ا عابر ا
07-09-2012, 04:47 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد حدثتكم في موضوع سابق عن الهام مانع
و هي كاتبة واكاديمية يمنية- سويسرية، تعمل كأستاذ مشارك في معهد العلوم السياسية بجامعة زيوريخ - سويسرا .
وهذا تعريفها في مدونتها سأضيف لكم بعض الاشياء وهي ان من أول كتاباتها ( اخلعي الحجاب ) وقد قالت ان القول بان خلع الحجاب يفسد المجتمع يجعل الرجل حيوان جنسي والرأة وعاء جنسي
وهذه صورتها http://www.swissinfo.ch/media/cms/images/swissinfo/2009/01/sriimg20090114_10194836_1.jpg
والآن تتكلم عن الاقليات في البلدان الاسلامية بعدما حدث في بورما فقد كتبت مقالة " مادمنا نتحدث عن حقوق الاقليات في بورما " لكي تصرف الانظار عن اقليات بورما وتوجهها الى البهائيين واليهود وغيرهم وبدأت بالبهائيين
وقد ردد على مقالتها في مدونتها وسأضعه هنا مع انه نفس الرد ونفس الأسلوب فالرد يخاطبها هي
وهذا موضوعها
دكتورة إلهام مانع؟ “
جفلت قليلاً.
كنت قد دخلت مطار صنعاء، جواز سفري بيدي، واتجه لاستلام حقيبتي. وإذا بالصوت يحدثني من خلف. ترددت وأنا أسمعه يردد إسمي. اعرف أن صورتي كانت تنشر تباعاً في اليمن كلما نشرت صحيفة النداء مقالي الدوري، وأعرف أيضاً أن ارائي كانت تثير كثيراً من الجدل، ولذا حق لي أن لا أطمئن إلى السؤال.
لكن الصوت كان مرحباً.
التفت ووجدت أمامي رجلا شاباً حسن الهندام. "إسمي حامد ثابت"، قال لي مبتسماً. "وانا من قراءك". ابتسمت له وأنا أتفحصه، لم يبدُ لي يمنياً، رغم ملامحه الشرق أوسطيه. "أنا إيراني بهائي"، كأنه يرد على سؤال لم اطرحه.
بهائي.
كان مهماً بالنسبة له أن يحدد أنه بهائي.
وأنا لم اكن اعرف حينها عن البهائية سوى أن اعضاءها يتعرضون للاضطهاد كأقلية بسبب إنتماءهم الديني.
يعمل كمترجم ومستشار سياسي في السفارة الهولندية. وهو صحافي في الوقت نفسه. هو من فتح ملف زواج الطفلات في اليمن بعد أن قدم قضية نجود إلى العالم.
ابتهجت للقائه. جميل أن يعرف الإنسان إن ما يكتبه يُقرأ. والأهم انه يُقرأ من نوعية فريدة كحامد.
ثم انتهى اللقاء.
انا خرجت لأنفذ مهمة العمل التي كلفتني بها الوكالة السويسرية للتنمية. وهو خرج إلى مقر إقامته في صنعاء، وعمله.
بعد ذلك تحولت قضيته إلى قضية حرية. تابعتها.
تعرض بعد انتفاضة الشباب والشابات في فبراير 2011 لمضايقات وتحرش من السلطات الأمنية اليمنية. إتهموه انه هو الذي اوقف المساعدات الهولندية. وهو إتهام لا يظهر سوى عدم دراية وخبرة بالكيفية التي تتخذ فيها الدول قرارتها. بالتأكيد لن تعتمد على رؤية فرد واحد.
ثم طالبوه بالتجسس على من يعمل معه، وعندما رفض، سجنوه، وكادوا أن يرحلوه إلى إيران.
ولو حدث ذلك لتعرض الرجل للتعذيب إن لم يكن القتل.
هو بهائي.
لا تنسيا.
والتمييز الذي تتعرض له الأقلية البهائية في إيران بشع. أعود إلي هذه النقطة فيما بعد.
