الشيخ مرتضى الحسون
31-08-2012, 10:04 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
لا يخفى على الجميع ما لعلي بن ابي طالب من الفضائل العظيمة التي لم يتسن لاحد ان ينال معشارها لا من الاولين ولا من الاخرين . ولا يخفى على الجميع في الوقت ذاته ما لعلي من الاعداء الذين اخذوا على عاتقهم اخفاء تلك الفضائل او محاولة تكذيبها وردها .
فاخذنا على عاتقنا متوكلين على الله تعالى مستمدين قوتنا من توفيقات امامنا صاحب الامر( ع ) في نقض تلك الاباطيل التي قال بها اعداء امير المؤمنين في تكذيبهم لفضائل الامير (ع) ولعل ابرز من انبرى الى هذه المسالة في الزمن المعاصر علامة النواصب الاول المسمى ( محمد بن ناصر الالباني ) والذي لا يردون له تصحيح او تضعيف . فرددنا عليه في سلسلة متواصلة نامل ان تنفع المؤمنين اسميناها ( الغضب الرباني في فضح اكاذيب الالباني) ووسمنا الرد على اكاذيبه بالغضب لانه من المقطوع به ان الله يغضب على من انكر انكر سنة النبي واخفى فضائل الولي . نسال الله العلي القدير ان يوفقنا لاتمامها و لاتنسونا من الدعاء:
الاكذوبة الاولى :
تكذيبه لحديث النبي(ص) في حق الامام علي ( ع ) : ( انت اخي وصاحبي) قال الالباني ما نصه:
(4941 - ( أنت أخي وصاحبي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 638 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عبدالبر - في ترجمة علي من "الاستيعاب" (3/ 1098) - من طريق حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وله علتان :
الأولى : الانقطاع بين الحكم - وهو ابن عتيبة الكندي مولاهم - وبين مقسم ؛ فإنه لم يسمع منه إلا خمسة أحاديث ؛ ليس منها هذا .
والأخرى : عنعنة الحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ فإنه مدلس .
وقد وجدت له متابعاً ؛ لكن الإسناد إليه ضعيف .
أخرجه ابن عساكر (12/ 69/ 1) من طريق محمد بن عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن شعبة عن الحكم به .
قلت : وعبدالله بن أبي جعفر الرازي ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
وقد روي الحديث بإسناد موضوع بزيادة فيه ؛ يأتي بعد حديث .)
الغضب الرباني الاول :
اقول :
لقد جرى الالباني في قوله هذا مجرى اسلافه الذين دلسوا وعتموا على الناس ليغيبوا فضائل الامام (ع) امثال ابن تيمية وابن الجوزي والذهبي ومن شاكلهم والذين اتفقت كلمتهم على تكذيب كل رواية وردت في مسالة اخوة علي من النبي فقالوا : ( كل ما ورد في اخوته باطل) .
ولما تتبعنا كتب القوم وجدنا ان مسالة اخوة النبي من علي (صلوات الله عليهما ) واخبار النبي بذلك مسالة متواترة ثابتة بما لايقبل للعقل ان يشك بها واسانيد هذه المسالة بلغت العشرات ورواتها وصلوا الى ما ينيف على الخمسين راويا على اختلاف الطبقات الا ان الالباني مرة قال عن الحديث موضوع واخرى ضعيف ونحن التزاما منا بالاسلوب العلمي للبحث نقول:
ان حديث المؤاخاة واخوته ( ع) من النبي ورد بالفاظ متعددة ومن بين هذه الالفاظ قول النبي لعلي ( انت اخي وصاحبي ) وهناك الفاظ اخرى سنبينها في مقبل الحلقات . ولذا سيكون بحثنا عن خصوص لفظ ( انت اخي وصاحبي) فعلى الله نتوكل:
تخريج الحديث :
اخرجه الكثير منهم :
1- المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج 7 - ص 507
( 78 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت أخي وصاحبي " .
2- مسند احمد في حديث طويل
(... وقال لعلى أنت أخي وصاحبي ....) [مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 230]
3- السنن الكبرى - النسائي - ج 5 - ص 125 – 126
في حديث طويل لعلي (ع) يحتج على اهل الشورى: ( ثم قال أنت أخي
وصاحبي ووارثي ووزيري)
وكذلك نقله الكثير من اصحاب المصنفات كابن عساكر وغيره ولكن اكتفينا بتخريجه من هذه الكتب الثلاثة للاختصار وعلى اعتبار انها اقدم من غيرها وسندها اقرب من ابن عساكر.
مناقشة الاسانيد واحوال الرجال:
اولا : سند مصنف ابن ابي شيبة :
1) عبد الله بن نمير :
هو : عبد الله بن نمير الهمدانى الخارفى ، أبو هشام الكوفى ( والد محمد بن عبد الله بن نمير ) المتوفى 119 هـ
وهو من رواة البخاري ومسلم قالوا عنه :
قال المزي في تهذيب الكمال16-224 وما بعدها :
: عبد الله بن نمير الهمدانى الخارفى ، أبو هشام الكوفى ،
والد محمد بن عبد الله بن نمير . اهـ .
و قال المزى :
قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى ، عن أبى نعيم : سئل سفيان عن أبى خالد الأحمر ، فقال : نعم الرجل عبد الله بن نمير .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى : قلت ليحيى بن معين : ابن إدريس أحب إليك فى الأعمش أو ابن نمير ؟ فقال : كلاهما ثقة .
و قال أبو حاتم : كان مستقيم الأمر .
قال ابنه محمد بن عبد الله بن نمير ، و غير واحد : مات فى ربيع الأول سنة تسع و تسعين و مئة .
زاد بعضهم : و صلى عليه محمد بن بشر .
و قيل : مات فى ذى القعدة .
و قيل : إنه ولد سنة خمس عشرة و مئة .
قال أبو بكر الخطيب : حدث عنه محمد بن بشر العبدى و الحسن بن على بن عفان
العامرى و بين وفاتيهما سبع و ستون سنة .
روى له الجماعة . اهـ
و قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 58 :
و ذكره ابن حبان فى " الثقات " .
و قال العجلى : ثقة ، صالح الحديث ، صاحب سنة .
و قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث صدوق . اهـ .
2) الحجاج بن ارطأة :
هو : حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك النخعى أبو أرطاة الكوفى القاضى
المتوفى سنة: ( 145)
وهو من رواة صحيح مسلم وكذلك روى عنه غيره
كان اماما فقيها ثبتا وثقه الكثيرون واتهمه البعض بالتدليس الا ان تدليسه كان محدودا في بعض الروايات عن رواة معينين حينما يروي عنهم بارسال قالوا فيه:
( تهذيب الكمال للمزي : 5-420 وما بعدها)
: (قال المزى :
قال محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ، عن سفيان بن عيينة : سمعت ابن أبى نجيح
يقول : ما جاءنا منكم مثله ـ يعنى الحجاج بن أرطاة ـ .
