المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لي في الطفوف ِ منازلٌ ومشاهدٌ


سراج الربيعي
02-09-2012, 06:23 PM
لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ



بكتِ الحروفُ وحنّتِ الأقلامُ = وأتتْ بسودِ ثيابِها الأعوامُ


وانهَدَّتِ الأطوادُ حُزناً للثرى = ونجومُ هذا الكون ُ والأجرامُ


حتى الأسودُ تكبّلتْ في نوحها = إذْ ليس في شرعِ الأسودِ زمامُ


وأتى الزّمانُ إلى ضريحكَ مُعولاًً = تُشجيهِ مِن وقع ِ الأسى الأيامُ


في كلِّ ثانيةٍ عويل ٌ دائمٌ = مضتِ القلوبُ إليهِ والأقدامُ


لاالعينُ قدْ هجعتْ ولا قلبٌ ثوى = ولّى الرُقادُ وسارتِ الأحلامُ


لاالشّمسُ قدْ بزغتْ ولا قمرٌ أتى = أمّا النهارُ فحزنهُ الإظلامُ


يرنو إليكَ بطرفهِ متكدّراً = هيهاتِ يُسْعِدُ أصغريهِ كلامُ


إنّ الخطوبَ سهامُها في مهجتي = بئسَ الخطوبُ على الفؤادِ سهامُ


حتى الحنينُ لكربلا لا ينقضي = فإلى رباها سارتِ الأفهامُ


فتكدّرَ الإنجيلُ مِن هذا الجوى = واللوحُ والتوراةُ والإسلامُ


وانهدَّ ركنٌ للعبادِ وحاجزٌ = بعدَ الفراقِ ِومنزلٌ وخيامُ


وتوشّحتْ حلل َ السّوادِ مدائنٌ = وبكربلا تتشرفُ الأقوامُ


مِنْ كلِّ مفجوعٍ الفؤادِ وقومِهِ = في سيرهم ْ تتعانقُ الأعلامُ


بين المدائنِ والطفوفِ ونينوى = وعلى رُباها زادتِ الآلامُ


لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ = ومخيّمٌ وتلاوةٌ ومقامُ


وفجائعٌ ومدامعٌ وحوادثٌ = ومصائبٌ ونوائحٌ وكِلامُ


لي في الطفوفِ أئمةٌ لولاهُمُ = ماكانَ مكتملاً لديّ دِعامُ


لا بلدةٌ لولاهُمُ ، وهي التي = سُكنتْ، تروقُ ولا البناءُ يُقامُ


هي جنّةٌ وربوعُها دربُ السّما = وشعارُها الإيثارُ والإقدامُ


حازتْ بتيجانِ الشموخِ بقاعُها = وهل المعالي راحةٌ ومنامُ


هي كعبةٌ وطوافُها سبقَ الدُّنا = إنّ المشاعرَ سنّةٌ وقيامُ


ياكربلاءَ النيّراتِ جباهُهُم = تتعاظمين وتهبطُ الأرقامُ


فمداسُ أرجلهُمْ محجُّ قلوبنا = ونعالُهم للوالهين وسامُ


بكِ للفقيرِ حياةُ عزٍّ لمْ تكنْ = يوماً عليها الذُّلُ والإرغامُ


يمسي ويصبحُ في نعيم ربوعِها = أحرارُ هذا الكونِ والأيتامُ


ومَنِ استبيحَ حقوقهم مِن أجلها = غدراً ، بدربِكِ تُقْطَعُ الأرحامُ


ماذا أصوغُ مِن القريضِ ونثرهِ = قدْ فُتَ لي قلبٌ وهُدَّ قِوامُ


لو كمّموا الأفواهَ ما استاءَ الفتى = أملُ الفتى أن تُرفعَ الأكمامُ


مانثرُ أهلُ العشقِ في شرعِ الهوى = زيفٌ، فقدْ نثروا لكي يلتاموا


عارٌ على أهلُ الحجى أنْ يُشترى = هذا اليراعُ ويُقطعُ الإبهامُ


وإذا استوى فيهِ الشريفُ وغيرُهُ = والحافظونَ الدينَ واللّوامُ


