واثق الشمري
01-09-2012, 09:13 AM
توضيح الصواب في كتاب فصل الخطاب
إنّ كثيراً من المخالفين لاسيما الذين يشنعون ضد مذهب أهل البيت ع استندوا في إتّهام الشيعة بالتحريف إلى كتاب فصل الخطاب للمحدّث النوري ( قدس )، وهذا يحتاج منا أن نوضح هذه الشبهة من ناحية إن هذا الكتاب هل هو معتبر أم لا ؟ ومن ناحية ما كان مراده من هذا الكتاب ؟ وهل الشبهة وقعت في العنوان أم أن الشبهة واقعة في نفس الكتاب ؟ فنبدأ مستعينين بالله .
إن هذا الكتاب أُسِّس على أساس الدفاع عن القران وليس على أساس تحريف القران حيث اثبت فيه المحدث النوري "قدس" عدم التحريف ، أما بالنسبة إلى تهريج القوم فحدث و لاحرج المهم : قال المحقّق الطهراني ، تلميذ المحدث النوري مايلي فقد جاء في الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 16 - ص 231 – 232ط دار الأضواء - بيروت – لبنان ط3 . قال :
( الفصل الخطاب في تحريف الكتاب ) لشيخنا الحاج ميرزا حسين النوري الطبرستاني ابن المولى محمد تقي بن الميرزا على محمد النوري المولود في يالو من قرى نور طبرستان في 1254 المتوفى في العشرين بعد الألف والثلاثماية ، ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الأخرى ، ودفن في يومه بالإيوان الثالث عن يمين الداخل من باب القبلة إلى الصحن المرتضوي .
" أثبت فيه عدم التحريف بالزيادة والتغيير والتبديل وغيرها ، مما تحقق ووقع في غير القرآن ، ولو بكلمة واحدة ، لا نعلم مكانها ، واختار في خصوص ما عدى آيات الأحكام وقوع تنقيص عن الجامعين ، بحيث لا نعلم عين المنقوص المذخور عند أهله ، بل يعلم إجمالا من الأخبار التي ذكرها في الكتاب مفصلا ، ثبوت النقص فقط . !
ويمضي قائلا : ورد عليه الشيخ محمود الطهراني الشهير بالمعرب ، برسالة سماها ( كشف الارتياب عن تحريف الكتاب ) فلما بلغ ذلك الشيخ النوري كتب رسالة فارسية مفردة في الجواب عن شبهات ( كشف الارتياب ) كما مر في 10 : 220 وكان ذلك بعد طبع ( فصل الخطاب ) ونشره فكان شيخنا يقول : لا أرضى عمن يطالع ( فصل الخطاب ) ويترك النظر إلى تلك الرسالة !
ويستمر بالقول : ذكر في أول الرسالة الجوابية ما معناه : إن الاعتراض مبنى عل المغالطة في لفظ التحريف ، فإنه ليس مرادي من التحريف التغيير والبديل ، بل خصوص الإسقاط لبعض المنزل المحفوظ عند أهله ، وليس مرادي من الكتاب القرآن الموجود بين الدفتين ، فإنه باق على الحالة التي وضع بين الدفتين في عصر عثمان ، لم يلحقه زيادة ولا نقصان ، بل المراد الكتاب الإلهي المنزل ! وسمعت عنه شفاها يقول : انى أثبت في هذا الكتاب أن هذا الموجود المجموع بين الدفتين كذلك باق على ما كان عليه في أول جمعه كذلك في عصر عثمان ، ولم يطرأ عليه تغيير وتبديل كما وقع على سائر الكتب السماوية ، فكان حريا بان يسمى ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) فتسميته بهذا الاسم الذي يحمله الناس على خلاف مرادي خطأ في التسمية ! لكني لم أرد ما يحملوه عليه ، بل مرادي إسقاط بعض الوحي المنزل الإلهي ، وان شئت قلت اسمه ( القول الفاصل في إسقاط بعض الوحي النازل ) وطبع ( فصل الخطاب ) بطهران .انتهى
قلت وكلامه واضح حيث الشبهة وقعت من خلال العنوان الذي وضعه لمؤلَفه ، وإلا لماذا قال وكان حريا أن يسمى ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) ؟ وأما عبارة " بل المراد الكتاب الإلهي المنزل " أي مراد الله تعالى من التشريعات التي لم تتحقق فان عدم تطبيق الأحكام بصورة صحيحة هي أيضا واقعة في جملة تحريف القران وهو أمر واضح ، فالجواب أن هذا الكتاب كُتب للدفاع عن القران فتأمل .