و قال حفص بن غياث : قال لنا سفيان الثورى يوما : من تأتون ؟ قلنا : الحجاج بن
أرطاة ، قال : عليكم به فإنه ما بقى أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه .
و قال حماد بن زيد : كان حجاج بن أرطاة أقهر عندنا لحديثه من سفيان الثورى .
و قال محمد بن حميد الرازى ، عن جرير بن عبد الحميد : رأيت الحجاج يخضب بالسواد
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : كان فقيها ، و كان أحد مفتى الكوفة ، و كان
فيه تيه ، و كان يقول : أهلكنى حب الشرف . و ولى قضاء البصرة ، و كان جائز
الحديث إلا أنه كان صاحب إرسال... و يقال عن حماد بن زيد :
قدم علينا حماد بن أبى سليمان و حجاج بن أرطاة ، فكان الزحام على حجاج أكثر منه
على حماد ، و كان حجاج راوية عن عطاء ، سمع منهو قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : كان من الحفاظ . قيل : فلم ليس هو عند
الناس بذاك ؟ قال : لأن فى حديثه زيادة على حديث الناس ، ليس يكاد له حديث إلا
فيه زيادة .و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : صدوق ، ليس بالقوى ، يدلس عن
محمد بن عبيد الله العرزمى ، عن عمرو بن شعيب . –[ لاحظ ايها القارئ الكريم تدليسه محصور في ارساله عن محمد بن عبيد الله العرزمي وبن شعيب وليس مطلقا]_ ....و قال أبو حاتم : صدوق ، يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه ، فإذا قال : حدثنا ، فهو
صالح لا يرتاب فى صدقه و حفظه إذا بين السماع ، لا يحتج بحديثه ، لم يسمع من
الزهرى ، و لا من هشام بن عروة ، و لا من عكرمة ... قال أبو أحمد بن عدى : إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهرى و غيره ، و ربما
أخطأ فى بعض الروايات ، فأما أن يتعمد الكذب فلا ، و هو ممن يكتب حديثه .
و قال يعقوب بن شيبة : واهى الحديث ، فى حديثه اضطراب كثير ، و هو صدوق ، و كان
أحد الفقهاء .انتهى كلام المزي)
ونخلص منه انه ثقة صدوق يكتب حديثه ويحتج به الا ان فيه تدليس عن العرزمي وعمرو بن شعيب ونحن نعلم ان هذه الرواية لم تكن منقولة عنهما.
وقال : (قال الحافظ في تهذيب التهذيب 2 / 198 :
أرخه ابن حبان فى " الثقات " سنة خمس و أربعين و مئة .
و قد رأيت له فى البخارى رواية واحدة متابعة تعليقا فى كتاب العتق .
و قال ابن حبان : سمعت محمد بن نصر سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلى عن عيسى بن يونس قال : كان الحجاج بن أرطاة لا يحضر الجماعة ، فقيل له فى ذلك ، فقال : أحضر مسجدكم حتى يزاحمنى فيه الحمالون و البقالون .)
ووصف الذهبي كلام من يتهمه بالتدليس المطلق وعدم الاخذ بروايته بالمجازفة كما نقل ذلك ابن حجر.
من اجل بعض هذه الاقوال حاول الالباني ان يضعف الحديث بدعوى العنعنة الموجودة في الحجاج فقال عنه انه ( يدلس) واكتفى بهذه الكلمة ولم يبين بقية اقوال العلماء فيه الذين اتفقوا على توثيقه وصدقه وغاية ما طعنوا فيه التدليس في المراسيل وهذه الرواية ليست مرسلة بل متصلة السند لذا تبطل دعوى التدليس .
ثم انه لو فرضنا ان فيه تدليسا فلم روى البخاري ومسلم في صحيحهما عنه؟ فان قلتم متابعة ولم ينفردوا بالرواية عنه قلنا ان لحديثه هذا متابعات ايضا .فاما تلتزموا بتصحيح روايته في الصحيحين فتصححوا روايته هنا . او تسقطوا روايته هنا فتسقطوها من الصحيحين ايضا فيتحول من صحيح البخاري ومسلم الى معنعنهما.
ولذا دلس الالباني فقال : (وقد وجدت له متابعاً ؛ لكن الإسناد إليه ضعيف .)
وهذا ادعاء باطل وذلك لان المتابعات على هذا الحديث كثيرة واغلبها صحيحة او حسنة وليست كما زعم الالباني وسنبين ذلك. ان شاء الله.
3) الحكم بن عتيبة :
هو : الحكم بن عتيبة الكندى ، أبو محمد ، و يقال أبو عبد الله ، و يقال أبو عمر ، الكوفى ، مولى عدى بن عدى الكندى المتوفى سنة ( 113) هـ
من رواة البخاري ومسلم والكلام فيه طويل حول توثيقه قال عنه الذهبي (صدوق صاحب سنة ) وقال ابن حجر ثقة ثبت فقيه
فليراجع تهذيب الكمال للمزي وتهذيب التهذيب 2 / 434لابن حجر وليراجع الثقات لابن حبان.
4) مقسم بن بجرة :
مقسم بن بجرة و يقال ابن نجدة أبو القاسم و يقال أبو العباس مولى عبد الله بن الحارث ( و يقال له مولى ابن عباس للزومه له )
المتوفى سنة (101 هـ)
وهو من رواة البخاري
وثقه العجلي والدارقطني
و قال أبو حاتم : صالح الحديث ، لا بأس به .
و قال ابن شاهين فى " الثقات " : قال أحمد بن صالح المصرى : ثقة ثبت ، لا شك
فيه و قال العجلى : مكى تابعى ثقة .
و قال يعقوب بن سفيان و الدارقطنى : ثقة ..
5) عبد الله بن عباس : وهو صحابي .
اقول:
ولما فوجئ الالباني بعلو هذا السند لم ير بدا الا ان يطعن به باستخدامه التدليس فاعل الحديث بعلتين وهما:
1- دعوى الانقطاع :
واعله الالباني بدعوى الانقطاع بين الحكم ومقسم فقالL (الأولى : الانقطاع بين الحكم - وهو ابن عتيبة الكندي مولاهم - وبين مقسم ؛ فإنه لم يسمع منه إلا خمسة أحاديث ؛ ليس منها هذا .)
