صادق العارضي
07-09-2012, 07:09 AM
تجلي الرسالة في النساء
وكما أن الرسالة قد تجلت في الرجال، وخصوصاً في رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، الذي كان خلقه القرآن، وكان المجسّد للرسالة. فان هذه الرسالة قد تجسّدت أيضاً في النسـاء، وفي مقدمتهنّ شخصيـة سيدتنـا فاطمة الزهراء عليهـا
السلام، التي عاصرت الإسلام منذ أيامه الأولى، وهي في بيت الوحي.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله هو معلمها الأول. لذا لم تنته الزهراء عليها السلام في شخصيتها، بل امتدت عبر ذريتها الطاهرة..
صحيح ان المرأة المسلمة يفصلها اليوم عن فاطمة عليها السلام أربعة عشر قرنا، ولكن سيرتها الوضاءة تستطيع ان تلهمها وان تكون مدرسة لها. وسنقوم فيما يلي بعرض جوانب بسيطة من عظمتها وشموخها اللذان استمدّتهما من عظمة وشموخ الرسالة الإلهية. فرسول الله صلى الله عليه وآله الذي فقد حنان الأم وعطف الأب منذ سنّ مبكّرة من عمره الشريف، كان يحسّ بهذه العاطفة المفقودة في حياته، لأنه بشر كسائر البشر كما يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ(. ولكنه سرعان ماوجد هذه العاطفة المفقودة في شخصية ابنته الزهراء عليها السلام .
لقد كان النبي صلى الله عليه وآله عندما يعود من صراعه مع الجاهلية، وعندما يفرغ من دعوته للمشركين الى نبذ آلهتهم؛ كان صلى الله عليه وآله يسارع الى ابنته فاطمة التي كانت بدورها تحوم حوله، لتحوط هذا القلب الكبير بعاطفتها الجياشة، ولتضمد جراحاته، وتسكن آلامه.. تماما كما كانت تفعل ذلك والدتها خديجة الكبرى رضوان الله عليها. وهذا ما دفع النبي صلى الله عليه وآله الى آن يقول: "إن فاطمة أم أبيها" (36)، و"إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها" (37)
وفي خلال الحصار الذي ضربه المشركون على بني هاشم في شعب أبي طالب؛ في تلك الفترة الحرجة من حياة الرسالة الإسلامية لم تكن فاطمة تشعر بالخوف، رغم انها كانت في سنّ مبكّرة من حياتها، ورغم إنها كانت قد فقدت والدتها في تلك الفترة، ولكن صبرها الذي استوحته من قدرة التوكل على الله تعالى وثقتها به، هذا الصبر كان يمنحها الثبات والمقاومة والصمود .
ومن الدروس التي نستطيع أن نستلهمها من حياة فاطمة الزهراء عليها السلام، هو درس الفاعلية والنشاط. فلم يعرف عنها أنها قد توقفت عن هذا النشاط، ولو للحظة واحدة من حياتها. فقد كانت تقضي ليلها في العبادة والضراعة والدعاء للمؤمنين ، ونهارها في مؤازرة والدها وزوجها، والقيام بمهام الرسالة سواء قبل الهجرة أو بعدها.
ويا ليتنا نقتبس من هذه الشعلة الإلهية درس الصبر والجهاد والشجاعة والعطاء.. فان ركن هذه المرأة لم ينهّد رغم المصائب والآلام التي نزلت بها، والتي كانت في مقدمتها وفاة والدها وما جرى عليها بعد ذلك من ظلم وإجحاف. فكان همّها الأول بعد ذلك الابقاء على الخطّ الرسالي السليم والدفاع عنه، وعدم السماح بهبوط الروح الإسلامية في الأمة، ودخول عدد من المنافقين في أوساطها .
وفي حياة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء دروس ودروس؛ فمن أراد أن يقتدي بها لابد له أن يتعرف عليها، وأن يعيشها في واقعه.