هولندا تصرفت كدولة متحضرة، ودافعت عن موظفها، واستطاعت في النهاية أن تخرجه من السجن، وتنقله إليها.
لا أؤمن بالمصادفات. اشعر احياناً ان يد القدر تدفعنا أحيانا للقاء اشخاص وافراد لسبب معين. ولقاءي بحامد كان له هدف.
-----
عاد إلي ذلك اللقاء في ندوة عقدها مركز ثقافي في لوتزرن بسويسرا حول كتابي، الذي نشر باللغة الألماني بعنوان "سأكسر جدار الخوف: الإسلام، الغرب، وحقوق الإنسان".
خلال تلك الندوة عبرت عن رأيي أن كل الأديان، بما فيها الإبراهيمية الثلاثة، قدمت في فترة ما من تاريخها رؤية تنتهك حقوق المرأة. الإسلام ليس إستثناءا، وهو ايضاً لن يكون الاستثناء عندما يتعلق الأمر بإصلاحه.
خلال النقاش طلب احد الحاضرين الكلمة. قال لي "إن هناك ديناً واحداً لم ينتهك حقوق المرأة منذ بدايته". نظرت إليه مستفسرة فقال "الدين البهائي". كان سويسرياً بهائيا، جاء مع زوجته لحضور الندوة.
شككت فيما يقول. كلٌ يدافع عن دينه. لكني سجلت ملاحظة ذهنية في عقلي، عاقدة العزم أن أقرأ المزيد عن البهائية.
"لعله لم يبالغ"، قلت لنفسي.
لكني انشغلت بين سفر ومحاضرات، وأسرتي.
-------
عدت إلى كتابة سلسلة الإسلام الإنساني. احترام الإنسان، كرامته، إرادته، وحقه في الاختيار هو جوهر مفهوم الإسلام الإنساني. المحبة أساسه. ورؤيته أن الدين كالشجرة، تنمو وتتطور، ليست حجراً من صلد، نعبده كصنم.
تشعبت خلال السلسلة، واستجابة لتجربة شخصية، تحدثت عن حقوق الملحدين والملحدات.
فجاءت رسالة من حامد. لم أكن في حاجة إلى أن أتذكره. صورته كانت محفورة في ذاكرتي.
يقترح فيها موضوع التمييز الذي تتعرض له الأقلية البهائية.
رددت عليه بالإيجاب، لكن الفرصة لم تسنح. الأسباب لامجال للخوض فيها الآن.
ثم بدأ الحديث عن بورما. والأقلية المسلمة في بورما. فقلت لنفسي، "ها قد حانت الفرصة".
وبدأت أقرأ.
فصَعُب علي ما قرأته. صَعُب علي ما يفعله الإنسان ضد اخيه الإنسان باسم الرحمن.
-----
لم يكذب السويسري البهائي. البهائية تدعو فعلاً إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات. تقول إن هذه المساواة هي مبدأ اخلاقي وروحي ضروري من اجل وحدة الجنس البشري والقضاء على الحروب. ورأيها أن تعليم المرأة سيؤدي إلى إنهاء الحروب بين الجنس البشري والقضاء عليها. لأنها، والكلمات هنا لنبي الدين البهائي بهاء الله، "ستستخدم كامل تأثيرها ضد الحرب ... و(ستكون)عنصراً رئيسياً في تأسيس السلام العالمي.." .
البهائية ديانة تعترف بكل الأديان السماوية، بما فيها الإسلام، وهي خرجت من رحم الإسلام، لكنها تعتبر نفسها ديانة مستقل.
تقول إن كل الأنبياء يتحدثون باسم الرحمن لكن بكلمات ينطقون بها هم، تتماشى مع بيئتهم وتبعاً للزمان الذي يعيشون فيه. ولأن الأمر
كذلك فإن الرحمن يرسل في كل زمان نبي (او نبيه؟) جديد(ة؟) ليعيد التواصل معه ولكن في صيغة تتماشى مع الواقع البشري المتجدد.
