• زهرة اللوتس •
07-09-2012, 06:40 PM
فجأة توقفت السيارة لعطل ما , ترجلت من السيارة لأتعرف على سبب العطل وإذا بثقب قد توسط شبكة رادي تر السيارة وقد نضح ماءه كله ,
يا له من حظ عاثر , لا يوجد ماء في قناني البلاستك التي أحملها معي في السيارة , جميعها فارغة ,
والآن لابد لي من العثور على الماء , فحملت قنينتي البلاستيكية وتوجهت للبيوت القريبة مني لأحصل على بعض الماء ,
فلفتت أنتباهى المنطقة التي مررت بها وإذا ببيت أو بالأحرى هو عبارة عن غرفة يحيط بها سور طيني , قررت أن أطرق الباب , فخرج لي شاب متوسط العمر
فسلمت علية فرد السلام , وأومأ إلي بالدخول ,
فأخبرته أني بحاجة إلى بعض الماء للسيارة , تناول القنينة البلاستيكية مني ودخل إلى الدار,
ترك الباب مفتوح ولم أكن أختلس النظر بل هي النظرات باتت تتفحص المكان , فقد كان المكان شبه خالي من كل شيء ,
كانت أرضيته من التراب نفسه ,
بدا لي أنهم عائله لا يملكون أي شي بعدها بلحظات سمعت صوت لرجل يئن من الم ما وبان على صوته بأنه رجل أخذ منه المرض مأخذه وأثناء ما أنا عليه رأيت الشاب الذي أنتظره ليجلب لي الماء قد قصد تلك الغرفة مهرولا
وإذا به يشير إلي أن أدخل لأساعده بأمر ما
, فهرولت له
وما أن دخلت الغرفة حتى وقعت عيناي على ذلك الرجل الذي كنت قد سمعت صوته وهو يئن , لقد كان كبيرا في السن لكنه شبه مغمى عليه ,
فسندناه إلى الحائط ورششنا علية بعض الماء وبدء يستفيق شيئا فشيئا , كان يتنفس بصعوبة كبيرة .
عندها وبشكل لا أرادي باتت عيني تتجول على سقف وجدران الغرفة بل حتى على أثاث الغرفة أن كان يسمى أثاث لأنه كان عبارة عن أفرشة بالية جدا جدا وصندوق خشبي قد نخرته السنين ,
بالإضافة إلى الغرفة التي سقفت بالأعمدة الخشبية وصفائح الألمنيوم المستهلكة المملوءة بالثقوب الكبيرة والصغيرة التي لا ترحم من برد ولا تأوي من حر ,
رغم أني غرقت بتفكيري لكن لازال الشاب يردد قائلا : سليم هل أنت بخير كلمني رد علي ,
وإذا بالرجل المريض ( سليم ) يرد بصعوبة على الشاب : محمد لا تخف أنا بخير لكن أريد أن أستريح فلا تقلق ,
وما هي لحظات وإذا بوقع خطى تقترب من الغرفة بعد أن سمعت صوت الباب قد غلق وإذا به رجل قد أرهقه الدهر أكثر مما تتصوره كلماتي هذه
وما أن وقع نضر محمد على الرجل وإذا به يعانقه وهو يبكي
قائلا : سالم أن سليم ليس بخير ,
فرمى سالم بنفسه على سليم فتعانقوا الأخوة الثلاثة وهم يبكون , وبدل أن أصبرهم وأقول لهم الحمد لله على سلامة أخيكم ( سليم ) جلست وبشعور لا أرادي وأنا أشاركهم البكاء حتى طال البكاء بعد فترة هدأ الجميع وبدأ الأخوة ينضرون إلي وأنا أنضر إليهم لكن كنت إنا أحرج منهم ,
عندها اخبرهم محمد باني طلبت قليل من الماء , وأخبر سالم باني ساعدته في إسعاف سليم حين أغمي علية فرحبوا بي ،
وجهت الكلام للجميع وبالأخص إلى سالم : أرى البيت الذي تسكنون فيه آيل إلى السقوط في أي لحظة
لم أكمل كلامي حتى خاطبني سالم بقوله : كلا أنه ليس كما تضن لقد بنيته بنفسي فهو قوي ليصمد أن شاء الله
وسنبنيه أن سقط ههههههه ، كانت ضحكته بريئة وصادقة ونابعة من فطرته لأنها سكنت بقلبي
