الشيخ مرتضى الحسون
19-08-2012, 04:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
لا يزال البعض يديدن ويقول ان الصحابة كلهم كانوا يحبون الامام علي بن ابي طالب و خاصة الخليفة عمر بن الخطاب حيث يقولون ان عمر كان يحب اهل البيت وامير المؤمنين عليا عليه السلام ويوقره . واليوم نريد ان نلقي الضوء على حديث صحيح ومعتبر عند الاحبة اهل السنة والجماعة وننظر فيه هل فعلا كان عمر يحب عليا (ع) ويوقره ام لا؟
اخرج ابو داود في سننه :
(4656 حدثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير ، ثنا حماد بن سلمة ، أن سعيد
ابن إياس الجريري أخبرهم ، عن عبد الله بن شقيق العقيلي ، عن الأقرع مؤذن عمر بن
الخطاب ، قال : بعثني عمر إلى الأسقف ، فدعوته ، فقال له عمر : وهل تجدني في الكتاب ؟
قال : نعم ، قال : كيف تجدني ؟ قال : أجدك قرنا ، فرفع عليه الدرة ، فقال : قرن مه ؟ فقال :
قرن حديد ، أمين شديد ، قال : كيف تجد الذي يجئ من بعدي ؟ فقال : أجده خليفة
صالحا غير أنه يؤثر قرابته ، قال عمر : يرحم الله عثمان ! ثلاثا ، فقال : كيف تجد الذي
بعده ؟ قال : أجده صدأ حديد ، فوضع عمر يده على رأسه فقال : يا دفراه يا دفراه ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، إنه خليفة صالح ولكنه يستخلف حين يستخلف والسيف مسلول والدم
مهراق ، قال أبو داود : الدفر النتن)
و هذا الحديث صحيح الاسناد ذكره ابو داود وسكت عنه وكل ما سكت عنه فهو صالح . وان كان الالباني ضعفه ولكن الالباني كعادته ضعفه دون بيان مورد الضعف . ولذا نعطيكم سلسلة السند وكلام العلماء في رجال الحديث المزبور:
1) الاسم : حفص بن عمر ، أبو عمر الضرير الأكبر البصرى
الطبقة : 10 : كبارالآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 220 هـ بـ البصرة
روى له : د ( أبو داود )
رتبته عند ابن حجر : صدوق عالم رتبته عند الذهبي : قال أبو حاتم : صدوق ، يحفظ عامة حديثه ، و قال ابن حبان : عالم بالفرائض ، و الشعر ، و أيام الناس ، و الفقه
2) الاسم : حماد بن سلمة بن دينار البصرى ، أبو سلمة بن أبى صخرة ، مولى ربيعة بن مالك بن حنظلة من بنى تميم ، و يقال مولى قريش
الطبقة : 8 : من الوسطى من أتباع التابعين
الوفاة : 167 هـ
روى له : خت م د ت س ق ( البخاري تعليقا - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة عابد أثبت الناس فى ثابت ، و تغير حفظه بأخرة
رتبته عند الذهبي : الإمام ، أحد الأعلام ، . . . ، هو ثقة صدوق يغلط و ليس فى قوة مالك
و لاتنسوا انه من رواة صحيح البخاري
3) الاسم : سعيد بن إياس الجريرى ، أبو مسعود البصرى ( و جرير هو ابن عباد ، أخو الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة )
الطبقة : 5 : من صغار التابعين
الوفاة : 144 هـ
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة ، اختلط قبل موته بثلاث سنين
