المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة تعويض الله تعالى للخلق ... بقلم فضيلة الاستاذ فاضل البديري


السيد الكربلائي
09-09-2012, 09:59 PM
رشحة عقائدية مفيدة

بسم الله الرحمن الرحيم
هناك معركة علمية بين المذاهب الكلامية الاسلامية حول مسألة تعويض الله تعالى للخلق، وطلب مني بعض الزملاء والفضلاء ايضاح الحل الأمثل لها، حاصلها:

هل يعوّض الله تعالى يوم القيامة هذا المخلوق الذي يتعرض للألم والإيذاء بسبب ما خلقه الخالق، تطبيقاً لقانون العدالة الذي أقرّه الله تعالى، وهنا صور:

الأولى: لو غرق شخص في البحر ومات فهل يعوضه الله تعالى بسبب البحر؟ لأن الله هو الذي أعطى البحر هذه القوة الموجية فأغرقت هذا المخلوق.

الثانية: لو قتل الحيوان المفترس انساناً فهل يعوضه الله تعالى؟ لأن هذا الحيوان ما قتل الانسان الا بقدرة الله حينما اعطاه هذه القوة الإفتراسية.

الثالثة: لو حصل زلزال أو فيضان ومات المخلوق هل يعوضه الله تعالى؟ لأنه فعل الله تعالى.

الرابعة: لو قتل الإنسان انسانا آخر فهل يعوضه الله تعالى أو قتل بسبب الإنسان كالمرأة تموت بسبب جنينها، لأن ذلك الإنسان ما قتل ذلك الآخر الا بقدرة الله تعالى.

الخامسة: هل يعوّض الله تعالى المجنون والصبي الذي يموت والمعوق والذي يموت بسب مرض فتاك؟

السادسة: لو قتل الانسان حيوانا، فهل يعوّض الله تعالى هذا الحيوان؟ بسب تسليط الانسان عليه بقدرة الله.

السابعة: لو قتل الحيوان حيوانا آخر، فهل يعوضّه الله تعالى؟

الثامنة: هل يعوّض الله تعالى الشمس والقمر والكواكب والأشجار والتراب وما الى ذلك مما عانت منه المخلوقات ما عانت؟

وهكذا سائر ما يتعلق بالمخلوق من ايذاء بسبب ما خلقه الله تعالى وبث فيه القدرة.

سؤال مهم: كيف يعوّض الله تعالى هذا المخلوق؟ وهل يفرق في الإنسان بين المسلم والكافر؟ وكيف يعوّض الكافر؟

ونحن سنجيب على هذه التساؤلات كلها يوم الجمعة القادم 14/9 ريثما نعطي فرصة للأخوة الأعزاء لعصارة أفكارهم ولمواجهة علماء الكلام في هذا العصر
والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري الأحد 21\شوال \1433)

الجزائرية
10-09-2012, 04:00 PM
بانتظاركم ان شاء الله.

السيد الكربلائي
14-09-2012, 10:57 PM
والجواب:

أولاً: إن المخلوق إذا كان إنساناً بالغاً عاقلاً فان الله تعالى يعوّضه بدل ما تعرض له من آلام بحسب قانون العدالة الذي ألزم نفسه المقدسة به، فلو غرق في البحر أو احترق في النار أو قتله حيوان أو مرض فتاك أو نتيجة زلزال أو فيضان أو بركان أو ماتت المرأة بسب الطلق وما الى ذلك من الحوادث التي لم تكن تحت اختيار الانسان، وهذا هو قانون العدالة الذي ألزم نفسه المقدسة به، وذلك لأن الله تعالى هو الذي أعطى تلك القدرة لتلك الحوادث من البحر والحيوانات والفيضانات ونحوها، ولولاها لما تمكنت من قتل الإنسان، والإنسان مكرم عند الله تعالى ومعنى تكريمه هو تعويضه عما يلحق به.

فان كان الإنسان مؤمناً زاد الله في درجاته وحسناته بقدر آلامه، واقتص من الظالم بأن يأخذ من حسناته، وان لم يكن له حسنات زاد عليه العذاب وعوض الله تعالى المؤمن من عوضه الخاص، وإن كان كافراً خفف عنه العذاب بقدر تلك الآلام.

ثانياً: وإذا كان الإنسان غير بالغ أو غير عاقل فان الله تعالى يعوّضه وذلك بأن يدخله الجنة، لأن الجنة تكريم وتفضيل وإنعام، وبني آدم مكرمون مفضلون، فيدخلون الجنة بغير حساب.

ثالثاً: وإذا كان المخلوق حيواناً، فان قتله حيوان مثله فلا تعويض لأن طبيعة الحيوان طبيعة عدوانية في كلا الطرفين، والتكريم خاص ببني البشر، وليس بالحيوان، لأن تعويضه كيف يكون ؟ اما بالإقتصاص من الحيوان الآخر وهذا غير ممكن لأن الله تعالى هو الذي أودع الطبيعة الحيوانية فيه فكيف يقتص منه؟ وإما أن يعوّض الحيوان المقتول وهو غير ممكن لأن تعويضه معناه دخول الجنة، والحيوان لا يدخل الجنة، لأن الجنة خاصة بالبشر المكرمين، والحيوان مسخر للإنسان وليس مخلوقاً لأجل أن يدخل الجنة أو يتكامل نحو الخير.