ويقول اقا بزرك الطهراني في تقديم مستدرك الوسائل في المقدمة ، حيث جاء في مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 1 - هامش ص 50ط 1987 م ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - بيروت – لبنان ط1 محققة . ذكرنا في حرف الفاء من ( الذريعة ) - عند ذكرنا لهذا الكتاب - مرام شيخنا النوري في تأليفه لفصل الخطاب وذلك حسبما شافهنا به وسمعناه من لسانه في أواخر أيامه فإنه كان يقول : أخطأت في تسمية الكتاب وكان الأجدر أن يسمى ب ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) لأني أثبتّ فيه أن كتاب الإسلام ( القرآن الشريف ) الموجود بين الدفتين المنتشر في بقاع العالم - وحي الهي بجميع سوره وآياته وجمله لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل ولا زيادة ولا نقصان من لدن جمعه حتى اليوم وقد وصل إلينا المجموع الأولي بالتواتر القطعي ولا شك لأحد من الإمامية فيه فبعد ذا امن الإنصاف أن يقاس الموصوف بهذه الأوصاف - بالعهدين أو الأناجيل المعلومة أحوالها لدى كل خبير كما أني أهملت التصريح بمرامي في مواضع متعددة من الكتاب حتى لا تسدد نحوي سهام العتاب والملامة بل صرحت غفلة بخلافه وإنما اكتفيت بالتلميح إلى مرامي في ص 22 إذ المهم حصول اليقين بعدم وجود بقية للمجموع بين الدفتين كما نقلنا هذا العنوان عن الشيخ المفيد في ص 26 واليقين بعدم البقية موقوف على دفع الاحتمالات العقلائية الستة المستلزم بقاء أحدها في الذهب لارتفاع اليقين بعدم البقية وقد أوكلت المحاكمة في بقاء أحد الاحتمالات أو انتفائه إلى من يمعن النظر فيما أدرجته في الكتاب من القرائن والمؤيدات فان أنقدح في ذهنه احتمال البقية فلا يدعي جزافا القطع واليقين بعدمها وإن لم ينقدح فهو على يقين و ( ليس وراء عبادان قرية ) كما يقول المثل السائر ولا يترتب على حصول هذا اليقين ولا على عدمه حكم شرعي فلا اعتراض لاحدى الطائفتين على الأخرى . هذا ما سمعناه من قول شيخنا نفسه وأما عمله فقد رأيناه وهو لا يقيم لما ورد في مضامين الأخبار وزنا بل يراها أخبار آحاد لا تثبت بها القرآنية بل يضرب بخصوصياتها عرض الجدار سيرة السلف الصالح من أكابر الإمامية كالسيد المرتضى ، والشيخ الطوسي ، وأمين الإسلام الطبرسي وغيرهم ، ولم يكن - العياذ بالله - يلصق شيئا منها بكرامة القرآن وان الصق ذلك بكرامة شيخنا عصره والوحيد في فنه ولم يكن جاهلا بأحوال تلك الأحاديث - كما ادعاه بعض المعاصرين - حتى يعترض عليه بأن كثيرا من رواة هذه الأحاديث ممن لا يعمل بروايته . فان شيخنا لم يورد هذه الأخبار للعمل بمضامينها بل للقصد الذي أشرنا إليه ولنا في ( هامش الذريعة ) تعليقة مبسوطة حول المبحث المعنون مسامحة بالتحريف وهي في هامش ج 3 ص 313 - 314 وأخرى في ج 10 هامش ص 78 - 79 ففيهما ما لا غنى للباحث عن الوقوف عليه والله من وراء القصد .