والتجديد يتطلب مراجعة الشرائع التي جاءت بها الأديان، والتغيير فيها على حسب الزمان الذي يعيش فيه الإنسان. منع تعددية الزوجات جزء من هذه المراجعة.
ضمن هذا المنظور، فإن نبي البهائية الذي عاش في فارس في القرن التاسع عشر، ثم نفته السلطات العثمانية إلى بغداد ثم حيفا، إنما جاء ضمن هذه السلسلة المتلاحقة من الأنبياء. هي مرحلة من مراحلة التطور الروحي التي يمر بها البشر عبر التاريخ ودوام تعاقبها.
تؤمن البهائية بوحدانية الرحمن، وتصر على وحدة الجنس البشري، وتشير مصادرها على ضرورة أن يتخلى كل مؤمن "عن كل لون من الوان التعصب والخرافات، ويجزم بأن هدف كل دين هو إشاعة الألفة والوئام، ويعتبر اتفاق الدين والعلم أمرأ جوهرياً وعاملاً من أهم العوامل التي تمنح المجتمع البشري السكينة والاطمئنان وتحمله على التقدم والعمر".
عدد أتباع وتابعات الدين البهائي لا يزيد عن ستة ملايين ينتشرون في كل انحاء العالم، منهم نحو 300 الف في إيران، على حسب كتاب مارجيت واربورج عن التاريخ الاجتماعي للبهائية.
تم إنشاء المركز الإداري العالمي للبهائية في حيفا وعكا، بعد أن نفت السلطات العثمانية نبي البهائية إلى تلك المنطقة، التي كانت تحت سيطرتها عام 1868. وكما أن القدس تظل مقدسة للمسلمين والمسيحين واليهود بغض النظر عن الدولة التي تحكمها، فإن ذلك المركز وضريح بهاء الله يظل مزاراً للبهائيين والبهائيات.
----
لاحظا أني عندما أكتب عن البهائية هنا لا أصدر أحكاماً عليها، ولا ألونها بانتمائي الديني.
قرأت عنها، جمعت المعلومات من مصادر متعددة، ولجأت إلى كتابات بحثية باللغتين الإنجليزية والألمانية كي أتأكد من صحة بعض المعلومات. ودونتها. ورغم عقلي الذي يشك دائماً فإن هدفي هنا ليس تشويه هذه الديانة. أردت أن اقدم لكما تعريفاً عنها من منظور اصحابها.
اصر على تسمية بهاء الله نبياً، لأن المؤمنين والمؤمنات بهذه الديانة يعتبرونه نبياً.
ونحن أيضاً في الدين الإسلامي نصر على تسمية نبينا الكريم، نبياً، ونتألم إذا قرر أتباع ديانة أخرى، أو باحثون وباحثات، تسميته بمصلح اجتماعي.
بالنسبة للمسلمين والمسلمات هو نبي. تماماً هو الحال بالنسبة للبهائيين والبهائيات. بهاء الله هو نبي.
وكي أكون صادقة معكما تعمدت أن أظهر الجوانب الإيجابية في الدين البهائي. لأن هناك فعلاً جوانب مضيئة ورائعة فيها. في الواقع اعجبتني كثيراً من مبادئها، ووجدت تلاقي، استغربت له، بين بعض محاور الإسلام الإنساني، والديانة البهائية. لكن هذا الحديث ليس هدف المقال.
اردت إظهار الجوانب الإيجابية في الديانة البهائية لأننا عندما نتحدث عنها، أو عندما يتحدث شيوخنا عنها، أو تشير إليها وسائل إعلامنا، مع استثناءات قليلة مضيئة، يحولونها إلى شيطان رجيم.
يعتبرونها جزءاً من مؤامرة صهيونية عالمية ضد الإسلام. كأن العالم لا هم له إلا أن يدبر مؤامرة ضد ديانتنا. يقوم ويصحى وهو يدعو على الإسلام بالدمار. والعكس صحيح. كم من شيخ يصيح ويصرخ كل جمعة، يدعو على الغير (مسلم من مذهب غير مذهبه) مسيحي يهودي علماني ليبرالي... بالقتل والهلاك.
