الشيخ مرتضى الحسون
03-09-2012, 10:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين
وصلى الله على محمد وال بيته الطاهرين
وبعد..
فهذه تتمة لتخريج بعض احاديث المؤاخاة بين النبي (ص) وبين الامام علي(ع) والتي انكر صحتها الالباني واعتبرها موضوعة متابعا بقوله هذا شيخه ابن تيمية الحراني . وقد بينا عدة من الاسانيد الصحيحة في الجزء الاول واليوم ناتي الى تتمة بعض هذه الاسانيد:
منها قوله ( ص) : ( انت اخي وابو ولدي )
الاكذوبة الثانية:
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 526 ) متابعا قول شيخه ابن تيمية في تكذيب كل احاديث المؤاخاة:
(و لهذا قال شيخ الإسلام ابن
تيمية : و حديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب ، و أقره
الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) .)
الغضبة الربانية الثانية:
(انت اخي وابو ولدي )
اخرجه ابو يعلي في مسنده [ج 1/ ص 403 حديث رقم: 528] (حدثنا سويد بن سعيد حدثنا زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن علي قال * طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني في جدول نائما فقال قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب قال فرأى كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال قم فوالله لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل عن سنتي وتبرئ ذمتي من مات في عهدي فهو كنز الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت الشمس أو غربت ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام)
وكذلك ابن حنبل [فضائل الصحابة ج 2/ ص 656 حديث رقم: 1118] : (حدثني من سمع بن أبي عوف قثنا سويد بن سعيد قثنا زكريا بن عبد الله الصهباني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن علي بن أبي طالب قال * طلبني رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فوجدني في حائط نائما فضربني برجله قال قم فوالله لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي من مات على عهدي فهو في كنز الله ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالامن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت)
اقول:
وهذا الحديث صحيح لا اشكال في سنده ولذا حاول البعض ان يضعفه لكن دون جدوى كالهيثمي في مجمع الزوائد فبعد ان ساق هذا الحديث قال: ( رواه ابو يعلى وفيه زكريا الاصبهاني وهو ضعيف) [ مجمع الزوائد-9-122]
من هنا يتضح ان اشكالية السند عند الهيثمي هو زكريا الاصبهاني على حد قوله . واما الباقي فثقات . وفي الحقيقة ان السند لا اشكال فيه بل هو صحيح كله لان الهيثمي خلط بين الصهباني الثقة وبين الاصبهاني المجهول .فان الوارد في سند هذه الرواية هو زكريا بن عبد الله الصهباني
ذكرة ابن حبان في الثقاة (الثقات - ابن حبان - ج 8 - ص 252
زكريا بن عبد الله بن يزيد النخعي الصهباني من أهل
الكوفة كنيته أبو يحيى يروى عن أبيه روى عنه قتيبة بن سعيد) وكذلك ذكر في : (من له رواية في مسند أحمد - محمد بن علي بن حمزة - ص 645
زكريا بن عبد الله بن يزيد
النخعي ثم الصهبائي أبو يحيى الكوفي
روى عن أبيه
وعنه قتيبة بن سعيد ويحيى بن عبد الحميد الحماني وفروة
بن أبي المغراء ومنصور بن أبي مزاحم وهو كناه وداود بن رشيد
وغيرهم
ذكره بن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا
ذكره بن حبان في الثقات.
من هنا يتضح لنا الخلط الذي حصل عند الهيثمي ربما عمدا وربما سهوا. والخلاصة فان هذا الحديث صحيح الاسناد ايها الالباني الحذق فليتك تدبرت قبل ان تتابع الحراني في تضعيفه لكل احاديث المؤاخاة.
