفرج
بارك الله بكم في موازين اعمالكم

عَآشِق الْكَرَار
21-08-2012, 08:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

جزآك ربي خير أخي العزيز .. في موآزين أعمآلك

وفقكم ربي

huseinalsadi
23-08-2012, 11:46 PM
بارك الله فيكم للموضوع



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين


سمــــــانة
=======

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر الجزيل للمرور الطيب المبارك
أختي الجليلة الفاضلة
أعرب لك عن شديد أعتذاري لشخصكم الكريم
لعدم انتباهي لردكم الفاضل إلا الآن
فأرجو عفوكم وصفحكم
بوركتي ورحم الله تعالى والديك

huseinalsadi
24-08-2012, 12:17 AM
اللهم عجل لوليك الفرج
بارك الله بكم في موازين اعمالكم



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

سديم الفجر
======

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشكر الجزيل للمرور الطيب
بوركتم كذلك ورحم الله تعالى والديك

huseinalsadi
24-08-2012, 12:20 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

جزآك ربي خير أخي العزيز .. في موآزين أعمآلك

وفقكم ربي




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائم أجمعين إلى يوم الدين

عاشق الكرار
========

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكر الجزيل للمرور الطيب المبارك
بوركت أخي الكريم

وجزاك ربي كذلك ألف ألف خير
رحم الله تعالى والديك

huseinalsadi
24-08-2012, 12:32 AM
5

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين


الإمام عليه السلام ينادي نصر باسم أبيه
حدثنا أبي عن سعد بن عبدالله، عن علان، عن الأعلم البصري، عن أبي رجاء البصري قال: (خرجت في الطلب بعد مضي أبي محمد (عليه السلام) بسنتين لم أقف فيهما على شيء فلما كان في الثالثة كنت بالمدينة في طلب ولد أبي محمد (عليه السلام) بصرياء وقد سألني أبو غانم أن أتعشى عنده فأنا قاعد مفكر في نفسي وأقول لو كان شيء لظهر بعد ثلاث سنين، فإذا هاتف أسمع صوته ولا أرى شخصه وهو يقول يا نصر بن عبد الله قل لأهل مصر آمنتم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)حيث رأيتموه، قال نصر: ولم أكن أعرف اسم أبي وذلك أني ولدت بالمدائن فحملني النوفلي إلى مصر وقد مات أبي فنشأت بها، فلما سمعت الصوت قمت مبادرا ولم أنصرف إلى أبي غانم وأخذت طريق مصر .
قصة إبراهيم بن مهزيار
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار قال: (قدمت مدينة الرسول وآله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير (عليه السلام) فلم أقع على شيء منها، فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك فبينا أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون رائع الحسن جميل المخيلة يطيل التوسم في، فعدت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له، فلما قربت منه سلمت فأحسن الإجابة ثم قال: من أي البلاد أنت؟.
قلت: رجل من أهل العراق.
قال: من أي العراق؟.
قلت: من الأهواز.
قال: مرحبا بلقائك، هل تعرف بها جعفر بن حمدان الخصيبي؟.
قلت : دعي فأجاب قال: رحمه الله ما كان أطول ليله وأجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار؟.
قلت: أنا إبراهيم بن مهزيار، فعانقني مليا ثم قال: مرحبا بك يا أبا إسحاق، ما فعلت بالعلامة التي وشجت بينك وبين أبي محمد (عليه السلام)؟.