نذهب للقاء الرحمن في المسجد، فنجد بدلاً من ذلك جيوشاً جرارة من حديث كراهية. كأن الله آلة حرب تقتل خلقه بلا تمييز.
أريد مسجداً يدعو إلى المحبة والرحمة. أريده معبراً عن نور الرحمن. فلا تطفئوا نوره.
هدفي إذن أن أدعوكما إلى الكف عن شيطنة كل ما هو مختلف عن ديننا.
البهائية ديانة بذاتها.
وكما أصر أنا على أن يحترم غيري ديني، أحترم أنا الديانة البهائية وأعتبرها مساوية لكل الأديان الأخرى، بما فيها الإسلام.
وعندما أتحدث مع إنسان بهائي، لا أنظر إلى ديانته، لا أتفحص فيها.
هو إنسان. احبه وأحترمه لأنه إنسان. نور الرحمن فيه، فكيف أكرهه؟
لا يهمني أي دين تؤمن به أو تؤمنين به. كونا ما شئتما، طالما احترمتا حقوق غيركما في الاختلاف.
في منطقتنا، الإنسان الذي يختلف في دينه، مذهبه، جنسه، لونه، فكره... يعاني كثيراً.
وحديثي هنا، رجوتكما ان لا تنسيا، يهدف إلى إبراز جوانب من واقع التمييز الذي يتعرض له المواطنون، وتتعرض له المواطنات، "المختلفين والمختلفات" في منطقتنا.
والتمييز الذي تتعرض له الأقلية البهائية بشع.
حديثه يطول، أعود إليه الأسبوع القادم.
http://elhammanea.blogspot.com/2012/08/1.html
http://elhammanea.blogspot.com/
وهذا هو الرد
الاسلام لا يميز بين رجل و مرأة واذا قلتي تعدد الزوجات فالدين البهائي يجيز التعدد لكن فقط اثنتين لا اربع
واما المساواة في الحقوق و الواجبات فهو {{ تماثل }} لا مساواة وشتان بينهما ولو تزوجت المرأة رجلين لما عرف ممن ولدها وشهوة الرجل اكبر من المرأة ( سمي الرجل حيوانا جنسيا لشهوته فانها كبيرة اقل الشيء يثيره فلذا المرأة تحتاج للحجاب و اللباس المناسب ) بالحجاب بنظرك تمييز ؟؟ وفعل الاعراب ليس دائما من الاسلام والمسلمين غير المؤمنين لكن المؤمنين مسلمين
وأما عن مركز البهائية فهو في حيفا وعكا اي في اسرائيل !! التي لم ترحم مسلم او مسيحي ورحمت البهائي فعندما يصلي المسلمون في القدس يضربون بمسيلات الدموع
وايضا حج البهائية لعكا ولم تفعل لهم ما فعلته للمسلمين ( ادري ان عند اليهود هيكل سليمان مكان القدس ) وهل هناك مؤسسات اسلامية في اسرائيل رغم تواجد المسلمين الذين لم يهاجروا اذا لماذا كل هذه الرحمة المفاجأة التي ظهرت لاسرائيل لا وتاريخهم حافل
و البهائيين معززين ومكرمين في ايران كجزء من الشعب لكن القادة الذين هم من يجب ان يوصفوا بالعملاء هم من
يعاقبون و انا لا اصدق كيف يصدقون ادلتهم فتعوتهم ليست للعقل لكن هناك شيء آخر فالشعب البهائي لا يتعرض للتمييز في ايران ولا تقولي ليس عندهم مناصب لأنه ميحرمون العمل السياسي كالحكم والوزير و النائب
والاسلام يشجع على عمل المرأة
والحمد لله رب العلمين
لكن نقول مؤامرة لأن الدين البهائي يحرم العمل السياسي واذا صار المجتمع بهائي فمن سيحكم اكيد عرفتي من
وأيضا لا تمييز ضد معتنقي الدين البهائي في ايران بعد الثورة
وانت لا تعرفين اسرائيل والغرب جيدا
لقد حدثتكم في موضوع سابق عن الهام مانع
و هي كاتبة واكاديمية يمنية- سويسرية، تعمل كأستاذ مشارك في معهد العلوم السياسية بجامعة زيوريخ - سويسرا .
