المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لكَ " ياحسينُ " مِن السماء قرارُ


سراج الربيعي
01-09-2012, 12:26 AM
لكَ يا " حسينُ " مِن السماءِ قرارُ



الدهرُ يفتِكُ أمْ هيَ الأشفارُ = أين َ المعالمُ ياترى والدّارُ ؟


مالي حزينٌ والضّباعُ سعيدةٌ = يادهرُ كلاّ لاتقُلْ سُمّارُ


الطيفُ لايأتي بيومِ سعادتي = والأمنياتُ طريقُها إعصارُ


في القلبِ يبقى حبُّهُمْ مُتأصّلاً = مُتألّماً إذْ تنزلُ الأقدارُ


الابتسامةُ فوق ثغري جمرةٌ = ياثغرُ هلْ في بسمتي اضمارُ ؟


ذكرى الأحبةِ يملأُ الدُّنيا أسىً = غدرُ الزمانِ أَم الردى غَدّْارُ


أينَ البشاشةُ .. أينَ زهرُ ربيعِنا ؟ = دوحُ الأحبةِ بلقعٌ مقفارُ


أين الدّواوينُ التي كُتِبَتْ لنا ؟ = في التُّرْبِ خبأَ سُرَّهُ السِّمْسارُ


أين الغصونُ الحاملاتِ لزَهْرِنا = فلقدْ بَكَتْ مِن بعدِها الأطيارُ


سُحبُ السّما فوق الغصونِ تبعثرتْ = فتسابقي بالحزنِ يا أزهارُ


الفاجعاتُ النازلاتُ محطّتي = وأنا لأقدارِ الرّدى صبّارُ


الدهرُ يرمينا ... يُرينا صَبرَنا = يادهرُ أشهدُ ... أنّكَ الجزارُ


فارحمْ غريباً أنت تعلمُ صبرَهُ = حُزني عليهمْ سرمديٌّ نارُ


للدهرِ ألفُ حكايةٍ وروايةٍ = منها افتِجاعٌ ... بعضُهُا انذارُ


متعجّبا مِن غدرِهِ هذا الرّدى = لو خُضتُ فيهِ ستبتدي الأخطارُ


أو صِرْتُ ليثاً كي أُقاتلَ ظلَّهُ = في اللانهايةِ تعجُزُ الأعمارُ


الموتُ يعدو خلفَنا متوعّداً = لا البحرُ يوقِفُهُ ولا الأسوارُ


الموتُ سرٌّ خالدٌ مُتأهبٌ = مافرَّ مِنْ فتكاتِهِ المغوارُ


إنْ كانت الدّنيا محطةَ مؤمنٍ = تكفيهِ مِنْ بعدِ الدُّنا أشبارُ


مازِلْتُ ألحُظُهُ وأحفَظُ غدرَهُ = يومُ الفجيعةِ في الورى دَوّارُ


مَنْ حازَ فعْلَ الخيرِ يرفُضُ ضِدَّهُ = لمْ يستوِ الأخيارُ والأشرارُ


الطفُّ مأوى العاشقينَ جميعُهُمْ = كهفٌ لهُمْ ... وبوسطِهِ الأقمارُ


والدُّرُ فيهِ أنّهُ مُتنوّعٌ = متزايدٌ ... هُوَ عسْجدٌ ونضارُ


لنْ تنضَبَ الخيرات ُ فوقَ ربوعِهِ = إنَّ الطفوفَ إلى الجنانِ منارُ


بابُ النجاةِ سفينةٌ في كربلا = رُكابُها هُمْ شيعةٌ أحرارُ


ولِكمْ يسيرُ الناسُ صَوْبَ وجودِها = زحْفاً تسارَعَ نحوها الثّوارُ


مَهْما انتظرْنا سوف يأتي دورُنا = فيها ، كَما يتنافسُ الأخيارُ


لمْ تنتهِ الكلماتُ لكن ْ قصّتي = بدأتْ ، فلَمْ تتوقفُ الأشعارُ


أنا دمعةُ الباكي إذا ما أسْجَمَتْ = وإذا بكيتُ فإنّني الأمطارُ


وإذا مَرِرْتُ على الطلولِ فعاذرٌ = أنْ لايكونَ على الطلولِ نهارُ


وكذا اليتيمُ إذا أقامَ بليلِها = بَكَتِ السّماءُ وأنّتِ الأحجارُ


سقطَ اللّجامُ كما سقطتُ على الثرى = وبدونِهِ يستأسِدُ الخوّارُ


