الاشتري
11-09-2012, 10:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم يا كريم
فضل الصلاة على محمد وآل محمد
إن أي قلم يكتب في فضائل الصلاة على محمد و آل محمد سوف يجف و تنفذ الأوراق . لكننا في هذه السطور سنوجز بعض الفضائل للفائدة و لجزيل الثواب بإذن الله ، إذ إننا على يقين من الأجر من خلال الكتابة في مثل هذا الموضوع و هو خير الدنيا و الآخرة إن شاء الله .
قال صلى الله عليه و آله وسلم : "من صلى علي عند قبري وكلَّ الله به ملكاً يبلغني ، و كُفي أمر دنياه وآخرته وكنت له يوم القيامة شهيداً أو شفيعاً " .
من خلال ما تقدم سنتناول فضل الصلاة على محمد و آله من عدة نقاط و هي :
أولاً : معنى الصلاة على محمد و آل محمد
العديد من المفسرين و اللغويين و شراح الحديث تعرضوا لمعنى الصلاة على محمد و آل محمد و حاصل الجميع أنها " الدعاء و الثناء و التبجيل و التعظيم و الرحمة ".
إن صلاة الله تعالى على نبيه هي تعظيمه في الدنيا بإعلاء كلمته و إبقاء شريعته و في الآخرة بتضعيف مثوبته و الزيادة في رفع درجته ، و إن كانت الصلاة من الملائكة فمعناها الدعاء له و الثناء عليه ، و إن كانت من المؤمنين فمعناها الدعاء له برفع درجته و علو منزلته .
عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام أنه قال : " صلاة الله رحمة من الله ، و صلاة الملائكة تزكية منهم له ، و صلاة المؤمنين دعاء منهم له " .
و عليه فالمراد من صلاة الله تعالى هي تعطفه على رسوله بالمزيد من الرحمة و صلاة الملائكة استغفارهم له و هو يوجب الرحمة أيضاً و صلاة المؤمنين هي تعطفهم على الرسول بطلب التعطف من الله تعالى له . وفي الشق الثاني " تكملة الصلاة " أي آل محمد وقع الخلاف في المراد من آل محمد ؟ فقيل أنهم أصحاب الكساء و قيل مطلق الذرية و في هذا اختلافات كثيرة و الموضوع يطول لذلك نكتفي نحن الإمامية بالقول الأول أنهم أصحاب الكساء .
و من يحب الزيادة في هذا الموضوع يراجع "النور المبين في فضل الصلاة على محمد و آله الطاهرين للسيد حسين طالب " .
ثانياً : خواص الصلاة على محمد و آل محمد
للصلاة على نبينا محمد و آله الطاهرين خواص و فوائد و آثار تعود إليهم و إلى المصلي من العباد ، أما الفوائد التي تعود إلى المصلي فهي عديدة نذكر منها ما يلي :
1- تلبية نداء الله تعالى و رسوله:
قال تعالى " إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما " فمعنى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا " نداء و دعوة منه تعالى للذين تشرفوا بالإيمان أن يصلوا على النبي"ص" أداءً لحقه الواجب عليهم تجاهه فمن يصلي عليه في الصلاة الواجبة و في غيرها من الأزمنة و الأمكنة فهو يلبي نداء و يستجيب لدعوته تبارك وتعالى .
أنها من تمتم الصلاة : إن من صلى الصلاة الواجبة أو المستحبة و لم يصلي على محمد وآل محمد لم تقبل منه صلاة وفي الرواية سئل الإمام زين العابدين"ع" عن تمام الصلاة فقال : " الصلاة على محمد و آل محمد " .
2- زيادة الحسنات:
روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " من صلى علي من أمتي مرة واحدة كتبت له عشر حسنات ، و محيت عنه عشر سيئات ".
3- أنها من أفضل الأعمال:
عن عبد السلام بن نعيم قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام "أني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على النبي و آله " فقال :عليه السلام " و لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت " .
4- تثقل الميزان:
روي أن أثقل ما يوضع في الميزان من الأعمال هو الصلاة على محمد و آله فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أنا عند الميزان يوم القيامة فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة على حتى أُثقل بها حسناته " .
5- كفارة للذنوب:
روي عـن الإمام عـلي بن موسى الرضا عليهما السلام قال : " من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد و آله فإنها تهدم الذنوب هدماً " ، و عن الإمام علي عليه السلام : " الصلاة على النبي أمحق للخطايا من الماء للنار " .