رتبته عند الذهبي : قال أحمد : كان محدث البصرة ، و قال أبو حاتم : تغير حفظه قبل موته ، و هو حسن الحديث
و لاتنسوا ان من رجال الصحيحين
4) الاسم : عبد الله بن شقيق العقيلى ، أبو عبد الرحمن ، و يقال أبو محمد ، البصرى ( من بنى عقيل بن كعب بن عامر بن ربيعة بن عامر )
الطبقة : 3 : من الوسطى من التابعين
الوفاة : 108 هـ
روى له : بخ م د ت س ق ( البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي- النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة فيه نصب
رتبته عند الذهبي : قال أحمد : ثقة يحمل على على
و لاتنسوا انه من شيوخ وطبيعي ليس هناك مشكلة في كونه ناصبيا وعنده تحامل على الامام علي(ع)
5) الاقرع مؤذن عمر:
- الأقرع مؤذن عمر : تفرد عنه عبد الله بن شقيق العقيلي . وثقه العجلي وذكره
ابن حبان في الثقات . قال الذهبي : لا يعرف تفرد عنه شيخ قال ابن حجر :
مخضرم ثقة [معرفة الثقات - العجلي - ج 1 - ص 129]
(الأقرع مؤذن عمر تابعي ثقة)[ معرفة الثقات - العجلي - ج 1 - ص 235
117 ]
والان وبعد ان عرفنا حالة السند ورجاله ننتقل الى المتن ونبينه باختصار وااقفين على اهم النقاط في الحديث ومنها:
1) ان خليفة رسول الله وصاحبه وامير المؤمنين وفاروق هذه الامة عمر بن الخطاب _ الذي رضي الله عنه وارضاه_!!! قد بعث خلف رجل من اهل الكتاب ليتعلم منه ويتتلمذ على يديه بل ويحصل على مباركة منه من خلال معرفة نعته في الكتب السالفة – المزورة طبعا- بدلا من ان يفتح القران ويطالعه هل ورد ذكره ونعته فيه ام لا؟
2) وطبعا وكالعادة فان هذا الكتابي سوف يبين نعت عمر من الكتاب المقدس!!! اذ انه مذكور في كل الكتب السابقة- والمفارقة لو قال الشيعي ذلك عن الامام علي لكقر قبل ان يفتح فاه- فقال اراك قرن! وهنا تبرز براعة الخليفة في معاني اللغة العربية فبمجرد سماع هذه اللفظة يرفع الدرة – وكالعادة- ليضربه – وما ادري ماذبن الكتابي حتى يضربه فالرجل ناقل فقط لما ورد وان كان يحتمل فيه الكذب فلم سالته اصلا يا عمر- فيتدارك الكتابي نفسه قبل ان يضرب بالدرة فيقول بل قرن حديد امين شديد وبهذا تقر عين الخليفة وتبرد ناره – بعد ان تبين له جهله بلغة العرب – ويتراجع عن ضربه لانه مدحه.!!
3) و لايكتفي الخليفة بهذا بل يسال عمن بعده وطبيعي جداان ينبري ذلك الكتابي عالم الغيب والشهاد – والعياذ بالله- فيطلع الخليفة على من بعده فيقول انه يراه رجلا صالحا الا انه يؤثر ابناء عمه فيترحم عمر على عثمان !!! وهنا طامة اخرى حيث ان المسالة بانت وانكشفت ان عمر كان مصمما على ان يكون عثمان بعده واما ما اعلنه يوم مصرعه من مسالة الشورى فما هي الا مسحية صاغ اشخاصها ابن الخطاب وكتب حوارها ذلك الكتابي ولعب بطولتها نجم الشباك عبد الرحمن بن عوف وصدق بها من لا عقل له من الناعقين وراء كل ناعق .
