حرت بين السهم والجود
10-09-2012, 01:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
كيف يرضى الله لنبيه أن يُدفن إلى جواره كافران؟
أما أولا؛ فلأن دفن أبو بكر وعمر بجواره (صلى الله عليه وآله) لم يكن بأمر الله تعالى أو بأمره أو بأمر خليفته الشرعي أو أهل بيته (عليهم السلام) بل كان بأمر الحكومة الانقلابية غير الشرعية، فيكون الدفن غصبيا، وبقاء مدفنهما بجواره (صلى الله عليه وآله) شاهد على هذا الغصب والانتهاك لبيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وكفى به دليلا على سوء عاقبتهما وعاقبة كل من يؤيّدهما. قال الله تعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ“. (الأحزاب: 54) والاحتجاج بأن هذا الدفن قد تم بإذن عائشة مردود بما فصّلناه في جواب سابق من أنها لا تملك هذا الحق أصلا، إذ ليس البيت بيتها شرعا.
وأما ثانيا؛ فعلى فرض أن جيفتيهما باقيتان عنده (صلى الله عليه وآله) فإن ذلك لا يمسّه بشيء، فهما في حفرتين من حفر النيران، وهو (صلى الله عليه وآله) في أعلى الجنان. وقد قال دعبل الخزاعي في وصف حال مجاورة قبر الإمام الرضا (عليه السلام) لقبر هارون الرشيد عليه لعائن الله:
قبران في طوس خير الناس كلّهم وقبرِ شرّهم هذا من العبرِ
ماينفع الرجسَ من قربِ الزكي وما على الزكيّ بقربِ الرجسِ من ضررِ
وأما ثالثا؛ فإن نفس جسد النبي (صلى الله عليه وآله) ليس في هذا القبر، وإنما قد رفعه الله تعالى إلى الجنة، لما ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ”ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بيعد ويسمعونه في مواضع آثارهم من قريب“. (كامل الزيارات ص544 والكافي ج4 ص567 وغيرهما).
وأما رابعا؛ فإن جيفتيْ أبو بكر وعمر ليسا باقييْن في هذين القبريْن، وإنما قد قامت الملائكة بنقلهما إلى وادي برهوت حيث العذاب، واستبدلتهما بصاحبيْ رسول الله سلمان وأبو ذر (رضوان الله تعالى عليهما) ولذلك كان النبي (صلى الله عليه وآله) يشير إليهما بأنهما من أهل البيت. روى الشيخ الطوسي (عليه الرحمة) بسنده عن أبي بصير قال: ”حججت مع أبي عبد الله عليه السلام حتى إذا زار قبر جدّه صلى الله عليه وآله بالمدينة وزرنا معه؛ فقال له رجل من بني يقظان: يابن رسول الله.. إنهم يزعمون أنهم يزورون أبا بكر وعمر في هذه القبة! فقال عليه السلام: مه يا أخا يقظان، إنهم كذبوا! فوالله لو نُبش قبرهما لوُجد في مكانهما سلمان وأبو ذر، فوالله إنهما أحق بهذا الموضع من غيرهما. قال أبو بصير: فقلت: يابن رسول الله.. كيف يكون انتقال الميت ووضع آخر مكانه؟ فقال عليه السلام: يا أبا محمد.. إن الله عز وجل خلق سبعين ألف ملك يُقال لهم النقّالة، ينتشرون في مشارق الأرض ومغاربها، فيأخذون أموات العباد ويدفنون كلا منهم مكانا يستحقه، وأنهم يسلبون جسد الميت عن نعشه ويضعون آخر مكانه من حيث لا يدرون ولا يشعرون، وما ذلك ببعيد وما الله بظلام للعبيد“. (نفس الرحمن في فضائل سلمان للميرزا النوري ص636 عن كشف الحق وفوائد الفوائد وابن طاووس).
لذا فبقاء الوضعية الحالية بما تستبعه من تصوّرات خاطئة في أذهان العامة راجع لحكمة إلهية، فالناجي هو ذلك الذي يتوصّل إلى أن دفن أبي بكر وعمر بجوار النبي مثلبة لا منقبة إذ هو اغتصاب للبيت النبوي.