وكذا الليوثُ تموتُ جوعاً في الفلا = لو غابتِ الأنيابُ والأظفارُ


في كلِّ يومٍ للنوائبِ قصّةٌ = في سيفِها وبرُمحِها أخبارُ


جُثثٌ مقطّعةُ الوريدِ مِن القفا = كيلا يُلِّمَّ بدِيْنِهِمْ أخطارُ


نحرُ الحسينِ وحولُهُ أنصارُهُ = ويهابُ مِن أسمائهم جبارُ


ولهُمْ وإنْ سارتْ ضعونُ محمّدٍ = فوق الطفوفِ منازلٌ ومزارُ


لهفي عليهم والكماةُ على الثرى = أفتهْجعون وقد مضى الأطهارُ ؟


بيني وبين النائحاتِ ثوابتٌ = قلبي بها يعدو أم ِ الأكوارُ


ولكلِّ عينٍ مدْمَعٌ في كربلا = ولكلِّ قلبٍ جمرةٌ أو نارُ


فالحزنُ يأخُذُ مِن دموعي جذوةً = حتى كأنّ مدامعي مجمارُ


أسفي على سبط الهُدى فوق الثرى = قدْ قطّعتهُ قواضبٌ و شِفارُ


بأبي وبي وبصاحبي وعشيرتي = فالدمعُ مِن بعد الحسينِ غزارُ


حيثُ الطيورُ لهُنَّ نوحٌ في السّما = فيهِ لأرباب ِ العقولِ شعارُ


انظر إلى منهاجِ كلِّ موّحِدٍ = أسواهُ كانَ عزاؤه استمرارُ


سبطٌ النبيّ المصطفى وحبيبُهُ = أضحتْ مفجّعةً لهُ الأمصارُ


مهما كتبتُ لهُ الرثاءُ يقولُ لي = مالطّفُ إلاّ دمعةٌ ومَسارُ


كالبدرِ إلا أنّهُ فوق الثرى = لاينجلي أو يعتريهِ غبار


جسدٌ حواليهِ اللئامُ ، ورأسهُ = قمرٌ ، وهيبةُ مُرْسَلٍ ، ونِجارُ


ابنُ الهُداةِ رقى السماءَ بعزمِهِ = كالرُّسلِ لمْ تلحق ْ بهِ الكُفّارُ


وأتتْ جموعُ الأنبياءِ لكربلا = وتناوبتْ في حُزنِها الأخيارُ


وَدَنَتْ عزيزةُ حيدرٍ مذهولةً = فكراً تُحارُ بوصفهِ الأفكارُ


وبكَ استغاثَ بنو النبيِّ جميعُهم = عند المصائبِ كهفَهم ليُجاروا


وبكَ اغتدى في الأسرِ رحلُكَ سائلاً = أهلَ الكساءِ ودمعُهُمْ مدرارُ


يامهبطَ الرُّسلِ الكرامِ وقائدَ الـ = صَّحْبِ الـكُماةِ ومَن له ُالإيثارُ


كمْ تستجير ُ الثاكلاتُ وتشتكي = ظُلماً تنوءُ بحملِهِ الأدهارُ


فمنِ المعيلُ لثاكلٍ ولطفلةٍ = حين استبدّ بأسرِها الغدّارُ


ياابن النبيِّ فجَعتَ كلَّ مًوَحّدٍ = هيهاتَ تُكْحَلُ بعدَكَ الأبصارُ


وغدتْ لك السّبعُ الشدادُ مآتماً = فالكلُّ منها بالعزا دوّارُ


والطّيرُ ناحتْ في الهوا مثكولةً = والجنُّ والأشجارُ والأحجارُ


والرُّكنُ حنَّ إلى ثراكَ مُقبّلاً = وببابِ قبرِكَ طأطأَ الإكبارُ


والصُّبحُ أدْجى واخْتَفَتْ شمسُ الضُحى = بعد الشروقِ وما بها ابهارُ


وتلوتَ مِن سِورِ الكتابِ مُذكّرَ الـ = قومِ اللئامِ كما يشَا القهّارُ


وبكَ استجارَ اللهَ قِسٌّ حينما = سألَ الأمانَ فحفّهُ استغفارُ


نورٌ وأفلاكُ السماءِ قفارُ = مِنْ أصلِ نورِكَ مُشرقٌ ونهارُ


والليلُ إبداعُ السماءِ بنورِهِ = تحيا النجومُ وتطلعُ الأقمارُ


متجاوزَ الأضدادِ كنهُ وجودهِ = نورٌ ، وروضُ ترابِهِ مِعطارُ


والكلُّ معفورُ الجبينِ ببابِهِ = تهوي الملوكُ ويسجدُ الأبرارُ