4) و لايكتفي الخليفة بمن ياتي بعده بل بعلمه اللدني وهو المحدث الملهم يستلهم احداث المستقبل من معلمه الاول- الكتابي – فيساله عمن يخلف عثمان وهنا ينبري ذلك الكتابي ليبين حال ذلك الخليفة الرابع واصفا اياه بابشع الاوصاف واشنعها بانه ( صدأ الحديد) فيروح الخليفة متمما وصف استاذه الكتابي فيقول ( وادفراه وادفراه) أي ( وانتناه)!!! فيصف ذلك الخليفة الرابع وتعلمون من هو احبتي بانه نتن بل ويستغيث منه عمر باستخدامه اسلوب الاستغاثة
5) وبعدها ينبري الاستاذ ( الكتابي ) ليستدرك خطأ تلميذه ( الخليفة ) مصححا له فيقول (له لا يا امير المؤمنين وانما هو رجل صالح و لكنه حين يُستخلف يستخلف بالدم)
وانا اعرف احبتي ان البعض من المدافعين سيقول ان الخليفة عمر لم يكن يقصد عليا بقوله ( النتن ) فما ادري يا ترى من يقصد ؟ بل ان المسالة واضحة وضوح الشمس اذ ان الكلام كان دائرا حول الخلفاء وكلما ذكر حال خليفة امام عمر ذكر عمر تقييمه لذلك الخليفة فلما ذكر الثالث ترحم عمر على عثمان ولما ذكر الرابع استغاث عمر منه وقال ( وا دفراه ) أي ( وانَتِناه ) فوصف امير المؤمنين الطاهر المطهر بذلك الوصف القبيح والذي لا ينطبق الا على قائله ولذا استدرك الاستاذ ( الكتابي) وقال انه رجل صالح وهنا حاول البعض ترقيع هذه المهزلة فقالوا ان عمر لم يقصد عليا عليه السلام نفسه وانما قصد الامر الذي سيكون بينه وبين اهل القبلة والصلاة كما ذكر ذلك صاحب عون المعبود وغيره وللرد عليهم نقول :
1) ان الكتابي وتلميذه لم يكونا يتكلمان عن الاوضاع في عهد الخلفاء وانما عن الخلفاء انفسهم فالسياق حجة فقد ترحم عمر على عثمان شخصيا ولم يترحم على زمان عثمان وامره . وبذا يكون عمر ذم عليا شخصيا وليس امر او زمان الامام.
2) والشاهد المؤيد لما قلنا ان الاستاذ رد على التلميذ ايضا بتقييم شخص الامام وليس امره بان قال هو رجل صالح وليس ( دفرا كما تتصور) !!
3) ولو رجعنا الى كلمات اهل اللغة لوجدناه تدل على ان المتضجر منه من هذه الكلمة هو الشخص او ما يصدر منه وليس الزمان الذي يعيش فيه : ((الصحاح - الجوهري - ج 2 - ص 659))
وقول عمر رضي الله عنه : وادفراه ( 1 ) ! أي وانتناه . ويقال : دفرا دافرا لما يجئ به فلان ،أي نتنا ، وكذلك إذا قبحت عليه أمره) وليت شعري لماذا استقبح عمر ما ياتي به علي عليه السلام؟ والاستاذ لم يقل ان هذه الدماء دماء المسلمين وانما دماء وردت عامة !!
4) ولو سلمنا تنزلا وجدلا بان عمر لم يكن يقصد الامام بشخصه بل الامر الذي سيتخذه الامام وهذه طامة كبرى وطعن واضح في عدالة ونزاهة الامام علي بل وتجريح واضح بان ما يصدر من علي في ايام خلافته انما هو شيء ( نتن ) –حاشاه –
5) فان قال قائل انه لم يقصد الامام عليا بل الطرف الاخر المناوئ لامامنا (ع) فهنا طامة اكبر حيث انه طعن في الصحابة العدول وبام المؤمنين وبالتابعين باحسان الذين ناوؤوا عليا وسالت الدماء بسبب ذلك فهنا عمر يصف ذلك الامر منهم بانه نتن.
وهنا لايفوتني ان اقول ان هذه الرواية عندنا موضوعة و لااصل لها وانما هي من وضع النواصب اعداء ال البيت ليكتبوا بها فضائل لاسيادهم ويسيئوا بها الى الامام ولكن الحمد لله ان انقلب السحر على الساحر بانهم قووا ووثقوا الرجال الذين نقلوها على الرغم من ان فيهم نواصب ولم ينتبه الغبي واضع هذه الرواية الى الطوام الكبر التي بها بل كتبها ليرفع اسياده ويطعن في امير المؤمنين ونسي انها طعن في اسياده اولا واخرا .