والعارفونَ مِن الديانةِ قشرَها = ولهمْ تراويحٌ بها وقيامُ


والمطلِقون على الذقونِ لحائهم = والواقفونَ كأنّهمْ أصنامُ


والخارجونَ على الدُنا في بدعةٍ = وهُمُ إلى طاغوتهم خدامُ


أغلقتُ داري أنْ تحيطَ بوسطهِ = نارٌ يكونُ بها الجميعُ حطامُ


قلبي على دين الرسولِ مُفجّعٌ = مِن بعد ما لعبتْ به الحكامُ


يؤذيهِ أنّ البازَ يُطلعُ مخلباً = أو لا يُرفرفُ للغصونِ حَمامُ


يؤذيهِ أنّ الحرّ يُسلبُ سيفهُ = أو لا يكونُ مع الفتى أرحامُ


عارٌ على ليثُ الوغى أنْ تنزوي = هذي السباعُ وتبرزُ النّعامُ


فخرجتُ في دربِ الحسينِ مُنادياً = إنّ الحسينَ شريعةٌ ونظامُ


نورُ الحسينِ كجدّهِ لا ينجلي = إنْ دامَ ليلٌ واستزادَ غمامُ


لابدَُّ مِنْ ثأرٍ يريحُ قلوبنا = يوماً تكونُ من الجراحِ سهامُ


ودموعُ فخرٍ تلتقي أنهارُها = جهراً ، كما تتعانقُ الآكامُ


بكَ بعد مفترق النفوس ستتّحدْ = كلُّ القلوب وتنتهي الآلامُ


ويطيحُ عرشٌ للظلومِ وجائرٌ = ويزولُ مِن كلِّ الدُّنا الحاخامُ


سيثورُ مِنْ فرعِ الإمامةِ فارسٌ = إنْ طالَ دهرٌ واستتبَّ ظلامُ


إذْ ذاكْ يُرجى بعد طولِ غيابهِ = وتفرُّ مِنْ قبل الظهورِ لئامُ


تباً لآلِ أُميّةٍ في يومها = إنَّ الرسالةَ بالجهادِ تُدامُ


والويلُ للباقين مِن أتباعهِمْ = إنْ حانَ فجرٌ واستقامَ حسامُ


وإذا تقابلتِ الجموعُ بكربلا = زحفاً ، تُحارُ بزحفها الأفهامُ


فانظرْ أبا الشُهداءِِ نهجَكَ لمْ يمتْ = ترتيلُهُ ، وسما به الإقدامُ


وهلِ اختفتْ تلك الخيامُ بكربلا = حتى كأنْ لنْ يعتريها ضِرامُ


نهجٌ رسمتَ براحتيكَ ولمْ يكنْ = يبنيهِ مِنْ غير الحسينِ هُمامُ


كمْ يستنيرُ المؤمنون ويقتدي = في نهجكَ المقدامُ والضرغامُ


فشعارُهُ للحاضرين عزيمةٌ = وبيانُهُ للقادمين َ قيامُ


وبناؤهُ بدمِ الشهادةِ يعتلي = وتُرابُهُ للساجدينَ وسامُ


منهاجُهُ درسُ الملاحمِ في الدُّنا = وقواعدٌ وشهادةٌ وذمامُ


آياتُهُ تُنجي الغيورَ مِن اللظى = تفسيرُها للعارفين إمامُ


شيّدتَ ديناً بالدّماءِ مُعزّزاً = تأوي الملوكُ إليهِ والخُدّامُ


تعلو الشريعةُ والدّماءُ مُهورها = تجثو القلوبُ ببابها والهامُ


نورٌ تجسّدَ في الطفوفِ مُقَدّساً = وتوافدتْ أُممٌ عليهِ زحامُ


ركعَ الإباءُ على ثراكَ مُسبّحاً = ودعائمُ الإيمان ِ والإسلامُ


تتحطمُ الأوثانُ عند سفوحهِ = ومدائنُ الطغيانِ فيه ركامُ


رُسُلُ الإلهِ توافدتْ لمقامِهِ = وبكلِّ حينٍ للحسينِ سلامُ


نادوا بصوتٍ ياحسينُ إلى السّما = وتزاحموا عند الضريح وحاموا


فتناثرتْ تلك المدامعُ للثرى = وتزلزلتْ مِن هولها الأهرامُ