وقد كتب أرباب العلم في الردّ عليه ونقض كتابه بأقسى كلمات ، وأعنف تعابير ، وممّن كتب في الردّ عليه من معاصريه الفقيه الشيخ محمود ابن أبي القاسم الشهير بالمعرب الطهراني ، المتوفى أوائل العشر الثاني بعد الثلاثمائة كتبه ردا على " فصل الخطاب " لشيخنا النوري ، فلما عرض على الشيخ النوري كتاب ( كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب ) كتب رسالة مفردة في الجواب عن شبهاته ، وكان يوصى كل من كان عنده نسخة من " فصل الخطاب " بضم هذه الرسالة إليها ، حيث أنها بمنزلة المتممات له .
وممن صنف في الإمامية في رد شبهة التحريف العالم الرئيس السيد محمد حسين الشهرستاني ، فإنه صنف في ذلك كتابا اسماه ( رسالة في حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف ) وقال فيه على ما حكي عنه ، بعد رد ما في فصل الخطاب من الشبهات : لا شبهة في أن هذا القرآن الموجود بين الدفتين منزل على رسول الله صلى الله عليه وآله للإعجاز للتسالم على نفى زيادة الآية والسورة فيها ، والشك إنما هو في نزول ما عداه إعجازا والأصل عدمه .
وهكذا كتب في الردّ عليه كلّ من كتب في شؤون القرآن فقد جاء في تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - ص 16 – 17ط 1966 م ط3 .
وأن صاحب فصل الخطاب من المحدثين المكثرين المجدين في التتبع للشواذ وإنه ليعد أمثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالته المنشودة ومع ذلك قال إنه لم يجد لهذا المنقول أثرا في كتب الشيعة . فيا للعجب من صاحب دبستان المذاهب من أين جاء بنسبة هذه الدعوى إلى الشيعة . وفي أي كتاب لهم وجدها ، أفهكذا يكون النقل في الكتب ولكن لا عجب ( شنشة أعرفها من أخزم ) فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب كما في كتاب الملل للشهرستاني ابن خلدون وغير ذلك مما كتبه بعض الناس في هذه السنين والله المستعان .
وجاء أيضا في الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 24 - ص 278ط دار الأضواء - بيروت – لبنان ط2 .( النقد اللطيف في نفى التحريف عن القرآن الشريف ) لمؤلف الذريعة الفاني آقا بزرگ الطهراني كتبناه دفاعا عن شيخنا النوري في كتابه " فصل الخطاب في تحريف الكتاب " 16 : 231 - 232 وتوضيحا للرد الذي كتبه النوري 10 : 220 على " كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب "
وقد كتب صاحب الذريعة رسالة حاول فيها تأويل ما عرف عن شيخه المحدّث النوري من القول بتحريف الكتاب ، وقدّمه للشيخ محمد الحسين آل كاشف ، يطلب رأيه في الكتاب فقرّظه الشيخ ، ورجّح فيه عدم نشره ، ومن ثمّ لم يطبعها امتثالاً لأمره فقد جاء ايضا في الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 24 - هامش ص 278ط دار الأضواء - بيروت – لبنان ط2
هذا وقد جاء في ص 45 - 46 من كتاب " شيخ الباحثين آغا بزرگ الطهراني " تأليف عبد الرحيم محمد علي الذي نشره في تأبين الشيخ يوم الأربعين من وفاته نص التقريظ الذي كتبه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء على هذا الكتاب ورجح فيه عدم نشره .
وأخيرا لو قرأتم كتاب فصل الخطاب لوجدتم خمسين بالمائة من رواياته من أهل السنة أو أكثر من خمسين بالمائة .
