مرتضى علي الحلي
08-09-2012, 09:26 PM
:سؤال :
============
إذا كان المحتوم هو عبارة عن أمر قُضي فيه بالجزم ولا يمكن أن يطاله التبديل والتغيير .
فألا يُعتبرُ التعجيلُ أوالتأخيرُ للظهور الشريف للإمام المهدي:عليه السلام:
يقع ضمناً في إطار التغيير للمحتوم ؟
واذا قلنا إنَّ الظهورَ المُقدَّس للإمام المهدي:عليه السلام:
هو أمرُ الله الذي لايُبدَّل
فكيف نُوفِّق بذلك مع قوله تعالى في سورة النحل
:1:النحل (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ))
: الجواب :
=========
:1:
إنَّ التأخير أو التقريب أو التعجيل للظهور الشريف (الحتمي )
هو فعلٌ من الله
إذا ما وقع فلا يُعتبر تصرفاً في المحتوم أبدا و لا يكون تغييرا في واقع المحتوم
بل هو أمر يقع خارجَ مفهوم المحتوم وماهيته
:2:
واقعاً لا يُوجد أي تنافٍ في عملية التعجيل أو التأخير و وقوع الأمر المحتوم حتى نحتاج إلى التوفيق والجمع بين المتنافيين
وما ذُكِرَ في الآية الأولى من سورة النمل .
((أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) النحل1
وإن كان المقصود بعدم الإستعجال هنا
هو عدم الإستعجال في طلب تحقق الشيء قبل وقوعه وحينه في التوقيت الإلهي لأمر ه سبحانه في موعد الساعة أو ظهور الإمام المهدي:عليه السلام:
بحسب ما ورد في بيان مصداق هذه الآية
فالمعنى هو أنَّ أمر الله تعالى الحتمي أيّاً كان : ظهور الإمام المهدي
:عليه السلام:
أو
: قيام الساعة:
هو حقيقٌ وحتمي في التحقق والوقوع
والدليل إستعمال صيغة الفعل الماضي في القضايا المُنتَظَرة مُستقبلاً والتي لم تتحقق بعد.
وهذا هو عين البلاغة والفصاحة القرآنية في تنزيل الأمر المُستقبلي بمنزلة الفعل الماضي والمفروغ من تحققه
وكأنَّ الأمر قد جُزِمَ به وجُعِلَ بمنزلة المُتحقق الفعلي في علم الله تعالى
فلم يبقَ إلاَ وقت تحققه في الخارج
وعلى هذا الأساس حتى إذا كان ظهور الإمام المهدي :عليه السلام:
هو أمرُ الله تعالى وقد طلب منا عدم الإستعجال فيه .
فهذا أيضا لايُنافي طلبنا ودعائنا بتعجيل الظهور الشريف
إذ المقصود بعدم الإستعجال في طلب تحقق أمر الله تعالى
أي لا تطلبوا أمراً لم يحن وقت تحققه في علم الله تعالى بصورة عامة
وإن كان الأمر غير مُحدد بوقت معين بل هوأمرٌ مُرتبط بالحكمة والشروط والأسباب الوجودية
وإن إستجابة الله تعالى لدعائنا
لو وقعتْ في تعجيل الفرج الشريف وتقريبه
هي أيضا لاتنافي النهي الإرشادي الإلهي في الإستعجال
لأنَّ الإستعجال هنا كان في واقعه طلباً لتحقق أمرٍ قد تم التكذيب به بحسب مفاد وتفسير الآية الشريفة
لذا جاء النهي الإرشادي الإلهي
:فلا تستعجلوه :
تحدياً لإنكار المُنكرين للحتميات وجزميّة تحققها وجوديا
وهو بهذا المعنى يختلف مفهومياً وقصدياً عن مفهوم التعجيل و التقريب للظهور الشريف
وبهذا يتبين الفارق بين المفهومين التعجيل و الإستعجال
وحتى أنَّ الروايات الصحيحة أشارت إلى هذا الأمر المنهي عنه إرشاديا
فيروى عن الإمام علي :عليه السلام: أنه قال
هلكتْ المحاضير
أي :المستعجلون في أمر الفرج::
ونجى المقربون وثبت الحصى على أوتادهم ، أقسم بالله قسما حقا إنَّ بعد الغم فتحا عجبا :
:الكافي : الكليني :ج8:ص294:
فالتعجيل وطلب تقريب الظهور الشريف
هو أمرٌ حسنٌ وندبتْ إليه الروايات الصحيحة
بخلاف الإستعجال فهو أمرٌ مذموم قرآنيا وروائيا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :
============
إذا كان المحتوم هو عبارة عن أمر قُضي فيه بالجزم ولا يمكن أن يطاله التبديل والتغيير .