6- الخروج من الظلمات إلى النور:
عن إسحاق بن فروخ قال : قال أبو عبدالله عليه السلام " يا إسحاق بن فروخ من صلى على محمد و آله عشراً ، صلى الله عليه و ملائكته ألفاً " أما تسمع قول الله تعالى " هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيماً "
7- إنها ترفع النفاق:
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إرفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب النفاق " .
8- تطرد الشياطين:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أن الشيطان إثنان ، شيطان الجن و يبعد بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وشيطان الأنس و يبعد بالصلاة على النبي و آله " .
9- توجب محبة الله تعالى و القرب من النبي (ص):
فعن الإمام الهادي عليه السلام قال: " إنما اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلاً لكثرة الصلاة على محمد و أهل بيته ".
10- إنها تعين على أهوال الآخـرة:
قـال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صلى علي ألف مرة حرم الله جسده على النار ، وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة و عند المسالة و أدخله الجنة و جاءت صلاته علي لها نور يوم القيامة على الصراط مسيرة خمسمائة عام ، و أعطاه الله بكل صلاة صلاها علي قصراً في الجنة قل ذلك أو كثر " .
11- أنها من موجبات الشفاعة:
فعن الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من أراد التوصل إلىَّ و أن تكون له عندي يد اشفع له بها يوم القيامة فليصلي على أهل بيتي و يدخل السرور عليهم ".
12-أنها توجب استجابة الدعاء:
عن الإمام علي عليه السلام قال : " كل دعاء محجوب عن السماء حتى تصلي على محمد و آله " ، و عنه عليه السلام قال : " إذا كانت لك إلى الله حاجة ، فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله"ص" ثم سل حاجتك ، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما و يمنع الأخرى "
13- أنها توجب قضاء الحوائج:
عن رسول الله " من عسرت عليه حاجة فليكثر بالصلاة علىَّ فإنها تكشف الهموم والغموم و تكثر الأرزاق و تقضي الحوائج " .
14- توجب التذكر بعد النسيان :
15-تزيل الفقر و تورث الغنى:
روي أن فقيراً شكا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من شدة الفقر فقال له: " إن أردت أن يغنيك الله فصلي علىَّ و على آلي ".
17- تورث العافية:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صلى على مرة فتح الله عليه باباً من العافية )) .
18- أنها توجب رؤية النبي"ص" أو الأئمة "ع" أو الموتى في المنام :
عن أبي هاشم قال : جاء رجل إلى الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام و قال : يابن رسول الله إن أبي قد مات و كان له مال و لست أقع على ماله و لي عيال كثير و أنا من مواليكم فأغثني فقال عليه السلام : " إذا صليت العشاء الآخرة فصلي على محمد و آل محمد فإن أباك يأتيك في النوم و يخبرك بأمر المال " ، ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم فقال يا بني مالي في موضع كذا فخذه و امضِ إلى ابن رسول الله و أخبره أني دللتك على المال فذهب الرجل و أخذ المال و أخبر الإمام بأمر المال فقال : " الحمد لله الذي أكرمك و اصطفاك ".
ثالثاً : فائدة الصلاة على محمد و آل محمد :
في النقطة الثانية تحدثنا عن الفوائد التي تعود على المصلي لكن هل أن فائدة الصلاة تعود أيضاً إلى النبي و آله الطاهرين ؟ ..
أن الفائدة تعود إلى المصلي فحسب كما ذكرنا أعلاه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم و الأئمة عليهم السلام قد بلغوا من الكمال و الفضل مرتبة لا يمكن الزيادة عليها و لم يبق من فضل و علو وسمو و كمال إلا وقد جمعوه لذلك فصلواتنا عليهم لا تزيدهم في كمالهم و علو درجاتهم و إنما تنفعنا بالتقرب بها إليهم صلوات الله عليهم .
كما يقول: الشهيد الثاني رحمه الله في الروضة " غاية السؤال بالصلاة عائدة إلى المصلي لأن الله تعالى قد أعطى نبية من المنزلة و الزلفى لديه ما لا يؤثر فيه صلاة مصلي كما نطقت به الأخبار و صرح به العلماء الأخيار " .
رابعاً : أحكام الصلاة على محمد و آل محمد
وقع الكلام بين الفقهاء رضوان الله عليهم في حكم الصلاة على محمد و آل محمد فقيل بوجوبها في العمر مرة وقيل بوجوبها في كل مجلس مرة و قيل بوجوبها كلما ذكره الإنسان . إلا أن المشهور بين العلماء هو الاستحباب إلا في بعض المواضع منها :
1- في الصلوات الواجبة :
فعن أبو عبدالله عليه السلام قال : " إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تمام الصلاة إذا تركها متعمداً فلا صلاة له " .