وأخيرا أقول : كنت اردد كثيرا في لقاءاتي التلفزيونية على حذف مسالة تحريف القران من قاموس الخلافيات حفاظا على البيضة العامة للإسلام ، وكنت أُصر على ذلك ، وأيضا قلت إن الإصرار على أن الشيعة محرفون للقران سيجعلنا مما نضطر إلى كشف الأوراق التي تثبت إن المخالف هو محرف للقران ، وهذا الأمر الذي جعلني أن أؤلف كتابا وهو منشور الآن عنوانه " الفرقان في إثبات قول المخالف بتحريف القران " وسأذكر بعض النصوص القائلة بالتحريف صراحة
فقد جاء في الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي - ج 2 - ص 264 ط1 ط 1981 م
6183 - القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه ( 2 ) . 6184 - القرآن ألف ألف حرف ، وسبعة وعشرون ألف حرف : فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين. أي مليون حرف والقران لايساوي ثلث ذلك !
وفي الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج 1 - ص 190ط 1996م ط1 .
وأخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب مرفوعا القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين رجاله ثقات.
وفي مجمع الزوائد - الهيثمي - ج 7 - ص 163 دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة ..فهرست باب منه في فضله . ط سنة . 1988 م .
وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين . رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد ابن عبيد بن آدم بن أبي إياس ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث ولم أجد لغيره في ذلك كلاما ، وبقية رجاله ثقات .
مع أن القران لايساوي ثلث ذلك !
وفي الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج 1 - ص 178 ط لبنان - دار الفكر.
وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين وفي مصحف أبي ست عشرة لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع .
قلت : هل توجد أكثر صراحة من هذا التحريف ؟ فهل يكفر العرعور وأتباعه من النواصب ابن مسعود أو أُبي بن كعب ؟!
واخرج الطبري في تفسيره جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 13 - ص 202ط 1995 م ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان .
بسند صحيح شهد بصحته ابن حجر العسقلاني عن عكرمة عن ابن عباس انه كان يقراها أي يقرئ آية أفلم ييأس الذين امنوا انه كان يقرئها أفلم يتبين الذين امنوا قال ابن عباس كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس .
أقول قصد ابن عباس أن كاتب المصحف بدل من أن يكتب الآية كما انزلها الله هكذا أفلم يتبين الذين امنوا كتبها خطأ هكذا أفلم ييأس الذين امنوا وهذا الخطأ هو الموجود في مصاحف المسلمين اليوم والسبب في خطأ الكاتب وتحريفه للمصحف في نظر ابن عباس إن الكاتب كتب الآية وهو ناعس ! وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج 1 - ص 541 ط 1996م ط لبنان - دار الفكر ط 1 ، حديث رقم 3498 ، وما أخرجه ابن الأنبا ري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا فقيل له إنها في المصحف ( أفلم ييأس ) فقال أظن الكاتب كتبها وهو ناعس ! وكذلك ذكره القرطبي في معرض الأقوال في تفسير القرطبي - القرطبي - ج 9 - ص 320 ط دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان،مؤسسة التاريخ العربي ،ط1985 م .
قلت والكلام طويل في هذا المجال والروايات صريحة في أن الخطأ الواقع في القران موجود إلى يومنا بسبب كاتب الآية وهو ناعس وعلى حسب هذه الروايات فمن ذا يقول بتحريف القران صراحة ؟! أفتونا آجركم الله . ولو أردت أن أناقش كل المسائل بالتحريف ونقل أقوال علمائهم الذين قالوا بالتحريف صراحة لاستلزم منا أن ننقل كتابا كاملا في ذلك إنما اقتصرت على ذكر بعض النماذج وليرى النواصب من هم الذين يعتنقون مذهب التحريف صراحة ، والحمد لله رب العاملين
واثق الشمري
Alshaikh_alshimary***********
إنّ كثيراً من المخالفين لاسيما الذين يشنعون ضد مذهب أهل البيت ع استندوا في إتّهام الشيعة بالتحريف إلى كتاب فصل الخطاب للمحدّث النوري ( قدس )، وهذا يحتاج منا أن نوضح هذه الشبهة من ناحية إن هذا الكتاب هل هو معتبر أم لا ؟ ومن ناحية ما كان مراده من هذا الكتاب ؟ وهل الشبهة وقعت في العنوان أم أن الشبهة واقعة في نفس الكتاب ؟ فنبدأ مستعينين بالله .