فألا يُعتبرُ التعجيلُ أوالتأخيرُ للظهور الشريف للإمام المهدي:عليه السلام:
يقع ضمناً في إطار التغيير للمحتوم ؟
واذا قلنا إنَّ الظهورَ المُقدَّس للإمام المهدي:عليه السلام:
هو أمرُ الله الذي لايُبدَّل
فكيف نُوفِّق بذلك مع قوله تعالى في سورة النحل
:1:النحل (( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ))
: الجواب :
=========
:1:
إنَّ التأخير أو التقريب أو التعجيل للظهور الشريف (الحتمي )
هو فعلٌ من الله
إذا ما وقع فلا يُعتبر تصرفاً في المحتوم أبدا و لا يكون تغييرا في واقع المحتوم
بل هو أمر يقع خارجَ مفهوم المحتوم وماهيته
:2:
واقعاً لا يُوجد أي تنافٍ في عملية التعجيل أو التأخير و وقوع الأمر المحتوم حتى نحتاج إلى التوفيق والجمع بين المتنافيين
وما ذُكِرَ في الآية الأولى من سورة النمل .
((أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ )) النحل1
وإن كان المقصود بعدم الإستعجال هنا
هو عدم الإستعجال في طلب تحقق الشيء قبل وقوعه وحينه في التوقيت الإلهي لأمر ه سبحانه في موعد الساعة أو ظهور الإمام المهدي:عليه السلام:
بحسب ما ورد في بيان مصداق هذه الآية
فالمعنى هو أنَّ أمر الله تعالى الحتمي أيّاً كان : ظهور الإمام المهدي
:عليه السلام:
أو
: قيام الساعة:
هو حقيقٌ وحتمي في التحقق والوقوع
والدليل إستعمال صيغة الفعل الماضي في القضايا المُنتَظَرة مُستقبلاً والتي لم تتحقق بعد.
وهذا هو عين البلاغة والفصاحة القرآنية في تنزيل الأمر المُستقبلي بمنزلة الفعل الماضي والمفروغ من تحققه
وكأنَّ الأمر قد جُزِمَ به وجُعِلَ بمنزلة المُتحقق الفعلي في علم الله تعالى
فلم يبقَ إلاَ وقت تحققه في الخارج
وعلى هذا الأساس حتى إذا كان ظهور الإمام المهدي :عليه السلام:
هو أمرُ الله تعالى وقد طلب منا عدم الإستعجال فيه .
فهذا أيضا لايُنافي طلبنا ودعائنا بتعجيل الظهور الشريف
إذ المقصود بعدم الإستعجال في طلب تحقق أمر الله تعالى
أي لا تطلبوا أمراً لم يحن وقت تحققه في علم الله تعالى بصورة عامة
وإن كان الأمر غير مُحدد بوقت معين بل هوأمرٌ مُرتبط بالحكمة والشروط والأسباب الوجودية
وإن إستجابة الله تعالى لدعائنا
لو وقعتْ في تعجيل الفرج الشريف وتقريبه
هي أيضا لاتنافي النهي الإرشادي الإلهي في الإستعجال
لأنَّ الإستعجال هنا كان في واقعه طلباً لتحقق أمرٍ قد تم التكذيب به بحسب مفاد وتفسير الآية الشريفة
لذا جاء النهي الإرشادي الإلهي
:فلا تستعجلوه :
تحدياً لإنكار المُنكرين للحتميات وجزميّة تحققها وجوديا
وهو بهذا المعنى يختلف مفهومياً وقصدياً عن مفهوم التعجيل و التقريب للظهور الشريف
وبهذا يتبين الفارق بين المفهومين التعجيل و الإستعجال
وحتى أنَّ الروايات الصحيحة أشارت إلى هذا الأمر المنهي عنه إرشاديا
فيروى عن الإمام علي :عليه السلام: أنه قال
هلكتْ المحاضير
أي :المستعجلون في أمر الفرج::
ونجى المقربون وثبت الحصى على أوتادهم ، أقسم بالله قسما حقا إنَّ بعد الغم فتحا عجبا :
:الكافي : الكليني :ج8:ص294:
فالتعجيل وطلب تقريب الظهور الشريف
هو أمرٌ حسنٌ وندبتْ إليه الروايات الصحيحة
بخلاف الإستعجال فهو أمرٌ مذموم قرآنيا وروائيا .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مرتضى علي الحلي : النجف الأشرف :