ولا يفوتني ان اسال المخالفين ان قلتم ان هذه الرواية موضوعة فلمصلحة من وضع هذا الحديث؟؟؟؟ وما هو الهدف؟ ومن الذي وضعها ؟ وارجو الا تكون الاجابة ان الوضع لمصلحة ايران وان الذي وضعها ابن سبأ ودمتم محفوفين برعاية الكريم
خادمكم المخلص مرتضى الحسون
30- رمضان – 1433
المصادف 19-8-2012
وبه تعالى نستعين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
لا يزال البعض يديدن ويقول ان الصحابة كلهم كانوا يحبون الامام علي بن ابي طالب و خاصة الخليفة عمر بن الخطاب حيث يقولون ان عمر كان يحب اهل البيت وامير المؤمنين عليا عليه السلام ويوقره . واليوم نريد ان نلقي الضوء على حديث صحيح ومعتبر عند الاحبة اهل السنة والجماعة وننظر فيه هل فعلا كان عمر يحب عليا (ع) ويوقره ام لا؟
اخرج ابو داود في سننه :
(4656 حدثنا حفص بن عمر أبو عمر الضرير ، ثنا حماد بن سلمة ، أن سعيد
ابن إياس الجريري أخبرهم ، عن عبد الله بن شقيق العقيلي ، عن الأقرع مؤذن عمر بن
الخطاب ، قال : بعثني عمر إلى الأسقف ، فدعوته ، فقال له عمر : وهل تجدني في الكتاب ؟
قال : نعم ، قال : كيف تجدني ؟ قال : أجدك قرنا ، فرفع عليه الدرة ، فقال : قرن مه ؟ فقال :
قرن حديد ، أمين شديد ، قال : كيف تجد الذي يجئ من بعدي ؟ فقال : أجده خليفة
صالحا غير أنه يؤثر قرابته ، قال عمر : يرحم الله عثمان ! ثلاثا ، فقال : كيف تجد الذي
بعده ؟ قال : أجده صدأ حديد ، فوضع عمر يده على رأسه فقال : يا دفراه يا دفراه ، فقال :
يا أمير المؤمنين ، إنه خليفة صالح ولكنه يستخلف حين يستخلف والسيف مسلول والدم
مهراق ، قال أبو داود : الدفر النتن)
و هذا الحديث صحيح الاسناد ذكره ابو داود وسكت عنه وكل ما سكت عنه فهو صالح . وان كان الالباني ضعفه ولكن الالباني كعادته ضعفه دون بيان مورد الضعف . ولذا نعطيكم سلسلة السند وكلام العلماء في رجال الحديث المزبور:
1) الاسم : حفص بن عمر ، أبو عمر الضرير الأكبر البصرى
الطبقة : 10 : كبارالآخذين عن تبع الأتباع
الوفاة : 220 هـ بـ البصرة
روى له : د ( أبو داود )
رتبته عند ابن حجر : صدوق عالم رتبته عند الذهبي : قال أبو حاتم : صدوق ، يحفظ عامة حديثه ، و قال ابن حبان : عالم بالفرائض ، و الشعر ، و أيام الناس ، و الفقه
2) الاسم : حماد بن سلمة بن دينار البصرى ، أبو سلمة بن أبى صخرة ، مولى ربيعة بن مالك بن حنظلة من بنى تميم ، و يقال مولى قريش
الطبقة : 8 : من الوسطى من أتباع التابعين
الوفاة : 167 هـ
روى له : خت م د ت س ق ( البخاري تعليقا - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة عابد أثبت الناس فى ثابت ، و تغير حفظه بأخرة
رتبته عند الذهبي : الإمام ، أحد الأعلام ، . . . ، هو ثقة صدوق يغلط و ليس فى قوة مالك
و لاتنسوا انه من رواة صحيح البخاري
3) الاسم : سعيد بن إياس الجريرى ، أبو مسعود البصرى ( و جرير هو ابن عباد ، أخو الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة )
الطبقة : 5 : من صغار التابعين
الوفاة : 144 هـ
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة ، اختلط قبل موته بثلاث سنين
رتبته عند الذهبي : قال أحمد : كان محدث البصرة ، و قال أبو حاتم : تغير حفظه قبل موته ، و هو حسن الحديث
و لاتنسوا ان من رجال الصحيحين
4) الاسم : عبد الله بن شقيق العقيلى ، أبو عبد الرحمن ، و يقال أبو محمد ، البصرى ( من بنى عقيل بن كعب بن عامر بن ربيعة بن عامر )
الطبقة : 3 : من الوسطى من التابعين
الوفاة : 108 هـ
روى له : بخ م د ت س ق ( البخاري في الأدب المفرد - مسلم - أبو داود - الترمذي- النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة فيه نصب
رتبته عند الذهبي : قال أحمد : ثقة يحمل على على
و لاتنسوا انه من شيوخ وطبيعي ليس هناك مشكلة في كونه ناصبيا وعنده تحامل على الامام علي(ع)
5) الاقرع مؤذن عمر:
- الأقرع مؤذن عمر : تفرد عنه عبد الله بن شقيق العقيلي . وثقه العجلي وذكره
ابن حبان في الثقات . قال الذهبي : لا يعرف تفرد عنه شيخ قال ابن حجر :
مخضرم ثقة [معرفة الثقات - العجلي - ج 1 - ص 129]
(الأقرع مؤذن عمر تابعي ثقة)[ معرفة الثقات - العجلي - ج 1 - ص 235
117 ]
والان وبعد ان عرفنا حالة السند ورجاله ننتقل الى المتن ونبينه باختصار وااقفين على اهم النقاط في الحديث ومنها:
1) ان خليفة رسول الله وصاحبه وامير المؤمنين وفاروق هذه الامة عمر بن الخطاب _ الذي رضي الله عنه وارضاه_!!! قد بعث خلف رجل من اهل الكتاب ليتعلم منه ويتتلمذ على يديه بل ويحصل على مباركة منه من خلال معرفة نعته في الكتب السالفة – المزورة طبعا- بدلا من ان يفتح القران ويطالعه هل ورد ذكره ونعته فيه ام لا؟
2) وطبعا وكالعادة فان هذا الكتابي سوف يبين نعت عمر من الكتاب المقدس!!! اذ انه مذكور في كل الكتب السابقة- والمفارقة لو قال الشيعي ذلك عن الامام علي لكقر قبل ان يفتح فاه- فقال اراك قرن! وهنا تبرز براعة الخليفة في معاني اللغة العربية فبمجرد سماع هذه اللفظة يرفع الدرة – وكالعادة- ليضربه – وما ادري ماذبن الكتابي حتى يضربه فالرجل ناقل فقط لما ورد وان كان يحتمل فيه الكذب فلم سالته اصلا يا عمر- فيتدارك الكتابي نفسه قبل ان يضرب بالدرة فيقول بل قرن حديد امين شديد وبهذا تقر عين الخليفة وتبرد ناره – بعد ان تبين له جهله بلغة العرب – ويتراجع عن ضربه لانه مدحه.!!
3) و لايكتفي الخليفة بهذا بل يسال عمن بعده وطبيعي جداان ينبري ذلك الكتابي عالم الغيب والشهاد – والعياذ بالله- فيطلع الخليفة على من بعده فيقول انه يراه رجلا صالحا الا انه يؤثر ابناء عمه فيترحم عمر على عثمان !!! وهنا طامة اخرى حيث ان المسالة بانت وانكشفت ان عمر كان مصمما على ان يكون عثمان بعده واما ما اعلنه يوم مصرعه من مسالة الشورى فما هي الا مسحية صاغ اشخاصها ابن الخطاب وكتب حوارها ذلك الكتابي ولعب بطولتها نجم الشباك عبد الرحمن بن عوف وصدق بها من لا عقل له من الناعقين وراء كل ناعق .