وكذلك ذكر هذا الحديث بلفظ يقرب من هذا الحاكم النيسابوري بسند صحيح :
(المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 217:
( حدثنا ) جعفر بن محمد بن نصير إملاء ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة
الحراني ثنا محمد بن مسلمة ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة
ابن زيد قال اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة فقال جعفر انا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال
علي انا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال زيد انا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال
فانطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال فخرجت ثم رجعت فقلت هذا جعفر وعلي وزيد بن حارثة
يستأذنون فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ائذن لهم فدخلوا فقالوا يا رسول الله جئناك نسألك
من أحب الناس إليك قال فاطمة قالوا نسألك عن الرجال قال اما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي ويشبه خلقك
خلقي وأنت إلي ومن شجرتي واما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي ومنى والي واما أنت يا زيد فمولاي ومنى والي
وأحب القوم إلي * هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه *
ولعل البعض سيشكك كعادته في تصحيح الحاكم ويتهمه بعدم الدقة. فاليكم حال رواة هذا الحديث:
1) جعفر بن محمد بن نصير الخلدي:
وهو امام من ائمة الحديث عند القوم. وشيخهم المقدم صاحب الكرامات والذي حج اكثر من 56 مرة قال عنه الذهبي: (سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 15 - ص 558:
333 - الخلدي *
الشيخ الامام القدوة المحدث ، شيخ الصوفية ، أبو محمد جعفر بن
محمد بن نصير بن قاسم ، البغدادي كان يسكن محلة الخلد)
2) علي بن سعيد (عليك الرازي ):
وهو حافظ اهل مصر والمقدم عندهم : (تذكرة الحفاظ - الذهبي - ج 2 - ص 750:
علي بن سعيد بن بشير بن مهران
الحافظ البارع أبو الحسن الرازي نزيل مصر ومحدثها)
[الوافي بالوفيات - الصفدي - ج 21 - ص ]92
(الحافظ عليك الرازي علي بن سعيد بن بشير بن مهران أبو الحسن الرازي الحافظ نزيل مصر كان يعرف بعليك والعجم إذا أرادوا أن يصغروا اسما زادوه كافا فهي علامة التصغير في لسانهم توفي سنة تسع وتسعين ومائتين)
3) إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبى كريمة القرشى الأموى مولاهم ، أبو أحمد الحرانى ، مولى عثمان بن عفان
وثقه ابن حجر والذهبي قال عنه المزي في تهذيب الكمال : (إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبى كريمة القرشى الأموى ، أبو أحمد الحرانى مولى عثمان بن عفان ، قدم بغداد و حدث بها . اهـ .
و قال المزى :
قال الدارقطنى : ثقة .
و قال أبو بكر الجعابى : يحدث عن محمد بن سلمة بعجائب .
و ذكره أبو حاتم بن حبان فى كتاب " الثقات " و قال : مات سنة أربعين و مئتين .
و كذلك قال أبو عروبة الحرانى ، و أحمد بن محمد بن بكر ، و زاد : بسر من رأى)( التهذيب :3-153)
4) محمد بن سلمة بن عبد الله الباهلى مولاهم ، أبو عبد الله الحرانى
وهو من رواة البخاري ومسلم وثقه ابن حجر وقال عنه الذهبي قال ابن سعد : ثقة عالم ، له فضل و رواية و فتوى )
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 9 / 194 :
(و قال أبو عروبة : أدركنا الناس لا يختلفون فى فضله و حفظه .
و قال العجلى : ثقة ، أرفع من عتاب بن بشير .
و فى " الزهرة " : روى عنه مسلم اثنى عشر حديثا)
قال المزي في تهذيب الكمال : 25-289) قال النسائى : ثقة .
و قال محمد بن سعد : كان ثقة فاضلا عالما ، له فضل و رواية و فتوى)
5) محمد بن إسحاق بن يسار المدنى ، أبو بكر و يقال أبو عبد الله ، القرشى المطلبى مولاهم
وهو من رواة البخاري ومسلم
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 45:
(و ذكره النسائى فى الطبقة الخامسة من أصحاب الزهرى .
و قال ابن المدينى : ثقة ، لم يضعه عندى إلا روايته عن أهل الكتاب .
و كذبه سليمان التيمى ، و يحيى القطان ، و وهيب بن خالد :
فأما وهيب و القطان فقلدا فيه هشام بن عروة و مالكا ، و أما سليمان التيمى فلم
يتبين لى لأى شىء تكلم فيه ، و الظاهر أنه لأمر غير الحديث لأن سليمان ليس من أهل الجرح و التعديل .