للسيد المرجع محمد تقي المدرسي
وكما أن الرسالة قد تجلت في الرجال، وخصوصاً في رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، الذي كان خلقه القرآن، وكان المجسّد للرسالة. فان هذه الرسالة قد تجسّدت أيضاً في النسـاء، وفي مقدمتهنّ شخصيـة سيدتنـا فاطمة الزهراء عليهـا
السلام، التي عاصرت الإسلام منذ أيامه الأولى، وهي في بيت الوحي.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله هو معلمها الأول. لذا لم تنته الزهراء عليها السلام في شخصيتها، بل امتدت عبر ذريتها الطاهرة..
صحيح ان المرأة المسلمة يفصلها اليوم عن فاطمة عليها السلام أربعة عشر قرنا، ولكن سيرتها الوضاءة تستطيع ان تلهمها وان تكون مدرسة لها. وسنقوم فيما يلي بعرض جوانب بسيطة من عظمتها وشموخها اللذان استمدّتهما من عظمة وشموخ الرسالة الإلهية. فرسول الله صلى الله عليه وآله الذي فقد حنان الأم وعطف الأب منذ سنّ مبكّرة من عمره الشريف، كان يحسّ بهذه العاطفة المفقودة في حياته، لأنه بشر كسائر البشر كما يقول تعالى: (قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ(. ولكنه سرعان ماوجد هذه العاطفة المفقودة في شخصية ابنته الزهراء عليها السلام .
لقد كان النبي صلى الله عليه وآله عندما يعود من صراعه مع الجاهلية، وعندما يفرغ من دعوته للمشركين الى نبذ آلهتهم؛ كان صلى الله عليه وآله يسارع الى ابنته فاطمة التي كانت بدورها تحوم حوله، لتحوط هذا القلب الكبير بعاطفتها الجياشة، ولتضمد جراحاته، وتسكن آلامه.. تماما كما كانت تفعل ذلك والدتها خديجة الكبرى رضوان الله عليها. وهذا ما دفع النبي صلى الله عليه وآله الى آن يقول: "إن فاطمة أم أبيها" (36)، و"إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها" (37)
وفي خلال الحصار الذي ضربه المشركون على بني هاشم في شعب أبي طالب؛ في تلك الفترة الحرجة من حياة الرسالة الإسلامية لم تكن فاطمة تشعر بالخوف، رغم انها كانت في سنّ مبكّرة من حياتها، ورغم إنها كانت قد فقدت والدتها في تلك الفترة، ولكن صبرها الذي استوحته من قدرة التوكل على الله تعالى وثقتها به، هذا الصبر كان يمنحها الثبات والمقاومة والصمود .
ومن الدروس التي نستطيع أن نستلهمها من حياة فاطمة الزهراء عليها السلام، هو درس الفاعلية والنشاط. فلم يعرف عنها أنها قد توقفت عن هذا النشاط، ولو للحظة واحدة من حياتها. فقد كانت تقضي ليلها في العبادة والضراعة والدعاء للمؤمنين ، ونهارها في مؤازرة والدها وزوجها، والقيام بمهام الرسالة سواء قبل الهجرة أو بعدها.
ويا ليتنا نقتبس من هذه الشعلة الإلهية درس الصبر والجهاد والشجاعة والعطاء.. فان ركن هذه المرأة لم ينهّد رغم المصائب والآلام التي نزلت بها، والتي كانت في مقدمتها وفاة والدها وما جرى عليها بعد ذلك من ظلم وإجحاف. فكان همّها الأول بعد ذلك الابقاء على الخطّ الرسالي السليم والدفاع عنه، وعدم السماح بهبوط الروح الإسلامية في الأمة، ودخول عدد من المنافقين في أوساطها .
وفي حياة الصدّيقة الطاهرة فاطمة الزهراء دروس ودروس؛ فمن أراد أن يقتدي بها لابد له أن يتعرف عليها، وأن يعيشها في واقعه.
للسيد المرجع محمد تقي المدرسي