الروح
16-08-2012, 09:15 AM
السلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
لطالما كنتُ أقرأ في ثنائيات كتابٍ قيم ألا وهو :
طرق مختصرة الى المجد للسيد المجاهد هادي المدرسي
وكنتُ أرتشفُ نميراً عذباً لا يزيدني إلا شوقاً للمزيد
بحثت عنه في الأنترنت لم أجد إلا نزراً قليلاً منه
واليوم وأنا أفكر بالذات بموضوع الموت والحياة عاودت البحث لأجد بعضها في تأملات
إقتصصت لكم جزءاً منها وهو الجزء الذي كنت أبحثُ عنه الموت والحياة
ونسقته بهذا الشكل لعلنا نعتبر مما فيه ..وما سيكون في اللون الأحمر
هو المقولات التي في الكتاب للسيد هادي حفظه الله
رحلة طيبة مع هذا السفر الأدبي والتربوي.
؛
الحياة لغز كبير والموت لغز أكبر وهما مرتبطان معاً لا ينفك أحدهما عن الآخر
والإنسان منفعل في كليهما يقعان عليه بلا إرادة منه ولا اختيار
لا دور له في الإيجاد ولا في العدم ولا مشيئة له في الحياة ولا في الموت
ومهما حاول الفلاسفة والمفكرون فلن يجدوا إلا المشيئة الإلهية
والإرادة الربانية مصدراً يقينياً للحياة والموت
ولن يصيبوا الحقيقة إلا فيما يقدمه الدين من حقائق عنهما وعن كنههما والحكمة من كل منهما
والسيد المدرسي كمفكر إسلامي وعى جوهر الإسلام وغاص على حقائقه الكبرى
واستوعب مفاهيم القرآن الكريم الظاهرة والباطنة
تطرق في موسوعته إلى هذين اللغزين الكبيرين
فكيف ينظر السيد المدرسي إليهما؟ وبماذا يتحفنا حولهما؟.
إنه بداية يعتبر :
أن (الحياة مقدمة للموت، كما أن الموت مقدمة للحياة، وتلك واحدة من أعجب مفارقات الدنيا)
فما معنى ذلك..!؟
الحياة الأولى هي الحياة الدنيا، والنتيجة الحتمية لها هي الموت
والموت ما هو إلا تعبير مجازي يعني موت هذه الحياة الدنيا
وأما حقيقته فهو المجاز إلى الحياة الآخرة فهو الجسر الذي يربط بين حياتين
إنه نقلة من حياة مؤقتة زائلة يختلط فيها الخير بالشر والراحة بالتعب والسعادة بالشقاء
والنعيم بالجحيم إلى حياة حقيقية خالدة لا تختلط فيها الأمور
ولا تمتزج فيها الحالات فإما سعادة وإما شقاء وإما نعيم أو جحيم
(إن الموت ما هو إلا انتقال من الظل إلى الشاخص أو بشكل أوضح من صورة الحياة إلى حقيقتها،)
ويرى السيد :
أن (كل ما في هذه الحياة إنما هو صورة باهتة عما بعدها،
وأنها المرة الأولى والأخيرة التي تسبق الصورة الأصل)
فالحياة إذن حياتان: دنيا وآخرة، لا يحجز بينهما إلا برزخ الموت،
الذي هو نقلة من الأولى (الدنيا) إلى الثانية (الآخرة)
أما الحياة الأولى فقد وصفها الخالق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنها دنيا
وهي دنيا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وهي دار تعب ونصب وشقاء،
ولهذا السبب فإن السيد المدرسي يقول عنها
(الحياة في بعض الأحيان كالبصلة، كلما توغلت فيها أكثر كلما دمعت عيناك أكثر)
ويقول (الدنيا بلاء وابتلاء، بلاء مع النفس وابتلاء مع الناس)
على أنه يحمل عن الحياة الدنيا صورة أخرى، فهو يراها (هبة الله الكبرى)
ويرى أن (ليس في الحياة شر مطلق، فحتى العواصف الهوجاء تترك خلفها أجمل أنواع قوس قزح)
كما أنه يرى أن (جمال الحياة يكمن في تشكيلتها المتنوعة، وأطوارها المتفاوتة،
والاختلاف الكبير بين منظر الجبل ومنظر الوادي، وأمواج البحر وطبيعة البر،
وثبات الشجر وحركة السحاب، واختلاف البشر في الألوان والعادات والتقاليد واللغات والأذواق،
واختلاف الليل والنهار، والصيف والشتاء، والربيع والخريف)
ومن هنا فإن الحياة جديرة بأن يعيشها المرء وهي ليست عبثاً،
بل هي ضرورية للإنسان كممر له إلى الآخرة.