اقول: الكلام في رد هذه الدعوى من وجهين:
الاول: ان هذه الدعوى باطلة لا يمكن الاخذ بها , لان القائل بان الحكم لم يسمع من مقسم الا خمسة احاديث هو احمد بن حنبل . واحمد لم يعاصر لا الحكم ولا مقسم لان الحكم توفي سنة 113 هـ واحمد متوفى سنة 224 فكيف علم بان حكما لم يسمع من مقسم الا خمسة احاديث؟
فان قيل انه علم بطريق النقل .
قلنا هلموا الينا بهذا النقل فالطريق اذن بين احمد والحكم في هذه الحداثة منقطع فلا يمكن الاستدلال بكلمة احمد .لان الطريق منقطع .
ثم ان الرواية عن احمد متضاربة فمرة تقولون ان الاحاديث التي سمعها خمسة كما ذكره الالباني وغيره ومرة يقولون انها اربعة كما ذكر ذلك عبد الله بن احمد في :( العلل - أحمد بن حنبل - ج 1 - ص 536 - 537
( 1269 ) سمعت أبي يقول الذي يصحح الحكم عن مقسم
أربعة أحاديث) فهذا التعارض والتضارب قاض بطرح خبر احمد من راس.
الثاني :
ان احمد بن حنبل لم يكذب ما رواه حكم عن مقسم في غير الاحاديث الاربعة او الخمسة المذكورة وانما قال رواها حكم عن كتاب لم مقسم فاحمد نفى السماع بينهما ولم ينف الاتصال لان الاتصال متحقق من خلال الكتاب وما اكثر ما صححوه من الاحاديث المنقولة كتبيا. (
تهذيب الكمال - المزي - ج 28 - ص 462
قال أبو الحسن ( 3 ) الميموني ، عن أحمد بن حنبل : قال شعبة
لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة والصيام من مقسم .
وقال في موضع آخر ، عن أحمد بن حنبل : لم يسمع الحكم
من مقسم إلا أربعة أحاديث ، وأما غير ذلك فأخذها من كتاب) فهل الاخذ من كتاب لمقسم يستدعي الانقطاع ام الاتصال ايها الفطحل؟!!!
2- دعوى الضعف في السند والعنعنة:
(والأخرى : عنعنة الحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ فإنه مدلس .
وقد وجدت له متابعاً ؛ لكن الإسناد إليه ضعيف .
أخرجه ابن عساكر (12/ 69/ 1) من طريق محمد بن عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن شعبة عن الحكم به .
قلت : وعبدالله بن أبي جعفر الرازي ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .)
وهي دعوى باطلة كسابقتها وذلك لامرين:
الاول: : قد بينا حال هذا الرجل وهو ثقة صدوق امام فقيه ثبت يحتج بحديثه
نعم رمي بالتدليس الا ان تدليسه مقصور فيما اذا ارسل اما اذا اخبر عن شيخه بالسماع فلا باس به وهنا لم يرفعه وانما اسند الى شيخه .
فضلا عن ان تدليسه اقتصر على موردين فقط وهما عن ابن شعيب والعرزمي.
و لايسنى الالباني ان حجاجا هذا من رواة البخاري ومسلم فان قال رووا عنه متابعة قلنا هذا الحديث له متابعات ايضا و لاعبرة بقول الالباني ان متابعته للحديث ضعيفة لاننا سوف نبين تلك المتابعة وقوة سندها بما يدحض كلام ذلك المتفيهق.
الثاني : فيما يتعلق بالمتابعات زعم الالباني انه لم يتابع على هذا الحديث الا حديث ابن عساكر ووهو ضعيف بـ ( عبد الله بن ابي جعفر الرازي) وزعم ان ابن حجر قال عنه صدوق يخطئ في حين ان ابن حجر قال عنه ذكر فيه اراء العلماء وكا مما ذكره فيه كما في : (تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج 5 - ص 154: وقال أبو زرعة ثقة صدوق وقال ابن عدي بعض حديثه مما لا يتابع عليه وذكره ابن حبان في الثقات . قلت : وقال يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه)
ثم ليس ابن حجر من ذكر هذا الراوي بل وثقه غير واحد من العلماء منهم:
المزي في تهذيب الكمال: 14-387:( و قال أبو زرعة ، و أبو حاتم : ثقة .
زاد أبو حاتم : صدوق .
و قال أبو أحمد بن عدى : و بعض حديثه مما لا يتابع عليه .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
روى له أبو داود)
ومنهم : (الجرح والتعديل - الرازي - ج 5 - ص 127
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال : صدوق ثقة . ثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال : صدوق)
ومنهم: (الثقات - ابن حبان - ج 8 - ص 335
عبد الله بن أبي جعفر الرازي يروى عن أبيه وأيوب بن عتبة)
وضعفوا حديثه في حال روى عن ابيه وهذه الرواية ليست عن ابيه والحمد لله.
ثم ان الالباني يزعم انه لم يتابع هذا الحديث الا من هذا الطريق وفي الحقيقة هو اما واهم او كاذب لان هذا الحديث تكاثر نقله عن غير واحد من الثقات فله متابعات كثيرة منها ما سنذكره من مسند احمد ومن السنن.
ثانيا : سند مسند احمد بن حنبل:
جاء في (مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 230)
(حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير انا
حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة خرج على بابنة
حمزة فاختصم فيها على وجعفر وزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال على ابنة عمى وأنا أخرجتها وقال جعفر
ابنة عمى وخالتها عندي وقال زيد ابنة أخي وكان زيد مؤاخيا لحمزة آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد أنت مولاي ومولاها وقال لعلى أنت أخي وصاحبيوقال لجعفر
أشبهت خلقي وخلقي وهي إلى خالتها)
اقول:
ان سنده واضح وابلج من الصبح :
1) عبد الله بن احمد بن حنبل :وهو غني عن التعريف فهو الحافظ الثقة كما وصفه ابن حجر والذهبي .
2) احمد بن حنبل: وهو غني عن التعريف ايضا.
3)عبد الله بن نمير: وهو شيخ احمد والبخاري ومسلم
قال عنه ابن حجر : (ثقة صاحب حديث من أهل السنة)
ورتبته عند الذهبي: (حجة) (قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 58 :
و ذكره ابن حبان فى " الثقات " .
و قال العجلى : ثقة ، صالح الحديث ، صاحب سنة .
و قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث صدوق . اهـ)
وبقية السند ذكرناه (حجاج عن مقسم عن ابن عباس )
ثالثا : سند السنن الكبرى للنسائي:
(
السنن الكبرى - النسائي - ج 5 - ص 125 - 126
( 8451 ) أخبرنا الفضل بن سهل قال حدثني عفان بن مسلم قال حدثنا
أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال
لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت بن عمك دون عمك قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من طعام قال
فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى
رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب فقال يا بني عبد المطلب إني بعثت
إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم فأيكم
يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه
وكنت أصغر القوم فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول
اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثم قال أنت أخي
وصاحبي ووارثي ووزيريفبذلك ورثت بن عمي دون عمي)
اقول:
قبل ان نناقش السند لابد ان نلفت نظر القارئ الكريم الى ان الالباني نفى ان يوجد لهذا الحديث متابعات الا ما ذكره هو وضعفها حسب مزاجه . فياترى لماذا اعرض الالباني عن هذا الحديث فلم يذكره في تحقيقاته؟!!!
ساجعل الجواب في حوزة القارئ الكريم.............
رجال الحديث:
1) الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج ، أبو العباس ، الخراسانى ثم البغدادى الرام
وهو من رواة البخاري ومسلم وترجمته باختصار عند الذهبي : كان ذكيا يحفظ وعند ابن حجر صدوق
2) عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلى ، أبو عثمان الصفار البصرى ، مولى عزرة بن ثابت الأنصارى
وهو من رواة البخاري ومسلم
رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت ، و ربما وهم ، قال ابن معين : أنكرناه فى صفر سنة تسع عشرة
رتبته عند الذهبي : الحافظ ، و كان ثبت فى أحكام الجرح و التعديل
3) ابو عوانة : وهو الوضاح بن عبد الله اليشكرى أبو عوانة الواسطى البزاز ، مولى يزيد بن عطاء بن يزيد اليشكرى ، و يقال الكندى ( مشهور بكنيته )
وهو من رواة البخاري ومسلم متفق على توثيقه
ابن حجر : ثقة ثبت
الذهبي : الحافظ ، ثقة متقن لكتابه
4) عثمان بن المغيرة الثقفى مولاهم ، أبو المغيرة الكوفى الأعشى ، و هو عثمان بن أبى زرعة ، مولى أبى عقيل الثقفى
وهو من رواة البخاري وثقه ابن حجر والذهبي
جاء في تهذيب الكمال للمزي19-489:
(و قال أحمد بن أبى خيثمة : سئل يحيى بن معين عن عثمان بن المغيرة ، فقال : هو
عثمان بن أبى زرعة الثقفى ، و هو ثقة .
و قال أبو حاتم ، و النسائى : ثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
و قال عبد الغنى بن سعيد المصرى فيه نحو ما قال أحمد ، و زاد : و هو أعشى ثقيف
.
روى له الجماعة سوى مسلم . اهـ .))
وكذلك :( قال الحافظ في تهذيب التهذيب 7 / 156 :
و وثقه العجلى ، و ابن نمير .) اهـ .
5) أبو صادق الأزدى ، الكوفى ، قيل اسمه مسلم بن يزيد و قيل عبد الله بن ناجد ( أخو ربيعة بن ناجد )
قال عنه ابن حجر ثقة
ووثقه الذهبي.
قال المزي في التهذيب33-412: (قال المزى :
قال يعقوب بن شيبة : ثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عنه ، فقال : هو بابة أبى البخترى الطائى كلاهما روى عن على و لم يسمع منه ، و أبو صادق مستقيم الحديث .)
6) ربيعة بن ناجد الكوفى الأزدى ، و يقال الأسدى
7) وهو من كبار التابعين وثقه ابن حجر وذكره ابن حبان ف الثقات
(قال الحافظ في تهذيب التهذيب 3 / 264 :
و قال العجلى : كوفى تابعى ثقة)
قال المزي في التهذيب9 – 146-147 : (و قال المزى :
ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
روى له النسائى فى " الخصائص " حديثا ، و ابن ماجة آخر ، و قد وقعا لنا بعلو .
أخبرنا أبو الفرج بن قدامة و أبو الحسن ابن البخارى المقدسيان ، و أبو الغنائم ابن علان ، و أحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو على بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر ابن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنى أبى ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبى صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن على ، قال : جمع رسول الله أو دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق ، قال : فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا و بقى الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا و بقى الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب ، فقال : يا بنى عبد المطلب ، إنى بعثت إليكم خاصة و إلى الناس عامة ، و قد رأيتم من هذه الآية
ما رأيتم ، فأيكم يبايعنى على أن يكون أخى و صاحبى ؟ قال : فلم يقم إليه أحد . قال : فقمت إليه و كنت أصغر القوم ، قال : اجلس . ثم قال ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه فيقول : اجلس ، حتى كان فى الثالثة ضرب بيده على يدى .
رواه النسائى ، عن الفضل بن سهل الأعرج ، عن عفان ، فوقع لنا بدلا عاليا .)
اقول : في كلام المزي التفاتتان
الاولى: انه ايد هذا السند واعتبره سندا عاليا لا مغمزة فيه
الثانية : لم يستسغ المزي ان يكمل الحديث الذي يقول فيه النبي لعلي انت اخي وصاحبي...الخ فقطع الحديث وقال رواه النسائي. كان في لسانه حساسية من اسم علي وفضائله؟!!!
قلت :
بعد هذا السند الثالث للحديث والذي رواه النسائي هل بقي للالباني او غيره مجال للانكار؟ بحيث قالوا ان كل ما روي في اخوة علي باطل؟
فلماذا يا محدث العصر الاول وفلتة الدهر انفلتت منك الاحاديث هكذا فلم تخرجها؟
ولماذا ضعفت حسب هواك ام انه الحقد الاعمى على علي صلوات الله عليه؟
وبقي تساؤل بخصوص حديث النسائي علمنا ان كل رواته ثقات فلماذا يطعنون بهذا الحديث لعلهم طعنوا به لانه مروي عن علي بن ابي طالب نفسه اذ لا يوجد في سنده من يطعن به الا من قال عنه ابن تيمية وطعن كثير من الصحابة بعلي
فلا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
ارجو ان لا تنسوني ووالدي واهلي من الدعاء
ودمتم في رعاية الكريم
خادمكم المخلص
مرتضى الحسون
12 شوال 1433
31/8/2012
وبه تعالى نستعين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
لا يخفى على الجميع ما لعلي بن ابي طالب من الفضائل العظيمة التي لم يتسن لاحد ان ينال معشارها لا من الاولين ولا من الاخرين . ولا يخفى على الجميع في الوقت ذاته ما لعلي من الاعداء الذين اخذوا على عاتقهم اخفاء تلك الفضائل او محاولة تكذيبها وردها .