وأنا أبادله بابتسامة خفيفة
فقلت له : كم عدد أفراد عائلتكم لأني لا أرى سواكم في البيت
فأجاب سالم : نحن ثلاثة فقط ، بعدها سكت حتى أنتبه من لعلامات الاستغراب التي ملئت
وجهي فأردف قائلا :
مات أبي منذ زمن من بعيد بعده رحلت أمي منذ سنين قليلة فبقينا نحن الثلاثة
فسألته : هل لكم شقيقات
فأجاب : كلا
فقلت له : ألستم متزوجون على الأقل أنت أو سليم لأنكم تعديتم الأربعين
فأجاب بصوت فيه غصة ورأيت جفون عينيه تمتلئ بالدموع : إلا ترى نحن نملك لا شي
عندها غرقت بجوابه ولنفسه الأبية إذ لم يقل نحن لا نملك شيء بل قال : نحن نملك لا شيء
وبشعور لا أرادي انهمرت دموعي على خدي
للــــــــــــــــــــــــــه والفقـــــــــــــــــــــــــــــــراء
اي نحن منهم , قررت أن أساعدهم بما أستطيع
فعرضت عليهم مساعدتي ، فأبى أن يقبلها
فتعجبت
وقلت لسالم : لماذا ترفض مساعدتي
فأجاب : كل يوم أتوجه فيه للعمل أرجع ومعي ما يكفينا لليوم أو للاثنين فلا حاجه لنا بالكثير
فقلت له : أذا هي لسليم لأنه مريض وهو بحاجة إلى الدواء وعناية خاصة كي يسترد عافيته
فأجابني : لم أقصر مع سليم ما استطعت لان الله هو موزع الأرزاق
فصعقت من جوابه ليت كلنا نملك هكذا قناعة لما بقي محتاج على وجه الأرض
بعد إلحاحي عليه بقبول هذه الهدية وقلت له لا تضن أبها صدقة
فقال سليم : وجودك اليوم معنا وكلامي معك هو أعظم هدية قدمت لي فقد شعرت براحة تامة وأنا أبوح لك بما قلت
شكرتهم على مساعدتهم لي وودعتهم وأنا قاصد سيارتي وفي يدي قنينة الماء
وصحبت معي أعظم درس تعلمته في حياتي هو :-
عــــــــــــــزة النفس أعظم ما يمتلكه المــــــــــــــــــــرء
:::::::::
قصة حقيقة بقلم القاص " محمد الربيعاوي "
:::::
اختكم
زهرة اللوتس
يا له من حظ عاثر , لا يوجد ماء في قناني البلاستك التي أحملها معي في السيارة , جميعها فارغة ,
والآن لابد لي من العثور على الماء , فحملت قنينتي البلاستيكية وتوجهت للبيوت القريبة مني لأحصل على بعض الماء ,
فلفتت أنتباهى المنطقة التي مررت بها وإذا ببيت أو بالأحرى هو عبارة عن غرفة يحيط بها سور طيني , قررت أن أطرق الباب , فخرج لي شاب متوسط العمر
فسلمت علية فرد السلام , وأومأ إلي بالدخول ,
فأخبرته أني بحاجة إلى بعض الماء للسيارة , تناول القنينة البلاستيكية مني ودخل إلى الدار,
ترك الباب مفتوح ولم أكن أختلس النظر بل هي النظرات باتت تتفحص المكان , فقد كان المكان شبه خالي من كل شيء ,
كانت أرضيته من التراب نفسه ,
بدا لي أنهم عائله لا يملكون أي شي بعدها بلحظات سمعت صوت لرجل يئن من الم ما وبان على صوته بأنه رجل أخذ منه المرض مأخذه وأثناء ما أنا عليه رأيت الشاب الذي أنتظره ليجلب لي الماء قد قصد تلك الغرفة مهرولا
وإذا به يشير إلي أن أدخل لأساعده بأمر ما
, فهرولت له
وما أن دخلت الغرفة حتى وقعت عيناي على ذلك الرجل الذي كنت قد سمعت صوته وهو يئن , لقد كان كبيرا في السن لكنه شبه مغمى عليه ,
فسندناه إلى الحائط ورششنا علية بعض الماء وبدء يستفيق شيئا فشيئا , كان يتنفس بصعوبة كبيرة .