والحياة الدنيا غامضة واضحة، باطنة ظاهرة، خفية وجلية، وهي
(لا تكشف لنا إلا بعض أسرارها، ولا يكتشف الإنسان فيها إلا بعض نفسه)
و(الدنيا نموذج مصغر عن الآخرة، فعذابها نموذج من عذاب الآخرة
ونعيمها نموذج من نعيم الآخرة، ونورها نموذج من نور الآخرة،
وظلامها نموذج من ظلام الآخرة، ولكن الفارق بينهما
كالفارق بين الذرة والمجرة، أو أكبر من ذلك)
على أن (من عجائب هذه الحياة، أنك لا تجد بديلاً عن أي جزء منها، فلا بديل عن الماء إلا الماء،
ولا بديل عن الطعام إلا الطعام، ولا بديل عن النوم إلا النوم،
ولا بديل عن اليقظة إلا اليقظة، ولا بديل عن الحركة إلا الحركة
ولا بديل عن الكلام إلا الكلام، ولا بديل عن الصمت إلا الصمت)
هذا عن الحياة، فماذا عن الموت...؟
إنه السفر الطويل الذي يستحق أن يستعد له الإنسان كل الاستعداد
وأن يتزود قبله بكل ما يحتاجه للوصول إلى المحطة النهائية
فمن (يعترف بالموت ويتوقعه سيكون سهلاً عليه إذا واجهه
أما الذي يتجاهله ولا يتوقعه فسوف ينزل عليه مثل الجبال الراسيات)
إنه (قفزة عظيمة إلى عالم أعظم لمواجهة أمور عظمى)
وهو ولادة جديدة، فكما (أننا ولدنا لكي نموت، فنحن نموت لكي نولد)
يقول السيد المدرسي: (الموت موتان: موت يأتي إليك، وموت تذهب إليه.
فالموت الذي يأتي إليك يشينك، أما الموت الذي تذهب إليه فيزينك،
وهذا هو الفارق بين ضحايا الطاغوت والشهداء على يديه)
و(مع أن الموت والولادة محطتان متشابهتان في حياة الإنسان،
إلا أن الناس يرحبون بالولادة ويكرهون الموت)
رغم أنهم لا يجدون إلى الفرار منه سبيلاً
ولعل (من أسباب العداء للموت أنه خطوة في مجهول، والناس أعداء ما جهلوا)
ولذلك فإن السيد المدرسي يواسي كل الأحياء - لأنهم سيموتون - ويعزيهم بقوله:
(يا ابن آدم.. أنت في الدنيا غريب مهما التفّ حولك الناس
وأنت فيها فقير مهما جمعت من أموال، وأنت فيها عاجز مهما امتلكت من وسائل الحياة
وأنت فيها ضعيف مهما امتلكت من قوة،
فلا وطن لك في النهاية إلا قبرك، ولا مال لك إلا كفنك،
ولا نهاية لك إلا الموت، كل شيء هالك إلا وجهه)
ومن هنا فإن (أفضل الناس من يعرف أمرين مهمين:
كيف يعيش وكيف يموت، فيعيش عيش السعداء، ويموت ميتة الشهداء)
وذلك لا يتحقق لدى امرئ، ما لم يتيقن من الحياة الخالدة بعد الموت
وهي الحقيقة التي تحمل الدليل على ذاتها بذاتها
لأنه (إذا كان العدم هو نهاية هذا الكون، فمنذ البداية لا تستحق الحياة أن تعاش)
لأنها تكون حينئذٍ عبثاً في عبث، وهذا ما ليس يقبله العقل، ولا يستسيغه المنطق
ولهذا فإنه (لا مجال للشك في حياة بعد موت، كما لا مجال للشك في موت من هو حي
فالحياة كامنة في بطن الموت، والموت كامن في بطن الحياة، وفي كل واحدة نواة الأخرى)
(وإنما أنكر البعض الحياة بعد الموت، لأن ما بعده مهول وعظيم،
يعجز العقل عن تصوره واستيعابه، سواء في جانب الخير أو الشر)
ويبقى (الموت كالحياة، لا يمكن فهمه بالعقل ولا بالعلم، ولا بالعاطفة، فقط يعرفه من جربه)
هذا بعض من تأملات في موسوعة السيد هادي المدرسي
العالم العامل.. والمفكر المبدع.. والمربي الناصح..