فقلت: لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام
فقال: ما أردت سواه، فأخرجته إليه فلما نظر إليه استعبر وقبله ثم قرأ كتابته فكانت يا الله يا محمد يا علي، ثم قال: بأبي يدا طالما جلت فيها، وتراخى بنا فنون الأحاديث إلى أن قال لي: يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت بعد الحج.
قلت: وأبيك ما توخيت إلا ما سأستعلمك مكنونه.
قال: سل عما شئت فإني شارح لك إن شاء الله.
قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهما شيئا؟
قال لي: وأيم الله إني لأعرف الضوء في جبين محمد وموسى ابني الحسن بن علي صلوات الله عليهما وإني لرسولهما إليك قاصدا لإنبائك أمرهما فإن أحببت لقاءهما والاكتحال بالتبرك بهما فارحل معي إلى الطائف وليكن ذلك في خفية من رجالك واكتتام.
قال إبراهيم: فشخصت معه إلى الطائف أتخلل رملة فرملة حتى أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت على أكمة رمل تتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا فبدرني إلى الإذن ودخل مسلما عليهما وأعلمهما بمكاني، فخرج علي أحدهما وهو الأكبر سنا م‏ح‏م‏د بن الحسن صلوات الله عليه وهو غلام أمرد ناصع اللون واضح الجبين أبلج الحاجب مسنون الخدين أقنى الأنف أشم أروع كأنه غصن بان وكأن صفحة غرته كوكب دري بخده الأيمن خال كأنه فتاتة مسك على بياض الفضة، فإذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة أذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه ولا أعرف حسنا وسكينة وحياء، فلما مثل لي أسرعت إلى تلقيه فأكببت عليه ألثم كل جارحة منه، فقال لي: مرحبا بك يا أبا إسحاق، لقد كانت الأيام تعدني وشك لقائك والمعاتب بيني وبينك على تشاحط الدار وتراخي المزار، تتخيل لي صورتك حتى كأنّا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة وخيال المشاهدة، وأنا أحمد الله ربي وليّ الحمد على ما قيض من التلاقي ورفه من كربة التنازع والاستشراف، ثم سألني عن إخواني (أحوالي) متقدمها ومتأخرها.
فقلت: بأبي أنت وأمي ما زلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد (عليه السلام) فاستغلق علي ذلك حتى من الله علي بمن أرشدني إليك ودلني عليك، والشكر لله على ما أوزعني فيك من كريم اليد والطول.
ثم نسب نفسه وأخاه موسى واعتزل بي ناحية ثم قال: إن أبي صلوات الله عليه عهد إلي أن لا أوطن من الأرض إلا أخفاها وأقصاها إسرارا لأمري وتحصينا لمحلي من مكائد أهل الضلال والمردة من أحداث الأمم الضوال، فنبذني إلى عالية الرمال وجبت صرائم الأرض ننظر في الغاية التي عندها يحل الأمر وينجلي الهلع، وكان صلوات الله عليه أنبط لي من خزائن الحكم وكوامن العلوم ما إن أشعت إليك جزء منه أغناك عن الجملة، واعلم يا أبا إسحاق أنه قال صلوات الله عليه: يا بني إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه وأهل الجد في طاعته وعبادته بلا حجة يستعلى بها وإمام يؤتم به ويقتدى بسبيل سنته ومنهاج قصده، وأرجو يا بني أن تكون أحد من أعده الله لنشر الحق وطي الباطل وإعلاء الدين وإطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض وتتبع أقاصيها فإن لكل ولي من أولياء الله عز وجل عدوا مقارعا وضدا منازعا افتراضا لمجاهدة أهل نفاقه وخلافه أولي الإلحاد والعناد، فلا يوحشنك ذلك، واعلم أن قلوب أهل الطاعة والإخلاص نزع إليك مثل الطير إذا أمت