قال ابن حبان فى " الثقات " : تكلم فيه رجلان ، هشام و مالك ، فأما قول هشام
فليس مما يجرح به الإنسان و ذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها ، و كذلك ابن إسحاق كان سمع من فاطمة و الستر بينهما مسبل ، و أما مالك
فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عاد له إلى ما يحب ، و لم يكن يقدح فيه من أجل
الحديث ، إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا و حفظوا قصة خيبر و غيرها ، و كان ابن إسحاق يتتبع هذا
منهم من غير أن يحتج بهم ، و كان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن ، و لما سئل
ابن المبارك قال : إنا وجدناه صدوقا ، ثلاث مرات .
قال ابن حبان : و لم يكن أحد بالمدينة يقارب ابن إسحاق فى علمه ، و لا يوازيه
فى جمعه ، و هو من أحسن الناس سياقا للأخبار .
إلى أن قال : و كان يكتب عمن فوقه ، و مثله ، و دونه ، فلو كان ممن يستحل الكذب
لم يحتج إلى النزول ، فهذا يدلك على صدقه ، سمعت محمد بن نصر الفراء يقول :
سمعت يحيى بن يحيى و ذكر عنده محمد بن إسحاق ، فوثقه .
و قال الدارقطنى : اختلف الأئمة فيه ، و ليس بحجة ، إنما يعتبر به .
و قال أبو يعلى الخليلى : محمد بن إسحاق عالم كبير ، و إنما لم يخرجه البخارى
من أجل روايته المطولات ، و قد استشهد به ، و أكثر عنه فيما يحكى فى أيام النبى
صلى الله عليه وآله وسلم و فى أحواله ، و فى التواريخ ، و هو عالم واسع الرواية
و العلم ، ثقة .
و قال ابن البرقى : لم أر أهل الحديث يختلفون فى ثقته ، و حسن حديثه ، و روايته
و فى حديثه عن نافع بعض الشىء .
و قال أبو حاتم الرازى : يكتب حديثه .
و قال أبو زرعة : صدوق .
و قال الحاكم : قال محمد بن يحيى : هو حسن الحديث ، عنده غرائب ، و روى عن الزهرى فأحسن الرواية .
قال الحاكم : و ذُكر عن البوشنجى أنه قال : هو عندنا ثقة ثقة .
و تعقب الذهبى قول هشام " حدث عن امرأتى " إلى آخره ، فقال : و قوله " و هى بنت
تسع " غلط بين لأنها أكبر من هشام بثلاث عشرة سنة ، و كان أخذ ابن إسحاق عنها
و قد جاوزت الخمسين ، و قد روى عنها أيضا غير محمد بن إسحاق من الغرباء محمد بن
سوقة . اهـ) والكلام في توثيقه طويل جدا قال عنه الذهبي:( الإمام كان صدوقا من بحور العلم ، و له غرائب فى سعة ما روى تستنكر ، و اختلف فى الاحتجاج به ، و حديثه حسن و قد صححه جماعة)
6) يزيد بن عبد الله بن قسيط بن أسامة بن عمير الليثى ، أبو عبد الله المدنى ، الأعرج
روى له البخاري ومسلم وثقه ابن حجر والذهبي وابن حبان وابن عبد البر واحتج به مالك.
و قال المزى :
قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح ، ليس به بأس .
و قال النسائى : ثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
و قال أبو أحمد بن عدى : مشهور عندهم بالروايات ، و قد روى عنه مالك غير حديث ، و هو صالح الروايات .
و قال إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق : حدثنى يزيد بن عبد الله بن قسيط
و كان فقيها ثقة ، و كان ممن يستعان به على الأعمال لأمانته و فقهه .
قال الواقدى و كاتبه محمد بن سعد ، و محمد بن عبد الله بن نمير ، و عمرو بن
على ، و الترمذى : مات سنة اثنتين و عشرين و مئة .
زاد ابن سعد : بالمدينة ، و كان ثقة ، كثير الحديث .
و ذكر أبو حسان الزيادى أنه بلغ تسعين سنة .
روى له الجماعة[تهذيب الكمال 32/178]
7) محمد بن اسامة بن زيد بن حارثة
(قال المزى :
قال محمد بن سعد : توفى فى خلافة الوليد بن عبد الملك بالمدينة ، و كان ثقة قليل الحديث .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " ، و قال : مات زمن الوليد بن عبد الملك .