وهذا تعريفها في مدونتها سأضيف لكم بعض الاشياء وهي ان من أول كتاباتها ( اخلعي الحجاب ) وقد قالت ان القول بان خلع الحجاب يفسد المجتمع يجعل الرجل حيوان جنسي والرأة وعاء جنسي
وهذه صورتها http://www.swissinfo.ch/media/cms/images/swissinfo/2009/01/sriimg20090114_10194836_1.jpg
والآن تتكلم عن الاقليات في البلدان الاسلامية بعدما حدث في بورما فقد كتبت مقالة " مادمنا نتحدث عن حقوق الاقليات في بورما " لكي تصرف الانظار عن اقليات بورما وتوجهها الى البهائيين واليهود وغيرهم وبدأت بالبهائيين
وقد ردد على مقالتها في مدونتها وسأضعه هنا مع انه نفس الرد ونفس الأسلوب فالرد يخاطبها هي
وهذا موضوعها
دكتورة إلهام مانع؟ “
جفلت قليلاً.
كنت قد دخلت مطار صنعاء، جواز سفري بيدي، واتجه لاستلام حقيبتي. وإذا بالصوت يحدثني من خلف. ترددت وأنا أسمعه يردد إسمي. اعرف أن صورتي كانت تنشر تباعاً في اليمن كلما نشرت صحيفة النداء مقالي الدوري، وأعرف أيضاً أن ارائي كانت تثير كثيراً من الجدل، ولذا حق لي أن لا أطمئن إلى السؤال.
لكن الصوت كان مرحباً.
التفت ووجدت أمامي رجلا شاباً حسن الهندام. "إسمي حامد ثابت"، قال لي مبتسماً. "وانا من قراءك". ابتسمت له وأنا أتفحصه، لم يبدُ لي يمنياً، رغم ملامحه الشرق أوسطيه. "أنا إيراني بهائي"، كأنه يرد على سؤال لم اطرحه.
بهائي.
كان مهماً بالنسبة له أن يحدد أنه بهائي.
وأنا لم اكن اعرف حينها عن البهائية سوى أن اعضاءها يتعرضون للاضطهاد كأقلية بسبب إنتماءهم الديني.
يعمل كمترجم ومستشار سياسي في السفارة الهولندية. وهو صحافي في الوقت نفسه. هو من فتح ملف زواج الطفلات في اليمن بعد أن قدم قضية نجود إلى العالم.
ابتهجت للقائه. جميل أن يعرف الإنسان إن ما يكتبه يُقرأ. والأهم انه يُقرأ من نوعية فريدة كحامد.
ثم انتهى اللقاء.
انا خرجت لأنفذ مهمة العمل التي كلفتني بها الوكالة السويسرية للتنمية. وهو خرج إلى مقر إقامته في صنعاء، وعمله.
بعد ذلك تحولت قضيته إلى قضية حرية. تابعتها.
تعرض بعد انتفاضة الشباب والشابات في فبراير 2011 لمضايقات وتحرش من السلطات الأمنية اليمنية. إتهموه انه هو الذي اوقف المساعدات الهولندية. وهو إتهام لا يظهر سوى عدم دراية وخبرة بالكيفية التي تتخذ فيها الدول قرارتها. بالتأكيد لن تعتمد على رؤية فرد واحد.
ثم طالبوه بالتجسس على من يعمل معه، وعندما رفض، سجنوه، وكادوا أن يرحلوه إلى إيران.
ولو حدث ذلك لتعرض الرجل للتعذيب إن لم يكن القتل.
هو بهائي.
لا تنسيا.
والتمييز الذي تتعرض له الأقلية البهائية في إيران بشع. أعود إلي هذه النقطة فيما بعد.