أوكارها، وهم معشر يطلعون بمخائل الذلة والاستكانة وهم عند الله بررة أعزاء، يبرزون بأنفس مختلة محتاجة وهم أهل القناعة والاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد، خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا ليشملهم باتساع العز في دار القرار، وجبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى وكرامة حسن العقبى، فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد أمورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، واستشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد عليه إن شاء الله، فكأنك يا بني بتأييد نصر الله وقد آن، وتيسير الفلج وعلو الكعب قد حان، وكأنك بالرايات الصفر والأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم وزمزم، وكأنك بترادف البيعة وتصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود وتصافق الأكف على جنبات الحجر الأسود، تلوذ بفنائك من ملإ برأهم الله من طهارة الولاء ونفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائكهم للدين، خشنة ضرائبهم عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم، يدينون بدين الحق وأهله، فإذا اشتدت أركانهم وتقومت أعمادهم فدت بمكاثفتهم طبقات الأمم إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة بسقت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبرية، فعندها يتلألأ صبح الحق، وينجلي ظلام الباطل، ويقصم الله بك الطغيان ويعيد معالم الإيمان، يظهر بك أسقام الآفاق وسلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، ونواسط الوحش لو تجد نحوك مجازا، تهتز بك أطراف الدنيا بهجة، وتهز بك أغصان العز نضرة، وتستقر بواني العز في قرارها، وتئوب شوارد الدين إلى أوكارها، يتهاطل عليك سحائب الظفر فتخنق كل عدو وتنصر كل ولي، فلا يبقى على وجه الأرض جبار قاسط، ولا جاحد غامط، ولا شانئ مبغض، ولا معاند كاشح، ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا.
ثم قال: يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلا عن أهل الصدق والأخوة الصادقة في الدين، إذا بدت لك إمارات الظهور والتمكن فلا تبطئ بإخوانك عنا ،وبأهل المسارعة إلى منار اليقين وضياء مصابيح الدين، تلق رشدا إن شاء الله.
قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما أأؤدي إليهم من موضحات الأعلام ونيرات الأحكام، وأروي نبات الصدور من نضارة ما أذخره الله في طبائعه من لطائف الحكم، وطرائف فواضل القسم، حتى خفت إضاعة مخلفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم، فاستأذنته في القفول وأعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحش لفرقته، والتجرع للظعن عن محاله، فأذن وأردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند الله لي ولعقبي وقرابتي إن شاء الله، فلما أزف ارتحالي وتهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا ومجددا للعهد، وعرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم، وسألته أن يتفضل بالأمر بقبوله مني، فابتسم وقال: يا أبا إسحاق استعن به على منصرفك، فإن الشقة قذفة وفلوات الأرض أمامك جمة، ولا تحزن لإعراضنا عنه فإنا قد أحدثنا لك شكره ونشره، وربضناه عندنا بالتذكرة وقبول المنة، فبارك الله فيما خولك، وأدام لك ما نولك، وكتب لك أحسن ثواب المحسنين، وأكرم آثار الطائعين، فإن الفضل له ومنه وأسأل الله أن يردك إلى أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الأوبة، وأكناف الغبطة بلين المنصرف، ولا أوعث الله لك سبيلا، ولا حير لك دليلا، وأستودعه نفسك وديعة لا تضيع ولا تزول بمنه ولطفه إن شاء الله، يا أبا إسحاق قنعنا بعوائد إحسانه وفوائد امتنانه، وصان أنفسنا عن معاونة الأولياء إلا عن الإخلاص في النية وإمحاض النصيحة والمحافظة على ما هو أتقى وأبقى وأرفع ذكرا.