لطالما كنتُ أقرأ في ثنائيات كتابٍ قيم ألا وهو :
طرق مختصرة الى المجد للسيد المجاهد هادي المدرسي
وكنتُ أرتشفُ نميراً عذباً لا يزيدني إلا شوقاً للمزيد
بحثت عنه في الأنترنت لم أجد إلا نزراً قليلاً منه
واليوم وأنا أفكر بالذات بموضوع الموت والحياة عاودت البحث لأجد بعضها في تأملات
إقتصصت لكم جزءاً منها وهو الجزء الذي كنت أبحثُ عنه الموت والحياة
ونسقته بهذا الشكل لعلنا نعتبر مما فيه ..وما سيكون في اللون الأحمر
هو المقولات التي في الكتاب للسيد هادي حفظه الله
رحلة طيبة مع هذا السفر الأدبي والتربوي.
؛
الحياة لغز كبير والموت لغز أكبر وهما مرتبطان معاً لا ينفك أحدهما عن الآخر
والإنسان منفعل في كليهما يقعان عليه بلا إرادة منه ولا اختيار
لا دور له في الإيجاد ولا في العدم ولا مشيئة له في الحياة ولا في الموت
ومهما حاول الفلاسفة والمفكرون فلن يجدوا إلا المشيئة الإلهية
والإرادة الربانية مصدراً يقينياً للحياة والموت
ولن يصيبوا الحقيقة إلا فيما يقدمه الدين من حقائق عنهما وعن كنههما والحكمة من كل منهما
والسيد المدرسي كمفكر إسلامي وعى جوهر الإسلام وغاص على حقائقه الكبرى
واستوعب مفاهيم القرآن الكريم الظاهرة والباطنة
تطرق في موسوعته إلى هذين اللغزين الكبيرين
فكيف ينظر السيد المدرسي إليهما؟ وبماذا يتحفنا حولهما؟.
إنه بداية يعتبر :
أن (الحياة مقدمة للموت، كما أن الموت مقدمة للحياة، وتلك واحدة من أعجب مفارقات الدنيا)
فما معنى ذلك..!؟
الحياة الأولى هي الحياة الدنيا، والنتيجة الحتمية لها هي الموت
والموت ما هو إلا تعبير مجازي يعني موت هذه الحياة الدنيا
وأما حقيقته فهو المجاز إلى الحياة الآخرة فهو الجسر الذي يربط بين حياتين
إنه نقلة من حياة مؤقتة زائلة يختلط فيها الخير بالشر والراحة بالتعب والسعادة بالشقاء
والنعيم بالجحيم إلى حياة حقيقية خالدة لا تختلط فيها الأمور
ولا تمتزج فيها الحالات فإما سعادة وإما شقاء وإما نعيم أو جحيم
(إن الموت ما هو إلا انتقال من الظل إلى الشاخص أو بشكل أوضح من صورة الحياة إلى حقيقتها،)
ويرى السيد :
أن (كل ما في هذه الحياة إنما هو صورة باهتة عما بعدها،
وأنها المرة الأولى والأخيرة التي تسبق الصورة الأصل)
فالحياة إذن حياتان: دنيا وآخرة، لا يحجز بينهما إلا برزخ الموت،
الذي هو نقلة من الأولى (الدنيا) إلى الثانية (الآخرة)
أما الحياة الأولى فقد وصفها الخالق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأنها دنيا
وهي دنيا بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، وهي دار تعب ونصب وشقاء،
ولهذا السبب فإن السيد المدرسي يقول عنها
(الحياة في بعض الأحيان كالبصلة، كلما توغلت فيها أكثر كلما دمعت عيناك أكثر)
ويقول (الدنيا بلاء وابتلاء، بلاء مع النفس وابتلاء مع الناس)
على أنه يحمل عن الحياة الدنيا صورة أخرى، فهو يراها (هبة الله الكبرى)
ويرى أن (ليس في الحياة شر مطلق، فحتى العواصف الهوجاء تترك خلفها أجمل أنواع قوس قزح)
كما أنه يرى أن (جمال الحياة يكمن في تشكيلتها المتنوعة، وأطوارها المتفاوتة،
والاختلاف الكبير بين منظر الجبل ومنظر الوادي، وأمواج البحر وطبيعة البر،
وثبات الشجر وحركة السحاب، واختلاف البشر في الألوان والعادات والتقاليد واللغات والأذواق،
واختلاف الليل والنهار، والصيف والشتاء، والربيع والخريف)
ومن هنا فإن الحياة جديرة بأن يعيشها المرء وهي ليست عبثاً،
بل هي ضرورية للإنسان كممر له إلى الآخرة.