هولندا تصرفت كدولة متحضرة، ودافعت عن موظفها، واستطاعت في النهاية أن تخرجه من السجن، وتنقله إليها.
لا أؤمن بالمصادفات. اشعر احياناً ان يد القدر تدفعنا أحيانا للقاء اشخاص وافراد لسبب معين. ولقاءي بحامد كان له هدف.
-----
عاد إلي ذلك اللقاء في ندوة عقدها مركز ثقافي في لوتزرن بسويسرا حول كتابي، الذي نشر باللغة الألماني بعنوان "سأكسر جدار الخوف: الإسلام، الغرب، وحقوق الإنسان".
خلال تلك الندوة عبرت عن رأيي أن كل الأديان، بما فيها الإبراهيمية الثلاثة، قدمت في فترة ما من تاريخها رؤية تنتهك حقوق المرأة. الإسلام ليس إستثناءا، وهو ايضاً لن يكون الاستثناء عندما يتعلق الأمر بإصلاحه.
خلال النقاش طلب احد الحاضرين الكلمة. قال لي "إن هناك ديناً واحداً لم ينتهك حقوق المرأة منذ بدايته". نظرت إليه مستفسرة فقال "الدين البهائي". كان سويسرياً بهائيا، جاء مع زوجته لحضور الندوة.
شككت فيما يقول. كلٌ يدافع عن دينه. لكني سجلت ملاحظة ذهنية في عقلي، عاقدة العزم أن أقرأ المزيد عن البهائية.
"لعله لم يبالغ"، قلت لنفسي.
لكني انشغلت بين سفر ومحاضرات، وأسرتي.
-------
عدت إلى كتابة سلسلة الإسلام الإنساني. احترام الإنسان، كرامته، إرادته، وحقه في الاختيار هو جوهر مفهوم الإسلام الإنساني. المحبة أساسه. ورؤيته أن الدين كالشجرة، تنمو وتتطور، ليست حجراً من صلد، نعبده كصنم.
تشعبت خلال السلسلة، واستجابة لتجربة شخصية، تحدثت عن حقوق الملحدين والملحدات.
فجاءت رسالة من حامد. لم أكن في حاجة إلى أن أتذكره. صورته كانت محفورة في ذاكرتي.
يقترح فيها موضوع التمييز الذي تتعرض له الأقلية البهائية.
رددت عليه بالإيجاب، لكن الفرصة لم تسنح. الأسباب لامجال للخوض فيها الآن.
ثم بدأ الحديث عن بورما. والأقلية المسلمة في بورما. فقلت لنفسي، "ها قد حانت الفرصة".
وبدأت أقرأ.
فصَعُب علي ما قرأته. صَعُب علي ما يفعله الإنسان ضد اخيه الإنسان باسم الرحمن.
-----
لم يكذب السويسري البهائي. البهائية تدعو فعلاً إلى المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات. تقول إن هذه المساواة هي مبدأ اخلاقي وروحي ضروري من اجل وحدة الجنس البشري والقضاء على الحروب. ورأيها أن تعليم المرأة سيؤدي إلى إنهاء الحروب بين الجنس البشري والقضاء عليها. لأنها، والكلمات هنا لنبي الدين البهائي بهاء الله، "ستستخدم كامل تأثيرها ضد الحرب ... و(ستكون)عنصراً رئيسياً في تأسيس السلام العالمي.." .
البهائية ديانة تعترف بكل الأديان السماوية، بما فيها الإسلام، وهي خرجت من رحم الإسلام، لكنها تعتبر نفسها ديانة مستقل.
تقول إن كل الأنبياء يتحدثون باسم الرحمن لكن بكلمات ينطقون بها هم، تتماشى مع بيئتهم وتبعاً للزمان الذي يعيشون فيه. ولأن الأمر
كذلك فإن الرحمن يرسل في كل زمان نبي (او نبيه؟) جديد(ة؟) ليعيد التواصل معه ولكن في صيغة تتماشى مع الواقع البشري المتجدد.