يتحسّسُ التاريخُ عند ضريحِهِ = ثأراً ، كما يتشوّقُ الثُّوارُ


جانبْتَ نهجَ الظالمينَ وإنّهُ = بالزّيفِ يكتبُ فكرَهُ الأشرارُ


وحفظتَ نهج َالطاهرين َ إذا انزوى = عنكَ المُعينُ ، وَقلّتِ الأنصارُ


ورأيتَ فكرَ الدينِ يُطمسُ في الورى = في حين يعلو دفتيهِ نِضارُ


فوهبتَ نحرَكَ للرسالةِ شامخاً = تأتي الجموعُ إليهِ والأطهارُ


ومزيَّةُ الشُّهداء أنّ عطائهم = دُرَرٌ ، وأنَّ حياتَهُمْ إيثارُ


نهجٌ وَضَعْتَ بساعديكَ ولمْ يقفْ = وتمسّكت ْ بإصولِهِ الأحرارُ


أنتَ الذي سجدَ الزمانُ لذِكرهِ = وتعبّدتْ بجنانِهِ الزّوارُ


وملائكٌ تُنجي المُحبَّ مِن اللظى = هيهات ! ما للزائرين النارُ


وهل انحنى مجدُ الشموخِ لظالِمٍ = وعليكَ مِن نورِ الإلهِ إزارُ


شيّدتَ مجداً بالإباءِ وبالدّما = فكأنّهُ الجنّاتُ لا الأحجارُ


تهبُ الجميعَ عزيمةً ثوريةً = لكَ يا " حسينُ " مِن السماءِ قرارُ


ياقائدَ الأحرارِ حينَ يُصِيبُهمْ = ضيمٌ ، وحين تُحَدِّقُ الأخطارُ


فلقد ْ وضعتَ الشّمسَ في هذا الدُّجى = ليشّعَ مِن أرض الطفوفِ نهارُ


وكذا الكواكبُ ترتجي شمسَ الدُّنا = حتى تُزاحُ بليلها الأستارُ


فَمَضَتْ تُنيرُ مشارقاً ومغارباً = هيهاتَ في شمس ِ الضُّحى أوضار ُ


مازالَ سحرُ الكونِ تيّاهاً بها = حتى استمرَّ بها القنا الغدّارُ


وتقوّضتْ للدينِ أقدسُ خيمةٍ = وغدتْ مآتمَ بعدها الأقطارُ


والظّلمُ يربُضُ في البرايا جاثماً = إذْ كانَ بعدَ الطيّبين حصارُ


لمْ تبقَ أرضٌ في الدُّنا مأمونةً = يلهو ويلعبُ فوقها أنفارُ


وغدى ابنُ هندٍ في الشآمِ مُردداً = شعراً بهِ الإجحادُ والإنكارُ


في مجمَعٍ نالَ الطليقُ مرادَهُ = وخلا ، لأولادِ الزّنا المضمارُ


خُطَبٌ مزيّفةٌ كأنَّ حروفَها = مِن كذبِ ما مدَحَ الطّليق ُ غُبارُ


تلكَ الثمانونَ العِجافُ أزالَها = صوتُ الحسينُ ، وذلّها الأنصارُ


سرعانَ ما قصَّ الزمانُ ، ودُوِّنتْ = كُتُبٌ ، وزالتْ طُغمةٌ وشرارُ


فأتى البيانُ لنا بكلِّ فريضةٍ = إنَّ الحسينَ على الردى صبّارُ


قامتْ صروحُ الدّينِ في هذي الدُّنا = كالماءِ تنبتُ حولًهُ الأزهارُ


لي في الطفوفِ قصيدةٌ مكلومةٌ = إنّ البيانَ تحوطُهُ الأشعارُ


فقريضهُ للثاكلاتِ مُصيبةٌ = وحروفُه للثائرين ذمارُ


دمعي على أثري وها أنا ناعيٌ = بينَ العبادِ كأنَّني البحّارُ


أما الحروفُ الباكياتُ أُصولُها = بالنائباتِ فمأتمٌ وحوارُ


حزني تسّحُ له العيونُ وعندهُ = يرثي ويبكي سبطَهُ الكرارُ


أصبحتُ تجبرني العيونُ بدمعِها = والجسمٌ مشبوبُ الحشا أوارُ


فدموعُ عيني فوق خدي جمرةٌ = لا العيدُ يُسْعدني ولا السُّمارُ


فنذرتُ أندُبُهُ بكلِّ صبابةٍ = مُذْ غابَ رحلٌ في الطّفوفِ وساروا