2- في خطبة صلاة الجمعة.
و أما مواضع الاستحباب فهي عديدة نذكر منها على سبيل الحصر :
1- كلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
فعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: " البخيل حقاً من ذُكرت عنده فلم يُصلي علي "
2- عند الركوع و السجود:
فعن الباقر عليه السلام قال : " من قال في ركوعه و سجوده و قيامه : صلى الله على محمد و آله كتب له بمثل الركوع و السجود و القيام ".
3- بعد صلاة الفجر .
4- عند الدخول إلى المسجد و الخروج منه .
5- في كل مجلس:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله تعالى و لم يصلوا على نبيهم إلا كان ذلك المجلس حسرة و بالاً عليهم " .
6- يوم الجمعة .
خامساً : كيفية الصلاة على محمد و آل محمد:
قال صلى الله عليه و آله وسلم: " قولوا اللهم صلي على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم أنك حميد مجيد و بارك على محمد و آل محمد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم " . و عن أبي حمزة عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى " إن الله و ملائكته ... " فقال : الصلاة من الله عز و جل رحمة و من الملائكة تزكية و من الناس دعاء ، و أما قوله عز و جل " و سلموا تسليماً " فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه . قال قلت له : فكيف نصلي على محمد و آله ؟ . قال عليه السلام : تقولون " صلوات الله و صلوات ملائكته و أنبيائه و رسله و جميع خلقه على محمد و آل محمد و السلام عليه و عليهم ورحمة الله و بركاته ".
ولا يخفى أن الاختلاف في كيفية الصلاة يقتضي العمل بأي واحد منهما إلا أن الكيفية المجزية ما ورد في التشهد و هي " اللهم صلي على محمد و آل محمد ".
سادساً : الصلاة البتراء:
ينبغي الصلاة على " آل محمد " بعد الصلاة عليه بأن يقول المصلي " اللهم صلي على محمد و آل محمد " و لا يُكتفى بقول " اللهم صلي على محمد " ، فإنها من الصلاة البتراء التي لا تقبل و توجب البعد عن رحمة الله تعالى و التي نهت عنها الأحاديث الشريفة المنقولة من طرف الشيعة و السنة .
عن طريق الشيعة :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " من قال : صلى الله على محمد و آله ، قال الله جل جلاه : صلى الله عليك " فليُكثر من ذلك ، و من قال : صلى الله على محمد و لم يصلي على آله لم يجد ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام " .
عن طريق السنة:
روى ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة ، عن النبي"ص" أنه قال : " لاتصلوا علي الصلاة البتراء فقالوا : و ما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صلي على محمد و تمسكون بل قولوا : اللهم صلي على محمد و آل محمد " .
و في نهاية الموضوع ننقل لكم رواية من أروع الروايات في فضل الصلاة على محمد و آل محمد . روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " عندما وصلت إلى السماء ليلة المعراج رأيت ملكاً له ألف يد في كل يد ألف أصبع مشغولاً بالحساب و العد ، فسألت جبرائيل : من هو هذا الملك ؟ و ماذا يحسب ؟ قال جبرائيل : هذا الملك موكل بقطرات المطر يحصي كم قطرة تنزل من السماء إلى الأرض فقلت لذلك الملك : أنت تعلم كم قطرة من المطر نزلت من السماء إلى الأرض مذ خلق الله الدنيا . قال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق إلى الخلق إني لأعلم بالإضافة إلى ما ذكرت كم قطرة نزلت في الصحراء و كم قطرة نزلت في المعمورة و كم قطرة في البساتين و كم قطرة في الأرض المالحة و كم قطرة في المقابر . قال رسول الله"ص" : فعجبت من حفظه و تذكره في الحساب ، قال : يا رسول الله و إني مع حفظي هذا و تذكري و أيدي و أصابعي لعاجز عن حساب شيء واحد ، قلت : ما هو ؟ قال : قوم من أمتك يجتمعون في مكان فيذكر اسمك أمامهم فيصلون عليك فإني لا أستطيع إحصاء ثوابهم " .
اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و أرحمنا بهم يا كريم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم يا كريم
فضل الصلاة على محمد وآل محمد
إن أي قلم يكتب في فضائل الصلاة على محمد و آل محمد سوف يجف و تنفذ الأوراق . لكننا في هذه السطور سنوجز بعض الفضائل للفائدة و لجزيل الثواب بإذن الله ، إذ إننا على يقين من الأجر من خلال الكتابة في مثل هذا الموضوع و هو خير الدنيا و الآخرة إن شاء الله .
قال صلى الله عليه و آله وسلم : "من صلى علي عند قبري وكلَّ الله به ملكاً يبلغني ، و كُفي أمر دنياه وآخرته وكنت له يوم القيامة شهيداً أو شفيعاً " .
من خلال ما تقدم سنتناول فضل الصلاة على محمد و آله من عدة نقاط و هي :
أولاً : معنى الصلاة على محمد و آل محمد
العديد من المفسرين و اللغويين و شراح الحديث تعرضوا لمعنى الصلاة على محمد و آل محمد و حاصل الجميع أنها " الدعاء و الثناء و التبجيل و التعظيم و الرحمة ".
إن صلاة الله تعالى على نبيه هي تعظيمه في الدنيا بإعلاء كلمته و إبقاء شريعته و في الآخرة بتضعيف مثوبته و الزيادة في رفع درجته ، و إن كانت الصلاة من الملائكة فمعناها الدعاء له و الثناء عليه ، و إن كانت من المؤمنين فمعناها الدعاء له برفع درجته و علو منزلته .
عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام أنه قال : " صلاة الله رحمة من الله ، و صلاة الملائكة تزكية منهم له ، و صلاة المؤمنين دعاء منهم له " .
و عليه فالمراد من صلاة الله تعالى هي تعطفه على رسوله بالمزيد من الرحمة و صلاة الملائكة استغفارهم له و هو يوجب الرحمة أيضاً و صلاة المؤمنين هي تعطفهم على الرسول بطلب التعطف من الله تعالى له . وفي الشق الثاني " تكملة الصلاة " أي آل محمد وقع الخلاف في المراد من آل محمد ؟ فقيل أنهم أصحاب الكساء و قيل مطلق الذرية و في هذا اختلافات كثيرة و الموضوع يطول لذلك نكتفي نحن الإمامية بالقول الأول أنهم أصحاب الكساء .
و من يحب الزيادة في هذا الموضوع يراجع "النور المبين في فضل الصلاة على محمد و آله الطاهرين للسيد حسين طالب " .
ثانياً : خواص الصلاة على محمد و آل محمد
للصلاة على نبينا محمد و آله الطاهرين خواص و فوائد و آثار تعود إليهم و إلى المصلي من العباد ، أما الفوائد التي تعود إلى المصلي فهي عديدة نذكر منها ما يلي :
1- تلبية نداء الله تعالى و رسوله:
قال تعالى " إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما " فمعنى قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا " نداء و دعوة منه تعالى للذين تشرفوا بالإيمان أن يصلوا على النبي"ص" أداءً لحقه الواجب عليهم تجاهه فمن يصلي عليه في الصلاة الواجبة و في غيرها من الأزمنة و الأمكنة فهو يلبي نداء و يستجيب لدعوته تبارك وتعالى .
أنها من تمتم الصلاة : إن من صلى الصلاة الواجبة أو المستحبة و لم يصلي على محمد وآل محمد لم تقبل منه صلاة وفي الرواية سئل الإمام زين العابدين"ع" عن تمام الصلاة فقال : " الصلاة على محمد و آل محمد " .
2- زيادة الحسنات:
روي عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم " من صلى علي من أمتي مرة واحدة كتبت له عشر حسنات ، و محيت عنه عشر سيئات ".
3- أنها من أفضل الأعمال:
عن عبد السلام بن نعيم قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام "أني دخلت البيت فلم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على النبي و آله " فقال :عليه السلام " و لم يخرج أحد بأفضل مما خرجت " .
4- تثقل الميزان:
روي أن أثقل ما يوضع في الميزان من الأعمال هو الصلاة على محمد و آله فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أنا عند الميزان يوم القيامة فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة على حتى أُثقل بها حسناته " .
5- كفارة للذنوب:
روي عـن الإمام عـلي بن موسى الرضا عليهما السلام قال : " من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمد و آله فإنها تهدم الذنوب هدماً " ، و عن الإمام علي عليه السلام : " الصلاة على النبي أمحق للخطايا من الماء للنار " .