قال: فأقفلت عنه حامدا لله عز وجل على ما هداني وأرشدني، عالما بأن الله لم يكن ليعطل أرضه ولا يخليها من حجة واضحة وإمام قائم، وألقيت هذا الخبر المأثور والنسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، وتعريفا لهم ما من الله عز وجل به من إنشاء الذرية الطيبة والتربة الزكية، وقصدت أداء الأمانة والتسليم لما استبان ليضاعف الله عز وجل الملة الهادية والطريقة المستقيمة المرضية قوة عزم وتأييد نية وشدة أزر واعتقاد عصمة، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
الإمام يكرم عيسى بن مهدي الجواهري
=====================
الهداية لابن حمدان روي في بعض تأليفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان، عن أبي محمد عيسى بن مهدي الجوهري قال: (خرجت في سنة ثمان وستين ومائتين إلى الحج وكان قصدي المدينة حيث صح عندنا أن صاحب الزمان (عليه السلام) قد ظهر، فاعتللت وقد خرجنا من فيد فتعلقت نفسي بشهوة السمك والتمر، فلما وردت المدينة ولقيت بها إخواننا بشروني بظهوره (عليه السلام) بصاريا، فصرت إلى صاريا فلما أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافا تدخل القصر، فوقفت أرقب الأمر إلى أن صليت العشاءين وأنا أدعو وأتضرع وأسأل، فإذا أنا ببدر الخادم يصيح بي يا عيسى بن مهدي الجوهري ادخل، فكبرت وهللت وأكثرت من حمد الله عز وجل والثناء عليه، فلما صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة فمر بي الخادم فأجلسني عليها وقال لي: مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علتك وأنت خارج من فيد، فقلت في نفسي: حسبي بهذا برهانا فكيف آكل ولم أر سيدي ومولاي، فصاح: يا عيسى كل من طعامك فإنك تراني، فجلست على المائدة فنظرت فإذا فيها سمك حار يفور وتمر إلى جانبه أشبه التمور بتمورنا وبجانب التمر لبن، فقلت في نفسي: عليل وسمك وتمر ولبن، فصاح بي: يا عيسى أ تشك في أمرنا ؟ فأنت أعلم بما ينفعك ويضرك، فبكيت واستغفرت الله تعالى وأكلت من الجميع، وكلما رفعت يدي منه لم يتبين موضعها فيه ووجدته أطيب ما ذقته في الدنيا، فأكلت منه كثيرا حتى استحييت، فصاح بي: لا تستحي يا عيسى فإنه من طعام الجنة لم تصنعه يد مخلوق، فأكلت فرأيت نفسي لا تنتهي عنه من أكله، فقلت :يا مولاي حسبي، فصاح بي: أقبل إلي، فقلت في نفسي: آتي مولاي ولم أغسل يدي، فصاح بي: يا عيسى وهل لما أكلت غمر، فشممت يدي فإذا هي أعطر من المسك والكافور، فدنوت منه (عليه السلام) فبدا لي نور غشى بصري ورهبت حتى ظننت أن عقلي قد اختلط، فقال لي: يا عيسى ما كان لكم أن تزوروني لولا المكذبون القائلون بأي مكان هو ومتى كان وأين ولد ومن رآه وما الذي خرج إليكم منه وبأي شيء نبأكم وأي معجز أتاكم، أما والله لقد رفضوا أمير المؤمنين (عليه السلام) مع ما رأوه وقدموا عليه وكادوه وقتلوه وكذلك آبائي (عليهم السلام) ولم يصدقوهم، ونسبوهم إلى السحر والكهنة وخدمة الجن، إلى أن قال: يا عيسى فخبر أولياءنا بما رأيت وإياك أن تخبر عدوا فتسلبه، فقلت: يا مولاي ادع لي بالثبات، فقال: لو لم يثبتك الله ما رأيتني فامض لحجك راشدا، فخرجت أكثر حمد الله وشكرا .