عندها وبشكل لا أرادي باتت عيني تتجول على سقف وجدران الغرفة بل حتى على أثاث الغرفة أن كان يسمى أثاث لأنه كان عبارة عن أفرشة بالية جدا جدا وصندوق خشبي قد نخرته السنين ,
بالإضافة إلى الغرفة التي سقفت بالأعمدة الخشبية وصفائح الألمنيوم المستهلكة المملوءة بالثقوب الكبيرة والصغيرة التي لا ترحم من برد ولا تأوي من حر ,
رغم أني غرقت بتفكيري لكن لازال الشاب يردد قائلا : سليم هل أنت بخير كلمني رد علي ,
وإذا بالرجل المريض ( سليم ) يرد بصعوبة على الشاب : محمد لا تخف أنا بخير لكن أريد أن أستريح فلا تقلق ,
وما هي لحظات وإذا بوقع خطى تقترب من الغرفة بعد أن سمعت صوت الباب قد غلق وإذا به رجل قد أرهقه الدهر أكثر مما تتصوره كلماتي هذه
وما أن وقع نضر محمد على الرجل وإذا به يعانقه وهو يبكي
قائلا : سالم أن سليم ليس بخير ,
فرمى سالم بنفسه على سليم فتعانقوا الأخوة الثلاثة وهم يبكون , وبدل أن أصبرهم وأقول لهم الحمد لله على سلامة أخيكم ( سليم ) جلست وبشعور لا أرادي وأنا أشاركهم البكاء حتى طال البكاء بعد فترة هدأ الجميع وبدأ الأخوة ينضرون إلي وأنا أنضر إليهم لكن كنت إنا أحرج منهم ,
عندها اخبرهم محمد باني طلبت قليل من الماء , وأخبر سالم باني ساعدته في إسعاف سليم حين أغمي علية فرحبوا بي ،
وجهت الكلام للجميع وبالأخص إلى سالم : أرى البيت الذي تسكنون فيه آيل إلى السقوط في أي لحظة
لم أكمل كلامي حتى خاطبني سالم بقوله : كلا أنه ليس كما تضن لقد بنيته بنفسي فهو قوي ليصمد أن شاء الله
وسنبنيه أن سقط ههههههه ، كانت ضحكته بريئة وصادقة ونابعة من فطرته لأنها سكنت بقلبي
وأنا أبادله بابتسامة خفيفة
فقلت له : كم عدد أفراد عائلتكم لأني لا أرى سواكم في البيت
فأجاب سالم : نحن ثلاثة فقط ، بعدها سكت حتى أنتبه من لعلامات الاستغراب التي ملئت
وجهي فأردف قائلا :
مات أبي منذ زمن من بعيد بعده رحلت أمي منذ سنين قليلة فبقينا نحن الثلاثة
فسألته : هل لكم شقيقات
فأجاب : كلا
فقلت له : ألستم متزوجون على الأقل أنت أو سليم لأنكم تعديتم الأربعين
فأجاب بصوت فيه غصة ورأيت جفون عينيه تمتلئ بالدموع : إلا ترى نحن نملك لا شي
عندها غرقت بجوابه ولنفسه الأبية إذ لم يقل نحن لا نملك شيء بل قال : نحن نملك لا شيء
وبشعور لا أرادي انهمرت دموعي على خدي
للــــــــــــــــــــــــــه والفقـــــــــــــــــــــــــــــــراء
اي نحن منهم , قررت أن أساعدهم بما أستطيع
فعرضت عليهم مساعدتي ، فأبى أن يقبلها
فتعجبت
وقلت لسالم : لماذا ترفض مساعدتي
فأجاب : كل يوم أتوجه فيه للعمل أرجع ومعي ما يكفينا لليوم أو للاثنين فلا حاجه لنا بالكثير
فقلت له : أذا هي لسليم لأنه مريض وهو بحاجة إلى الدواء وعناية خاصة كي يسترد عافيته
فأجابني : لم أقصر مع سليم ما استطعت لان الله هو موزع الأرزاق
فصعقت من جوابه ليت كلنا نملك هكذا قناعة لما بقي محتاج على وجه الأرض
بعد إلحاحي عليه بقبول هذه الهدية وقلت له لا تضن أبها صدقة
فقال سليم : وجودك اليوم معنا وكلامي معك هو أعظم هدية قدمت لي فقد شعرت براحة تامة وأنا أبوح لك بما قلت
شكرتهم على مساعدتهم لي وودعتهم وأنا قاصد سيارتي وفي يدي قنينة الماء
وصحبت معي أعظم درس تعلمته في حياتي هو :-
عــــــــــــــزة النفس أعظم ما يمتلكه المــــــــــــــــــــرء
:::::::::
قصة حقيقة بقلم القاص " محمد الربيعاوي "
:::::
اختكم
زهرة اللوتس