فاخذنا على عاتقنا متوكلين على الله تعالى مستمدين قوتنا من توفيقات امامنا صاحب الامر( ع ) في نقض تلك الاباطيل التي قال بها اعداء امير المؤمنين في تكذيبهم لفضائل الامير (ع) ولعل ابرز من انبرى الى هذه المسالة في الزمن المعاصر علامة النواصب الاول المسمى ( محمد بن ناصر الالباني ) والذي لا يردون له تصحيح او تضعيف . فرددنا عليه في سلسلة متواصلة نامل ان تنفع المؤمنين اسميناها ( الغضب الرباني في فضح اكاذيب الالباني) ووسمنا الرد على اكاذيبه بالغضب لانه من المقطوع به ان الله يغضب على من انكر انكر سنة النبي واخفى فضائل الولي . نسال الله العلي القدير ان يوفقنا لاتمامها و لاتنسونا من الدعاء:
الاكذوبة الاولى :
تكذيبه لحديث النبي(ص) في حق الامام علي ( ع ) : ( انت اخي وصاحبي) قال الالباني ما نصه:
(4941 - ( أنت أخي وصاحبي ) .
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة والموضوعة " 10/ 638 :
$ضعيف$
أخرجه ابن عبدالبر - في ترجمة علي من "الاستيعاب" (3/ 1098) - من طريق حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ... فذكره .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ وله علتان :
الأولى : الانقطاع بين الحكم - وهو ابن عتيبة الكندي مولاهم - وبين مقسم ؛ فإنه لم يسمع منه إلا خمسة أحاديث ؛ ليس منها هذا .
والأخرى : عنعنة الحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ فإنه مدلس .
وقد وجدت له متابعاً ؛ لكن الإسناد إليه ضعيف .
أخرجه ابن عساكر (12/ 69/ 1) من طريق محمد بن عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن شعبة عن الحكم به .
قلت : وعبدالله بن أبي جعفر الرازي ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .
وقد روي الحديث بإسناد موضوع بزيادة فيه ؛ يأتي بعد حديث .)
الغضب الرباني الاول :
اقول :
لقد جرى الالباني في قوله هذا مجرى اسلافه الذين دلسوا وعتموا على الناس ليغيبوا فضائل الامام (ع) امثال ابن تيمية وابن الجوزي والذهبي ومن شاكلهم والذين اتفقت كلمتهم على تكذيب كل رواية وردت في مسالة اخوة علي من النبي فقالوا : ( كل ما ورد في اخوته باطل) .
ولما تتبعنا كتب القوم وجدنا ان مسالة اخوة النبي من علي (صلوات الله عليهما ) واخبار النبي بذلك مسالة متواترة ثابتة بما لايقبل للعقل ان يشك بها واسانيد هذه المسالة بلغت العشرات ورواتها وصلوا الى ما ينيف على الخمسين راويا على اختلاف الطبقات الا ان الالباني مرة قال عن الحديث موضوع واخرى ضعيف ونحن التزاما منا بالاسلوب العلمي للبحث نقول:
ان حديث المؤاخاة واخوته ( ع) من النبي ورد بالفاظ متعددة ومن بين هذه الالفاظ قول النبي لعلي ( انت اخي وصاحبي ) وهناك الفاظ اخرى سنبينها في مقبل الحلقات . ولذا سيكون بحثنا عن خصوص لفظ ( انت اخي وصاحبي) فعلى الله نتوكل:
تخريج الحديث :
اخرجه الكثير منهم :
1- المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي - ج 7 - ص 507
( 78 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي : " أنت أخي وصاحبي " .
2- مسند احمد في حديث طويل
(... وقال لعلى أنت أخي وصاحبي ....) [مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 230]
3- السنن الكبرى - النسائي - ج 5 - ص 125 – 126
في حديث طويل لعلي (ع) يحتج على اهل الشورى: ( ثم قال أنت أخي
وصاحبي ووارثي ووزيري)
وكذلك نقله الكثير من اصحاب المصنفات كابن عساكر وغيره ولكن اكتفينا بتخريجه من هذه الكتب الثلاثة للاختصار وعلى اعتبار انها اقدم من غيرها وسندها اقرب من ابن عساكر.
مناقشة الاسانيد واحوال الرجال:
اولا : سند مصنف ابن ابي شيبة :
1) عبد الله بن نمير :
هو : عبد الله بن نمير الهمدانى الخارفى ، أبو هشام الكوفى ( والد محمد بن عبد الله بن نمير ) المتوفى 119 هـ
وهو من رواة البخاري ومسلم قالوا عنه :
قال المزي في تهذيب الكمال16-224 وما بعدها :
: عبد الله بن نمير الهمدانى الخارفى ، أبو هشام الكوفى ،
والد محمد بن عبد الله بن نمير . اهـ .
و قال المزى :
قال إبراهيم بن يعقوب الجوزجانى ، عن أبى نعيم : سئل سفيان عن أبى خالد الأحمر ، فقال : نعم الرجل عبد الله بن نمير .
و قال عثمان بن سعيد الدارمى : قلت ليحيى بن معين : ابن إدريس أحب إليك فى الأعمش أو ابن نمير ؟ فقال : كلاهما ثقة .
و قال أبو حاتم : كان مستقيم الأمر .
قال ابنه محمد بن عبد الله بن نمير ، و غير واحد : مات فى ربيع الأول سنة تسع و تسعين و مئة .
زاد بعضهم : و صلى عليه محمد بن بشر .
و قيل : مات فى ذى القعدة .
و قيل : إنه ولد سنة خمس عشرة و مئة .
قال أبو بكر الخطيب : حدث عنه محمد بن بشر العبدى و الحسن بن على بن عفان
العامرى و بين وفاتيهما سبع و ستون سنة .
روى له الجماعة . اهـ
و قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 58 :
و ذكره ابن حبان فى " الثقات " .
و قال العجلى : ثقة ، صالح الحديث ، صاحب سنة .
و قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث صدوق . اهـ .
2) الحجاج بن ارطأة :
هو : حجاج بن أرطاة بن ثور بن هبيرة بن شراحيل بن كعب بن سلامان بن عامر بن حارثة بن سعد بن مالك النخعى أبو أرطاة الكوفى القاضى
المتوفى سنة: ( 145)
وهو من رواة صحيح مسلم وكذلك روى عنه غيره
كان اماما فقيها ثبتا وثقه الكثيرون واتهمه البعض بالتدليس الا ان تدليسه كان محدودا في بعض الروايات عن رواة معينين حينما يروي عنهم بارسال قالوا فيه:
( تهذيب الكمال للمزي : 5-420 وما بعدها)
: (قال المزى :
قال محمد بن يحيى بن أبى عمر العدنى ، عن سفيان بن عيينة : سمعت ابن أبى نجيح
يقول : ما جاءنا منكم مثله ـ يعنى الحجاج بن أرطاة ـ .