له ذكر فى المناقب من " صحيح " البخارى فى حديث عبد الله بن دينار ، قال :
نظر ابن عمر يوما و هو فى المسجد إلى رجل يسحب ثيابه فى ناحية من نواحى المسجد فقال : انظر من هذا ، ليت هذا عندى ، فقال له إنسان : أما تعرف هذا يا أبا
عبد الرحمن ؟ هذا محمد بن أسامة . قال : فطأطأ ابن عمر رأسه و نقر بيده فى الأرض ثم قال : لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه)[ تهذيب الكمال :395] (ووثقه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/54)
8) اسامة بن زيد:
صحابي غني عن التعريف
9) زيد بن حارثة :
صحابي غني عن التعريف
اقول :
هل سيبقى للمنكرين لهذا الحديث المتواتر بالطرق العديد وبالالفاظ المتقاربة مجال للطعن او حتى للشك اصلا وهو مروي عن اوثق الرجال ومنقول بأعلى الاسانيد, و لايفوتني ان انبه الى ان هذا الحديث ما هو الا واحد من عشرات الاحاديث الصحيحة الواردة عن النبي (ص) في المواخاة والتي سنبينها تباعا باذن الله تعالى .
فماذا سيقول الالباني لربه ام لنبيه ام لاخي نبيه علي بن ابي طالب حين يلقاهم يوم القيامة وهو مكذب بما بينوه واوضحوه ؟ وماذا سيجيب ربه عن غوايته لمن تبعه؟
نسال الله السلامة في الدين والدنيا ودمتم في رعاية الكريم
خادمكم المخلص
مرتضى الحسون
2-9-2012م
وبه تعالى نستعين
وصلى الله على محمد وال بيته الطاهرين
وبعد..
فهذه تتمة لتخريج بعض احاديث المؤاخاة بين النبي (ص) وبين الامام علي(ع) والتي انكر صحتها الالباني واعتبرها موضوعة متابعا بقوله هذا شيخه ابن تيمية الحراني . وقد بينا عدة من الاسانيد الصحيحة في الجزء الاول واليوم ناتي الى تتمة بعض هذه الاسانيد:
منها قوله ( ص) : ( انت اخي وابو ولدي )
الاكذوبة الثانية:
قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 526 ) متابعا قول شيخه ابن تيمية في تكذيب كل احاديث المؤاخاة:
(و لهذا قال شيخ الإسلام ابن
تيمية : و حديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب ، و أقره
الحافظ الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) .)
الغضبة الربانية الثانية:
(انت اخي وابو ولدي )
اخرجه ابو يعلي في مسنده [ج 1/ ص 403 حديث رقم: 528] (حدثنا سويد بن سعيد حدثنا زكريا بن عبد الله بن يزيد الصهباني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن علي قال * طلبني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني في جدول نائما فقال قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب قال فرأى كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال قم فوالله لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل عن سنتي وتبرئ ذمتي من مات في عهدي فهو كنز الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت الشمس أو غربت ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام)
وكذلك ابن حنبل [فضائل الصحابة ج 2/ ص 656 حديث رقم: 1118] : (حدثني من سمع بن أبي عوف قثنا سويد بن سعيد قثنا زكريا بن عبد الله الصهباني عن عبد المؤمن عن أبي المغيرة عن علي بن أبي طالب قال * طلبني رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فوجدني في حائط نائما فضربني برجله قال قم فوالله لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي من مات على عهدي فهو في كنز الله ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالامن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت)
اقول:
وهذا الحديث صحيح لا اشكال في سنده ولذا حاول البعض ان يضعفه لكن دون جدوى كالهيثمي في مجمع الزوائد فبعد ان ساق هذا الحديث قال: ( رواه ابو يعلى وفيه زكريا الاصبهاني وهو ضعيف) [ مجمع الزوائد-9-122]
من هنا يتضح ان اشكالية السند عند الهيثمي هو زكريا الاصبهاني على حد قوله . واما الباقي فثقات . وفي الحقيقة ان السند لا اشكال فيه بل هو صحيح كله لان الهيثمي خلط بين الصهباني الثقة وبين الاصبهاني المجهول .فان الوارد في سند هذه الرواية هو زكريا بن عبد الله الصهباني
ذكرة ابن حبان في الثقاة (الثقات - ابن حبان - ج 8 - ص 252
زكريا بن عبد الله بن يزيد النخعي الصهباني من أهل
الكوفة كنيته أبو يحيى يروى عن أبيه روى عنه قتيبة بن سعيد) وكذلك ذكر في : (من له رواية في مسند أحمد - محمد بن علي بن حمزة - ص 645
زكريا بن عبد الله بن يزيد
النخعي ثم الصهبائي أبو يحيى الكوفي
روى عن أبيه
وعنه قتيبة بن سعيد ويحيى بن عبد الحميد الحماني وفروة
بن أبي المغراء ومنصور بن أبي مزاحم وهو كناه وداود بن رشيد
وغيرهم
ذكره بن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا
ذكره بن حبان في الثقات.