ونسألكم الدعاء...~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
كيف يرضى الله لنبيه أن يُدفن إلى جواره كافران؟
أما أولا؛ فلأن دفن أبو بكر وعمر بجواره (صلى الله عليه وآله) لم يكن بأمر الله تعالى أو بأمره أو بأمر خليفته الشرعي أو أهل بيته (عليهم السلام) بل كان بأمر الحكومة الانقلابية غير الشرعية، فيكون الدفن غصبيا، وبقاء مدفنهما بجواره (صلى الله عليه وآله) شاهد على هذا الغصب والانتهاك لبيت رسول الله صلى الله عليه وآله، وكفى به دليلا على سوء عاقبتهما وعاقبة كل من يؤيّدهما. قال الله تعالى: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ“. (الأحزاب: 54) والاحتجاج بأن هذا الدفن قد تم بإذن عائشة مردود بما فصّلناه في جواب سابق من أنها لا تملك هذا الحق أصلا، إذ ليس البيت بيتها شرعا.
وأما ثانيا؛ فعلى فرض أن جيفتيهما باقيتان عنده (صلى الله عليه وآله) فإن ذلك لا يمسّه بشيء، فهما في حفرتين من حفر النيران، وهو (صلى الله عليه وآله) في أعلى الجنان. وقد قال دعبل الخزاعي في وصف حال مجاورة قبر الإمام الرضا (عليه السلام) لقبر هارون الرشيد عليه لعائن الله:
قبران في طوس خير الناس كلّهم وقبرِ شرّهم هذا من العبرِ
ماينفع الرجسَ من قربِ الزكي وما على الزكيّ بقربِ الرجسِ من ضررِ
وأما ثالثا؛ فإن نفس جسد النبي (صلى الله عليه وآله) ليس في هذا القبر، وإنما قد رفعه الله تعالى إلى الجنة، لما ورد عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام: ”ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأرض بعد موته أكثر من ثلاثة أيام حتى ترفع روحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما تؤتى مواضع آثارهم ويبلغهم السلام من بيعد ويسمعونه في مواضع آثارهم من قريب“. (كامل الزيارات ص544 والكافي ج4 ص567 وغيرهما).
وأما رابعا؛ فإن جيفتيْ أبو بكر وعمر ليسا باقييْن في هذين القبريْن، وإنما قد قامت الملائكة بنقلهما إلى وادي برهوت حيث العذاب، واستبدلتهما بصاحبيْ رسول الله سلمان وأبو ذر (رضوان الله تعالى عليهما) ولذلك كان النبي (صلى الله عليه وآله) يشير إليهما بأنهما من أهل البيت. روى الشيخ الطوسي (عليه الرحمة) بسنده عن أبي بصير قال: ”حججت مع أبي عبد الله عليه السلام حتى إذا زار قبر جدّه صلى الله عليه وآله بالمدينة وزرنا معه؛ فقال له رجل من بني يقظان: يابن رسول الله.. إنهم يزعمون أنهم يزورون أبا بكر وعمر في هذه القبة! فقال عليه السلام: مه يا أخا يقظان، إنهم كذبوا! فوالله لو نُبش قبرهما لوُجد في مكانهما سلمان وأبو ذر، فوالله إنهما أحق بهذا الموضع من غيرهما. قال أبو بصير: فقلت: يابن رسول الله.. كيف يكون انتقال الميت ووضع آخر مكانه؟ فقال عليه السلام: يا أبا محمد.. إن الله عز وجل خلق سبعين ألف ملك يُقال لهم النقّالة، ينتشرون في مشارق الأرض ومغاربها، فيأخذون أموات العباد ويدفنون كلا منهم مكانا يستحقه، وأنهم يسلبون جسد الميت عن نعشه ويضعون آخر مكانه من حيث لا يدرون ولا يشعرون، وما ذلك ببعيد وما الله بظلام للعبيد“. (نفس الرحمن في فضائل سلمان للميرزا النوري ص636 عن كشف الحق وفوائد الفوائد وابن طاووس).
لذا فبقاء الوضعية الحالية بما تستبعه من تصوّرات خاطئة في أذهان العامة راجع لحكمة إلهية، فالناجي هو ذلك الذي يتوصّل إلى أن دفن أبي بكر وعمر بجوار النبي مثلبة لا منقبة إذ هو اغتصاب للبيت النبوي.
ونسألكم الدعاء...~