و قال حفص بن غياث : قال لنا سفيان الثورى يوما : من تأتون ؟ قلنا : الحجاج بن
أرطاة ، قال : عليكم به فإنه ما بقى أحد أعرف بما يخرج من رأسه منه .
و قال حماد بن زيد : كان حجاج بن أرطاة أقهر عندنا لحديثه من سفيان الثورى .
و قال محمد بن حميد الرازى ، عن جرير بن عبد الحميد : رأيت الحجاج يخضب بالسواد
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : كان فقيها ، و كان أحد مفتى الكوفة ، و كان
فيه تيه ، و كان يقول : أهلكنى حب الشرف . و ولى قضاء البصرة ، و كان جائز
الحديث إلا أنه كان صاحب إرسال... و يقال عن حماد بن زيد :
قدم علينا حماد بن أبى سليمان و حجاج بن أرطاة ، فكان الزحام على حجاج أكثر منه
على حماد ، و كان حجاج راوية عن عطاء ، سمع منهو قال أبو طالب ، عن أحمد بن حنبل : كان من الحفاظ . قيل : فلم ليس هو عند
الناس بذاك ؟ قال : لأن فى حديثه زيادة على حديث الناس ، ليس يكاد له حديث إلا
فيه زيادة .و قال أبو بكر بن أبى خيثمة ، عن يحيى بن معين : صدوق ، ليس بالقوى ، يدلس عن
محمد بن عبيد الله العرزمى ، عن عمرو بن شعيب . –[ لاحظ ايها القارئ الكريم تدليسه محصور في ارساله عن محمد بن عبيد الله العرزمي وبن شعيب وليس مطلقا]_ ....و قال أبو حاتم : صدوق ، يدلس عن الضعفاء يكتب حديثه ، فإذا قال : حدثنا ، فهو
صالح لا يرتاب فى صدقه و حفظه إذا بين السماع ، لا يحتج بحديثه ، لم يسمع من
الزهرى ، و لا من هشام بن عروة ، و لا من عكرمة ... قال أبو أحمد بن عدى : إنما عاب الناس عليه تدليسه عن الزهرى و غيره ، و ربما
أخطأ فى بعض الروايات ، فأما أن يتعمد الكذب فلا ، و هو ممن يكتب حديثه .
و قال يعقوب بن شيبة : واهى الحديث ، فى حديثه اضطراب كثير ، و هو صدوق ، و كان
أحد الفقهاء .انتهى كلام المزي)
ونخلص منه انه ثقة صدوق يكتب حديثه ويحتج به الا ان فيه تدليس عن العرزمي وعمرو بن شعيب ونحن نعلم ان هذه الرواية لم تكن منقولة عنهما.
وقال : (قال الحافظ في تهذيب التهذيب 2 / 198 :
أرخه ابن حبان فى " الثقات " سنة خمس و أربعين و مئة .
و قد رأيت له فى البخارى رواية واحدة متابعة تعليقا فى كتاب العتق .
و قال ابن حبان : سمعت محمد بن نصر سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلى عن عيسى بن يونس قال : كان الحجاج بن أرطاة لا يحضر الجماعة ، فقيل له فى ذلك ، فقال : أحضر مسجدكم حتى يزاحمنى فيه الحمالون و البقالون .)
ووصف الذهبي كلام من يتهمه بالتدليس المطلق وعدم الاخذ بروايته بالمجازفة كما نقل ذلك ابن حجر.
من اجل بعض هذه الاقوال حاول الالباني ان يضعف الحديث بدعوى العنعنة الموجودة في الحجاج فقال عنه انه ( يدلس) واكتفى بهذه الكلمة ولم يبين بقية اقوال العلماء فيه الذين اتفقوا على توثيقه وصدقه وغاية ما طعنوا فيه التدليس في المراسيل وهذه الرواية ليست مرسلة بل متصلة السند لذا تبطل دعوى التدليس .
ثم انه لو فرضنا ان فيه تدليسا فلم روى البخاري ومسلم في صحيحهما عنه؟ فان قلتم متابعة ولم ينفردوا بالرواية عنه قلنا ان لحديثه هذا متابعات ايضا .فاما تلتزموا بتصحيح روايته في الصحيحين فتصححوا روايته هنا . او تسقطوا روايته هنا فتسقطوها من الصحيحين ايضا فيتحول من صحيح البخاري ومسلم الى معنعنهما.
ولذا دلس الالباني فقال : (وقد وجدت له متابعاً ؛ لكن الإسناد إليه ضعيف .)
وهذا ادعاء باطل وذلك لان المتابعات على هذا الحديث كثيرة واغلبها صحيحة او حسنة وليست كما زعم الالباني وسنبين ذلك. ان شاء الله.
3) الحكم بن عتيبة :
هو : الحكم بن عتيبة الكندى ، أبو محمد ، و يقال أبو عبد الله ، و يقال أبو عمر ، الكوفى ، مولى عدى بن عدى الكندى المتوفى سنة ( 113) هـ
من رواة البخاري ومسلم والكلام فيه طويل حول توثيقه قال عنه الذهبي (صدوق صاحب سنة ) وقال ابن حجر ثقة ثبت فقيه
فليراجع تهذيب الكمال للمزي وتهذيب التهذيب 2 / 434لابن حجر وليراجع الثقات لابن حبان.
4) مقسم بن بجرة :
مقسم بن بجرة و يقال ابن نجدة أبو القاسم و يقال أبو العباس مولى عبد الله بن الحارث ( و يقال له مولى ابن عباس للزومه له )
المتوفى سنة (101 هـ)
وهو من رواة البخاري
وثقه العجلي والدارقطني
و قال أبو حاتم : صالح الحديث ، لا بأس به .
و قال ابن شاهين فى " الثقات " : قال أحمد بن صالح المصرى : ثقة ثبت ، لا شك
فيه و قال العجلى : مكى تابعى ثقة .
و قال يعقوب بن سفيان و الدارقطنى : ثقة ..
5) عبد الله بن عباس : وهو صحابي .
اقول:
ولما فوجئ الالباني بعلو هذا السند لم ير بدا الا ان يطعن به باستخدامه التدليس فاعل الحديث بعلتين وهما:
1- دعوى الانقطاع :
واعله الالباني بدعوى الانقطاع بين الحكم ومقسم فقالL (الأولى : الانقطاع بين الحكم - وهو ابن عتيبة الكندي مولاهم - وبين مقسم ؛ فإنه لم يسمع منه إلا خمسة أحاديث ؛ ليس منها هذا .)