إن هذا الكتاب أُسِّس على أساس الدفاع عن القران وليس على أساس تحريف القران حيث اثبت فيه المحدث النوري "قدس" عدم التحريف ، أما بالنسبة إلى تهريج القوم فحدث و لاحرج المهم : قال المحقّق الطهراني ، تلميذ المحدث النوري مايلي فقد جاء في الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 16 - ص 231 – 232ط دار الأضواء - بيروت – لبنان ط3 . قال :
( الفصل الخطاب في تحريف الكتاب ) لشيخنا الحاج ميرزا حسين النوري الطبرستاني ابن المولى محمد تقي بن الميرزا على محمد النوري المولود في يالو من قرى نور طبرستان في 1254 المتوفى في العشرين بعد الألف والثلاثماية ، ليلة الأربعاء لثلاث بقين من جمادى الأخرى ، ودفن في يومه بالإيوان الثالث عن يمين الداخل من باب القبلة إلى الصحن المرتضوي .
" أثبت فيه عدم التحريف بالزيادة والتغيير والتبديل وغيرها ، مما تحقق ووقع في غير القرآن ، ولو بكلمة واحدة ، لا نعلم مكانها ، واختار في خصوص ما عدى آيات الأحكام وقوع تنقيص عن الجامعين ، بحيث لا نعلم عين المنقوص المذخور عند أهله ، بل يعلم إجمالا من الأخبار التي ذكرها في الكتاب مفصلا ، ثبوت النقص فقط . !
ويمضي قائلا : ورد عليه الشيخ محمود الطهراني الشهير بالمعرب ، برسالة سماها ( كشف الارتياب عن تحريف الكتاب ) فلما بلغ ذلك الشيخ النوري كتب رسالة فارسية مفردة في الجواب عن شبهات ( كشف الارتياب ) كما مر في 10 : 220 وكان ذلك بعد طبع ( فصل الخطاب ) ونشره فكان شيخنا يقول : لا أرضى عمن يطالع ( فصل الخطاب ) ويترك النظر إلى تلك الرسالة !
ويستمر بالقول : ذكر في أول الرسالة الجوابية ما معناه : إن الاعتراض مبنى عل المغالطة في لفظ التحريف ، فإنه ليس مرادي من التحريف التغيير والبديل ، بل خصوص الإسقاط لبعض المنزل المحفوظ عند أهله ، وليس مرادي من الكتاب القرآن الموجود بين الدفتين ، فإنه باق على الحالة التي وضع بين الدفتين في عصر عثمان ، لم يلحقه زيادة ولا نقصان ، بل المراد الكتاب الإلهي المنزل ! وسمعت عنه شفاها يقول : انى أثبت في هذا الكتاب أن هذا الموجود المجموع بين الدفتين كذلك باق على ما كان عليه في أول جمعه كذلك في عصر عثمان ، ولم يطرأ عليه تغيير وتبديل كما وقع على سائر الكتب السماوية ، فكان حريا بان يسمى ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) فتسميته بهذا الاسم الذي يحمله الناس على خلاف مرادي خطأ في التسمية ! لكني لم أرد ما يحملوه عليه ، بل مرادي إسقاط بعض الوحي المنزل الإلهي ، وان شئت قلت اسمه ( القول الفاصل في إسقاط بعض الوحي النازل ) وطبع ( فصل الخطاب ) بطهران .انتهى
قلت وكلامه واضح حيث الشبهة وقعت من خلال العنوان الذي وضعه لمؤلَفه ، وإلا لماذا قال وكان حريا أن يسمى ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) ؟ وأما عبارة " بل المراد الكتاب الإلهي المنزل " أي مراد الله تعالى من التشريعات التي لم تتحقق فان عدم تطبيق الأحكام بصورة صحيحة هي أيضا واقعة في جملة تحريف القران وهو أمر واضح ، فالجواب أن هذا الكتاب كُتب للدفاع عن القران فتأمل .