والحياة الدنيا غامضة واضحة، باطنة ظاهرة، خفية وجلية، وهي
(لا تكشف لنا إلا بعض أسرارها، ولا يكتشف الإنسان فيها إلا بعض نفسه)
و(الدنيا نموذج مصغر عن الآخرة، فعذابها نموذج من عذاب الآخرة
ونعيمها نموذج من نعيم الآخرة، ونورها نموذج من نور الآخرة،
وظلامها نموذج من ظلام الآخرة، ولكن الفارق بينهما
كالفارق بين الذرة والمجرة، أو أكبر من ذلك)
على أن (من عجائب هذه الحياة، أنك لا تجد بديلاً عن أي جزء منها، فلا بديل عن الماء إلا الماء،
ولا بديل عن الطعام إلا الطعام، ولا بديل عن النوم إلا النوم،
ولا بديل عن اليقظة إلا اليقظة، ولا بديل عن الحركة إلا الحركة
ولا بديل عن الكلام إلا الكلام، ولا بديل عن الصمت إلا الصمت)
هذا عن الحياة، فماذا عن الموت...؟
إنه السفر الطويل الذي يستحق أن يستعد له الإنسان كل الاستعداد
وأن يتزود قبله بكل ما يحتاجه للوصول إلى المحطة النهائية
فمن (يعترف بالموت ويتوقعه سيكون سهلاً عليه إذا واجهه
أما الذي يتجاهله ولا يتوقعه فسوف ينزل عليه مثل الجبال الراسيات)
إنه (قفزة عظيمة إلى عالم أعظم لمواجهة أمور عظمى)
وهو ولادة جديدة، فكما (أننا ولدنا لكي نموت، فنحن نموت لكي نولد)
يقول السيد المدرسي: (الموت موتان: موت يأتي إليك، وموت تذهب إليه.
فالموت الذي يأتي إليك يشينك، أما الموت الذي تذهب إليه فيزينك،
وهذا هو الفارق بين ضحايا الطاغوت والشهداء على يديه)
و(مع أن الموت والولادة محطتان متشابهتان في حياة الإنسان،
إلا أن الناس يرحبون بالولادة ويكرهون الموت)
رغم أنهم لا يجدون إلى الفرار منه سبيلاً
ولعل (من أسباب العداء للموت أنه خطوة في مجهول، والناس أعداء ما جهلوا)
ولذلك فإن السيد المدرسي يواسي كل الأحياء - لأنهم سيموتون - ويعزيهم بقوله:
(يا ابن آدم.. أنت في الدنيا غريب مهما التفّ حولك الناس
وأنت فيها فقير مهما جمعت من أموال، وأنت فيها عاجز مهما امتلكت من وسائل الحياة
وأنت فيها ضعيف مهما امتلكت من قوة،
فلا وطن لك في النهاية إلا قبرك، ولا مال لك إلا كفنك،
ولا نهاية لك إلا الموت، كل شيء هالك إلا وجهه)
ومن هنا فإن (أفضل الناس من يعرف أمرين مهمين:
كيف يعيش وكيف يموت، فيعيش عيش السعداء، ويموت ميتة الشهداء)
وذلك لا يتحقق لدى امرئ، ما لم يتيقن من الحياة الخالدة بعد الموت
وهي الحقيقة التي تحمل الدليل على ذاتها بذاتها
لأنه (إذا كان العدم هو نهاية هذا الكون، فمنذ البداية لا تستحق الحياة أن تعاش)
لأنها تكون حينئذٍ عبثاً في عبث، وهذا ما ليس يقبله العقل، ولا يستسيغه المنطق
ولهذا فإنه (لا مجال للشك في حياة بعد موت، كما لا مجال للشك في موت من هو حي
فالحياة كامنة في بطن الموت، والموت كامن في بطن الحياة، وفي كل واحدة نواة الأخرى)
(وإنما أنكر البعض الحياة بعد الموت، لأن ما بعده مهول وعظيم،
يعجز العقل عن تصوره واستيعابه، سواء في جانب الخير أو الشر)
ويبقى (الموت كالحياة، لا يمكن فهمه بالعقل ولا بالعلم، ولا بالعاطفة، فقط يعرفه من جربه)
هذا بعض من تأملات في موسوعة السيد هادي المدرسي
العالم العامل.. والمفكر المبدع.. والمربي الناصح..