اقول: الكلام في رد هذه الدعوى من وجهين:
الاول: ان هذه الدعوى باطلة لا يمكن الاخذ بها , لان القائل بان الحكم لم يسمع من مقسم الا خمسة احاديث هو احمد بن حنبل . واحمد لم يعاصر لا الحكم ولا مقسم لان الحكم توفي سنة 113 هـ واحمد متوفى سنة 224 فكيف علم بان حكما لم يسمع من مقسم الا خمسة احاديث؟
فان قيل انه علم بطريق النقل .
قلنا هلموا الينا بهذا النقل فالطريق اذن بين احمد والحكم في هذه الحداثة منقطع فلا يمكن الاستدلال بكلمة احمد .لان الطريق منقطع .
ثم ان الرواية عن احمد متضاربة فمرة تقولون ان الاحاديث التي سمعها خمسة كما ذكره الالباني وغيره ومرة يقولون انها اربعة كما ذكر ذلك عبد الله بن احمد في :( العلل - أحمد بن حنبل - ج 1 - ص 536 - 537
( 1269 ) سمعت أبي يقول الذي يصحح الحكم عن مقسم
أربعة أحاديث) فهذا التعارض والتضارب قاض بطرح خبر احمد من راس.
الثاني :
ان احمد بن حنبل لم يكذب ما رواه حكم عن مقسم في غير الاحاديث الاربعة او الخمسة المذكورة وانما قال رواها حكم عن كتاب لم مقسم فاحمد نفى السماع بينهما ولم ينف الاتصال لان الاتصال متحقق من خلال الكتاب وما اكثر ما صححوه من الاحاديث المنقولة كتبيا. (
تهذيب الكمال - المزي - ج 28 - ص 462
قال أبو الحسن ( 3 ) الميموني ، عن أحمد بن حنبل : قال شعبة
لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة والصيام من مقسم .
وقال في موضع آخر ، عن أحمد بن حنبل : لم يسمع الحكم
من مقسم إلا أربعة أحاديث ، وأما غير ذلك فأخذها من كتاب) فهل الاخذ من كتاب لمقسم يستدعي الانقطاع ام الاتصال ايها الفطحل؟!!!
2- دعوى الضعف في السند والعنعنة:
(والأخرى : عنعنة الحجاج - وهو ابن أرطاة - ؛ فإنه مدلس .
وقد وجدت له متابعاً ؛ لكن الإسناد إليه ضعيف .
أخرجه ابن عساكر (12/ 69/ 1) من طريق محمد بن عبدالله بن أبي جعفر الرازي عن أبيه عن شعبة عن الحكم به .
قلت : وعبدالله بن أبي جعفر الرازي ؛ قال الحافظ :
"صدوق يخطىء" .)
وهي دعوى باطلة كسابقتها وذلك لامرين:
الاول: : قد بينا حال هذا الرجل وهو ثقة صدوق امام فقيه ثبت يحتج بحديثه
نعم رمي بالتدليس الا ان تدليسه مقصور فيما اذا ارسل اما اذا اخبر عن شيخه بالسماع فلا باس به وهنا لم يرفعه وانما اسند الى شيخه .
فضلا عن ان تدليسه اقتصر على موردين فقط وهما عن ابن شعيب والعرزمي.
و لايسنى الالباني ان حجاجا هذا من رواة البخاري ومسلم فان قال رووا عنه متابعة قلنا هذا الحديث له متابعات ايضا و لاعبرة بقول الالباني ان متابعته للحديث ضعيفة لاننا سوف نبين تلك المتابعة وقوة سندها بما يدحض كلام ذلك المتفيهق.
الثاني : فيما يتعلق بالمتابعات زعم الالباني انه لم يتابع على هذا الحديث الا حديث ابن عساكر ووهو ضعيف بـ ( عبد الله بن ابي جعفر الرازي) وزعم ان ابن حجر قال عنه صدوق يخطئ في حين ان ابن حجر قال عنه ذكر فيه اراء العلماء وكا مما ذكره فيه كما في : (تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج 5 - ص 154: وقال أبو زرعة ثقة صدوق وقال ابن عدي بعض حديثه مما لا يتابع عليه وذكره ابن حبان في الثقات . قلت : وقال يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه)
ثم ليس ابن حجر من ذكر هذا الراوي بل وثقه غير واحد من العلماء منهم:
المزي في تهذيب الكمال: 14-387:( و قال أبو زرعة ، و أبو حاتم : ثقة .
زاد أبو حاتم : صدوق .
و قال أبو أحمد بن عدى : و بعض حديثه مما لا يتابع عليه .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
روى له أبو داود)
ومنهم : (الجرح والتعديل - الرازي - ج 5 - ص 127
نا عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال : صدوق ثقة . ثنا عبد الرحمن قال سئل أبو زرعة عنه فقال : صدوق)
ومنهم: (الثقات - ابن حبان - ج 8 - ص 335
عبد الله بن أبي جعفر الرازي يروى عن أبيه وأيوب بن عتبة)
وضعفوا حديثه في حال روى عن ابيه وهذه الرواية ليست عن ابيه والحمد لله.
ثم ان الالباني يزعم انه لم يتابع هذا الحديث الا من هذا الطريق وفي الحقيقة هو اما واهم او كاذب لان هذا الحديث تكاثر نقله عن غير واحد من الثقات فله متابعات كثيرة منها ما سنذكره من مسند احمد ومن السنن.
ثانيا : سند مسند احمد بن حنبل:
جاء في (مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 1 - ص 230)
(حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا ابن نمير انا
حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة خرج على بابنة
حمزة فاختصم فيها على وجعفر وزيد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال على ابنة عمى وأنا أخرجتها وقال جعفر
ابنة عمى وخالتها عندي وقال زيد ابنة أخي وكان زيد مؤاخيا لحمزة آخى بينهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد أنت مولاي ومولاها وقال لعلى أنت أخي وصاحبيوقال لجعفر
أشبهت خلقي وخلقي وهي إلى خالتها)
اقول:
ان سنده واضح وابلج من الصبح :
1) عبد الله بن احمد بن حنبل :وهو غني عن التعريف فهو الحافظ الثقة كما وصفه ابن حجر والذهبي .
2) احمد بن حنبل: وهو غني عن التعريف ايضا.
3)عبد الله بن نمير: وهو شيخ احمد والبخاري ومسلم
قال عنه ابن حجر : (ثقة صاحب حديث من أهل السنة)
ورتبته عند الذهبي: (حجة) (قال الحافظ في تهذيب التهذيب 6 / 58 :
و ذكره ابن حبان فى " الثقات " .
و قال العجلى : ثقة ، صالح الحديث ، صاحب سنة .