ويقول اقا بزرك الطهراني في تقديم مستدرك الوسائل في المقدمة ، حيث جاء في مستدرك الوسائل - الميرزا النوري - ج 1 - هامش ص 50ط 1987 م ط مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - بيروت – لبنان ط1 محققة . ذكرنا في حرف الفاء من ( الذريعة ) - عند ذكرنا لهذا الكتاب - مرام شيخنا النوري في تأليفه لفصل الخطاب وذلك حسبما شافهنا به وسمعناه من لسانه في أواخر أيامه فإنه كان يقول : أخطأت في تسمية الكتاب وكان الأجدر أن يسمى ب ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) لأني أثبتّ فيه أن كتاب الإسلام ( القرآن الشريف ) الموجود بين الدفتين المنتشر في بقاع العالم - وحي الهي بجميع سوره وآياته وجمله لم يطرأ عليه تغيير أو تبديل ولا زيادة ولا نقصان من لدن جمعه حتى اليوم وقد وصل إلينا المجموع الأولي بالتواتر القطعي ولا شك لأحد من الإمامية فيه فبعد ذا امن الإنصاف أن يقاس الموصوف بهذه الأوصاف - بالعهدين أو الأناجيل المعلومة أحوالها لدى كل خبير كما أني أهملت التصريح بمرامي في مواضع متعددة من الكتاب حتى لا تسدد نحوي سهام العتاب والملامة بل صرحت غفلة بخلافه وإنما اكتفيت بالتلميح إلى مرامي في ص 22 إذ المهم حصول اليقين بعدم وجود بقية للمجموع بين الدفتين كما نقلنا هذا العنوان عن الشيخ المفيد في ص 26 واليقين بعدم البقية موقوف على دفع الاحتمالات العقلائية الستة المستلزم بقاء أحدها في الذهب لارتفاع اليقين بعدم البقية وقد أوكلت المحاكمة في بقاء أحد الاحتمالات أو انتفائه إلى من يمعن النظر فيما أدرجته في الكتاب من القرائن والمؤيدات فان أنقدح في ذهنه احتمال البقية فلا يدعي جزافا القطع واليقين بعدمها وإن لم ينقدح فهو على يقين و ( ليس وراء عبادان قرية ) كما يقول المثل السائر ولا يترتب على حصول هذا اليقين ولا على عدمه حكم شرعي فلا اعتراض لاحدى الطائفتين على الأخرى . هذا ما سمعناه من قول شيخنا نفسه وأما عمله فقد رأيناه وهو لا يقيم لما ورد في مضامين الأخبار وزنا بل يراها أخبار آحاد لا تثبت بها القرآنية بل يضرب بخصوصياتها عرض الجدار سيرة السلف الصالح من أكابر الإمامية كالسيد المرتضى ، والشيخ الطوسي ، وأمين الإسلام الطبرسي وغيرهم ، ولم يكن - العياذ بالله - يلصق شيئا منها بكرامة القرآن وان الصق ذلك بكرامة شيخنا عصره والوحيد في فنه ولم يكن جاهلا بأحوال تلك الأحاديث - كما ادعاه بعض المعاصرين - حتى يعترض عليه بأن كثيرا من رواة هذه الأحاديث ممن لا يعمل بروايته . فان شيخنا لم يورد هذه الأخبار للعمل بمضامينها بل للقصد الذي أشرنا إليه ولنا في ( هامش الذريعة ) تعليقة مبسوطة حول المبحث المعنون مسامحة بالتحريف وهي في هامش ج 3 ص 313 - 314 وأخرى في ج 10 هامش ص 78 - 79 ففيهما ما لا غنى للباحث عن الوقوف عليه والله من وراء القصد .
