الجابري اليماني
16-08-2012, 01:25 AM
الكتاب: البداية والنهاية-ابن كثير
تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1997 م
سنة النشر: 1424هـ / 2003م
ج 4 ص 322
وأما أهل السنة; فمنهم من يغلو أيضا، ويثبت لكل واحدة منهما من الفضائل ما هو معروف، ولكن تحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة; لكونها ابنة الصديق، ولكونها أعلم من خديجة، فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أحدا من نسائه كمحبته إياها، ونزلت براءتها من فوق سبع سماوات، وروت بعده عنه، عليه السلام، علما جما كثيرا طيبا مباركا فيه، حتى قد ذكر كثير من الناس الحديث المشهور: «خذوا شطر دينكم عن الحميراء»
والحق أن كلا منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لبهره وحيره، والأحسن التوقف في ذلك، ورد علم ذلك، إلى الله عز وجل، ومن ظهر له دليل يقطع به، أو يغلب على ظنه في هذا الباب، فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده من العلم، ومن حصل له توقف في هذه المسألة، أو في غيرها، فالطريق الأقوم والمسلك الأسلم أن يقول: الله أعلم.
ثم بين كذبه وتدليسه بنفسه في موضع آخر :
ج 11 ص 339
فأما ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول من إيراد حديث: «خذوا شطر دينكم عن الحميراء ".» فإنه ليس له أصل، ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام، وسألت عنه شيخنا أبا الحجاج المزي فقال: لا أصل له.
أقول (الجابري) : اذا كنت تعلم ان هذا الحديث لاأصل له فلما نقلته مستدلا به لتلبس به على العوام ام ان مذاهبكم لاتنتصر الا بالكذب ؟ ولما لم تعلق بأنه موضوع حينما استدللت بفضل علمها على باقي زوجات النبي واكتفيت بكلمة مشهور وانت تعلم ان رب مشهور لاأصل له ؟
تحقيق: عبد الله بن عبد المحسن التركي
الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان
الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1997 م
سنة النشر: 1424هـ / 2003م
ج 4 ص 322
وأما أهل السنة; فمنهم من يغلو أيضا، ويثبت لكل واحدة منهما من الفضائل ما هو معروف، ولكن تحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة; لكونها ابنة الصديق، ولكونها أعلم من خديجة، فإنه لم يكن في الأمم مثل عائشة في حفظها وعلمها وفصاحتها وعقلها، ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يحب أحدا من نسائه كمحبته إياها، ونزلت براءتها من فوق سبع سماوات، وروت بعده عنه، عليه السلام، علما جما كثيرا طيبا مباركا فيه، حتى قد ذكر كثير من الناس الحديث المشهور: «خذوا شطر دينكم عن الحميراء»
والحق أن كلا منهما لها من الفضائل ما لو نظر الناظر فيه لبهره وحيره، والأحسن التوقف في ذلك، ورد علم ذلك، إلى الله عز وجل، ومن ظهر له دليل يقطع به، أو يغلب على ظنه في هذا الباب، فذاك الذي يجب عليه أن يقول بما عنده من العلم، ومن حصل له توقف في هذه المسألة، أو في غيرها، فالطريق الأقوم والمسلك الأسلم أن يقول: الله أعلم.
ثم بين كذبه وتدليسه بنفسه في موضع آخر :
ج 11 ص 339
فأما ما يلهج به كثير من الفقهاء وعلماء الأصول من إيراد حديث: «خذوا شطر دينكم عن الحميراء ".» فإنه ليس له أصل، ولا هو مثبت في شيء من أصول الإسلام، وسألت عنه شيخنا أبا الحجاج المزي فقال: لا أصل له.
أقول (الجابري) : اذا كنت تعلم ان هذا الحديث لاأصل له فلما نقلته مستدلا به لتلبس به على العوام ام ان مذاهبكم لاتنتصر الا بالكذب ؟ ولما لم تعلق بأنه موضوع حينما استدللت بفضل علمها على باقي زوجات النبي واكتفيت بكلمة مشهور وانت تعلم ان رب مشهور لاأصل له ؟