و قال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث صدوق . اهـ)
وبقية السند ذكرناه (حجاج عن مقسم عن ابن عباس )
ثالثا : سند السنن الكبرى للنسائي:
(
السنن الكبرى - النسائي - ج 5 - ص 125 - 126
( 8451 ) أخبرنا الفضل بن سهل قال حدثني عفان بن مسلم قال حدثنا
أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال
لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت بن عمك دون عمك قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من طعام قال
فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى
رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب فقال يا بني عبد المطلب إني بعثت
إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم فأيكم
يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه
وكنت أصغر القوم فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول
اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثم قال أنت أخي
وصاحبي ووارثي ووزيريفبذلك ورثت بن عمي دون عمي)
اقول:
قبل ان نناقش السند لابد ان نلفت نظر القارئ الكريم الى ان الالباني نفى ان يوجد لهذا الحديث متابعات الا ما ذكره هو وضعفها حسب مزاجه . فياترى لماذا اعرض الالباني عن هذا الحديث فلم يذكره في تحقيقاته؟!!!
ساجعل الجواب في حوزة القارئ الكريم.............
رجال الحديث:
1) الفضل بن سهل بن إبراهيم الأعرج ، أبو العباس ، الخراسانى ثم البغدادى الرام
وهو من رواة البخاري ومسلم وترجمته باختصار عند الذهبي : كان ذكيا يحفظ وعند ابن حجر صدوق
2) عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلى ، أبو عثمان الصفار البصرى ، مولى عزرة بن ثابت الأنصارى
وهو من رواة البخاري ومسلم
رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت ، و ربما وهم ، قال ابن معين : أنكرناه فى صفر سنة تسع عشرة
رتبته عند الذهبي : الحافظ ، و كان ثبت فى أحكام الجرح و التعديل
3) ابو عوانة : وهو الوضاح بن عبد الله اليشكرى أبو عوانة الواسطى البزاز ، مولى يزيد بن عطاء بن يزيد اليشكرى ، و يقال الكندى ( مشهور بكنيته )
وهو من رواة البخاري ومسلم متفق على توثيقه
ابن حجر : ثقة ثبت
الذهبي : الحافظ ، ثقة متقن لكتابه
4) عثمان بن المغيرة الثقفى مولاهم ، أبو المغيرة الكوفى الأعشى ، و هو عثمان بن أبى زرعة ، مولى أبى عقيل الثقفى
وهو من رواة البخاري وثقه ابن حجر والذهبي
جاء في تهذيب الكمال للمزي19-489:
(و قال أحمد بن أبى خيثمة : سئل يحيى بن معين عن عثمان بن المغيرة ، فقال : هو
عثمان بن أبى زرعة الثقفى ، و هو ثقة .
و قال أبو حاتم ، و النسائى : ثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
و قال عبد الغنى بن سعيد المصرى فيه نحو ما قال أحمد ، و زاد : و هو أعشى ثقيف
.
روى له الجماعة سوى مسلم . اهـ .))
وكذلك :( قال الحافظ في تهذيب التهذيب 7 / 156 :
و وثقه العجلى ، و ابن نمير .) اهـ .
5) أبو صادق الأزدى ، الكوفى ، قيل اسمه مسلم بن يزيد و قيل عبد الله بن ناجد ( أخو ربيعة بن ناجد )
قال عنه ابن حجر ثقة
ووثقه الذهبي.
قال المزي في التهذيب33-412: (قال المزى :
قال يعقوب بن شيبة : ثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
و قال عبد الرحمن بن أبى حاتم : سألت أبى عنه ، فقال : هو بابة أبى البخترى الطائى كلاهما روى عن على و لم يسمع منه ، و أبو صادق مستقيم الحديث .)
6) ربيعة بن ناجد الكوفى الأزدى ، و يقال الأسدى
7) وهو من كبار التابعين وثقه ابن حجر وذكره ابن حبان ف الثقات
(قال الحافظ في تهذيب التهذيب 3 / 264 :
و قال العجلى : كوفى تابعى ثقة)
قال المزي في التهذيب9 – 146-147 : (و قال المزى :
ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
روى له النسائى فى " الخصائص " حديثا ، و ابن ماجة آخر ، و قد وقعا لنا بعلو .
أخبرنا أبو الفرج بن قدامة و أبو الحسن ابن البخارى المقدسيان ، و أبو الغنائم ابن علان ، و أحمد بن شيبان ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو على بن المذهب ، قال : أخبرنا أبو بكر ابن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثنى أبى ، قال : حدثنا عفان ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عثمان بن المغيرة ، عن أبى صادق ، عن ربيعة بن ناجد ، عن على ، قال : جمع رسول الله أو دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى عبد المطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة و يشرب الفرق ، قال : فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتى شبعوا و بقى الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا و بقى الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب ، فقال : يا بنى عبد المطلب ، إنى بعثت إليكم خاصة و إلى الناس عامة ، و قد رأيتم من هذه الآية
ما رأيتم ، فأيكم يبايعنى على أن يكون أخى و صاحبى ؟ قال : فلم يقم إليه أحد . قال : فقمت إليه و كنت أصغر القوم ، قال : اجلس . ثم قال ثلاث مرات ، كل ذلك أقوم إليه فيقول : اجلس ، حتى كان فى الثالثة ضرب بيده على يدى .
رواه النسائى ، عن الفضل بن سهل الأعرج ، عن عفان ، فوقع لنا بدلا عاليا .)
اقول : في كلام المزي التفاتتان
الاولى: انه ايد هذا السند واعتبره سندا عاليا لا مغمزة فيه
الثانية : لم يستسغ المزي ان يكمل الحديث الذي يقول فيه النبي لعلي انت اخي وصاحبي...الخ فقطع الحديث وقال رواه النسائي. كان في لسانه حساسية من اسم علي وفضائله؟!!!
قلت :
بعد هذا السند الثالث للحديث والذي رواه النسائي هل بقي للالباني او غيره مجال للانكار؟ بحيث قالوا ان كل ما روي في اخوة علي باطل؟
فلماذا يا محدث العصر الاول وفلتة الدهر انفلتت منك الاحاديث هكذا فلم تخرجها؟
ولماذا ضعفت حسب هواك ام انه الحقد الاعمى على علي صلوات الله عليه؟
وبقي تساؤل بخصوص حديث النسائي علمنا ان كل رواته ثقات فلماذا يطعنون بهذا الحديث لعلهم طعنوا به لانه مروي عن علي بن ابي طالب نفسه اذ لا يوجد في سنده من يطعن به الا من قال عنه ابن تيمية وطعن كثير من الصحابة بعلي
فلا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
ارجو ان لا تنسوني ووالدي واهلي من الدعاء
ودمتم في رعاية الكريم
خادمكم المخلص
مرتضى الحسون
12 شوال 1433
31/8/2012