هطلتْ لهُ العبراتْ وهي سخيّةٌ = إنّ العزاءَ بكربلا استمرارُ


ابنُ الرسولِ تلا الكتابَ مُخلّداً = هيهات يذهبُ كالسّرابِ منارُ


ناجيتُ قبرَكَ والجوى لي شاهدٌ = وبكيتُ فقدَكَ والأسى لي جارُ


أقسمتُ لايرتدُّ طرفي حالماً = مُذْ طاحَ بين العسْكرَينِ خِمارُ


وتكشّفتْ فيهِ المدامعُ والنوى = جهراً ليشهدَ سلْبَهُ المختارُ


فاعجبْ لِمَنْ رضعَ الرسالةَ صدرُهُ = تعلوهُ مِن بعدِ الظما أشرارُ


إنّ الطفوفَ مآتمٌ ومواعظٌ = إنْ شئتُمُ أنْ لايسودَ العارُ


جُمعتْ به أسمى الكُماةْ ورفرفتْ = تلكَ النفوسُ وفازت الأنصارُ


فعليكَ صلّى يابن طه في الورى = الرسلُ والأملاكُ والأخيارُ


فلقد نظمتُ من القصيدِ قليلِهِ = إنّ اليراعَ يسودُهُ الإفقارُ


فاقبلْ مِن العبدِ الفقيرِ نضيدَهُ = في أن يكونَ قصيده استغفارُ


ولهُ بعطفِكُمُ شفاعةُ مُذنبٍ = وعلى الصراط غداً اليهِ يُشارُ


أنت ابنُ طه المصطفى والمرتضى = ولَكُمْ يعودُ العبدُ والأحرارُ


أبو حسين الربيعي 9/6/2011 – دبي

فضّه
01-09-2012, 12:46 AM
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


احسنت واجدت اخي الربيعي ابيات ولائيه نضحت بلوعة الغريب

نسال الله لنا ولكم حسن العاقبه


موفقن لكل خير

قوافي الأيثار
01-09-2012, 01:36 AM
طوبى لنا بشاعر كربلائي
........طوبى لنا بمنشد في الحسين عليه السلام شعر البطولة والإباء
جزاك الله عن محبي الحسين عليه السلام خيرا
واطال الله في عمركم استاذي العزيز

الناقد
01-09-2012, 09:08 PM
لهفي عليهم والكماةُ على الثرى = أفتهْجعون وقد مضى الأطهارُ ؟
بيني وبين النائحاتِ ثوابتٌ = قلبي بها يعدو أم ِ الأكوارُ
ولكلِّ عينٍ مدْمَعٌ في كربلا = ولكلِّ قلبٍ جمرةٌ أو نارُ

الله عليك يا شاعرنا الكريم...
قصيدة رائعة كأنها إحدى ملاحم الشموخ ...
أطرت بها هذا الحب الصادق لأهل البيت عليهم السلام
دمت بهذا الولاء ... ود وتقدير عميق

احمد آل مسيلم
01-09-2012, 09:24 PM
أنار الله قلبك ..كما أنرت قلوبنا بهذه القصيدة العصماء
ودي
أحمد ال مسيلم (الناقد)

سراج الربيعي
02-09-2012, 09:51 AM
الأخت الجليلة فضة

رحم الله والديكم وقضى الله حوائجكم للدنيا والآخرة

سراج الربيعي
02-09-2012, 09:52 AM
الأخ والأديب الفذ الناقد

وفقك الله ويسر أمورك ورزقك زيارة وشفاعة المولي أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام

تحياتي لكم

سراج الربيعي
02-09-2012, 09:52 AM
الأخ العزيز أبو محمد

مرورك يسعدني ويسرني وبصمتك هذه شرف لي

دعواتي الخالصة لك

سراج الربيعي
02-09-2012, 09:55 AM
الأديب الناقد العزيز أحمد آل مسيلم

رحم الله والديكم أيها الموالي الكريم

وفقك الله لمراضيه وجنّبك معاصيه

لك كل الود والتقدير