والتجديد يتطلب مراجعة الشرائع التي جاءت بها الأديان، والتغيير فيها على حسب الزمان الذي يعيش فيه الإنسان. منع تعددية الزوجات جزء من هذه المراجعة.
ضمن هذا المنظور، فإن نبي البهائية الذي عاش في فارس في القرن التاسع عشر، ثم نفته السلطات العثمانية إلى بغداد ثم حيفا، إنما جاء ضمن هذه السلسلة المتلاحقة من الأنبياء. هي مرحلة من مراحلة التطور الروحي التي يمر بها البشر عبر التاريخ ودوام تعاقبها.
تؤمن البهائية بوحدانية الرحمن، وتصر على وحدة الجنس البشري، وتشير مصادرها على ضرورة أن يتخلى كل مؤمن "عن كل لون من الوان التعصب والخرافات، ويجزم بأن هدف كل دين هو إشاعة الألفة والوئام، ويعتبر اتفاق الدين والعلم أمرأ جوهرياً وعاملاً من أهم العوامل التي تمنح المجتمع البشري السكينة والاطمئنان وتحمله على التقدم والعمر".
عدد أتباع وتابعات الدين البهائي لا يزيد عن ستة ملايين ينتشرون في كل انحاء العالم، منهم نحو 300 الف في إيران، على حسب كتاب مارجيت واربورج عن التاريخ الاجتماعي للبهائية.
تم إنشاء المركز الإداري العالمي للبهائية في حيفا وعكا، بعد أن نفت السلطات العثمانية نبي البهائية إلى تلك المنطقة، التي كانت تحت سيطرتها عام 1868. وكما أن القدس تظل مقدسة للمسلمين والمسيحين واليهود بغض النظر عن الدولة التي تحكمها، فإن ذلك المركز وضريح بهاء الله يظل مزاراً للبهائيين والبهائيات.
----
لاحظا أني عندما أكتب عن البهائية هنا لا أصدر أحكاماً عليها، ولا ألونها بانتمائي الديني.
قرأت عنها، جمعت المعلومات من مصادر متعددة، ولجأت إلى كتابات بحثية باللغتين الإنجليزية والألمانية كي أتأكد من صحة بعض المعلومات. ودونتها. ورغم عقلي الذي يشك دائماً فإن هدفي هنا ليس تشويه هذه الديانة. أردت أن اقدم لكما تعريفاً عنها من منظور اصحابها.
اصر على تسمية بهاء الله نبياً، لأن المؤمنين والمؤمنات بهذه الديانة يعتبرونه نبياً.
ونحن أيضاً في الدين الإسلامي نصر على تسمية نبينا الكريم، نبياً، ونتألم إذا قرر أتباع ديانة أخرى، أو باحثون وباحثات، تسميته بمصلح اجتماعي.
بالنسبة للمسلمين والمسلمات هو نبي. تماماً هو الحال بالنسبة للبهائيين والبهائيات. بهاء الله هو نبي.
وكي أكون صادقة معكما تعمدت أن أظهر الجوانب الإيجابية في الدين البهائي. لأن هناك فعلاً جوانب مضيئة ورائعة فيها. في الواقع اعجبتني كثيراً من مبادئها، ووجدت تلاقي، استغربت له، بين بعض محاور الإسلام الإنساني، والديانة البهائية. لكن هذا الحديث ليس هدف المقال.
اردت إظهار الجوانب الإيجابية في الديانة البهائية لأننا عندما نتحدث عنها، أو عندما يتحدث شيوخنا عنها، أو تشير إليها وسائل إعلامنا، مع استثناءات قليلة مضيئة، يحولونها إلى شيطان رجيم.
يعتبرونها جزءاً من مؤامرة صهيونية عالمية ضد الإسلام. كأن العالم لا هم له إلا أن يدبر مؤامرة ضد ديانتنا. يقوم ويصحى وهو يدعو على الإسلام بالدمار. والعكس صحيح. كم من شيخ يصيح ويصرخ كل جمعة، يدعو على الغير (مسلم من مذهب غير مذهبه) مسيحي يهودي علماني ليبرالي... بالقتل والهلاك.