من هنا يتضح لنا الخلط الذي حصل عند الهيثمي ربما عمدا وربما سهوا. والخلاصة فان هذا الحديث صحيح الاسناد ايها الالباني الحذق فليتك تدبرت قبل ان تتابع الحراني في تضعيفه لكل احاديث المؤاخاة.
وكذلك ذكر هذا الحديث بلفظ يقرب من هذا الحاكم النيسابوري بسند صحيح :
(المستدرك - الحاكم النيسابوري - ج 3 - ص 217:
( حدثنا ) جعفر بن محمد بن نصير إملاء ثنا علي بن سعيد بن بشير الرازي بمصر ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة
الحراني ثنا محمد بن مسلمة ثنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن أسامة بن زيد عن أبيه أسامة
ابن زيد قال اجتمع جعفر وعلي وزيد بن حارثة فقال جعفر انا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال
علي انا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وقال زيد انا أحبكم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال
فانطلقوا بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال فخرجت ثم رجعت فقلت هذا جعفر وعلي وزيد بن حارثة
يستأذنون فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ائذن لهم فدخلوا فقالوا يا رسول الله جئناك نسألك
من أحب الناس إليك قال فاطمة قالوا نسألك عن الرجال قال اما أنت يا جعفر فيشبه خلقك خلقي ويشبه خلقك
خلقي وأنت إلي ومن شجرتي واما أنت يا علي فأخي وأبو ولدي ومنى والي واما أنت يا زيد فمولاي ومنى والي
وأحب القوم إلي * هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه *
ولعل البعض سيشكك كعادته في تصحيح الحاكم ويتهمه بعدم الدقة. فاليكم حال رواة هذا الحديث:
1) جعفر بن محمد بن نصير الخلدي:
وهو امام من ائمة الحديث عند القوم. وشيخهم المقدم صاحب الكرامات والذي حج اكثر من 56 مرة قال عنه الذهبي: (سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج 15 - ص 558:
333 - الخلدي *
الشيخ الامام القدوة المحدث ، شيخ الصوفية ، أبو محمد جعفر بن
محمد بن نصير بن قاسم ، البغدادي كان يسكن محلة الخلد)
2) علي بن سعيد (عليك الرازي ):
وهو حافظ اهل مصر والمقدم عندهم : (تذكرة الحفاظ - الذهبي - ج 2 - ص 750:
علي بن سعيد بن بشير بن مهران
الحافظ البارع أبو الحسن الرازي نزيل مصر ومحدثها)
[الوافي بالوفيات - الصفدي - ج 21 - ص ]92
(الحافظ عليك الرازي علي بن سعيد بن بشير بن مهران أبو الحسن الرازي الحافظ نزيل مصر كان يعرف بعليك والعجم إذا أرادوا أن يصغروا اسما زادوه كافا فهي علامة التصغير في لسانهم توفي سنة تسع وتسعين ومائتين)
3) إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبى كريمة القرشى الأموى مولاهم ، أبو أحمد الحرانى ، مولى عثمان بن عفان
وثقه ابن حجر والذهبي قال عنه المزي في تهذيب الكمال : (إسماعيل بن عبيد بن عمر بن أبى كريمة القرشى الأموى ، أبو أحمد الحرانى مولى عثمان بن عفان ، قدم بغداد و حدث بها . اهـ .