: وفي الكتاب الآخر لابن حمدان عن عيسى الجوهري المذكور مثله إلا أن فيه أنه قال: (خرجت في سنة ثمان وستين ومائتين إلى الحج وكان قصدي المدينة وصاريا حيث صح عندنا أن صاحب الزمان (عليه السلام) رحل من العراق إلى المدينة فجلست بالقصر بصاريا في ظلة بجانب ظلة أبيه أبي محمد الحسن (عليه السلام) ودخل عليه قوم من خاص شيعته فخرجت بعد حجت ثلاثين حجة في تلك السنة حاجا مشتاقا إلى لقائه (عليه السلام) بصاريا فاعتللت وقد خرجنا من فيد..، وساق الحديث إلى أن قال:: فامض لحجك راشدا فخرجت من أكثر الناس حمدا وشكرا
الإمام يزيل الشك عن قلب محمد بن إبراهيم
===========================
كتاب ابن حمدان المذكور قال: حدثني محمد بن جمهور عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار قال: (شككت بعد مضي أبي محمد واجتمع عند أبي مال كثير فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعا، فوعك وعكا شديدا فقال: يا بني ردني فهذا الموت، وقال: اتق الله في هذا المال، وأوصاني ومات، فقلت في نفسي: لم يكن أبي أوصاني في شيء غير صحيح أحمل هذا المال إلى العراق وأستكري دارا على الشط ولا أخبر أحدا بشيء، فإن وضح لي شيء كوضوحه أيام أبي محمد أنفذته أو رجعت به، وقدمت بغداد واستكريت دارا على الشط وبقيت أياما فإذا أنا برسول معه رقعة فيها: يا أبا محمد معك كذا في جوف كذا حتى قص علي جميع ما علمته وما لم أعلمه فسلمته للرسول وبقيت أياما لا يرفع لي رأس، واغتممت فخرج إلي الأمر: قد أقمناك في مال لنا مقام أبيك فاحمد الله واشكره .
وفي الكافي عن علي بن محمد بن حمويه السويداوى عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار مثله بمغائرة يسيرة في اللفظ.
غيبة الشيخ قال: وأخبرني جماعة عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني أبو عبد الله محمد بن زيد بن مروان قال: حدثني أبو عيسى محمد بن علي الجعفري وأبو الحسين محمد بن علي بن الرقام قال: حدثنا أبو سورة قال: أبو غالب وقد رأيت ابنا لأبي سورة وكان أبو سورة أحد مشايخ الزيدية المذكورين. قال: أبو سورة خرجت إلى قبر أبي عبد الله (عليه السلام) أريد يوم عرفة، فعرفت يوم عرفة فلما كان وقت عشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ من الحمد وإذا شاب حسن الوجه عليه جبة سيفي فابتدأ أيضا من الحمد وختم قبلي أو ختمت قبله، فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر فلما صرنا إلى شاطئ الفرات قال لي الشاب: أنت تريد الكوفة فامض، فمضيت طريق الفرات وأخذ الشاب طريق البر. قال أبو سورة: ثم أسفت على فراقه فاتبعته فقال لي: تعال، فجئنا جميعا إلى أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا فإذا نحن على العوفي على جبل الخندق فقال لي: أنت مضيق وعليك عيال فامض إلى أبي طاهر الزراري فيخرج إليك من منزله وفي يده الدم من الأضحية فقل له شاب من صفته كذا يقول لك صرة فيها عشرون دينارا جاءك بها بعض إخوانك فخذها منه. قال: أبو سورة: فصرت إلى أبي طاهر الزراري كما قال الشاب ووصفته له فقال: الحمد لله ورأيته فدخل وأخرج إلي صرة الدنانير فدفعها إلي وانصرفت) الخبر.

