أميري علي 2
20-08-2012, 07:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد و آل محمد
من استدلالات الشيخ المفيد لاثبات الإمامة كما ورد في كتابه المسائل العكبرية
ومن ذلك قوله تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " المائدة 55 .
فواجه الله سبحانه بالنداء جماعة أضافهم إلى غيرهم بالولاء، وجعل علامة المنادى إليه ايتاءه الزكاة في حال الركوع ، بقوله سبحانه : ويؤتون الزكوة وهم راكعون " ولا خلاف عند أهل اللغة أن قول القائل : " جاءني زيد راكبا ، وجاءني زيد في حال ركوبه ، ورأيت عمرا قائما ورايت عمرا وهو قائم ، ورأيتة في حال قيامه " ، كل واحد من هذه الالفاظ يقوم مقام صاحبه ويفيد مفاده . وإذا ثبت أن الولاء في هذه الآية واجب لمن آتى الزكاة في حال ركوعه ، ولم يدع أحد من أهل القبلة لاحد انه آتى الزكاة في حال ركوعه ، سوى أمير المؤمنين عليه السلام وجب انه المعنى بقوله : [ " والذين آمنوا " ] وإذا ثبت ولايته حسب ولاية الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، وجبت له بذلك الامامة ، إذ كانت ولاية الله ورسوله صلى الله عليه وآله للخلق إنما هي فرض الطاعة التى تجب للرعية . وهذا كاف في معنى الآية عن إطالة خطب ينتشر به الكلام .
فصل .
مع أن الولاية في اللغة وإن كانت تكون بمعنى المودة فإنها في هذا الموضع غير متوجهة إلا إلى معني فرض الطاعة ، لان قوله تعالى : " إنما وليكم الله " جار مجرى قوله : " لاولى لكم الا الله " ومحال أن يقصد بالولاية هاهنا المحبة والمودة ولانه قد أخبر في آية أخرى أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ، فدل على أن الولاية بهذه الآية خاصة لأمير المؤمنين ، عليه السلام بمعنى يزيد على المودة ، ولاوجه لما زاد على معنى المودة إلآ ما ذكرناه من فرض الطاعة ، المقتضى لصاحبه من الخلق التقدم بالامامة على من عداه من الانام . وفى هذا القدر مع ايجازه غناء عما سواه ، والابانة عما ذكرناه من تضمن الآية النص على أمير المؤمنين عليه السلام بالامامة حسب ما قدمناه .
فصل .
وقد اشتبه على ضعفة من مخالفينا اختصاص أمير المؤمنين عليه السلام بالولاية المذكورة في القرآن ، لظاهر لفظ العموم في قوله : " والذين آمنوا " فأنكروا لذلك أن يكون المعنى بها أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو واحد ، وهذا بعد منهم عن اللغة ، إذ كانت قد أتت بمثله في مواضع كثيرة من القران كقوله تعالى : " إنا نخن نزلنا الذكر " ، وهو لفظ عموم اختص بالبارى وحده تعالى .
وكذلك قوله : " إنا أرسلنا نوحا الى قومه " و قوله عزوجل : " والسماء بنيناها بأيد " ، و قوله : " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " ، و قوله : " يأيها الرسل كلوا من الطيبات " ، والمخاطب به رسول واحد . وقوله تعالى " يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن " ، فواجه تعالى بلفظ التوحيد ، ثم اتبع الكلام بلفظ الجمع . و قال المفسرون في قوله تعالى : " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " : ان الناس هاهنا واحد ، و قوله تعالى : " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون " نزلت في واحد بعينه نادى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إن مدحى زين وإن شتمى شين .
وقد جنى مخالفونا في هذا الباب على أنفسهم . جناية واضحة ، وذلك لقولهم إن المعنى بقوله : " والذى جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون " نزلت في واحد بعينه وهو أبو بكر بن أبى قحافة ، على قولهم ، فكيف جاز أن يعبر عن أبى بكر بلفظ الجمع ، وفسد أن يعبر عن أمير المؤمنين بذلك ، لولا الخزى ، والخذلان ؟ نعوذ بالله من عدم التوفيق !
اللهم صلّ على محمد و آل محمد
من استدلالات الشيخ المفيد لاثبات الإمامة كما ورد في كتابه المسائل العكبرية
ومن ذلك قوله تعالى : " إنما وليكم الله ورسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " المائدة 55 .