و قال المزى :
قال الدارقطنى : ثقة .
و قال أبو بكر الجعابى : يحدث عن محمد بن سلمة بعجائب .
و ذكره أبو حاتم بن حبان فى كتاب " الثقات " و قال : مات سنة أربعين و مئتين .
و كذلك قال أبو عروبة الحرانى ، و أحمد بن محمد بن بكر ، و زاد : بسر من رأى)( التهذيب :3-153)
4) محمد بن سلمة بن عبد الله الباهلى مولاهم ، أبو عبد الله الحرانى
وهو من رواة البخاري ومسلم وثقه ابن حجر وقال عنه الذهبي قال ابن سعد : ثقة عالم ، له فضل و رواية و فتوى )
قال الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب 9 / 194 :
(و قال أبو عروبة : أدركنا الناس لا يختلفون فى فضله و حفظه .
و قال العجلى : ثقة ، أرفع من عتاب بن بشير .
و فى " الزهرة " : روى عنه مسلم اثنى عشر حديثا)
قال المزي في تهذيب الكمال : 25-289) قال النسائى : ثقة .
و قال محمد بن سعد : كان ثقة فاضلا عالما ، له فضل و رواية و فتوى)
5) محمد بن إسحاق بن يسار المدنى ، أبو بكر و يقال أبو عبد الله ، القرشى المطلبى مولاهم
وهو من رواة البخاري ومسلم
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 9 / 45:
(و ذكره النسائى فى الطبقة الخامسة من أصحاب الزهرى .
و قال ابن المدينى : ثقة ، لم يضعه عندى إلا روايته عن أهل الكتاب .
و كذبه سليمان التيمى ، و يحيى القطان ، و وهيب بن خالد :
فأما وهيب و القطان فقلدا فيه هشام بن عروة و مالكا ، و أما سليمان التيمى فلم
يتبين لى لأى شىء تكلم فيه ، و الظاهر أنه لأمر غير الحديث لأن سليمان ليس من أهل الجرح و التعديل .
قال ابن حبان فى " الثقات " : تكلم فيه رجلان ، هشام و مالك ، فأما قول هشام
فليس مما يجرح به الإنسان و ذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها ، و كذلك ابن إسحاق كان سمع من فاطمة و الستر بينهما مسبل ، و أما مالك
فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عاد له إلى ما يحب ، و لم يكن يقدح فيه من أجل
الحديث ، إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبى صلى الله عليه وآله وسلم من أولاد اليهود الذين أسلموا و حفظوا قصة خيبر و غيرها ، و كان ابن إسحاق يتتبع هذا
منهم من غير أن يحتج بهم ، و كان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن ، و لما سئل
ابن المبارك قال : إنا وجدناه صدوقا ، ثلاث مرات .
قال ابن حبان : و لم يكن أحد بالمدينة يقارب ابن إسحاق فى علمه ، و لا يوازيه
فى جمعه ، و هو من أحسن الناس سياقا للأخبار .
إلى أن قال : و كان يكتب عمن فوقه ، و مثله ، و دونه ، فلو كان ممن يستحل الكذب
لم يحتج إلى النزول ، فهذا يدلك على صدقه ، سمعت محمد بن نصر الفراء يقول :
سمعت يحيى بن يحيى و ذكر عنده محمد بن إسحاق ، فوثقه .
و قال الدارقطنى : اختلف الأئمة فيه ، و ليس بحجة ، إنما يعتبر به .
و قال أبو يعلى الخليلى : محمد بن إسحاق عالم كبير ، و إنما لم يخرجه البخارى
من أجل روايته المطولات ، و قد استشهد به ، و أكثر عنه فيما يحكى فى أيام النبى
صلى الله عليه وآله وسلم و فى أحواله ، و فى التواريخ ، و هو عالم واسع الرواية
و العلم ، ثقة .
و قال ابن البرقى : لم أر أهل الحديث يختلفون فى ثقته ، و حسن حديثه ، و روايته
و فى حديثه عن نافع بعض الشىء .