يا بانياً للدين أسوارَ الإبا = هيهاتَ في سورِ الحسينِ قَتامُ


ألقى عليك اللهُ مِن أنوارِهِ = في العرشِ ما يرقى لها الحكامُ


نهضَ الحسينُ فقامتِ الأصحابُ = وأتتْ إليهِ الحمدُ والأنعامُ


وتكدّرتْ شمسُ الضحى مِن يومها = وغدتْ فجائعَ بعدَهُ الأحلامُ


تتفجّعُ الأوطانُ معْ سُكانِها = والأُسدُ والحيتانُ والآرامُ


وعلى روؤس المؤمنين مصائبٌ = وعلى جبينِ الراسياتِ سجامُ


وعلى عوادي الدّهرِ خسّةُ غادرٍ = ويقودُها الإذلالُ والآثامُ


دهرٌ بوائقهُ سهامٌ كلُّها = ومِن الرماحِ ذوابلٌ وعُرامُ


صورُ الأسى تُتلى ، وأفجعُها إذا = نزلتْ بوسط ديارنا الأوغامُ


لبثتْ تصولُ بنا الفجائعُ تارةً = والغدرُ والأحقادُ والإجرامُ


ولقد يُهانُ العبقريُّ بدارهِ = ويُداسُ بيتٌ للجبانِ وهامُ


والحرُّ ليس براكعٍ يوماً لهمْ = يبقى مع الأيامِ وهْوَ عصامُ


أعرفتَ كيف أُديل عن سبط الهُدى = وعلمتَ كيف أُبيحتِ الأصنامُ


زعموكَ شخصاً للرئاسةِ طامعاً = وهلِ الرئاسةُ مشْرَبٌ وطعامُ


فثراكَ في هذا الوجودِ جنائنٌ = للهِ ثمَّ بشخصك استعصامُ


يابنَ الذين إذا الخطوبُ تناوبتْ = قاموا إلى دربِ الجهاد وحاموا


الحائزين على المفاخرِ كلِّها = فازوا ، فلا تيمٌ ولا هَدامُ


قومٌ إذا ذُكرَ الملوكُ وحزبُهُمْ = رجحتْ مناقبُهُمْ وذلَّ هشامُ


سبعونَ في سوح الجهادِ تدرّعوا = حُللَ الإباء فكبَروا مذْ قاموا


صَلَّوا على ظهر المنايا ساعةً = سجدوا على أرض الطفوف وصاموا


فانقادتِ العُليا إليهمْ والدُّنا = شرفاً ، جنانٌ أُزلفتْ ومقامُ


العرشُ مزحومُ الملائكِ حولُهُ = نِعْمَ الخلودُ يحفُّهُ الإكرامُ


ودماءُ صرعى تلتقي أنهارُها = بالمِسْكِ ما نزلتْ به أقدامُ


وجراحُ مَنْ لبوا النداء بكريلا = وعلى الدماءِ مِن الإله سلامُ


جرتِ الدماءُ مِن النحورِ ولمْ يكنْ = قبل الطفوفِ مِن الورى اقدامُ


عزمٌ أطلَّ على الخنوعِ بفكرهِ = فكأنَّ في عنقِ الإباءِ ذمامُ


تتلاطمُ الأحرارُ نحو شموخهِ = وتذلُّ عند ثباتِهِ الأحزامُ


شمسُ الكرامةِ للوجود بنانُهُ = وعلومُهُ للعالمين دوامُ


وسنانُهُ للغادرين مقابرٌ = وقناتُهُ للطامعين حمامُ


وقبابُهُ للقاصدين علامةٌ = وضريحُهُ للمؤمنين مرامُ


وحروفُهُ نهرُ العطاءِ ونهجُهُ = نورٌ إلى كلّ الورى ونظامُ


ولقد لجأتْ إلى ضريحك أرتجي = طباً إلى هذا السقيمُ يدام


وهمومَ دهرٍ لا أطيقُ بحملها = حتى كأنّ صباحَها أعوامُ


إني لتخنقني الهمومُ مع الجوى = ما لاح نسرٌ في السّما وحَمامُ


ومدامعي وقفٌ إليكَ سجمتُها = إنّ الدموعَ على الكرامِ جسامُ