وأما ما ورد في بعض الأحاديث من تعويض الحيوان والقصاص فهي أخبار آحاد لا تصلح لأن تكون دليلا على قضية عقائدية لأن المطلوب فيها القطع واليقين، والعقل يرفض تعويض الحيوان لو قتله مثله بسبب طبيعة الحيوان، فلابد من طرح تلك الأحاديث بعد مخالفتها للعقل، وهذا هو قانون التسخير.

وان قتله انسان ايضا لا يعوضه الله تعالى ولا يقتص من الإنسان ، لأن الحيوان مخلوق مسخر للإنسان فكيف يقتص منه!

فالحيوان يحشره الله تعالى ليبين للإنسان أن ما خلق كل هذه المخلوقات الا لأجله ومع ذلك فقد كفر أو عصى، ثم يأمر بها فتتلاشى، بلا تعويض ولا أي شيء آخر.

رابعاً: واما سائر المخلوقات من الكواكب والمياه والهواء فانها تتلاشى ايضا بعد ان يجمعها الله تعالى للانسان، لأن كلها مسخرات للإنسان، فلا تعويض ولا أي شيء آخر.

فاذن التكريم والتعويض والقصاص فقط للبشر، فان كان مؤمنا يأخذ من ذلك الذي آلمه حسنات ويعطيها للمظلوم وإن كان الظالم كافرا فيعوضه الله من من نعمه الخاصة، ويزيد في عذاب الكافر، واذا كان المظلوم كافراً، فانه يخفف عنه العذاب ولكن لا يعطيه حسنات من المؤمن، لأن الكافر لا يستحق الحسنات، وأما الحيوانات وسائر المخلوقات فلا تعويض ولا قصاص بل مصيرها الى الفناء لأنها مخلوقة مسخرة للإنسان، والمسخر ليس له شيء من التعويض بعد انتهاء وظيفته، والحمد لله رب العالمين
(فاضل البديري).

أبواسد البغدادي
15-09-2012, 12:48 PM
اللهم صل على محمد وآل محمد
جزيتم خيرا اخي الجليل .... وسلامي للشيخ الفاضل
بداية اقول .. اقتبست هذه الجملةمن كلام الشيخ ..((وما الى ذلك من الحوادث التي لم تكن تحت اختيار الانسان،,,, )
وهذه الجملة تكاد تشرح وتبين كل المسائل المتعلقة بتعويض الانسان المظلوم ( مؤمنا كان ام كافرا ... مع الفارق )
وثانيا ...بالنسبة لمسالة تعويض الحيوان كلامكم في محله ومقنع ومنطقي...
ولكن قولكم شيخنا الفاضل ... ((ولا يقتص من الإنسان ؟))
بالنسبة لتعويض الحيوان اجلكم الله بالفعل الواقع عليه من الانسان اختيارا؟
الايعد ذلك ظلم للنفس .. والمسالة فيها سواء رجعنا الى الرواية او الخبر
الذي يتناول التعدي اولنقل قتل الحيوان بدون الحاجة اليه اوعبثا اغيره .
الا يعد عند العقلاء امرا غير مرغوب فيه اوماتنفر منه الطباع ؟؟
ووامابالنسبة للرواية على سبيل المثال ( قول امير المؤمنين والله لواعطيت ..... على ان اسلب نملة ... ) وانتم اعلم بالمسالة ..ماقولكم فيها بعد ظمها الى كلام العقلاء ...
وثالثا .. من خلال تحقيقكم هل .. روايات قتل الحيوان ومعاقبة الانسان الفاعل بالاختيار او النهي اوالتنكيل بها جاءت ( كروايات آحاد كسابقتها في سياق كلامكم ؟؟؟))
جزيتم عن الاسلام خيرا .. وتقبلوا مروري كوني احب المسائل الكلامية
ممنون منكم

السيد الكربلائي
16-09-2012, 09:37 AM
شكرا لكم وكلامكم صحيح، ولكنه من الناحية الأخلاقية فقط، أي ان الانسان عابث بمخلوقات الله من دون مبرر، ولكن لا يقتص منه لأجل الحيوان لأن الحيوان مسخر للإنسان ولا يمكن للمولى أن يقتص من الإنسان بسبب ايذاء ما سخره الله، نعم ذلك يكشف عن سوء باطنه وخبثه وهذا شيء آخر ربما يحصل بسببه شيء آخر

الروح
07-10-2012, 02:41 PM
السلام عليكم..
بوركتم وتباركتم للموضوع الرائع
جزاكم الله خير الجزاء
ودي

الروح
07-10-2012, 02:44 PM
ينقل الى قسم الحوزة العلمية

ودي