وقد كتب أرباب العلم في الردّ عليه ونقض كتابه بأقسى كلمات ، وأعنف تعابير ، وممّن كتب في الردّ عليه من معاصريه الفقيه الشيخ محمود ابن أبي القاسم الشهير بالمعرب الطهراني ، المتوفى أوائل العشر الثاني بعد الثلاثمائة كتبه ردا على " فصل الخطاب " لشيخنا النوري ، فلما عرض على الشيخ النوري كتاب ( كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب ) كتب رسالة مفردة في الجواب عن شبهاته ، وكان يوصى كل من كان عنده نسخة من " فصل الخطاب " بضم هذه الرسالة إليها ، حيث أنها بمنزلة المتممات له .
وممن صنف في الإمامية في رد شبهة التحريف العالم الرئيس السيد محمد حسين الشهرستاني ، فإنه صنف في ذلك كتابا اسماه ( رسالة في حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف ) وقال فيه على ما حكي عنه ، بعد رد ما في فصل الخطاب من الشبهات : لا شبهة في أن هذا القرآن الموجود بين الدفتين منزل على رسول الله صلى الله عليه وآله للإعجاز للتسالم على نفى زيادة الآية والسورة فيها ، والشك إنما هو في نزول ما عداه إعجازا والأصل عدمه .
وهكذا كتب في الردّ عليه كلّ من كتب في شؤون القرآن فقد جاء في تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - ص 16 – 17ط 1966 م ط3 .
وأن صاحب فصل الخطاب من المحدثين المكثرين المجدين في التتبع للشواذ وإنه ليعد أمثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالته المنشودة ومع ذلك قال إنه لم يجد لهذا المنقول أثرا في كتب الشيعة . فيا للعجب من صاحب دبستان المذاهب من أين جاء بنسبة هذه الدعوى إلى الشيعة . وفي أي كتاب لهم وجدها ، أفهكذا يكون النقل في الكتب ولكن لا عجب ( شنشة أعرفها من أخزم ) فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكاذب كما في كتاب الملل للشهرستاني ابن خلدون وغير ذلك مما كتبه بعض الناس في هذه السنين والله المستعان .
وجاء أيضا في الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 24 - ص 278ط دار الأضواء - بيروت – لبنان ط2 .( النقد اللطيف في نفى التحريف عن القرآن الشريف ) لمؤلف الذريعة الفاني آقا بزرگ الطهراني كتبناه دفاعا عن شيخنا النوري في كتابه " فصل الخطاب في تحريف الكتاب " 16 : 231 - 232 وتوضيحا للرد الذي كتبه النوري 10 : 220 على " كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب "
وقد كتب صاحب الذريعة رسالة حاول فيها تأويل ما عرف عن شيخه المحدّث النوري من القول بتحريف الكتاب ، وقدّمه للشيخ محمد الحسين آل كاشف ، يطلب رأيه في الكتاب فقرّظه الشيخ ، ورجّح فيه عدم نشره ، ومن ثمّ لم يطبعها امتثالاً لأمره فقد جاء ايضا في الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 24 - هامش ص 278ط دار الأضواء - بيروت – لبنان ط2
هذا وقد جاء في ص 45 - 46 من كتاب " شيخ الباحثين آغا بزرگ الطهراني " تأليف عبد الرحيم محمد علي الذي نشره في تأبين الشيخ يوم الأربعين من وفاته نص التقريظ الذي كتبه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء على هذا الكتاب ورجح فيه عدم نشره .
وأخيرا لو قرأتم كتاب فصل الخطاب لوجدتم خمسين بالمائة من رواياته من أهل السنة أو أكثر من خمسين بالمائة .
وأخيرا أقول : كنت اردد كثيرا في لقاءاتي التلفزيونية على حذف مسالة تحريف القران من قاموس الخلافيات حفاظا على البيضة العامة للإسلام ، وكنت أُصر على ذلك ، وأيضا قلت إن الإصرار على أن الشيعة محرفون للقران سيجعلنا مما نضطر إلى كشف الأوراق التي تثبت إن المخالف هو محرف للقران ، وهذا الأمر الذي جعلني أن أؤلف كتابا وهو منشور الآن عنوانه " الفرقان في إثبات قول المخالف بتحريف القران " وسأذكر بعض النصوص القائلة بالتحريف صراحة
فقد جاء في الجامع الصغير - جلال الدين السيوطي - ج 2 - ص 264 ط1 ط 1981 م
6183 - القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه ( 2 ) . 6184 - القرآن ألف ألف حرف ، وسبعة وعشرون ألف حرف : فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين. أي مليون حرف والقران لايساوي ثلث ذلك !