ماذا أُسَطرُ في نضيدي بعدما = كلَّ البنانُ وحارتِ الأفهامُ


هجعَ الجميعُ وما هجعتُ لساعةً = قلبي يطوفُ وغيرُهُ قد ناموا


علي كريم الربيعي " سراج " أكملت الجمعه 2/3/2012 - دبي

الناقد
04-09-2012, 12:32 PM
لي في الطفوفِ منازلٌ ومشاهدٌ = ومخيّمٌ وتلاوةٌ ومقامُ


وفجائعٌ ومدامعٌ وحوادثٌ = ومصائبٌ ونوائحٌ وكِلامُ


لي في الطفوفِ أئمةٌ لولاهُمُ = ماكانَ مكتملاً لديّ دِعامُ


لا بلدةٌ لولاهُمُ ، وهي التي = سُكنتْ، تروقُ ولا البناءُ يُقامُ


هي جنّةٌ وربوعُها دربُ السّما = وشعارُها الإيثارُ والإقدامُ


حازتْ بتيجانِ الشموخِ بقاعُها = وهل المعالي راحةٌ ومنامُ


هي كعبةٌ وطوافُها سبقَ الدُّنا = إنّ المشاعرَ سنّةٌ وقيامُ


ياكربلاءَ النيّراتِ جباهُهُم = تتعاظمين وتهبطُ الأرقامُ



عزمٌ أطلَّ على الخنوعِ بفكرهِ = فكأنَّ في عنقِ الإباءِ ذمامُ


تتلاطمُ الأحرارُ نحو شموخهِ = وتذلُّ عند ثباتِهِ الأحزامُ


شمسُ الكرامةِ للوجود بنانُهُ = وعلومُهُ للعالمين دوامُ


وسنانُهُ للغادرين مقابرٌ = وقناتُهُ للطامعين حمامُ


وقبابُهُ للقاصدين علامةٌ = وضريحُهُ للمؤمنين مرامُ


وحروفُهُ نهرُ العطاءِ ونهجُهُ = نورٌ إلى كلّ الورى ونظامُ




الشاعر الرائع الكبير الربيعي ... أبدعت وأنت تسرج الحروف مهرا
في حق محمد وال محمد عليهم السلام
قصيدة أعجبتني جدا ... في ميزان حسناتك ان شاء الله
دعائي وودي

سراج الربيعي
05-09-2012, 11:24 PM
الأخ والأديب الكريم " الناقد "

لك احترامي ودعواتي القلبيه

لاعدمناك

الروح
11-09-2012, 02:19 PM
أستاذ سراج هنيئاً لهذا الحرف أن لامس معانيك الساميّة
فعلاً تاهت عيوني تتابعُ سباق القوفي
وتسائل القلب أي الأبيات كان أسرعُ نفاذاً للقلب
لك تحية بعمق الحرف
ودي وتقديري

قوافي الأيثار
11-09-2012, 11:25 PM
في ماكتبت قطر الندى وبل الصدى فبوركت شاعرنا الكربلائي جعلك الله سراجا يقتفي خلفه الصادقون طريقهم الى كربلاء
وبوركت ايها الكربلائي

سراج الربيعي
14-09-2012, 07:35 PM
أستاذ سراج هنيئاً لهذا الحرف أن لامس معانيك الساميّة
فعلاً تاهت عيوني تتابعُ سباق القوفي
وتسائل القلب أي الأبيات كان أسرعُ نفاذاً للقلب
لك تحية بعمق الحرف
ودي وتقديري



الله يرحم والديكم ويثبتكم على الولاية

سراج الربيعي
14-09-2012, 07:42 PM
أخي الغالي أبو محمد

سلمت شاعرنا الكريم على مرورك الغالي

لاعدمناك

رآحيل
15-09-2012, 03:09 AM
بارك الله بكم أيها الشاعر الكبير"
في ميزان أعمالكم أن شاء الله"
تحية

سراج الربيعي
18-09-2012, 10:40 PM
حفظكم الله ورعاكم أستاذة راحيل

شكرا لمرورك الأخوي