4) و لايكتفي الخليفة بمن ياتي بعده بل بعلمه اللدني وهو المحدث الملهم يستلهم احداث المستقبل من معلمه الاول- الكتابي – فيساله عمن يخلف عثمان وهنا ينبري ذلك الكتابي ليبين حال ذلك الخليفة الرابع واصفا اياه بابشع الاوصاف واشنعها بانه ( صدأ الحديد) فيروح الخليفة متمما وصف استاذه الكتابي فيقول ( وادفراه وادفراه) أي ( وانتناه)!!! فيصف ذلك الخليفة الرابع وتعلمون من هو احبتي بانه نتن بل ويستغيث منه عمر باستخدامه اسلوب الاستغاثة
5) وبعدها ينبري الاستاذ ( الكتابي ) ليستدرك خطأ تلميذه ( الخليفة ) مصححا له فيقول (له لا يا امير المؤمنين وانما هو رجل صالح و لكنه حين يُستخلف يستخلف بالدم)
وانا اعرف احبتي ان البعض من المدافعين سيقول ان الخليفة عمر لم يكن يقصد عليا بقوله ( النتن ) فما ادري يا ترى من يقصد ؟ بل ان المسالة واضحة وضوح الشمس اذ ان الكلام كان دائرا حول الخلفاء وكلما ذكر حال خليفة امام عمر ذكر عمر تقييمه لذلك الخليفة فلما ذكر الثالث ترحم عمر على عثمان ولما ذكر الرابع استغاث عمر منه وقال ( وا دفراه ) أي ( وانَتِناه ) فوصف امير المؤمنين الطاهر المطهر بذلك الوصف القبيح والذي لا ينطبق الا على قائله ولذا استدرك الاستاذ ( الكتابي) وقال انه رجل صالح وهنا حاول البعض ترقيع هذه المهزلة فقالوا ان عمر لم يقصد عليا عليه السلام نفسه وانما قصد الامر الذي سيكون بينه وبين اهل القبلة والصلاة كما ذكر ذلك صاحب عون المعبود وغيره وللرد عليهم نقول :
1) ان الكتابي وتلميذه لم يكونا يتكلمان عن الاوضاع في عهد الخلفاء وانما عن الخلفاء انفسهم فالسياق حجة فقد ترحم عمر على عثمان شخصيا ولم يترحم على زمان عثمان وامره . وبذا يكون عمر ذم عليا شخصيا وليس امر او زمان الامام.
2) والشاهد المؤيد لما قلنا ان الاستاذ رد على التلميذ ايضا بتقييم شخص الامام وليس امره بان قال هو رجل صالح وليس ( دفرا كما تتصور) !!
3) ولو رجعنا الى كلمات اهل اللغة لوجدناه تدل على ان المتضجر منه من هذه الكلمة هو الشخص او ما يصدر منه وليس الزمان الذي يعيش فيه : ((الصحاح - الجوهري - ج 2 - ص 659))
وقول عمر رضي الله عنه : وادفراه ( 1 ) ! أي وانتناه . ويقال : دفرا دافرا لما يجئ به فلان ،أي نتنا ، وكذلك إذا قبحت عليه أمره) وليت شعري لماذا استقبح عمر ما ياتي به علي عليه السلام؟ والاستاذ لم يقل ان هذه الدماء دماء المسلمين وانما دماء وردت عامة !!
4) ولو سلمنا تنزلا وجدلا بان عمر لم يكن يقصد الامام بشخصه بل الامر الذي سيتخذه الامام وهذه طامة كبرى وطعن واضح في عدالة ونزاهة الامام علي بل وتجريح واضح بان ما يصدر من علي في ايام خلافته انما هو شيء ( نتن ) –حاشاه –
5) فان قال قائل انه لم يقصد الامام عليا بل الطرف الاخر المناوئ لامامنا (ع) فهنا طامة اكبر حيث انه طعن في الصحابة العدول وبام المؤمنين وبالتابعين باحسان الذين ناوؤوا عليا وسالت الدماء بسبب ذلك فهنا عمر يصف ذلك الامر منهم بانه نتن.
وهنا لايفوتني ان اقول ان هذه الرواية عندنا موضوعة و لااصل لها وانما هي من وضع النواصب اعداء ال البيت ليكتبوا بها فضائل لاسيادهم ويسيئوا بها الى الامام ولكن الحمد لله ان انقلب السحر على الساحر بانهم قووا ووثقوا الرجال الذين نقلوها على الرغم من ان فيهم نواصب ولم ينتبه الغبي واضع هذه الرواية الى الطوام الكبر التي بها بل كتبها ليرفع اسياده ويطعن في امير المؤمنين ونسي انها طعن في اسياده اولا واخرا .
ولا يفوتني ان اسال المخالفين ان قلتم ان هذه الرواية موضوعة فلمصلحة من وضع هذا الحديث؟؟؟؟ وما هو الهدف؟ ومن الذي وضعها ؟ وارجو الا تكون الاجابة ان الوضع لمصلحة ايران وان الذي وضعها ابن سبأ ودمتم محفوفين برعاية الكريم
خادمكم المخلص مرتضى الحسون
30- رمضان – 1433
المصادف 19-8-2012