وفي الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج 1 - ص 190ط 1996م ط1 .
وأخرج الطبراني عن عمر بن الخطاب مرفوعا القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين رجاله ثقات.
وفي مجمع الزوائد - الهيثمي - ج 7 - ص 163 دار الكتب العلمية - بيروت – لبنان طبع بإذن خاص من ورثة حسام الدين القدسي مؤسس مكتبة القدسي بالقاهرة ..فهرست باب منه في فضله . ط سنة . 1988 م .
وعن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجة من الحور العين . رواه الطبراني في الأوسط عن شيخه محمد ابن عبيد بن آدم بن أبي إياس ذكره الذهبي في الميزان لهذا الحديث ولم أجد لغيره في ذلك كلاما ، وبقية رجاله ثقات .
مع أن القران لايساوي ثلث ذلك !
وفي الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج 1 - ص 178 ط لبنان - دار الفكر.
وفي مصحف ابن مسعود مائة واثنتا عشرة سورة لأنه لم يكتب المعوذتين وفي مصحف أبي ست عشرة لأنه كتب في آخره سورتي الحفد والخلع .
قلت : هل توجد أكثر صراحة من هذا التحريف ؟ فهل يكفر العرعور وأتباعه من النواصب ابن مسعود أو أُبي بن كعب ؟!
واخرج الطبري في تفسيره جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 13 - ص 202ط 1995 م ط دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت – لبنان .
بسند صحيح شهد بصحته ابن حجر العسقلاني عن عكرمة عن ابن عباس انه كان يقراها أي يقرئ آية أفلم ييأس الذين امنوا انه كان يقرئها أفلم يتبين الذين امنوا قال ابن عباس كتب الكاتب الأخرى وهو ناعس .
أقول قصد ابن عباس أن كاتب المصحف بدل من أن يكتب الآية كما انزلها الله هكذا أفلم يتبين الذين امنوا كتبها خطأ هكذا أفلم ييأس الذين امنوا وهذا الخطأ هو الموجود في مصاحف المسلمين اليوم والسبب في خطأ الكاتب وتحريفه للمصحف في نظر ابن عباس إن الكاتب كتب الآية وهو ناعس ! وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن - السيوطي - ج 1 - ص 541 ط 1996م ط لبنان - دار الفكر ط 1 ، حديث رقم 3498 ، وما أخرجه ابن الأنبا ري من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قرأ أفلم يتبين الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعا فقيل له إنها في المصحف ( أفلم ييأس ) فقال أظن الكاتب كتبها وهو ناعس ! وكذلك ذكره القرطبي في معرض الأقوال في تفسير القرطبي - القرطبي - ج 9 - ص 320 ط دار إحياء التراث العربي - بيروت – لبنان،مؤسسة التاريخ العربي ،ط1985 م .
قلت والكلام طويل في هذا المجال والروايات صريحة في أن الخطأ الواقع في القران موجود إلى يومنا بسبب كاتب الآية وهو ناعس وعلى حسب هذه الروايات فمن ذا يقول بتحريف القران صراحة ؟! أفتونا آجركم الله . ولو أردت أن أناقش كل المسائل بالتحريف ونقل أقوال علمائهم الذين قالوا بالتحريف صراحة لاستلزم منا أن ننقل كتابا كاملا في ذلك إنما اقتصرت على ذكر بعض النماذج وليرى النواصب من هم الذين يعتنقون مذهب التحريف صراحة ، والحمد لله رب العاملين
واثق الشمري
Alshaikh_alshimary***********