6- الخروج من الظلمات إلى النور:
عن إسحاق بن فروخ قال : قال أبو عبدالله عليه السلام " يا إسحاق بن فروخ من صلى على محمد و آله عشراً ، صلى الله عليه و ملائكته ألفاً " أما تسمع قول الله تعالى " هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيماً "
7- إنها ترفع النفاق:
فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إرفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب النفاق " .
8- تطرد الشياطين:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " أن الشيطان إثنان ، شيطان الجن و يبعد بلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وشيطان الأنس و يبعد بالصلاة على النبي و آله " .
9- توجب محبة الله تعالى و القرب من النبي (ص):
فعن الإمام الهادي عليه السلام قال: " إنما اتخذ الله تعالى إبراهيم خليلاً لكثرة الصلاة على محمد و أهل بيته ".
10- إنها تعين على أهوال الآخـرة:
قـال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صلى علي ألف مرة حرم الله جسده على النار ، وثبته بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة و عند المسالة و أدخله الجنة و جاءت صلاته علي لها نور يوم القيامة على الصراط مسيرة خمسمائة عام ، و أعطاه الله بكل صلاة صلاها علي قصراً في الجنة قل ذلك أو كثر " .
11- أنها من موجبات الشفاعة:
فعن الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من أراد التوصل إلىَّ و أن تكون له عندي يد اشفع له بها يوم القيامة فليصلي على أهل بيتي و يدخل السرور عليهم ".
12-أنها توجب استجابة الدعاء:
عن الإمام علي عليه السلام قال : " كل دعاء محجوب عن السماء حتى تصلي على محمد و آله " ، و عنه عليه السلام قال : " إذا كانت لك إلى الله حاجة ، فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله"ص" ثم سل حاجتك ، فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما و يمنع الأخرى "
13- أنها توجب قضاء الحوائج:
عن رسول الله " من عسرت عليه حاجة فليكثر بالصلاة علىَّ فإنها تكشف الهموم والغموم و تكثر الأرزاق و تقضي الحوائج " .
14- توجب التذكر بعد النسيان :
15-تزيل الفقر و تورث الغنى:
روي أن فقيراً شكا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من شدة الفقر فقال له: " إن أردت أن يغنيك الله فصلي علىَّ و على آلي ".
17- تورث العافية:
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " من صلى على مرة فتح الله عليه باباً من العافية )) .
18- أنها توجب رؤية النبي"ص" أو الأئمة "ع" أو الموتى في المنام :
عن أبي هاشم قال : جاء رجل إلى الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام و قال : يابن رسول الله إن أبي قد مات و كان له مال و لست أقع على ماله و لي عيال كثير و أنا من مواليكم فأغثني فقال عليه السلام : " إذا صليت العشاء الآخرة فصلي على محمد و آل محمد فإن أباك يأتيك في النوم و يخبرك بأمر المال " ، ففعل الرجل ذلك فرأى أباه في النوم فقال يا بني مالي في موضع كذا فخذه و امضِ إلى ابن رسول الله و أخبره أني دللتك على المال فذهب الرجل و أخذ المال و أخبر الإمام بأمر المال فقال : " الحمد لله الذي أكرمك و اصطفاك ".
ثالثاً : فائدة الصلاة على محمد و آل محمد :
في النقطة الثانية تحدثنا عن الفوائد التي تعود على المصلي لكن هل أن فائدة الصلاة تعود أيضاً إلى النبي و آله الطاهرين ؟ ..
أن الفائدة تعود إلى المصلي فحسب كما ذكرنا أعلاه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم و الأئمة عليهم السلام قد بلغوا من الكمال و الفضل مرتبة لا يمكن الزيادة عليها و لم يبق من فضل و علو وسمو و كمال إلا وقد جمعوه لذلك فصلواتنا عليهم لا تزيدهم في كمالهم و علو درجاتهم و إنما تنفعنا بالتقرب بها إليهم صلوات الله عليهم .
كما يقول: الشهيد الثاني رحمه الله في الروضة " غاية السؤال بالصلاة عائدة إلى المصلي لأن الله تعالى قد أعطى نبية من المنزلة و الزلفى لديه ما لا يؤثر فيه صلاة مصلي كما نطقت به الأخبار و صرح به العلماء الأخيار " .
رابعاً : أحكام الصلاة على محمد و آل محمد
وقع الكلام بين الفقهاء رضوان الله عليهم في حكم الصلاة على محمد و آل محمد فقيل بوجوبها في العمر مرة وقيل بوجوبها في كل مجلس مرة و قيل بوجوبها كلما ذكره الإنسان . إلا أن المشهور بين العلماء هو الاستحباب إلا في بعض المواضع منها :
1- في الصلوات الواجبة :
فعن أبو عبدالله عليه السلام قال : " إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من تمام الصلاة إذا تركها متعمداً فلا صلاة له " .