نذهب للقاء الرحمن في المسجد، فنجد بدلاً من ذلك جيوشاً جرارة من حديث كراهية. كأن الله آلة حرب تقتل خلقه بلا تمييز.
أريد مسجداً يدعو إلى المحبة والرحمة. أريده معبراً عن نور الرحمن. فلا تطفئوا نوره.
هدفي إذن أن أدعوكما إلى الكف عن شيطنة كل ما هو مختلف عن ديننا.
البهائية ديانة بذاتها.
وكما أصر أنا على أن يحترم غيري ديني، أحترم أنا الديانة البهائية وأعتبرها مساوية لكل الأديان الأخرى، بما فيها الإسلام.
وعندما أتحدث مع إنسان بهائي، لا أنظر إلى ديانته، لا أتفحص فيها.
هو إنسان. احبه وأحترمه لأنه إنسان. نور الرحمن فيه، فكيف أكرهه؟
لا يهمني أي دين تؤمن به أو تؤمنين به. كونا ما شئتما، طالما احترمتا حقوق غيركما في الاختلاف.
في منطقتنا، الإنسان الذي يختلف في دينه، مذهبه، جنسه، لونه، فكره... يعاني كثيراً.
وحديثي هنا، رجوتكما ان لا تنسيا، يهدف إلى إبراز جوانب من واقع التمييز الذي يتعرض له المواطنون، وتتعرض له المواطنات، "المختلفين والمختلفات" في منطقتنا.
والتمييز الذي تتعرض له الأقلية البهائية بشع.
حديثه يطول، أعود إليه الأسبوع القادم.
http://elhammanea.blogspot.com/2012/08/1.html
http://elhammanea.blogspot.com/
وهذا هو الرد
الاسلام لا يميز بين رجل و مرأة واذا قلتي تعدد الزوجات فالدين البهائي يجيز التعدد لكن فقط اثنتين لا اربع
واما المساواة في الحقوق و الواجبات فهو {{ تماثل }} لا مساواة وشتان بينهما ولو تزوجت المرأة رجلين لما عرف ممن ولدها وشهوة الرجل اكبر من المرأة ( سمي الرجل حيوانا جنسيا لشهوته فانها كبيرة اقل الشيء يثيره فلذا المرأة تحتاج للحجاب و اللباس المناسب ) بالحجاب بنظرك تمييز ؟؟ وفعل الاعراب ليس دائما من الاسلام والمسلمين غير المؤمنين لكن المؤمنين مسلمين
وأما عن مركز البهائية فهو في حيفا وعكا اي في اسرائيل !! التي لم ترحم مسلم او مسيحي ورحمت البهائي فعندما يصلي المسلمون في القدس يضربون بمسيلات الدموع
وايضا حج البهائية لعكا ولم تفعل لهم ما فعلته للمسلمين ( ادري ان عند اليهود هيكل سليمان مكان القدس ) وهل هناك مؤسسات اسلامية في اسرائيل رغم تواجد المسلمين الذين لم يهاجروا اذا لماذا كل هذه الرحمة المفاجأة التي ظهرت لاسرائيل لا وتاريخهم حافل
و البهائيين معززين ومكرمين في ايران كجزء من الشعب لكن القادة الذين هم من يجب ان يوصفوا بالعملاء هم من
يعاقبون و انا لا اصدق كيف يصدقون ادلتهم فتعوتهم ليست للعقل لكن هناك شيء آخر فالشعب البهائي لا يتعرض للتمييز في ايران ولا تقولي ليس عندهم مناصب لأنه ميحرمون العمل السياسي كالحكم والوزير و النائب
والاسلام يشجع على عمل المرأة
والحمد لله رب العلمين
لكن نقول مؤامرة لأن الدين البهائي يحرم العمل السياسي واذا صار المجتمع بهائي فمن سيحكم اكيد عرفتي من
وأيضا لا تمييز ضد معتنقي الدين البهائي في ايران بعد الثورة
وانت لا تعرفين اسرائيل والغرب جيدا