فواجه الله سبحانه بالنداء جماعة أضافهم إلى غيرهم بالولاء، وجعل علامة المنادى إليه ايتاءه الزكاة في حال الركوع ، بقوله سبحانه : ويؤتون الزكوة وهم راكعون " ولا خلاف عند أهل اللغة أن قول القائل : " جاءني زيد راكبا ، وجاءني زيد في حال ركوبه ، ورأيت عمرا قائما ورايت عمرا وهو قائم ، ورأيتة في حال قيامه " ، كل واحد من هذه الالفاظ يقوم مقام صاحبه ويفيد مفاده . وإذا ثبت أن الولاء في هذه الآية واجب لمن آتى الزكاة في حال ركوعه ، ولم يدع أحد من أهل القبلة لاحد انه آتى الزكاة في حال ركوعه ، سوى أمير المؤمنين عليه السلام وجب انه المعنى بقوله : [ " والذين آمنوا " ] وإذا ثبت ولايته حسب ولاية الله ورسوله صلى الله عليه وآله ، وجبت له بذلك الامامة ، إذ كانت ولاية الله ورسوله صلى الله عليه وآله للخلق إنما هي فرض الطاعة التى تجب للرعية . وهذا كاف في معنى الآية عن إطالة خطب ينتشر به الكلام .
فصل .
مع أن الولاية في اللغة وإن كانت تكون بمعنى المودة فإنها في هذا الموضع غير متوجهة إلا إلى معني فرض الطاعة ، لان قوله تعالى : " إنما وليكم الله " جار مجرى قوله : " لاولى لكم الا الله " ومحال أن يقصد بالولاية هاهنا المحبة والمودة ولانه قد أخبر في آية أخرى أن المؤمنين بعضهم أولياء بعض ، فدل على أن الولاية بهذه الآية خاصة لأمير المؤمنين ، عليه السلام بمعنى يزيد على المودة ، ولاوجه لما زاد على معنى المودة إلآ ما ذكرناه من فرض الطاعة ، المقتضى لصاحبه من الخلق التقدم بالامامة على من عداه من الانام . وفى هذا القدر مع ايجازه غناء عما سواه ، والابانة عما ذكرناه من تضمن الآية النص على أمير المؤمنين عليه السلام بالامامة حسب ما قدمناه .
فصل .
وقد اشتبه على ضعفة من مخالفينا اختصاص أمير المؤمنين عليه السلام بالولاية المذكورة في القرآن ، لظاهر لفظ العموم في قوله : " والذين آمنوا " فأنكروا لذلك أن يكون المعنى بها أمير المؤمنين عليه السلام ، وهو واحد ، وهذا بعد منهم عن اللغة ، إذ كانت قد أتت بمثله في مواضع كثيرة من القران كقوله تعالى : " إنا نخن نزلنا الذكر " ، وهو لفظ عموم اختص بالبارى وحده تعالى .
وكذلك قوله : " إنا أرسلنا نوحا الى قومه " و قوله عزوجل : " والسماء بنيناها بأيد " ، و قوله : " إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم " ، و قوله : " يأيها الرسل كلوا من الطيبات " ، والمخاطب به رسول واحد . وقوله تعالى " يأيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن " ، فواجه تعالى بلفظ التوحيد ، ثم اتبع الكلام بلفظ الجمع . و قال المفسرون في قوله تعالى : " ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس " : ان الناس هاهنا واحد ، و قوله تعالى : " إن الذين ينادونك من وراء الحجرات اكثرهم لا يعقلون " نزلت في واحد بعينه نادى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا محمد إن مدحى زين وإن شتمى شين .
وقد جنى مخالفونا في هذا الباب على أنفسهم . جناية واضحة ، وذلك لقولهم إن المعنى بقوله : " والذى جاء بالصدق وصدق به اولئك هم المتقون " نزلت في واحد بعينه وهو أبو بكر بن أبى قحافة ، على قولهم ، فكيف جاز أن يعبر عن أبى بكر بلفظ الجمع ، وفسد أن يعبر عن أمير المؤمنين بذلك ، لولا الخزى ، والخذلان ؟ نعوذ بالله من عدم التوفيق !