نسألكم الدعاء

huseinalsadi
31-08-2012, 11:26 AM
6
==

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
محمد وآله أجمعين واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
كمال الدين قال: (حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي قال: حدثنا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي عن أبيه قال: ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ابتداء لم يتقدمه سؤال (بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من استحل من مالنا درهما) قال أبو الحسين الأسدي : فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل من مال الناحية درهما دون من أكل منه غير مستحل له وقلت في نفسي إن ذلك في جميع من استحل محرما فأي فضل في ذلك للحجة (عليه السلام) على غيره؟ قال: فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قد انقلب إلى ما وقع في نفسي (بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من أكل من مالنا درهما حراما) قال أبو جعفر محمد بن محمد الخزاعي: أخرج إلينا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي هذا التوقيع حتى نظرنا إليه وقرأناه).
 
**********
الخرائج عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال: (لما وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت كان أكبر همي من ينصب الحجر لأنه مضى في أثناء الكتب قصة أخذه وأنه إنما ينصبه في مكانه الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (عليه السلام) في مكانه واستقر. فاعتللت علة صعبة خفت منها على نفسي ولم يتهيأ لي ما قصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون الموتة في هذه العلة أم لا ،وقلت: همي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه وإنما أندبك لهذا قال فقال المعروف بابن هشام: لما حصلت بمكة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه فأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس، فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتى ظن بي الاختلاط في العقل والناس يفرجون لي وعيني لا تفارقه حتى انقطع عن الناس فكنت أسرع السير خلفه وهو يمشي على تؤدة ولا أدركه، فلما حصل بحيث لا أحد يراه غيري وقف والتفت إلي فقال: هات ما معك. فناولته الرقعة فقال: من غير أن ينظر فيها قل له لا خوف عليك في هذه العلة ويكون ما لا بد منه بعد ثلاثين سنة. قال: فوقع علي الدمع حتى لم أطق حراكا وتركني وانصرف. قال أبو القاسم: فأعلمني بهذه الجملة، فلما كان سنة سبع وستين اعتل أبو القاسم وأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك، فقيل له ما هذا الخوف ونرجو أن يتفضل الله تعالى بالسلامة فما عليك بمخوفة، فقال: هذه السنة التي خوفت فيها فمات في علته
***********
كمال الدين قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهران الآبي العروضي œ بمرو قال: حدثنا أبو الحسين بن زيد بن عبد الله البغدادي قال: حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال: حدثني أبي قال: (لما قبض سيدنا أبو محمد الحسن ابن علي العسكري (عليهم السلام) وفد من قم والجبال وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن (عليه السلام) فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن سيدنا الحسن بن علي (عليه السلام) فقيل لهم إنه قد فقد فقال: فمن وارثه؟ قال: أخوه جعفر بن علي، فسألوا عنه فقيل لهم إنه قد خرج متنزها وركب زورقا في دجلة يشرب ومعه المغنون قال: فتشاور القوم فقال: ليست هذه صفات الإمام وقال: بعضهم لبعض امضوا بنا لنرد هذه الأموال على أصحابها، فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري القمي: قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره على الصحة، قال: فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقال: يا سيدنا نحن قوم من أهل قم ومعنا جماعة من الشيعة وغيرها وكنا نحمل إلى سيدنا أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) الأموال، فقال: وأين هي؟ قال: معنا ،قال: احملوها إلي، قال: لا إن لهذه الأموال خبرا طريفا، فقال: وما هو؟ قال: إن هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة الشيعة الدينار والديناران ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذا وردنا بالمال قال سيدنا أبي محمد (عليه السلام) جملة المال كذا وكذا دينارا من فلان كذا ومن فلان كذا حتى يأتي على أسماء الناس كلهم ويقول ما على الخواتيم من نقش فقال جعفر: كذبتم تقولون على أخي ما لم يفعله هذا علم الغيب، قال: فلما سمع القوم كلام جعفر جعل ينظر بعضهم إلى بعض، فقال لهم احملوا هذا المال إلي قال: إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) فإن كنت الإمام فبرهن لنا وإلا رددناها إلى أصحابها يرون فيها رأيهم قال: فدخل جعفر على الخليفة وكان بسر من رأى فاستعدى عليهم فلما أحضروا قال الخليفة: احملوا هذا المال إلى جعفر قال: أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب هذه الأموال وهي وداعة الجماعة أمرونا بأن لا نسلمها إلا بعلامة ودلالة وقد جرت بهذا العادة مع أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام)، فقال الخليفة: وما الدلالة التي كانت لأبي محمد؟ قال القوم: كان يصف الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي فإذا فعل ذلك سلمناها إليه وقد وفدنا إليه مرارا فكانت هذه علامتنا منه ودلالتنا وقد مات فإن يكن هذا الرجل صاحب هذا الأمر فليقم لنا ما كان يقيمه لنا أخوه وإلا رددناها إلى أصحابها، فقال جعفر: يا أمير المؤمنين إن هؤلاء قوم كذابون يكذبون على أخي وهذا علم الغيب فقال الخليفة: القوم رسل وما على الرسول إلا البلاغ المبين، قال: فبهت جعفر ولم يحر جوابا فقال القوم: يتطول أمير المؤمنين بإخراج أمره إلى من يبدرقنا حتى نخرج من هذه البلدة قال: فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها، فلما أن خرجوا من البلد خرج عليهم غلام أحسن الناس وجها كأنه خادم فنادى يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا مولاكم قال فقال: له أنت مولانا، قال: معاذ الله أنا عبد مولاكم فسيروا إليه قال: فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا الحسن بن علي (عليه السلام) فإذا ولده القائم (عليه السلام) قاعد على سرير كأنه فلقة القمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم قال: جملة المال كذا وكذا دينارا حمل فلان كذا وحمل فلان كذا ولم يزل يصف حتى وصف الجميع ثم وصف ثيابنا ورحالنا وما كان معنا من الدواب فخررنا سجدا لله عز وجل شكرا لما عرفنا وقبلنا الأرض بين يديه ثم سألناه عما أردنا فأجاب فحملنا إليه الأموال وأمرنا القائم (عليه السلام) أن لا نحمل إلى سر من رأى بعدها شيئا من المال فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا نحمل إليه الأموال ويخرج من عنده التوقيعات قال: فانصرفنا من عنده ودفع إلى أبي العباس محمد بن جعفر القمي الحميري شيئا من الحنوط والكفن وقال: له أعظم الله أجرك في نفسك قال: فما بلغ أبو العباس عقبة همدان حتى توفي، وكان بعد ذلك تحمل الأموال إلى بغداد إلى النواب المنصوبين بها ويخرج من عندهم التوقيعات)
*************
قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: كنت عند الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح مع جماعة فيهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له: (إني أريد أن أسألك عن شيء، فقال له: سل عما بدا لك، فقال الرجل: أخبرني عن الحسين بن علي (عليه السلام) أهو ولي الله؟ قال: نعم قال: أخبرني عن قاتله أهو عدو الله؟ قال: نعم، قال الرجل: فهل يجوز أن يسلط الله عز وجل عدوه على وليه؟ فقال له أبو القاسم الحسين بن روح قدس الله روحه: افهم عني ما أقول لك اعلم أن الله عز وجل لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ولا يشافههم بالكلام ولكنه جل جلاله يبعث إليهم رسلا من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ولو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم فلما جاؤوهم وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق قال لهم: أنتم بشر مثلنا ولا نقبل منكم حتى تأتونا بشيء نعجز أن نأتي بمثله فنعلم أنكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه، فجعل الله عز وجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها، فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإنذار والإعذار فغرق جميع من طغى وتمرد، ومنهم من ألقي في النار فكانت بردا وسلاما، ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى من ضرعها لبنا، ومنهم من فلق له البحر وفجر له من الحجر العيون وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون، ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى بإذن الله وأنبأهم بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم، ومنهم من انشق له القمر وكلمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك، فلما أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق عن أمرهم وعن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله عز وجل ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه (عليهم السلام) مع هذه القدرة والمعجزات في حالة غالبين وفي أخرى مغلوبين وفي حال قاهرين وفي أخرى مقهورين ولو جعلهم الله عز وجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عز وجل ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار، ولكنه عز وجل جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبرين وليعلم العباد أن لهم (عليهم السلام) إلها هو خالقهم ومدبرهم فيعبدوه ويطيعوا رسله وتكون حجة الله ثابتة على من تجاوز الحد فيهم وادعى لهم الربوبية أو عاند أو خالف وعصى وجحد بما أتت به الرسل والأنبياء (عليهم السلام) لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ ويَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ، قال محمد بن إبراهيم بن إسحاق œ: فعدت إلى الشيخ أبي القاسم بن روح قدس الله روحه من الغد وأنا أقول في نفسي أ تراه ذكر ما ذكر لنا يوم أمس من عند نفسه فابتدأني فقال لي: يا محمد بن إبراهيم لأن أخر من السماء فتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق أحب إلي من أن أقول في دين الله عز وجل برأيي أو من عند نفسي بل ذلك عن الأصل ومسموع عن الحجة صلوات الله وسلامه عليه).

نسألكم الدعاء