و قال أبو حاتم الرازى : يكتب حديثه .
و قال أبو زرعة : صدوق .
و قال الحاكم : قال محمد بن يحيى : هو حسن الحديث ، عنده غرائب ، و روى عن الزهرى فأحسن الرواية .
قال الحاكم : و ذُكر عن البوشنجى أنه قال : هو عندنا ثقة ثقة .
و تعقب الذهبى قول هشام " حدث عن امرأتى " إلى آخره ، فقال : و قوله " و هى بنت
تسع " غلط بين لأنها أكبر من هشام بثلاث عشرة سنة ، و كان أخذ ابن إسحاق عنها
و قد جاوزت الخمسين ، و قد روى عنها أيضا غير محمد بن إسحاق من الغرباء محمد بن
سوقة . اهـ) والكلام في توثيقه طويل جدا قال عنه الذهبي:( الإمام كان صدوقا من بحور العلم ، و له غرائب فى سعة ما روى تستنكر ، و اختلف فى الاحتجاج به ، و حديثه حسن و قد صححه جماعة)
6) يزيد بن عبد الله بن قسيط بن أسامة بن عمير الليثى ، أبو عبد الله المدنى ، الأعرج
روى له البخاري ومسلم وثقه ابن حجر والذهبي وابن حبان وابن عبد البر واحتج به مالك.
و قال المزى :
قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : صالح ، ليس به بأس .
و قال النسائى : ثقة .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " .
و قال أبو أحمد بن عدى : مشهور عندهم بالروايات ، و قد روى عنه مالك غير حديث ، و هو صالح الروايات .
و قال إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق : حدثنى يزيد بن عبد الله بن قسيط
و كان فقيها ثقة ، و كان ممن يستعان به على الأعمال لأمانته و فقهه .
قال الواقدى و كاتبه محمد بن سعد ، و محمد بن عبد الله بن نمير ، و عمرو بن
على ، و الترمذى : مات سنة اثنتين و عشرين و مئة .
زاد ابن سعد : بالمدينة ، و كان ثقة ، كثير الحديث .
و ذكر أبو حسان الزيادى أنه بلغ تسعين سنة .
روى له الجماعة[تهذيب الكمال 32/178]
7) محمد بن اسامة بن زيد بن حارثة
(قال المزى :
قال محمد بن سعد : توفى فى خلافة الوليد بن عبد الملك بالمدينة ، و كان ثقة قليل الحديث .
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات " ، و قال : مات زمن الوليد بن عبد الملك .
له ذكر فى المناقب من " صحيح " البخارى فى حديث عبد الله بن دينار ، قال :
نظر ابن عمر يوما و هو فى المسجد إلى رجل يسحب ثيابه فى ناحية من نواحى المسجد فقال : انظر من هذا ، ليت هذا عندى ، فقال له إنسان : أما تعرف هذا يا أبا
عبد الرحمن ؟ هذا محمد بن أسامة . قال : فطأطأ ابن عمر رأسه و نقر بيده فى الأرض ثم قال : لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه)[ تهذيب الكمال :395] (ووثقه ابن حجر في تقريب التهذيب 2/54)
8) اسامة بن زيد:
صحابي غني عن التعريف
9) زيد بن حارثة :
صحابي غني عن التعريف
اقول :
هل سيبقى للمنكرين لهذا الحديث المتواتر بالطرق العديد وبالالفاظ المتقاربة مجال للطعن او حتى للشك اصلا وهو مروي عن اوثق الرجال ومنقول بأعلى الاسانيد, و لايفوتني ان انبه الى ان هذا الحديث ما هو الا واحد من عشرات الاحاديث الصحيحة الواردة عن النبي (ص) في المواخاة والتي سنبينها تباعا باذن الله تعالى .
فماذا سيقول الالباني لربه ام لنبيه ام لاخي نبيه علي بن ابي طالب حين يلقاهم يوم القيامة وهو مكذب بما بينوه واوضحوه ؟ وماذا سيجيب ربه عن غوايته لمن تبعه؟
نسال الله السلامة في الدين والدنيا ودمتم في رعاية الكريم
خادمكم المخلص
مرتضى الحسون
2-9-2012م