2- في خطبة صلاة الجمعة.
و أما مواضع الاستحباب فهي عديدة نذكر منها على سبيل الحصر :
1- كلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
فعن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال: " البخيل حقاً من ذُكرت عنده فلم يُصلي علي "
2- عند الركوع و السجود:
فعن الباقر عليه السلام قال : " من قال في ركوعه و سجوده و قيامه : صلى الله على محمد و آله كتب له بمثل الركوع و السجود و القيام ".
3- بعد صلاة الفجر .
4- عند الدخول إلى المسجد و الخروج منه .
5- في كل مجلس:
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " ما من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله تعالى و لم يصلوا على نبيهم إلا كان ذلك المجلس حسرة و بالاً عليهم " .
6- يوم الجمعة .
خامساً : كيفية الصلاة على محمد و آل محمد:
قال صلى الله عليه و آله وسلم: " قولوا اللهم صلي على محمد و آل محمد كما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم أنك حميد مجيد و بارك على محمد و آل محمد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم " . و عن أبي حمزة عن أبيه قال : سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله تعالى " إن الله و ملائكته ... " فقال : الصلاة من الله عز و جل رحمة و من الملائكة تزكية و من الناس دعاء ، و أما قوله عز و جل " و سلموا تسليماً " فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه . قال قلت له : فكيف نصلي على محمد و آله ؟ . قال عليه السلام : تقولون " صلوات الله و صلوات ملائكته و أنبيائه و رسله و جميع خلقه على محمد و آل محمد و السلام عليه و عليهم ورحمة الله و بركاته ".
ولا يخفى أن الاختلاف في كيفية الصلاة يقتضي العمل بأي واحد منهما إلا أن الكيفية المجزية ما ورد في التشهد و هي " اللهم صلي على محمد و آل محمد ".
سادساً : الصلاة البتراء:
ينبغي الصلاة على " آل محمد " بعد الصلاة عليه بأن يقول المصلي " اللهم صلي على محمد و آل محمد " و لا يُكتفى بقول " اللهم صلي على محمد " ، فإنها من الصلاة البتراء التي لا تقبل و توجب البعد عن رحمة الله تعالى و التي نهت عنها الأحاديث الشريفة المنقولة من طرف الشيعة و السنة .
عن طريق الشيعة :
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: " من قال : صلى الله على محمد و آله ، قال الله جل جلاه : صلى الله عليك " فليُكثر من ذلك ، و من قال : صلى الله على محمد و لم يصلي على آله لم يجد ريح الجنة و ريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام " .
عن طريق السنة:
روى ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة ، عن النبي"ص" أنه قال : " لاتصلوا علي الصلاة البتراء فقالوا : و ما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللهم صلي على محمد و تمسكون بل قولوا : اللهم صلي على محمد و آل محمد " .
و في نهاية الموضوع ننقل لكم رواية من أروع الروايات في فضل الصلاة على محمد و آل محمد . روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " عندما وصلت إلى السماء ليلة المعراج رأيت ملكاً له ألف يد في كل يد ألف أصبع مشغولاً بالحساب و العد ، فسألت جبرائيل : من هو هذا الملك ؟ و ماذا يحسب ؟ قال جبرائيل : هذا الملك موكل بقطرات المطر يحصي كم قطرة تنزل من السماء إلى الأرض فقلت لذلك الملك : أنت تعلم كم قطرة من المطر نزلت من السماء إلى الأرض مذ خلق الله الدنيا . قال : يا رسول الله والذي بعثك بالحق إلى الخلق إني لأعلم بالإضافة إلى ما ذكرت كم قطرة نزلت في الصحراء و كم قطرة نزلت في المعمورة و كم قطرة في البساتين و كم قطرة في الأرض المالحة و كم قطرة في المقابر . قال رسول الله"ص" : فعجبت من حفظه و تذكره في الحساب ، قال : يا رسول الله و إني مع حفظي هذا و تذكري و أيدي و أصابعي لعاجز عن حساب شيء واحد ، قلت : ما هو ؟ قال : قوم من أمتك يجتمعون في مكان فيذكر اسمك أمامهم فيصلون عليك فإني لا أستطيع إحصاء ثوابهم " .
اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم و أرحمنا بهم يا كريم